logo
صحفيون أجانب بأميركا يتخذون احتياطات واسعة خشية الاعتقال والترحيل

صحفيون أجانب بأميركا يتخذون احتياطات واسعة خشية الاعتقال والترحيل

الجزيرةمنذ 2 أيام
روى عدد من الصحفيين الأجانب المقيمين بالولايات المتحدة الأميركية جوانب من مخاوف مواصلة عملهم، واضطرارهم إلى اتخاذ إجراءات رقابية احتياطية، خشية الملاحقة والاعتقال أو الترحيل، في ظل تشديد الرئيس دونالد ترامب وإدارته على قضايا الهجرة وحرية التعبير.
وأفاد بعض الصحفيين الأجانب أنهم قاموا بمسح حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعمدوا إلى حذف أسمائهم عن تقارير صحفية سابقة عالجت مواضيع مرتبطة بـ"الهجرة" أو " فلسطين"، وتجنبوا الإدلاء بتصريحات يمكن تفسيرها كانتقاد لإدارة ترامب، كما أجّل أو ألغى بعضهم خطط سفرهم، خشية ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية المعادية للصحافة.
ووفقا لتقرير في معهد بوينتر للإعلام اعتقلت الشرطة المحلية، الشهر الماضي، الصحفي السلفادوري ماريو جيفارا، أثناء تغطيته للاحتجاجات المناهضة لترامب في مدينة أتلانتا، قبل أن تسلمه إلى سلطات الهجرة والجمارك التي احتجزته.
ولم يشفع لجيفارا إقامته لـ21 عاما بشكل قانوني في الولايات المتحدة، وفق كاثرين جاكوبسن، منسقة برنامج لجنة حماية الصحفيين في الولايات المتحدة.
واعتبرت جاكوبسن اعتقال جيفارا مثالاً على تكتيكات إدارة ترامب، في نشر الخوف لدى قطاع الصحفيين، عبر القيام باعتقال البعض لخلق شعور غير ملموس بالخوف والقلق لدى سائر الصحفيين.
فيما نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون أن يكون سبب اعتقال جيفارا لكونه صحفيا، وقالت إنه يقيم في البلاد بشكل غير قانوني و"أعاق عمل سلطات إنفاذ القانون"، وأضافت: "الادعاءات بأن إدارة ترامب لا تدعم حرية التعبير لا أساس لها من الصحة على الإطلاق".
وبحسب بوينتر، تجد الصحفية الفنزويلية لوز ميلي رييس نفسها مضطرة إلى الصمت، رغم أنها انتقلت إلى الولايات المتحدة عام 2021، هربا من محاولات إسكاتها في بلادها التي يتعرض فيها الصحفيون إلى التهديد والاعتقال والضرب.
وتقول رييس التي تحمل بطاقة إقامة دائمة في الولايات المتحدة الأميركية "في بلدي (فنزويلا)، لم أمارس الرقابة الذاتية أبدا، هنا عليّ تجنب بعض الموضوعات لأنني أشعر أنها تشكل خطرا على وضعي".
وأوضحت رييس، وهي مديرة ومؤسسة مشاركة في "يفيكتو كوكويو" (وسيلة إعلامية مستقلة في فنزويلا)، أنها حذفت الرسائل من هاتفها وتجنبت مشاركة تعليقات حول السياسة الأميركية على صفحاتها بوسائل التواصل الاجتماعي.
واستعدادا للسفر، تحدثت رييس إلى محام وراجعت الخطوات التي يجب اتخاذها إذا لم يتلق محاميها أي أخبار منها بعد عبورها الحدود، وتعلق رييس: "هذا نوع من الاحتياطات التي كنا نتخذها في فنزويلا".
يحذفون أسماءهم من تقاريرهم عن فلسطين
وقالت صحفية مستقلة من أوروبا الغربية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إنها تلقت أول علامة تحذيرية، في مارس/آذار الماضي، حين اعتقل عناصر من وزارة الأمن الداخلي يرتدون ملابس مدنية، طالبة الدكتوراه رومييسا أوزتورك، بسبب مقال رأي حول الحرب الإسرائيلية على غزة كتبته لصحيفة طلابية في جامعة تافتس.
وفور ذلك، عمد أحد الصحفيين المستقلين إلى حذف اسمه من عدة مقالات سابقة تطرقت إلى مواضيع حساسة بالنسبة للسلطات الأميركية، مثل الهجرة وفلسطين.
ففي إحدى المقالات، جرى استبدال اسم "فريق العمل" باسمه، وفي 3 مقالات أخرى، تم استبدال اسم مستعار باسمه.
وتقول الصحفية المستقلة، التي تنتظر الحصول على بطاقة الإقامة الدائمة، إنها ستواصل الكتابة باسمها في المقالات "الخفيفة" وغيرها من المقالات التي لا تتعلق بإدارة ترامب، غير أن أي شيء يتعلق بموضوع "حساس" مثل الهجرة سيُنشر باسم مستعار، على الرغم من أن ذلك سيضر بمسيرتها المهنية وقدرتها على بناء سمعتها كصحفية.
احتياطات على مواقع التواصل
واضطر صحفي مستقل إلى مغادرة بعض مجموعات فيسبوك، وألغى إعجابه ببعض الصفحات، كما حذف حسابه على منصة إكس ، وبعد رحلة خارجية مؤخرا، حذف تطبيقات التواصل مثل واتساب وسيغنال من هاتفه، قبل عبور الحدود إلى الولايات المتحدة، خوفا من أن تتم مصادرة هاتفه، وتفتيشه من قِبل الجمارك وحماية الحدود.
وقالت الصحفية المكسيكية ستيفاني أوتشوا أوروزكو، التي تعمل مراسلة لـ(Entravision) من البيت الأبيض، إنها ألغت رحلة كانت مقررة إلى بورتوريكو، وعلى الرغم من أنها تحمل بطاقة إقامة دائمة وأن بورتوريكو جزء من الولايات المتحدة، فقد سمعت "قصصا مرعبة" وفق وصفها، عن وجود ضباط في نقاط الهجرة بالمطارات.
واضطر صحفي مستقل إلى مغادرة بعض مجموعات فيسبوك، وألغى إعجابه ببعض الصفحات، كما حذف حسابه على منصة إكس، وبعد رحلة خارجية مؤخراً، حذف تطبيقات التواصل مثل واتس اب وسيغنال من هاتفه، قبل عبور الحدود إلى الولايات المتحدة، خوفاً من أن يتم مصادرة هاتفه، وتفتيشه من قبل الجمارك وحماية الحدود.
بواسطة معهد بوينتر
وحاولت أوتشوا أيضا تجنب أي موقف قد ينطوي على مواجهة مع الشرطة، أثناء تغطيتها للاحتجاجات في واشنطن ضد العرض العسكري لترامب الشهر الماضي، كما حاولت الابتعاد عن الضباط في الشارع.
وتؤكد أوتشوا أنها حريصة جدا على ما تنشره على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لاحظت قبل حصولها على البطاقة الخضراء، أن حساب مكتب وزارة الأمن الداخلي في واشنطن على منصة إنستغرام كان قد شاهد إحدى "قصصها" على المنصة، وعلقت: "لقد فزعت حقا".
وبصفتها صحفية، لطالما تجنبت أوتشوا مشاركة آرائها السياسية، لكنها تدرك الآن أن حتى أكثر الملاحظات حيادية يمكن أن يُساء فهمها.
فعلى سبيل المثال، يتضمن جزء من عمل الصحفية المكسيكية شرح قانون الهجرة والحقوق التي يتمتع بها المهاجرون، غير أن إدارة ترامب قد ترى بشكل خاطئ أن هذه القصص هي محاولات لمساعدة المهاجرين على تجنب استجواب الشرطة.
تقول أوتشوا: "أحاول أن أكون محايدة قدر الإمكان في تقاريري لتقديم ما يحتاجه مجتمعي، لأنني بحاجة إلى إخبارهم بحقوقهم، ولكن في الوقت نفسه، أحمي نفسي".
وتضيف أخيرا "يجب أن أحافظ على أوراق اعتمادي، إذا لم أتمكن من الدخول إلى البيت الأبيض أو الكونغرس، فسأضطر إلى التوقف عن العمل كصحفية هنا".
دورات وتعليمات للصحفيين
في الماضي، وقبل إرسال المراسلين إلى الميدان، كانت شركة (Conecta Arizona) الإخبارية المختصة في تغطية الحدود، تقدم نصائح أساسية مثل "ضعوا واقيا من الشمس" و"خذوا استراحات".
والآن، باتت تشمل هذه النصائح وفق مؤسِّسة الشركة، ماريتزا فيليكس، تعليمات أخرى مثل "احملوا وثائق الهجرة الخاصة بكم" و"اكتبوا رقم محاميكم بقلم حبر على ذراعكم".
وتقول فيليكس، وهي صحفية إسبانية، إن غرفة الأخبار التي تعمل بها خضعت لعدة دورات تدريبية للتحضير للوضع السياسي الحالي.
وعلى الرغم من أن أيا من صحفييها لم يبلغ عن تعرضه لمضايقات من المسؤولين، فقد أبلغوا عن زيادة عمليات التفتيش الثانوية في المطار وتأخير في معالجة أوراق الهجرة.
وتضيف فيليكس أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأحداث مصادفة، أم نتيجة لتشديد الرقابة على المهاجرين والصحفيين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عشرات الآلاف يتظاهرون في المغرب وموريتانيا ضد التجويع والحرب على غزة
عشرات الآلاف يتظاهرون في المغرب وموريتانيا ضد التجويع والحرب على غزة

الجزيرة

timeمنذ 42 دقائق

  • الجزيرة

عشرات الآلاف يتظاهرون في المغرب وموريتانيا ضد التجويع والحرب على غزة

شهدت عدة مدن مظاهرات ووقفات حاشدة تندد بالتجويع وبسياسة الإبادة الجماعية التي تستهدف سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. فقد تظاهر عشرات الآلاف من المغاربة في العاصمة المغربية الرباط اليوم الأحد احتجاجا على تدهور الوضع الإنساني للفلسطينيين في قطاع غزة، وعلى التجويع المستمر لسكان القطاع. وانطلقت المسيرة من باب الحد التاريخي، تجاه مبنى البرلمان، وسط المدينة، استجابة لدعوة إلى حراك عالمي ضد التجويع الإسرائيلي بغزة. وسار المتظاهرون على طول أحد الشوارع الرئيسية في وسط العاصمة، وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية واللافتات التي تدعو إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة. وأدان المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها هيئات مدنية مثل الجبهة المغربية لدعم فلسطين، عجز المؤسسات الأممية عن وضع حد للإبادة. وهتف المشاركون بشعارات من قبيل أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة، "هز الصوت وقولوا أميركا المسؤولة"، و"فلسطين منكوبة والعالم ألعوبة" و"العدالة مطلوبة والموازين مقلوبة والإرادة مسلوبة". وفي نواكشوط، تظاهرت حشود من الموريتانيين اليوم الأحد أمام السفارة الأميركية في العاصمة نواكشوط للتنديد بحرب التجويع المتبعة من جانب إسرائيل ضد سكان غزة. وجاءت المظاهرة تلبية لنداء حركة حماس للمساهمة في التعبئة العالمية والحشد لرفع الحصار الغذائي المفروض وحرب التجويع التي تنهجها إسرائيل ضد سكان غزة. ورفع المتظاهرون شعارات تدين الحصار والتجويع والقتل، وتطالب بوضع حد لما سموها حرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. كما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وأشادوا من خلال الشعارات والهتافات بصمود الشعبي الفلسطيني ومقاومته للعدوان الإسرائيلي. وعبّروا عن استنكارهم للدعم الأميركي للعدوان على غزة، ولما وصفوه بالمجازر ضد سكان القطاع، كما رفعوا شعارات طالبوا فيها بإغلاق السفارة الأميركية في نواكشوط. وشارك في المظاهرة ممثلون عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والطلاب والنقابات. وتشهد موريتانيا منذ اندلاع الحرب على غزة مظاهرات ووقفات حاشدة للتنديد بالحرب وللمطالبة برفع الحصار. حراك عالمي والسبت، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى حراك عالمي اليوم الأحد، ضد سياسة التجويع الممنهج التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة، والإبادة الجماعية المتواصلة. ووجهت نداء للأمة ولأحرار العالم للانخراط في حراك عالمي "إنقاذا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من الموت قصفا وجوعا وعطشا". وأضافت في بيان "ليكن يوم الأحد والأيام القادمة صرخة غضب عارمة في وجه الاحتلال الصهيوني وضد التجويع الممنهج في قطاع غزة". واليوم، أكدت وزارة الصحة في غزة استشهاد أكثر من 900 فلسطيني -بينهم 71 طفلا- بسبب الجوع وسوء التغذية، إضافة إلى 6 آلاف مصاب من الباحثين عن لقمة العيش منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع. ومنذ الثاني من مارس/آذار 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، مما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع. وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، نحو 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

كاتب إسرائيلي: مخطط بطيء للمستوطنين بالحرم الإبراهيمي لكنه خطير
كاتب إسرائيلي: مخطط بطيء للمستوطنين بالحرم الإبراهيمي لكنه خطير

الجزيرة

timeمنذ 42 دقائق

  • الجزيرة

كاتب إسرائيلي: مخطط بطيء للمستوطنين بالحرم الإبراهيمي لكنه خطير

تحدث الكاتب الإسرائيلي أوري إرليخ -في صحيفة زمان إسرائيل، عما أسماه "الزحف البطيء" للمستوطنين في الخليل، والذي يتم عبر خطوات صغيرة لكنها رمزية، بهدف فرض واقع جديد في الحرم الإبراهيمي ، بعيدا عن أي قرار رسمي أو اتفاق معلن. واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى واقعة حدثت قبل نحو عام، حين تسلل عدد من المستوطنين إلى جانب من الحرم الإبراهيمي ليلا، وقاموا بتركيب سقف دون إذن من الجهات الرسمية الفلسطينية، كبلدية الخليل أو دائرة الأوقاف الإسلامية. ورغم أن الحادثة أثارت غضب الأردن والسلطة الفلسطينية ، فإن التدخل العسكري آنذاك أوقف العمل وتمت إزالة السقف، كما يوضح إرليخ. غير أن ما جرى لاحقا -حسب الكاتب- أكثر دلالة وخطورة، إذ نُشرت مؤخرا معلومات في صحيفة "يسرائيل هيوم" تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية استغلت "حالة الفوضى العامة" لتمرير قرار يقضي بنقل إدارة جزء من الحرم إلى "المجلس الديني لمستوطنة كريات أربع" بعد إزالة "مانع قانوني" كان يحول دون ذلك، بجهود من الإدارة المدنية التابعة للجيش. خطوات "تقنية" ويؤكد الكاتب أن المستوطنين لم يتوقفوا عند حدّ تركيب المصعد المخصص -ظاهريا- لتسهيل وصول ذوي الاحتياجات الخاصة، بل واصلوا التوسع من خلال مطالبة متكررة بإقامة مرافق إضافية، مثل الأسقف والمراحيض، والتي يتم تمريرها بحجة أنها "تعديلات فنية ضرورية" لكنها في الواقع تغييرات تُحدث أثرا سياسيا بعيد المدى، إذ تُضعف تدريجيا سلطة بلدية الخليل على الحرم. وأضاف أن "إزالة الموانع القانونية" فتحت الباب أمام المستوطنين لترسيخ وجودهم الرمزي، وتجسيد سيادتهم على الأرض، بطريقة وصفها الكاتب بـ"الهادئة ولكن الفاعلة" عبر خطوات صغيرة متراكمة. ويحذّر الكاتب من وجود علاقة مباشرة بين ما يحدث في الحرم الإبراهيمي وبين المطالب التي بدأت تظهر في المسجد الأقصى ، مثل إقامة مراحيض أو تطوير طرق الوصول. ويشير إلى أن ما يبدو أنها مطالب "بسيطة" و"إنسانية" هي في الحقيقة وسيلة لتقويض الترتيبات القائمة، وتجاوز السلطة الفلسطينية والوقف الإسلامي.

المبعوث الأميركي متفائل بشأن اتفاق جديد ويصف حماس بالعنيدة
المبعوث الأميركي متفائل بشأن اتفاق جديد ويصف حماس بالعنيدة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

المبعوث الأميركي متفائل بشأن اتفاق جديد ويصف حماس بالعنيدة

قال المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر إنه متفائل أكثر مما كان قبل اليوم، بخصوص اتفاق جديد بشأن الرهائن في غزة. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن بولر قوله إن الوقت قد حان لتفرج حركة حماس عن الرهائن، مؤكدا أن هناك شعورا جديدا بالقدرة على إنجاز شيء ما. وأكد أن الإسرائيليين يريدون إنجاز شيء ما، ولكن حماس عنيدة جدا، مضيفا أن أشياء كثيرة عُرضت على حماس، وأنه يريد منها اتخاذ إجراء، وإلا سيتعين على إسرائيل التصرف، على حد قوله. وقال إن الأمر يتعلق بتفاصيل صغيرة، وإنه ينصح حماس بقبول عرض الاتفاق الذي تقدمه إسرائيل والولايات المتحدة. من جانب آخر، ذكرت تقارير إسرائيلية أن المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد تتوج باتفاق في غضون أسبوعين، وأكدت أن المفاوضات تتناول لأول مرة موضوع نهاية الحرب. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين أن التوصل إلى اتفاق بشأن غزة ممكن خلال أسبوعين، وأن من المتوقع وصول المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى الدوحة في غضون أيام. وذكرت الصحيفة أن حماس أبدت تحفظات على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم مقابل كل محتجز إسرائيلي، غير أن الوساطة القطرية ساهمت في تقريب وجهات النظر. وقال دبلوماسي عربي في تصريحات لهيئة البث إن "الفجوات بشأن خريطة انتشار القوات الإسرائيلية تقلصت"، وإن ما تبقى "مجرد عقبات محدودة". واعتبر أن اللقاء الأخير بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كان "مهما جدا لتقدم المحادثات"، وأن واشنطن"راضية عن التطورات حتى الآن". محادثات إنهاء الحرب في غضون ذلك، قال مصدر سياسي مطلع على المفاوضات لصحيفة هآرتس إن إسرائيل تجري لأول مرة محادثات مع حماس بهدف إنهاء الحرب. وأوضح المصدر أن المفاوضات تختلف عن الصفقات السابقة التي تناولت تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث تتطرق هذه المرة فعليا إلى مسألة إنهاء الحرب وهو ما يجعلها متشابكة ومعقدة للغاية. وأكد المصدر أن الوفد الإسرائيلي في المفاوضات "يتمتع بهامش واسع ومرونة كافية للتوصل إلى اتفاق دون المساس باحتياجات إسرائيل الأمنية". وتزامن ذلك مع ضغط متواصل من عائلات الأسرى الإسرائيليين على الحكومة لإبرام صفقة، إذ تظاهر آلاف في ميدان الرهائن وسط تل أبيب وذلك في إطار الاحتجاجات الأسبوعية المطالبة بإنجاز صفقة شاملة تعيد جميع الأسرى دفعة واحدة. وعمت المظاهرات مدنًا عدة وشارك فيها آلاف الإسرائيليين، وناشدت عيناف تسنغاوكر والدة أحد الأسرى المحتجزين في غزة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بألا يسمح بانهيار مفاوضات الدوحة، وأن يمنح الفريق الإسرائيلي تفويضا بإنهاء الحرب. كما دعته للكف عن الانتقائية وأن يسعى لإعادة جميع الرهائن. وتطالب العائلات نتنياهو بالكف عن إفشال الصفقات وقتل الفرص والمضي مع الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب وإعادة الرهائن. خرائط جديدة في المقابل، ذكر مصدر فلسطيني لوكالة الأناضول أن حركة حماس تسلمت من الوسطاء خرائط جديدة تظهر مناطق السيطرة الإسرائيلية في قطاع غزة، وبدأت دراستها. وأوضح المصدر المطلع على مجريات المفاوضات في الدوحة أن حماس "تسلمت خرائط من الوسطاء تظهر استمرار سيطرة جيش الاحتلال على مناطق واسعة من قطاع غزة، بما في ذلك معظم مدينة بيت حانون (شمال)، ونصف مدينة رفح و(بلدتا) خزاعة وعبسان في (محافظة) خان يونس (جنوب)، وأجزاء واسعة من حي الشجاعية (بمدينة غزة)". وأضاف أن الحركة "شرعت بدراسة المقترح في أطرها القيادية، وتجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية حول كيفية التعامل معه". وتشير الخرائط السابقة، التي طرحت على حماس خلال المفاوضات الحالية، إلى سيطرة كاملة للجيش الإسرائيلي على بيت حانون ، وأجزاء كبيرة من بيت لاهيا شمالي القطاع، وكامل مدينة رفح، وأجزاء واسعة من خان يونس ، ومناطق حدودية كبيرة، وهو ما رفضته الحركة. وتصر حماس على العودة إلى مناطق الانسحاب التي نصت عليها تفاهمات اتفاق يناير/كانون الثاني 2025، التي انسحب فيها الجيش الإسرائيلي لمسافة بعمق يتراوح بين 390 و1100 متر. وعلى مدى أكثر من 21 شهرا، عقدت جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، لوقف الحرب وتبادل أسرى. وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين، الأول في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والثاني في يناير/كانون الثاني 2025. وتهرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من استكمال الاتفاق الأخير، واستأنف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس/آذار الماضي. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store