
أهالي السويداء يروون مشاهد مرعبة لانتهاكات رافقت دخول القوات الحكومية
وأفاد مراسل وكالة 'فرانس برس'، الذي دخل المدينة بعد وقت وجيز من وصول القوات السورية، بمشاهدته جثثًا ملقاة في الشوارع، وسط أصوات إطلاق نار متقطع وأحياء شبه خالية من السكان.
وقال أحد سكان المدينة في اتصال مع الوكالة، طالبًا عدم الكشف عن اسمه: 'أنا في وسط السويداء، أصوات الاشتباكات لا تزال مستمرة. هناك حالات نهب وسرقة وقتل وإعدامات ميدانية، إضافة إلى حرق للمحال والمنازل، وهناك عشرات المدنيين المخطوفين لا نعلم مصيرهم'.
ونقل عن أحد أصدقائه في حيّ آخر من المدينة، قوله إن 'مسلحين اقتحموا منزله، طردوا أفراد عائلته وصادروا هواتفهم المحمولة قبل أن يحرقوا المنزل بالكامل'.
وأظهرت مشاهد مصوّرة بثّتها وكالة 'فرانس برس' أعمدة دخان تتصاعد من منازل ومبانٍ سكنية في المدينة التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة.
ووفق أحد الشهود، الذي فضّل بدوره عدم الكشف عن هويته، فقد 'شوهدت عناصر مدنية مسلّحة تسرق المحال المجاورة وتحرقها، وسط إطلاق نار عشوائي'. وأضاف: 'أخشى الخروج من منزلي خشية التعرض للقتل أو السرقة. كان عليّ الهروب قبل وصولهم، لكن ربما فات الأوان'.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنّ القوات الحكومية رافقتها فصائل مسلحة مجهولة الهوية ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، وهو مشهد تكرّر في مناطق سورية عدّة منذ سقوط النظام السابق في كانون الأول/ديسمبر.
وكانت قوات السلطات الانتقالية قد دخلت محافظة السويداء يوم الاثنين، بزعم فضّ اشتباكات اندلعت بين مقاتلين من الطائفة الدرزية ومسلحين من البدو. وأكد المرصد وشهود وناشطون دروز أن قوات من وزارتي الدفاع والداخلية شاركت في القتال إلى جانب المسلحين البدو ضد الفصائل الدرزية، ودخلت المدينة برفقتهم.
وأظهر مقطع مصوّر لوكالة 'فرانس برس' مقاتلين بعضهم باللباس المدني يلوّحون بأسلحتهم عند أحد مداخل السويداء، فيما ظهر في تسجيل آخر متداول على وسائل التواصل الاجتماعي مسلحون يطلقون النار في الهواء مردّدين شعارات إسلامية.
وقال رئيس تحرير منصة 'السويداء 24″، ريان معروف، للوكالة: 'دخلت القوات الحكومية المدينة بحجة إعادة الأمن، لكنها للأسف مارست أعمالاً وحشية'. وأضاف: 'هناك عمليات تصفية طالت عشرات المدنيين، لكن لا تتوافر لدينا أرقام دقيقة'، محمّلاً المسؤولية 'للقوات الحكومية'.
وذكر المرصد أنّ 12 مدنيًا على الأقل قُتلوا داخل 'مضافة آل الرضوان' على يد عناصر تابعين لوزارتي الدفاع والداخلية.
وفي محاولة للسيطرة على الوضع، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن انتشار وحدات من الشرطة العسكرية داخل السويداء لـ'ضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين'، فيما شددت وزارة الداخلية على ضرورة عدم ارتكاب أي تجاوزات أو تعدّيات على الممتلكات العامة والخاصة، مؤكدة اتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق المخالفين.
كما نقل مراسلو 'فرانس برس' قيام المقاتلين بتحطيم تماثيل ونُصُب في عدد من ساحات المدينة، بينها تمثال بارز لإحدى الشخصيات الدرزية.
وظهر في فيديو عناصر مسلحون بلباس عسكري وهم يحلقون شارب رجل درزي مسن، في تصرف يُعدّ إهانة بالغة في العرف الاجتماعي للطائفة الدرزية.
ووثّق المراسلون تحليق طائرات حربية فوق المدينة، في وقت أعلن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف آليات تابعة للجيش السوري، محذرًا من استهداف أبناء الطائفة الدرزية.
كما شوهدت مركبة عسكرية أصيبت إصابة مباشرة وسط المدينة، ما أسفر عن وقوع عدد من القتلى.
وتسببت الأحداث بنزوح آلاف السكان، بعضهم إلى مناطق قريبة من الحدود الأردنية. وقالت حنان، وهي طالبة جامعية فضّلت عدم الكشف عن كامل اسمها: 'نزحنا أنا وعائلتي إلى بلدة الشهبا. لم نأخذ شيئًا من ممتلكاتنا، حملنا فقط ما تمكّنا من حمله، فحياتنا أهم من كل شيء'.
المصدر: أ.ف.ب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 9 ساعات
- النهار
الأردن" إسقاط 310 مُسيّرات تحمل مخدرات منذ بداية العام
كشفت بيانات لمديرية الإعلام العسكري الأردني نشرت اليوم السبت إن الجيش الأردني أسقط أكثر من 300 طائرة مسيرة محمَّلة بالمخدرات، بمعدل 51 طائرة مُسيَّرة شهريا منذ بداية العام الحالي. وبحسب البيانات التي نشرتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية فإن "القوات المسلحة الأردنية أسقطت 310 طائرات بدون طيَّار محمَّلة بالمخدرات، بمعدل 51 طائرة مُسيَّرة شهريا، أو نحو مسيرتين يوميًا" خلال الفترة الممتدة من الأول من كانون الثَّاني/يناير حتى 16 تموز/يوليو من العام الحالي. وجاءت هذه الطائرات من "أجواء المملكة الجنوبية والجنوبية الشرقية والشمالية والشمالية الشَّرقية". وأوضحت البيانات أن "القوات المسلحة الأردنية منعت خلال ستة أشهر دخول 14 مليونًا و134 ألفًا و87 حبَّة مخدر، و92 كيلوغرامًا و126 غرامًا من المخدرات، و10 آلاف و603 كفوف من مادة الحشيش المخدر". وأشارت أيضا إلى أن "تجار مخدرات نفذوا خلال هذه الفترة 69 عملية تهريب، و69 عملية تسلل، مستخدمين خلالها 84 قطعة سلاح". ويعلن الجيش الأردني بشكل منتظم إحباط عمليات تهريب مخدرات عبر حدوده مع سوريا الممتدة على 375 كيلومترا، وخصوصا حبوب الكبتاغون التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بعد اندلاع النزاع في بلاده اعتبارا من العام 2011. ويقول الأردن الذي يستضيف نحو 1,6 مليون لاجئ سوري إن عمليات التهريب "منظمة" وتستخدم فيها أحيانا طائرات مسيّرة، وحظيت بحماية مجموعات مسلحة، ما دفع الأردن الى استخدام سلاح الجو مرارا لضرب هذه المجموعات وإسقاط طائراتها المسيرة. وبعد سقوط حكم الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، عُثر في مناطق مختلفة من سوريا على كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون المكدّسة في مستودعات أو قواعد عسكرية. ودعمت عائدات بيع الكبتاغون طوال سنوات النزاع حكومة الرئيس المخلوع، وحوّلت سوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات. وكانت هذه الحبوب المخدّرة أكبر صادرات البلاد، وتجاوزت جميع صادراتها القانونية مجتمعة، وفقًا لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية جمعتها وكالة فرانس برس خلال تحقيق أجري عام 2022. وأوقفت السلطات الأردنية العام الماضي أكثر من 38 ألف شخص في أكثر من 25 ألف قضية مرتبطة بالمخدرات، وضبطت كميات كبيرة منها 27 مليون حبة كبتاغون. وبحسب السلطات، قتل ثمانية من عناصر إدارة مكافحة المخدرات خلال عمليات في العام 2024 خلال اشتباكات مع مهربين.


النهار
منذ 9 ساعات
- النهار
ما صحة فيديو إلقاء دروز رجالاً من البدو من سطح مبنى في السويداء؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "إلقاء دروز رجالا من البدو من سطح مبنى في السويداء" بجنوب سوريا، في وقت شهدت المدينة اشتباكات بين مقاتلين من العشائر ومجموعات درزية عند مدخلها خلال الساعات الماضية. الا أنّ هذا الادعاء خاطئ. الحقيقة: الفيديو نشره حساب maxoshamoiani@ في تيك توك السبت 12 تموز 2025، اي قبل يوم من اندلاع الاشتباكات في السويداء الاحد 13 منه. ولا دليل على ارتباطه بالتطورات السورية. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر المشاهد اشخاصاً على سطح مبنى عال وهم يلقون شخصاً، على ما يبدو، ليرتطم بالارض بقوة. وقد انتشر الفيديو أخيراً في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "عصابات الهجري تلقي بشاب من الأمن العام من فوق البناء، وهو شاب من حلب"، وايضا "عناصر الهجري تقوم بإلقاء رجال البدو من أعلى المبنى...". لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك) الرئيس السوري يؤكد التزامه حماية الأقليات مع بدء نشر قوات الأمن في السويداء جاء تداول الفيديو في وقت أكد الرئيس أحمد الشرع، اليوم السبت، التزام الدولة السورية "حماية الأقليات" ومحاسبة "المنتهكين" من أي طرف، مع بدء نشر قوات الأمن في السويداء، إثر أعمال عنف غير مسبوقة شهدتها المحافظة ذات الغالبية الدرزية أوقعت أكثر من 700 قتيل خلال أسبوع، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". وجاءت مواقف الشرع بعد إعلان الرئاسة وقفا "فوريا" لاطلاق النار وتعهد قوات الأمن "وقف الفوضى" عقب الاشتباكات بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو.وأتى ذلك بعيد ساعات من إعلان واشنطن اتفاق سوريا واسرائيل على وقف لإطلاق النار بينهما، ودعوة المبعوث الأميركي الى دمشق توم برّاك "الدروز والبدو والسنة لإلقاء سلاحهم" لوقف التصعيد. ورغم دعوة الشرع "جميع الأطراف دون استثناء" الى وقف "كل الأعمال القتالية"، أفاد ثلاثة مراسلين لوكالة "فرانس برس" في مدينة السويداء وأطرافها عن سماعهم دوي اشتباكات متقطعة وإطلاق قذائف صاروخية ظهر السبت. واندلعت الاشتباكات الأحد 13 تموز في محافظة السويداء بين مسلحين دروز، وآخرين من البدو السنّة، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الإثنين تدخّلها لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو. لا دليل على ذلك. في الواقع، حملت نسخ منه الفيديو منشوراً قبل 6 ايام، "الساعة 19.07 مساء السبت 12 تموز 2025"، وفقا لما تم تحديده. وهذا يعني انه نشر قبل يوم من اندلاع الاشتباكات في السويداء الاحد 13 منه. لقطة من الفيديو المنشور في حساب @maxoshamoiani في تيك توك في 12 تموز 2025 وسأل مستخدمون maxoshamoiani@ عن موقع تصوير هذا المشهد، وعلّق عدد منهم ان اللقطة تمثيلية، وما أُلقي من السطح "يشبه دمية". وقد تفاعل الحساب مع تعليقات بعبارات مازحة بلغة أجنبية، او بوجه ايموجي ضاحك، من دون ان يكشف اي تفاصيل عن المشهد. ولم يمكن معرفة اي معلومات أخرى عن الحساب او الفيديو. يشار الى ان زملاءنا المدققين في منصة "تأكد" السورية نشروا تدقيقاً عن هذا الفيديو، وتوصلوا الى ان لا أدلة تثبت ارتباط المقطع بالأحداث التي شهدتها محافظة السويداء أخيرا.


النهار
منذ 12 ساعات
- النهار
رئيس الوزراء السوداني يتعهد بإعادة إعمار الخرطوم
تعهّد رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس اليوم السبت بإعادة إعمار الخرطوم خلال أول زيارة له منذ توليه منصبه في أيار/مايو للعاصمة التي دمرها أكثر من عامين من الحرب. وفي جولة تفقدية شملت مطار المدينة المدمر وجسورها ومحطات مياه، عرض رئيس الوزراء الجديد مشاريع الإصلاح الشاملة تحسبا لعودة البعض على الأقل من ملايين السكان الذين فروا من العنف. وقال إدريس إن "الخرطوم ستعود عاصمة قومية شامخة"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء السودان الرسمية. وبدأت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في قلب العاصمة في نيسان/أبريل 2023، مما أدى إلى تمزيق المدينة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عشرات الآلاف قتلوا في العاصمة التي كانت تعج بالحركة قبل أن يفر منها 3,5 ملايين من سكانها. وبحسب مكتب الإعلام بولاية الخرطوم، فقد زار كامل إدريس السبت مقر قيادة الجيش ومطار المدينة، وهما رمزان وطنيان عززت استعادتهما مع القصر الرئاسي في وقت سابق من هذا العام انتصار الجيش في العاصمة. لكن من المتوقع أن تكون إعادة الإعمار مهمة جبارة، إذ تقدّر الحكومة تكلفتها بنحو 700 مليار دولار على مستوى السودان، نصفها تقريبا للخرطوم وحدها. وبدأت الحكومة الموالية للجيش التي انتقلت إلى بورتسودان على البحر الأحمر في وقت مبكر من الحرب ولا تزال تعمل منها، في التخطيط لعودة الوزارات إلى الخرطوم حتى مع استمرار القتال في أجزاء أخرى من البلاد. وانطلقت السلطات في عملياتها في العاصمة لدفن الجثث بشكل لائق، وإزالة آلاف الذخائر غير المنفجرة، واستئناف الخدمات الإدارية. وفي زيارة لمصفاة الجيلي في شمال الخرطوم، وهي أكبر مصفاة للنفط في السودان، وعد إدريس بأن "المنشآت القومية سوف ترجع أحلى مما كانت عليه". وتمت استعادة المصفاة المدمرة في كانون الثاني/يناير، لكن إعادة تأهيل المنشأة التي كانت تعالج في السابق 100 ألف برميل يوميا ستستغرق سنوات وتكلف ما لا يقل عن 1,3 مليار دولار، بحسب ما أفاد مسؤولون وكالة فرانس برس. وعمل كامل إدريس في الديبلوماسية، وهو مسؤول سابق في الأمم المتحدة عيّنه في أيار/مايو قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الزعيم الفعلي للسودان، لتشكيل إدارة أطلق عليها "حكومة الأمل". وتسببت الحرب في أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم، إذ يعاني ما يقرب من 25 مليون سوداني انعدام الأمن الغذائي الشديد، كما أجبرت أكثر من 10 ملايين سوداني على النزوح داخليا في أنحاء البلاد. وفرّ أربعة ملايين سوداني آخرين عبر الحدود. في الأثناء، لا تظهر أي مؤشرات الى تراجع القتال في جنوب كردفان وإقليم دارفور في غرب السودان، حيث اتهمت قوات الدعم السريع بقتل المئات في الأيام الأخيرة في محاولات لتوسيع مناطق سيطرتها.