
تركيا تبدأ مرحلة التيسير النقدي بخفض الفائدة.. خطوة استراتيجية تعزز الثقة بالاقتصاد (مقال)
ويأتي هذا القرار خلافاً لتوقعات معظم المحللين الذين رجحوا تثبيت الفائدة، ليؤكد مجدداً أن صانعي القرار في تركيا يسيرون بخطى واثقة نحو إعادة ضبط توازن الاقتصاد المحلي بين الاستقرار النقدي وتحفيز النمو.
مرحلة جديدة بعد كبح التضخم
وكانت تركيا قد تبنت، خلال الأشهر الماضية، سياسة نقدية صارمة نجحت في كبح جماح التضخم الذي بلغ ذروته سابقاً فوق مستوى 70%. ومع استمرار تثبيت سعر الفائدة عند 46%، بدأت المؤشرات في التحسن، حيث
تراجع التضخم تدريجياً
استقر سعر صرف الليرة
ارتفعت الاحتياطيات النقدية إلى (164.4 مليار دولار ( أعلى مستوى منذ مارس
ويشير قرار الخفض الأخير إلى أن البنك المركزي التركي بات يرى أن مرحلة 'الصدمة النقدية' قد أدّت دورها، وأن الاقتصاد دخل مساراً يمكن التحكم فيه بأدوات مرنة ومتزنة.
ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه القطاعات الإنتاجية، لا سيما الصناعات الصغيرة والمتوسطة، تحديات في التمويل بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض
وكان رئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين 'موصياد'، برهان أوزدمير، قد طالب في تصريحات سابقة بخفض الفائدة وعدم تأجيل ذلك إلى ما بعد الصيف .
خفض الفائدة اليوم جاء كاستجابة محسوبة لهذه الدعوات، بهدف تخفيف العبء المالي، دون الإضرار بالثقة العامة في الأسواق .
التوقيت الذكي يعكس ثقة الدولة
قرار خفض الفائدة تزامن مع ذروة الموسم السياحي، الذي يشهد تدفقات مرتفعة من العملة الأجنبية، مما عزز من احتياطات البنك المركزي ودعم استقرار العملة المحلية .
كما أن استقرار الوضع السياسي والأمني، وغياب التوترات الجيوسياسية الحادة، أوجد بيئة مثالية لبدء هذا التحول في السياسة النقدية دون أن تتعرض الأسواق لمفاجآت غير محسوبة.
القرار حمل أيضاً رسالة معنوية للأسواق المحلية والعالمية، مفادها أن
'الاقتصاد التركي تجاوز المرحلة الصعبة، وبدأ مرحلة جديدة من 'التوازن والثقة
مثل هذه الرسائل تلعب دوراً كبيراً في اقتصاد يعتمد جزئياً على المزاج الاستثماري والتوقعات، كما هو الحال في تركيا، حيث يسهم استقرار السياسة النقدية في استعادة الزخم في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية
ماذا بعد؟
خفض تدريجي محتمل للفائدة
من المتوقع أن يراقب البنك المركزي تأثير هذا القرار خلال الشهرين القادمين قبل اتخاذ خطوة جديدة. وقد يشهد الربع الرابع خفضاً إضافياً محدوداً إذا استمر التضخم في التراجع.
تعزيز ثقة المستثمر المحلي
خفض الفائدة مع استقرار العملة يعزز من قدرة المستثمرين المحليين على إعادة تفعيل مشاريعهم المؤجلة، خصوصاً في القطاعين الصناعي والزراعي.
عودة مرتقبة للاستثمارات الأجنبية
في حال استمرت المؤشرات الإيجابية، من المرجح أن تنجذب رؤوس أموال أجنبية مجدداً إلى السوق التركي، لا سيما مع تراجع المخاطر ووضوح الرؤية الاقتصادية.
تركيا تمضي بثقة نحو التوازن الاقتصادي
قرار خفض الفائدة، في ظل المعطيات الراهنة من استقرار سياسي ونمو في الاحتياطات وموسم سياحي نشط، يعكس تحولاً استراتيجياً مدروساً يشير إلى بداية مرحلة جديدة من التوازن بين مكافحة التضخم وتحفيز النمو.
عبدالعزيز الكاشف
تحليل اقتصادي – يوليو 2025
مدونات TR

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البورصة
منذ 14 دقائق
- البورصة
ارتفاع قيمة صفقات الدمج والاستحواذ العالمية إلى 2.6 تريليون دولار بـ7 أشهر
ارتفعت قيمة صفقات الدمج والاستحواذ العالمية في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، مع سعي مجالس إدارة الشركات لتحقيق النمو، فضلاً عن الزيادة الكبيرة في النشاط المتعلق بالذكاء الاصطناعي، رغم حالة عدم اليقين المتعلقة بالتعريفات الجمركية. وبحسب بيانات 'ديلوجيك'، انخفض عدد الصفقات المبرمة منذ بداية العام وحتى الأول من أغسطس بنسبة 16% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لكن قيمتها ارتفعت 28% لتصل إلى 2.6 تريليون دولار، وهو المستوى الأعلى لنفس تلك الفترة منذ عام 2021، بدعم من الصفقات الأمريكية الضخمة التي تقدر قيمتها بأكثر من 10 مليارات دولار. ويرى صانعو الصفقات لدى 'جيه بي مورجان' أن هناك المزيد من الصفقات في المستقبل، مع سعي الشركات لإبرام صفقات أكبر في النصف الثاني من العام الحالي مع تكيف المديرين التنفيذيين مع التقلبات، وذلك حسبما نقلت 'رويترز'. وذكر سيمون نيكولز الرئيس المشارك لمجموعة 'سلوتر آند ماي': لقد اعتاد الناس على حالة عدم اليقين السائدة، أو ربما أصبحت القدرة على التنبؤ بما سيحدث أفضل حالياً.


نافذة على العالم
منذ 14 دقائق
- نافذة على العالم
إقتصاد : استقرار النفط بعد تسجيل أدنى مستوى في أسبوع
الثلاثاء 5 أغسطس 2025 10:20 صباحاً نافذة على العالم - مباشر- استقرت أسعار النفط تغيرا اليوم الثلاثاء بعد انخفاضها على مدى ثلاثة أيام بفعل تصاعد المخاوف من فائض المعروض بعد اتفاق مجموعة أوبك+ على زيادة كبيرة أخرى في الإنتاج في سبتمبر أيلول، لكن احتمال عرقلة المزيد من الإمدادات الروسية دعم السوق. واستقرت العقود الآجلة لخام برنت عند 68.76 دولار للبرميل بحلول الساعة 0036 بتوقيت جرينتش، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سِنتين، أو 0.03 بالمئة، 66.27 دولار للبرميل. وانخفض كلا الخامين بأكثر من واحد بالمئة في الجلسة السابقة مسجلين أدنى مستوياتهما في أسبوع عند التسوية. وتضخ مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، حوالي نصف النفط العالمي. وقلصت إنتاجها لعدة سنوات لدعم السوق، لكنها أقدمت على سلسلة من الزيادات المتسارعة في الإنتاج هذا العام لاستعادة حصتها في السوق. وفي أحدث قراراتها، وافقت أوبك+ يوم الأحد على زيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يوميا في سبتمبر أيلول. ويمثل هذا القرار إلغاء كاملا ومبكرا لأكبر شريحة من تخفيضات الإنتاج التي أقرتها المجموعة، بما يصل إلى نحو 2.5 مليون برميل يوميا أو نحو 2.4 بالمئة من الطلب العالمي، لكن المحللين يحذرون من أن الكمية الفعلية العائدة إلى السوق ستكون أقل. في الوقت نفسه فإن مطالبة الولايات المتحدة للهند بالتوقف عن شراء النفط الروسي، فيما تسعى واشنطن إلى دفع موسكو للتوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا، تزيد المخاوف من تعطل الإمدادات. ويهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية تبلغ 100 بالمئة على مشتري الخام الروسي. ويأتي ذلك في أعقاب الإعلان عن فرض رسوم جمركية 25 بالمئة على الواردات من الهند في يوليو تموز. والهند أكبر مشتر للخام المنقول بحرا من روسيا، إذ تظهر بيانات قدمتها مصادر تجارية لرويترز أنها استوردت نحو 1.75 مليون برميل يوميا من النفط الروسي في الفترة من يناير كانون الثاني إلى يونيو حزيران، بزيادة واحد بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي. وكتب دانيال هاينز كبير محللي السلع الأولية في إيه.إن.زد في مذكرة "أصبحت الهند مشتريا رئيسيا لنفط الكرملين منذ غزو أوكرانيا عام 2022. وأي اضطراب في هذه المشتريات سيجبر روسيا على إيجاد مشترين بدلا منها من مجموعة تزداد صغرا من الحلفاء". ويترقب المتعاملون أيضا أي تطورات بشأن أحدث الرسوم الجمركية على شركاء واشنطن التجاريين، والتي يخشى المحللون أن تبطئ النمو الاقتصادي وتضعف نمو الطلب على الوقود. للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا ترشيحات فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية وزير المالية الألماني: روسيا لن تعود لمجموعة السبع رهان بافيت يثير ارتفاعًا بأسهم شركات التداول اليابانية مخاطر النمو ببريطانيا تضع مستثمري السندات في حالة تأهب قصوى وزراء مالية مجموعة السبع يبحثون التجارة العالمية والنمو الاقتصادي تفاصيل حول المنشآت الرئيسية ببرنامج إيران النووي بعد الضربة الأمريكية دراسة: ارتفاع أسعار المواد الغذائية حول العالم بسبب تغيرات المناخ المستثمرون الصينيون يشترون الأسهم على أمل إنهاء حرب الأسعار


نافذة على العالم
منذ 14 دقائق
- نافذة على العالم
إقتصاد : تابعة لـ "أديس" توقع اتفاقية للاستحواذ على " شيلف دريلنج" مقابل 1.42 مليار ريال
الثلاثاء 5 أغسطس 2025 10:20 صباحاً نافذة على العالم - الرياض – مباشر: أعلنت شركة أديس القابضة، عن توقيع شركة أديس إنترناشيونال هولدينغ ليميتد، التابعة لها اتفاقية للاستحواذ على كامل أسهم شركة شيلف دريلنج المحدودة المدرجة في سوق أوسلو للأوراق المالية؛ وذلك من خلال عرض نقدي موصى به بقيمة 14.00 كورونا نرويجية للسهم الواحد. وقالت أديس، في بيان على "تداول" اليوم الثلاثاء، إن قيمة الصفقة تبلغ نحو 1.42 مليار ريال (ما يعادل 379 مليون دولار أمريكي). بموجب الاتفاق، سيتم تنفيذ عملية اندماج نقدي وفقاً لقوانين جزر كايمان بين شركة أديس إنترناشيونال كايمان – المملوكة بالكامل لأديس – وشركة شيلف دريلنج، بحيث تبقى شيلف كياناً قائماً بعد الدمج، ويتم إلغاء إدراجها من سوق أوسلو بعد إتمام الصفقة. أوضحت أن "أديس" ستقوم بتمويل الصفقة عبر تسهيل ائتماني متاح لديها، كما أنه لا توجد أطراف ذات علاقة ضمن الصفقة. أشارت إلى أن الصفقة تهدف إلى تشكيل كيان عالمي رائد في مجال الحفر البحري في المياه الضحلة، بأسطول مشترك يبلغ 83 منصة حفر بحرية مرفوعة، منها 46 وحدة مميزة، بعد إضافة 33 منصة جديدة ودخول أسواق جديدة في جنوب شرق آسيا والهند وإفريقيا والبحر المتوسط وبحر الشمال. ذكرت أن إيرادات "شيلف دريلنج" في 2024 بلغت نحو 985.2 مليون دولار (3.69 مليار ريال)، مقابل 908 مليون دولار في 2023 كما تحولت الشركة للربحية في 2024 بصافي ربح قدره 52.6 مليون دولار (197.3 مليون ريال)، بعد خسائر في العامين السابقين بلغ إجمالي الأصول 2.08 مليار دولار، وحقوق الملكية 428.3 مليون دولار في نهاية 2024 تتوقع "أديس" تحقيق وفورات تشغيلية سنوية بقيمة تتراوح بين 150 إلى 188 مليون ريال (40 – 50 مليون دولار)، إلى جانب تعزيز الهيكل المالي من خلال سداد ديون "شيلف دريلنج"، مع توقعات بزيادة ربحية السهم والتدفقات النقدية الحرة للمجموعة. وبحسب البيان، بلغ إجمالي الأعمال المتراكمة للمجموعة بعد الاندماج نحو 35.44 مليار ريال (9.45 مليار دولار) حتى 30 يونيو 2025. أشارت الشركة إلى أن إتمام الصفقة متوقع في الربع الرابع من عام 2025، بعد استيفاء جميع الشروط التنظيمية اللازمة. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام ترشيحات: "النقد الدولي" يشيد بمرونة الاقتصاد السعودي في مواجهة التحديات الجيوسياسية إنفاق الميزانية السعودية يسجل 658.45 مليار ريال بالنصف الأول.. والصحة بالصدارة