٠١-٠٧-٢٠٢٥
بحضور عربي لافت.. مهرجان أفينيون المسرحي الدولي ينطلق السبت في دورته الـ79
تنطلق السبت الدورة التاسعة والسبعون من مهرجان أفينيون المسرحي الدولي، ببرنامج يعكس راهنية الأحداث العالمية، من نزاعات الشرق الأوسط إلى قضايا جدلية في فرنسا، مع تخصيص مساحة بارزة للغة العربية.
ومن أبرز العروض المنتظرة، أمسية قراءات من محاكمة الفرنسية جيزيل بيليكو، التي عمد زوجها على مدى سنوات إلى تخديرها وتسليمها لرجال غرباء لاغتصابها. هذا العمل من توقيع المخرج ميلو رو، ومن المتوقع أن يترك أثرًا بالغًا، خاصةً أنّ المحاكمة المثيرة للجدل عُقدت في أفينيون بين سبتمبر وديسمبر 2024، وقد أثارت نسختها الأولى في فيينا، في 19 يونيو، صدمة كبيرة لدى الجمهور، وفقا لوكالة «فرانس برس».
ويُفتتح المهرجان مساء السبت بعرض في قاعة الشرف بقصر الباباوات، تؤديه مصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر بعنوان «نوت»، وهو مستوحى من حكايات «ألف ليلة وليلة».
ويضم برنامج الدورة الحالية 42 عرضًا، منها 32 عملاً جديدًا لعام 2025، و20 عرضًا صُمّمت خصيصًا لأفينيون.
ويقدّم المهرجان، وفق مديره تياغو رودريغيز، «تنوعًا جمالياً كبيرًا»، كما يسلّط هذا العام الضوء على اللغة العربية، بعد أن كانت الإنجليزية محور الدورة السابقة (2023)، والإسبانية في 2024.
-
-
ويشارك نحو 15 فنانًا ناطقًا بالعربية، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين، في هذه الدورة التي تُخصص عادة حيزًا واسعًا لفنون الرقص.
وسيحتضن «محجر بولبون» عرضًا تكريميًا للمغني البلجيكي جاك بريل، تؤديه أيقونة الرقص المعاصر آن تيريزا دو كيرسماكر، بمشاركة راقص البريك دانس سولال ماريوت.
وأكد رودريغيز أن بعض الفنانين «يتناولون القضايا الراهنة بشكل مباشر، وهو ما يشكل جزءًا من هوية المهرجان»، فيما «يستكشف آخرون، بأساليب رمزية، قضايا عميقة بالقدر نفسه»، ما يُظهر «مدى التزام الفنانين بالتفكير في العالم من خلال أعمالهم».
رقصات على وقع القصف
ومن العروض البارزة، عمل جديد لمصمم الرقصات اللبناني علي شحرور، أُنتج على وقع القصف في بيروت، ويروي فيه القصة التراجيدية للعمال المهاجرين الذين تُركوا لمصيرهم خلال المواجهة العسكرية المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله خريف العام 2024.
ويشارك أيضًا في المهرجان مخرجون كبار، من بينهم الألماني توماس أوسترماير، الذي يعيد طرح سؤال الحقيقة في مسرحيته «البطة البرية» المقتبسة عن إبسن.
وفي قاعة الشرف بقصر الباباوات، يُعرض عمل مسرحي عن تاريخ أفينيون بعنوان «النعال الحريرية» لبول كلوديل، من إخراج مدير المسرح الوطني الفرنسي، إريك روف.
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان أفينيون، الذي تأسس العام 1947 على يد جان فيلار، يُعد من أهم المهرجانات المسرحية في العالم إلى جانب مهرجان إدنبرة، ويحوّل المدينة إلى مسرح مفتوح طوال شهر يوليو.
ويُقام بالتوازي مع المهرجان الرسمي مهرجان «Off»، وهو أكبر سوق للفنون الأدائية في فرنسا، ويشهد هذا العام مشاركة نحو 1700 عرض.
لكن هذه الدورة تُنظَّم في ظروف صعبة يشهدها القطاع الثقافي في فرنسا، نتيجة تخفيضات في الميزانيات، وتحديات في توزيع العروض، ما يخلق منافسة شرسة بين الفرق المسرحية.
وفي هذا السياق، دعت ثماني نقابات فنية، من بينها Syndeac (أكبر نقابة في القطاع العام الثقافي)، إلى تنظيم مظاهرة يوم السبت أمام بلدية أفينيون عند الساعة السادسة والنصف مساءً، لـ«دق ناقوس الخطر» في وجه هذه التخفيضات.
ويأتي انطلاق المهرجان هذا العام في ظل وضع إداري غير مستقر، بعدما غادر بيار جندرونو، نائب المدير السابق، منصبه في 13 يونيو «بالتفاهم المشترك»، عقب فتح النيابة العامة في باريس تحقيقًا ضده في قضية تحرّش جنسي محتمل، بناءً على بلاغ من وزارة الثقافة يتعلّق بمرحلة سابقة من عمله في «مهرجان الخريف» في باريس.
وفي هذا الإطار، أشار تياغو رودريغيز إلى أن إدارة المهرجان عزّزت منذ 2023 تدابير «مكافحة العنف الجنسي أو القائم على النوع الاجتماعي» داخل المؤسسة.