أحدث الأخبار مع #أبوشوك،


عين ليبيا
منذ 3 أيام
- سياسة
- عين ليبيا
سوق الفاشر يتحول إلى مأساة.. 5 قتلى ونازحون يواجهون الجوع والكوليرا
تصاعدت وتيرة المواجهات المسلحة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، حيث خلف قصف مدفعي استهدف سوق نيفاشا التابع لمعسكر أبو شوك، خمسة قتلى وعددًا من الجرحى، في تصعيد خطير ضمن المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقالت صحيفة 'سودان تربيون' إن القصف المدفعي نفذته قوات الدعم السريع التي صعدت هجماتها على الفاشر خلال الأسبوع الماضي، متحدية دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار من أجل إتاحة وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى السكان المدنيين المحاصرين، وأكدت مصادر محلية أن القصف أصاب السوق المكتظ بالمدنيين، ما زاد من حالة الرعب والمعاناة. وكشفت مصادر عسكرية سودانية مطلعة أن رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أصدر توجيهات ببدء 'معركة التحرير الكبرى' التي تهدف إلى استعادة السيطرة الكاملة على المواقع والمدن التي تستولي عليها قوات الدعم السريع. وأكدت المصادر أن القيادة العامة للقوات المسلحة تسير نحو تنفيذ هذه العملية الشاملة التي تهدف إلى القضاء الكامل على التمرد واستعادة هيبة الدولة على كامل التراب الوطني دون استثناء. وجاءت توجيهات البرهان بناءً على تقييم ميداني دقيق أعدته هيئة العمليات والاستخبارات بالقوات المسلحة، التي أكدت جاهزية الجيش لتنفيذ عمليات نوعية وسريعة في محاور استراتيجية، أبرزها ولايات كردفان ودارفور، اللتان تشهدان تصعيداً متزايداً في التوترات الأمنية. وفي إطار دعم الأمن، دفعت رئاسة قوات الشرطة السودانية بمركبات جديدة لتعزيز الانتشار الشرطي وحفظ النظام في ولاية الخرطوم. وتعاني مدينة الفاشر والنازحون فيها من أوضاع إنسانية كارثية، مع نقص حاد في الأدوية وغياب المراكز الصحية التي خرجت من الخدمة، إلى جانب توقف معظم المطابخ الجماعية التي كانت توفر الغذاء، ما ترك آلاف السكان في مواجهة مباشرة للجوع والمرض، خاصة مع تفشي وباء الكوليرا في المناطق المجاورة. وفي ولاية شمال كردفان، تزايدت معاناة النازحين الذين فروا من مناطق النزاع، حيث تستقبل مدينة الأبيض آلاف الأسر الفارة من القرى المحاصرة والمعرضة لهجمات الدعم السريع، وسط تسجيل إصابات ووفيات بسبب الكوليرا، حسب تأكيدات مسؤول العون الإنساني بالولاية محمد إسماعيل. ونقل إسماعيل عن السكان أن النزوح تم غالبًا سيرًا على الأقدام أو عبر الدواب، مع صعوبات كبيرة في تأمين المساعدات الإنسانية نظراً للحصار العسكري المفروض. واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتوسعت المواجهات في مناطق متعددة، مخلفة مئات القتلى وآلاف النازحين، وأثرت بشكل بالغ على الخدمات الصحية والغذائية، مما دفع المجتمع الدولي إلى إطلاق عدة مبادرات للوساطة ووقف القتال، لكنها لم تتمكن حتى الآن من إرساء هدنة دائمة. وفي ظل هذا المشهد الدامي، يستمر المدنيون في الفاشر وشمال كردفان في معاناتهم اليومية، محاصرين بين نيران الحرب وندرة الغذاء والدواء، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية التي قد تتجاوز الحدود المحلية إلى كارثة إنسانية متجددة. من الدفن الجماعي إلى المجاعة.. أرقام صادمة تكشف عمق المأساة في السودان تتسع رقعة الأزمة الإنسانية في السودان مع استمرار الصراع الدموي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تكشف الأرقام الأخيرة عن مأساة لا تُحتمل تعكس حجم الخسائر البشرية والمعاناة المتزايدة. في ولاية الخرطوم، أفادت هيئة الطب العدلي بأنها نقلت ودفنت حوالي 3800 جثة تم انتشالها من الشوارع والمنازل والمؤسسات الحكومية منذ اندلاع الاشتباكات، وسط استمرار ورود بلاغات عن المزيد من الجثث التي لم تُنتشل بعد، ما يؤكد عمق المأساة الإنسانية التي خلفها الصراع. على الأرض، تشهد العاصمة جهوداً مكثفة لإزالة آثار الدمار ورفع مخلفات الحرب، خاصة في المواصلات والمناطق الحيوية مثل موقف جاكسون، بمشاركة مؤسسات حكومية وهيئات إغاثية، تمهيداً لعودة الحياة إلى طبيعتها. وفي شمال دارفور، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل مأساوي مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، إذ وصل سعر شوال الدخن إلى 1.6 مليون جنيه، وشوال السكر إلى 3.6 مليون جنيه، وسط نقص حاد في الإمدادات الغذائية والدوائية بسبب الحصار وإغلاق الطرق.


العربي الجديد
٣١-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- العربي الجديد
مستشفيات السودان... نفاد الأوكسجين يهدّد حياة آلاف المرضى
تعاني المستشفيات الحكومية في جميع ولايات السودان من أزمة في توفير الأوكسجين الطبي، ما يجعل حياة آلاف المرضى معرضةً للخطر، ويحرم الأطباء من تقديم الرعاية الصحيّة اللائقة. بعد ساعات قليلة من مغادرتها مخيّم أبو شوك للنازحين شمالي مدينة الفاشر ، فارقت السودانية بخيتة (67 سنة) الحياة متأثرة بنوبة ربو حادة، واضطر ابنها الذي كان يرافقها إلى مواراتها الثرى مع عدد قليل من النازحين الذين كانوا رفقتهم خلال رحلة نزوحهم نحو محليّة رُوكيرو، الواقعة بالقرب من جبل مرة في ولاية شمال دارفو ر. كانت بخيتة قبل وفاتها، تسرع نحو المركز الصحي في مخيّم أبو شوك، عندما تتعرض لحالة مشابهة من ضيق التنفس، لتحصل على جرعات من الأوكسجين ، ثم تعود إلى منزلها. وغادرت المخيّم بعد توغل قوات الدعم السريع داخله في إبريل/نيسان الماضي، ضمن آلاف النازحين، لكنها لم تقوَ على إكمال رحلة النزوح، وفارقت الحياة لتلحق بالمئات ممّن قتلتهم الأمراض التنفسية والجلطات بسبب نقص الأوكسجين وتردي الرعاية الصحية. في "مستشفى أم درمان الكبير"، وهو أحد أقدم مستشفيات السودان، فارق عدد من المرضى الحياة في ديسمبر/كانون الأول 2024، بسبب نقص الأوكسجين. يقول طبيب كان يعمل بالمستشفى الذي خرج عن الخدمة لفترة طويلة عقب اندلاع الحرب: "عدد المرضى الذين ماتوا لعدم توفر الأوكسجين يتجاوز العشرة في غضون شهر واحد"، وأفاد الطبيب الذي رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، لـ"العربي الجديد"، بأن المستشفى الذي يعتبر مرجعياً في ولاية الخرطوم ، ظل يستقبل الحالات المحوّلة من "مستشفى النو" من أجل إجراء العمليات الجراحية، ولعدم توفر الأوكسجين كان المرضى يموتون خلال العمليات الجراحية، أو نتيجة تأخيرها بسبب نفاد الأوكسجين. وفي مدينة الأبيض بإقليم كردفان، ظلت المستشفيات على مدار نحو عامين تجلب أسطوانات الأوكسجين من مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، عبر شاحنات البضائع التي تنقله على طُرق غير مرصوفة، ليباع إلى المستشفيات بأسعار السوق السوداء، ووصل سعر الأنبوبة في بعض الأوقات إلى أكثر من 340 ألف جنيه سوداني (نحو 150 دولاراً) وهو مبلغ يفوق مقدرة المستشفيات التي لا تحصل على أي دعم مالي، بينما تعالج المرضى، وغالبيتهم من النازحين الفارين من الحرب برسوم رمزية. فارق مرضى الحياة في مستشفى أم درمان بسبب نقص الأوكسجين يقول طبيب من مستشفى الأبيض لـ"العربي الجديد": "غالباً ما يمرّ الأسبوع ولا نتمكن من إجراء أيّ عملية جراحية، أو تقديم الرعاية الطبية لمرضى يحتضرون؛ كون المستشفى لا يملك الأوكسجين. المصابون بأزمة في التنفس، والأطفال الذين يحتاجون للأوكسجين يموتون أمام أعيُننا ولا نستطيع مساعدتهم، لعدم توفر أسطوانات الأوكسجين التي تُجلَب بين فترة وأخرى من خارج الولاية، وبأسعار باهظة، كما أنّ المستشفى يعاني من نقص حاد في الكهرباء. الأوضاع في غاية السوء، وعدم توفر الأوكسجين يعني أن العديد من المرضى محكوم عليهم بالموت". وتفيد طبيبة أخرى تعمل في قسم الولادة بمستشفى الأبيض، بأنّ عدم توفر الأوكسجين يمثل تهديداً حقيقياً لحياة النساء الحوامل، وتوضح لـ"العربي الجديد": "الأمور لا تسير على نحوٍ جيّد في المستشفى، وفي مرات كثيرة نضطر إلى إجراء عمليات ولادة من دون أن يكون لدينا أنبوبة أوكسجين، ولو أنّ طارئاً حدث أثناء الولادة لن تكون لدينا وسيلة تصرف، وعادة ما نعتمد على الحظ". أزمة أسطوانات أوكسجين في السودان، 11 يونيو 2020 (فرانس برس) وتظل الأوضاع في مستشفيات مدينة الفاشر المحاصرة من الدعم السريع منذ أكثر من عام، أخطر من مستشفيات الولايات الأخرى، فبعد إغلاق أبواب المستشفيات الرئيسة، ونقل الكوادر الطبية للعمل في مستشفيات ميدانية، لجأت وزارة الصحة في بادرة نادرة الحدوث إلى التعاقد مع تاجر محلي لتوفير الأوكسجين. يقول وزير الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، لـ"العربي الجديد": "يضمّ إقليم دارفور خمسَ ولايات، وبعد توقف مصانع الأوكسجين الحكومية بسبب سرقتها أو تدميرها بالقصف، كان خيارنا هو الاعتماد على تاجر محلي يوفر لنا الأوكسجين بسعر السوق السوداء حتى لا ينعدم في المستشفيات. اشترط علينا التاجر أن تكون تعبئة أسطوانات الأوكسجين 50% من سعتها الأصلية، وهذا شرط مجحف، لكن الوزارة كانت مضطرة للقبول حتّى لا تفقد الأوكسجين نهائياً في المستشفيات في ظلّ أوضاع الحرب والحصار". يضيف خاطر: "ليس هناك سعر ثابت لشراء الأوكسجين من التاجر المحلي، فالسعر يعتمد على كلفة تشغيل المولدات الكهربائية والأجهزة الخاصة التي يمتلكها التاجر، والذي يعتمد في توفير الوقود لتشغيلها على السوق السوداء، إلى جانب المخاطر الأمنية التي يتعرض لها، وجميعها تضاف أعباءً على كلفة أنبوبة الأوكسجين التي تُباع للوزارة". وتسبب انقطاع الكهرباء المستمر عن ولاية نهر النيل، في تقلص إنتاج مصنع الأوكسجين في عطبرة عاصمة الولاية، الذي كان يزوّد مستشفيات عدد من الولايات المجاورة أيضاً. وتراجع إنتاج المصنع من 170 أسطوانة في اليوم إلى 13 بعد قصف المُسيّرات لمحطات الكهرباء بالولاية، في 25 إبريل/ نيسان الماضي، وخروج مولدات سدّ مروي عن الخدمة في 17مايو/أيار. يراجعان قسم النساء بمستشفى ود مدني، 11 فبراير 2025 (فرانس برس) ورغم أن الأوكسجين يُعدّ مكوناً أساساً في تقديم الرعاية الصحية، لكن السلطات الحكومية لا تبذل جهداً كبيراً لتوفيره، وتترك الأمر لإدارات المستشفيات التي لا تملك المال لشرائه من السوق السوداء. يقول مصدر بوزارة الصحة السودانية لـ"العربي الجديد": "خلال فترة الحرب، لم تمنح السلطات الحكومية أي أهمية لمقدّرات وزارة الصحة، وتركتها تجاهد وحدها، وبمساعدة المنظمات الإنسانية الأهلية لتوفير الرعاية للمواطنين، الذين مات الآلاف منهم نتيجة تفشّي الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، ونفاد الأوكسجين في المستشفيات". في ريف ولاية القضارف التي تقع على الحدود الإثيوبية، يلجأ الأطباء لاستخدام جهاز Compressor Nebulizer بدلاً عن أسطوانات الأوكسجين، ويقول الطبيب بأحد المراكز الصحية في المنطقة، حمد محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "أنابيب الأوكسجين غير متوفرة، ولذلك يغذى الكمبروسور النيوبلايزر عبر الطاقة التي تنتجها المولدات الكهربائية التي تعمل بالجازولين، وهو يستخدم في المستشفيات والمراكز الصحية لمعالجة أصحاب الأمراض التنفسية والجلطات وغيرها. الجهاز المستخدم لا يفي بالغرض في الحالات الحرجة أو في أثناء العمليات، لكنّنا لا نملك بديلاً". وفي الوقت الراهن، تعتمد ولاية الجزيرة (وسط)، على المولدات الكهربائية التي تعمل بالجازولين لتعبئة أسطوانات الأوكسجين بعد توقف مصنعَي الأوكسجين نتيجة تعرضهما للتخريب والسرقة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الولاية في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي. وينفي وزير الصحة بولاية الجزيرة، أسامة عبد الرحمن، وجود أزمة أوكسجين في مستشفيات الولاية، ويقول لـ"العربي الجديد": "نوفّر من خلال المولّدات كل احتياجات مستشفيات الولاية من الأوكسجين". صحة التحديثات الحية الكوليرا في السودان... إصابات مقلقة وسط نظام صحي منهار في المقابل، يؤكّد عدد من مرضى ولاية الجزيرة لـ"العربي الجديد" أن الأوكسجين يكاد يكون معدوماً في المستشفيات، وفي كثير من الأوقات يستخدم المرضى الواسطات والمعارف للتصديق على حصولهم على جرعات أوكسجين. ويسأل المرضى عن المصدر الذي يحصل منه وزير الصحة على الوقود لتشغيل المولدات في ظل وجود أزمة وقود في كل أنحاء السودان. وإلى جانب أزمة الأوكسجين في مستشفيات السودان التي تعرضت لعمليات نهب وسرقة واسعة، وطاولها القصف أثناء المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الحرب التي دخلت عامها الثالث، تفجرت خلال الأيام الأخيرة، وللمرة الثالثة خلال الحرب، أزمة تفشّي وباء الكوليرا، الذي ضرب ولايات عدّة خلال الأسابيع الماضية، وخلّف مئات الإصابات، أكثرها بولاية الخرطوم، التي تعاني من أزمة عطش وانقطاع للكهرباء منذ الخامس عشر من إبريل الماضي، بعد استهداف محطات توليد الكهرباء بالمُسيّرات التابعة للدعم السريع. وتقول مصادر طبية في مستشفى النو بأم درمان لـ"العربي الجديد"، إن "عدد المصابين بالكوليرا الذين يترددون على المستشفى يومياً يتجاوز مئتي إصابة، ما دفع السلطات إلى فرض قيود مشدّدة على العاملين بالمستشفى، ومنعهم من استخدام الهواتف حتى لا ينقلوا ما يجري داخله إلى العالم الخارجي.