logo
العالم يتحدث ' نووي'

العالم يتحدث ' نووي'

الشروقمنذ 2 أيام

عانت الأمم على مدار التواجد البشري، من الحروب ذات الوسائل المختلفة، فمن قطع الحديد إلى السيوف.والسهام فالمسدسات والقنابل والمدافع، إلى المدفعيات والطائرات فالصواريخ والطائرات الشبح.. إلى أن وصلت اليوم حد الأسلحة الفتاكة في عصر ' النووي'..
أجيال وأجيال من الأسلحة دمًرت بنى تحتية وأبادت أمما برمتها، لكن المخاوف لم تكن كما هو عليه حال البشرية اليوم، فالجميع متخوف من زر أحمر يمكنه محو البشرية من خارطة العالم في لحظات، زر واحد يحدد مصير أجيال وأجيال، لكن السؤال الكبير الذي يجب إن يطرح في هذا المقام: من يمتلك هذا الزر ومن يمتلك حق استخدامه؟.. الجواب ظاهر فمن ينتمي لحضيرة كبار العالم الذين يمتلكون السلاح النووي ( روسيا، امريكا، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا، الهند، باكستان، كوريا الشمالية والكيان الصهيوني) هذه الدول التسعة تشكًل على الدوام خطر على البشرية بالرغم من المعاهدات والاتفاقيات المبرومة بين هذه الدول بخلفيات سياسية مختلفة..
العالم اليوم يتنفس بحذر خوفا من تهور إحدى هذه الأمم ووضع رئيسها إصبعه على الزر الأحمر.. العالم متخوف من تهور أحدهم على شاكلة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي أو كيم جونغ أو رئيس كوريا الشمالية، وإقدامهم الضغط على الزر الأحمر و إن كانت مثل هذه الأفعال مستبعدة لخصوصيات كثيرة من شأنها منع حدوث هذا الأمر..
النووي لا يشكل فقط تهديدا على البشرية بل على كل الكائنات الحية، التي تسكن كوكب الأرض، فهو بالتالي ليس مجرد سلاح للردع بل أدوات لنسفي الحياة من على الأرض، لقد كنتبات العالم يتحدث نووي، بل ويتنفس نووي ويحلم نووي، في ظل وجود أنظمة ناقمة متعجرفة، لا همـ لها سوى تحقيق مٱربها والسيطرة على العالم، وهو تحديدا حلم صهيوني – أمريكي مشترك..
النووي هو الذرع الواقي لشوائب الحكوميات، التي تعمل على زعزعة العالم وتغيير نمطه الحياتي، أنظمة باتت تهدد مصير الإنسانية بلجوئها لاستخدام النووي لفرض هيمنتها على العالم.. لكن بعد ماذا؟.
الكيان الصهيوني المدعوم من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، بات المهدد الأول للحياة البشرية فهو كيان عنصريةمتعجرف يؤمن بأسطورة ' شعب الله المختار' و منه نزع للحروب خاصة في منطقة الشرق الأوسط، التي جعلها فضاء للحروب ومرتعا لقراراته الشيطانية، كيان بات يقفز على كل الأعراف الدولية ومواثيقها، فهو لا يهاب أحدا بما أنه كيان محمي من طرف أمريكا وحلفاءها ( التبًع)..
النووي لا يشكل فقط تهديدا على البشرية بل على كل الكائنات الحية، التي تسكن كوكب الأرض، فهو بالتالي ليس مجرد سلاح للردع بل أدوات لنسفي الحياة من على الأرض، لقد كنتبات العالم يتحدث نووي، بل ويتنفس نووي ويحلم نووي، في ظل وجود أنظمة ناقمة متعجرفة، لا همـ لها سوى تحقيق مٱربها والسيطرة على العالم، وهو تحديدا حلم صهيوني – أمريكي مشترك..
بالموازاة مع الدول التي تمتلك السلاح النووي، نشير لوجود دول أخرى تعمل على تخصيب اليورانيوم للوصول إلى امتلاك القنبلة النووية او ما يعرف بالمشروع النووي، حتى وإن كان تحت مسمى ٱخر وهو لأغراض سلمية..لكن نعود لطرح الأسئلة بهذا الخصوص من جديد: لماذا يسمح لبعض الدول من العمل في هذا المجال، بينما تمنع دول أخرى من الخوض فيه ولو لأغراض سلمية مثلما هو الحال بالنسبة للجزائر؟.. الجواب يمكن التكهن به وبسهولة، فالدول الكبرى خاصة المالكة للسلاح النووي، لا تريد المغامرة في هذا الميدان بالذات، لأنها تعلم علم اليقين أنها دول جائرة وظالمة، وأنها معرضة على الدوام للخطر، فهي ليست بمنأى عن الهجوم عليها، طالما أنها تسببت ولا زالت في زهق الملايين من البشر وبغير وجه الحق، فهمها الوحيد أن لا تمتلك هذه الدول خاصة الإسلامية هذا السلاح الفتاك لتحافظ على استمرارها واستمرار نسلها النتن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كلمة رئيس الجمهورية خلال الجلسة العامة للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية
كلمة رئيس الجمهورية خلال الجلسة العامة للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية

الجمهورية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجمهورية

كلمة رئيس الجمهورية خلال الجلسة العامة للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية

وجه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, اليوم الثلاثاء كلمة للمشاركين في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المنعقد بإشبيلية, ألقاها نيابة عنه الوزير الأول السيد نذير العرباوي , خلال الجلسة العامة, هذا نصها الكامل. "بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على أشرف الـمرسلين , السيد رئيس حكومة مملكة إسبانيا، السيد بيدرو سانشيز , معالي الأمين العام لمنظمة الأمم الـمتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش , معالي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد فيليمون يانغ , أصحاب الفخامة والـمعالي , السيدات والسادة الكرام. ينعقد هذا المؤتمر الرابع لتمويل التنمية في ظرف دولي يتسم باتساع فجوة التنمية بين الدول، وتزايد عبء المديونية، وتأثر اقتصادات العديد من الدول بتداعيات التغيرات المناخية وتفاقم النزاعات والحروب، بما فيها ما يجري في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في فلسطين المحتلة وفي غزة الجريحة التي تواجه حرب إبادة تستهدف الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يناضل من أجل استرجاع حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. السيد الرئيس .. السيدات والسادة، في خضم هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية المعقدة والمضطربة، نتطلع لأن يكون هذا المؤتمر محطة فاصلة لتجديد التزامنا المشترك ب الانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل الجماعي الفعال عبر صياغة مخرجات جريئة وعملية لإعادة النظر في المنظومة المالية الدولية بصيغتها الحالية، التي لم تعد قادرة على مواكبة التغيرات الجوهرية التي يعرفها عالمنا، ولا على تلبية متطلبات التنمية المستدامة، بل إنها تكرس اختلالات هيكلية، تزيد من تهميش الدول النامية، وتقوض فرصها في بلوغ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام 2030. إن هذا الطموح المشروع يجد تبريره في الإجحاف الذي لحق بالقارة الإفريقية التي ما زالت مثقلة بتحديات صعبة في ظل شح مصادر تمويل التنمية وتفاقم عبء المديونية، لا سيما بسبب تكاليف خدمة الدين والفائدة على الديون التي تفوق خمسة (05) أضعاف تلك التي تحصل عليها من بنوك التنمية متعددة الأطراف، وهو ما يقوض نجاعة جهودها التنموية ويزج بها في دوامة من ارتفاع تكاليف التمويل، وانخفاض الاستثمار الرأسمالي، ومحدودية التحول الهيكلي، ويحد بالنتيجة من قدرتها على ضمان الاستقرار والمساهمة بالقدر المطلوب في تحقيق الرفاه المشترك. إن الديون الخارجية المتفاقمة تعتبر أحد أكبر العوائق التي تكبل دول القارة الإفريقية، وهو ما يحتم إطلاق مبادرات عالمية عاجلة لمعالجة معضلة المديونية، لا سيما من خلال اتخاذ بعض التدابير الحاسمة، ومنها تخفيف عبء الديون والإعفاء الكامل منها لبعض الدول. إننا نؤمن بأن النظام متعدد الأطراف بحاجة إلى ترسيخ مبادئ العدالة والإنصاف، بما يخدم مصالح جميع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، دون استثناء. ولهذا فنحن اليوم بأمس الحاجة إلى إصلاح شامل للهيكل المالي العالمي، وتمكين البلدان النامية من المشاركة في حوكمة المؤسسات المالية العالمية، بحيث تعكس هياكل صنع القرار حقائق عالم متعدد الأقطاب، يخدم تمويل التنمية لجميع الدول. وفي هذا الإطار، ندعم مشروع إنشاء إطار عمل أممي يهدف إلى سد الثغرات في هيكل الديون، واقتراح خيارات عملية وعادلة، لمعالجة استدامة الديون. وعلى هذا الأساس، أدعو من هذا المنبر إلى إيجاد حلول عاجلة لتحيز التصنيف الائتماني الذي يكبد العديد من بلدان قارتنا تكاليف باهضة، حيث ينبغي العمل على توطيد أساليب أكثر شفافية وعدالة للتصنيف الائتماني. وفي هذا السياق، أعرب عن ارتياحنا لإنشاء وكالة إفريقية مستقلة للتصنيف الائتماني، والتي نتطلع إلى تفعيلها في أقرب الآجال. السيد الرئيس.. السيدات والسادة، وبالإضافة إلى أزمة المديونية، يتسبب فرض أطر تنظيمية ومعايير جامدة على الدول المستفيدة من المساعدات التنموية في عرقلة تنفيذها للمشاريع ذات الأولوية، ويحد من فاعلية التعاون الدولي، لذا فإننا ندعو إلى انتهاج سياسات أكثر مرونة وواقعية في توجيه هذه المساعدات، تقوم على الشراكة والتفاهم المتبادل، بدلا من الإملاءات والشروط المسبقة التي لا تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الوطنية والسياقات المحلية. وفي نفس السياق، أود التأكيد مجددا على أهمية ترقية التعاون الدولي من أجل التنمية، وتعزيز التضامن بين الشعوب، لا سيما من خلال تنشيط دور الأطر الدولية ذات الصلة على غرار "منتدى تمويل التنمية"، و "المنتدى المعني بالتعاون الإنمائي"، باعتبارها آليات دولية جامعة، تساعد على إنجاح المبادرات التي تتخذ من أجل دعم التنمية. ولا يفوتني أن أذكر بأن التمويلات الخاصة، رغم أهميتها، لا يمكن أن تعوض المساعدات التنموية العمومية، أو أن تحل محلها، خصوصا في الدول التي تواجه هشاشة اقتصادية أو ضعفا في البنى التحتية. وعليه، فإن الرهان على القطاع الخاص وحده لتمويل التنمية لن يكون كافيا، ما لم يرافقه التزام دولي قوي بتعزيز المساعدات التنموية العمومية، ودعم قدرات الدول الأقل نموا والدول الفقيرة على بناء اقتصادات قوية وشاملة تسمح لها بالاستجابة لطموحات شعوبها. وفي هذا الصدد, أود أن أشيد, أمام جمعكم الموقر, بالمكتسبات التي تم تكريسها على غرار تعهد الدول المتقدمة بتخصيص نسبة 0,7 % من دخلها القومي الإجمالي كمساعدات إنمائية للدول النامية، وهو مؤشر إيجابي لبعث الأمل والمصداقية في مفهوم التضامن الدولي. وبودي أيضا أن أشيد بالجهود الرامية إلى الحد من الأنشطة المالية غير المشروعة، وبالتدابير الساعية للقضاء على الملاذات الآمنة للتحويلات، وعلى ثغرات التدفقات المالية غير المشروعة. السيد الرئيس .. السيدات والسادة، لقد جعلت الجزائر من التنمية المستدامة والتضامن الدولي ركيزتين أساسيتين لسياستها الخارجية، وهو ما تجسد بالفعل من خلال مساهمتها المستمرة في دعم جهود التنمية في القارة الإفريقية في مختلف الأطر التعاونية الثنائية ومتعددة الأطراف، فضلا عن انخراطها التام في تجسيد التكامل القاري عبر العديد من المشاريع ذات الطبيعة الاندماجية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل بلادي حاليا من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، على المساهمة في دعم البنية التحتية، الصحة، التعليم، والطاقة وغيرها من المشاريع التنموية في العديد من الدول الإفريقية، التي خصصت لها ما لا يقل عن مليار دولار أمريكي. كما أن بلادي، وبتبنيها لسياسة مالية قائمة على تسخير مواردها الخاصة، نجحت في الخروج بشكل كامل من عبء المديونية الخارجية، مما يمكنها من ممارسة دور فعال في مساعدة الدول، التي لا تزال ترزح تحت الديون المتراكمة، التي تشكل عائقا لأهداف التنمية المستدامة. وفي الأخير، أود التشديد مجددا على ضرورة الإنتقال من مرحلة التشخيص، إلى المبادرة الفعلية، بإيجاد الحلول الكفيلة بتمويل التنمية، آملا أن يشكل مؤتمرنا هذا، نقطة انطلاق لمسار تنموي شامل يستجيب لقناعتنا الراسخة بأن الرفاه المشترك مطلب أساسي وليس خيارا ثانويا، وهو ما لن يتأتى دون رأب فجوة التنمية وتقليص فوارق التقدم بين الدول، بما من شأنه توفير بيئة دولية سانحة للتكفل بمختلف التحديات والأزمات التي يشهدها عالمنا اليوم. أشكركم جزيل الشكر على حسن إصغائكم".

في ذكرى رجل كان يكره الرداءة والخوف تقبيل الأعتاب
في ذكرى رجل كان يكره الرداءة والخوف تقبيل الأعتاب

إيطاليا تلغراف

timeمنذ ساعة واحدة

  • إيطاليا تلغراف

في ذكرى رجل كان يكره الرداءة والخوف تقبيل الأعتاب

إيطاليا تلغراف نشر في 30 يونيو 2025 الساعة 19 و 45 دقيقة إيطاليا تلغراف توفيق بوعشرين في مثل هذا الشهر قبل 11 السنة غادرنا السي المهدي المنجرة في صمت… لم يكن من وداعه الكثيرون كانت جنازة بسيطة حضرها القليل من أحبابه وعائلته وبعض اصدقائه … ووري الثرى وكأنه لم يكن …وحده عبد الحق المريني رحمه الله كان من وجوه الدولة التي حضرت جنازة اكبر عالم مستقبليات في أفريقيا والعالم العربي، لكنه حضر بصفته صهر السي المهدي وليس بصفة اخرى رحم الله الجميع … تذكرته قبل أيام في دردشة مع صديق حيث قال لي :(هل تذكر جنازة المهدي المنجرة حيث لم نكن سوى عشرات ممن ساروا وراء جثمانه وحضروا نزوله إلى القبر في تنكر بئيس لعطاء الرجل وتضحياته وإسهاماته العلمية والمعرفية؟) … قلت له : نعم هذه لحظات لا تنسى/ لحظات التنكر للجميل/ مثلها مثل لحظات الوفاء تظل شاهدة على أصحابها … هنا نعيد تأبين الرجل بما يستحق مادام الإعلام الرسمي وشبه الرسمي مشغول بما هو اهم وبما ان مهرجان موازين هو الذي يصنع الحدث الفني والثقافي الأبرز في البلاد خاصة عندما يكون طوطو في الواجهة … وبما أننا في مملكة لها ذاكرة تحترف النسيان، لنحاول ان نكسر هذه القاعدة لعنها الله من قاعدة … ونتذكر هذا الرجل وماذا ترك وراءه من كتب ومن مواقف ومن سيرة طيبة فوق هذه الارض خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الرفاة… قال المعري وأديم الارض هنا من اجساد وارواح من رحلوا ولم يعد احد يتذكرهم … -كان اول مغربي يحصل على درجة الدكتورة من • London School of Economics and Political Science في بريطانيا . -وكان اول مدير للإذاعة في عهد محمد الخامس، واستقال لما بدأ السياسيون يتدخلون في عمله الإعلامي / -وكان ارفع من وصل إلى مناصب كبيرة في اليونسكو أيام كانت اليونسكو اطارا ثقافيا رفيعا له صوت مسموع في العالم/ -وكان اول من درّس في جامعات اليابان من المغاربة والعرب / -وكان اول من ترأس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان قبل ان ينطفئ نورها/ -وكان اول مثقف يستعمل الكومبيوتر ويتحدث بعفوية مع الشباب في قضايا معقدة بلغة دارجة بسيطة … انه السي المهدي رجل يحاضر الاثنين في باريس والثلاثاء في لندن والأربعاء في بوعرفة او الحاجب او مكناس او سلا اوفي آخر دار ثقافة في مداشر المغرب المنسي … كان مثقفا يمشي في الأسواق /وياكل الطعام مع الناس/ وفيشعر بهم ويشعرون به /كان من القلائل من المثقفين الذين يستطيع ان يملأ قاعة من ثلاثة الآلاف او أربعة مغربي لمدة ساعتين وثلاثة …لهذا كان يجني غيرة غير قليلة المثقفين وحنق غير يسير من السياسيين … كان هذا هو المهدي المنجرة لمن لم يعرفه من شباب اليوم، مثقف عضوي بتعبير غرامشي، مثقف أنذرنا مبكرًا من خطورة الرداءة و' والاستبداد، لم يجد في بلده سوى جدران مغلقة وقاعات مطفأة ومضايقات 'ناعمة وأخرى خشنة ' تقولون له: اسكت. وها نحن اليوم رغم كل شيء نرصّ العبارات لوداع من سبقنا في الرؤية، وفي الألم، وفي الغضب. إليكم كلمة وفاء… لا للموتى، بل للأحياء الذين يطاردهم الجحود حتى الرمق الأخير … أن تعطي الإنسان وردة في حياته أفضل من أن تضع إكليلاً من الزهور فوق رخام قبره… أن تقول كلمة طيبة في وجهه وهو على قيد الحياة /أفضل من أن تكتب قصيدة رثاء من 100 بيت بعد موته. هو ذا حالنا مع المهدي المنجرة الذي وافته المنية في مثل هذا الشهر سنة 2014 بعد معاناة مع المرض الذي اقعده في بيته لسنوات … نحن بلاد بارعة في أدب تأبين الموتى بعد أن يصيروا جثثًا هامدة، تمامًا كما أننا بارعون في تجاهلهم والتضييق عليهم والمسّ باعتبارهم ومكانتهم عندما يكونون أحياء بيننا. مات السي المهدي، رحمه الله، وفي قلبه غصة من بلده الذي منعه، في العشر سنوات الأخيرة من حياته، 12 مرة على الأقل، من لقاء جمهوره ومحبّيه وطلبته. كان المنع ناعمًا… في آخر لحظة تخبر السلطة منظمي محاضراته وضيوفه بأن القاعة غير متاحة، وأن اللقاء بالمهدي غير ممكن، وأن التيار الكهربائي انقطع. كل مرة يجدون طريقة ليقولوا له: إنك مزعج، وإن صبرنا عليك بدأ ينفد، وإن شهاداتك ووضعك الاعتباري ونضالك من أجل استقلال البلد… كل هذا لا يعطيك حصانة لتقول ما شئت … اذهب إلى بيتك فالزمن ليس زمنك، وكلماتك أصبحت مثل الأبر توخز الوعي والضمير وهذا مما لا تحتمله احوال البلاد التي تقدس الصمت وتحترم الكتاب والأدباء والمثقفين الذي يغلفون كتبهم وأقوالهم في غلاف وردي من حرير ويشاركون في الحفلات الجماعية لأكاديمية المملكة، ومولفات الخمسينية، ويظهرون في التلفزة بين الحين والآخر ليحللوا اوضاع بلادهم بنظارات وردية وجمل مجازية وادب لا يقلل الأدب والاحترام والتوقير والإجلال على احد … آخر مرة زرته في مكتبه قبل سنة من تواريه عن الظهور وجدته غاضبًا ومجروحًا من تكرار حكاية المنع معه في الرباط والدار البيضاء ومدن الهامش وقرى الأطراف البعيدة، حيث لم يكن يتردد في تلبية الدعوات الكثيرة التي كانت تتقاطر على مكتبه لدعوته إلى الحديث عن الحرب الحضارية، وقيمة القيم، وحماية التعددية، وخطورة الاستعمار الجديد، وانتفاضات الكرامة التي بشّر بها قبل 20 سنة من احراق البوعزيزي لنفسه وانتشار حمم الغضب في عروش المنطقة وبيوت الحكم فيها قال لي: «لقد أصبحت شبه ممنوع في بلدي، والله يبارك في عمر الأنترنت الذي لا يعترف بالرقابة ولا بالحدود. أنا الآن أتواصل مع الشباب عبر صفحتي على النِّت. عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم»… أعجبتني عبارة عبد الإله بنكيران في كلمة قصيرة أدلى بها وهو يشارك في دفن الراحل، حيث قال: «إنه مثقف كبير كان يكره الرداءة»… كان المهدي المنجرة فعلاً يكره الرداءة والجبن والخوف والحسابات الصغيرة، وكل العاهات التي استوطنت نفوس وقلوب أغلب المثقفين والسياسيين والصحافيين وعموم أفراد ما يسمى بالنخبة. كان يرى أن هؤلاء أخطر على الشعوب من حكامها السلطويين . كان المهدي المنجرة مثقفًا من طينة نادرة في المغرب والعالم العربي. تعلم في فرنسا وأمريكا وبريطانيا، وحصل على أعلى الشهادات من جامعاتها العريقة، لكن ذلك لم يُنسِه بلده المغرب ولا هموم العرب والمسلمين. ظل النقد المزدوج للغرب والشرق سلاحه ومنهجه لدراسة مشاكل العالم المعاصر، لم يتحوّل إلى مستشرق محلي كما يفعل أغلب المثقفين العرب الذين يعيشون في الغرب، ويلبسون نظاراته وهم يقرؤون أحوال بلادهم وهمومها، إرضاءً لما يريد الغرب أن يسمعه عنا في جامعاته ومراكز بحثه ومعامل أفكاره. اقترب الراحل من السلطة العليا في البلاد، وتقلّد مناصب رسمية ودبلوماسية كبيرة، لكن هذا القرب من السلطة لم يبعده عن الإحساس بالشعب، وعن التمسك بوظيفة المثقف وهي: قول الحقيقة للسلطة حتى وإن غضبت من سماعها، وممارسة وظيفة النقد حتى في أشد الظروف حساسية، ومواجهة التيار الغالب من السياسيين والمثقفين الذين يغنون ويرقصون في موكب السلطة ، ويسوقون الارتياح الخادع والوهم المخدّر لشعوبهم، خوفًا من عصا الدولة الغليظة أو طمعًا في جزرتها الحلوة ! كان الراحل المهدي المنجرة من كبار علماء الدراسات المستقبلية، وهو بهذه الصفة كان من القلائل الذين «تنبؤوا» قبل سنوات بان حروب القرن 21 ستكون حروبا حضارية وليست اقتصادية ولا عسكرية ولا ايديولوجية وقد سبق فرنسيس فوكوياما وهغتنغتون في ذلك وهذا ما اشارت اليه مجلة دير شبيغل الألمانية في وقتها وكان ممن توقع قبل 20 سنة حدوث انتفاضات ستغير خريطة الأنظمة السياسية في العالم العربي. كانت أطروحته تقول إن التحول الديموغرافي الذي تعرفه المنطقة العربية، والذي يجعل من فئة الشباب قاعدة الهرم الديموغرافي، بكل ما تتطلبه هذه الكتلة الحرجة من فرص شغل، ومساحات من الحرية، وقدرة على التواصل مع العالم بفضل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات… كل ذلك سيساهم في انتفاض فئة الشباب التي سيعلو صوتها يومًا بعد آخر، وسيأتي اليوم الذي تزعز اركان البيت على أصحابه . عندما كان المهدي المنجرة يقول هذا الكلام في مطلع تسعينيات القرن الماضي، كان الكثيرون يعتبرون كلامه من باب التمني وليس التحليل العلمي للواقع. كانت الأنظمة الشمولية في العالم العربي تبدو آنذاك قوية ومتماسكة وعصيّة على أن يزحزحها أحد من مكانها، لكن المهدي المنجرة كان يرى شرعية هذه الأنظمة تتآكل يومًا بعد آخر. كان الرجل يرى أن الاستبداد العربي يخسر كل يوم موقعًا من مواقعه، وأن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والقيمية وصلت إلى حد لا يمكن تحمّله من قبل الشعوب. لم يُكذب التاريخ نبوءات المنجرة، لكن عندما أطلّ الربيع العربي برأسه من تونس ثم مصر فليبيا واليمن والمغرب والبحرين وسوريا، كان المثقف المغربي على حافة الغروب. بقي يتابع مجرى الأحداث من سرير المرض، وما خفف آلامه الكثيرة أنه رأى الشباب المغربي والعربي ينزل إلى الشارع في انتفاضات عفوية للدفاع عن الحرية والكرامة والديمقراطية التي طالما بشّر بها شعبه وأمته. سيرة المهدي المنجرة، رحمه الله، سيرة مثقف لم يدّع يومًا أنه ثوري، لكنه لم يكن بالتأكيد رجعيًا. مع اليسار كان يدافع عن قيم الليبرالية الأصيلة، ومع اليمين كان يناصر الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، ومع الإسلاميين كان يدافع عن العقل والاجتهاد والحداثة. في البلاد العربية كان يشرح قصة نهوض أوروبا واليابان، وفي الغرب كان ينتقد إسرائيل ومساندة القوى الكبرى لجرائمها، وازدواجية المعايير في سياساتها، وغلبة المصالح على القيم في سلوكها. هو ذا المهدي المنجرة… رجل عاش ومات وفيًا لرسالة العلم، مخلصًا للحقيقة كما يراها، جريئًا في الدفاع عن أفكاره حتى وإن أغضبت القريب قبل البعيد… كانت كتبه تحقق اعلى المبيعات ويعاد طبعها عشرات المرات بلغات مختلفة مرة سالته عن هذه الظاهرة وكنا نتمشى في شارع محمد الخامس بالرباط فقال لي انتظر سيجيب على هذا السوال رجل بسيط جدا وعميق جدا …وقفنا أمام كشك بائع الجرائد الأشهر في الرباط الروبيو فنقل له المنجرة سوالي فقال الروبيو بعفوية كاملة : كتب السي المهدي تطير من السوق لأنه رجل يبيع ولا يشترى …لم اعقب على هذه الجملة دونتها في مذكراتي وانصرفت وها أنا نذا أتذكرها لأرويها في زمن غير الزمن وظروف غير الظروف …إذا أردت ان تكرم عزيزا لا تشتري حافلة ورود لتضعها على قبره أعطه وردة واحدة في حياته ومعها كلمة عرفان او ابتسامة … السابق خليل الدقران: 60 ألف طفل في القطاع يعانون من سوء التغذية لنقص الحليب التالي هدنة هشّة بين إيران وإسرائيل تخفي أكثر مما تُظهر

واشنطن تنهي العقوبات المفروضة على سوريا
واشنطن تنهي العقوبات المفروضة على سوريا

حدث كم

timeمنذ 3 ساعات

  • حدث كم

واشنطن تنهي العقوبات المفروضة على سوريا

وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاثنين، مرسوما ينهي العقوبات الأمريكية على سوريا، المفروضة خلال حكم بشار الأسد، الذي أطيح به في دجنبر 2024. وأوضح المرسوم، الذي نشره البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني، أن رفع العقوبات، الذي يدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليوز، يهدف إلى 'دعم سوريا مستقرة وموحدة تعيش في سلام مع نفسها ومع جيرانها'. وأبرز المرسوم الرئاسي أن الهدف يتمثل في دعم سوريا موحدة 'لا توفر ملاذا آمنا للمنظمات الإرهابية وتضمن الأمن لأقلياتها الدينية والعرقية، وقادرة على دعم الأمن والازدهار الإقليميين'. يأتي قرار واشنطن بعد ستة أسابيع من اللقاء التاريخي، المنعقد في الرياض، بين الرئيس ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع. وبعد هذا اللقاء، كانت الإدارة الأمريكية أعلنت تعليق العقوبات المفروضة على سوريا لمدة 180 يوما، ممهدة الطريق أمام استثمارات تحفز 'استقرار' و'إعادة إعمار' هذا البلد الذي مزقته الحرب الأهلية التي دامت 12 عاما. وينص المرسوم الرئاسي، الذي تم توقيعه الاثنين، على إبقاء العقوبات على الرئيس السوري السابق ومساعديه، وكذلك في حق تجار المخدرات والأفراد المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store