logo
هـل يسرق "ChatGPT" أضـواء الأفـلام؟

هـل يسرق "ChatGPT" أضـواء الأفـلام؟

الرياضمنذ 6 أيام
في زمنٍ تتقاطع فيه التقنية مع الإبداع، يلوح في الأفق سؤال مثير: هل يمكن للذكاء الاصطناعي، وبالتحديد ChatGPT، أن يسرق أضواء الأفلام؟ وهل سيكون له مستقبل في كتابة السيناريوهات وإخراج القصص التي تلامس المشاعر وتُخلّد في الذاكرة؟
ما كان يُعتبر قبل سنوات خيالًا علميًا، أصبح اليوم واقعًا يتجسّد على هيئة نموذج لغوي قادر على توليد مشاهد، اقتراح حبكات، وصياغة حوارات، بل وحتى تحليل بناء الشخصيات. هذه القدرة دفعت كثيراً من صنّاع المحتوى إلى تجربته، سواء من باب الفضول أو كأداة لتسريع عملية الكتابة. ولكن، هل يكفي ذلك ليكون «كاتبًا حقيقيًا»؟
المشهد الأول: كاتب بلا ماضٍ..
الكتابة ليست مجرد تركيب كلمات أو محاكاة بنية حوار، إنها فعل إنساني عميق، نابع من التجربة الشخصية، من لحظة ألم، أو موقف لم يُنسَ، الكاتب يزرع جزءًا من ذاكرته في كل سطر يكتبه. أما ChatGPT، فهو نموذج بلا طفولة، بلا حب أول، بلا فقد، ولا حتى لحظة انتصار، هو يكتب مما قرأ، لا مما عاش.
هنا يبدأ الفارق الجوهري، لأن الفيلم العظيم لا يُبنى على الصياغة فقط، بل على المشاعر الخام التي تنساب من قلب الكاتب إلى الشاشة.
المشهد الثاني: الذكاء كمساعد ذكي لا كمخرج مع ذلك، لا يمكن تجاهل ما يقدمه «ChatGPT» من قيمة. هو لا ينام، لا يتأخر في التسليم، ويستطيع اقتراح عشرات الأفكار في دقائق. لهذا السبب، أصبح أداة فعالة في مرحلة العصف الذهني و»التفكير الجماعي». بعض الكتّاب يستخدمونه لفتح مسارات جديدة للقصة، أو لتطوير الشخصيات الثانوية، أو لصياغة ملخصات سريعة.
لكن عند الوصول للحظة الحقيقية –اللحظة التي يُخلق فيها «مشهد لا يُنسى»– يعود الجميع للكاتب البشري، لأن الذكاء الاصطناعي يعرف كيف يُرتّب القصة، لكنه لا يعرف كيف «يشعر بها».
المشهد الثالث: هل نشهد فيلمًا من إنتاج الذكاء فقط؟
تقنيًا، نعم. من الممكن أن نرى فيلمًا مكتوبًا بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي، يُنتج بواسطة أدوات توليد صور وصوت وحركة، بل حتى يُحرَّك بموسيقى مؤلفة عبر خوارزميات. لكن فنيًا؟ هذا موضوع آخر.
الفن لا يُقاس بالكفاءة، بل بالصدق، الفيلم الذي يهز مشاعرك لا يفعله لأنه متقن، بل لأنه صادق، والصدق لا يُولّد من خوارزمية، بل من إنسان.
النهاية: من يملك الأضواء؟
في الحقيقة، ChatGPT لا «يسرق» أضواء الأفلام، لكنه بالتأكيد «يطلب دوره» في كواليس صناعة الإبداع، هو أداة عظيمة في يد الكاتب، وليس بديلًا عنه. قد يكون ذكيًا في تركيب الجمل، لكنه لا يحس بشعور أم تبكي على ابنها، ولا يفهم مغزى نظرة حزن في مشهد صامت، الضوء لا يُسرق، بل يُكسب. وحتى الآن، ما زال الإنسان هو من يملك تلك الشعلة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جيل الغفوة... من الصحوة إلى الحفرة...
جيل الغفوة... من الصحوة إلى الحفرة...

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

جيل الغفوة... من الصحوة إلى الحفرة...

قضينا شبابنا ننتظر أن «تصحو الأمة»! فجاءتنا الصحوة، بكل ما فيها من وعظ ونباح وزهد في الحياة، حتى اقتنعنا أن الموسيقى حرام، والضحك سفاهة، والورد بدعة... والحياة امتحان لن ينجح به أحد.. صحونا بعدها لنجد أنفسنا نلبس الرمادي، نفكر بالأبيض والأسود، ونستحي من الحُب، ونرتجف من الأسئلة لكي لا نخرج من الملة! ثم نامت الصحوة، لكننا لم نستيقظ بعدها... انقضى نصف عمر هذا الجيل في خطب الجمعة، والنصف الثاني يبدو أنه سيضيع في زحمة التحويلات المرورية والحفريات التي لا تنتهي، والبنيان الذي يعلو بلا ظل، يطارد الشمس ويترك الناس في عتمة التكييفات. جيل الغفوة... نعم! لا صحا من غفلته، ولا انغمس في حداثته... جيل عالق بين فتاوٍ قديمة وجسور معلّقة.. بين جهاز تسجيل الكاسيت وصوت الحفار اللي فوق رايع وما يسكت. جيل كان يُمنع من السينما، واليوم يُغرق في إعلانات أفلام لم يشاهدها لأنه عالِق في مخرج 14 بسبب حفريات «تطويرية» لا نعرف أين تبدأ وأين تنتهي... جيل كانت هويته تُحدَّد من على المنبر، ومستقبله من مجلس التخطيط، وحاضره؟ مجرد صورة سيلفي على إنستغرام يكتب تحتها: «لا تعليق». جيل يريد أن يعيش، لكنه لا يعرف كيف بعد أن ضاعت مفردات الحياة بين «لا يجوز»، و«الرجاء الانتظار حتى تنتهي أعمال الصيانة»... وستصبح الحياة أجمل... جيل صبر على الصحوة، لكنه لم يُكافأ بالنهضة... لأنهم كبار على الوظيفة وصغير على التقاعد؟... جيل أُقنع أن الدنيا دار ممر، ثم اكتشف أن الممر مغلق للتحسينات إلى إشعارٍ آخر... والسؤال الآن: هل ننتظر نصف العمر الثالث في الاستدامة؟ أم نكتفي بتحديث تطبيق البلاغات ونبلّغ عن العمر الذي ضاع بين الغفوة والحفرة ليحسب إقفال بلاغنا مع مؤشرات الأداء.. أخبار ذات صلة

جنازة زياد الرحباني الإثنين.. والعزاء قبل الدفن
جنازة زياد الرحباني الإثنين.. والعزاء قبل الدفن

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

جنازة زياد الرحباني الإثنين.. والعزاء قبل الدفن

أعلنت أسرة الموسيقار والفنان اللبناني الراحل زياد الرحباني، نجل الفنانة فيروز، عن موعد جنازته المقررة الإثنين القادم 28 يوليو، في كنيسة رقاد السيدة، وسط حزن واسع يخيّم على محبيه في لبنان والعالم العربي. وأوضح بيان صادر عن العائلة أن العزاء سيُستقبل في صالون الكنيسة نفسه، بدءاً من الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً، أي قبل مراسم الدفن. ويُعد زياد الرحباني أحد أبرز رموز الموسيقى والمسرح في العالم العربي، وترك بصمة لا تُنسى بأعماله الجريئة والمختلفة، وموسيقاه التي مزجت بين الأنماط الغربية والشرقية بأسلوب فريد. كما حقق تعاونات خالدة مع والدته فيروز، وارتبط اسمه بالإبداع والتجديد في الأغنية العربية. وقد نعت نقابة المهن الموسيقية في مصر الراحل، مؤكدة أن الفن العربي فقد برحيله قامة استثنائية ومبدعاً متجدداً أسهم في إثراء الموسيقى والمسرح لعقود. أخبار ذات صلة

كل الطرق تؤدي إلى أمي
كل الطرق تؤدي إلى أمي

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

كل الطرق تؤدي إلى أمي

لا أستطيع أن أكتب عن أمي، دون أن يعرش الياسمين على أصابعي، ولا أستطيع أن أنطق اسمها دون أن يكتظ فمي بعصير المشمش، والرمان، والتوت، والسفرجل، ولا أستطيع أن أتذكرها، دون أن تحط على جدار ذاكرتي ألف حمامة.. وتطير ألف حمامة عذراً نزار قباني إنها أمي نوف العطاوي في زحام الحياة، وفي لحظات انكساري التي لا يعلمها أحد، لا أجد نفسي إلا وأنا أبحث عن أمي… بصوتها، بحضنها، برائحتها بصمتها، بصلواتها وتراتيلها بحضورها وغيابها، أمي ليست فقط من أنجبتني، بل هي الوطن الصغير الذي كلما تهتُ عنه، شعرت أنني بلا هوية، بلا أمان، سري الذي لا أبوح به، وراحتي التي لا يعلو عليها شيء. أنتِ التي تلمحين وجعي قبل أن ينطق لساني، وتضمدين شتاتي بكلمة: "يمّه، وش فيك؟" فيكِ كل المعاني التي عجز عنها الكلام… وفي دعائك يكمن كل الفرق بين الانكسار والانتصار. يا أمي، حين يخذلني الجميع، يكفيني أنكِ لا تتغيرين، تبقين أنتِ كما أنتِ، رغم كل شيء: حنونة، صابرة، قوية، شامخة بحنانك الذي لا يموت، حبّك هو الذي يروينا، يوم تعطِشنا الدُّنيا شقاء، تخاف علينا، ولا أحد يخاف علينا بقدرها، نعم أمي تخافُ كثيراً، أُمي من كلَ شيء، ولكنّي دون خوف أمي أنا لا شيء، وأخاف وارتعب من كل شيء. ولمن فقد أمه سلامٌ على قلوبهم التي تشتاق ولا تُقال، ودموعهم التي تهطل بصمت في كل لحظة فرحٍ لا تشاركهم فيها. اللهم اجعل قبور أمهات من رحلوا نورًا لا يُطفأ، وسكينة لا تنتهي، وبلّغهم منا السلام والحب كل يوم، كما كنا نبلغهم إياه حين كانوا بيننا. إلى كل أم… أنتِ الحياة حين تضيق، والأمل حين ينطفئ، والملاذ حين تشتد العاصفة. وإلى أمي تحديداً دمتِ لي نبضًا لا يخفت، ودعاءً لا يُرد، وحبًا لا يموت. محمود درويش أحنُّ إلى خبز أمي وقهوة أُمي ولمسة أُمي.. وتكبر فيَّ الطفولةُ يوماً على صدر يومِ وأعشَقُ عمرِي لأني إذا مُتُّ أخجل من دمع أُمي!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store