
عندما نضجت الظروف صدر التعميم 170 عن "المركزي"!
فاجأ حاكم مصرف لبنان كريم سعيد بعض الأوساط بإصداره التعميم الرقم 170 والذي منع بموجبه المصارف من التعامل مع عدد من المؤسسات وفي طليعتها مؤسسة "القرض الحسن" التابعة لـ"حزب الله".
المفاجأة لم تكن بحيثيات التعميم لأن أياً من المصارف اللبنانية لا يتعامل مع "القرض الحسن" كونها خاضعة للعقوبات الأميركية، لكن الجديد تمثّل في إقدام حاكم "المركزي" على إصدار تعميم يُعدّ بمثابة قانون في لبنان يجرّم التعامل مع مؤسسة تابعة لـ"حزب الله" بما يعني البدء بمحاصرة مؤسسات الحزب داخلياً، في خطوة كانت مستحيلة قبل الحرب الأخيرة على "حزب الله" وإضعافه ومحاصرته.
وفي هذا الإطار، يؤكد مطلعون على مسار السياسات المالية والنقدية في لبنان في حديث لـ"وكالة أخبار اليوم" أن مصرف لبنان يستمر بالسياسات البراغماتية منذ أيام الحاكم الأسبق رياض سلامة وحتى اليوم من دون أي تغيير استراتيجي في السياسات العامة التي وضعها سلامة. فحتى تطبيق العقوبات الأميركية على "حزب الله" كانت الإدارات الأميركية المتعاقبة تأخذ في الاعتبار الأوضاع الداخلية اللبنانية وموازين القوى ولا تطلب من سلامة ما لا يمكن تحمّله من إجراءات، أما حين بات بالإمكان اتخاذ مثل التعميم الذي صدر بعد إضعاف الحزب ضغط الأميركيون وحصلوا عليه، وهو ما كان مستحيلاً إصداره قبل سنة على سبيل المثال.
لا بل إن الأخطر في مسيرة سلامة تمثل في التعامل بحرفية وذكاء قلّ نظيرهما في العام 2016 مع فرض العقوبات على "حزب الله". يومها أشرف سلامة على عملية إخراج الحزب ومموليه من القطاع المصرفي اللبناني من دون أي خضة تُذكر ومن دون جرّ البلد إلى مواجهات داخلية نتيجة تطبيق العقوبات الأميركية.
وبالمنطق إياه يستمرّ مصرف لبنان اليوم بالسياسات العامة التي كان وضعها رياض سلامة، بدءًا بتثبيت سعر الصرف للدولار الواحد على سعر 89500 ليرة الذي أرساه سلامة في آذار 2023 وحافظ عليه من بعد انتهاء ولايته الحاكم بالإنابة وسيم منصوري واليوم يحافظ عليه الحاكم سعيد، وليس انتهاء بالتعاميم التي أصدرها سلامة للحفاظ على حقوق المودعين والسحوبات بالمناصفة من المصارف اللبنانية والمصرف المركزي، ويتم رفع قيمة السحوبات كلما ارتفع منسوب الاحتياطي الذي يجمعه مصرف لبنان بالأساليب نفسها عبر لمّ الدولارات من السوق كلما توفّر له ذلك. لا بل إن إصدار سعيد للتعميم 169 قبل أسابيع قليلة أتى لينصف الاستراتيجية التي وضعها سلامة قبل أكثر من 4 أعوام بما يحافظ على أموال المودعين والتي شرطها الحفاظ على القطاع المصرفي.
ويجزم المطلعون على أنه لولا الخطيئة الكبرى التي ارتكبها الثنائي ميشال عون- حسان دياب في آذار 2020 بالتخلّف عن دفع سندات لبنان السيادية لما حصل الانهيار الذي شهده لبنان، ولكان بالإمكان تفادي السيناريو الأسوأ الذي وقع يومها والذي لا نزال نشهد ارتداداته حتى اليوم.
يبقى السؤال: متى يمكن إنصاف رياض سلامة الذي أدار أخطر أزمة في التاريخ اللبناني بأقل قدر ممكن من الأضرار، لا بل وساهم في إعادة العجلة الاقتصادية الى الدوران رغم امتناع الحكومات المتعاقبة عن القيام بأي إصلاح فعلي؟ يؤكد المتابعون أن إنصاف سلامة بات قريباً بعدما اعترف المعنيون ضمناً بأنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان في ظل كل الظروف التي مرّ بها لبنان، لا بل إن إدارة الأزمة كما فعل سلامة نجحت بشكل فاق كل التوقعات...

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 42 دقائق
- الديار
برّاك يتسلم اليوم ردًّا لبنانيًا موحدًا منسّقًا مع حزب الله لبنان ينجح في منع تسلل سيناريو السويداء اليه «لكن الوضع مقلق» السويداء: الهجري يوافق على دخول المساعدات لا الوفد الحكومي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قدَّم المبعوث الاميركي توم برّاك موعد زيارته الى بيروت لضمان اجتماعه برئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الذي يزور مملكة البحرين يومي الاثنين والثلاثاء. فبعدما كان من المرتقب ان يصل الى لبنان مطلع الاسبوع الحالي وصل يوم أمس الأحد على ان يلتقي المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم عون اليوم ويتسلم منه رد لبنان الرسمي على الملاحظات التي كان قد وضعها برّاك على الرد اللبناني على الورقة الاميركية، وهي ملاحظات تناولت بشكل اساسي طلب وضع مهل زمنية وتواريخ محددة لانجاز عملية تسليم سلاح حزب الله شمالي الليطاني. ماذا تضمن الرد اللبناني؟ وبحسب معلومات «الديار»، فان الرد اللبناني الجديد سيشدد على الربط بين انطلاق عملية التسليم وبين تنفيذ اسرائيل تعهداتها في اتفاق وقف النار الذي تم اقراره في تشرين الثاني الماضي، اي الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، وقف الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية وتسليم الأسرى اللبنانيين والسماح بعودة السكان إلى بلداتهم الحدودية وبدء عملية اعادة الاعمار. ولم يلحظ الرد اللبناني تواريخ محددة، الا انه يبدو منفتحا على وضع واشنطن مطلع العام المقبل خطا فاصلا لحشر ودفع كل الاطراف لتنفيذ التزاماتها. ويصر لبنان الرسمي على التأكيد ان الورقة الاميركية ليست اتفاقا جديدا بين لبنان واسرائيل، انما عبارة عن آلية تنفيذية لاتفاق وقف النار الذي لم تنفذه اسرائيل. وتؤكد مصادر معنية بالمفاوضات الحاصلة انه «وبعكس ما يروّج، فان حزب الله لا يغرد وحده، انما هو على تنسيق دائم ولحظة بلحظة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لا يزال موكلًا من قبله بالتفاوض باسمه»، لافتة في حديث لـ»الديار» الى ان «رفع امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم السقف في اطلالته الاخيرة، واعتباره من قبل كثيرين تصعيدا بموقفه، هدفه تقوية موقف الدولة اللبنانية في المفاوضات لا الاطاحة بها». وتضيف المصادر:»لا يزال الحزب مصرا على التفاوض من موقع قوة لا ضعف، وبالتالي يجد مصلحة للبنان الرسمي ان يخرج الشيخ قاسم ليذكر واشنطن وتل أبيب بأن التفاوض يحصل من موقع قوة لا ضعف». اسرائيل لن تلتزم ولا يبدو الحزب مقتنعا بأن واشنطن قادرة على إلزام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ التزاماته، سواء سلّم الحزب كامل سلاحه ام لم يفعل. وتعتقد المصادر ان «نتنياهو ليس بصدد الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة واسقاط خطته للمنطقة العازلة التي يقيمها راهنا بقوة النار، ايا كان المقابل، لذلك فان عملية التفاوض الحاصلة دقيقة جدا ويفترض ان تؤدي الى كشف النيات الاسرائيلية الحقيقية قبل الاذعان الى شروط او مطالب تُفقد لبنان آخر اوراق قوته». ويوم أمس أعلنت قيادة الجيش اللبناني ان آليات هندسية وعسكرية مختلفة تابعة للعدو الإسرائيلي، اجتازت السياج التقني وعزمت على تنفيذ أعمال تجريف في خراج بلدة رميش - بنت جبيل، في انتهاك فاضح للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار. وأعلنت القيادة أنه، على أثر ذلك، عزز الجيش انتشاره في المنطقة في مواجهة العدو، وحضرت دورية من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل لتوثيق الخروقات، ما أجبر القوات المعادية على العودة إلى الداخل المحتل. الوضع الامني وينشغل الجيش اللبناني راهنًا بمواكبة التطورات في سورية، وبخاصة في السويداء، بعد تسجيل بعض حالات انتقال شبان لبنانيين للقتال مع العشائر كما مع الدروز هناك. الا ان مصادر مطلعة تؤكد لـ»الديار» ان اعداد هؤلاء لا تزال محدودة. وتشير المصادر الى انه «صحيح ان لبنان نجح في تجنب تمدد القتال الطائفي المقيت اليه، لكن في حال استمر الوضع هناك على حاله وقتا طويلا ولم يتم تثبيت اتفاق وقف النار، فان الخشية من تسلل سيناريو السويداء الينا ستكبُر حينئذ». وتضيف:»الزعامات السياسية والدينية في لبنان قاربت هذه الازمة بكثير من التعقل والوعي، سواء من خلال المواقف العلنية التي اتخذتها او بقراراتها على الارض، كما ان التدابير المشددة التي اتخذتها الأجهزة الامنية اللبنانية فعلت فعلها وادت الى ضبط الوضع تماما... لكن ذلك لا يعني ان الوضع ليس مقلقا وانه يفترض وضع أيدينا في مياه باردة». تطورات السويداء في هذا الوقت، تشهد محافظة السويداء هدوءا حذرا جدا، بحيث انه صحيح ان وقف النار والقتال بين الدروز والعشائر شبه متوقف منذ 24 ساعة، لكن الخشية من شرارة تعيد اشعال الوضع لا تزال قائمة، بحيث ان كل المعالجات هشة ولا تعتمد على اسس واضحة. اضف ان الدخول الاسرائيلي المباشر على الخط لتغذية النزعة الانفصالية لدى قسم من الدروز هناك، يجعل التفاؤل بطي هذه الصفحة الدموية قريبا امرًا مبالغًا فيه. ويوم أمس وبالرغم من أن اتفاق وقف النار، أفيد بأن طائرة إسرائيلية استهدفت موقعا لتجمع لمقاتلين من فصائل العشائر قرب قرية عريقة في ريف محافظة السويداء، في وقت كانت قوات العشائر البدوية قد بدأت باقتحام القرية لتحرير الأسرى البدو من يد المجموعات المسلحة الدرزية. ورفضت الرئاسة الروحية في السويداء، ممثلة بالشيخ حكمت الهجري يوم امس دخول وفد حكومي يضم وزير الصحة ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزير الكوارث والطوارئ ومحافظ السويداء، ومنظمة الهلال الأحمر السوري، الى المحافظة. واتهم وزير الصحة السوري، الشيخ حكمت الهجري، بمنع دخول المساعدات، وبعد مفاوضات وجهود حثيثة تم إدخال القافلة برفقة منظمة الهلال الأحمر فقط. وأصدرت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز أمس بيانا طالبت فيه بالوقف الفوري لكافة الهجمات العـسكرية وسحب جميع القوات التابعة لحكومة دمشق، من جيش وأجهزة أمنية وميليشيات، من محيط الجبل وكافة بلداته وقراه وتوفير خدمات الإنترنت والاتصالات بشكل عاجل، لضمان تواصل الأهالي للتمهيد للتبادل والإفراج الفوري عن الموقوفين وضمان نجاح العملية بضمانه الدول الراعيه للاتفاق. ونقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤول أميركي قوله، إن القصف الإسرائيلي الأخير على سورية كان «عملًا جنونيًا»، بتوجيهات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأضاف المسؤول، الذي لم يسمه الموقع الإخباري، أن القصف الإسرائيلي قد يقوض ما يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب فعله بشأن الوضع بالشرق الأوسط. وكشف المسؤول الأميركي أن هناك «شعورا متزايدا داخل إدارة ترمب بأن نتنياهو يتصرف أحيانا كطفل لا يحسن التصرف». كما نسب «أكسيوس» إلى 6 مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض «أصبح أكثر قلقا بشأن نتنياهو وسياساته الإقليمية».


MTV
منذ 2 ساعات
- MTV
20 Jul 2025 22:04 PM ماذا جاء في مقدّمات نشرات الأخبار المسائيّة؟
بين سوريا ولبنان قاسم مشترك هو الترقّب لنتائج المساعي التي يقوم بها رجل واحد اسمه توم برّاك. فالموفد الأميركي الحاضر في مشهد التطورات السورية من بوابة مساعي وقف النار وضمان عدم انفلات الأمور مجدداً، وصل الى بيروت اليوم، لينطلق بلقاءاته غداً بعنوان واضح: خطوات عملية في مسار تطبيق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، وخريطة طريق لحصرية السلاح بيد الدولة. وما يمكن استدلاله من الزيارة الثانية لبرّاك في الشهر نفسه، هو أن الولايات المتحدة لا ترغب بالاستمرار طويلاً في "البينغ بونغ" السياسي الدائر بين الردود والملاحظات، بل تسعى الى خطوات عملية واضحة المعالم والمهل الزمنية. فهل سينجح لبنان في كسب المزيد من الوقت في سياق معادلته: التلازم والمرحلية، والتي تقوم على مقابلة الخطوة بخطوة بين ما يطبّقه لبنان وما تقوم به إسرائيل؟ وهل سيتمكّن من اقناع حزب الله بالمصلحة اللبنانية والركون للمسار المتّبع من الدولة، بينما المواقف المعلنة للشيخ نعيم قاسم لا تزال تنحو باتجاه السلبية؟ المؤشرات تشير الى أن زيارة براك تحمل سقفاً عالياً من التوقّعات، وتحوّلاً واضحاً في نبرة الادارة الأميركية تجاه الحكومة اللبنانية... فهل يمكن اعتبار الزيارة بمثابة إنذارٍ أميركي أخير؟ مقدّمة الـ"أل بي سي" الموفد الأميركي طوم براك في بيروت، ويتقاسم الإنشغال بين الملف اللبناني وملف سوريا، والمستجد فيه السويداء. برَّاك وصل، مستبقًا الموعد باربعٍ وعشرين ساعة، في زيارة هي الثالثة، ولا يرجَّح أن تكون "الثالثة ثابتة". في جدول لقاءاته، لقاء مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل ظهر غد الاثنين على أن يلي ذلك لقاءين مع كل من رئيس المجلس نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام. ويفترض أن يتسلم براك من الرئيس عون، استفسارات تتعلق بالرد الأميركي والإسرائيلي على ورقة الأفكار اللبنانية. هذه الإستفسارات كان قد صاغها فريق العمل اللبناني في لقاءات القصر الجمهوري، لكنها لا تتضمن أي رد من حزب الله في موضوع حصرية السلاح، والجدير ذكره أن الحزب بلسان الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، أعلن تمسكه بسلاحه. برَّاك، وقبيل وصوله إلى بيروت، كان أدلى بموقف عن التطورات في سوريا إعتبر فيها أنها في منعطف حرِج، مبديًا اعتقاده أن "الأعمال الوحشية التي ترتكبها الفصائل المتحاربة على الأرض تنال من سلطة الحكومة وتعرقل أي مظهر من مظاهر النظام، ويجب على جميع الفصائل إلقاء أسلحتها فورا وأن يسود السلام والحوار الآن". بالتوازي مع موقف برَّاك، كشف مصدر أمني سوري لرويترز أن قوات الأمن الداخلي اتخذت مواقع قرب السويداء وأقامت نقاط تفتيش في كل من الجزءين الغربي والشرقي من المحافظة، وأضاف المصدر أن بعض مجموعات العشائر عادت بالفعل إلى دمشق ومناطق شمالية. بالعودة إلى لبنان، موقف بارز للبطريرك الراعي من قانون الإنتخابات، رفض فيه المقاعد الستة للمغتربين. أهمية ما قاله الراعي أنه جاء في حضور رئيس الجمهورية في عنايا لمناسبة عيد مار شربل. البطريك الراعي اعتبر أن استحداثُ ستة دوائر للمغتربين مخالف للمساواة التي هي مبدأ يكفله الدستور، وما نشهده هو عملية إقصاء للمغتربين، الذين يتطلّعون إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة بكل حرية، ولا بدّ من أجل حماية الحرية من إلغاء المادة 112 من قانون الانتخابات. بعد كلام البطريرك الراعي، ما هو مسار قانون الانتخابات؟ مقدمة تلفزيون "أن بي أن" كانت السويداء أمام امتحان وقف إطلاق النار الصعب ... لكنها نجحت حتى الآن فيه مع إلتزام الأطراف المتناحرة بالإتفاق الذي يلجم الأحداث الدامية التي اندلعت على مدى نحو إسبوع. وفي ظل الإتفاق يسود الهدوء الحذر المحافظة وسط انتشار للقوى الأمنية الحكومية وانكفاء لمقاتلي قبائل وعشائر البدو عن المدينة وانسحاب مسلحي الفصائل الدرزية المحلية من الشوارع. وبموجب الإتفاق تنتشر القوى الأمنية في مناطق ريف السويداء الغربي والشمالي وعلى الطرق الرئيسية فقط وليس ضمن نطاق المدن. ويفترض أن تنفذ بنوده خلال ثمان وأربعين ساعة ولا سيما في ما يتعلق بافتتاح معابر إنسانية بين السويداء ودرعا لتأمين خروج المدنيين والمصابين. كما يقضي الإتفاق بتأمين المحتجزين من أبناء عشائر البدو لدى الفصائل الدرزية. وكان من ضمن الإجراءات التي بدأ تنفيذها إرسال وزارة الصحة قافلة مساعدات طبية إلى المحافظة. وفي لبنان إستنفار لأصوات العقل لتوحيد الجهود من أجل منع تسلل النار من السويداء إلى الهشيم اللبناني. ولهذه الغاية تتكثف الإتصالات واللقاءات والمشاورات بين المرجعيات والقوى السياسية والروحية والحزبية لسد أي ثغرة قد تنفذ منها محاولات نقل الفتن. وقد التقت المواقف اللبنانية ولا سيما تلك الصادرة عن مرجعيات طائفة الموحدين الدروز ودار الفتوى عند ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء وإطلاق حوار بين جميع المكونات الدينية والسياسية والطائفية في سوريا. وفيما أكدت دار الفتوى أنها لن تسمح بجر لبنان إلى أتون الفتن الطائفية والمذهبية البغيضة شدد الزعيم وليد جنبلاط على الحل السياسي رافضاً أي تصريح يدعو إلى حماية دولية أو إسرائيلية للدروز. وإذا كان الحدث السوري قد استقطب اهتمام اللبنانيين في الأيام الأخيرة فإن الموفد الأميركي توم برّاك الذي حطّ بعد ظهر اليوم في بيروت سيشغل جانباً مهماً من المشهد. وسيجري برّاك إعتبارًا من يوم غد مروحة من اللقاءات وخصوصاً مع رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة ويتبلغ منهم الملاحظات اللبنانية على ورقته الأخيرة. وإذا كان مطلع الأسبوع سيفتتح بالمحادثات الأميركية - اللبنانية فإنه سيشهد أيضاً محطات أخرى أولها جلسة مشتركة لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل غداً في عين التينة بدعوة من رئيس المجلس نبيه بري. وفي المواعيد أيضاً زيارة لرئيس الجمهورية جوزف عون إلى البحرين الأسبوع الطالع تعقبها زيارة للجزائر في أواخر تموز الجاري. مقدمة تلفزيون "أو تي في" في حزيران 2014، وصف رئيس احد الاحزاب المسيحية انفلاش داعش الدموي في العراق بثورة عشائر، واضعا اياها في اطار الربيع العربي الواعد الذي لفّت تطوراته القاتلة العالم العربي بدءا بتونس منذ اواخر عام 2010. وفي تلك المرحلة ايضا، نُسبت الى رئيس الحزب المذكور مقولة 'فليحكم الاخوان' الشهيرة، التي كانت من علاماتها حربٌ سورية تستعرُ اليوم تحت حكم 'الرفيق' ابو محمد الجولاني، وفق اللقب الذي اغدقه المسؤول الاعلامي الاول في الحزب المذكور على الرئيس السوري احمد الشرع. ففي سوريا 'الرفيق'، المسيحيون يُضطهدون وكنائسهُم تُفجر… السنّة يرفعون الصوت ضد الارهاب، الشيعة يتعرضون للتهجير، والعلويون يقاومون الابادة، فيما رئاسة بلادهم تُعلن بعد اشهر على المجازر، تسلمَها نتائج تحقيق اجرته جهات تابعة لها، مؤكدة أنها ستقوم بفحص نتائجه، كما لفتت في بيان رسمي اليوم. اما الدروز، فيرفضون الخضوع لسلطة واضحة الهوية والتوجه، ورئاستهم الروحية تطالب اليوم مجددا بالوقف الفوري لكافة الهجمات العسكرية وسحب كل القوات التابعة لحكومة دمشق، من جيش وأجهزة أمنية وميليشيات، من محيط جبل العرب وكافة بلداته وقراه. اما الابرز اليوم على الخط السوري، فقول وزير الخارجية الاميركية انه إذا كانت السلطات في دمشق تريد الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سوريا موحدة وشاملة وسلمية، فيجب عليها المساعدة في إنهاء الكارثة من خلال استخدام قواتها الأمنية لمنع تنظيم الدولة الإسلامية وأي جهاديين عنيفين آخرين من دخول السويداء وارتكاب مجازر. وفي كل الاحوال، اذا كانت الشؤون السورية شأن السوريين، غير ان تداعياتها على لبنان شأن لبناني بامتياز. وهذا ما دفع بقيادة الجيش الى التواصل اليوم مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وشيخ العقل سامي ابي المنى، للتشديد على الموقف اللبناني الرافض استجرار الفتن عبر الحدود. وفي غضون ذلك، عاد المبعوث الاميركي توم براك الى بيروت اليوم من جديد، على أمل الحصول على اجوبة واضحة من سلطة 'الفرجة' والانتظار. مقدمة تلفزيون "المنار" صفّاراتُ الجوعِ دَوَّت في كلِّ أنحاءِ قطاعِ غزةَ اليومَ، فلم يَهدأْ ما تبقَّى من سياراتِ اسعافٍ عن نقلِ شهداءَ ارتقَوا وهم يبحثونَ عن بقايا طحينٍ أو فُتاتِ خُبزٍ بعدما ارتكبَ الاحتلالُ اليومَ واحدةً من كبرى المجازرِ بحقِّ طالبي المساعدات، امّا مَن وصلوا اَحياءً الى المستشفيات ، فمُغْمًى عليهم ، وخائري القوى بسببِ سوءِ التغذية. فالمجاعةُ – المجزرةُ الصامتة – وصلت الى مستوياتٍ كارثيةٍ تهددُ حياةَ أكثرَ من مليوني انسانٍ أمامَ أعينِ عالمٍ يتحكمُ بالقرارِ فيه خائرو العقولِ بسببِ النقصِ الحادِّ في المشاعرِ والاحاسيسِ الانسانية. فعندما يأمرُ الاميركيُ، تتقطعُ سبلُ الحياةِ أمامَ فلسطينيِّي قطاعِ غزة، وتُرتكبُ أفظعُ المجازرِ في التاريخِ الحديث، وعندما يأمرُ الاميركيُّ بالتصريحِ أو التلميح، تُفتحُ الحدودُ والجبهات ، وتُنتهكُ الحُرُمات ، وتُرتكبُ أبشعُ المجازرِ بينَ أبناءِ البلدِ الواحد، فالكلُّ يَتحوّلُ عن علمٍ أو جهلٍ الى وقودٍ في النارِ المشتعلةِ التي لا شكَ أنها لا تخدمُ الا الاسرائيليَّ والاميركيّ. فمن السذاجةِ الاعتقادُ بأنَّ السفاحَ نتانياهو يمكنُ أن يكونَ مُخلِّصاً لاحدٍ او أن يعملَ لمصلحةِ احدٍ من السوريين، ومن الجهلِ الاعتقادُ أنَّ تقطيعَ الرؤوسِ واستباحةَ الاعراضِ تَبني وطناً او تُثبِّتُ حكماً او تُقرِّبُ الى الله. فأصلحَ الله أمةً لا تَغضَبُ لغزةَ وتُحرِّكُها عصبياتُها، وأصلحَ الله اللبنانيينَ وجمَعَهم على كلمةٍ سواءٍ فيها مصلحةُ بلدِهم مع وصولِ المبعوثِ الاميركيِّ توم براك الى بيروتَ هذه المرّةَ ليتسلّمَ الردَّ اللبنانيَّ على ردِّه على الردِّ اللبنانيِّ الأوّلِ على الورقةِ الأميركية. مصادرُ مطلعةٌ أكدت للمنار إصرارَ لبنانَ على موقفِه لناحيةِ التأكيدِ أنَّ هناكَ اتفاقاً لوقفِ اطلاقِ النار، واسرائيلَ لم تَلتزم به، ولا يمكنُ البَدءُ الا من هذه النقطة، بأن يَلتزمَ العدوُ بالاتفاقِ ويوقفَ الخروقاتِ له، وينسحبَ من الاراضي اللبنانيةِ المحتلّة … وعندَها تكونُ الخطوةُ التاليةُ لبنانية. براك يبدأُ لقاءاتِه مع المسؤولين غداً ، والحذرُ واجبٌ تجاهَ ما يَتفوّهُ به الزائرُ الاميركي ، وأنْ نتعظَ من تجربةِ الجارةِ سوريا، وما حلَّ بها نتيجةَ أقوالِ وأفعالِ توم براك. مقدمة تلفزيون "الجديد" لبنان أمامَ مفترَقٍ مصيري وسوريا تَقِفُ عند منعطفٍ حاسم وحتى المقاومة باللحمِ الحي نَفَدَت ذخيرتُها في غزة. عندَ هذا المثلّث تقاطعتِ الأحداث.. وتَقدَّمها القطاع، حيث الناسُ يتساقطونَ في الشوارعِ جوعاً وعطشاً ومرضاً وأقسى المشاهدِ الموثّقة لأفواهِ الرُضّعِ الجائعة الذين تَئِدُهم إسرائيل روحاً إثْرَ روح، وتَفرِضُ عليهم حصارَ سوءِ التغذية. غزة تُنازِعُ بينَ مسلسلِ الترويعِ والتجويع وتجّاِر الحروب ومصائدِ الموت وآلافُ الأطنانِ من المساعداتِ الإنسانية محجوزةٌ خلفَ مَعبرِ رفح وممنوعةٌ من الدخول سياراتُ الإسعاف في القطاع أَطلقت صافراتِها بنداءِ استغاثة ووَكالةُ الغوث دَقّت ناقوسَ المرحلةِ الخامسة، محذّرةً من الانهيارِ المجتمعي والقتلِ بالجملة على الرغيف حتى هآرتس الناطقةُ باسمِ إعلامٍ عبري عَنونت أن حربَ نتنياهو على غزة ليست عبثية، بل تطهيرٌ عِرقي وجريمةٌ ضِدَ الإنسانية فَقدت غزة مناعةَ لحمِها المُرّ، لكنها المحاصرةُ من العدو كما من ذوي القُربى ما مَدّت يدَها إلا إلى السماء على توقيتِ القطاع دعا بابا الفاتيكان إلى وضعِ حدٍ فوري لحربِ غزة "الهمجية" وعلى توقيتِ دمشق، وتحتَ إشرافِ الطيرانِ الحربي الإسرائيلي، أعلن توم براك عن دخولِ اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النار في السويداء حيّزَ التنفيذ، ووضْعِ حجرِ الأساس نحوَ حلٍ شامل وخفضِ التصعيد وحمايةِ الأبرياء ووصولِ المساعدات وتبادُلِ الرهائن ودعا جميعَ الفصائل إلى إلقاءِ السلاح ووقفِ الأعمال العدائية، والتخلي عن دوامة الانتقام القبلي أما على التوقيتِ اللبناني فقد أخّرَ المبعوثُ الأميركي توم براك عقاربَ الساعة يوماً إلى الوراء وحلَّ في بيروت على روزنامةِ الأحد، في استراحةِ محارب بعدَ جبهة ِالسويداء على أن يبدأَ برنامَجَ عملِه الرسمي صبيحةَ الإثنين بمحادثاتٍ معَ رئيسي الجمهورية والحكومة جوزاف عون ونواف سلام، فيما يلتقي رئيسَ مجلسِ النواب نبيه بري نهار الثلاثاء وفي زيارتِه الثالثة إلى لبنان.. وسّعَ برّاك بيكارَ اللقاءات لتَشمَلَ قياداتٍ سياسيةً وروحية ونيابية، على أن يُدلِيَ بدلوِ مواقفِه من السرايا الحكومية بعدَ لقائِه رئيسَ الحكومة نواف سلام مصادرُ متابعة للزيارة وعبْرَ الجديد، أشارت إلى أنه من السابقِ لأوانه الحديثُ عن تفاؤلٍ أو تشاؤم قبلَ تَبيانِ نتائجِ اللقاءات لكنها أكدت في المقابل أن الردَ الأميركي على الملاحظاتِ اللبنانية لا يعني اتفاقاً جديداً بينَ لبنان وإسرائيل إنما يَرسُمُ آليةً تنفيذية لاتفاقِ تِشرين على مراحلَ متتالية ومتزامنة بينَ تسليمِ السلاح والانسحابِ الإسرائيلي مع أخذِ مخاوفِ حزبِ الله في الاعتبار بحسَبِ المصادر على الفالقِ السوري اللبناني يتحرّك توم براك بينَ وقفَيْن لإطلاق النار وفوقَهما تحومُ الشبُهاتُ الإسرائيلية فهل ستَسيرُ المِنطقة نحوَ الاستقرار، أم وراءَ الزيارة ما وراءَها؟ غداً لناظرِ القرارين.. قريب.


ليبانون ديبايت
منذ 6 ساعات
- ليبانون ديبايت
لإعادة ضبط التوازن في المنطقة... بوتين يستقبل لاريجاني
أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الأحد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل في موسكو علي لاريجاني، المستشار الأول للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث جرى البحث في تطورات التصعيد الإقليمي في الشرق الأوسط، إلى جانب الملف النووي الإيراني. وقال بيسكوف إن لاريجاني نقل إلى الرئيس بوتين "تقييم القيادة الإيرانية للأوضاع المتفجرة في المنطقة"، بما في ذلك التوترات المتصاعدة في سوريا وغزة، إضافة إلى مستجدات البرنامج النووي الإيراني. وأضاف: "أكد الجانب الروسي مجددًا على ضرورة تحقيق الاستقرار في المنطقة، وعلى أهمية التوصّل إلى تسوية سياسية شاملة للقضايا المرتبطة بالبرنامج النووي". وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية على أكثر من جبهة، ووسط مخاوف متزايدة من انزلاق الوضع إلى حرب إقليمية شاملة، في ظل استمرار الهجمات الجوية الإسرائيلية على مواقع إيرانية داخل الأراضي السورية، والتوترات مع حزب الله على الحدود اللبنانية. وفي سياق متصل، كانت وزارة الخارجية الروسية قد عرضت في وقت سابق تقديم مساعدة تقنية لطهران، تتعلق بنقل الكميات الزائدة من اليورانيوم المخصّب إلى روسيا لمعالجتها وإعادة استخدامها في الأغراض السلمية، في محاولة للحفاظ على الحد الأدنى من التفاهمات الدولية التي كانت قائمة في إطار الاتفاق النووي السابق. وفي خطوة اعتُبرت تصعيدية من قبل طهران، أعلن المتحدث باسم البرلمان الإيراني محمد باقر غاليباف، في 26 حزيران الماضي، أن إيران أقرت قانونًا يقضي بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدًا أن استمرار هذا التعاون مرهون بتأمين المنشآت النووية الإيرانية من التهديدات الخارجية، في إشارة ضمنية إلى الضربات الإسرائيلية. ويبدو أن اللقاء بين بوتين ولاريجاني يأتي ضمن مساعٍ روسية لإعادة ضبط التوازن في المنطقة، في ظل الغياب الفعلي للمبادرات الغربية، ومحاولة موسكو لعب دور الموازن بين إيران وإسرائيل، بما يحفظ مصالحها الاستراتيجية في سوريا وفي الملف النووي.