logo
مأتم رسمي لزياد الرحباني اليوم وإجماع لبنان عليه "في زمن الانقسامات"

مأتم رسمي لزياد الرحباني اليوم وإجماع لبنان عليه "في زمن الانقسامات"

يودِّع لبنان الرسمي والشعبي اليوم الفنان زياد الرحباني في مأتم مهيب يمثل فيه رئيس الجمهورية السيدة نعمت عون، ويمنحه وسامًا، كما يحضر رئيس الحكومة نواف سلام، وستقام للفقيد الكبير مراسم وداع من أمام المستشفى حيث ينطلق الموكب إلى المحيدثة حيث تقام الجنازة.
وكتبت" الاخبار": تودّع الجماهير العربية، ربّما لآخر مرّة، شخصاً يجمع عليه اللبنانيون في زمن الانقسامات. الموسيقار زياد عاصي الرحباني (1956 – 2025)، ابن السيّدة فيروز، يغادر عالمنا عن عمر ناهز السبعين. وكان زياد قد اختار الابتعاد عن الأضواء في السنوات الأخيرة بسبب وضعه الصحّي المتأزّم.
لم يكن قدَر زياد أن يكون مجرّد امتداد لعائلة الرحابنة. لقد اختار باكراً أن يكون انشقاقاً ناعماً، وصوتاً متفرّداً، حين خاطب الله في كتابه «صديقي الله»، وجسّد التمرّد الأعمق، والكلمة الأوضح في وجه السلطة الاجتماعيّة والسياسيّة على السواء. لكن ابن فيروز وعاصي، لم ينسَ أن يحمل الإرث الموسيقي الهائل من عائلته، ليعيد تركيبه على نحو خاص، فخرجت منه بصمة موسيقيّة تكتظّ بالإبداع والسخرية واليأس والموقف في آنٍ معاً.
سياسياً، لم ينفصل زياد يوماً عن الحرب الأهليّة، لا حين كتب عنها، ولا حين عاش تفاصيلها. انتمى بوضوح إلى اليسار اللبناني، وانحاز إلى الفقراء والمهمّشين. رأى في الشيوعيّة موقفاً من العدالة، لا تنظيراً أكاديميّاً. دعم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بوصفها مشروعاً تحرّريّاً، مع احتفاظه بمسافة نقدية حين استدعت اللحظة.
في العقد الأخير، خفت صوته في العلن، لكنّه لم ينطفئ. ظهر على فترات متقطعة، في مقابلات وإذاعات وجلسات موسيقية حيّة، متحدّثاً عن خيبته من الحال اللبناني، ومُشيراً إلى استمراره في التلحين والكتابة رغم انسحابه الجزئي. في زمن الانهيارات المتعدّدة، بقي زياد أحد آخر الذين لم يتصالحوا مع الرداءة.
لم يكن زياد الرحباني مجرّد ملحّن. كان صاحب مشروع فكري موسيقي متكامل، تنقّل بين الطبقات الشعبيّة والحسّ النخبوي، بين الراديو والشارع، بين الأمل والخذلان. لم يُغنِّ «لبنان الجميل»، بل رسم ملامحه المتعبة، بواقعيّة جارحة. وربما في زمن القبح الجماعي، لا نحتاج إلى أغنية جديدة من زياد... فموروثه كافٍ لنردّد خلفه:
«نحنا بعدنا طيبين... قول الله».
وكان الرئيس نجيب ميقاتي ابرق الى السيدة فيروز معزيا بوفاة نجلها الفنان زياد الرحباني.
وقال في برقيته: في هذه الاوقات العصيبة التي تمرين بها وعائلتك الكريمة بوفاة نجلك، نعبّر عن تعاطفنا معك ومواساتنا، سائلين الله ان يمنحك الصبر والسلوان.
إن رحيل الفنان المبدع زياد الرحباني يشكل خسارة كبيرة للفن في لبنان والعالم العربي، وستبقى ذكراه حاضرة في الاعمال المميزة التي قدمها وشكلت ابداعا فريدا بات قدوة للكثير من الفنانين.رحمه الله
حزب الله
ونعت العلاقات الإعلامية في حزب الله نعت الفنان الكبير الراحل زياد الرحباني، مؤكدةً أنه جسّد «نموذجاً للفن الهادف في خدمة الوطن والإنسان».
وتقدّمت العلاقات الإعلامية في الحزب «بأحرّ التعازي إلى عائلة الفنان الكبير الراحل وإلى ‏جميع محبيه في لبنان والعالم العربي، برحيل هذه القامة الفنية الوطنية المقاومة بعد مسيرةٍ حافلةٍ ‏بالعطاءِ والحبِ والإبداع».
كما شدّد البيان على أن الرحباني جسّد، من خلال فنه ومواقفه، «نموذجاً للفن الهادف في خدمة الوطن والإنسان، ورسم ‏من على مسرحه الصورة الحقيقية للوطن الذي يحلم به كل إنسان، وطن الوحدة والكرامة والعيش ‏المشترك، فأضحى مصدر إلهامٍ لكل الأحرار في الدفاع عن القضايا العادلة».
وأكدت العلاقات الإعلامية أن «زياد الرحباني سيبقى، بإرثه الذي خلّده، منارة أملٍ للأجيال القادمة، تنهل من نبع فنه وفكره لتبني وطناً ‏حراً مقاوماً».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الجنوب لم يعد آمنًا للإطلاق"... حزب الله أمام معادلة صعبة
"الجنوب لم يعد آمنًا للإطلاق"... حزب الله أمام معادلة صعبة

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 25 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

"الجنوب لم يعد آمنًا للإطلاق"... حزب الله أمام معادلة صعبة

مع اقتراب جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل المخصصة لإقرار حصرية السلاح بيد الدولة، تتزايد التساؤلات حول واقع الترسانة العسكرية لـ"حزب الله"، التي يرى خبراء أنها تعرضت لتآكل غير مسبوق خلال الحرب مع إسرائيل بين تشرين الأول 2023 وتشرين الثاني 2024**، بفعل الضربات الجوية المركّزة وعمليات التفكيك في منطقة جنوب الليطاني. الحكومة اللبنانية تؤكد أن الحزب انسحب من معظم مواقعه العسكرية جنوب النهر بعد تدمير أكثر من 90% من منشآته ومراكز الإطلاق، فيما تولّى الجيش اللبناني تفكيك أخرى. لكن رغم هذا الانكفاء، يواصل الحزب الترويج لقدراته والتلويح بإمكانية توسيع المعركة. يرى خبراء عسكريون أن الخطاب التصعيدي يخفي تراجعًا كبيرًا في القدرات العملياتية، إذ خسر الحزب ميزاته اللوجستية وتضرّر عمقه الاستراتيجي، في وقت ارتفعت قدرة الرصد الإسرائيلي إلى مستويات غير مسبوقة، ما يجعل أي تهديد بالصواريخ بعيدة المدى «مغامرة غير قابلة للتنفيذ وذات كلفة باهظة». العميد الركن المتقاعد خليل الحلو يؤكد أن هذا النوع من الصواريخ يحتاج إلى تجهيزات زمنية ومنصات ثابتة أو شبه ثابتة، ما يجعلها أهدافًا سهلة للرصد الجوي الإسرائيلي. ويضيف: «لم يعد الجنوب بيئة آمنة للإطلاق، كما أن البقاع الشمالي تلقّى ضربات دقيقة، ما يجعل تشغيل هذه الصواريخ تحت المراقبة الجوية الشديدة شبه مستحيل». ويشير الحلو إلى أن إسرائيل طوّرت شبكة مراقبة فائقة تضم طائرات مسيّرة وأقمارًا اصطناعية وأنظمة ذكاء اصطناعي، قادرة على تحليل الإشارات البصرية والحرارية، إضافة إلى تقنيات اعتراض بالليزر إلى جانب «القبة الحديدية»، ما يقلّص من جدوى أي قدرة صاروخية متبقية لدى الحزب. من جانبه، يرى العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر أن الحزب يعيش حالة إنكار لواقعه العسكري، موضحًا أن الضربات الإسرائيلية للبقاع أظهرت أن قدرته على الإطلاق محدودة بشدة، وأن طرق التهريب عبر سوريا أصيبت بالشلل بفعل الرقابة اللصيقة على المعابر البرية والمرافئ، ما يجعل إدخال صواريخ أو معدات تصنيعها شبه مستحيل. ويؤكد أن ما تبقى من الترسانة يستخدم كورقة ضغط سياسية أكثر من كونه أداة عسكرية فاعلة. تشير تقديرات عسكرية متقاطعة إلى أن ما تبقى من الترسانة الصاروخية لا يتجاوز 30% من حجمها قبل الحرب الأخيرة. ويعتمد الحزب اليوم على أسلحة خفيفة ومضادات دروع دفاعية لصد أي توغل، فيما فقد سلاح الردع الثقيل مكانته السابقة، ليتحول من ورقة قوة إلى عبء سياسي وعسكري في ظل الرقابة الجوية الإسرائيلية الدقيقة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرائم حرب موثّقة... تعرّفوا على "قنّاص الأسد"
جرائم حرب موثّقة... تعرّفوا على "قنّاص الأسد"

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 25 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

جرائم حرب موثّقة... تعرّفوا على "قنّاص الأسد"

أعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية إلقاء القبض على محمد داوود ناصر، لتورّطه بجرائم حرب إبان عمله قناصاً لدى نظام الأسد خلال حرب دامت 14 سنة، وكان يُلقّب بـ«قناص الأسد». عمل ناصر في منطقة جبل التركمان، ثم انتقل إلى قرية الزويقات بجبل الأكراد المطلة على جبال كبينة، وشملت جرائمه التمثيل بجثث القتلى. كما ثبت تورطه في أعمال إرهابية استهدفت حواجز أمنية ونقاطاً عسكرية في السادس من آذار الماضي، ويُعدّ مسؤولاً عن المجموعة التي هاجمت حاجز الزوبار، وقد أُحيل إلى إدارة مكافحة الإرهاب لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة بحقه. وشهدت منطقة الساحل في 6 أذار الماضي توتراً أمنياً؛ إثر هجمات منسقة لفلول نظام الأسد ضد دوريات وحواجز أمنية أوقعت قتلى وجرحى، نفذت قوى الأمن على أثرها عمليات تمشيط تخللتها اشتباكات. وقد أُحيل المتهم ناصر إلى إدارة مكافحة الإرهاب لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة بحقه. وتأتي هذه العملية في سياق مساعي الإدارة السورية لضبط الأوضاع الأمنية وملاحقة فلول النظام السابق الذين يثيرون اضطرابات أمنية، خصوصاً في منطقة الساحل، التي كانت تُعدّ معقلاً لكبار ضباط نظام بشار الأسد. وتداول ناشطون صوراً لداوود خلال حقبة الأسد للتذكير بجرائمه، فقد كان معروفاً بقنصه المدنيين، ولطالما تباهى ببندقية القنص ونشر صوره على حساباته في مواقع التواصل، والأبشع منها لقطات تظهر تمثيله بجثث ضحاياه بصورة انتقامية وحشية. وكانت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية السورية قد تمكّنت من تفكيك خلايا مرتبطة بماهر الأسد؛ قائد «الفرقة الرابعة» في النظام البائد وشقيق الرئيس المخلوع. وقال بيان لـ«الداخلية»، إن الأجهزة الأمنية تمكّنت من ضبط وتفكيك خلية إرهابية يقودها ماهر حسين علي، المتورّط في تنفيذ هجمات سابقة استهدفت مواقع تابعة للأمن الداخلي، وإنه كان بصدد الإعداد لهجمات جديدة في المحافظة. وأظهرت التحقيقات وجود تنسيق مباشر بين هذه الخلية وماهر الأسد، والوضاح سهيل إسماعيل قائد ما يُعرف بـ«فوج المكزون»، إلى جانب تلقيه دعماً لوجيستياً مباشراً من «حزب الله» اللبناني وميليشيات أخرى. وأسفرت العمليات الأمنية أيضاً عن اعتقال العقيد السابق في «الحرس الجمهوري» مالك علي أبو صالح، رئيس ما تُعرف بـ«غرفة عمليات الساحل». انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

بالصور: خطيبة زياد الرحباني السابقة شاركت في مراسم الدفن!
بالصور: خطيبة زياد الرحباني السابقة شاركت في مراسم الدفن!

تيار اورغ

timeمنذ 33 دقائق

  • تيار اورغ

بالصور: خطيبة زياد الرحباني السابقة شاركت في مراسم الدفن!

لا زال خبر وفاة الفنان الراحل زياد الرحباني ومراسم دفنه تتصدران أخبار مواقع التواصل الاجتماعي. فقد أعيد الحديث بعد نحو أسبوع من وفاته عن خطوبته من الفنانة ليال ضو التي حصلت عام 2009 الا انها لم تتكلل بالزواج. وكانت ليال وهي ممثلة مشهورة بالأدوار الكوميدية عُرفت من خلال برنامج 'بسمات وطن' للمخرج شربل خليل وشاركت في عدة أعمال فنية مع زياد. وفي حديث تلفزيوني أجري معها على قناة 0tv قبل عام ، أشارت ليال إلى انها لم تكن على تواصل مع زياد في الفترة الأخيرة. علما ان ليال شاركت في مراسم دفن زياد وظهرت وهي تبكي بحرقة أمام نعشه. وتزوج زياد للمرة الأولى من دلال كرم في العام 1979 بعدما تعرَّف إليها في التمارين التي كانت تُقام لمسرحية 'ميس الريم'، حيث كانت تتمرّن مع فرقة الدبكة، لكنهما انفصلا لاحقاً، ووصلت علاقتهما إلى حدٍّ دراماتيكي ومضرّ بابنهما عاصي؛ لا سيما وأن زياد أعلن أنه أجرى فحص الـ DNA، وتبيّن أنه ليس والده. ولاحقاً ارتبط زياد بالممثلة كارمن لبّس في علاقةٍ كانت قوية واستمرّت لنحو 15 عاما ، لكنهما انفصلا ولطالما رفضت لبّس التحدث عن هذه الفترة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store