
لماذا تتكرر حوادث الطرق المفجعة بمصر؟
رغم تقدم مصر إلى المرتبة الـ18 لمؤشر «جودة الطرق العالمي» في 2024 - (متقدمة مائة مركز على المؤشر مقارنة بعام 2017) - فإن هذا الأمر لم يمنع وقوع العديد من حوادث الطرق المفجعة، في وقت تسبق مصر بحسب المؤشر دولاً عدة توجد في قائمة الـ50 الأُول.
ونفذت مصر خلال العقد الماضي «المشروع القومي للطرق» وهو المشروع الذي استهدف تنفيذ 6300 كم من الطرق والمحاور بتكلفة وصلت إلى 155 مليار جنيه (الدولار يساوي 49.8 في البنوك) مما أدى لزيادة أطوال الطرق الرئيسية بنسبة 29.8 في المائة لتصل إلى 30.5 ألف كم بنهاية العام الماضي، فيما جرى استهداف رفع كفاءة 10 آلاف كم خلال الفترة نفسها، بحسب بيانات رسمية لمجلس الوزراء المصري.
وشهدت مصر عدة حوادث مفجعة بالطرق خلال الفترة الأخيرة، كان أحدثها واقعة اصطدام سيارة نقل ثقيل بسيارة ركاب تحمل عاملات في المزارع مما أدى لمقتل 19 فتاة وإصابة 3 آخرين وهي الحادثة التي جددت الجدل بشأن الحوادث المفجعة.
وشهدت عدة طرق سريعة من بينها طرق جرى تطويرها مؤخراً منها «الدائري الإقليمي» وطريق «القاهرة – أسيوط» الشرقي، وطرق قديمة على غرار طريق «أسيوط – ديروط» بصعيد مصر، حوادث عدة راح ضحيتها العشرات، وهي حوادث متكررة بين الحين والآخر.
شكاوى من ضعف المراقبة على الطرق المصرية (الشرق الأوسط)
وانخفضت نسبة الوفيات في حوادث السيارات من 8211 حالة وفاة في 2016 إلى 5260 عام 2024، فيما تراجع عدد المصابين إلى 76362 إصابة في 2024 مقارنة بـ86.5 ألف مصاب في 2016 وفق بيانات «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء».
وأرجع أستاذ النقل والطرق بكلية هندسة المطرية في جامعة حلوان، محمد الصادق عوف، استمرار حوادث الطرق بشكل يومي إلى «الأخطاء البشرية» في الأغلب، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «غالبية الطرق سواء المصممة حديثاً أو المطورة جرى تنفيذها وفقاً للمواصفات القياسية المعمول بها».
وأضاف أن كثافة الحركة المرورية وعدم الالتزام بالحارات المخصصة للنقل الثقيل على الطرق السريعة من أبرز الأسباب التي تؤدي لقصر العمر الافتراضي للطرق السريعة وإجراء صيانات مستمرة لإصلاحها، لافتاً إلى أن عمليات الصيانة لا تتم بشكل عشوائي، ولكن وفق معايير مرتبطة بالسلامة وتتضمن إغلاق المناطق التي سيتم العمل بها، بالإضافة إلى وضع لوحات إرشادية وإلزام السيارات بتخفيض السرعة في مناطق الأعمال.
ولا يخفي عوف إمكانية وجود بعض الأخطاء في تنفيذ أو تصميم الطرق، لكنها لا تزيد على نسبة 10 في المائة ويجري العمل على معالجتها بالفعل عبر آليات عدة.
وبلغ معـدل قســوة حـوادث السيارات «عدد المتوفين لكــل 100 مصاب» 6.9 عــام 2024، مقابــل 8.3 عــام 2023، بنسبة انخفاض 16.9في المائة، وفق بيانات «التعبئة العامة والإحصاء»، التي وضعت «العنصر البشري» سبباً رئيسياً لأكثر من 70 في المائة من الحوادث.
وتعدّ عضو لجنة «النقل والمواصلات» بمجلس النواب (البرلمان)، فريدة الشوباشي، أن التراجع في الانضباط المروري أصبح السبب الرئيسي في الحوادث نتيجة غياب الرادع للمخالفات التي ترتكب من السائقين وعدم تنفيذ الإجراءات القانونية بشكل كامل فيما يتعلق بأهلية حاملي رخص القيادة سواء لسيارات الأجرة أو النقل.
وأضافت الشوباشي لـ«الشرق الأوسط» أن اكتفاء «المرور» بالرادارات الثابتة، ومحدودية الكمائن المتحركة، جعلا المخالفات ترتكب على الطرق، لافتة إلى أن تعاطي المواد المخدرة المنتشر بين عدد ليس بالقليل من السائقين سبب رئيسي على الأرجح لغالبية الحوادث.
وهنا يشير أستاذ هندسة الطرق إلى وجود مشكلة مرتبطة بصلاحية المركبات أيضاً يجب الالتفات لها، سواء فيما يتعلق بموديلات السيارات أو بتغيير طبيعة استخدامها مع السماح بوجود ركاب في سيارات النقل داخل الكبائن بالمخالفة للقانون.
وتطالب الشوباشي بضرورة عودة «الكومستبل» المروري للحركة على الطرق والمحاور المختلفة من أجل رصد المخالفات وتسجيلها، وهي المهمة التي يتولاها ضابط شرطة يقود دراجة بخارية تتحرك على الطرق المختلفة، لافتة إلى أن منظومة «المرور» بحاجة لإعادة نظر في آليات العمل باعتبار أن الأعمال الإنشائية وحدها للطرق ليست كافية للحد من الحوادث.
توسعت الدولة المصرية في إنشاء الطرق والمحاور الجديدة (وزارة النقل)
وشهد الطريق الإقليمي شكاوى عدة يتركز أغلبها في عدم توافر الإضاءة والعلامات الإرشادية وضعف المراقبة، وبعض المشكلات في تصميم الطريق نفسه.
وبحسب بيانات «وزارة النقل» يصل طول الطريق الإقليمي إلى 400 كم ويربط بين 13 محوراً رئيسياً، ويمر بين عدة محافظات وتكلف إنشاؤه في 2018 نحو 9.5 مليار جنيه.
ورصد متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صباح (السبت) استمرار وجود مخالفات سير عكس الاتجاه لبعض سيارات الأجرة نتيجة الازدحام في مناطق إصلاح وتوسعة الطريق، بعد يوم واحد من حادث «فتيات المنوفية».
ومن بين الحوادث المفجعة التي شهدها الطريق خلال عيد الأضحى الماضي حادثة اصطدام سيارة نقل بسيارة ملاكي تقل أسرة طبيب، ما أسفر عن وفاة العائلة بالكامل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 42 دقائق
- عكاظ
حرس الحدود بعسير ينقذ مواطنين تعطّلت وسيلتهما البحرية
أنقذت فرق البحث والإنقاذ بحرس الحدود بمركز القحمة في منطقة عسير مواطنين تعطلت وسيلتهما البحرية أثناء وجودهما في عرض البحر. وتمكّنت الفرق من الوصول إليهما سريعاً وتقديم المساعدة اللازمة قبل إعادتهما إلى البر وهما بصحة جيدة، دون وقوع أي إصابات. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
إيران تدعو المقيمين غير الشرعيين للمغادرة فوراً
دعا النائب العام الإيراني، محمد موحدي آزاد، السبت، الأجانب المقيمين بشكل غير قانوني في البلاد إلى مغادرتها في أسرع وقت ممكن، بينما صرَّح وزير الداخلية، إسكندر مؤمني، بأن بعض الأجانب الذين تسللوا إلى إيران في السنوات الأخيرة كانت غايتهم تنفيذ أعمال تخريبية. ونقلت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن موحدي آزاد قوله: «على الأجانب، خصوصاً المواطنين الأفغان الذين استضفناهم لسنوات، أن يتعاونوا في تسهيل مغادرة الأفراد غير المصرَّح لهم من البلاد، في أقرب وقت ممكن، مع التأكيد على أن المخالفين ستُتَّخذ بحقهم الإجراءات القانونية اللازمة». وأضاف: «كذلك يجب على الأجانب المقيمين بشكل قانوني أن يكونوا على وعي تام، والإبلاغ عن المهاجرين الذين تعاونوا مع إسرائيل»، على حد تعبيره. وأوضح موحدي آزاد أن مَن يبادر بتسليم نفسه طوعاً سيستفيد من ظروف مخففة وتسهيلات قانونية. ومن جانبه، قال وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: «دخل بعض الأجانب إلى البلاد خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية؛ بهدف القيام بأعمال تخريبية». وأضاف: «لكن لا يمكن التعميم، فهناك كثير من الأشخاص الشرفاء بين هؤلاء الأجانب». ودعا مؤمني البرلمان الإيراني إلى الإسراع في إقرار مشروع قانون «الهيئة الوطنية للهجرة وتنظيم شؤون الأجانب»؛ بهدف تنظيم أوضاع المهاجرين بشكل شامل. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد تحدَّثت عن اعتقال عدد من الأجانب من جنسيات مختلفة بتهم التجسس لصالح إسرائيل، وقد نشرت أيضاً مقاطع فيديو من «اعترافات» منسوبة لأجانب.

العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
مصر تطلق أسماء الفتيات ضحايا "شاحنة الموت"على شوارع ومنشآت
قررت الحكومة المصرية إطلاق أسماء التسعة عشر فتاة ضحايا حادث الطريق الإقليمي أو "شاحنة الموت" في محافظة المنوفية على المباني الحكومية والشوارع بقرية "كفر السنابسة" تخليدا لذكراهن. وأعلن مجلس الوزراء المصري، يوم الأحد، أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، كلف المسؤولين المعنيين، بإنهاء مختلف الإصلاحات وأعمال الصيانة بالطريق الدائري الإقليمي، في مواعيد محددة، والالتزام بها، مع ضرورة تطبيق كل قواعد وإجراءات الأمن والسلامة أثناء التنفيذ. وشدد مدبولي على ضرورة الفصل بين حركة السيارات الملاكي وسيارات النقل في مناطق الصيانة والتطوير، بالإضافة إلى تكثيف دوريات المرور، وزيادة الرادارات وكاميرات المراقبة، لضمان الالتزام بالتعليمات المرورية، وضبط أية مخالفة. وكلف رئيس الوزراء الجهات المعنية بإجراء كشف دوري ومفاجئ على تعاطي المخدرات لسائقي النقل، خاصة على الطرق السريعة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يثبت تعاطيه، مع دراسة تغليظ العقوبات. ووجه رئيس الوزراء وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي بإعفاء أسر تسع عشرة فتاة، اللاتي فقدن حياتهن جراء الحادث، من المصروفات الدراسية. كما وجه وزيرة التضامن الاجتماعي بصرف معاش استثنائي لهن. السائق يتعاطى المخدرات كشفت النيابة العامة عن تعاطي سائق الشاحنة التي تسببت بالحادث على الطريق الإقليمي بالمنوفية، والذي أودى بحياة تسع عشرة فتاة، للمخدرات. وأكدت النيابة أن نتيجة التحليل أثبتت تعاطي السائق مواد مخدرة وقت الحادث، وأمرت بحبسه. وحسب بيان للنيابة فقد أسفرت المعاينة الأولية، وما توصلت إليه تحريات الشرطة، أن قائد الشاحنة قد تجاوز الحاجز الفاصل بين الاتجاهين، مما أدى إلى اصطدامه بسيارة ميكروباص كانت تُقل الضحايا، وأسفر الحادث عن هذا العدد الكبير من الوفيات والإصابات البالغة. وقررت الحكومة المصرية تقديم كافة أنواع الدعم لأهالي ضحايا الحادث. توجيهات رئاسية وأمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحكومة بزيادة التعويضات بمبلغ 100 ألف جنيه لكل حالة وفاة، وبمبلغ 25 ألف جنيه لكل حالة إصابة، إضافة إلى المبالغ التي قررتها كل من وزارتي العمل والتضامن بشأن الحادث. وطلب السيسي من الحكومة متابعة صيانة وإصلاح الطرق بكل دقة، وخاصة الطريق الدائري الإقليمي وسرعة الانتهاء منها، والتأكد من وجود الإرشادات المرورية في مناطق الإصلاح. ووجه الرئيس المصري بالعمل على إزالة العوائق التي ينجم عنها الحوادث على هذه الطرق بشكل فوري بالإضافة إلى مراقبة السرعة عليها. وخلال تغريدة لها على صفحتها بمواقع التواصل، طالبت انتصار السيسي، قرينة الرئيس المصري، الهلال الأحمر بسرعة تقديم الدعم النفسي والمادي لأهالي الضحايا. وأثار الحادث حزنا واسعا في مصر، خاصة أن الضحايا طالبات في المدارس والجامعات، وكن يعملن للإنفاق على أنفسهن ومساعدة أسرهن خلال فترة الصيف.