
غوتيريس يشدد على "إصلاح وإطلاق محرك التنمية" بمواجهة "عالم يهزه انعدام المساواة والصراعات المحتدمة"
وقال غوتيريس في افتتاح المؤتمر، الذي يستمر أربعة أيام في عاصمة إقليم الأندلس التي تشهد موجة حر شديد، "اليوم تواجه التنمية ودافعها الكبير، التعاون الدولي، رياحا معاكسة هائلة" في ظل تراجع المساعدات الدولية للتنمية، خصوصا من قبل الولايات المتحدة الغائبة عن اللقاء.
وأكد المسؤول الأممي أننا "نعيش في عالم حيث تنهار الثقة وتخضع التعددية لاختبارات قاسية. عالم يشهد تباطؤا اقتصاديا وتصاعدا في التوترات التجارية وانخفاضا حادا في ميزانيات المساعدات. عالم يهزه انعدام المساواة والفوضى المناخية والصراعات المحتدمة".
ولمواجهة ذلك، يشدد غوتيريس على "تسريع الاستثمارات... وإصلاح وإطلاق محرك التنمية"، مذكرا بأن "ثلثي أهداف التنمية المستدامة" التي وضعها المجتمع الدولي "تأخر" تحقيقها.
"فرصة" لـ"تصحيح" هذا المسار
ومع مساعدات بلغت 63 مليار دولار في العام 2024، كانت الولايات المتحدة أكبر دولة مانحة للعديد من الوكالات والمنظمات غير الحكومية التي تواجه حاليا صعوبات كبيرة، خصوصا أن دولا أخرى مثل فرنسا والمملكة المتحدة خفضت مساعداتها أيضا.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز "في عالم يشهد تقلص مجتمع المانحين بشكل كبير ودراماتيكي، حان الوقت لاتخاذ خطوة إلى الأمام وليس فقط إعادة تأكيد التزامنا"، داعيا إلى أن يشكل المؤتمر "فرصة" لـ"تصحيح" هذا المسار.
ويشارك حوالى 50 رئيس دولة وحكومة على الأقل في هذا المؤتمر الذي يعقد في نسخته الرابعة منذ العام 2002، وذلك إضافة إلى ممثلين عن مؤسسات مالية دولية و4 آلاف ممثل عن المجتمع المدني.
ومن بين القادة المشاركين، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والسنغالي باسيرو ديوماي فاي.
ولم ترسل الولايات المتحدة أي ممثل عنها. وكانت قد قررت في منتصف حزيران/يونيو مغادرة طاولة المفاوضات بسبب خلاف بشأن النص المقدم للوفود، والذي قالت إنه يتعدى على "سيادتها".
"التزام إشبيلية"
من جانبه، أكد رئيس البنك الدولي أجاي بانغا أن هذا الأمر "سيتطلب موارد على نطاق ووتيرة غير مسبوقَين"، داعيا إلى حشد جميع الجهات الفاعلة في التنمية في مواجهة "الديون المتزايدة" وتحديات تغير المناخ.
وقال "نعرف أنه لا يوجد ما يكفي من المال لدى الحكومات والمنظمات الخيرية ومؤسسات التنمية، لتلبية جميع التوقعات أو الوعود"، مضيفا "لذلك، نحتاج إلى القطاع الخاص".
ويدعو "التزام إشبيلية" الذي سيتم اعتماده بشكل رسمي في اليوم الأخير من المؤتمر، إلى مراجعة البنية المالية الدولية، خصوصا من خلال منح المزيد من المساحة لدول الجنوب في المؤسسات الكبرى والمطالبة بتعاون أفضل ضد التهرّب الضريبي.
وسيشكل هذا النص المكون من 38 صفحة، والذي سيُستكمل بإعلانات أحادية الجانب في إطار "منهاج عمل إشبيلية"، نموذجا لتمويل التنمية على مدى السنوات العشر المقبلة. ورغم طابعه السياسي، إلا أنه غير ملزم قانونا.
ويتعرض "التزام إشبيلية" لانتقادات من المنظمات غير الحكومية التي أعربت عن انزعاجها جراء غياب الطموح والتضامن من جانب أغنى الدول.
واستجابة لدعوتها، تظاهر المئات مساء الأحد في إشبيلية للمطالبة بإلغاء الديون وفرض الضرائب على الأثرياء.
وفي السياق، قالت منظمة أوكسفام الجمعة إن "حكومات الدول الغنية تجري أكبر تخفيضات في مساعدات التنمية منذ العام 1960"، معربة عن قلقها من رؤية دول الجنوب "تنحرف بشكل مأسوي" عن "مسارها" التنموي.
وبالنسبة إلى هذه الدول، فإن الوضع يعد أكثر حساسية نظرا إلى ارتفاع الدين العام منذ أزمة كوفيد-19. ووفقا للأمم المتحدة، تضاعفت ديون أقل الدول نموا ثلاث مرات خلال 15 عاما. ويعيش 3,3 مليارات شخص في دول تُنفق على سداد ديونها أكثر مما تنفق على الصحة أو التعليم.
وينظم هذا اللقاء في ظل ظروف صعبة تواجهها المساعدات التنموية عقب اقتطاعات كبرى أقرتها الولايات المتحدة بعد عودة الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض، والذي ألغى 83 في المئة من تمويل البرامج الخارجية التي تقدمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
ويهدف المؤتمر إلى إيجاد حلول لدول الجنوب التي تواجه وفق الأمم المتحدة، "فجوة تمويلية تقدّر بحوالى 4 تريليون دولار سنويا" لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ ساعة واحدة
- يورو نيوز
"نكسة كبرى للعدالة ".. انتقادات حادة لقرار بريطانيا مواصلة بيع الأسلحة لإسرائيل
جاء القرار، الذي صدر يوم الاثنين، بعد دعوى قدمتها كل من مؤسسة "الحق" الفلسطينية وشبكة العمل القانوني العالمي في عام 2024، للمطالبة بتعليق جميع تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك قطع غيار طائرات "إف-35" المقاتلة، في ظل اتهامات متكررة باستخدامها في ارتكاب جرائم بحق المدنيين في غزة. وقالت ياسمين أحمد، مديرة فرع المملكة المتحدة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تصريحات عقب الجلسة أمام المحكمة: "اليوم يوم حزين للعدالة والمساءلة والقانون الدولي، ولكنه أكثر حزناً بالنسبة للشعب الفلسطيني، الذي لا يزال يواجه جرائم الإبادة الجماعية وغيرها من الفظائع." من جهتها، اعتبرت الباحثة القانونية في منظمة "الحق"، دورين مكارثي، أن القرار يمثل "تواطؤًا صريحًا من قبل المملكة المتحدة في الإبادة الجماعية الجارية في غزة"، مضيفة أن القضية "ليست سوى بداية لمسار طويل نحو العدالة والمحاسبة". ودعت مكارثي إلى إجراءات دولية حازمة ضد إسرائيل، شملت فرض حظر شامل على تصدير السلاح، وقطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية معها، إضافة إلى العمل على طردها من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم. من جانبه، أعرب المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، ساشا ديشموخ، عن "خيبة أمل عميقة" من موقف المحكمة، موضحاً أن: "رغم أن المحكمة أقرت بعدم اختصاصها بشأن قرار تصدير قطع غيار طائرات إف-35، فإن ذلك لا يُسقط المسؤولية عن الحكومة أو البرلمان في اتخاذ موقف قانوني وأخلاقي تجاه الانتهاكات." وكانت الدعوى قد رُفعت بعد تجاهل الحكومة البريطانية لعدة مطالبات حقوقية بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، في وقت تتصاعد فيه المطالبات الدولية بالتحقيق في الانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط اتهامات متزايدة باستخدام الأسلحة البريطانية في تلك الهجمات.


فرانس 24
منذ 2 ساعات
- فرانس 24
استثمارات بملايين الدولارات.. ازدهار الصناعة التي تعتمد على الطحالب في الهند
05:06 مدة القراءة 1 دق مع تزايد الطلب العالمي على الحلول المستدامة، تبرز الهند كلاعب رئيسي في ميدان ازدهار الصناعة التي تعتمد على الطحالب. تمتد سواحلها لأكثر من سبعة آلاف وخمسمائة كيلومتر وتحتوي على أكثر من 800 نوع محلي من الطحالب. تعتمد الهند على هذا الزراعة البحرية الصديقة للبيئة ليس لاستخدام محاصيلها كسماد طبيعي فحسب وإنما كطريقة لمكافحة التغير المناخي. بفضل ما تقوم تحت شعار "مهمة الطحالب" وبفضل استثماراتها بقيمة 86 مليون و800 ألف دولار، تأمل الهند في إنتاج أحد عشر مليون طن من الطحالب بحلول نهاية عام 2025 ما يفتح آفاقًا جديدة في مجال الزراعة والأغذية ومستحضرات التجميل.


فرانس 24
منذ 2 ساعات
- فرانس 24
دبي تقترب من إطلاق تاكسي جوي يوفر للركاب بديلا أسرع ويخفف الزحام المروري
أجرت شركة جوبي أفييشن في إمارة دبي هذا الأسبوع أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي الكهربائي بالكامل الذي تنتجه، وهي خطوة مهمة ستساعد الركاب في الإمارة على الاستفادة من خدمة النقل، بشكل أسرع، عبر هذه الوسيلة الجديدة، والتغلب على الزحام المروري. وتعليقا على هذا المشروع، قال أنطوني الخوري المدير العام لشركة جوبي في الإمارات "نريد تغيير طريقة تنقل الناس". وتتوقع الشركة أن تستغرق الرحلة من مطار دبي الدولي إلى نخلة جميرا على تاكسي جوبي الجوي نحو 12 دقيقة تقريبا، مقارنة مع 45 دقيقة بالسيارة. وأضاف الخوري إنه في الوقت الذي تطمح فيه جوبي على المدى الطويل إلى جعل التاكسي الجوي "في متناول الجميع"، فإنها تقر بأن التسعير في المرحلة المبكرة، سيستهدف على الأرجح المسافرين ذوي الدخل المرتفع. وأوضح المدير العام لشركة جوبي أنه "كما هو الحال مع أي تكنولوجيا جديدة، قد تكون الأسعار في الأيام الأولى أكثر تميزا". وأفاد مسؤولون في جوبي أفييشن بأن الرحلة التجريبية أجريت الإثنين في موقع صحراوي معزول بدبي وتمت في صورة محاكاة لرحلة تاكسي جوي عادية. وفي فعالية حضرها مسؤولون حكوميون ومسؤولون تنفيذيون في قطاع النقل وممثلون عن الشركة، نفذت الطائرة التجريبية إقلاعا عموديا وحلقت لعدة كيلومترات ثم عادت للهبوط العمودي. صديق للبيئة ومخفف للازدحام ويعد المشروع من الخطوات المهمة في جهود المدينة لدمج النقل الجوي في شبكات التنقل الحالية في وقت مبكر من العام المقبل. وتأمل جوبي أن تخفف سيارات التاكسي الجوي من الضغط على وسائل النقل البري الحالية، وتوفر للمسافرين بديلا أسرع في الوقت الذي تشهد فيه دبي ازدحاما آخذا في الزيادة. ويمكن لتاكسي جوبي الجوي، وهي طائرة الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية الرائدة من تطوير الشركة التي مقرها كاليفورنيا، التحليق لمسافات تصل إلى 160 كيلومترا بسرعة تصل إلى 320 كيلومترا في الساعة. وتاكسي جوبي الجوي يعمل بالكهرباء بالكامل لا يصدر انبعاثات خلال التشغيل، ومصمم ليكون صديقا للبيئة وهادئا بما يكفي للاستخدام التجاري في المناطق الحضرية الكثيفة. مشروع يواجه عقبات لا يزال القطاع يواجه عقبات كبيرة، منها الحصول على موافقات من الجهات التنظيمية وتطوير بنى تحتية كافية لإقامة مواقع للإقلاع والهبوط العمودي. وقال الخوري "سيطير في المدينة بجوار المناطق السكنية، وربما لا يلاحظه الناس بسهولة". وخفض مورجان ستانلي السعر المستهدف لسهم جوبي من 10 دولارات إلى سبعة دولارات في أبريل/ نيسان، عازيا ذلك إلى مخاطر التنفيذ على المدى القريب ومخاوف في قطاع الطيران على النطاق الأوسع، بما في ذلك الرسوم الجمركية ومشاكل سلاسل التوريد. وسهم جوبي حاليا عند نحو 10.55 دولار. وكانت جوبي قد وقعت في أوائل 2024 عقدا مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، منحت بموجبه الشركة الحقوق الحصرية لتشغيل مركبات التاكسي الجوي في المدينة في السنوات الست المقبلة. وتعتزم الشركة تدشين خدمة التاكسي الجوي تجاريا بالإمارة في 2026، على أن يكون البدء من خلال أربعة مواقع إقلاع وهبوط عمودي في كل من مطار دبي الدولي ونخلة جميرا ووسط المدينة ودبي مارينا. وقال ديدييه بابادوبولوس رئيس قسم تصنيع المعدات الأصلية للطائرات في جوبي "ليس من العادي رؤية تحولات مثل هذه في مجال الطيران". وأضاف "قلما ترى مثل هذه القفزات نحو المستقبل. ما نشهده هنا مثير حقا، وأنا متحمس جدا لكوني في هذه النقطة من المستقبل".