logo
جذور الأعمال العدائية مع جبهة الحق عند الإمام السجاد (ع)

جذور الأعمال العدائية مع جبهة الحق عند الإمام السجاد (ع)

إن "الصحيفة السجادية" ليست مجرد مجموعة من الأدعية والمناجاة، بل هي أيضًا كتاب تاريخي واجتماعي وتربوي يروي عمق معاناة المجتمع الشيعي وهمومه ومقاومته في واحدة من أصعب الفترات في تاريخ الإسلام. وقد نطق الإمام السجاد (عليه السلام) بهذه الأدعية في وقت كانت فيه أجواء المدينة المنورة وسائر البلاد الإسلامية مليئة بالحسد والعداء والافتراء والضغوط السياسية والاجتماعية الشديدة؛ بعد واقعة عاشوراء، وتحديدًا بعد سيطرة الأمويين، تعرّض أهل بيت النبي (ص) وأصحابهم المخلصين لأشدّ الهجمات والشبهات.
ومع أن موضوعات هذه الأدعية تتجاوز حدود الزمان والمكان، إلا أنها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالأحداث الاجتماعية والسياسية في عصر الإمام السجاد (عليه السلام). فبسبب مكانتهم الروحية والصالحة، كان أهل البيت (عليهم السلام) هدفًا للحسد والعنف والإذلال، ولشتى أنواع المؤامرات والإشاعات. إن هذه الأدعية لغةٌ واضحةٌ ومعبرةٌ عن آلام ومعاناة إنسانٍ مؤمنٍ حرٍّ، يقاوم موجة الافتراء والقذف وكراهية من حوله، لكن قلبه معلقٌ بالصبر والتوكل على الله.
نقرأ في جزءٍ من الدعاء الـ 49 للصحيفة السجادية، نقرأ:
" وَكَمْ مِنْ حَاسِدٍ قَدْ شَرِقَ بِي بِغُصَّتِهِ، وَشَجِيَ مِنِّي بِغَيْظِهِ، وَسَلَقَنِي بِحَدِّ لِسَانِهِ، وَوَحَرَنِي بِقَرْفِ عُيُوبِهِ، وَجَعَلَ عِرْضِي غَرَضاً لِمَرَامِيهِ، وَقَلَّدَنِي خِلَالًا لَمْ تَزَلْ فِيهِ، ووَحَرَنِي بِكَيْدِهِ، وَ قَصَدَنِي بِمَكِيدَتِهِ".
عصر ظلم الأمويين وعدائهم
بعد واقعة كربلاء، تعرّض الإمام السجاد (عليه السلام)، لمضايقات أعدائه، وتحديدًا الحكام الأمويين. كان يرى الأمويون في الإمام السجاد (ع) تهديدًا لحكمهم، وسعوا جاهدين لتشويه سمعته بين الناس بنشر الشائعات والاتهام والتشهير به. حتى أن شخصيات مثل هشام بن عبد الملك كانت تُهين الإمام (ع) علنًا وتُنسب إليه صفات باطلة.
كان الحسد على مكانة الإمام السجاد (ع) الروحية وشعبيته بين الناس أساسًا لكثير من هذه العداوات. كما يقول الله تعالى في القرآن الكريم عن جذور الحسد على أوليائه: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِه...﴾ (سورة النساء، الآية ٥٤). وحسب الأحاديث، فإن المقصود بـ "الناس" في هذه الآية هم أهل البيت (عليهم السلام) والأئمة المعصومين (ع)، الذين حسدوهم على ما نالوه من إمامة وعلم وفضل إلهي.
يُظهر هذا التحليل جليًا أن جذور كثير من العداوات والبغضاء التي نشأت تجاه أهل البيت (عليهم السلام) من قِبل الأمويين واليهود، ومن بعدهم العباسيين في تاريخ الإسلام، كان الحسد على كرامتهم ومكانتهم وملكهم وخلافتهم الإلهية؛ لأن الله منحهم نعمة خاصة، كالإمامة والعلم وقيادة الأمة. وقد دفع هذا الوضع المتميز هذه الجماعات، بدلًا من قبول فضائل أهل البيت الإلهية، إلى الحسد في قلوبهم، وسعوا عمليًا إلى حرمانهم من هذه المناصب والامتيازات، والتمسك بمنصب الخلافة والحكم لأنفسهم.
ولذلك شهد تاريخ الإسلام بعد النبي محمد (ص) محاولاتٍ متواصلة للاستيلاء على الخلافة والإمامة وتهميش أهل البيت (ع)؛ فلم يقتصر الأمر على تجاهل حقهم في القيادة الدينية والسياسية، بل سعوا أيضًا، من خلال تشويه سمعتهم وإذلالهم، إلى التقليل من مكانتهم الاجتماعية والروحية، وتحويل ملكيتهم الظاهرة إلى سلطةٍ مباشرة لأنفسهم. ومن ناحيةٍ أخرى، ظل هذا الحسد ومحاولة اغتصاب ممتلكات أهل البيت (ع) ومكانتهم مصدرا للعداء والرفض، بل والعداء العلني لهم ولأتباعهم.
تحلى الإمام السجاد وسائر أهل البيت (عليهم السلام) بأقصى درجات الصبر و الأخلاق الإسلامية في مواجهة كل هذا الاضطهاد والعداء؛ فلم يردّ الإمام بقسوة ولا بانتقام، حتى أدعية كهذه التي رفعوها دلت على سموّ روحهم ونظرتهم التوحيدية.
ويقبل الإمام السجاد (ع) في مواجهة الافتراءات والقذف ودسائس أعدائه، على الدعاء والتوكل والخير في وجه الشر، مما أدى في نهاية المطاف إلى ازدياد شعبيته بين الناس وتخليد شخصيته كقدوة إلهية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الامام زين العابدين والقرآن الكريم في تفسير الميزان للطباطبائي (ح 1)
الامام زين العابدين والقرآن الكريم في تفسير الميزان للطباطبائي (ح 1)

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 15 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

الامام زين العابدين والقرآن الكريم في تفسير الميزان للطباطبائي (ح 1)

الدكتور فاضل حسن شريف 1- في المجمع،: في قوله: "وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا" (التوبة 18) وقرأ علي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليه‌ السلام ـ وأبو عبد الرحمن السلمي. خالفوا. 2- وفي المعاني، بإسناده عن عبد الله بن الفضل عن أبيه قال. سمعت أبا خالد الكابلي يقول: سمعت زين العابدين علي بن الحسين عليه‌ السلام يقول: الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس والزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف وكفران النعم وترك الشكر، قال الله عز وجل: "إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ" (الرعد 11). 3- الحجة على لزوم تأييد النبي بالمعجزة، وما ذكره عليه‌ السلام منطبق على ما ذكرناه في البحث عن الاعجاز في بيان قوله تعالى: "وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله" (البقرة 23). مسألة عدم خلو الارض عن الحجة وسيأتي بيانه إنشاء الله. وفي المعاني والخصال عن عتبة الليثي عن أبي ذر رحمه‌الله قال: قلت يا رسول الله كم النبيون؟ قال: مأة وأربعة وعشرون الف نبي، قلت: كم المرسلون منهم؟ قال ثلثمأة وثلاثة عشر جما غفيرا، قلت من كان أول الانبياء؟ قال: آدم، قلت: وكان من الانبياء مرسلا؟ قال: نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه، ثم قال يا أبا ذر أربعة من الانبياء سريانيون: آدم، وشيث، وأخنوخ وهو ادريس وهو أول من خط بالقلم، ونوح، وأربعة من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ونبيك محمد صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله وسلم، وأول نبي من بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وستمأة نبي، قلت: يا رسول الله كم أنزل الله تعالى من كتاب؟ قال: مأة كتاب وأربعة كتب، أنزل الله على شيث خمسين صحيفة وعلى إدريس ثلثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين صحيفة، وانزل التوراة، والانجيل، والزبور، والفرقان. اقول: والرواية وخاصة صدرها المتعرض لعدد الانبياء والمرسلين من المشهورات روتها الخاصة والعامة في كتبهم، وروى هذا المعنى الصدوق في الخصال والامالي عن الرضا عن آبائه عن النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله وسلم وعن زيد بن علي عن آبائه عن امير المؤمنين عليه‌ السلام ورواه ابن قولويه في كامل الزيارة، والسيد في الاقبال عن السجاد عليه‌ السلام، وفي البصائر عن الباقر عليه‌ السلام. 4- قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك؟ قال: أما سمعت الله يقول: "أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ" (هود 17) فرسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله على بينة من ربه وأنا الشاهد له ومنه. أقول: وروى هذا المعنى المفيد في الأمالي، مسندا وفي كشف الغمة، مرسلا عن عباد بن عبد الله الأسدي عنه عليه‌ السلام، والعياشي في تفسيره مرسلا عن جابر عن عبد الله بن يحيى عنه عليه‌ السلام وكذا ابن شهرآشوب عن الطبري بإسناده عن جابر بن عبد الله عنه عليه‌ السلام وكذا عن الأصبغ وعن زين العابدين والباقر والصادق عليه‌ السلام عنه عليه‌ السلام. 5- أخرج البيهقي عن علي بن الحسين: إن جارية جعلت تسكب عليه الماء يتهيأ للصلاة فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجه فرفع رأسه إليها، فقالت: إن الله يقول: "وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ" (آل عمران 134)، قال: قد كظمت غيظي، قالت: "وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ" (آل عمران 134)، قال: قد عفا الله عنك، قالت "وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران 134)، قال: اذهبي فأنت حرة. أقول: وهو مروي من طرق الشيعة أيضا، وظاهر الرواية أنه عليه‌ السلام يفسر الإحسان بما يزيد على هذه الصفات وهو كذلك بحسب إطلاق مفهومه غير أن الصفات المذكورة قبله من لوازم معناه فمن الممكن أن يعرف بها الإحسان.

مجلس حسيني / بحث وتعليق حول شخصية العباس {ع}
مجلس حسيني / بحث وتعليق حول شخصية العباس {ع}

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 15 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

مجلس حسيني / بحث وتعليق حول شخصية العباس {ع}

رأى دَمَه للقَنا منهلاً /// وأوصالُه للضُبا مرتَعا قطيع اليمينِ عَفير الجبين //تشقُ النصالُ له مضجَعا أبدرَ العشيرةِ من هاشم// افلت وهيهاتَ أن تطلعا فقدتُك يا بنَ أبي واحداً// ثكلتُ به مُضرُ أجمــعا لقد هَجعت أعيُن الشامتين/وأخرى لفقدكَ لن تَهجَعا بكيتُ على ربعكم قاحلاً// فأخصَبَ من أدمعي مُمرعا جزعتُ ولولا الذي قد أصابَ/بني الوحي ما كدتُ أجزعــا بيوم به ضاعَ عهدُ النـــبيّ////وخانت أميّةُ ما استودعــا غداة أبو الفضل لف الصفوف// وفلَّ الضبا والقنا شُرِّعــا رعى بالوفاء عهود الأخاء//رعى الله ذمة موف رعى فتى ذكَّر القومَ مُذ راعهم /// أباهُ الفتى البطل الأروعا إذا ركَع السيفُ في كفِّه// هَوت هامُهم سُجّداً رُكعاً ((اصوات الحرب قرعت طبلها **لأن عباس بالحـــومة طبلها بس هو نوصف سيفه طبلها** يداوي الملتزم بفعال امية ((هله باسمك يلوك عليك ..عباس**اسد هاشم وسط الكوم عباس مالوم الذي سماك ..عباس** اسد وانت الشبل بالغاضريه ((شُجاع وجلمته حكمة وراية **بيمينه سيف يتمايل وراية نده كل صحبته سيرو وراية** نفدّي الروح لولاد الزجية الحديث عن معركة كربلاء له طعم خاص في قلوب المؤمنين .. ليس الشيعة فقط بل جميع المسلمين .حتى غير المسلمين ترى ما هو السبب .؟ لان معركة كربلاء ما كانت فيها مصالح واطماع شخصية والذين اشتركوا فيها ما كان لهم هدف معين الا انهم عشقوا الحق وعرفوه انه مقرون في بيت علي بن ابي طالب وابناءه حيث بينه وافرزه رسول الله{ص} في قوله:( علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما دار) لذلك ما وجدنا مؤمنا حقيقيا تشرب الايمان والحق في قلبه الا ووقف الى جانبهم .يقول الشاعر بدر شاكر السياب : في قصيدة بعنوان رسالة الى يزيد . إرم السـماء بـنـظرة استهـزاء *** و اجعل شرابك مــن دم الاشلاءِ واسحق بظلـّكَ كل عـِرضٍ ناصع** واسحق بنعلكَ اعظـُمَ الـضُـعـَـفاء و اسدرْ بغـيِّـكَ يا يـزيـدُ فـقـد ثوى عـنك الـحُـسينُ مـمَـزّق الاحشاءِ طالعتُ ظـلكَ يـا يـزيـدُ يـرجهُ ****موجُ اللهيـب وعاصـفُ الانــــواء و يـدان مـُوثــقـَتـان بالسوط الـذي**** قد كان يعبثُ امس بالأحياء قمْ واسمعِ اسمَك وهو يغدو سبةً **وانظر لمجدِك وهو محضُ هباءِ وانظر إلى الأجيالِ يأخذُ مقبلٌ ***** عن ذاهبٍ ذكرى أبي الشهداءِ كالمشعلِ الوهّاج إلا أنها ********** نــــــور الإلهِ يجلُّ عن إطفاءِ ياتي سياسي حاقد يقول: ان اللعن كان من الشيعة على يزيد ولكن وجدنا ان اللعن طال بني امية كلهم . وهذا امر غريب ولا نعلم من سيناله اللعن مستقبلا.. اقول: ان كلمة لعن ذكرت في القران ,واخذ الشيعة ثقافتهم وعقيدتهم في اللعن من القران ومن الرسول {ص} . ** ما هي عقيدتنا في اللعن: يتّهم بعض الجاهلين الشيعة أنهم سبّابون لعّانون، هذا وامثاله ليس عنده ثقافة قرانية . بلانه لا يؤمن بما يقوله القران والرسول{ص} ولو رجع هو وامثاله الى القران وسنة النبي{ص} لعلموا أنهم مخطئون لأن الشيعة لا يلعنون جزافا وحسب اهواءهم ومواقفهم.لكن اللعن جزء من العقيدة القرانية بل هي ثقافة قرآنية وردت في آيات كثيرة، وسنبين هذا الأمر فيما يأتي: اولا :معنى اللعن هو: الدعاء على شخص أو أشخاص أن يبعدهم الله تعالى ويطردهم عن رحمته.هو جائز وثابت في الشريعة الإسلامية. والدليل على جوازه من القرآن الكريم آيات كثيرة، منها:قوله تعالى: ((إنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافرينَ وَأَعَدَّ لَهمْ سَعيرًا). وقوله تعالى:(إنَّ الَّذينَ يؤْذونَ اللَّهَ وَرَسولَه لَعَنَهم اللَّه في الدّنْيَا وَالْآخرَة وَأَعَدَّ لَهمْ عَذَابًا مّهينًا).قوله:(.أَلاَ لَعْنَة اللّه عَلَى الظَّالمينَ). وقوله (لَّعْنَة اللّه عَلَى الْكَاذبينَ).. وقوله (أولَـئكَ يَلعَنهم اللّه وَيَلْعَنهم اللَّاعنونَ). وفي السنة الشريفة روايات كثيرة،منها: قوله (ص):(لعنة الله على الراشي والمرتشي).وقوله (من أحدث في المدينة حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله). وقوله (إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله).وقوله{ص}:(جهّزوا جيش أسامة، وفي رواية انفذوا جيش اسامة لعن الله من تخلف عن جيش اسامة). فالشيعة لا يلعنون أحداً إلا من لعنه الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز، أو لعنه الرسول العظيم (ص) وأهل بيته الميامين (ع) في السنّة الشريفة. فعندما لعن السيد بنو امية قاطبة فقد لعنهم رسول الله{ص} ولعن أيضاً معاوية وأباه وأخاه بقوله :(اللهم العن القائد والسائق والراكب) فالراكب هو أبو سفيان ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق...كما لعن أيضاً الحكم بن العاص وابنه مروان.. ليس اللعن عندنا فقط .. ورد في كتاب مستدرك الصحيحين : لما بايع معاوية لابنه يزيد ، قال مروان : سنة أبي بكر وعمر ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: سنة هرقل وقيصر ، فقال : أنزل الله فيك:( والذي قال لوالديه أف لكما) فبلغ كلامه عائشة فقالت : كذب والله ما هو به ، ولكن " رسول الله {ص} لعن الحكم أبا مروان ومروان في صلبه " فمروان قصص من لعنة الله " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، مستدرك الصحيحين ص 679 . اذن الحديث عن معركة كربلاء متصل بتاريخ الإسلام كله لا يمكن عزل معركة الطفوف عن معارك الرسول(ص) لأنها قضية واحدة ..لها اثر كبيراً في الجغرافيا الدينية والثقافية في عصرها وامتدت آثارها إلى يومنا هذا وستستمر إلى يوم القيامة. حين نقول ان معركة كربلاء لها امتداد ديني وثقافي يتصل بحركة الرسول.. لان البعثة النبوية غيرت العقيدة الدينية في مكة لذلك قاوم اهلها ذلك الدين بسبب اقتصادي كون الاسلام يحارب تعاملهم (التجاري) ثم تحولت المعارك الى عقيدة دينية. توضيح الفكرة:عادة الشعوب تتبنى فكر ديني معين ,لكن المشكلة حين يدخل الدين في تصرف المجتمع الاقتصادي .يضعف الدين في نفوس كثير من الناس , بحيث يتصرف كل فرد حسب مشتهاه .البعض يحول الدين الى سياسة .وهذا ما تعرض له الإسلام, فلما يقع السياسي في خطأ , يوجه عدد كبير من الناس اللوم للدين.لو لم يتدخل الإسلام في الاعمال الاقتصادية وطريقة العيش لما حدثت معارك ولا تصادم .ــ الدول العظمى هي التي أوقدت نيران المعارك ضد المسلمين ــ تحولت الحرب بينهم بسبب موقف الدول العظمى آنذاك. استمرت الخلافات بعد الرسول(ص) لم يكن الاسلام بعيد عن المؤامرات ..ملوك ورؤساء فارس وبيزنطة . لغاية اليوم جميع الحروب أساسها الأيدلوجية الاقتصادية . وليس الشعوب. ***انظر إلى الخارطة العسكرية التي كانت في الجزيرة العربية وقت نزول الرسالة,كل مناطق الشمال بلاد الشام محتلة من قبل الروم ومناطق الجنوب محتلة من قبل الفرس بعد إن كانت خاضعة للحبشة فترة من الزمن.واليك تفصيل :.يقول العلماء أن "حاكم البحرين سنة1750 ق.م كان أصله من "[هـجر]الإحساء اليوم ، كانت مدينة ذات ثراء فاحش بسبب مزارعهم ونخيلهم وصناعة الخمور فكانت قوافلهم تصل بابل والى حوض الفرات ثم يتم تحميلها في قوافل لتنتشر البضائع إلى كل مناطق العالم .. قبل 220 ق.م قامت مملكة في الإحساء عرف ملوكها ب"ملوك هجر" الديانة في ولاية هجر مسيحية ولهم أساقفة في أربع ولايات تابعة لهم .. هذه الدولة تسيطر على أراضي واسعة تمتد من البحرين إلى الإحساء إلى الفرات من سوريا إلى بابل . لذلك كانت بعض المعارك التي قادها أهل مكة مدعومة ماديا ولوجستيا من قبل تلك الدولة .لان النبي (ص) حين منع اهل مكة اموال المهاجرين , قام بتأسيس سرايا منع بموجبها القوافل التجارية بين الشام واليمن والعراق .. فلا يمكن ان تسكت الدول العظمى لذلك . .كما نعلم ان النبي حين وصل الى المدينة , قرر إقامة دولة لها جيش وشرطة ونظام .فشنت دولة الروم المسيحية بقوة بمحاربة الاسلام بشخصيات تجار مكة.. فكانت معركة بدر ثم احد , ولما لم تحقق هاتان المعركتان نتيجة ايجابية قررت الدول العظمى الدخول في حرب كونية مع الدولة الإسلامية .هي معركة الاحزاب . ** لذلك غير النبي (ص) سياسته الحربية , بعد الانتصار في الأحزاب ان يقضي على البؤر ومواطيْ القدم للدول العظمى في الجزيرة العربية ..فقام بفتح مكة وبذلك انهى احلامهم تماما .. انتهت احلام اليهود والدولة البيزنطية والدولة الفارسية بعد تحقيق الاستقلال الكامل لجزيرة العرب .. أصبحت المنطقة إسلامية لا وجود لأية قوة مؤثرة .. هنا تعطلت المصالح * لماذا قام النبي محمد(ص) بمحاربة الدولة البيزنطينية ..( الروم) وما علاقة الإسلام بحرب الدول العظمى .؟ الجواب لا يمكن للنبي ان ينئى عن حرب الدولتين لان العالم كان يحكمه قوتان كبيرتان هما : أولا دولة الروم ودولة فارس. فاما ان تعيش ذليلا تحت دولتهم وقوانينهم او ان تقتل , لان ملوك الدول الكبرى يعتبرون انفسهم ابناء الله وشعوبهم شعب الله المختار. وانتصار محمد{ص} والمسلمين بقي غلا وحقدا في قلوب حكام الدول الكبرى . ولما مات رسول الله{ص} بدأت القرارات السياسية تحل محل القرارات الشرعية . حتى وصلت الحال ان لم يبق بين مدرسة اهل البيت{ع} وبين الاخرين من توافق الا التوجه الى القبلة. لذلك قام ابو عبد الله ليامر بالمعروف وينهي عن المنكر{ إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين} لما تم القبض على الكوادر الرئاسية لقريش , لم يعاملهم كبقية المدن المحررة بل أطلق عليهم عنوان(الطلقاء)لان النبي{ص} كان يعرفهم إنهم غير مقتنعين بالإسلام مطلقا ..وفعلا يبين التاريخ إنهم استمروا بالحرب مع ال البيت(ع). عادة جميع الحروب التي قام بها الخلفاء لها مرشحات تستبطن النيات في قلوب المقاتلين , الا في معركة كربلاء . لم يوعد الحسين{ع} احدا من جيشه ان يجعله بمنصب , بل طرح عليهم عدة خيارات .. منها ان يتركوه لوحده لانه هو صاحب المشروع الاصلاحي. ونتذكر لما اجتمع اهل مكه على النبي {ص} وعرضوا مساومة بمال ومناصب للنبي .عرضوا الامر على ابي طالب{ع} قال: الامر عائد اليه .. فساله وخيره وعرض عليه موقفه فقال{ص لعمه ابي طالب" والله ياعم لو وضعوا الشمس عن يميني والقمر عن يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه. والحسين عرضوا عليه ان يضع يده في يد يزيد . فقال { لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل , ولا اقر اقرار العبيد عباد الله اني عذت بالرحمن ربي وربكم من كل متجبر لا يؤمن بيوم الحساب . هذا الامر نعرضه على العباس بن علي{ع} هل للعباس تشابه في المواقف مع ابيه يوم خاض غمار الحروب مع اعداء الله , في السنة الرابعة من الهجرة , يوم جاءت الاحزاب لحرب الاسلام والقضاء عليه , كانت القيادة بيد النبي (ص) ويحمل الراية امير المؤمنين (ع) وفي كربلاء نفس الدول والعشائر جاء احفادهم تحت امرة نفس القائد المشرك ابي سفيان في القيادة , أبو سفيان بن حرب: كان قائد قريش في المعركة. حملة رايات أخرى: حمل رايات قبائلهم قادة آخرون مثل: حُيَيّ بن أخطب: قائد جيش اليهود بني النضير. كنانة بن الربيع: من قادة بني النضير. ابن أبي الحقيق: من قادة بني قريظة. كعب بن أسد: من قادة بني قريظة. اما القبائل كان شيوخ القبائل كلهم يحملون رايات قبيلتهم وكلهم يريدون النيل من محمد {ص} واصحابه . معركة ذوي الرايات" بسبب التحالف الكبير الذي شكله المشركون ضد المسلمين في هذه المعركة. اجتمع في هذا التحالف عدد كبير من القبائل والفرق، ولكل منهم راية وعلم خاص به، مما جعل المعركة تتسم بتنوع الرايات وتعددها، ومن هنا جاءت تسميتها بمعركة ذوي الرايات. فمن هم ..؟ خرجت قريش من كنانة في أربعة آلاف يقودهم أبو سفيان وخرج بنو سليم بسبعمئة يقودهم سفيان بن عبد شمس، وخرجت بنو أسد يقودهم طليحة بن خويلد، وقبائل غطفان بنو فزارة، يقودهم عيينة بن حصن، وبنو مرة أربعمئة يقودهم الحارث بن عوف، وبنو أشجع أربعمئة يقودهم مسعر بن رخيلة، تجمَّعَ الجيش حول المدينة عددهم عشرة آلاف مقاتل، أربعة آلاف من قريش من القبائل المتحالفة . ولما عبر ابن ود العامري كان ممثلا عن جميع هذه القبائل قتله علي بن ابي طالب{ع} .لانه هو حامل لواء المسلمين يوم الخندق. في كربلاء حامل الراية ابن ذلك البطل الذي واجه جيش الاحزاب . .. بطل تورث من ابيه شجاعة .. يصف السيد جعفر الحلي موقف وقتال العباس عَبَسَت وُجوهُ القَومِ خَوفَ المَوتِ والـ//والعبّاسُ فيهم ضاحِكٌ مُتَبَسِّمُ قَلَبَ اليَمينَ على الشِّمالِ وغاصَ في الـ//اوساطِ يَحصُدُ للرؤوسِ ويَحطِمُ بَطَلٌ تورَّثَ مِن أبيه شَجاعَةً// فيها انُوفُ بني الضَّلالَةِ تُرغَمُ قسماً بصارِمِهِ الصَّقيل وإنّني/// في غير صاعقةِ السَّما لا اقسِمُ لولا القَضا لَمَحى الوجودَ بِسَيفهِ //واللهُ يقضي ما يشاءُ ويَحكُمُ وهوى بجنبِ العلقميِّ فليتَهُ//للشاربين به يُدافُ العلقَمُ فمشى لمصرعِهِ الحسينُ وطرفُهُ//بين الخيام وبينَهُ متقسِّمُ فأنكبَّ منحنياً عليه ودمعُهُ//صبغَ البسيط كأنَما هو عندَمُ قد رامَ بلثمُهُ فلم يرَ موضعاً//لم يُدمِهِ عَضُّ السلاحِ فيُلثَمُ نادى وقد ملأَ البواديَ صيحةً// صُمُّ الصخورِ لهولها تتألمُ أأخيَّ يُهنيكَ النَّعيمُ ولم أخَلْ// تَرضى بأن أزرى وأنت منعَّمُ أأخيَّ مَن يحمي بناتِ محمدٍ // إن صرنَ يسترحِمْنَ مَن لا يرحَمُ وللعباس موقف ينحني العالم كله له.. لان الكوفة ومصر يقاتلن من اجل المادة والطمع .روى أصحابُ السِّيَر أنّ الشمرُ جاء نحو مخيم الحسين {ع} فنادى على العبّاس وإخوته فناداهم: أين بنو أختنا؟ أين العبّاس وإخوته؟. فأعرضوا عنه.فقال الحسين(ع): (أجيبوه ولو كان فاسقاً). فقالوا: ما شأنك وما تريد؟ قال: يا بني أختي أنتم آمنون لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين والزموا طاعة أمير ال..... يزيد. فقال له العبّاس(ع): لَعَنك الله ولَعَن أمانك أتؤمنُنا وابن رسول الله لا أمان له؟! وتأمرنا أن نـدخل في طاعـة اللّعناء وأولاد اللّعناء؟!!. فرجع الشمـرُ مغضباً. لما رجع الى المخيم لاحظ زينب تنظر اليهم وما يريدون من العباس. ........... تكلها يمه ,أعذريني ييمه ماعرفتج // يمه وأشسوت بيج يازينب سفرتج محنيه الظهر جاوين أخوتج // هنا ام البنين تسألها تكلها يمه زينب // ((شنوالصار بكربله وليش رجعتي وحدج وهذا حالج )) ولسان حالها ..تكلها يمه يمه أنشدج على راعي المحنه// أشسوه الخواته من نخنه // وإن جان ماراضين عنه //أنه أروح الكربله وأعاتبنه ///// تجاوبها زينب .... تكلها يمه لاتحجين عن عباس يايمه لاتحجين //والنعم منه أربات أ بو الحسنين // دون الحسين ضحه بجفوفه دون الحسين ... يمه بالعين ضحه بجفوفه وضحه بالعين يا يمه والنعم من أولاج الطيبين أولادك ضحوا نفسهم دون الحسين // فضجت أم البنين ع بالبكاء /وقالت الحمد لله بيضوا وجهي أمام أمك الزهراء ع ــــــ وبعد يازينب شتكولين // يمه مايستحووون // أهل كربله // ولا يهابون // يمه جدام العيون ذبحوا ولينه جدام العيون //ولوبجينه مايقبلون يمه يمه وأسياطهم تلعب علمتووون.. بحت زينب وصاحت اه يا حزني .. ولفتها ام البنين بضلع محني .. تنتحب وتصيح يا حسين يبني . يا مفكود هم بيك الزمان يعود .. وهم طيب الليالي وترد لينا ردود, وهم ياتي الفرح وانزع هدوم السود .. كضت وشمول اهالينا الفلك طرها .

ماكينة الطحين بين قايش الماء وماطورات الكهرباء
ماكينة الطحين بين قايش الماء وماطورات الكهرباء

موقع كتابات

timeمنذ 2 أيام

  • موقع كتابات

ماكينة الطحين بين قايش الماء وماطورات الكهرباء

‏في ذاكرة الريف قبل عقود من يومنا هذا، في قرية تُدعى العين واصفيه، كانت ماكينة الطحين تمثل رمزًا من رموز المشاريع الصناعية في المنطقة، وربما كانت المشروع الوحيد من القطاع الخاص في ذلك الوقت. كان أبناء القرى يعيشون على مبدأ الاعتماد على النفس والاكتفاء المحلي، وهي الخطة الرئيسية التي لا غنى عنها لكل بيت ريفي في القرى الزراعية. تُنقل حبوب الحنطة من البيادر في موسم الحصاد إلى خزان صغير مصنوع من الطين يُسمى (الكولكة)، ثم تُسحب كميات منه تقاس بتلك التنكة أو الوعاء الخشبي ويُسمى (وزنه)، وبعدها إلى رحى الطاحونة. كنا نسلك الطريق الترابي الطويل الممتد من قريتنا حتى ناحية الشورة، لا نهاب الغبار أو لهيب الصيف أو مطر الشتاء أو تعب الدروب، فالوصول إلى الطاحونة كان يعني الخبز والعيش، ويعني أنك جزء فعال من تلك العائلة. ‏كانت الطاحونة الواقعة في ناحية الشورة ملكًا للحاج جاسم الأحمد، ثم انتقلت فيما بعد لتصبح ماكينة تعمل بالطاقة الكهربائية وتعود ملكيتها إلى الحاج مديد، رحمهم الله جميعًا. كانت تحت إدارة أبنائهم الذين عُرفوا بدرايتهم وعلاقتهم الطيبة مع أبناء القرى المجاورة. في تلك السنوات، كانت الطاحونة أو ماكينة الطحين القديمة تعمل بقايش الماء وكانت من أقدم وأبسط أنواع الطواحين، تُدار بماكينة يديرها قايش يمر فوق خزان مائي، حيث يُستغل دورانه لتحريك الرحى، قبل أن تأتي محركات الكهرباء وتحول الطواحين إلى آلات أكثر قدرة وكفاءة. ‏وبعد مرور فترة من الزمن، شهدنا إنشاء طاحونة جديدة في قرية الرصيف التابعة لنفس الناحية، يديرها رجل يُدعى صالح الأخرس، وهو اسم أصبح معروفًا لدى كل من يبحث عن طحين نظيف ومعاملة حسنة. أصبح الذهاب إلى طاحونة الأخرس رحلة أقرب وأسهل لأهل القرى المحيطة، ولا تزال في الذاكرة أصوات المحركات تعانق رائحة الحنطة المطحونة، في مشهد ريفي لن يتكرر. ‏لكننا اليوم نعيش في عالم مختلف تمامًا، حيث تغير كل شيء، ونحن ندخل العصر التكنولوجي الصناعي، حيث معامل الطحين الضخمة بآلاتها العملاقة وتقنياتها الحديثة التي باتت تؤمن لنا أنواع الطحين وتكفي لكل العائلات، كونها هي من تُنتجه وتعبّئه وتوزّعه بكميات كبيرة ضمن مفردات وجبة غذائية توزعها وزارة التجارة شهريًا ضمن برنامج حكومي معروف منذ تسعينيات القرن الماضي يسمى برنامج البطاقة التموينية. لم نعد بحاجة إلى 'رحى' أو 'طاحونة قرية'. لقد تغيّر المشهد، واندثرت معه تفاصيل كنا نعدّها يومًا من ملامح الحياة البسيطة. ‏ورغم الراحة التي جلبتها التقنية الحديثة، إلا أن الحنين لتلك الطرق الزراعية، ولصوت الماكنة القديمة، ولوجوه من كانوا يديرونها، لا يزال يسكن فينا. ففي كل ريف، تختبئ قصة، وفي كل ماكنة طحين، حكاية من حكايات أهل الأرض. تنقلها لكم أقلامنا نحن كتاب أبناء القرى والأرياف الذين ما زالوا يعيشون مع ذكريات الطفولة والشباب في تلك القرى الطينية بعيدًا عن العصرنة التكنولوجية…

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store