
حرائق غابات اللاذقية تتوسع: إغلاق معبر كسب مع تركيا ونزوح سكان قرى
الحرائق
المندلعة منذ تسعة أيام في غابات ريف اللاذقية، غربي سورية، إلى إغلاق معبر كسب الحدودي مع تركيا، ونزوح المزيد من أهالي قرى المنطقة، وذلك مع استمرار توسع ألسنة النيران وعدم السيطرة عليها. وأعلن مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش إغلاق
معبر كسب الحدودي
بريف اللاذقية من الجانب التركي مؤقتاً. وقال علوش في منشور عبر منصة "إكس": تنويه لأهلنا المسافرين عبر معبر كسب الحدودي، نُحيطكم علماً بأنه جرى إغلاق معبر كسب من الجانب التركي مؤقتاً، وذلك بسبب الحرائق المندلعة في جبال الساحل واقترابها من المنطقة الحدودية.
📌 تنويه لأهلنا المسافرين عبر معبر كسب الحدودي
نُحيطكم علماً بأنه تم إغلاق معبر كسب من الجانب التركي مؤقتاً، وذلك بسبب الحرائق المندلعة في جبال الساحل واقترابها من المنطقة الحدودية.
نرجو منكم تفهّم هذا الإجراء الطارئ، ونسأل الله السلامة لأهلنا في ريف اللاذقية وأن يُطفئ الحرائق…
— مازن علوش (@mazen_alloush)
July 12, 2025
وتتركز الحرائق حالياً في ثلاثة محاور أساسية، هي برج زاهية، وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب، وهي المحاور الأصعب في العمل وفق فرق الدفاع المدني بسبب كثافة الغابات ووعورة التضاريس والانتشار الكبير للألغام ومخلفات الحرب. وأوضح الدفاع المدني في قناته على "تليغرام" أن قوة الرياح أدت بعد ظهر يوم أمس إلى تجدد انتشار الحرائق وتوسعها رغم تمكن الفرق من وقف امتداد النيران صباحاً، خاصّة على محور نبع المر قرب كسب، وهو من أصعب المحاور التي تواجه فيها الفرق انتشار النيران.
وأظهرت مقاطع مصورة وصول النيران إلى مدينة كسب الحدودية مع تركيا واحتراق منازل في قرية نبع المر وسط فرار مئات العائلات من المنطقة وأزمة إنسانية تتفاقم.
وأرسلت السلطات القطرية، اليوم السبت، خمس طائرات تحمل على متنها حوامات خاصة بإطفاء الحرائق، وسيارات إطفاء، و138 من الكوادر البشرية، لينضموا إلى فرق من تركيا والأردن ولبنان والعراق تكافح مع الفرق السورية لإطفاء الحرائق.
وقال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح، في منشور على منصة "إكس"، إن بلاده "تُعرب عن بالغ شكرها وامتنانها لدولة قطر حكومةً وشعباً"، مشيراً إلى أن الدعم القطري شمل فرق الإطفاء البرية والجوية، والمساعدات الإغاثية العاجلة للمتضررين من الحرائق. وأضاف أن قطر أثبتت مجدداً وقوفها إلى جانب الشعب السوري، بدءاً من الاستجابة الإنسانية الطارئة، ووصولاً إلى جهود التعافي وإعادة البناء، مؤكداً أن الشراكة المستمرة مع مجموعة البحث والإنقاذ القطرية تُعد نموذجاً للتعاون الفعّال والتضامن الحقيقي.
وفي السياق، قال ماجد الركبي، المفوض السامي لمنظمة حقوق الإنسان وشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن "الوضع في سورية كارثي ويتطلب تدخلاً عاجلاً من جميع الدول"، داعياً إلى تعاون دولي واسع لإخماد الحرائق وإنقاذ المناطق المنكوبة. وأكد، في بيان، أن فرقه الميدانية تعمل بالتنسيق مع منظمات سورية ودولية، وتتابع عن قرب ما يبذله الدفاع المدني السوري من جهود استثنائية، لافتاً إلى أن الدولة السورية "تبذل أقصى ما بوسعها من إمكانات رغم التحديات الكبرى التي تواجهها".
من جهته، أشار وزير الزراعة السوري أمجد بدر إلى أن التحقيقات لا تزال جارية بشأن احتمال افتعال الحرائق، قائلاً إن "الفرضية قيد البحث ولا توجد أدلة واضحة حتى الآن". وأضاف أن "ندرة الأمطار وسوء إدارة الموارد المائية فاقما من موجة الجفاف في البلاد"، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية "استلمت تركة ثقيلة من النظام السابق"، وتحتاج إلى وقت لتنفيذ إصلاحات هيكلية في قطاع الزراعة والبيئة.
بيئة
التحديثات الحية
حرائق غابات اللاذقية تتمدّد وتُغلق طريق كسب الحدودي لساعات
وقال أحمد عجوز، وهو من سكان بلدة كسب، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحرائق وصلت يوم أمس إلى محيط البلدة وأدت إلى احتراق عدد من المنازل، وسط مخاوف من امتداد النيران إلى داخل المدينة وإحداث مزيد من الأضرار وتهجير أكثر من خمسة آلاف من سكانها. وتعتبر بلدة كسب من أهم الوجهات السياحية في محافظة اللاذقية وتقع بين الغابات على الجبل الأقرع بارتفاع أكثر من 800 متر فوق سطح البحر، والطريق المؤدي إليها من اللاذقية من أجمل الطرق في سورية، ويمر عبر الغابات في الجبال التي تضرّرت مؤخراً من الحرائق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
إيران الفارسية وأميركا الرومية...
وقعتُ على منشورات ومقابلات، تقطع بأنَّ حرب إيران وأميركا وإسرائيل مجرّد تمثيلية. حتى إن الحلاق، ومقصّه يغرّد في رأسي، قال لي: "انتهت التمثيلية بسرعة يا كومبوس" (يعني يا صاح). أوقع "الأسد الصاعد" خسائرَ عظيمة في إيران: مفاعلاتٍ ذرّيةً، وعلماء نوويين، وقادةً عسكريين، ومئات الضحايا، ومذيعين. أمّا من الجانب الإسرائيلي، فقد تضرّرت بعض الأبنية، وسقط 28 إسرائيلياً، نصفهم من العرب، من دون أن يكون بينهم قائد أو مذيع (!)، نزار قبّاني: ما أصعب أن تحارب دولة ليس لها عنوان، يا ولدي. وأمّا مفاعل ديمونا، ففي الحفظ والصون. والحقّ أنَّ جموعاً من المحتلّين نزحوا تهريباً عبر الصحراء إلى ديارهم، خوفاً من زئير "الملحمة الكبرى". إسرائيل تخسر أكثر. يسخر الناس من الحرب القصيرة بين إيران، وأميركا وإسرائيل، لاعتيادهم حروباً مثل داحس والغبراء، أو دمشق والقرداحة. وما إجماعُ الخاصّة والعامّة على وصف الحرب بالمسرحية، إلا لأنَّ الحرب خدعة، وكذلك التمثيل. لكن تمثيل الحرب يختلف عن تمثيل السينما، فدماء الحرب حقيقية. وقد اقتبسنا عنوان مقالنا هذا من عنوان كتاب الثعالبي، مع أنَّ التمثيل عنده ليس فيه كلاكيت (يا ولدي)؛ قال: "هذا كتاب ألّفته في الأمثال والتمثيلات والمحاسن واللطائف والظرف، ممّا يُستجاد في المحاضرات، ويُحتجّ به في المناظرات". قالت إيران إنّ أميركا خانت العهد، وكانت قد أمهلت إيران أسبوعَين، فإذا بها تقصفها بعد يومَين. وهو قول لا يليق بعدوّ؛ فالحرب خدعة، والشيطان الأكبر دينه الغدر. فوقعت الواقعة بين فريقَين معصومين دينياً ونووياً: إيران، الدولة صاحبة التاج والشاهنامة، والشطرنج، والسرداب، وآيات الله العظام، وأرواح الله المعصومين، يقول الخميني: "من ضروريات مذهبنا أنَّ لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرّب ولا نبي مرسل". وأمّا أميركا، فهي معصومة أيضاً، مثل ابنتها في الشرق الأوسط: لها البياض، والعلم، والثروة، والسلاح، والسلاح النووي، وطائرات الشبح، ورئيسٌ ذهبي الشعر، غربي السمات. وأمّا نحن، فيصدُق فينا قول القهرمانة (كتاب جيل الشجاعة لنجاة قصّاب حسن)، ومعها صغيرة من بنات الخطا، إذ أخذهما أهل دوما إلى لعب "الشطرنج"، وكان لا بدّ من المرور عبر طريق حرستا، لا طريق القدس. فاندلع بين الفريقَين صراع بالنار والخناجر، فولولت الصغيرة، فأسكتتها القهرمانة، وقالت: "إن أخذنا هؤلاء صخمونا، وإن أخذنا هؤلاء صخمونا". نال الفريقان المتحاربان جائزةَ النصر الأتمّ الأعمّ، الأكمل الأكحل، الأبلج الأثلج، مناصفة وبالتساوي. وهي جائزة تمنح في الآداب، لكنّها المرّة الأولى التي ينالها خصمان نوويان. أعلن كل فريق النصر واحتفل به، وقد غضب ترامب من ادّعاء خامنئي النصر، ومن تقارير "سي أن أن" التي شكّكت في صحّة معلومات تضرّر مفاعل فوردو. انطلقت تحليلات موالية لإيران تقول إنّ طهران أخفت اليورانيوم المخصّب في مئة موقع، وتذكّر محللون إسرائيليون "أصحاب الشباشب"، الذين أخفوا أسراهم. وأعجزوا أعتى قوة إقليمية، في حيّز صغير قدره 360 كيلومتراً مربعاً، وهو رقم يذكّر بأيام السنة، وبدرجات الدائرة، وعلى الباغي تدور الدوائر والمربّعات التي دُوّرت تدويراً. إن كان تمثيلاً يا كومبوس، فإنّ التمثيل خشن. وفي التمثيل السينمائي أيضاً دماء وتضحيات. ومن الأمثلة: أميتاب باتشان، الذي كاد أن يموت حين أبى استخدام بديلٍ في أداء مشاهد المخاطر، وأصرّ على تمثيل الدور بنفسه، فسقط من أعلى السلّم. وجاكي شان الذي لم يبقَ في جسمه شبرٌ إلا وفيه لطمة أو ضربة ننشاكو. وليوناردو دي كابريو، في فيلم "جانغو"، أدمى إصبعه ونزف دماً حقيقياً، لا مزيّفاً كالكاتشاب. فاذكر، يا كومبوس، قول القائل: "إن أنت إلا إصبعٌ دَمِيتِ، وفي سبيل الفنّ ما لقيتِ". دعي الناس في الجهتَين إلى حَفْلَي النصر في الساعة السادسة مساءً، "والدعوة عامة، ودامت النيران في دياركم ساعرة". تذكَّر كريستوف "كومبوس"، كتاب الثعالبي، وليس كتاب ستانسلافيسكي. ودماء ليوناردو دي كابريو، "الأسد ذو الكبرياء"، في فيلم "جانكو"، وقال: "احتاجت إسرائيل إلى التضحية بمفاعل نووي لم يجاوز الفطام، لغسل عار معركة "ذات الشباشب".


القدس العربي
منذ 10 ساعات
- القدس العربي
فلسطين: «وعد الرب» أم «وعد بلفور»؟
قبل قرون، أثناء فترة الحروب الصليبية كانت الموازين الاقتصادية في أوروبا مختلة، إذ سادت قوانين أدت إلى إفقار كثير من النبلاء الذين ذهبوا يبحثون عن أملاك أخرى في الشرق، كما أن تصاعد نسبة الفقراء في الشرائح الشعبية دفع أولئك الفقراء إلى البحث عن موارد رزق، فانطلقوا تحدوهم أحلام السيطرة على «أرض السمن والعسل». ومع تحرك الجيوش، واستمرار الحروب انتعش الوضع الاقتصادي للمدن والإمارات الأوروبية على سواحل المتوسط الشمالية، وازدهر اقتصاد الحرب، الأمر الذي هيأ الفرصة للأثرياء لمراكمة ثروات طائلة، من وراء حملات كان واضحاً أن العامل الاقتصادي هو الباعث الرئيسي لها، وهو الباعث الذي تجلى في خطبة البابا أوربان الثاني الذي عزف على الأبعاد الغرائزية للغزاة، عندما قال: «إن أورشليم أرض لا نظير لها في ثمارها، وهي فردوس المباهج» رغم محاولاته إضفاء أبعاد صليبية مقدسة على تلك الحملات، عندما وعد الغزاة بـ«مجد لا يفنى في ملكوت السماء». وعندما أراد الأوروبيون كسر السيطرة العثمانية على طرق التجارة الدولية القديمة بين أوروبا وأفريقيا وآسيا، وكنتيجة لمحاولات مطردة وصل البرتغاليون إلى رأس الرجاء الصالح، ووصل كولومبوس وغيره إلى العالم الجديد، وتعاظمت الأساطيل البحرية للقوى الأوروبية التي سيطرت على ممرات بحرية مهمة، في عمليات متواصلة، إلى أن وصل الفرنسيون والبريطانيون إلى سواحل بلاد الشام، مع نهاية الامبراطورية العثمانية، مدفوعين بأطماع استعمارية، تم إخفاؤها تحت غلالة دينية وأخلاقية رقيقة، عبر جيوش من «الإرساليات التبشيرية» التي سبقت وصاحبت تلك الحملات الاستعمارية التي اعتبرها اللورد إدموند ألنبي الذي سيطرت قواته على القدس سنة 1917 نهاية الحروب الصليبية، في إشارة للانتصار النهائي على المسلمين. وفي عام 1967 عندما احتلت القوات الإسرائيلية القدس الشرقية منع وزير الدفاع حينها موشيه ديان اليهود من دخول البلدة القديمة التي تضم الأماكن المقدسة، إلا على هيئة سياح زائرين، وعندما رفع الجنرال موردخاي غور قائد لواء المظليين 55 علم إسرائيل على قبة الصخرة أمر ديان بإبعاد العلم بعد ساعتين من رفعه، حيث لم تكن فكرة «جبل الهيكل» قد تعمقت، وكانت الآيديولوجيا السياسية الصهيونية ـ لا العقيدة الدينية اليهودية ـ هي المسيطرة على عقول مؤسسي الدولة. كان بن غوريون لا يؤمن بالتوراة، ولم يكن – قبله – تيودور هرتزل مؤمناً، وعند الحديث عن «وطن قومي لليهود» كانت الخيارات المطروحة تتنوع ما بين أوغندا والأرجنتين وولاية نيويورك الأمريكية وغيرها، بغض النظر عن الرمزية الدينية، حيث كانت الفكرة تتمحور حول إيجاد وطن، ولم يكن الدين في صلب الاهتمام، ولم تكن القدس ـ ناهيك على فلسطين – تحظى بأهمية دينية لدى القادة الصهاينة حينها. كان الصهاينة الأوائل يبحثون عن وطن لا دين، عن أرض لا عقيدة، عن سيطرة مالية لا روحية، ولم تكن التوراة في صلب اهتماماتهم، وكانوا يعتقدون أن «كلام الله لموسى عند الطور» مجرد أسطورة. كان الصهاينة الأوائل يبحثون عن وطن لا دين، عن أرض لا عقيدة، عن سيطرة مالية لا روحية، ولم تكن التوراة في صلب اهتماماتهم، وكانوا يعتقدون أن «كلام الله لموسى عند الطور» مجرد أسطورة لم تكن الديانة إذن في صلب اهتمام الغزاة الصليبيين، ولا المستعمرين الأوروبيين، ولا كانت تهم بن غوريون وديان، ولكن الدوافع كانت سياسية اقتصادية بحتة، ثم في مرحلة لاحقة – أو مصاحبة – تم تصميم الدوافع الدينية، في شعارات مثل: «الحروب الصليبية» و«تحرير مهد المسيح» و«أرض الميعاد» وغيرها من اليافطات التي كانت تغطي الأهداف الحقيقية لموجات الحروب التي تشنها قوى الهيمنة الغربية على الشرق. ومع الزمن، ومع الضخ الإعلامي والروايات الموجهة جاءت أجيال تكثف إيمانها الديني حول «حق العودة اليهودي» و«وعد الرب» لإبراهيم، مع حصر هذا الوعد في اليهود، دون العرب من الإبراهيميين الموعودين، حسب الكتاب المقدس. واليوم تتربع على السلطة في دولة الاحتلال الإسرائيلي «حكومة حاخامات» متطرفة، سيطرت عليها السرديات التوراتية الممتزجة بالتطلعات القومية، لتؤثر على مجمل السياسات الخارجية، والممارسات الأمنية، والتصرفات العسكرية للاحتلال، انطلاقاً من رؤى لم تكن لدى ما يسمى بجيل الآباء المؤسسين. وليس «الصهاينة اليهود» وحدهم من يتحدث عن الأبعاد الدينية للصراع على القدس، ولكن «الصهاينة المسيحيين» يتحدثون كذلك عن «نبوءات العهد القديم» و«وعد الرب» و«عودة المسيح» و«شعب الله المختار». وفي زحمة كل تلك اليافطات الدينية في إسرائيل، وفي الوقت الذي يروج قادتها اليوم لحكايات «وعد الرب» ينبغي التذكير أن مؤسسي هذه الدولة كانوا يؤمنون بـ«وعد بلفور» أكثر من إيمانهم بـ«وعد الرب» حيث كان هؤلاء، كما ذكرنا في معظمهم ملحدين، أو علمانيين لا دينيين، في أفضل أحوالهم، وكانت الدوافع السياسية والاقتصادية هي المحرك الأهم لاحتلال فلسطين الذي نتج في الواقع عن اتفاق سياسي عنوانه «وعد بلفور» لا عن مشروعية دينية مستندة إلى «وعد الرب». إن الخريطة الجيوسياسية لفلسطين بالنسبة للغرب أهم بكثير من المكانة الدينية للقدس، إذ أن السيطرة على فلسطين تعني منع التواصل بين مصر والشام، وهما المكونان اللذان عندما تواصلا أسقطا الغزو الغربي، في زمن الحروب الصليبية، في معركة حطين، بقيادة صلاح الدين الأيوبي، كما أسقطا الغزو الشرقي، في زمن الحملات المغولية في معركة عين جالوت، بقيادة محمود قطز والظاهر بيبرس. ومن هنا فإن وجود إسرائيل مهم من جوانب كثيرة، ليس أهمها الجانب الديني الذي تروج له اليوم الدوائر السياسية والدينية في الغرب وإسرائيل، متوخيةً الربط بين «وعد بلفور» و«وعد الرب» لخدمة الهدف الذي أشار إليه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في قوله: «لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان علينا اختراعها». يمكن باختصار القول إن الدوافع السياسية الاقتصادية كانت المحرك الأهم للسلوك الاستعماري لدى النخب الغربية، ولكن هذه النخب في حاجة للذريعة الدينية والأخلاقية لسلوكها هذا، فجاءت بيافطات دينية وأخلاقية متعددة لتبرير هذا السلوك، ولخدمة سياسات التحشيد الغربي في اتجاه الشرق، تحت يافطة «وعد الرب» التي تحاول تصور هذا الرب على أنه مجرد «تاجر عقار» مهمته اقتطاع الأرض لشعبه المختار. كاتب يمني


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
تركيا: تأجيل دعوى بطلان مؤتمر حزب الشعب الجمهوري المعارض
قضت المحكمة الأصيلة ذات الرقم 42 في أنقرة، اليوم الاثنين، تأجيل إصدار الحكم في دعوى بطلان مؤتمر حزب الشعب الجمهوري؛ الذي انعقد في العام 2023 بسبب فساد وشراء الأصوات من المندوبين فيه. وحبست تركيا أنفاسها اليوم لمعرفة قرار المحكمة، إذ قدّم عدد من أعضاء حزب الشعب الجمهوري شكاوى تتعلق بالمؤتمر الـ38 لحزب الشعب الجمهوري المنعقد في 4-5 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2023، التي أفضت إلى تولي أوزغور أوزال رئاسة الحزب فائزاً في المرحلة الثانية من الانتخابات على الرئيس السابق والمرشح الرئاسي كمال كلجدار أوغلو. وأجّلت المحكمة الدعوى إلى 8 سبتمبر/ أيلول المقبل، إذ إنّ اتخاذ المحكمة قراراً ببطلان المؤتمر قد يؤدي لخيارات منها عودة الرئيس السابق إلى تولي الحزب وقيادته إلى مؤتمر عادي خلال عام، أو تعيين لجنة من الوصاة القانونيين على الحزب. وتوجهت أنظار الشارع التركي للمحاكمة نظراً لأنها قد تؤدي إلى انقسام في صفوف المعارضة وحزب الشعب الجمهوري، إذ سبقت جلسة اليوم سلسلة من التصريحات المتبادلة بين قيادات الحزب، فيما استنفر الحزب عبر نوابه ورؤساء الفروع في الولايات، وحضروا في مقرّ الحزب بأنقرة. واستمعت المحكمة إلى مرافعة محامي النواب ومقدمي الشكاوى مستعرضين "أدلة وشهادات عن وجود رشاوى وإغراء بالمال للمندوبين من أجل دعم أوزال، وتقديم الهدايا وفرص العمل للأقارب، وأن هذه التصرفات أدت للتأثير على قرار المندوبين؛ فضلاً عن تجاوزات أخرى ساهمت في تغير النتيجة لصالح أوزال". وأضافت المرافعة أنّ "قرار رئيس الحزب للذهاب لمؤتمر طارئ في إبريل/ نيسان الماضي غير نافذ نتيجة اتخاذها من رئيس الحزب المنتخب على نحوٍ غير قانوني في المؤتمر العام، وبالتالي هو بحكم العدم، والطلب ببطلان المؤتمر العام وعودة قيادة الحزب السابقة للعمل". قرار رئيس الحزب للذهاب لمؤتمر طارئ في إبريل/ نيسان الماضي غير نافذ وفتحت التحقيقات في فبراير/ شباط الماضي، إذ شهد حزب الشعب الجمهوري، الحزب الذي أسّسه مؤسّس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك، حراكاً مستمراً ويشغل حديث الإعلام في البلاد، منذ تمكّنه من احتلال المرتبة الأولى في الانتخابات البلدية التي جرت العام الماضي. ولم يكن ينقص التنافس الداخلي المستمر داخل الحزب إلّا أن يواجه تحقيقاً جديداً بحقه، إذ أعلنت النيابة العامة فتح تحقيق بمؤتمر الحزب الذي خرج بفوز أوزال بزعامة الحزب على كلجدار أوغلو. وقالت النيابة العامة في بيان لها إنّ التحقيق بدأ بعد أن تلقت النيابة العامة في ولاية بورصة بلاغاً ليجري تحويل الملف إلى العاصمة أنقرة، مبينة أنه "جرى فتح تحقيق من مكتب المدعي العام الرئيسي في يناير/كانون الثاني 2024، وسيجري استدعاء كمال كلجدار أوغلو والقيادي في الحزب عاكف حمزة تشيبي للإدلاء بشهادتهما بسبب التصريحات التي أدليا بها في الصحافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالموضوع". وفتح التحقيقات جاء بعد أن شكّك الرئيس رجب طيب أردوغان أكثر من مرة في كلماته بشرعية انتخاب أوزال، مستخدماً عبارات "رئيس انتخب في مؤتمر مشكوك فيه"، دون أن يصدر أي رد من الحزب على تصريحات أردوغان، ما دفع لصدور بعض الأصوات من الشعب الجمهوري منها صوت عضو الحزب تشيبي وكلجدار أوغلو عن الموضوع، فيما برر تشيبي تصريحاته بسبب غياب الرد الرسمي على اتهامات أردوغان. ورد أوزال على فتح الدعوى القضائية بكلمته أمام كتلة حزبه النيابية آنذاك بالقول "يحاولون ترتيب مؤامرة ضد حزب الشعب الجمهوري". أوزال وفي رد فعله على القرار اليوم نشر عبر إكس معتبراً أنّ الدعوة هي ضمن مسار انقلابي مستمر منذ 19 آذار/مارس الماضي، داعياً أنصار المعارضة إلى التظاهر مساء غد في إسطنبول بمناسبة اليوم الـ100 لسجن رئيس بلدية إسطنبول مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية أكرم إمام أوغلو. تقارير عربية التحديثات الحية عزل رؤساء 5 بلديات يديرها حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا وقال أوزال في منشوره "لا توجد مؤامرة ضدّ حزبنا مستقلة عن انقلاب 19 مارس، وفي جلسة الاستماع اليوم من الواضح أن هذه العملية السياسية ليست موجهة نحو النتائج، بل موجهة نحو الإجراءات، وتهدف إلى جعل حزبنا مثيراً للجدل، ومقاطعة مسيرتنا نحو السلطة، وكسر تصميمنا على النضال، لن نحيد أبداً عن هدفنا، ولن نتراجع أبداً عن طريقنا". من ناحيته، قال رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش القيادي البارز في الحزب في بيان صدر عنه "ينبغي رفض هذه الدعوى منذ البداية، لأن العمل الداخلي للأحزاب السياسية مضمون بأحكام واضحة في الدستور وقانون الأحزاب السياسية"، واعتبر أنّ "الجهود المبذولة لجعل المؤتمر مثيراً للجدل من خلال القضاء لا يمكن أن يكون لها أي أساس قانوني أو سياسي، ولا يجوز أن نسمح لهذه الحالات، التي تمسّ إحساس العدالة، أن تحجب المشاكل الحقيقية التي يعاني منها مواطنونا". وينتظر أن تصدر ردود فعل أخرى في المرحلة المقبلة، وستلقي القضية بظلالها خلال الشهرين المقبلَين، وقد تزيد من الانقسامات والمناقشات في الحزب، ما بين مؤيد لعودة كلجدار أوغلو، وما بين رافض للدعوى القضائية.