
مسيرات حاشدة في اليمن تنديدا باستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة
وأكتظ ميدان السبعين في صنعاء بالمحتشدين، الذين تقاطروا من إنحاء العاصمة وريفها يحملون العلمين اليمني والفلسطيني، والشعارات التي تُندد باستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والصمت والتواطؤ الدولي إزاء المجازر التي يُمعن الاحتلال في ارتكابها يوميًا.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها التابعة للحوثيين، أن «العاصمة صنعاء شهدت اليوم (أمس الجمعة)، طوفاناً بشرياً في مليونية «مستمرون في نصرة غزة ومواجهة الاستباحة الصهيونية للأمة» ثباتاً على الموقف الحق، ومواصلة الجهاد في سبيل الله، ونصرة للشعب الفلسطيني».
وطبقًا للمصدر عينه، «نددت الحشود بمواصلة العدو الإسرائيلي الأمريكي الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتدمير الشامل والتجريف للمدن والأحياء السكنية وتدمير كل مقومات الحياة، وكذا الانتهاكات المستمرة لباحات المسجد الأقصى، أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع».
وهتفت حناجر المحتشدين بعبارات «يا غزة يا فلسطين معكم كل اليمنيين»، «أمريكا وبني صهيوني مجرمون مجرمون»، «من يقبل بالمحتلين في سوريا وفلسطين ليس من الأمة والدين»، «أمريكا وبني صهيون دمويون وسفاحون»، «من يمن العرب الاقحاح عرض الأمة ليس مباح»، «يا أمة غزة واجبكم، والله غدا سيحاسبكم».
كما خرجت مسيرات في كافة المُدن الرئيسية في محافظات: الحُديدة، صعدة، ريمة، حَجة، عَمران، المحويت، ذمار، البيضاء، إب، تعز، مأرب، الجوف، والضالع، وغيرها من المحافظات الواقع بعضها أو كلها في مناطق سيطرة الحوثيين، وفق وكالة الأنباء سبأ في صنعاء.
وأكدَّ بيان المسيرات، «استمرار اليمنيين في موقفهم المتكامل الرسمي والشعبي مع غزة وكل فلسطين في مواجهة جرائم كيان العدو الصهيوني المدعومة بشكل كامل من أمريكا، والاستمرار في العمليات حتى يتوقف العدوان، ويرفع الحصار عن غزة».
وقال: «سنواجه كل مخططات الأعداء، وفي مقدمتها تكريس معادلة الاستباحة لشعوبنا ولن نخضع أو نخنع».
وجدد البيان «للقائد الجهادي الشهيد محمد الضيف ورفاقه الشهداء – في فلسطين وفي كل جبهات الجهاد والعزة والكرامة – الوعد والعهد بحمل رايتهم وعدم تركها بإذن الله وتوفيقه».
وأدان «العدوان الإسرائيلي على سوريا والشعب السوري»، مؤكدًا رفض «معادلة الاستباحة التي يريد العدو الإسرائيلي والأمريكي فرضها على شعوب المنطقة»، مجددًا التأكيد «على الوقوف إلى جانب الشعب السوري في مواجهة العدوان الإسرائيلي».
وتسيطر «أنصار الله»(الحوثيون) على عدد من محافظات ومدن اليمن في الشمال والوسط والغرب، منها العاصمة صنعاء، منذ العام 2014م.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
مسيرة ضخمة في الرباط تنديداً بالتجويع والإبادة في غزة
تظاهر مئات آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في مسيرة حاشدة بالعاصمة الرباط ، تنديداً بما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من تجويع و إبادة جماعية وتهجير، معبرين عن رفضهم للصمت الدولي و"الخذلان العربي" إزاء ما يقع من جرائم، واستنكارهم لمواصلة التطبيع مع دولة الاحتلال. وسار المشاركون في المسيرة التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية تضم 15 تنظيماً سياسياً وحقوقياً ونقابياً) تحت شعار "رفضاً للتقتيل والتهجير والتجويع ومن أجل إسقاط التطبيع"، من باب الحد التاريخي إلى شارع محمد الخامس في وسط العاصمة، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: "الشعب المغربي مع وحدة الأمة ضد العدوان مع المقاومة حتى التحرير وإسقاط التطبيع"، "غزة حرة"، "خلص الطحين بغزة"، "غزة تموت جوعاً وعطشاً يا أمة المليار"، "لا ماء لا غداء لا دواء فقط شلال الدماء والأشلاء". الصورة تظاهرة في الرباط تضامناً مع غزة، 20 يوليو 2025 (العربي الجديد) وبحضور عدد من الشخصيات الحقوقية واليسارية والإسلامية، وفعاليات نقابية ونسائية وشبابية وطلابية، ردد المشاركون في المسيرة هتافات منددة بجرائم الاحتلال في غزة وبالدعم والتواطؤ الأميركي، وأخرى تحيي غزة والمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، من بينها "سحقاً سحقاً بالأقدام لصهيون وأمريكان"، "يا صهيون يا ملعون فلسطين في العيون"، "يا أحرار في كل مكان ثوروا ضد أمريكان"، "عاشت فلسطين عاشت غزة عاشت المقاومة"، "فلسطين قوية غزة قوية المقاومة قوية"، "غزة تقاوم والأنظمة تساوم"، "يا أبو عبيدة طل تشوف هذا المغرب ع المكشوف شعب المغرب كله معك"، "كلنا فدا غزة الصامدة"، "أيها العاجزون كلنا مقاومون"، "يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، "الشهيد خلى (ترك) وصية لا تنازل عن القضية"، "الشعب يريد تحرير فلسطين"، "المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين"، "وعهد الله لن نخون فلسطين". كما ردد المحتجون الذين أتوا من مناطق مختلفة من المغرب شعارات منددة بالتطبيع مع دولة الاحتلال، من بينها "ناضل يا مناضل ضد التطبيع ضد الهرولة ضد الصهاينة"، "الشعب يريد تجريم التطبيع"، "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، "لا لا ثم لا للتطبيع والهرولة"، "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة". وبينما أُحرق العلم الإسرائيلي، استنكر المحتجون ما سموه ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي، وصمت المؤسسات الأممية أمام جرائم ترتقي إلى "إبادة جماعية ممنهجة"، مطالبين بمحاكمة قادة الاحتلال بوصفهم مجرمي حرب أمام محكمة الجنايات الدولية وبضرورة التحرك العاجل لوقف هذه المجازر ورفع الحصار. كذلك، أدان المشاركون في المسيرة الموقف العربي الرسمي، الذي وصفوه بـ"المخزي والمتخاذل"، معتبرين أن صمت الأنظمة العربية تجاه ما يجري في غزة "ليس سوى شكل من أشكال الشراكة في الجريمة". وتأتي مسيرة الرباط في سياق النداء العالمي الذي أطلقته حركة "حماس"، للدعوة إلى يوم غضب شعبي ضد سياسة التجويع الممنهج والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهراً. وبحسب "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، فإن التجويع الممنهج الذي تمارسه آلة الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، خاصة في شمالها، عبر تدمير البنية التحتية ومخازن الغذاء ومنع دخول المساعدات، هو سلاح إبادة جماعية يهدف إلى كسر إرادة الصمود وفرض الاستسلام على شعب اختار المقاومة حتى التحرير. وأدانت الجبهة، في بيان لها، "جريمة الصمت الدولي والتخاذل العربي عن وقف هذه الجريمة البشعة"، داعية الشعب المغربي إلى "مواصلة التعبئة والنضال لنصرة فلسطين ودعم المقاومة وشعبها الباسل". أخبار التحديثات الحية 67 شهيدًا في مجزرة بحق منتظري المساعدات غربي غزة وقالت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية)، في بيان لها، إن "صمود الشعب الفلسطيني، وأهلنا في غزة خاصة، في مواجهة آلة القتل والتجويع الصهيونية، يفرض علينا واجباً وطنياً وإنسانياً وأخلاقياً للوقوف إلى جانبهم، والتعبير عن رفضنا لكل أشكال التطبيع والتواطؤ الدولي مع جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال". وقال عضو السكرتارية الوطنية لـ"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، عبد الإله دحمان، لـ"العربي الجديد"، إن مسيرة الرباط تأتي في سياق مختلف اليوم، "إذ بعد الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته ضد التهجير القسري والإبادة الجماعية وضرب كل مقومات الحياة البسيطة بغزة، وبعد فشل آلة القتل الصهيوني في تصفية المقاومة، لجأت (إسرائيل) إلى سياسة التجويع وقطع الإمدادات الغذائية، لذا نخرج اليوم تجاوباً مع نداء المقاومة، وكذلك مع التنظيمات النقابية الفلسطينية لنقول معاً وبصوت حر: لا للتجويع... لا للإبادة... غزة تسائل العالم الحر". وتابع دحمان: "نحيي الحملة الأوروبية لأجل غزة ضد التجويع الذي قامت بإطلاق مبادرتها الشعبية والحقوقية والإعلامية لمواجهة الإبادة الجماعية البطيئة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة من خلال التجويع، والتدمير المنهجي للبنية التحتية، واستهداف المستشفيات، والمرافق الإنسانية، ومراكز الإيواء، بل حتى قوافل الإغاثة الإنسانية". واعتبر أن "مسيرة الأحد موجهة ضد الإبادة الجماعية الممنهجة والقتل العمد والمباشر لعشرات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء والمسنون، وضد استخدام سياسة التجويع كسلاح، من خلال حصار شامل لمنع إدخال الغذاء، والماء والدواء والوقود. لن تكون الأخيرة، وسنستمر حتى يتحقق إسقاط الاحتلال الصهيوني أو نلقى الله على هذا العهد". وتتواصل منذ 18 مارس/آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت بشكل شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
لبنان ومعادلة التنافس في العجز
يتجدّد الجدال بعد كلّ تصريح يدلي به الرئيس اللبناني جوزاف عون، أو رئيس الحكومة نوّاف سلام، ويتفعّل السجال بعد كلّ ذكر لمسألة بسط الدولة سلطتها في الأراضي اللبنانية، وما يستدعيه ذلك من حصر امتلاك السلاح استكمالاً لمعنى مفهوم السيادة. يترافق السجال مع أجواء المزايدة من حزب الله وجمهوره، لجهة عدم قدرة عون وسلام، ولا الدولة وأجهزتها وقواها العسكرية، على كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووقف الخروق المستمرّة منذ اتفاق الهدنة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024. فمن نافل القول أنّ حزب الله بعد حرب الإسناد، لم يعد كما كان قبلها، سواء على مستوى صورته أو على مستوى قدراته القتالية، فقد ظهر للعلن، أن القدرات التي كانت تتغنّى بها قيادات الحزب وجمهوره لم تؤدِّ المهام المطلوبة منها، ولم تحقّق الآمال التي كانت معقودة عليها. فهي لم تستطع الدفاع عن الحزب ولا عن سلاحه، ولا عن قرى الجنوب والبقاع، ولا عن معقله في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، كما أنها عجزت عن ردع الغارات والاستهدافات التي احتدمت بين سبتمبر/ أيلول ونوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2024. ففي هذه الحرب، حقّق العدو السيناريو، الذي سخر أمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله منه، حين تطرّق قبل سنوات إلى مقال كتبه صحافي إسرائيلي يقول فيه إن خطّة تصفية قيادات الصفوف، الأول والثاني والثالث، من حزب الله باتت جاهزة. فما كان من نصر الله إلّا أن اعتبر أن كاتب المقالة ينفع مخرجَ صناعة أفلام، وليس صحافياً متمرّساً. لكن سنوات عدّة مرّت أثبتت أن ما كتبه ذلك الصحافي كان حقيقياً، خصوصاً بعد أن تلقّى الحزب ضربات مكثّفة في فترة لا تتجاوز الأسبوعَين، أدّت إلى تدمير مجمل قدرته الصاروخية ناهيك عن تصفية قياداته، على منوال ما كتبه صاحب المقالة بالضبط، وها نحن اليوم أمام استهدافات مستمرّة لا تنال من قيادات الصفوف الأول والثاني والثالث فحسب، بل من الصفّ الخامس أو حتّى السادس. والجدير ذكره أن السيناريو نفسه تكرّر في الحرب على إيران، فالضربة التي تلقتها في اليوم الأول أدّت إلى تصفية جزء كبير من العلماء، ومن القيادات العسكرية والأمنية الإيرانية، ومجملها رفيعة المستوى، قبل أن تقضي الولايات المتحدة، بعد أيام عدّة على المنشآت النووية الإيرانية. حزب الله بعد حرب الإسناد، لم يعد كما كان قبلها، سواء على مستوى صورته أو على مستوى قدراته القتالية لكن ما يمكن (وما يتوجّب) الكلام عنه اليوم، هو نقد منطق المزايدة في العجز، فإن كان يمكن تفسير الذي جرى في الأشهر الماضية، فلا مهرب من ضرورة وضعه في إطار تأكيد أن المعادلة التي لطالما أراد حزب الله استبعادها، والتهرّب المستمرّ منها، هي المعادلة الواقعية. والقصد هو المعادلة التي تقول إنّ حزب الله ليس قادراً على مواجهة العدو عسكرياً، ولا يمتلك القدرات والتقنيات والأدوات اللازمة لذلك. بما يعني أن محاولات الحزب وبيئته وجمهوره في مهاجمة عجز الدولة اللبنانية لا يهدف إلّا إلى تبرير إبقاء السلاح بأيّ ثمن، على الرغم من أن الأحداث أثبتت تهافت الجدوى المتأتّية من السلاح، إذ باتت تكلفته أكبر بكثير من مردوده، وبأن خطاب التهديد والوعيد الذي لطالما اقترنت غايات (ومبرّرات) هذا السلاح به مجرّد لغو كلامي لا يبغي إلّا المزايدة. أو بأقلّ الأحوال، إن أردنا ترجمة مفاعيله داخلياً، لا يبغي إلّا نيل امتيازات في النظام وعلى مستوى الدولة اللبنانية، وفي مراكز صنع القرار فيها. وكأنّ المعادلة اليوم هي مجرّد مكابرة توضع مفاعيلها في إطار المنافسة التي تهدف إلى إثبات أن عجز الدولة اللبنانية عن حماية أرضها وشعبها أكبر من عجز حزب الله من خارج الدولة. لكن الشروط الواقعية تكشف ما يخالف هذه المعادلة، فمن دون تبرير عجزها العسكري، تمتلك الدولة اللبنانية إمكانات دبلوماسية قد تفتح ثغرات في جدار التفاوض، بمعزل عن مدى نجاعتها، وبمعزل عن منطق القوة الذي يحكم عالم اليوم وتاريخ العرب الطويل مع عدائية إسرائيل وتفلتها من كلّ الاتفاقات ومن مختلف الالتزامات. لكن يبقى السؤال: ما هو البديل عن إمكانات رئاسة الجمهورية أو الحكومة اللبنانية؟ وما هو الأفق الذي يمكن الانطلاق منه لتغيير معادلة العجز هذه، وهل يمكن ذلك؟ وهل أن استمرار حزب الله بشكله الحالي قد يغيّر أيَّ شيء في هذه المعادلة؟ سؤال كهذا خارج مجال اهتمام حزب الله، لأنّ مفاعيله ستكون على حساب شكل وجود الحزب نفسه، بعد أن يفتقد كلّ شروط القوة التي كان يتمتع بها، حتى على المستوى الداخلي. لكنّ الحدّ الأدنى من العقلانية يستوجب مقارنة التزام لبنان بمصادرة سلاح الحزب من ناحية، مع استمرار الحزب بشكله العسكري من ناحية ثانية، وسرعان ما سيتبيّن أنه في حين تفتح معادلة الدبلوماسية إمكانات تفاوضية قد تفضي إلى أيّ شيء، تفتح معادلة السلاح أبواب جحيم الحرب على مصراعيه. الأولى قد تستثمرها الدولة اللبنانية لتحقيق بعض النتائج التي قد تصل إلى كبح جماع العدو، وإن من دون ضمانات، بينما تطيح الثانية الإمكانات والضمانات والتفاوض والنتائج والطاولة وتطيح ما تبقّى من دولة.


القدس العربي
منذ 10 ساعات
- القدس العربي
قرار إسرائيلي بالاستيلاء على عقارات فلسطينية في باب السلسلة بالقدس
القدس: أعلنت محافظة القدس اليوم الأحد، رفضها القرار الخطير الذي وقّعه وزير القدس والتراث الإسرائيلي المستقيل مئير بروش، والقاضي بمصادرة عقارات فلسطينية تشمل منازل ومحال تجارية في طريق باب السلسلة بالبلدة القديمة من القدس المحتلة، وذلك في آخر يوم له في منصبه، معتبرة ذلك 'خطوة استعمارية تهويدية تمس جوهر الوجود العربي والإسلامي في المدينة'. وقالت محافظة القدس في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم، إن 'هذه الخطوة، التي تأتي دون أي مسوغ قانوني واضح أو رأي من الجهات القضائية الإسرائيلية، تمثل تصعيدا خطيرا في محاولات الاحتلال لحسم قضية القدس عبر التهجير القسري وسرقة الممتلكات وتزييف التاريخ والجغرافيا، خاصة أن المنطقة المستهدفة تقع على الطريق المؤدي مباشرة إلى المسجد الأقصى المبارك، وتضم معالم إسلامية ومباني تاريخية تعود إلى الفترتين المملوكية والعثمانية'. وأشارت المحافظة إلى أن 'هذا القرار لا يمكن فصله عن جملة من السياسات التهويدية المتسارعة التي تشهدها المدينة، كالتوسع الاستيطاني، وطرح مشاريع بنية تحتية كخط القطار الإسرائيلي الذي يخترق الأحياء الفلسطينية، وخطط تسجيل الأراضي وتحويلها من ملكيات خاصة إلى ما يسمى 'أملاك دولة' لصالح المشروع الاستعماري'. وحذرت محافظة القدس من أن 'تنفيذ هذا القرار سيؤدي إلى تفريغ طريق باب السلسلة، أحد أهم مداخل المسجد الأقصى، من سكانه الفلسطينيين، وتحويله إلى ممر استيطاني مغلق يستخدم حصريا لاقتحامات المستوطنين، وهو ما يهدد حرية العبادة والوصول إلى المسجد الأقصى، ويهدف إلى خنق الحضور الإسلامي والمسيحي في البلدة القديمة'. وذكرت المحافظة أن ما يسمى بـ'الحي اليهودي' أقيم أساسا على أراض فلسطينية وعقارات صودرت بالقوة منذ عام 1968 تحت ذريعة 'المصلحة العامة'، فيما كانت 'لا تتجاوز مساحته قبل نكبة 1948 خمسة دونمات فقط، ليتوسع لاحقا إلى 130 دونما على حساب عقارات مقدسية تعود لعائلات فلسطينية عريقة'. كما حذرت المحافظة من أن 'الحديث عن مصادرة ما يقارب 20 عقارا في هذه المرحلة يمهد لتفريغ أوسع للمنطقة، ويستكمل المخطط الاحتلالي لربط ما يعرف بـ'الحي اليهودي' ببؤر استيطانية أخرى محيطة، ضمن خطة متكاملة لتغيير هوية البلدة القديمة وسلخها عن محيطها الفلسطيني'. وأكدت محافظة القدس أن 'هذه الخطوة تعد بمثابة إعلان نوايا سياسية خطيرة يجب أن تواجه برفض فلسطيني وعربي وإسلامي واسع'، داعية المجتمع الدولي بما فيه منظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والضغط الفوري لوقف هذه القرارات التي تنذر بتفجير الأوضاع في المدينة، وتمثل 'انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقرارات الأممية المتعلقة بوضع القدس'. ودعت المحافظة أبناء المدينة الصامدين ومؤسساتها الوطنية والدينية إلى التكاتف والتصدي لهذه المخططات بوسائل الصمود الشعبي والحقوقي، والتشبث بالأرض والهوية والتاريخ، كما دعت إلى تحرك عاجل سياسي ودبلوماسي إزاء هذا التطور الخطير الذي يمس أحد أهم مفاصل الوجود الفلسطيني في القدس. ( د ب أ)