إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
لطالما أشرنا الى السيناريو الذي وضعه وزير عربي سابق (وكان الرئيس سعد الحريري ضحية معارضته له) حول تشكيل طائفة مركزية تدور حولها الطوائف الأخرى، بتوطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، اذا ما تسنى لكم الاطلاع على قول المعارض السوري كمال اللبواني، وهو من مصيف الزبداني المتاخم للحدود اللبنانية، من أن عدد النازحين السوريين يفوق عدد أي طائفة في لبنان.
ولكن ماذا حين يتناهي الى أكثر من مرجعية سياسية، أو روحية، قول مسؤول عربي مؤثر على الساحة اللبنانية من أن لا مكان، وليس فقط لا دور، للطائفة الشيعية في الصيغة العتيدة للدولة اللبنانية، باعتبارها الطائفة التي بـ "تبعيتها" لآيات الله قد دفعت بالبلاد الى الخراب، كما لو أن مقاومة الاحتلال خطيئة مميتة، وكان يفترض بالأقدام الهمجية أن تبقى في الجنوب، وحيث الممارسات فاقت، بوحشيتها، الممارسات النازية.
زميل مصري نقل الينا رأي وزير خارجية سابق في بلاده "لو كنا مكان اللبنانيين، ونتابع ما يفعله بنيامين نتنياهو، وما يريده من بلدهم، لتسلحنا حتى أسناننا، لا أن يحاصروا سلاح المقاومة الذي يفترض أن يكون سلاح الجميع لا سلاح فئة دون أخرى" لكنه صراع الطوائف الذي لم، ولن، يتوقف، أبداً، حتى اذا ما خرجت الطائفة الشيعية من المعادلة، ومن الدولة، لا بد أن يأتي دور طائفة، أو طوائف، أخرى.
في هذه الحال، هل تكفي المقاربات النظرية للدكتور سمير جعجع لمعالجة مشكلة (بل مشكلات) السلاح. على سبيل المثال هو يعتبر أن على الجيش اللبناني أن ينتزع سلاح المخيمات بالقوة اذا ما جوبه بالمعارضة، وأن هناك حكومات عربية جاهزة لمد يد العون الى الجيش، بالمال والعتاد، لاكمال مهمته، وهو الذي يعلم، حتماً، أن هناك حكومات عربية تقف وراء احتفاظ الفصائل بالسلاح كضمانة لطائفة في مواجهة قوة أخرى. هنا لا تسليم للسلاح الفلسطيني قبل تسليم السلاح "الايراني"، وهي المعادلة التي تشكل جزءًا من ذلك السيناريو الأسود الذي تم اعداده للبنان، بتواطؤ مع الدولة العبرية، وموافقة أميركية.
تريدون اختزالاً بانورامياً للمشهد. انذار سعودي للبنان على صفحات جريدة "عكاظ"، المعروفة بقربها من قصر اليمامة "ان لبنان اليوم أمام "النداء الأخير" (الانذار الأخير)، اما الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، والعربي، واتخاذ قرارات جريئة تضمن حصرية السلاح بيد الدولة، وتنفيذ الاصلاحات، أو مواجهة عزلة وانهيار قد يكون الأخطر في تاريخه الحديث"، لتضيف "الكرة الآن في ملعب الدولة اللبنانية، والوقت يضيق أمام اتخاذ القرار المصيري".
لا شك أن السعوديين يدركون مدى الهشاشة في الوضع اللبناني، وكيف وجد ذلك السلاح في ظروف تزداد هولاً يوماً بعد يوم. المثال على أرض غزة، وحيث الجنون الاسرائيلي، الجنون الايديولوجي، والاستراتيجي، في ذروته. وكنا نتمنى أن يحصل تواصل ما بين الرياض والضاحية، بعدما بلغ الضغط على الحزب، سواءً كان داخلياً أم خارجياً، حدوده القصوى. وها أن أوساطاً ديبلوماسية، أو اعلامية، أميركية لا تستبعد أن يتواصل الأميركيون مع الحزب، مثلما تواصلوا مع "الفيتكونغ" في فيتنام و"طالبان" في أفغانستان، وحتى حركة "حماس" في غزة.
تلك الضغوط هي التي جعلت "حزب الله" يتوجس مما يجري في الظل، حتى أن وزارة الخارجية الأميركية أصدرت بياناً اعتبرت فيه أن الحزب "لا يزال منظمة خطيرة عازمة على الحفاظ على وجودها في الخارج"، مع أنها تعلم تماماً الوضع الحالي للحزب وكذلك التداعيات التي أحدثتها الغارات الأميركية على ايران.
معلومات موثوقة تؤكد أن عاصمة عربية اتصلت بالرئيس السوري أحمد الشرع لمعرفة ما اذا كان جاهزاً لارسال آلاف المقاتلين من الأيغور، والأوزبك، والشيشان، الى لبنان، ليطالعنا بتصريح يهدد فيه لبنان بتصعيد ديبلوماسي واقتصادي (وهذا أول الغيث) بدعوى تجاهل السلطات اللبنانية ملف الموقوفين السوريين، وهي الحجة التي قالت لنا جهة سياسية أنها حجة باهتة، وتخفي وراءها ما تخفيه.
ما رأي الطائفة الشيعية في كل ما يحدث ؟ قيل لنا "لقد تابعنا ما حدث للعلويين، من قتل الأطفال أمام عيون آمهاتهم، ومن اختطاف النساء الذي لا يزال جارياً حتى الآن، وكيف يتم التعامل معهم كفئة منبوذة. وهذا ما يعكس القراءة التوراتية للقرآن حيث ينبغي قطع رؤوس أبناء "الملة الضالة" بالسواطير". تصميم على المواجهة حتى نقطة الدم الأخيرة، وحتى حفنة التراب الأخيرة.
انذار سعودي أخير وخطير، وعلى الرئيس جوزف عون أن يدرك أن عهده سيواجه بما هو أشد هولاً بكثير لما واجهه عهد الرئيس ميشال عون. لحظة الاختبار الصعب، بل والمستحيل. كيف التعامل مع الانذار؟ الأيام المقبلة ملبدة بغيوم كثيرة
نبيه البرجي - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
أماني: نحن ندعم جبهة الحق بأي ثمن يترتب علينا
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب إستقبل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد مجتبى أماني وفداً قياديا وشعبيا من حزب البعث العربي الإشتراكي برئاسة الأمين العام للحزب علي حجازي. وقال حجازي في تصريح: "تشرفنا اليوم بزيارة سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقدمنا له على رأس وفد حزبي ضم رفاقنا من كل المحافظات اللبنانية من دون استثناء، التهنئة بتحقيق الجمهورية الإسلامية الإيرانية انتصارها على العدوان الهمجي الذي استهدفها، وطبعاً قدمنا التعزية بالشهداء القادة الذين ارتقوا في هذه المواجهة. وأضاف: "نحن من موقعنا العروبي سنكون إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موقفها الداعم لقضايانا المحقة وفي مقدمتها مواجهة العدوان الصهيوني على أمتنا ثابتين في موقفنا إلى جانب كل من ينصر الحق ولا اعتقد بأن هناك من يستطيع بأن يشكك بدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم الحقيقي والثابت والمستمر طوال السنين الماضية، وهو ما يستمر ان شاءالله في المرحلة اللاحقة إلى جانب قضايانا المحقة". وتابع: "نحن كنا نشعر بأننا جزء من هذه المعركة حينما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستهدف الكيان الغاصب، كنا نشعر بأن هذه الصواريخ تمثل قناعاتنا وطموحاتنا وتاريخنا وآمالنا وما حلمنا به لجهة ضرورة ازالة هذا الكيان من الوجود، وانشاءالله لطالما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الموقع فإننا إلى جانبها داعمون لكل مواقفها". وأكد بأن "المواجهة مفتوحة ومستمرة، ونحن ندرك بأن تلك الخيارات أثمانها كبيرة علينا، ولكن بين الحق والباطل نحن مع الحق، وبين الظالم والمظلوم نحن مع المظلوم، بين السكوت على جرائم العدو وبين مواجهتها نحن أكيد في مواجهة العدو وجرائمه أيا تكن الأسماء". أماني من جهته، شكر أماني لحجازي والوفد المرافق حضورهم إلى دارهم دار سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: "إبان العدوان الصهيوني الغاشم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية رأينا التضامن العالمي، سواء على المستوى الشعبي والحكومي مع ايران، ولكن وجه لبنان هو وجه إستثنائي بحضوره الشعبي والجماهيري". وأضاف: "نحن ندعم جبهة الحق بأي ثمن يترتب علينا ولن نكون كسالى على هذا الطريق، وانشاءالله ستكون هناك جبهة عالمية ضد الظلم الموجود الذي نراه بأعيننا سواء في غزة والضفة، أو في الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وايران، وهذا الظلم لا يستمر، ويبقى الإنتصار الذي وعد به الله تعالى مظلومي العالم".


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
أماني يستقبل وفداً قيادياً وشعبياً من حزب البعث: وجه لبنان هو وجه إستثنائي بحضوره الشعبي والجماهير
وقال حجازي في تصريح: "تشرفنا اليوم بزيارة سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقدمنا له على رأس وفد حزبي ضم رفاقنا من كل المحافظات اللبنانية من دون استثناء، التهنئة بتحقيق الجمهورية الإسلامية الإيرانية انتصارها على العدوان الهمجي الذي استهدفها، وطبعاً قدمنا التعزية بالشهداء القادة الذين ارتقوا في هذه المواجهة. وأضاف: "نحن من موقعنا العروبي سنكون إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موقفها الداعم لقضايانا المحقة وفي مقدمتها مواجهة العدوان الصهيوني على أمتنا ثابتين في موقفنا إلى جانب كل من ينصر الحق ولا اعتقد بأن هناك من يستطيع بأن يشكك بدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم الحقيقي والثابت والمستمر طوال السنين الماضية، وهو ما يستمر ان شاءالله في المرحلة اللاحقة إلى جانب قضايانا المحقة". وتابع: "نحن كنا نشعر بأننا جزء من هذه المعركة حينما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستهدف الكيان الغاصب، كنا نشعر بأن هذه الصواريخ تمثل قناعاتنا وطموحاتنا وتاريخنا وآمالنا وما حلمنا به لجهة ضرورة ازالة هذا الكيان من الوجود، وانشاءالله لطالما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الموقع فإننا إلى جانبها داعمون لكل مواقفها". وأكد بأن "المواجهة مفتوحة ومستمرة، ونحن ندرك بأن تلك الخيارات أثمانها كبيرة علينا، ولكن بين الحق والباطل نحن مع الحق، وبين الظالم والمظلوم نحن مع المظلوم، بين السكوت على جرائم العدو وبين مواجهتها نحن أكيد في مواجهة العدو وجرائمه أيا تكن الأسماء". من جهته ، شكر أماني لحجازي والوفد المرافق حضورهم إلى دارهم دار سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: "إبان العدوان الاسرائيلي الغاشم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية رأينا التضامن العالمي، سواء على المستوى الشعبي والحكومي مع ايران ، ولكن وجه لبنان هو وجه إستثنائي بحضوره الشعبي والجماهيري". وأضاف: "نحن ندعم جبهة الحق بأي ثمن يترتب علينا ولن نكون كسالى على هذا الطريق، وانشاءالله ستكون هناك جبهة عالمية ضد الظلم الموجود الذي نراه بأعيننا سواء في غزة والضفة، أو في الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وايران، وهذا الظلم لا يستمر، ويبقى الإنتصار الذي وعد به الله تعالى مظلومي العالم".


OTV
منذ ساعة واحدة
- OTV
أماني: نحن ندعم جبهة الحق بأي ثمن يترتب علينا
استقبل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد مجتبى أماني وفداً قياديا وشعبيا من حزب البعث العربي الإشتراكي برئاسة الأمين العام للحزب علي حجازي. حجازي وقال حجازي في تصريح: 'تشرفنا اليوم بزيارة سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقدمنا له على رأس وفد حزبي ضم رفاقنا من كل المحافظات اللبنانية من دون استثناء، التهنئة بتحقيق الجمهورية الإسلامية الإيرانية انتصارها على العدوان الهمجي الذي استهدفها، وطبعاً قدمنا التعزية بالشهداء القادة الذين ارتقوا في هذه المواجهة. وأضاف: 'نحن من موقعنا العروبي سنكون إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موقفها الداعم لقضايانا المحقة وفي مقدمتها مواجهة العدوان الصهيوني على أمتنا ثابتين في موقفنا إلى جانب كل من ينصر الحق ولا اعتقد بأن هناك من يستطيع بأن يشكك بدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم الحقيقي والثابت والمستمر طوال السنين الماضية، وهو ما يستمر ان شاءالله في المرحلة اللاحقة إلى جانب قضايانا المحقة'. وتابع: 'نحن كنا نشعر بأننا جزء من هذه المعركة حينما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستهدف الكيان الغاصب، كنا نشعر بأن هذه الصواريخ تمثل قناعاتنا وطموحاتنا وتاريخنا وآمالنا وما حلمنا به لجهة ضرورة ازالة هذا الكيان من الوجود، وانشاءالله لطالما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الموقع فإننا إلى جانبها داعمون لكل مواقفها'. وأكد بأن 'المواجهة مفتوحة ومستمرة، ونحن ندرك بأن تلك الخيارات أثمانها كبيرة علينا، ولكن بين الحق والباطل نحن مع الحق، وبين الظالم والمظلوم نحن مع المظلوم، بين السكوت على جرائم العدو وبين مواجهتها نحن أكيد في مواجهة العدو وجرائمه أيا تكن الأسماء'. أماني من جهته، شكر أماني لحجازي والوفد المرافق حضورهم إلى دارهم دار سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: 'إبان العدوان الصهيوني الغاشم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية رأينا التضامن العالمي، سواء على المستوى الشعبي والحكومي مع ايران، ولكن وجه لبنان هو وجه إستثنائي بحضوره الشعبي والجماهيري'. وأضاف: 'نحن ندعم جبهة الحق بأي ثمن يترتب علينا ولن نكون كسالى على هذا الطريق، وانشاءالله ستكون هناك جبهة عالمية ضد الظلم الموجود الذي نراه بأعيننا سواء في غزة والضفة، أو في الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وايران، وهذا الظلم لا يستمر، ويبقى الإنتصار الذي وعد به الله تعالى مظلومي العالم'.