logo
دراسة: جزيئات البلاستيك لها أثر مدمر على النحل والملقّحات

دراسة: جزيئات البلاستيك لها أثر مدمر على النحل والملقّحات

الجزيرة٢٩-٠٤-٢٠٢٥
أظهرت دراسات حديثة أن الجزيئات التي قد تنشأ من تحلل المنتجات البلاستيكية اليومية، يمكن أن تجعل النحل أكثر عرضة للبكتيريا والفيروسات البلاستيكية الدقيقة التي تنتقل إلى الدماغ وتتداخل مع إدراك النحل، وقد تؤدي إلى موتها.
وحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس دايركت" (sciencedirect) أظهرت التجارب أن تناول النحل لهذه المواد البلاستيكية الدقيقة أو استنشاقها قد يُلحق الضرر بأمعائها ويصل إلى أدمغتها، مما يؤثر على ذاكرتها وقدرتها على التعلم، كما قد يؤدي إلى قتلها مباشرة.
وأشارت الدراسة أيضا إلى أن الأزهار يمكن أن تصاب بالاختناق بسبب هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، مما يدمر عملية التلقيح بكاملها، ويؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة، مع انهيار عملية التلقيح الطبيعي.
وتعد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة جزيئات متناهية الصغر من مواد كيميائية متنوعة، مثل "البوليسترين" و"البولي إيثيلين" و"البولي إيثيلين تريفثاليت"، ومصدرها غالبا الوقود الأحفوري الذي يصنّع منه البلاستيك.
وتنتشر سنويا نحو 52 مليون طن من النفايات البلاستيكية في البيئة، ويتحلل الكثير منها إلى جزيئات متناهية الصغر تترسب في التربة وتنتقل في الهواء والماء، وتتسرب إلى الطعام، وحتى إلى الأعضاء الحيوية للبشر والحيوانات والحشرات، حسب الدراسات.
وقال توماس شيريكو فانغر-غيريرو، عالم البيئة الزراعية في المركز الفدرالي السويسري لأبحاث الزراعة: "إذا كان البلاستيك يُفاقم جميع الضغوطات التي تواجهها الملقحات بالفعل وخاصة النحل، فأعتقد أننا قد نكون في وضع حرج حقا".
من جهته، يؤكد ديفيد باراكي، عالم البيئة السلوكية بجامعة فلورنسا في إيطاليا -والمشارك في الدراسة- أن النحل "يمكن أن تراكم البلاستيك الدقيق من مصادر عديدة، كالهواء والماء والتربة وحتى الزهور".
وفي عام 2021، كشفت دراسة أُجريت في الدانمارك عن وجود 13 نوعا من البلاستيك الدقيق على أجسام نحل العسل، كما أكدت دراسات أخرى مماثلة أن النحل غالبا ما تكون مغطاة ببلاستيك دقيق، يلتصق بأجنحتها ورؤوسها وبطونها.
ويمكن للنحل أيضا ابتلاع الجسيمات البلاستيكية الدقيقة مع رحيق الأزهار، مما يؤدي إلى تراكمها في أمعائها، كما أشارت دراسة صدرت عام 2024 إلى أن جزيئات "البوليسترين" و"البولي ميثيل ميثاكريلات"، تسبب عند خلطهما (في الهواء أو على الأزهار) في قتل النحل.
آثار خطيرة
وفقا للدراسة، قام العلماء في قسم الأحياء بجامعة فلورانسا بإيطاليا بفصل النحل في أقفاص صغيرة، وأطعموها محلول سكروز (سكر القصب) ممزوجا بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة، بتركيز يمكن العثور عليه في البيئة، ووجدوا أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تزيد من معدل وفيات نحل العسل بنسبة تصل إلى 25%.
وحسب الدراسة، حتى لو نجت الحشرات، فقد تتأثر صحتها بشكل كبير، إذ تفقد شهيتها ووزنها، وقد تفقد شعيراتها ويصبح لونها أغمق، كما وجدت الأبحاث أن جزيئات "البوليسترين" الدقيقة تُغير التعبير الجيني لنحل العسل المرتبطة باستجابتها المناعية.
كما أظهرت التجارب أنه عند تغذية النحل بشراب سُكري مضاف إليه جزيئات مجهرية من "البوليسترين"، تكون أكثر عرضة للإصابة بالميكروبات، ويكون معدل وفياتها أعلى بـ5 مرات.
وفي دراسات أخرى، أصيب نحل العسل الذي تغذى على البلاستيك الدقيق بعدوى أسوأ بمسببات الأمراض التي ارتبطت بانهيار المستعمرات. يمكن أن تصل جسيمات البلاستيك الدقيقة أيضا إلى أدمغة نحل العسل، وقد تؤثر على سلوكه.
وقام الباحثون في جامعة فلورانسا بإطعام النحل البلاستيك الدقيق الفلوري لمدة 3 أيام، فنسيت النحل التي تناولت البلاستيك الدقيق ما تعلمته أسرع من الحشرات غير المتأثرة. وقال باراكي إن الأمر استغرق 24 ساعة فقط حتى "لم تعد النحل قادرة على تذكر ما تعلمه. وهذا قد يعني نسيان طريق العودة إلى المنزل أو مكان العثور على الرحيق".
ولا تقتصر التأثيرات المدمرة للبلاستيك الدقيق على النحل، بل ينتقل إلى العسل، فقد اختبر علماء أتراك عينات من العسل واكتشفوا أن الغالبية العظمى منه تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة.
كما أثبتت دراسات أجريت في ألمانيا أن العسل في الأسواق احتوى على ما يقرب من 300 قطعة من البلاستيك الدقيق في كل رطل (450 غراما تقريبا)، بمعدل 5 قطع في كل ملعقة صغيرة.
وحسب بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يتم الحصول على 90% من إنتاج الغذاء العالمي من 100 نوع نباتي، ويحتاج 70 نوعا منها إلى تلقيح النحل، وتمثل خدمات التلقيح العالمية نحو 577 مليار دولار سنويا، أي نحو 10% من جميع الأسواق الزراعية، مما يؤكد أهمية النحل ضمن التوازن البيولوجي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مفاجأة علمية.. تحويل البلاستيك إلى "باراسيتامول" باستخدام بكتيريا حية
مفاجأة علمية.. تحويل البلاستيك إلى "باراسيتامول" باستخدام بكتيريا حية

الجزيرة

timeمنذ 7 أيام

  • الجزيرة

مفاجأة علمية.. تحويل البلاستيك إلى "باراسيتامول" باستخدام بكتيريا حية

في إنجاز علمي يحمل إمكانيات واعدة لمستقبل التصنيع الدوائي، نجح فريق بحثي من جامعة إدنبره البريطانية في تحويل زجاجات البلاستيك المستعملة إلى دواء الباراسيتامول وذلك باستخدام بكتيريا معدّلة وراثيا من نوع "إي-كولاي". هذه التقنية الجديدة، التي نُشرت نتائجها في مجلة نيتشر كيمستري العلمية، تقدم نموذجا لصناعة دوائية أكثر استدامة وأقل اعتمادا على الوقود الأحفوري، وتفتح آفاقا جديدة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية بشكل فعّال ومفيد. بلاستيك مستعمل يتحوّل إلى دواء تعتمد الطريقة على تحليل بلاستيك "البولي إيثيلين تيرفثاليت" المستخدم على نطاق واسع في عبوات المياه والطعام إلى حمض "التريفثاليك"، وهو مركب يمكن للبكتيريا المعدلة وراثيا التعامل معه داخل خلاياها عبر عملية تعرف في علوم الكيمياء باسم "إعادة ترتيب لوسن" والتي يتم فيها إعادة ترتيب الذرات لإنتاج مركبات جديدة البنية. تُحوِّل البكتيريا حمض التريفثاليك إلى حمض "البارا أمينوبنزويك"، وهو مقدمة أساسية لصناعة الباراسيتامول، المعروف أيضا باسم "أسيتومينافين" والذي يعدّ مسكن الآلام وخافض الحرارة الأول والأكثر استخداما عالميا. ويشير البروفيسور ستيفان والاس الذي قاد هذه الدراسة في حديث له للجزيرة نت إلى أنّ أكبر التحديات التي واجهوها في هذه الدراسة هي سد الفجوة بين التفاعل الكيميائي والتوافق البيولوجي؛ حيث إنّ إعادة ترتيب لوسن تجري في ظل ظروفٍ غير متوافقةٍ مع الحياة، لذا فإن إيجاد طريقةٍ لإجرائها داخل الخلايا الحية تطلّب إعادة التفكير في كيفية ومكان حدوث هذا التفاعل. وما يميز إعادة ترتيب لوسن ضمن هذه الدراسة أن فريق البحث نجحوا لأول مرة في تفعيلها داخل كائن حي بعد تهيئة البيئة الجزيئية داخل الخلايا وتوجيه مساراتها الكيميائية من خلال تعديلات وراثية دقيقة، وهذا بعد أن كان هذا التفاعل حكرا على البيئات المخبرية المعقّدة. المثير أيضا أن البكتيريا لم تحتج إلى محفزات معقدة أو ظروف صناعية قاسية، بل استخدمت الفوسفات الموجود طبيعيا في خلاياها كمحفز داخلي لإكمال التفاعل، وهذا ما يؤكدّه والاس ردا على سؤال للجزيرة نت عن أهمية هذا التفاعل الكيميائي بقوله: "تُعتبر إعادة ترتيب لوسن تفاعلًا كيميائيا تقليديا، ولكنه لم يُلاحظ في الطبيعة قط حتى الآن، وهذه الدراسة هي الأولى التي تُظهر أن الخلايا الحية قادرة على تحفيز التفاعل باستخدام الفوسفات فقط، في ظل ظروف معتدلة ومتوافقة حيويًا". تحديات وآفاق مستقبلية بالرغم من أنّ البكتيريا تمكنت في المختبر من تحويل 92% من المركبات البلاستيكية المعالَجة إلى باراسيتامول خلال 24 ساعة فقط، إلا أنّ الطريق إلى إنتاج تجاري لا يزال طويلاً؛ فالتحديات تشمل كفاءة تكسير البلاستيك على نطاق واسع، وضمان استقرار العملية في بيئات صناعية، بالإضافة إلى ضرورة اجتياز التجارب السريرية الصارمة والموافقات التنظيمية لأي دواء يُستخدم بشريا. كما يشير والاس إلى أنّ توسيع نطاق التفاعلات المتوافقة حيويا يشكل عائقا كبيرا، فمعظم التفاعلات الكيميائية الصناعية لا تزال غير قادرة على العمل داخل الأنظمة الحية، لذا ستحتاج الدراسات المستقبلية إلى إيجاد طرق جديدة لدمج هذه التفاعلات ضمن عمليات الأيض. من زاوية أخرى، فإنّ ما يجعل هذا الابتكار واعدا ليس فقط فعاليته، بل كونه يحقق خطوات ملموسة نحو تقليل البصمة الكربونية لصناعة الأدوية، إذ يُصنّع الباراسيتامول من مشتقات النفط الخام، وهي عملية تستهلك آلاف الأطنان من الوقود الأحفوري سنويا وتنتج كميات ضخمة من الانبعاثات، في حين أن التقنية الجديدة تعمل في درجة حرارة الغرفة ولا تحتاج طاقة حرارية مرتفعة، ولا تُخلف انبعاثات تقريبا. إضافة لذلك، تعالج التقنية أزمة بيئية مزمنة تتمثل في النفايات البلاستيكية، لا سيما أن العالم يُنتج أكثر من 350 مليون طن من بلاستيك البولي إيثيلين تيرفثاليت سنويا، وبهذا الصدد يقول والاس "ربما تكون الرسالة الأهم هي تغيير نظرتنا للنفايات؛ فالنفايات في جوهرها مجرد كربون، وبدلا من أن تكون شيئا يُرمى، يجب اعتبارها موردا قيّما للاقتصاد المستقبلي". كما تفتح الدراسة المجال لتطوير سلالات بكتيرية قادرة على تحويل أنواع مختلفة من النفايات، وليس فقط البلاستيك، إلى أدوية أو مركبات كيميائية مفيدة، ويختم والاس حديثه للجزيرة نت بقوله" هذه الدراسة ما هي إلا لمحة عن مستقبل يتدفق فيه الكربون عبر دورات مغلقة لا عبر مداخن المصانع، ومستقبل تقدّم فيه علوم الأحياء أساسا قويا للصناعة المستدامة".

مخاطر تخزين الطعام بالعبوات البلاستيكية
مخاطر تخزين الطعام بالعبوات البلاستيكية

الراية

time١٧-٠٧-٢٠٢٥

  • الراية

مخاطر تخزين الطعام بالعبوات البلاستيكية

مخاطر تخزين الطعام بالعبوات البلاستيكية الدوحة -الراية : يُعد البلاستيك في الوقت الحاضر الأوسع انتشارًا لحفظ الأشياء في المتاجر والمنازل، حيث يُستخدم لحفظ الأطعمة والخضار والفواكه، لكن هناك مواد لا يمكن حفظها بأكياس النايلون أو العبوات البلاستيكيّة، حيث إن البلاستيك يتفاعل مع بعض تلك المُنتجات. ومن أكثر ما يواجه خطر العبوات البلاستيكية هو تخزين اللحوم النيئة غير المخصصة للتجميد فتصبح خطرًا صحيًا كبيرًا، فقد تتسرّب العصارات إلى الأطعمة الأخرى مُسببة تلوثًا تقاطعيًا، كما أن بعض أنواع البلاستيك لا تتحمل درجات التجميد فتتشقق أو تتفاعل مع دهون اللحوم، ما يؤدّي إلى تسرّب مواد كيميائية ضارة. كذلك، قد تنمو بكتيريا مثل السالمونيلا إذا لم تكن الحاوية مُغلقة جيدًا. كما يُعد وضع الطعام الساخن، كالأرز، في عبوات بلاستيكية غير مخصصة لتحمّل الحرارة من أخطر الممارسات المنزلية الشائعة، إذ تؤدّي درجات الحرارة العالية إلى تحلل البلاستيك وإطلاق مواد كيميائية ضارة مثل الفثالات التي ترتبط بمخاطر صحيّة خطيرة، من بينها السرطان. وفي الأطعمة الحَمضية مثل الطماطم والليمون، يزداد الخطر، إذ قد تتفاعل الأحماض مع البلاستيك فتؤدّي إلى تحلله وتسرّب مركبات كيميائية ضارة مثل الفثالات وبيسفينول، المُرتبطة باضطرابات هرمونية ومُشكلات صحيّة. كما أن البلاستيك قد يمتص نكهة الحَمضيات ويُغيّر طعم الطعام، إضافة إلى إمكانية التصبّغ الدائم من الصلصات. لذلك، يُنصح بالاعتماد على عبوات زجاجيّة مثل "البايركس" أو حاويات السيليكون المُقاومة للأحماض وسهلة التنظيف.

‫ اليوم العالمي للبيئة.. دعوة للعمل الجماعي في مواجهة التلوث البلاستيكي
‫ اليوم العالمي للبيئة.. دعوة للعمل الجماعي في مواجهة التلوث البلاستيكي

العرب القطرية

time٠٤-٠٦-٢٠٢٥

  • العرب القطرية

‫ اليوم العالمي للبيئة.. دعوة للعمل الجماعي في مواجهة التلوث البلاستيكي

قنا تحت شعار "القضاء على التلوث بالمواد البلاستيكية"، تحتفل الأسرة الدولية غدا الخميس باليوم العالمي للبيئة الذي يحتفل به سنويا في الخامس من يونيو، ويتزامن هذا العام مع وصول التلوث البلاستيكي إلى مستويات غير مسبوقة تهدد النظم البيئية والصحة البشرية على حد سواء. وتهدف المناسبة إلى تسليط الضوء على الأدلة العلمية المتزايدة حول آثار التلوث البلاستيكي، وبناء زخم شعبي عالمي لرفض البلاستيك أو تقليص استخدامه أو إعادة تدويره أو الترويج لسبل بديلة في التعامل معه، سعيا نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن العالم ينتج سنويا أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك، يخصص نصفها تقريبا للاستخدام لمرة واحدة فقط، ولا يعاد تدوير سوى أقل من 10% من هذه الكمية الهائلة، والأخطر من ذلك أن ما يقارب من أحد عشر مليون طن من البلاستيك ينتهي بها المطاف كل عام في البحيرات والأنهار والمحيطات، وهي كمية تعادل تقريبا وزن 2200 برج إيفل مجتمعة. وتستضيف مقاطعة جيجو في كوريا الجنوبية فعاليات الاحتفال بهذا اليوم هذا العام بهدف طموح وهو القضاء على التلوث البلاستيكي بحلول عام 2040، حيث تتضمن الفعاليات الرئيسية مؤتمرا دوليا، وخريطة عالمية للأنشطة، وحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومبادرات لتنظيف الشواطئ، ومعرضا للحلول المبتكرة. وفي دولة قطر، أطلقت وزارة البيئة والتغير المناخي، بهذه المناسبة، مجموعة من الفعاليات التوعوية وذلك في مجمع قطر مول، منذ الفترة من الأول حتى يوم أمس الثالث من يونيو الجاري بهدف تعزيز الوعي البيئي لدى مختلف شرائح المجتمع، وتسليط الضوء على مخاطر التلوث البلاستيكي وتأثيراته السلبية على النظم البيئية البرية والبحرية، من خلال أنشطة تعليمية وتفاعلية تجمع بين الترفيه والمعلومة. وتضمنت الفعاليات عددا من الأركان التوعوية، من بينها "ركن البر" الذي يعرض آثار التلوث البلاستيكي على البيئة البرية، و"ركن البحر" الذي يبرز التأثيرات الضارة للبلاستيك على الحياة البحرية، وتخصيص "حديقة المعرفة" لتقديم معلومات علمية دقيقة حول أنواع البلاستيك وتأثيراتها الصحية والبيئية، بالإضافة إلى "ركن التصوير" الذي يتيح للزوار تجربة تفاعلية لتشجيع السلوكيات البيئية الإيجابية. وتبدي دولة قطر اهتماما كبيرا بالبيئة وسلامة كافة عناصرها، انطلاقا من التزامها بالتعهدات الدولية واتفاق باريس للمناخ، خاصة أن الدولة تعتبر من الدول الرائدة في مجال مكافحة التلوث البلاستيكي، وذلك من خلال نهجها الشامل الذي يجمع بين السياسات الحكومية، والمشاريع المجتمعية، والتعاون الدولي. كما تشارك دولة قطر في فعاليات اليوم العالمي للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية، الذي يصادف الثالث من يوليو من كل عام، وذلك بتنظيم عدة فعاليات توعوية للجمهور، تؤكد على ضرورة الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستعمال وضرورة استبدالها بأكياس قماشية وصديقة للبيئة، من أجل الحفاظ على البيئة واستدامتها وتحقيقا لرؤية قطر الوطنية 2030. ويكتسب اليوم العالمي للبيئة 2025 أهمية بالغة في ظل تفاقم أزمة التلوث البلاستيكي العالمية، فالجسيمات البلاستيكية الدقيقة، التي لا يتجاوز قطرها 5 مليمترات، تتسلل إلى الطعام والشراب والهواء، وتشير التقديرات إلى أن الإنسان يبتلع سنويا ما يزيد عن 50 ألف جسيم بلاستيكي. كما يهدد التلوث البلاستيكي التنوع البيولوجي، حيث يؤثر على أكثر من 800 نوع من الكائنات البحرية والبرية، ويتسبب في اختناق وموت الحياة البرية والبحرية، ويمتد تأثيره السلبي على النظم البيئية من قمم الجبال الشاهقة إلى أعماق المحيطات السحيقة. ويقول أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة بهذه المناسبة، إن التلوث بالمواد البلاستيكية يخنق كوكب الأرض، لافتا إلى وجود تحركات عالمية لإحداث تغيير عاجل، من خلال صياغة معاهدة عالمية جديدة لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية، الذي يضر بالنظم الإيكولوجية والرفاه والمناخ، فيما تسد النفايات البلاستيكية مجاري الأنهار وتلوث المحيطات وتعرض الأحياء البرية للخطر، وشدد غوتيريش على ضرورة بذل المزيد من الجهد والعمل بوتيرة أسرع. ويواكب "اليوم العالمي للبيئة" لهذا العام حملة "اهزموا التلوث البلاستيكي" التي تقودها الأمم المتحدة، لتحفيز المجتمعات في مختلف أنحاء العالم على تطبيق الحلول وتعزيز الوعي بها، حيث يسعى اليوم العالمي للبيئة 2025 إلى تعزيز الاستدامة البيئية من خلال تشجيع الحلول المستدامة والبدائل للبلاستيك أحادي الاستخدام، وتعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري وإعادة التدوير، وتقليل الانبعاثات الكربونية المرتبطة بإنتاج البلاستيك. وتعتبر الأكياس البلاستيكية من أبرز الملوثات البيئية، حيث تلوث الهواء والمياه والأراضي وتؤثر على الحياة البرية والأحياء المائية، وبالإضافة إلى ذلك فإن إنتاج الأكياس البلاستيكية يشكل خطرا على الصحة العامة، حيث يمكن أن تتسبب في تلوث الطعام والمشروبات بمواد كيميائية ضارة. كذلك فإن منع الأكياس البلاستيكية يساهم في الحفاظ على البيئة والحياة البرية والأحياء المائية، ويساهم في الحد من تغير المناخ وتدهور البيئة. كما أنه يشجع على استخدام بدائل صديقة للبيئة مثل الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام والأكياس الورقية. ويبعث الاحتفال باليوم العالمي للبيئة 2025 هذا العام برسالة مفادها أن الطبيعة تطلق نداء استغاثة، وأن التحرك الفوري لم يعد خيارا ، بل ضرورة لمواجهة هذه التحديات الوجودية وضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة. يذكر أن يوم البيئة العالمي، تأسس، من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1972، وعلى مدى العقود الخمسة الماضية، أصبح هذا اليوم من أكبر المنصات العالمية للتوعية البيئية، ويشارك فيه عشرات الملايين من الناس عبر الإنترنت ومن خلال الأنشطة والفعاليات والأنشطة الحضورية حول العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store