logo
تحريات في فوارق النتائج بين المعدلات السنوية و'البيام'

تحريات في فوارق النتائج بين المعدلات السنوية و'البيام'

الشروقمنذ 6 ساعات
قررت وزارة التربية الوطنية، من خلال مفتشيتها العامة، التحقيق بالمؤسسات التربوية التي سجل بها 'تباين' ملحوظ بين نتائج التلاميذ المحصل عليها خلال السنة الدراسية ونتائجهم في امتحان شهادة التعليم المتوسط، دورة 2025، لأجل الوقوف عن قرب على حقيقة 'التقييمات الفصلية'، والتحري في ما إذا كان هناك تجاوز أو 'تهاون' في ضبط العلامة المدرسية، قصد تحقيق عدة أهداف من أبرزها ضمان مصداقية 'التقويم' وضبط الأداء التربوي، والعمل على محاربة ما يعرف بـ'تضخيم النقاط'، إن وجد.
أفادت مصادر 'الشروق'، أن نتائج امتحان شهادة التعليم المتوسط لدورة جوان 2025، قد كشفت عن 'مفارقات تربوية'، حيث تم رصد، في حالات كثيرة، فوارق شاسعة بين ما أظهرته كشوف الامتحان الوطني وبين معدلات السنة الدراسية أي النتائج المحصل عليها من قبل التلاميذ خلال الفصول الدراسية الثلاثة، ما فتح باب الجدل على مصراعيه حول مصداقية التقييم المدرسي وجدوى التقويم المستمر في صورته الحالية.
وفي هذا الشأن، أبرزت مصادرنا بأن هذه المعيطات قد دفعت بالمفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية، إلى إيفاد لجان تفتيش متخصّصة، للتحقيق بالمتوسطات التي سجل بها 'تفاوت' بين نتائج التلاميذ في السنة الدراسية والمعدلات المحصل عليها في شهادة 'البيام'، خاصة بعدما لوحظ في بعض المؤسسات التربوية، خاصة الواقعة بالمدن الكبرى، أن متعلمين تحصلوا طيلة السنة الدراسية على نقاط مرتفعة جدا في أغلب المواد، وتراجعوا بشكل ملفت للانتباه في الاستحقاق الوطني، أو لم يتمكّنوا حتى من اجتياز 'العتبة' المطلوبة للنجاح.
هذه الوضعية، التي تم تداولها على نطاق واسع، لم تمر مرور الكرام بوزارة التربية الوطنية، بل أثارت قلقا كبيرا داخل أوساط التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، بحيث اعتبر المستشارون أن التلميذ في هذه الحالة هو ضحية ما يعرف بـ'الوهم التربوي'، حيث انهار عند أول اختبار وطني جدّي.
ومن هذا المنطلق، أكدت ذات المصادر على أن تحرك المفتشية العامة، والتي أمرت بإجراء 'تحريات' في فوارق النتائج، الهدف منه هو الوقوف على حقيقة 'التقييمات الفصلية'، والتحقق في ما إذا كان هناك تجاوز في ضبط العلامة المدرسية، خاصة وأن الوصاية بجميع مصالحها تسعى جاهدة لبلوغ عدة غايات من أبرزها ضمان مصداقية 'التقويم' وضبط بدقة الأداء التربوي، على اعتبار أن العلامة المدرسية، لم تعد مجرد رقم يدوّن على كشف النقاط، بل معيارا حيويا في توجيه التلميذ، وفي رسم مساره العلمي والمهني لاحقا، ومرآة صادقة تعكس مستواه الحقيقي، وتؤهله لمسارات مستقبلية متناسبة مع مؤهلاته العلمية.
تضخيم النقاط.. حين تتحوّل العلامة إلى مجاملة
وفي نفس السياق، لفتت المصادر نفسها إلى أن القراءة الأولية التي قدّمتها عدة مراكز توجيه وإرشاد مدرسي ومهني، تشير إلى أن هناك بعض مؤسسات التربية والتعليم، عمومية وخاصة، قد تجاوزت الحد المقبول في 'تضخيم النقاط'، ما أدى إلى خلق صورة زائفة ومغلوطة عن مستوى التلاميذ، وأربك عملية التوجيه المدرسي، والتي تعتمد على التقييمات الفصلية كمرجعية أساسية.
وفي هذا الصدد، عبّر أخصائيون نفسانيون ومستشارو توجيه مدرسي ومهني، عن امتعاضهم مما وصفوه بـ'تزييف الواقع التربوي'، حيث قال أحد المستشارين على مستوى مديرية تربية بوسط البلاد، رفض الإفصاح عن اسمه: 'نعتمد في تحليلنا على سلسلة المؤشرات النفسية والبيداغوجية، أبرزها نتائج الفصول الدراسية الثلاثة، لكننا تفاجأنا بتلاميذ كان يصنّف بعضهم في خانة الامتياز، بينما هم بالكاد عبروا عتبة النجاح في امتحان شهادة المتوسط، هذا لا يمكن تفسيره إلا بوجود خلل في التقييم اليومي'.
وبخصوص مؤسسات التربية والتعليم الخاصة، أوضحت مصادرنا بأن مراكز التوجيه قد وقفت أيضا على وجود مدارس تقوم بمنح نقاط مبالغ فيها لأجل التسويق لنفسها كمؤسسات ناجحة ومتفوّقة، غير أن نتائج امتحان شهادة 'البيام'، قد جاءت لتفضح هذه 'الصورة الزائفة'، وتكشف ضعفا حقيقيا في مستوى التحصيل الفعلي لبعض تلامذتها.
واستناد لما سلف، حذرت مراكز التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، من الآثار النفسية لهذه الفجوة بين التقييمين، إذ قد يصاب التلميذ بخيبة أمل، قد تؤثر سلبا على مشواره الدراسي في الطور الثانوي، كما أن قرارات التوجيه المعتمدة على النقاط الفصلية قد تضعه في شعب لا تتوافق مع قدراته الحقيقية، ما يرفع من خطر الفشل والتعثر أو التسرب المدرسي لاحقا.
تشخيص التفاوت.. ضغط النتائج أم غياب التكوين؟
وعن 'تضارب' النتائج، يرى عدد من المهتمين بالشأن التربوي، أن الأسباب متداخلة ومتعدّدة، من أبرزها الضغط لرفع نسب الانتقال والنجاح، خاصة في الأطوار الانتقالية، ما يدفع بعض الأساتذة، عن وعي أو عن غير وعي، إلى منح نقاط 'مشجعة' تفاديا للصدام مع الإدارة أو الأولياء.
بالإضافة إلى غياب التكوين المتخصّص في مجال 'التقويم التربوي'، عند بعض الأساتذة، ما يجعلهم يلجؤون إلى آليات غير موضوعية في منح العلامات، كاعتماد السلوك أو المواظبة بدل التحصيل المعرفي فقط، الأمر الذي يفرغ العملية التعليمية من بعدها العلمي.
إصلاح عميق لمنظومة التقييم والتقويم
واستخلاصا لما سبق، أفادت مصادرنا بأن مختصين قد دعوا إلى ضرورة إعادة هيكلة منظومة التقييم المدرسي، من خلال اقتراح اعتماد خمسة حلول، ويتعلق الأمر بمراجعة جذريّة لمعايير التقويم المستمر، إلى جانب فرض اختبارات فصلية موحّدة على المستوى الجهوي، فضلا عن تعزيز التكوين البيداغوجي في مجال بناء الاختبارات وتقويم الأداء.
بالإضافة إلى تفعيل المراقبة البيداغوجية من طرف المفتشين، علاوة على إشراك مراكز التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني في إعداد التوصيات الخاصة بالتوجيه.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الفريق أول شنقريحة: علينا التحلي باليقظة والتصدي لأي محاولة للمساس بأرض الشهداء
الفريق أول شنقريحة: علينا التحلي باليقظة والتصدي لأي محاولة للمساس بأرض الشهداء

الشروق

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشروق

الفريق أول شنقريحة: علينا التحلي باليقظة والتصدي لأي محاولة للمساس بأرض الشهداء

هنأ الفريق أول، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، السعيد شنقريحة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، بمناسبة عيد الاستقلال. وقال الفريق أول شنقريحة في رسالته، إنه 'وفي ظلّ ظروف دولية وإقليمية مثخنة بالتحديات الأمنية والتهديدات المتشعبة، علينا التحلي بأعلى درجات اليقظة والحيطة والحذر، للتصدي لأية محاولة للمساس بأرض الشهداء.' وجاء في الرسالة: 'يطيب لي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والستين (63) لعيد الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، أن أتوجه بتهاني الخالصة إلى جميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، من ضباط وضباط صف ورجال صف ومستخدمين مدنيين، ومن خلالهم إلى عائلاتهم الكريمة وذويهم الطيبين، راجيا للجميع دوام الصحة والعافية والسعادة والهناء. إننا نحيي في هذا اليوم الأغر، إحدى أعظم المحطات المجيدة في تاريخ وطننا العزيز، محطة ستبقى دائما رمزا لانتصار الجزائر والجزائريين على المستدمر الفرنسي الغاشم، الذي سلب وطننا حريته وسيادته بالنار والحديد، وأذاق شعبنا، لسنوات طويلة، كل أنواع القهر والظلم والحرمان. فبالرغم من حجم الدمار الذي تسبب فيه هذا المستعمر، لم يستسلم آباؤنا وأجدادنا يوما للعدو، وتمسكوا بهويتهم الجزائرية الأصيلة، وبذلوا النفس والنفيس من أجل الانعتاق، فكان الثمن أكثر من خمسة ملايين و630 ألف شهيد، سقت دماؤهم الزكية أرضنا الطاهرة، بداية من المقاومات الشعبية، مرورا بمجازر 8 ماي 1945، ووصولاً إلى الثورة التحريرية المظفرة، كل ذلك في سبيل العيش بكرامة وحرية. وها نحن اليوم، نواصل مسيرة آبائنا وأجدادنا الميامين، في ظلّ ظروف دولية وإقليمية مثخنة بالتحديات الأمنية والتهديدات المتشعبة، التي تستدعي منا التحلي بأعلى درجات اليقظة والحيطة والحذر، للتصدي لأية محاولة للمساس بأرض الشهداء، متسلحين بعزيمتهم وقيمهم السامية، التي دافعوا وناضلوا واستشهدوا في سبيلها. ذلك أن الجزائر، التي دافع عنها أبناؤها البررة بالأمس واسترجعوا استقلالها وهيبتها، تُعوّل اليوم عليكم، أنتم أبناء الجيش الوطني الشعبي، السليل الوفي لجيش التحرير الوطني، المسترشد بهدى الثورة التحريرية المجيدة، لتواصلوا المسيرة وتصونوا وديعة الشهداء وتحققوا آمالهم في جزائر حرّة، آمنة ومستقرة. في هذا الصدد، أود أن أهنئ كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، المرابطين في كل شبر من التراب الوطني، على النتائج العملياتية المشجعة المحققة في مجال مكافحة بقايا الجماعات الإرهابية الهمجية وإفشال مخططاتها الخسيسة، وكذا محاربة مختلف أشكال الجريمة المنظمة والتهريب والهجرة غير الشرعية، التي تهدد أمن وسلامة بلدنا وشعبنا، وأحثّهم على مواصلة جهودهم من أجل التصدي لمختلف التهديدات التي تتربص بوطننا، وعلى التطبيق الصارم للتعليمات المسداة في اللوائح والتوجيهات الصادرة في هذا الشأن. ولا يفوتني أن أشيد بالجهود المضنية التي بذلتها قواتنا المسلحة طيلة سنة التحضير القتالي، والتي ظهرت نتائجها جلية من خلال نجاح جميع التمارين المبرمجة، حيث جسدت تلك التمارين الجاهزية العملياتية العالية لوحدات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي المنتشرة عبر كافة أرجاء التراب الوطني. أخيرا، لا يسعني إلا أن أجدد تهانيّ الخالصة لجميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، بكل فئاتهم ومستويات مسؤولياتهم، داعيا إياهم للوقوف، بهذه المناسبة، وقفة تذكر وترحم على الأرواح الطاهرة لشهداء المقاومات الشعبية وثورة التحرير المباركة وشهداء الواجب الوطني، وأن يستلهموا من بطولاتهم وصدق تضحياتهم، من أجل الارتقاء بمستوى أداء المهام الدستورية الموكلة لهم إلى مداها المأمول.'

تكريم مجاهدي ثورة التحرير وذوي الحقوق
تكريم مجاهدي ثورة التحرير وذوي الحقوق

المساء

timeمنذ 2 ساعات

  • المساء

تكريم مجاهدي ثورة التحرير وذوي الحقوق

كرمت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، مساء أول أمس، عددا من المجاهدين، كبار معطوبي ثورة التحرير الوطني وذوي الحقوق، في إطار الاحتفالات المخلّدة للذكرى الـ63 لعيد الاستقلال تحت شعار "جزائرنا، إرث الشهداء ومجد الأوفياء". أشرف على مراسم التكريم وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، بحضور رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلّف بالشؤون الدبلوماسية، عمار عبة، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسيني، وشخصيات تاريخية ووطنية ومجاهدات ومجاهدين من مختلف ولايات الوطن. وشمل التكريم 12 مجاهدا من كبار معطوبي الثورة التحريرية وعدد من ذوي الحقوق من أبناء شهداء وأبناء مجاهدين وضحايا الألغام المتفجرة وضحايا مدنيين، حيث تسلم المكرمون بالمناسبة دراجات نارية ثلاثية العجلات وكراسي متحركة كهربائية.كما تم تكريم مسؤولي مختلف منظمات الأسرة الثورية، ورئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني، حي عبد النبي، الذي أثنى في تصريح صحفي على مجهودات الدولة في مجال التكفّل والرعاية والحماية الصحية للمجاهدين وذوي الحقوق عموما، وفئة كبار معطوبي ثورة التحرير الوطني على وجه الخصوص، عبر المؤسسات تحت وصاية قطاع المجاهدين وذوي الحقوق.

برج بوعريريج.. 3 جرحى في اصطدام بين سيارة وشاحنة
برج بوعريريج.. 3 جرحى في اصطدام بين سيارة وشاحنة

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

برج بوعريريج.. 3 جرحى في اصطدام بين سيارة وشاحنة

خلف حادث مرور وقع اليوم الجمعة بالطريق الاجتنابي الجديد، بلدية ودائرة برج بوعريريج إصابة 3 أشخاص. وحسب بيان الحماية المدنية تدخلت مصالحنا على الساعة 20:47 من أجل حادث اصطدام بين سيارة وشاحنة. الحادث خلف إصابة 3 أشخاص بجروح مختلفة، تتراوح ٱعمارهم بين 24 سنة و28 سنة، تم اسعافهم ونقلهم إلى المستشفى المحلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store