
من مجتمع الكادحين إلى خصم المتظاهرين.. كيف فقد وليام روتو شعبيته؟
وعندما أراد روتو خوض الانتخابات الرئاسية والتوجّه إلى الشعب في انتخابات 2022، رفع شعار "مجتمع الكادحين" وقدّم نفسه للناخبين على أنه يحمل هموم البسطاء، وواحد من المتدينين.
وأثناء حملته الانتخابية، نزل إلى الشوارع، وحمل صفحات الإنجيل، وأكل الطعام ومشى في الأسواق، فلاقت حملته صدى عند العامة فأطاعوه وصوّتوا له، ولكن بعد وصوله للحكم سرعان ما استخفّ بهم، وقتل أحلامهم بفرض الضرائب، حيث أقرّ برلمانه قانونا مثيرا للضرائب سنة 2024، وألغى دعم الوقود الذي كان الكينيون يعتبرونه حقا مكتسبا لا رجعة فيه.
وقرابة السنوات الثلاث الأخيرة التي أمضاها من مأموريته الأولى البالغة 5 سنوات، انشغل روتو بمشاكل حسّاسة مع فريقه الحكومي، وعمل على قلب الطاولة، إذ أراد إبعاد نائبه غاشاجوا، واستقطاب خصمه في الانتخابات رايدلا أودينغا.
احتجاجات الشباب
في سنة 2024، اقترح روتو إجراءات ضريبية، قال إنها ضرورية لضمان عمل استمرار الحكومة، ومواجهة الأزمات الاقتصادية المتعددة، لكن الحركات الشبابية والقوى الحية، اعتبرت ذلك خيانة للوعود الانتخابية، فخرجت إلى الشوارع ورفعت شعار الاستقالة والرحيل في وجه الرئيس المنتخب حديثا.
تعاملت الحكومة مع المظاهرات بشدة، حتى أسفرت أعمال القمع عن مقتل 22 شخصا وفقا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أغلبهم من فئة الشباب الذين حاولوا اقتحام مقر البرلمان وإحراقه وسط العاصمة.
وضمن مبادرة لتهدئة الأوضاع، خرج الرئيس روتو إلى العلن، ووجّه كلمة إلى الأمة في 26 يونيو/حزيران 2024 أعلن فيها أنه لن يوقع على قانون المالية الذي أقرّه البرلمان لزيادة الضرائب، إذ اتضح أن الكينيين لا يرغبون فيه.
وسعيا إلى تهدئة الأوضاع وإنهاء المظاهرات، قال روتو حينها إنه سيفتح حوارا مع الشباب الذي تولّى قيادة الاحتجاجات في أرجاء العاصمة نيروبي.
الإفلاس والفساد
وأمام دفعة من كلية هارفارد للأعمال، قال الرئيس روتو إنه لن يقود دولة مفلسة، وتحدث عن الجهود التي تبذلها الحكومة في رفع القاعدة الضريبية من أجل تمويل المشاريع الاقتصادية، والتغلّب على أعباء المديونية العامة.
ولكن المحتجين يقولون إنهم يريدون تطهير الحكومة من الفساد المتمثل في سرقة الموارد العامة وأنماط الحياة الباذخة التي يعيشها السياسيون رغم مظاهر الفقر على عموم الشعب.
ويزداد غضب المتظاهرين بسبب ما يرونه صفقات مستمرة يعقدها روتو، من بينها اتفاق تقدّر قيمته بمليارَي دولار، كان من شأنه أن يمنح السيطرة على المطار الرئيسي في كينيا لمجموعة "أداني" الهندية.
وفي نهاية العام الماضي، اضطر روتو إلى إلغاء هذه الصفقة بعد أن تم الكشف عنها بعد شهور من قمع السلطات للاحتجاجات المناهضة للضرائب.
وقال الطالب الجامعي بيتر كايرو، البالغ من العمر 21 عاما وأحد المشاركين في الاحتجاجات، إنه لا يتوقع أن تتعامل الحكومة مع قضايا الفساد والمحسوبية التي أثارها المتظاهرون ما لم يقرر الشعب أن يكون متمثلا لقيم التغيير الذي ينشده.
وبالنسبة للعديد من الشباب الكيني فإن الإصلاحات الاقتصادية والصفقات التي تتحدث عنها الحكومة، ليست سوى محاولات لتبرير الاختلاس، وكثيرا ما وصفوا الرئيس بأوصاف قادحة منها "اللص" و"السارق".
شعار مأمورية واحدة
وتزامنت الذكرى الأولى لمظاهرات 2024 مع أزمة مقتل الأستاذ والناشط في مواقع التواصل الاجتماعي في أحد مقرات احتجاز الشرطة في العاصمة نيروبي، بعدما وجّه انتقادات لنائب قائد جهاز الأمن الوطني.
وقد أشعلت هذه الحادثة شوارع العاصمة من جديد، حيث رجع المتظاهرون للساحات، لكنهم في هذه المرة رفعوا شعار "وانتام" الذي يشير إلى مأمورية واحدة فقط، وذلك في إشارة إلى أن الرئيس عليه ألا يترشح للانتخابات الرئاسية سنة 2027.
وبالنسبة لبعض المتظاهرين الآخرين، فقد رفعوا شعار الخروج من السلطة قبل انتهاء المأمورية الأولى، قائلين إن الرئيس لم يف بالتزاماته، وفشل في تحسين مستوى المعيشة والاقتصاد.
وبينما يرى المحتجون أن الخروج إلى الشارع هو السبيل الأمثل لإرغام الحكومة على الرحيل، توعّد وزير الداخلية كيشومبا موركومين بالتصدي للمتظاهرين المعارضين للنظام، مؤكّدا أنه سيتم قمعهم بقوة.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قال روتو إنه لن يرحل عن السلطة، وسيبقى في وطنه مؤكّدا أنه إذا لم تكن كينيا له، فلن تكون لغيره.
وفي تعليقه على الاحتجاجات، قال الرئيس إنه إذا تم الاستمرار على هذا النهج، فلن يكون لدى الكينيين وطن، فالبلاد ملك للجميع، داعيا كل الأطراف إلى التهدئة والاستقرار.
أزمة الفريق
ومنذ أن وصل للسلطة في 2022، دخل روتو في خلاف مع فريقه الحكومي، إذ سعى إلى عزل نائبه غاشاجوا، حتى تم عزله عن طريق البرلمان في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وفي سياق متّصل، عمل روتو على ضم منافسه في انتخابات 2022، رايلا أودينغا الذي كان يحظى بدعم الرئيس السابق أهورو كيناتا.
وفي ظل هذه السياقات المتداخلة التي فرّقت بين الرئيس وحلفائه، وجمعته مع خصومه التقليديين، يكون الوضع السياسي في الانتخابات القادمة غير خاضع للقراءات والمؤشرات التي قد تعطي تقييما واضحا بشأن المستقبل السياسي للحكومة الحالية، خاصة مع استمرار المظاهرات التي يتبناها الشارع العام الذي كان له درو كبير في وصول الرئيس روتو إلى سدة لحكم عام 2022.
المصدر: الصحافة الأجنبية
نقلا عن الجزيرة نت

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تونس تليغراف
منذ 4 ساعات
- تونس تليغراف
Tunisie Telegraph نسبة التبادل التجاري تمثل 0.034%: ماذا يريد ترامب من تونس؟
رغم أن صادرات تونس إلى الولايات المتحدة لم تتجاوز 1.15 مليار دولار سنة 2024، أي ما يعادل 0.034% فقط من إجمالي واردات الولايات المتحدة (المقدّرة بـ3.36 تريليون دولار)، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرّر – بكل الجدية التي يُجيد التظاهر بها – فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على هذه الصادرات، ابتداءً من 1 أوت المقبل. أغرب ما في الأمر ليس فرض الرسوم في حد ذاته – فالرجل لا يُفاجئ أحدًا بعد الآن – بل مضمون الرسالة التي وجّهها إلى الرئيس التونسي قيس سعيّد، والتي نشرها علنًا على منصته الرسمية، إلى جانب رسائل مماثلة لقادة من آسيا وأفريقيا. في هذه الرسالة، تحدث ترامب عن 'عجز طويل ومستمر في الميزان التجاري'، و'غياب للمعاملة بالمثل'، و'حواجز تجارية غير جمركية تونسية'، وكأنه يخاطب الصين أو الاتحاد الأوروبي، لا بلدًا شمال أفريقيًا تُشكل صادراته تهديدًا لا يُذكر على الاقتصاد الأمريكي. للمفارقة، وقبل أشهر فقط من هذه الرسالة، وتحديدًا في نوفمبر 2024، أعلنت السفارة الأمريكية في تونس، نيابة عن وزارة الفلاحة الأمريكية، عن تمويل برنامج بقيمة 76.5 مليون دينار تونسي ( 24.85 مليون دولار) لدعم قطاع التمور التونسي. أي أن أمريكا تدعم تمور تونس بيد، وتُعاقبها عليها باليد الأخرى، باسم 'توازن التجارة'. فهل هي مساعدة إنسانية أم خطة انتقامية مدفوعة بالسكر؟ في نفس الوقت، تُظهر الأرقام أن الصادرات الأمريكية إلى تونس لا تتجاوز 503.6 مليون دولار، أي حوالي 0.024% فقط من إجمالي صادرات الولايات المتحدة (2.06 تريليون دولار). علاقة غير متكافئة فعلاً، لكنها بالكاد تستحق إعلان حالة الطوارئ الاقتصادية في واشنطن. فما الذي يحدث فعلاً؟ لماذا تحظى تونس، بهذه النسبة الهزيلة من التبادل التجاري، بكل هذا التركيز الأمريكي؟ رغم أن المبادلات التجارية بين تونس والولايات المتحدة لا تزن الكثير في ميزان المصالح الاقتصادية الأمريكية، فإن لتونس مكانة لا يمكن تجاوزها في الحسابات الجيوسياسية: منصة مستقرة على المتوسط، لا تبعد كثيرًا عن بؤر التوتر الليبي والساحلي، وتشكل نقطة عبور نحو عمق أفريقيا. ديمقراطيتها الناشئة، التي تتأرجح بين الإشادة والريبة، تتيح لها أن تكون تارة شريكًا يُحتفى به، وتارة أخرى ملفًا يُفتح عند الحاجة. وعبر تاريخ طويل من العلاقات، تعود إلى معاهدة الصداقة المبرمة سنة 1797، بقيت تونس حاضرة في الرادار الأمريكي، ولو على الهامش. لكن في عهد ترامب، حيث تختزل العلاقات الدولية في منطق 'الصفقة المربحة'، بدا أن كل شيء قابل للتقييم المادي — حتى لو اقتصر الربح على شحنات من زيت الزيتون أو صادرات من التمور الجيدة. المفارقة؟ أن الإدارة الأمريكية ذاتها التي خصصت 76.5 مليون دينار لدعم قطاع التمور التونسي، لم تتردد لاحقًا في فرض أعباء جمركية إضافية على هذه الصادرات، كما لو أنها تمنح بيد وتقيّد بالأخرى. منطق الصفقة يظل حاضرًا… ولكن يبدو أن الشروط تُراجع بعد توقيع العقد، لا قبله. لكن خلف كل هذه السياسات التجارية 'الخشنة'، هناك صورة لسياسة خارجية أمريكية مرتبكة، لا تدري أهي بصدد تطويق الصين في أفريقيا، أم دعم ديمقراطية ناشئة، أم معاقبة شريك صغير لم يُظهر ما يكفي من الولاء. في النهاية، تونس لا تُمثّل شيئًا في الأرقام، لكنها تُثير شيئًا في الخيال الأمريكي… أما ترامب، فهو كالعادة، لا يفرّق بين معركة تجارية ومباراة مصارعة.

منذ 7 ساعات
النادي الصفاقسي استقالة الهيئة العليا للدعم والهيئة التسييرية تحدد موقفها
الرئاسة إلى جانب نائبه منذر بن عياد بعد انتخابهما في شهر فيفري الفارط حيث كان لهما الدور في تعيين الهيئة التسييرية الحالية برئاسة مهدي الفريخة وتزكيتها في الاجتماع الأخير من أجل المواصلة مع توفير جزء من العائدات المالية. القرار الجديد الصادر سيفرض على النادي الصفاقسي ضرورة تكوين هيئة عليا للدعم جديدة لتمنح الهيئة التسييرية الحالية الشرعية من اجل الاشراف على الفريق خاصة ان الهيئة التسييرية مطالبة بالعمل إلى حدود موعد الجلسة العامة الانتخابية والمتمثل في 3 أشهر فقط وذلك بالعودة إلى القانون الأساسي للنادي الصفاقسي. وفي صورة استقالة الهيئة المديرة فإن هيئة الدعم تتكفل بالتسيير إلى حين تعيين هيئة وقتية حتى لا يكون هنالك فراغ تسييري صلب النادي ومن المنتظر ان يعقد رجالات النادي خلال الأيام القليلة القادمة اجتماعا عاجلا لتعيين رئيس جديد لمواصلة العمل في ظل ما يعيشه الفريق منذ فترة. من جهة أخرى أعلنت الهيئة التسييرية للنادي الرياضي الصفاقسي في بلاغ لها صباح أمس الاثنين عن تعيين رياض القلال في خطة مدير عام بالنيابة إلى حين تركيز الإصلاحات الهيكلية صلب الإدارة. الهيئة تفند راجت في الفترة الأخيرة أخبار عن مغادرة الثنائي المتمثل في إياد بالوافي وبركات الحميدي من النادي الصفاقسي الا ان مصادر من الهيئة أكدت لـ"المغرب" انه لم يحسم بعد القرار النهائي في مستقبل الثنائي المذكور رغم تأكيد مصادرنا أن عرضا وصل للنادي بخصوص بركات الحميدي من احد النوادي القطرية مقابل مبلغ مالي يناهز 100 الف دولار الا ان الإدارة رفضت ذلك وطالبت بـ300 الف دولار للتفريط في اللاعب وهو ما رفضه الفريق القطري وهو ما ادى الى فشل الصفقة ليواصل الحميدي مشواره مع النادي. وبخصوص ملف إياد بالوافي فإن هذا اللاعب يواصل تحضيراته بانتظام مع النادي الصفاقسي بعد موسم اعارة قضاه مع اتحاد بن قردان حيث تلقى اللاعب جملة من العروض الا ان الهيئة أكدت تشبثها بلاعبها للمواصلة. رفع المنع أعلنت الهيئة التسييرية للنادي الصفاقسي انها قامت بكامل إجراءات رفع عقوبة منع الانتداب حتى يتسنى للفريق التعاقد مع عدد من اللاعبين بعد الاتفاق الحاصل مع عدد من اللاعبين الاجانب والمحليين من أجل تعزيز صفوف النادي الصفاقسي في الميركاتو الصيفي الحالي. وكثر الحديث في الفترة الأخيرة عن عدة اسماء ستعزز صفوف المجموعة الا ان مصادرنا أكدت أن عدة أسماء متداولة لا تدخل في حسابات الفريق وأنها لا تعدو إلا أن تكون تحركات من عدد من وكلاء اللاعبين من أجل الترفيع في أسهم اللاعبين. وذكرت ذات مصادرنا أن اللجنة الفنية اشتغلت على عدة ملفات وأنها قدمت قائمة اسمية للهيئة التسييرية من أجل التفاوض مع عدد من اللاعبين قصد التحاقهم بالنادي الصفاقسي في الميركاتو الصيفي حيث سيكون التربص المبرمج في طبرقة وتحت إشراف المدرب محمد الكوكي حاسما في تحديد المنتدبين الجدد.

تورس
منذ 9 ساعات
- تورس
عاجل/ من بينها تونس.. ترامب يفرض رسوماً جمركية ب25% على 14 دولة..
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. ونشر الرئيس في سلسلة من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لرسائل نموذجية تُملي معدلات تعريفات جمركية جديدة. ووفقًا للرسائل التي نشرها ترامب، ستواجه البضائع المستوردة إلى الولايات المتحدة من تونس واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وكازاخستان تعريفات جمركية بنسبة 25%. وفي سلسلة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر ترامب صوراً لخطابات موحدة تتضمن الرسوم الجديدة أرسلها إلى قادة اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وكازاخستان وجنوب أفريقيا ولاوس وميانمار. وفي وقت لاحق، نشر مجموعة أخرى من سبع رسائل إلى قادة البوسنة والهرسك وتونس وإندونيسيا وبنغلاديش وصربيا وكمبوديا وتايلاند. فرض رسوم جمركية ب25% على تونس وحسب الخطابات، ستُفرض رسوم بنسبة 25% على الواردات الأمريكية من تونس واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وكازاخستان، بينما ستخضع واردات جنوب أفريقيا لرسوم بنسبة 30%، في حين ستُفرض رسوم بنسبة 40% على واردات لاوس وميانمار. وأشارت الخطابات الموقعة من ترامب إلى أن الولايات المتحدة "قد" تعيد النظر في مستويات الرسوم الجمركية الجديدة "اعتماداً على علاقتها بكل دولة".وتُعد هذه الخطابات أول دفعة ترسل قبل حلول يوم الأربعاء، وهو الموعد الأصلي لعودة تطبيق الرسوم "المتبادلة" المرتفعة التي أعلن عنها ترامب في أفريل الماضي، وفقا لتقرير نشرته شبكة "CNBC".الرسوم الشاملة منفصلة عن الرسوم القطاعية وتتطابق الرسوم الجديدة إلى حد كبير مع ما تم الإعلان عنه في "يوم التحرير التجاري" في 2 أفريل، إذ كانت واردات اليابان تخضع لرسوم بنسبة 24%، وواردات كوريا الجنوبية بنسبة 25%. لكن ترامب أعلن في 9 أفريل عن تجميد مؤقت لمدة 90 يوماً خفض الرسوم إلى نسبة موحدة قدرها 10%، وكان من المقرر أن ينتهي التجميد الأربعاء، قبل أن يعلن البيت الأبيض تمديده لأكثر من ثلاثة أسابيع. وأكدت الخطابات أن هذه الرسوم الشاملة منفصلة عن الرسوم القطاعية الإضافية المفروضة على بعض المنتجات الرئيسية، مشددة على أن "السلع التي تُنقل عبر دولة وسيطة للتهرب من الرسوم الأعلى ستخضع لتلك الرسوم الأعلى". ويقصد بعملية "النقل العابر" (transshipping) إرسال السلع إلى بلد ثالث قبل شحنها إلى الولايات المتحدة بغرض الالتفاف على الرسوم. وبررت الخطابات فرض الرسوم الجديدة بالحاجة لتصحيح العجز التجاري المستمر للولايات المتحدة مع الدول المعنية.وأشار ترامب، المعروف بتأييده للرسوم الجمركية ومعارضته لاتفاقيات التجارة الحرة، إلى العجز كدليل على استغلال الشركاء التجاريين لأمريكا، وهي وجهة نظر ينتقدها خبراء يرون أن العجز التجاري ليس بالضرورة أمراً سلبياً. عجز تجاري كبير مع اليابان وكوريا الجنوبية ويُذكر أن بعض الدول المستهدفة لا تمتلك فوائض تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة، فبينما بلغ العجز التجاري الأمريكي مع اليابان 68.5 مليار دولار في 2024، ومع كوريا الجنوبية 66 مليار دولار، فإن العجز مع ميانمار بلغ 579.3 مليون دولار فقط. وتستورد الولايات المتحدة من اليابان وكوريا الجنوبية سيارات وآلات وإلكترونيات، ومن كازاخستان النفط الخام والسبائك المعدنية، بينما تأتي المكونات الإلكترونية من ماليزيا، والمعادن النفيسة من جنوب أفريقيا، والألياف البصرية والملابس من لاوس، والأسِرّة والمفروشات من ميانمار.