logo
التنين الرقمي: كيف تشيّد بكين إمبراطورية بيانات لقلب موازين القوى العالمية؟

التنين الرقمي: كيف تشيّد بكين إمبراطورية بيانات لقلب موازين القوى العالمية؟

أرقاممنذ 8 ساعات
- على مرأى ومسمع من العالم الذي يقف على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة، لم تعد الصين تكتفي بدورها كأكبر منتج للبيانات على الكوكب، مستفيدة من جيش قوامه مليار مستخدم للإنترنت وشبكة مراقبة عنكبوتية كثيفة.
- بل تمضي اليوم في تشييد صرح تاريخي أكثر جرأة وطموحًا: إمبراطورية بيانات متكاملة، حيث للمعلومات قيمة الذهب والنفط، لتصبح الركيزة الأساسية للقوة الاقتصادية والأمن القومي.
- والشاهد هنا أن هذه الرؤية، التي يقودها الرئيس الصيني شي جين بينغ، تتجاوز حدود التطوير التقني لتؤسس لنموذج حكم سلطوي جديد، يطرح تحديًا وجوديًا على الديمقراطيات، ويعيد رسم خريطة القوة في القرن الحادي والعشرين.
البيانات: وقود النهضة الصينية
- لم يعد الحديث في بكين عن البيانات باعتبارها مجرد أداة ثانوية، فقد أعلنتها خطط الدولة رسميًا "عنصر إنتاج" جوهرياً، تتساوى أهميته مع العمالة ورأس المال والأرض.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
- منح الرئيس شي جين بينغ البيانات صفة "المورد الاستراتيجي ذي التأثير الثوري"، مؤكدًا أن الهيمنة عليها هي مفتاح حسم المنافسة الدولية.
- ومن الملاحظ أن هذه الفلسفة لم تعد حبيسة التنظير، بل امتدت خيوطها لتتحكم في كل شيء؛ بدءًا من الحريات المدنية، مرورًا بأرباح عمالقة التكنولوجيا، وصولًا إلى طموح الصين الأكبر بالتربع على عرش الذكاء الاصطناعي العالمي.
- وتسير بكين بخطى محمومة لتجسيد هذه الرؤية على أرض الواقع؛ فبعد أن استلهمت في عام 2021 بعض القواعد التنظيمية من اللائحة الأوروبية لحماية البيانات، سرعان ما بدأت تبتعد عن المعايير الغربية لتؤسس نموذجها الخاص والفريد.
- واليوم، تعمل أجهزة الدولة على كافة المستويات على "تسييل" البيانات التي تمتلكها، أي تحويلها إلى أصول مالية ملموسة.
- إذ يجري تقييم كنوز المعلومات لدى الشركات الحكومية بهدف إدراجها في ميزانياتها أو تداولها في بورصات بيانات متخصصة.
- وفي خطوة مفصلية، أصدر مجلس الدولة في الثالث من يونيو الماضي، قواعد تُلزم جميع الهيئات الحكومية بتبادل بياناتها، في سعي لإنشاء "محيط بيانات وطني موحد".
الهوية الرقمية الموحدة: عين الدولة الساهرة أم قبضة "الأخ الأكبر"؟
- لعل الخطوة الأكثر جرأة وإثارة للجدل، هي إطلاق نظام "الهوية الرقمية" الموحدة في الخامس عشر من يوليو الجاري.
- بموجب هذا النظام، ستُحكِم السلطات المركزية قبضتها على سجل موحد يوثّق كل موقع وتطبيق يرتاده أي مواطن.
- وهنا سيصبح من المستحيل تقريبًا بالنسبة لشركات التكنولوجيا، ربط هوية المستخدم بنشاطه الرقمي، فلن يصلها سوى رموز مشفرة مبهمة.
- أما الدولة، فستمتلك بفضل هذا السجل عينًا لا تنام ترصد كل حركة وسكنة لمواطنيها، محققةً بذلك جنة "الأخ الأكبر"، ومانحةً نفسها قدرة غير مسبوقة على التتبع والرصد.
- بات الهدف الاستراتيجي النهائي واضحًا: إنشاء محيط بيانات وطني لا يقتصر على بيانات المستهلكين، بل يضم البيانات الصناعية والحكومية.
- سيمنح هذا التكامل الصين ميزة ساحقة، أهمها "وفورات الحجم" التي ستتيح لها تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع وأكثر كفاءة من أي منافس عالمي، فضلًا عن تمكين الشركات الصغيرة من الاستفادة من هذا الكنز المعلوماتي الهائل.
سلاح ذو حدين: بين الهيمنة التقنية ووأد الابتكار
- لكن لهذا النموذج وجهه المظلم؛ إذ إن سجل الدولة الصينية في حماية البيانات سيئ السمعة، وخير دليل على ذلك فضيحة تسريب بيانات مليار مواطن من قاعدة بيانات شرطة شنغهاي.
- وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن تجريد الشركات الخاصة من ملكية البيانات التي تنتجها قد يؤدي إلى خنق روح المبادرة وقتل حوافز الابتكار والتأثير سلبًا على أرباحها.
- أما على صعيد الحريات، فمع أن نظام الهوية الرقمية قد يحل محل آليات رقابية قائمة أقل تنظيمًا، إلا أنه في جوهره يرسّخ نظامًا رقابيًا مركزيًا مرعبًا في كفاءته، ويقضي على آخر ما تبقى من مساحات الخصوصية الهشة في الفضاء الرقمي.
تحدٍ عالمي: هل يصبح النموذج الصيني إغراءً لا يُقاوم؟
- في الوقت الذي تتخبط فيه معظم دول العالم في كيفية إدارة ثورة البيانات، تقدم الصين نموذجًا جاهزًا، وإن كان ثمنه باهظًا من الحريات.
- فبينما تفكر الولايات المتحدة في الاستعانة بشركات خاصة مثل "بالانتير" لدمج بياناتها الحكومية، ويسعى الاتحاد الأوروبي لتحديث قوانينه، وترجح الهند في نظامها "آدهار" كفة الخصوصية على النمو، تضع الصين الكفاءة والسيطرة المطلقة فوق كل اعتبار.
- ويكمن جوهر التحدي في أن الديمقراطيات تجد نفسها مقيّدة بضرورة إقامة ضوابط وتوازنات لحماية حقوق الملكية والخصوصية والحريات، وهو ما يجعل مهمتها أصعب وأبطأ. في المقابل، تندفع الصين في تجربتها العملاقة دون الالتفات لهذه "القيود".
- والشاهد هنا أنه على مدى عقود، كانت الصين "التلميذ النجيب" الذي يقلّد الابتكارات الغربية، لكنها اليوم تطمح لدور "المعلّم" الذي يُظهر للعالم القيمة الاقتصادية الفائقة لمحيط البيانات الوطني.
- وإذا ما نجحت في ذلك، فإن نموذجها المركزي لن يمثل تحديًا اقتصاديًا فحسب، بل سيصبح تحديًا سياسيًا وأيديولوجيًا مباشرًا للنظام الديمقراطي العالمي.
المصدر: إيكونيميست
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بيانات السلع وارتفاع الصلب والحديد
بيانات السلع وارتفاع الصلب والحديد

الاقتصادية

timeمنذ 23 دقائق

  • الاقتصادية

بيانات السلع وارتفاع الصلب والحديد

أظهرت بيانات الإنتاج الصناعي وواردات السلع في الصين لشهر يونيو أرقامًا متباينة، ما يزيد من صعوبة الحصول على قراءة دقيقة لحالة ثاني أكبر اقتصاد في العالم . ويبدو أن إنتاج الصلب وواردات خام الحديد تُشيران إلى نتائج متباينة، حيث تراجعت أسعار الصلب في يونيو، بينما ارتفعت واردات هذه المادة الخام الرئيسية إلى أعلى مستوياتها هذا العام . زاد إنتاج الفحم بنسبة 5% في الأشهر الستة الأولى من العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، لكن توليد الطاقة الحرارية، الذي يعمل بشكل رئيسي بالفحم، انخفض بنسبة 2.4% في النصف الأول . ارتفع إنتاج الألمنيوم بنسبة 3.4% في يونيو مقارنة بالعام السابق، وبنسبة 3.3% في النصف الأول، إلا أن مواد البناء مثل الأسمنت والزجاج انخفضت بنسبة 5% في يونيو . ومن العوامل التي تُفسر الإشارات المتضاربة ظاهريًا من البيانات، معرفة ما إذا كانت هذه الأرقام جزءًا من اتجاهات طويلة الأجل أم أنها مدفوعة بعوامل قصيرة الأجل . انخفض إنتاج الصين من الصلب الخام بنسبة 3.9% في يونيو مقارنة بمايو، وبنسبة 9.2% مقارنة بالشهر نفسه في 2024، وهو أكبر انخفاض على أساس سنوي منذ أغسطس . وصنعت الصين، أكبر منتج للصلب في العالم، 83.18 مليون طن متري من الصلب الخام الشهر الماضي، ليصل إنتاج النصف الأول إلى 514.83 مليون طن، بانخفاض قدره 3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي . يتوافق إنتاج الصلب الأطر مع رواية قطاع البناء السكني الذي لا يزال يعاني، لكنه لا يُفسر سبب قوة واردات خام الحديد . شهدت الصين، التي تشتري نحو 75% من خام الحديد المنقول بحراً في العالم، ارتفاعاً في الواردات بنسبة 8% في يونيو مقارنةً بمايو، حيث بلغت الواردات 105.95 مليون طن، وهو أقوى شهر حتى الآن في عام 2025 . ومع ذلك، انخفضت واردات خام الحديد بنسبة 3% في النصف الأول من 2025 لتصل إلى 592.21 مليون طن . تُفسر الأسعار بعضاً من قوة واردات خام الحديد أخيرا، حيث أظهرت عقود بورصة سنغافورة اتجاهاً هبوطياً منذ أن بلغت أعلى مستوى لها حتى الآن في 2025 عند 107.81 دولار للطن في 12 فبراير . وانخفضت إلى 93.35 دولار في 1 يوليو، لكنها تعافت منذ ذلك الحين لتغلق عند 97.95 دولار يوم الأربعاء وسط تفاؤل بأن إجراءات التحفيز التي اتخذتها بكين ستعزز الطلب على الصلب في النصف الثاني من العام. ومع ذلك، إذا ظل الإنتاج السنوي للصلب عند الحد الأقصى غير الرسمي البالغ مليار طن، فهذا يعني أن إنتاج النصف الثاني سيكون أضعف من إنتاج النصف الأول البالغ 514.83 مليون طن . ولا يزال هناك مجال لزيادة مخزونات خام الحديد، حيث انخفضت مخزونات الموانئ إلى 131.9 مليون طن في الأسبوع المنتهي في 11 يوليو، من 150.02 مليون طن في الأسبوع نفسه من العام الماضي . تعدين الفحم يبدو أن هناك تناقضًا آخر يتمثل في إنتاج الفحم، الذي ارتفع بنسبة 5% في الأشهر الستة الأولى من عام 2025 ليصل إلى 2.4 مليار طن . يُستخدم الفحم المحلي في الصين بشكل رئيسي في توليد الطاقة، وقد انخفضت الطاقة الحرارية، التي تعمل بالفحم بشكل كبير مع كمية صغيرة فقط من الغاز الطبيعي، بنسبة 2.4 %. ارتفع إجمالي توليد الطاقة بنسبة 0.8% في النصف الأول، وبالنظر إلى انخفاض الطاقة الكهرومائية أيضًا بنسبة 2.9%، فمن الواضح أن النشر السريع لمصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية زاد من حصتها . لماذا ترغب الصين في إنتاج كميات قياسية من الفحم في وقت يتراجع فيه الاستهلاك؟ هناك سببان رئيسيان، الأول هو ضمان بقاء أسعار الفحم المحلية منخفضة نسبيًا، ما يُبقي الضغط النزولي على تكاليف الكهرباء في وقت يواجه فيه كبار مستخدمي الطاقة، مثل الشركات المصنعة، حالة من عدم اليقين بسبب الحرب التجارية مع الولايات المتحدة . انخفض سعر الفحم الحراري إلى أدنى مستوى له في 4 سنوات عند 610 يوان (84.96 دولارًا أمريكيًا) في يونيو، وبينما تعافى إلى 625 يوانًا يوم الأربعاء، إلا أنه لا يزال منخفضًا بنحو 20% عن أعلى مستوى له في عام 2025 عند 775 يوانًا في أوائل يناير . الفائدة الثانية من ارتفاع إنتاج الفحم المحلي هي أنه يُخفّض الطلب على الإمدادات من الخارج، ولأن الصين هي أكبر مستورد في العالم، فإن هذا يعني أن أسعار الشحن البحري كانت تحت ضغط . كاتب اقتصادي في وكالة رويترز

اليابان تبلغ شركاتها في تايوان: "أنتم بمفردكم" إذا غزت الصين الجزيرة
اليابان تبلغ شركاتها في تايوان: "أنتم بمفردكم" إذا غزت الصين الجزيرة

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

اليابان تبلغ شركاتها في تايوان: "أنتم بمفردكم" إذا غزت الصين الجزيرة

أبلغ مسؤولون في حكومة اليابان شركات بلادهم العاملة في تايوان، بأنها ستكون "بمفردها" إذا اضطرت إلى إجلاء موظفيها من الجزيرة في حال وقوع هجوم صيني على الجزيرة، حسبما أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، السبت، نقلاً عن مصادر مطلعة. وقالت الصحيفة البريطانية، إن هذه الرسالة وجهت ضربة إلى أحد أكبر مصادر الاستثمار الأجنبي المباشر في تايوان. ويسلط تحذير طوكيو الضوء على التعقيدات العملية والسياسية التي تواجهها الحكومات والشركات في المنطقة أثناء استعدادها لاحتمال اندلاع حرب عبر مضيق تايوان. وتعتبر بكين أن تايوان جزءاً من أراضيها، وهددت باستخدام القوة للسيطرة عليها إذا رفضت تايبيه الخضوع لحكمها إلى أجل غير مسمى. تحذيرات للشركات ويناقش الجيش الأميركي، خططاً عملياتية لهذا السيناريو مع حلفائه، لكن الحصول على التزامات سياسية لا يزال يشكل تحدياً أكبر. وأفادت "فاينانشيال تايمز"، الأسبوع الماضي، بأن وزارة الدفاع الأميركية ضغطت على اليابان وأستراليا لتوضيح الدور الذي ستؤديانه في حال نشوب حرب بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان، ما أثار انزعاج طوكيو وكانبرا. وقال مسؤولان يابانيان للصحيفة، إن دستور البلاد السلمي لا يسمح بنشر قواتها في الخارج إلا بموافقة الحكومة المضيفة. وبما أن اليابان لا تعترف بتايوان دبلوماسياً، كما هو الحال مع جميع دول العالم باستثناء 12 دولة، فإن "تايوان لا تملك حكومة من وجهة نظر (اليابان)"، حسبما قال أحد المسؤولين. واستبعد المسؤولان أن تمنح الصين الجيش الياباني إذناً بتنفيذ عمليات إجلاء. ورغم أن الحكومة اليابانية لم تؤكد هذا التوجه كموقف رسمي لها، فإن الشركات اليابانية تتلقى هذه التحذيرات منذ نحو ثلاث سنوات، حسبما أفاد دبلوماسيون ومسؤولون تنفيذيون. وقال أحد الحاضرين في إحدى المحادثات، إن دبلوماسيين يابانيين أبلغوا مسؤولي إدارة المخاطر في الشركات بوضوح: "أنتم بمفردكم إذا وضعتم أصولاً كبيرة في تايوان". وأثارت هذه التحذيرات مخاوف في أوساط الشركات اليابانية العاملة في تايوان. وقال مسؤول أميركي مطلع على الأمر للصحيفة، إن هذه التحذيرات "أدت إلى إحجام عن الاستثمار". وأضاف: "هناك الكثير من الاستثمارات الأميركية الجديدة في تايوان، لكن الاستثمارات اليابانية شبه معدومة". تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر وتراجعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة للشركات اليابانية في تايوان، التي غالباً ما كانت ثالث أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في الجزيرة بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بنسبة 27% العام الماضي لتصل إلى 452 مليون دولار، انخفاضاً من ذروتها البالغة 1.7 مليار دولار في عام 2022. وتُشير بيانات مجموعة الأبحاث Teikoku Databank، إلى أن نحو 3 آلاف شركة يابانية تمارس أنشطة في تايوان، ويعمل ثلثها في قطاع التصنيع، لا سيما في مجال مواد ومعدات أشباه الموصلات. كما تُعد شركات التجزئة وتجارة الجملة والمطاعم من كبار المستثمرين. وأعادت العديد من الشركات متعددة الجنسيات، تقييم المخاطر التي تهدد أصولها في كل من تايوان والصين، بعدما دفعت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايبيه في عام 2022، الصين، إلى إطلاق مناورات عسكرية واسعة النطاق حول الجزيرة. لكن مسؤولين تنفيذيين ومستشارين قالوا إن المخاوف الحادة من احتمال نشوب حرب تراجعت إلى حد كبير منذ ذلك الحين. وعلى عكس تراجع الاستثمارات اليابانية، سجل الاستثمار الأجنبي المباشر من عدة دول أخرى، مستويات قياسية في عام 2024، مدفوعاً بتمويل مشروعات مراكز البيانات ومزارع الرياح البحرية. وبلغت استثمارات الشركات الأميركية في تايوان، 938 مليون دولار في عام 2024، أي ما يقرب من ضعف مستواها في عام 2022. فيما قفزت الاستثمارات البريطانية خلال الفترة نفسها إلى 1.54 مليار دولار، أي نحو ثلاثة أضعاف. تحذيرات "غير مفيدة" ووصف مطلعون على التحالف العسكري الأميركي-الياباني، الرسائل التي توجهها طوكيو إلى الشركات بأنها "غير مفيدة". وقال أحدهم إن الاحتياجات التشغيلية في أوقات الأزمات ستتجاوز على الأرجح تعقيدات "البيروقراطيين اليابانيين الذين يعقدون الأمور على أنفسهم". وفي عام 2021، شاركت القوات اليابانية في عمليات إجلاء من أفغانستان، دون الحصول على موافقة الحكومة المحلية، وذلك بعد أن أطاحت حركة طالبان بالإدارة المدعومة من حلف شمال الأطلسي "الناتو" في كابول. وقد اعتبر بعض الخبراء العسكريين، تلك العملية سابقة محتملة لما قد يحدث في تايوان. لكن أحد المديرين التنفيذيين اليابانيين قال، إن "تقييم المخاطر يقودنا إلى حد كبير إلى عدم إبداء أي اهتمام بتايوان" كوجهة استثمارية؛ في ظل غياب ضمانات أمنية من طوكيو أو واشنطن. تدريبات على إجلاء الموظفين ومنذ عام 2022، أجرت عدة شركات يابانية كبرى، محاكاة سنوية لسيناريو إجلاء موظفيها من تايوان في حال وقوع غزو صيني، وفقاً لما أفاد به شخصان مطلعان على تلك التدريبات. وقال المصدران، إن مسؤولين من الحكومة اليابانية حضروا هذه التدريبات، لكن ليس بصفتهم الرسمية. وأوضح أحدهما أن هناك فهماً ضمنياً بأن هذه الجهود تُعد ضمن مسؤوليات القطاع الخاص. وأشار أحد المشاركين في خطط القطاع الخاص الياباني، إلى أن أي عمليات إجلاء يُفترض تنفيذها قبل وقوع غزو صيني، لكن مثل هذه التحركات تحتاج إلى إدارة دقيقة لتجنب لفت انتباه بكين وتعريض الموظفين العاملين في الصين القارية للخطر. وأضاف: "المسألة الأساسية هي التوقيت ومن يمكن دعمه. نحتاج إلى تحركات استباقية ووقائية لإعادة موظفينا... هذا السيناريو لا يتضمن أي دعم من قوات الدفاع الذاتي أو القوات العسكرية". وقالت وزارة الدفاع اليابانية، إنه من الصعب الرد على سؤال افتراضي يتعلق بحالة طوارئ في تايوان، مؤكدة أن استجابة البلاد "ستُنفذ على أساس فردي ومحدد، وفقاً للدستور والقانون الدولي والقوانين والأنظمة المحلية، بما في ذلك تشريعات السلام والأمن". من جانبها، قالت وزارة الخارجية اليابانية، إن حماية المواطنين في الخارج تُعد من أهم مسؤوليات الحكومة. وأضافت: "في حال وقوع وضع يستدعي إجلاء المواطنين اليابانيين في أي مكان من العالم، بما في ذلك تايوان، سنبذل كل الجهود الممكنة لدعم عملية الإجلاء... باستخدام أسرع وأأمن الوسائل، مع دراسة جميع الاحتمالات".

بعد فشل الاختيار من بين 100 مرشح .."HSBC" يوسّع البحث عن رئيس مجلس إدارة
بعد فشل الاختيار من بين 100 مرشح .."HSBC" يوسّع البحث عن رئيس مجلس إدارة

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

بعد فشل الاختيار من بين 100 مرشح .."HSBC" يوسّع البحث عن رئيس مجلس إدارة

ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن بنك "HSBC" أطلق جولة ثانية للبحث عن مرشح مناسب لرئاسة مجلس الإدارة خلفًا لـ Sir Mark Tucker. وأضافت الصحيفة أن البنك أطلق الجولة الثانية بعد استبعاد معظم الأسماء الـ100 التي تمت مراجعتها مبدئيًا. وشملت القائمة شخصيات مثل Mario Greco رئيس "Zurich Insurance"، ومسؤولين تنفيذيين في غولدمان ساكس ورئيس مجلس إدارة "Lloyd's " في لندن السابق Bruce Carnegie-Brown، لكن بعضهم رفض العرض فورًا أو لم يكن متاحًا. سياحة وسفر طيران تحالف "العربية للطيران" يفوز بإطلاق وتشغيل شركة طيران اقتصادي سعودية جديدة ويُفكر البنك بحسب الصحيفة اللجوء إلى أحد أعضاء مجلس إدارته الحاليين إذا لم يُعثر على مرشح خارجي مناسب. وجاء تسريع عملية البحث بعدما قرر Tuckerمغادرة " HSBC" في أكتوبر لتولي منصب رئيس مجلس إدارة " AIA" ما جعل البنك يبذل جهودا لإيجاد بديل قادر على إدارة توازن البنك الحساس بين الولايات المتحدة والصين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store