logo
لماذا رفع ترامب العقوبات عن سوريا الآن؟

لماذا رفع ترامب العقوبات عن سوريا الآن؟

اليمن الآنمنذ 20 ساعات
مشاهدات
"هي خطوة تدعم أهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية"، بهذه العبارة وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره التنفيذي الذي وقعه في اليوم الأخير من يونيو/ حزيران 2025، وقضى برفع العقوبات عن سوريا، مع الإشادة بحكومتها الجديدة، والتأكيد على دعم واشنطن لسوريا موحدة ومستقرة وتعيش في سلام مع نفسها وجيرانها.
يأتي القرار التنفيذي ليجسد الإعلان الذي أطلقه الرئيس الأميركي من العاصمة السعودية الرياض منتصف مايو/ أيار الماضي، حيث التقى حينها بالرئيس السوري أحمد الشرع، في مشهد يرسم إستراتيجية الولايات المتحدة الأميركية الجديدة حول سوريا التي تنتقل من المعسكر الشرقي، كما كانت فترة حكم حزب البعث، إلى المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة وترسم حدوده الجديدة شرق البحر المتوسط.
واشنطن تدعم مصالح حلفائها
لم يعد من مصلحة واشنطن أن تبقى سوريا فضاء حيويًا لروسيا وإيران المتحالفتين ضد المصالح الغربية، والمتحالفتين مع الصين المنافسة الأبرز للولايات المتحدة على تفرد الأخيرة باحتكار قطبية أحادية تقود بها العالم.
إيران تحديدًا استخدمت الساحة السورية لتهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط، هؤلاء الحلفاء الذين كان لهم الدور الأكبر في إقناع الولايات المتحدة الأميركية بأن تكمل دعمها للتغيير الجذري والكبير الذي حصل في سوريا، بدعم استقرار المشهد الجديد اقتصاديًا وسياسيًا، بتسريع عملية رفع العقوبات، والانفتاح السياسي على الرئيس الشرع وحكومته.
دون رفع العقوبات ستبقى احتمالية عودة الفوضى قائمة، الأمر الذي يعيد التهديد المباشر على حلفاء ترامب وأصدقائه. من هنا جاء الإعلان الأول للرئيس الأميركي حول رفع العقوبات من الرياض واجتماع وزيرَي الخارجية الأميركي والسوري للتنسيق في أنقرة، الأمر الذي يعكس وبوضوح دور العاصمتين وموقعهما في رسم معالم الشرق الأوسط الجديد.
دوافع الإدارة الأميركية وسياساتها الخارجية
تبنى ترامب وجزء كبير من إدارته في فترة رئاسته الأولى ثم الثانية مبدأ الواقعية القومية "America First" والتي لا تعنى بتصدير الديمقراطية والمبادئ وإرغام الدول على التزامها، وتركز بدلًا من ذلك على عقد الصفقات التي تعود بالمزيد من المكاسب على أميركا وحلفائها، وتأتي هذه النظرية لتنهي النسخة الراديكالية من مبدأ الفوضى الخلاقة "Creative Chaos" الذي يفكك الأنظمة ويعيد بناء المنطقة من خلال الاستثمار في الأزمات وإطالة أمدها.
مبدأ الإدارة الأميركية الجديد يظهر جليًا في موقف واشنطن وخطواتها تجاه التغيير الذي حصل في سوريا، حيث دعمت مساعي الحكم الجديد لإنهاء النزاع وإحلال الاستقرار، ثم تابعت برفع العقوبات استجابة لمصالح شركائها في المنطقة.
أعلنها الرئيس الأميركي أكثر من مرة، إنه يستجيب لرفع العقوبات عن سوريا بشكل سريع بناء على جهود وساطة إقليمية، مع صراحته بالتأكيد على أثر ذلك في دعم المصالح الأميركية في المنطقة إلى جانب دعم مصالح حلفاء واشنطن وأصدقائها على حساب منافسيها.
الاقتصاد والاستقرار
تدرك الولايات المتحدة أن تحريك عجلة الاقتصاد في سوريا من خلال رفع العقوبات هو الطريق الأقرب للتنمية والاستقرار، ليس في سوريا؛ وإنما في المنطقة التي سيتصل فيها النشاط الاقتصادي والازدهار في شبه الجزيرة العربية مع تركيا، وهو لا يمكن إلا باستقرار سوريا وإدماجها في هذا الفضاء الاقتصادي والتنموي الحيوي الحليف للولايات المتحدة الأميركية، والداعم لمصالح واشنطن في المنطقة.
"إعادة إدماج سوريا في الاقتصاد الإقليمي"، هو العنوان الذي تتفق عليه تركيا والسعودية مع رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وهو بوابة تحقيق الاستقرار الإقليمي لحلفاء الولايات المتحدة، وبالتالي للمصالح الأميركية التي تريد توسيع نطاقها الحيوي على حساب منافسيها في العالم.
إن إنعاش الاقتصاد السوري هو جزء من عملية ضمان الاستقرار الأمني في المنطقة، فمع رفع العقوبات ستبدأ الاستثمارات بفتح أبواب الفرص أمام آلاف الشباب في سوريا، بعيدًا عن أتون الحرب التي جندتهم وكانت سببًا في استنزاف المنطقة، وستكون الفرص الاقتصادية والتنموية سببًا في إنهاء الفوضى وأدواتها، الأمر الذي ينهي أحلام إيران بالعودة إلى سوريا ولبنان.
وفضلًا عما سيحققه إنعاش الاقتصاد من فرص الاستقرار؛ فإن الاقتصاد السوري وموارده الحيوية سيتكاملان بعد رفع العقوبات مع اقتصادات المنطقة، وستشكل سوريا امتدادًا لمختلف القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية مع تركيا ودول الخليج شمالًا وجنوبًا.
حوافز ليست بالمجان
يأتي القرار التنفيذي اليوم بعد شهر ونصفٍ من الإعلان عن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا ضمن عملية تحفيز تقوم بها واشنطن لإنجاح تجربة الانتقال السياسي في سوريا.
كانت إدارة ترامب صريحة في تحديد الضوابط والشروط التي تريدها من الحكم الجديد في سوريا، وكان الرئيس الشرع يدرك دائمًا أن نجاح مشروعه في سوريا يحتاج إلى التفاعل الإيجابي مع الغرب بشكل عام، ومع الولايات المتحدة على وجه الخصوص.
تتقاطع بعض الشروط الأميركية مع مشروع الرئيس الشرع وأهدافه، فلا خلاف مثلًا على مكافحة تنظيم الدولة وإنهاء وجوده في المنطقة، الأمر الذي يساعد الرئيس ترامب على تنفيذ وعوده بسحب القوات الأميركية من سوريا، ويساعده في تحقيق أهدافه في العراق وفي مقدمتها تفكيك الحشد الشعبي العراقي.
بينما هناك بعض الشروط الأميركية التي يحتاج فيها الرئيس الشرع إلى المزيد من الوقت، أو أنه يحاول نقاشها مع الولايات المتحدة للوصول إلى تفاهمات حولها، فالموقف من إسرائيل معقد، وفيه الكثير من التفاصيل.
ومع ذلك كله؛ فإن الموقف الأميركي من دعم الحكومة السورية واضح، بالانفتاح السياسي والاعتراف ورفع العقوبات، وهذا الدعم وإن كان مشروطًا إلا أنه يحفز الرئيس الشرع وفريقه ويساعده في تحقيق الشروط والضوابط الأميركية.
في المقابل لا تخفي الإدارة الأميركية أنها تراقب من كثب، وأنها تختبر باستمرار أداء السلطة الخاضع للتقييم في كل خطوة تخطوها، وأن على السلطة في دمشق أن تعزز الحكم الشامل وتبتعد عن الإقصاء والتهميش، وأن تنهي التطرف وتحارب الجماعات المتطرفة، فضلًا عن إظهار موقف عملي وواضح من قضايا حساسة في مقدمتها موضوع المقاتلين الأجانب في سوريا.
تقول الإدارة الأميركية ما قالته دول الاتحاد الأوروبي قبلها: إن رفع العقوبات خاضع للتقييم المستمر، والعقوبات التي ترفع من الممكن أن يعاد فرضها مجددًا.
يعتقد أن رفع العقوبات بشكل سريع عن سوريا هو تحفيز وتشجيع ودعم، لكنه من جانب آخر يضع الكرة في ملعب السلطة السورية، فلسان حال الغرب الأوروبي والأميركي يقول: لقد أعطيت السلطة السورية الفرصة الكاملة لإنجاح عملية الانتقال السياسي في البلاد، ولا يمكنها أن تتذرع بأي عذر إذا ما أخفقت في أي خطوة تخطوها.
وعليه فإن رفع العقوبات سيكون فرصة ومسؤولية، وسيفتح الأبواب ويفرض الاستحقاقات، ولن تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون فقط هم الداعمون والمراقبون والمُسائِلون، بل إن الشركاء الإقليميين سيكون لهم دور في ذلك، وفي مقدمتهم تركيا والسعودية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البكري يشيد بتطور نادي وحدة عدن ويؤكد دعم مشاركة الشباب في البطولات الدولية
البكري يشيد بتطور نادي وحدة عدن ويؤكد دعم مشاركة الشباب في البطولات الدولية

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

البكري يشيد بتطور نادي وحدة عدن ويؤكد دعم مشاركة الشباب في البطولات الدولية

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيجري مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، في وقت لاحق الخميس. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن بوتين قوله: "سأتحدث مع الرئيس الأميركي اليوم". وتأتي هذه المكالمة في الوقت الذي قررت فيه إدارة الرئيس الأميركي وقف بعض شحنات الأسلحة المقررة لمساعدة كييف في حربها ضد روسيا. وتحرز روسيا تقدما على خط المواجهة منذ أكثر من عام معززة تفوقها أمام القوات الأوكرانية المُرهَقة والأقل عددا. وواصل الجيش الروسي في يونيو تقدمه للشهر الثالث على التوالي محققا أكبر مكاسب له منذ نوفمبر، بحسب تحليل لوكالة فرانس برس لبيانات من معهد دراسات الحرب. في المقابل، ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز"، الخميس، أن من المتوقع أن يناقش ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التعليق المفاجئ لبعض شحنات الأسلحة، وذلك في مكالمة هاتفية غدا الجمعة. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن زيلينسكي سيناقش أيضا مبيعات الأسلحة المحتملة في المستقبل. وأضاف المصدر أن توقيت المكالمة ربما يتغير. ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلب من رويترز للتعليق. اخبار التغيير برس

ذا كونفرسيشن: الهجوم الأمريكي والإسرائيلي جعل إيران أقوى
ذا كونفرسيشن: الهجوم الأمريكي والإسرائيلي جعل إيران أقوى

وكالة الصحافة اليمنية

timeمنذ 2 ساعات

  • وكالة الصحافة اليمنية

ذا كونفرسيشن: الهجوم الأمريكي والإسرائيلي جعل إيران أقوى

ترجمة خاصة/وكالة الصحاف اليمنية// قالت مجلة ' Theconversation' الأمريكي في تقرير نشره أمس الأربعاء، إن الهجوم الإسرائيلي على إيران الشهر الماضي، والقصف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية، أول هجومين أمريكيين مباشرين على الأراضي الإيرانية، يهدفان إلى شلّ القدرات الاستراتيجية لطهران وإعادة التوازن الإقليمي. وأوضح التقرير أن الهجوم فشل في تحقيق النتيجة الاستراتيجية التي طالما تمنى القادة الإسرائيليون والأمريكيون تحقيقها: انهيار نفوذ إيران وإضعاف نظامها. بدلًا من ذلك، كشفت المواجهة عن سوء تقدير أعمق، فقوة إيران راسخة أيديولوجيًا، ومُصممة للصمود، ورغم ما تعرضت له الجمهورية الإسلامية من قصف؛ إلا أنها لم تسقط. أشار التقرير إلى أن 'إسرائيل' أنفقت ما يقارب 1.45 مليار دولار أمريكي (1.06 مليار جنيه إسترليني) في اليومين الأولين، وفي الأسبوع الأول من الضربات على إيران، بلغت التكاليف 5 مليارات دولار أمريكي، مع إنفاق يومي بلغ 725 مليون دولار أمريكي: 593 مليون دولار أمريكي على العمليات الهجومية و132 مليون دولار أمريكي على الدفاع والتعبئة. كان رد إيران سريعًا، أكثر من 1000 طائرة بدون طيار و550 صاروخًا باليستيًا، بما في ذلك أنواع دقيقة التوجيه وأخرى تفوق سرعة الصوت. اخترقت الدفاعات الإسرائيلية وتضررت البنية التحتية المدنية، وأغلقت الموانئ، وتوقف الاقتصاد. ونوهت المجلة، إلى أن ترامب ونتنياهو تحدثا عن وقف إطلاق النار وحرصهم على ذلك، قال عنه محللون أن نتنياهو أراد تجن حرب استنزاف طويلة لا تستطيع 'إسرائيل' تحملها، وكان يبحث بالفعل عن استراتيجية للخروج. والأهم من ذلك بحسب تقرير المجلة، ظل نظام إيران على حاله؛ فبدلاً من إثارة الثورة، حشدت الحرب المشاعر القومية، وكانت الآمال في انتفاضة شعبية قد تُسقط النظام، التي عبّر عنها كل من ترامب ونتنياهو، في غير محلها، فمؤسسات إيران الأقوى، وعمقها العسكري، وهويتها ووجودها القائم على المقاومة، جعلتها دولة مختلفة جذريًا وأكثر مرونة. مؤخرًا، صوت البرلمان الإيراني على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منهيًا بذلك عمليات التفتيش، ومُنح طهران حرية توسيع برنامجها النووي – المدني – دون رقابة. اختبار العمق الاستراتيجي ولفت التقرير إلى أن 'إسرائيل' أدركت أن دفاعاتها الصاروخية ومرونتها الاقتصادية لم تُصمَّم لحرب طويلة الأمد ومتعددة الجبهات، في غضون ذلك، اكتسبت إيران فهمًا قيّمًا لمدى وصول ترسانتها – الطائرات المسيرة والصواريخ – وحدودها. التقرير قال إن هذه الحرب لم تكن مجرد صدام بالأسلحة، بل كانت اختبارًا حقيقيًا للعمق الاستراتيجي لكل جانب. قد تُعدّل إيران الآن عقيدتها وفقًا لذلك – مع إعطاء الأولوية للبقاء والقدرة على الحركة والدقة تحسبًا للصراعات المستقبلية. وتطرق التقرير إلى أن 'إسرائيل' دخلت الحرب وهي تعاني من انقسام سياسي وتوتر اجتماعي. وكان ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف يتعرض لانتقادات شديدة لمحاولته إضعاف استقلال القضاء. أصبحت القيود الجغرافية والديموغرافية التي تواجهها إسرائيل جلية. فاقتصادها المتطور تقنيًا، والمتكامل تمامًا مع الأسواق العالمية، لم يستطع تحمل عدم الاستقرار المطول، والأهم من ذلك، أن الضرر الذي ألحقه القصف الأمريكي كان أقل مما كان متوقعًا، فبينما انضمت واشنطن إلى الضربات الأولية، إلا أنها قاومت التدخل الأعمق، جزئيًا لتجنب تصعيد إقليمي أوسع، وإلى حد كبير بسبب ضعف الرغبة المحلية في الحرب واحتمالية تضخم أسعار الطاقة، في حال أقدمت إيران على إغلاق مضيق هرمز.

مؤشرات مقلقة من الخطوط الأمامية.. هل خذلت أميركا أوكرانيا؟
مؤشرات مقلقة من الخطوط الأمامية.. هل خذلت أميركا أوكرانيا؟

اليمن الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • اليمن الآن

مؤشرات مقلقة من الخطوط الأمامية.. هل خذلت أميركا أوكرانيا؟

بدأت تداعيات التراجع الأميركي عن بعض التزامات الدعم العسكري تجاه أوكرانيا بالظهور، وسط تصاعد القلق في كييف من فقدان الزخم الدولي في مواجهة الهجمات الروسية، وظهور مؤشرات على تحول في الموقف الغربي باتجاه احتواء الأزمة بدلًا من إنهاء نفوذ موسكو. البيت الأبيض أعلن عن وقف مؤقت لبعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ الدفاع الجوي، بحجة انخفاض المخزونات الاستراتيجية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تعكس تغيرًا في أولويات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد عودته إلى السلطة، وتأكيده مرارًا رغبته في "إنهاء الحرب سريعًا" عبر تسوية سياسية. وزارة الدفاع الأوكرانية ردّت بأنها لم تتلق إخطارا رسميًا بشأن قرار وقف الدعم، لكنها استدعت القائم بالأعمال الأميركي للمطالبة بتوضيحات، محذرة من أن أي تأخير في تسليم الأسلحة "يشجع روسيا على المضي قدمًا في التصعيد العسكري". من جانبه، اعتبر الكرملين أن تراجع إمدادات السلاح الغربي إلى كييف سيسرع إنهاء الحرب، مؤكدا أن بقاء أوكرانيا دون دعم هو مفتاح "تسوية حقيقية" قائمة على الوقائع الميدانية، لا على الشروط الغربية. وفي موازاة هذا التطور، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالًا هاتفيًا بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد فيه أن الغرب "يتحمل مسؤولية إطالة أمد الحرب"، داعيا إلى تسوية شاملة تقوم على إزالة أسباب النزاع واعتماد "الحقائق على الأرض"، فيما دعا ماكرون إلى وقف إطلاق النار "في أسرع وقت ممكن". وقال الدبلوماسي الأوكراني السابق فلودومير شوماكوف في مقابلة مع التاسعة على سكاي نيوز عربية ، إن "القرار الأميركي طعنة في ظهر أوكرانيا، التي تخوض حربًا وجودية منذ أكثر من عامين"، معتبرًا أن "الولايات المتحدة تنسحب تدريجيًا من التزاماتها، رغم تعهدها التاريخي بحماية أوكرانيا بموجب مذكرة بودابست بعد تخليها عن ترسانتها النووية". وأضاف أن منظومة "باتريوت" التي تأخرت واشنطن في تسليمها، كانت ضرورية لحماية المدن الأوكرانية من الهجمات الروسية المتواصلة، موضحًا أن موسكو تستخدم الطائرات المسيّرة والصواريخ لتدمير البنية التحتية وزرع الرعب في صفوف المدنيين. وأعرب شوماكوف أيضا عن قلقه من تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة رفعت عقوبات عن منشآت عسكرية روسية، معتبراً أن "ترامب يسعى لاسترضاء بوتين"، مشيرا إلى أن تصريحات الأخير "حول استعداده للهدنة مشروطة بإذعان أوكرانيا، وهو ما ترفضه كييف". وفي سياق التطورات، تحدثت تقارير غير مؤكدة عن استعداد كوريا الشمالية لإرسال 30 ألف جندي إلى مناطق الصراع دعما لروسيا، ما يفاقم تعقيدات المشهد الجيوسياسي، وسط عجز واضح في الدعم الأوروبي لتعويض التراجع الأميركي. ورأى شوماكوف أن "أوكرانيا تجد نفسها الآن أمام اختبار صعب في ظل غياب بدائل جاهزة"، مشيرًا إلى أن الإنتاج المحلي للطائرات المسيّرة حقق تقدمًا ملحوظًا، مع توقعات بأن تنتج أوكرانيا قرابة 10 ملايين مسيّرة في الفترة المقبلة، لكن ذلك لا يعوّض الحاجة الفورية لمنظومات دفاع متقدمة. وعن الاتصال الفرنسي–الروسي، قال الدبلوماسي السابق إن التوقيت "يعكس تحولا في خطاب بعض العواصم الغربية من السعي لإنهاء النفوذ الروسي إلى احتواء الأزمة فقط"، مضيفًا أن "أوكرانيا ليست صاحبة القرار في وقف الحرب، بل روسيا، التي تطرح شروطا غير مقبولة، بينها ضم أربع محافظات أوكرانية بشكل دائم إلى الاتحاد الروسي". وعن الخيارات المتاحة أمام كييف في حال استمر الانكماش الغربي، أشار شوماكوف إلى إمكانية توسيع الشراكات الدفاعية مع كوريا الجنوبية واليابان، أو شراء أنظمة باتريوت من مصادر أخرى خارج التحالف الغربي، مؤكدا أن "الواقع القائم يحتم على أوكرانيا البحث عن بدائل سريعة"، لكنه حذر من أن "تطوير صناعات دفاعية أوكرانية متقدمة يتطلب وقتًا لا تملكه البلاد في ظل التصعيد المتواصل". وتبقى الأنظار متجهة إلى مواقف إدارة ترامب خلال المرحلة المقبلة، خصوصًا مع اقتراب موعد القمة المقبلة مع حلف الناتو، التي من المتوقع أن تشهد مناقشات حاسمة بشأن مستقبل الدعم لكييف، في ظل انقسام متزايد بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة حول آليات إنهاء الحرب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store