أحدث الأخبار مع #الطبراني


تحيا مصر
منذ 4 أيام
- صحة
- تحيا مصر
بسبب التشاؤم.. إعادة نشر فتوى للشيخ حسن مأمون عمرها 69 عاما
في ظل تنامي بعض المعتقدات الخاطئة المرتبطة بالتشاؤم من أرقام معينة أو تواريخ وأيام خاصة، جدّدت دار الإفتاء المصرية التأكيد على موقف الإسلام الواضح والراسخ من هذه الظواهر، من خلال إعادة نشر فتوى قديمة صادرة بتاريخ 26 فبراير 1956م، تحت رقم 3298، عن فضيلة الشيخ حسن مأمون – مفتي الديار المصرية آنذاك – والذي تولى المنصب في فترة شهدت ظهور الكثير من الموروثات الشعبية والمعتقدات المغلوطة. ورد إلى فضيلة المفتي بشأن ما إذا كان يجوز للإنسان أن يعتقد أن التشاؤم من عدد معين، أو من يوم بعينه، أو شهر، أو موقف، أو مكان، أو حتى ثوب يرتديه – يمكن أن يكون سببًا في إصابته بمكروه كالموت أو المرض أو الفقر. و رد فضيلته بإجابة قاطعة لا تحتمل التأويل، مؤكدًا أن التشاؤم منهيّ عنه شرعًا، وأنه لا يجوز للمسلم أن يربط الأمور الحياتية والعواقب الحقيقية بأوهام أو رموز لا أصل لها في الشرع. الإسلام يرفع موروثات الجاهلية أوضح الشيخ حسن مأمون في فتواه أن التشاؤم هو من بقايا الجاهلية التي نهى الإسلام عنها، وجاء ليقضي عليها من جذورها، مستشهدًا بعدة أحاديث نبوية، أبرزها ما رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ»، وكذلك الحديث: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ»، وهو ما يدل على بطلان الاعتقاد بأن بعض الأشياء قد تجلب النحس أو الضرر بذاتها. سوء الظن بالله وخلل العقيدة ولفتت الفتوى النظر إلى أن الخطورة في التشاؤم تكمن في نسبة الأحداث إلى غير الله، أي أن من يعتقد أن رقمًا معينًا، أو يومًا، أو مكانًا هو السبب في الضرر الذي أصابه، فإنه بذلك يُضعف إيمانه بالقضاء والقدر ويُسيء الظن بالله، وهذا من المحاذير الخطيرة في العقيدة الإسلامية. الفرق بين الخوف الطبيعي والاعتقاد الفاسد فرّقت الفتوى بين الشعور الفطري بالخوف أو القلق المبني على تجربة شخصية، وبين الاعتقاد الجازم بأن شيئًا معينًا هو سبب للشر، موضحة أن من يشعر بقلق داخلي لكنه يتوكل على الله، ويمضي في أمره دون توقف أو تراجع، فلا حرج عليه إن دعا الله أن يصرف عنه الشر واستعاذ به، بشرط ألا ينسب التدبير لغير الله. تفسير حديث "الشؤم في المرأة والدار والفرس" وعن الحديث الذي يرويه البخاري: «الشُّؤْمُ فِى الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالْفَرَسِ»، أكدت الفتوى أنه لا يعني أن تلك الأشياء تحمل ضررًا بذاتها، بل المقصود أن من تحصل منه الفتنة أو المشقة قد يكون سببًا في شقاء الإنسان من باب العادة والتجربة، لا من باب الاعتقاد بأن فيها نحسًا ثابتًا. واستشهدت بما رواه الطبراني عن أسماء رضي الله عنها، حيث فسر النبي صلى الله عليه وسلم سوء المرأة بسوء خلقها وعقم رحمها، وسوء الدابة بمنع ظهرها، وسوء الدار بضيق ساحتها وخبث جيرانها. الدعوة إلى الفأل الحسن والتوكل واختتمت دار الإفتاء المصرية فتواها بالتنبيه على أن الأقدار بيد الله وحده، وأن المؤمن عليه أن يحسن الظن بالله ويتفاءل بالخير، مستشهدة بقول النبي الكريم: «ويُعجبني الفأل»، أي الكلمة الطيبة والنية الحسنة، داعية المسلمين إلى التحرر من تلك الأوهام التي تعيق التوكل الحقيقي على الله، والاعتماد على الأسباب الواقعية والمشروعة في حياتهم. دعوة لمواجهة الأوهام بالعقيدة واليقين وأكدت الدار أن التشاؤم ليس فقط مخالفًا للعقيدة، بل قد يؤدي إلى الوقوع في سلسلة من الأوهام والاضطرابات النفسية والسلوكية، وأن المؤمن القوي هو من يمضي في حياته بإيمان ويقين، غير متأثر بغير ما ثبت من شرع الله وسننه في الكون.


جريدة الرؤية
منذ 4 أيام
- ترفيه
- جريدة الرؤية
لا تخبر أحدا
سلطان بن ناصر القاسمي كنت أتصفح أحد برامج التواصل الاجتماعي، وحين وقعت عيني على عبارة مأثورة استوقفتني كثيرا وهي: (لا تخبر أحدا حتى تنتهي). قد تبدو كلمات بسيطة، لكن وراءها وعي عميق، وفلسفة إنسانية نابعة من تجارب متكررة، تؤكد أن بعض الأهداف لا تكتمل إلا في الظل، وأن بعض النجاحات لا تنضج إلا في صمت، والنجاح يبدأ بفكرة، ويكبر بخطة، ويولد فعليا حين يتحول إلى عمل. لكن كثيرا ما يسبق الحماس العمل، فنندفع لإخبار الآخرين بما نحلم به ونخطط له، نشاركهم طموحاتنا وأهدافنا، لا رغبة في المباهاة، بل بدافع الحب، أو بحثا عن التشجيع، أو لأن الفرح الداخلي يصعب علينا كتمانه. لكن هذه المشاركة -رغم نوايانا الطيبة- قد تكون الثغرة التي تتسلل منها طاقات الآخرين إلينا، سواء كانت نظرات أو تعليقات أو حتى مشاعر غير معلنة، فتربك مسارنا وتضعف حماسنا وتخفت جذوة السعي قبل أن تكتمل الخطوة الأولى. ولهذا، فإن فكرة المقال تتمحور حول وصية واحدة: احفظ سرك حتى يتحقق، ولا تتعجل بإخبار الناس بأحلامك قبل أن تنضج، ولا تطلق نداءات الفرح قبل أن تصل خط النهاية، فالصمت في البدايات حكمة، والنجاح حين يكتمل سيتحدث عنك بوضوح. حيث إن كثيرا من مشاريعنا تبدأ بفكرة، ثم تتشكل هدفًا، ثم نبدأ في السعي، لكن كي تظل هذه الفكرة حية، لا بد أن نحوطها بالصبر، ونحميها من العيون، ونبقيها تحت الغطاء حتى تكتمل. ولا يعني هذا الانغلاق أو الانعزال، بل هو احتفاظ بما هو ثمين حتى يحين وقته، فكثير من المشكلات تبدأ حين نظن أن من نخبرهم بسعينا سيساندوننا، ثم نفاجأ بأن بعضهم يخذلنا أو يقلل منا أو ينقل سرنا. والنوايا ليست كلها شريرة وليست كل العيون حاسدة، لكن في الحياة تجارب تُعلّمنا أن بعض الأحاديث مكانها الدعاء لا المجالس، وأن أول من يفشي أسرارك قد يكون هو من ائتمنته عليها، لا عن قصد دائما بل أحيانا بحديث عابر أو نكتة خفيفة تتحول إلى حديث عام. وقد قالوا: (لا تخبر أحدا عن يدك التي تؤلمك، فقد يأتي يوم ويضغط عليها)، و(لا تكشف عن سر دمعتك، فقد تجد من يجيد إعادتها إلى عينيك)، و(لا تتحدث عن نقاط ضعفك إلا مع ربك). وقد روى الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود). وفي هذا الحديث توجيه رفيع: لا تفصح عن خطواتك قبل أن تكتمل، ولا تنشر نورك وهو لا يزال في طور التكوين. قال بعضهم أيضا: (اكتم عن الناس ذهبك وذهابك ومذهبك)، وتلك الحكمة القديمة تتكرر بصور مختلفة، لكنها تلتقي عند معنى واحد: احم ما تحب بالصمت، واصنع ما تريد دون ضجيج. نعم، حين نخطط لأهدافنا، نشعر بشغف داخلي يدفعنا لإعلانها، وكأننا حققنا نصفها، ولكن الحقيقة أن الحديث عن الحلم يمنح الدماغ شعورا مؤقتا بالإنجاز، فيتراجع الحافز الفعلي للسعي. وهنا تظهر خطورة الإفصاح المبكر، فحين نتكلم كثيرا، نصبح أقل فاعلية، وتضيع ملامح الهدف بين التوقعات والردود. وقد نصطدم بردود فعل سلبية من أشخاص لم نتوقعهم، وتصبح كلماتهم عبئا على القلب بدلا من أن تكون دعما. مع ذلك، لا يعني هذا أن نصمت دائما. فهناك مواقف يكون فيها الحديث ضرورة، كطلب استشارة من مختص، أو طلب دعم محدد من شخص موثوق. وكما قال يعقوب عليه السلام لابنه: (يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا) (يوسف: 5). هذه آية تنير طريق الكتمان، خاصة حين نخاف من حسد أو سوء فهم، وتعلمنا أن نختار من نفصح له ومتى ولماذا. وقد مررت، كما مر غيري، بمواقف كثيرة، كانت تنطلق من فرح صادق، أو حسن نية، ولكن ما إن نعلن ما نحمل، حتى يتبدل الجو. نظرات، همسات، أحاديث خلف الأبواب، أو طعنات مغطاة بالابتسامة. وقد يحدث ذلك حتى في العمل، فتأتي بفكرة، وتشاركها مع من حولك، وإذا بها تنسب إلى غيرك، ويحتفى بها على ألسنة أخرى، وترفع بيد لم تتعب بها. لذلك، الأفضل أن تنضج فكرتك في داخلك، وتعمل عليها بصمت، ثم تقدمها حين تكتمل، واضحة المعالم، تحمل توقيعك بجهدك، لا بحديثك. ولا شيء يشعل الحماس مثل التحفيز الذاتي. نعم، هناك من يدعمونك بصدق، ويشعرون أن نجاحك من نجاحهم، لكن في أغلب الأحيان، لا أحد يحمي طموحك مثل صمتك. والصمت يبقي الجهد داخليا، ويجعل السعي نابعا من رغبتك في التقدم، لا من انتظار تصفيق الآخرين. وهنا يكمن جوهر الإنجاز: أن يكون لك، ومنك، ولذاتك أولا. إن النجاح لا يحتاج ضجيجا، بل يحتاج اتزانا. والأصوات العالية لا تبني، ولكن الخطوات الصامتة تترك الأثر الأعمق. والكتمان ليس خوفا، بل نضج. خاصة في أمور الأسرة، والعمل، والمشروعات التي لا تزال في بداياتها. دع أهدافك تنمو بهدوء، مثل بذرة لا تخرج للضوء إلا وقد تشبعت من الأرض، وتشبثت بجذورها. وحين يحين الوقت، لن تحتاج للكلام، فنتائجك ستتكلم عنك. وكما يقال: (اعمل في صمت، ودع نجاحك يصنع الضجيج). فمن هنا، لا تخبر أحدا بما تفعله، حتى تنتهي منه.


الجمهورية
٠٧-٠٧-٢٠٢٥
- صحة
- الجمهورية
الشرب قاعدًا على ثلاثة أنفاس ..سنة منسية من هدي النبي ﷺ
وقد صحَّ عن النبي ﷺ أنه شرب قائمًا عند الحاجة، كما ورد في حديث زمزم ، حين جاء إلى البئر وهم يستقون منها، فاستُسقي، فناولوه الدلو فشرب وهو قائم، وكان ذلك في موضع حاجة. وقد ذكر العلماء أن في الشرب قائمًا بعض الآفات، منها: _أنه لا يحصل به الريّ الكامل _لا يستقرّ الماء في المعدة ليستفيد منه الجسم تدريجيًا _ينزل بسرعة وحدة، مما قد يبرّد حرارة المعدة ويشوّشها _يسرع النفوذ إلى أسافل البدن دون تدرج، مما قد يُضعف الفائدة أو يُلحق الضرر لكن إن شرب الإنسان قائمًا نادرًا أو لحاجة، فلا حرج عليه، ولا يضره ذلك بإذن الله. يُذكر أن من أداب الشرب وسننه ايضاُ أن يكون ب اليمين لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله. وكذلك من آداب الشرب: التسمية عند أوله، والحمد عند آخره وأن يشرب في ثلاثة أنفاس ، لما رواه الطبراني وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه:


الجمهورية
٠٥-٠٧-٢٠٢٥
- منوعات
- الجمهورية
من مجربات السلف في عاشوراء..يُوسَّع عليك رزقك عامًا كاملًا
"مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي سَائِرِ سَنَتِهِ" الطبراني وغيره واشار أن العُلماء قد أختلفوا في هذا الحديث إلا أنه يؤخذ به في فضائل الأعمال خاصة وأن بعض السلف قد جربوه فوجدوه صحيحًا فقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "جربناه فوجدناه صحيحًا. وقال عبد الله بن المبارك: جربناه ثلاثين سنة فما أخطأ قط." وقال سفيان بن عيينة رضي الله عنه جربناه خمسين أو ستين سنة فما رأيناه إلا خيرًا. وقال كثير من فقهاء المذاهب الأربعة باستحباب التوسعة على الأهل والأقارب في هذا اليوم المبارك، وقال بعض الشافعية: من لم يجد ما يوسع به على أهله فليوسع خُلقه وليكف أذاه عن غيره.


صدى البلد
٢٤-٠٦-٢٠٢٥
- منوعات
- صدى البلد
علي جمعة: ابدأ بنفسك دعوة للإصلاح في زمن الغربة على نهج رسول الله ﷺ
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه عندما جاء سيدنا رسول الله ﷺ كان وحده يدعو إلى ربه، ولا أحد معه، فبدأ بدعوته حتى أصبح أكثر الأنبياء تبعًا إلى يوم القيامة، بل أكثر البشر تبعًا؛ فلم يعرف التاريخ –قديمه وحديثه- رجلا أتباعه الأقوام بهذه الكثرة، وعلى مر العصور، مثل نبينا ﷺ. وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الرجال تُعرف بالحق، ولا يُعرف الحق بالكثرة، ولا بالرجال، فإن النبي ﷺ يقول: «عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل، والرجلين، والنبي وليس معه أحد» [موطأ مالك ، وابن حبان] يعني: ولا يضره ذلك، لأنه كان على الحق. وأشار الى أنه لابد من التغيير، قال ﷺ: «ابدأ بنفسك، ثم بمن يليك» [مسلم ، وبهذا اللفظ أخرجه العجلوني في كشف الخفاء]. والإسلام كما بدأ غريبًا مستضعفًا معتدًى عليه، يعود كذلك، كما أخبرنا بذلك النبي ﷺ: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء» [رواه مسلم والترمذي]. وفي رواية الطبراني زيادة: «قيل: ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلِحون إذا فسد الناس». فوَطِّن نفسَك -أيها المؤمن- أن تكون من الغرباء المُصلحين، ولا تكن إمَّعة، فقد نهانا رسول الله ﷺ عن ذلك، فقال: (لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم؛ إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا) [الترمذي]. وأمامنا فرصة أن نكون من أحباب رسول الله ﷺ ، وأعظم درجة ممن سبقونا، وإن كانوا هم في المنزلة الأعلى، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «متى ألقى أحبابي؟ فقال بعض الصحابة: أوليس نحن أحباؤك؟ قال: «أنتم أصحابي، ولكن أحبابي قوم لم يروني وآمنوا بي، أنا إليهم بالأشواق» [أبو الشيخ في الثواب] وفي مسند الفردوس للديلمي زيادة: «أنا إليهم بالأشواق». وعن رجاء بن حيوة رضي الله عنه قال: «كنا مع رسول الله ﷺ ومعنا معاذ بن جبل، عاشر عشرة، فقلنا : يا رسول الله، من قوم أعظم منا أجرا؟ آمنا بك واتبعناك! قال : ما يمنعكم من ذلك، ورسول الله بين أظهركم، يأتيكم الوحي من السماء ؟! بلى، قوم يأتون من بعدكم، يأتيهم كتاب بين لوحين، فيؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا ،أولئك أعظم عند الله أجرا» [الطبراني]. فهلا دخلنا في دائرة الحب لسيدنا رسول الله ﷺ، وجعلناه أسوتنا واتبعناه حقا، ففي زمن الغربة الأول، بدأ رسول الله ﷺ بمنهج البداية بالنفس، فقال ﷺ: «ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول» [رواه مسلم وابن حبان]. ففي هذا الزمان، يكون إصلاح النفس وتربيتها أولى من الانغماس في أمر العامة، ثم بعد هذه المرحلة، يمكن أن يتدرج المؤمن للانغماس في أمر العامة لإصلاحهم، يقول النبي ﷺ: «إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام، فإن من ورائكم أياما، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم». قال عبد الله بن المبارك: «قيل: يا رسول الله، أجر خمسين منا أو منهم؟قال: بل أجر خمسين منكم» [رواه الترمذي].إذن، علينا أن نبدأ بأنفسنا، ثم بمن نعول، وأن نتحمل المسؤولية عن أفعالنا، وألّا نُبرِّرَ أخطاءنا.