
الرئيس الإيراني يختتم زيارته إلى باكستان بتوقيع اتفاقات استراتيجية تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون
وخلال الزيارة، أجرى الرئيس الإيراني محادثات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الباكستانيين، توّجت بتوقيع 12 اتفاقية تعاون شملت مجالات التجارة والنقل والتبادل الثقافي والتعاون الحدودي، إضافة إلى قطاعات الزراعة، السياحة، الصناعة، العلوم والتكنولوجيا، والقضاء.
ووقّع كبار المسؤولين في البلدين، بحضور قادة الدولتين، وثائق تعاون استراتيجية تهدف إلى تسهيل تبادل المعرفة، وتطوير القدرات التجارية، وتعزيز التفاعل بين الشعبين، ودعم التآزر الإقليمي بين طهران وإسلام آباد.
وتُعد هذه الزيارة محطة مفصلية في العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث تأتي في سياق اقتراب الذكرى الثامنة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين إيران وباكستان، والتي بدأت بالاعتراف المتبادل، ومرّت عبر عقود من التحولات والمنعطفات السياسية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء شهباز شريف، أكّد الرئيس بزشكيان أنّ سياسة حسن الجوار والاهتمام بالدول المجاورة تشكل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الإيرانية. وأعرب عن تقديره العميق لكرم الضيافة الذي لقيه من الحكومة الباكستانية، واصفًا شريف بـ'الأخ العزيز'.
ونوّه بزشكيان بالمواقف التضامنية التي عبّرت عنها الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية والعلماء والشعب الباكستاني خلال ما وصفها بـ'الحرب الصهيونية-الأميركية ذات الأيام الـ12″، مؤكدًا أنّ تلك المواقف كانت باعثًا على الاطمئنان، وشكر الشعب الباكستاني على دعمه ومساندته.
وفي معرض حديثه عن القواسم المشتركة بين البلدين، استشهد الرئيس الإيراني بكلام الأديب والمفكر الباكستاني إقبال لاهوري، الذي قال: 'إن حياة الكثرة تنبع من رباط الوحدة، والوحدة الحقيقية هي جوهر دين الفطرة الذي تعلمناه من نبينا الأكرم (ص)، وقد أوقدنا على درب الحق مشعلاً من نوره… وطالما ظلت هذه الوحدة في قبضتنا، فوجودنا سيبقى مواكبًا للأبدية.'
وأعرب الرئيس الإيراني عن ثقته بإمكانية رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين من 3 إلى 10 مليارات دولار سنويًا خلال فترة قصيرة، لافتًا إلى توقيع اتفاقات مهمة خلال الزيارة تغطي مجالات سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية، إلى جانب قضايا النقل والعلوم والتعليم.
وشدّد بزشكيان على التزام طهران بتنفيذ مذكرات التفاهم، مشيرًا إلى أنّ تطوير ممرات الترانزيت، والطرق السككية، وإنشاء مناطق اقتصادية حرة مشتركة، من الأولويات الملحّة التي جرت مناقشتها خلال المحادثات.
كما تم التأكيد على تعزيز التعاون الأمني في المناطق الحدودية، بما في ذلك تأمين الحدود المشتركة، وحماية سكان المحافظات الحدودية من تهديدات الجماعات الإرهابية.
وفي الشأن الإقليمي والدولي، أكّد بزشكيان وجود رؤى مشتركة مع باكستان، معتبرًا أنّ أمن الدول مترابط، ومشدّدًا على أن تعزيز السلام والاستقرار هو السبيل لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أنّ المباحثات مع رئيس الوزراء شملت الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان وسوريا، وجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والانتهاكات المستمرة التي تهدد الأمن الإقليمي.
وأضاف أنّ الجانبين اتفقا على ضرورة تحرك إقليمي إسلامي جماعي لمواجهة اعتداءات الكيان الإسرائيلي، مؤكدًا أنّ هذه التطورات تُحتّم توافقًا دوليًا وإقليميًا ضد السياسات اللاقانونية للاحتلال.
وطالب بزشكيان الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، بوقف ازدواجية المعايير، والاضطلاع بدور فعّال في منع التعدّي على أراضي الدول الأعضاء، ووقف جرائم الحرب ضد المدنيين.
وفي ختام الزيارة، وجّه الرئيس الإيراني دعوة رسمية إلى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف لزيارة طهران في أقرب فرصة ممكنة، لمتابعة نتائج المحادثات الثنائية وتفعيل الاتفاقات الموقعة.
وزير الخارجية الباكستاني يؤكد التزام بلاده بالعلاقات التاريخية مع طهران
وفي السياق ذاته، أكّد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، خلال لقائه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، التزام إسلام آباد العميق بالعلاقات التاريخية والأخوية مع طهران، والمبنية على أسس راسخة من التاريخ المشترك، والتراث الثقافي، والإيمان، والاحترام المتبادل.
وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان لها، بأن اللقاء جرى صباح الأحد في مقر إقامة الوفد الإيراني في إسلام آباد، حيث رحّب إسحاق دار بالرئيس بزشكيان والوفد المرافق، معربًا عن سعادة حكومة باكستان وشعبها بهذه الزيارة.
وأشاد الوزير الباكستاني بزيارة الرئيس الإيراني إلى مدينة لاهور، وزيارته للمواقع التاريخية فيها، مؤكدًا رغبة بلاده في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية مع إيران على أساس المصالح المشتركة.
من جهته، عبّر الرئيس بزشكيان عن تقديره لمواقف باكستان الداعمة، مؤكدًا رغبة إيران في تعزيز التعاون الثنائي على مختلف الصعد، وإجراء محادثات جادة لتطوير العلاقات بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.
المصدر: مواقع

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النشرة
منذ 33 دقائق
- النشرة
بزشكيان التقى شريف في إسلام آباد: وقّعنا اتفاقيات في مختلف المجالات لتحسين العلاقات
استقبل رئيس الحكومة الباكستانية، شهباز شريف، الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وعقب اللقاء، عقد بزشكيان وشريف مؤتمراً صحافياً مشتركاً، أعلنا فيه توقيع اتفاقيات من شأنها أن ترفع التعاون التجاري بين إيران وباكستان إلى 10 مليارات دولار، وأكدا الدعم المتبادَل بين البلدين. في تصريحاته، شكر الرئيس الإيراني باكستان على دعمها إيران خلال حرب الأيام الـ12، معبّراً عن "مشاعر الأخوة تجاه باكستان التي نعدّها بلداً جاراً وصديقاً". وأعلن بزشكيان توقيع اتفاقيات في مختلف المجالات، من أجل تحسين العلاقات بين البلدين وتفعيلها سريعاً، مضيفاً: "نستطيع رفع مستوى تبادلاتنا التجارية من 3 مليارات دولار حالياً إلى 10 مليارات، في وقت قريب". ودعا بزشكيان رئيس الحكومة الباكستانية إلى زيارة إيران في أقرب وقت ممكن، من أجل "متابعة ما تم الاتفاق عليه بين البلدين". كذلك، أكد بزشكيان أنّ البلدين "سيَسعَيان للتعاون من أجل ضمان أمن الحدود"، مشيراً إلى وجود "آراء مشتركة بينهما، بشأن أمن المنطقة ودولها". وأضاف أنّه وشريف أكدا "التعاون المشترك ومع دول العالم لوضع حد لجرائم الكيان الإسرائيلي"، مشيراً إلى ضرورة "أن تقوم الأمم المتحدة بدورها".


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
باكستان تؤيد حق إيران في الطاقة النووية السلمية
عبّر شهباز شريف رئيس وزراء باكستان اليوم الأحد عن تأييده لحق إيران في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية، قائلا إن إسلام آباد تقف إلى جانب طهران في تلك المسألة الأساسية. وقال رئيس وزراء باكستان شهباز شريف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي يقوم بأول زيارة له إلى البلاد تستغرق يومين: 'باكستان تقف إلى جانب إيران في سعيها للحصول على الطاقة النووية السلمية'، حسب شبكة 'جيو نيوز' الإخبارية الباكستانية اليوم الأحد. يأتي دعم باكستان على خلفية معارضة دولية تواجه إيران، فيما يتعلق ببرنامجها النووي، والذي أصبح محور حربها مؤخرا مع إسرائيل. وكان وزير الدفاع الإيراني الجنرال عزيز ناصر زاده قد عقد اجتماعا ثنائيا مع نظيره الباكستاني خواجه محمد آصف في إسلام آباد، طبقا لما ذكره بيان صحفي. وخلال الاجتماع، بحث الجانبان المسائل ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأمن الإقليمي وجهود مكافحة الإرهاب وسبل تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين الجارين، حسب صحيفة 'ذا نيشن' الباكستانية اليوم الأحد. وأعرب خواجة آصف عن تقديره لاستمرار مشاركة إيران وأكد على أهمية الدبلوماسية الدفاعية في معالجة التحديات الأمنية المشتركة. وكانت باكستان قد ذكرت الجمعة أنها ستواصل الاضطلاع بدور في نزع فتيل التوترات بين إيران والولايات المتحدة.


ليبانون ديبايت
منذ ساعة واحدة
- ليبانون ديبايت
بعد سحب التمويل الفيدرالي... هيئة البث العام الأميركية تتوقف عن العمل!
أعلنت هيئة البث العام الأميركية CPB أنها ستتوقف عن العمل مع بداية العام المقبل، وذلك بعد أسبوعين فقط من قرار الكونغرس سحب التمويل السنوي المخصص لها، والذي يقدر بـ1.07 مليار دولار للعامين المقبلين، بناءً على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأوضحت الهيئة أن أموالها ستنفد في 30 أيلول 2025، وأن العديد من الوظائف ستلغى في ذلك التاريخ، فيما سيواصل "فريق انتقالي صغير" العمل حتى كانون الثاني 2026 لإتمام عملية الإغلاق. ومنذ تأسيسها عام 1967، كانت CPB توزع أكثر من 70% من التمويل الفيدرالي الذي تتلقاه على أكثر من 1500 محطة إذاعية وتلفزيونية عامة، مثل "إن بي آر" و"بي بي إس"، لا سيما في المناطق الريفية التي تعتمد بشكل كبير على الدعم الحكومي. وأدى القرار إلى بدء محطات البث العام اتخاذ إجراءات تقشفية، حيث أعلنت محطة WQED في بيتسبرغ الأسبوع الماضي تسريح 19 موظفًا. وقالت المديرة التنفيذية للمؤسسة، باتريشيا هاريسون، إن الإعلام العام كان دائمًا من أكثر المؤسسات موثوقية في الولايات المتحدة، مشيرة إلى دوره في توفير فرص تعليمية وتنبيهات طارئة وحوار مدني يربط مختلف أنحاء البلاد. وعلى مدى سنوات، سعى الجمهوريون، وفي مقدمتهم ترامب، إلى وقف تمويل CPB بدعوى أن الحكومة لا ينبغي أن تدفع تكاليف وسائل الإعلام العامة، خاصة إذا كانت "منحازة" سياسيًا. وخلال ولايته الأولى عام 2016، حاول ترامب تقليص تمويلها بشكل كبير، ورفع مؤخراً من حدة المواجهة بمحاولات لإقالة أعضاء من مجلس إدارتها. وفي نيسان الماضي، رفع ترامب دعوى قضائية لإقالة ثلاثة من أعضاء المجلس، بعد أن رفضت المؤسسة الانصياع لأمره التنفيذي بوقف تمويل "إن بي آر" و"بي بي إس". وردت المؤسسة بدعوى مضادة تتهمه بتجاوز سلطاته، بينما واصل ترامب الضغط القانوني لعزلهم واسترداد رواتبهم منذ ذلك الحين.