
تفاصيل جديدة في وفاة زياد الرحباني تكشفها "سيدتي".. تعرفوا عليها
متابعة وتصوير: عفت شهاب الدين
أعدته للنشر: مي علي
تفاصيل جديدة في وفاة زياد الرحباني
كشفت "سيدتي" عن تفاصيل جديدة في وفاة الفنان زياد الرحباني ، والتي أفادت وفاته داخل منزله بمنطقة "الحمرا"، وكان برفقته المرافقان له أحداهن تدعى "تي تي" والآخر "أحمد"، ووالدته كانت تأتي لزيارته والأطمئنان عليه يومًا بعد يوم. ويوم الوفاة قاما مرافقيه بنقله إلى مستشفى "خوري"، ولكن على الأغلب كان متوفيًا، وذلك وفقًا لتصريحات "أحمد" المرافق الشخصي لزياد الرحباني.
البيان الرسمي الصادر عن إدارة مستشفى خوري
وكانت إدارة مستشفى خوري الكائن في منطقة الحمرا في بيروت قد أصدرت بيانًا رسميًا حول وفاة الفنان العبقري زياد الرحباني حيث كان يخضع للعلاج. وقد أعلنت إدارة المستشفى في بيانها الذي نشره الحساب الرسمي للمستشفى عبر إنستغرام أنه فارق الحياة اليوم بتاريخ 26 يوليو 2025 عند الساعة التاسعة صباحًا.
وقد تم إرفاق البيان الذي نشره الحساب الرسمي لمستشفى خوري عبر على إنستغرام عن التفاصيل المتعلقة بوفاة الفنان الراحل زياد الرحباني ، بصورة للفنان الإستثنائي وهو في الاستوديو. وقدمت إدارة المستشفى التعازي لوالدته السيدة فيروز وابنها هلي وابنتها ريما وللعائلة الرحبانية والشعب اللبناني بأسره على الخسارة الكبيرة مع رحيل رمز من أهم رموز الفن اللبناني والذي شكّل بصمة فارقة في تاريخ الفن والمسرح والموسيقى اللبنانية.
وجاء في نص البيان الرسمي الصادر عن إدارة مستشفى خوري: " * بيان صادر عن BMG* - مستشفى فؤاد خوري – الحمرا. صدر عن BMG - مستشفى فؤاد خوري - الحمرا البيان التالي: بتاريخ يوم السبت الواقع في 26 تموز 2025، وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً فارق زياد عاصي الرحباني الحياة. وقد تم إبلاغ العائلة الكريمة على الفور، إن القدر شاء أن يرحل هذا الفنان الاستثنائي، الذي شكّل بصمة فارقة في تاريخ الفن والمسرح والموسيقى اللبنانية. إن إدارة المستشفى، باسم رئيس مجلس الإدارة د. كمال بخعازي، والمديرة العامة السيدة ريما بخعازي، والمدير الطبّي د. خليل الأشقر، تتقدّم بأحرّ التعازي من العائلة الصغيرة: والدته السيّدة فيروز وابنتها ريما وابنها هلي ومن العائلة الرحبانية الأوسع، ومن الشعب اللبناني بأسره، الذي خسر برحيله أحد أعظم رموزه الفنية والثقافية. رحم الله زياد الرحباني، وأسكنه فسيح جنانه".
أطلعوا على زياد الرحباني وفيروز يزرعان الأمل بآخر تعاون
جنازة زياد الرحباني
تزينت كنيسة "رقاد السيدة – المحيدثة" بكفيا، بأكاليل الورود استعدادًا لمراسم الجنازة. هذا بالإضافة إلى توافد محبي وجمهور وأسرة الراحل الذين كان في مقدمتهم منصور الرحباني والسيدة هدى الشقيقة الصغرى للسيدة فيروز، وريما الرحباني التي ظهرت بجوار والدتها والتي بدى عليها الحزن والآسى لفقدان نجلها.
وقد استقبلت السيدة فيروز الجثمان في غرفة خاصة لمدة 10 دقايق وسط لحظات تنبض بالصمت والحزن العميق مع الدموع الخفية، وانتقلت بعدها لصالون الكنيسة لتقبل العزاء من المقربين فقط.
فيما تجمهر صباح اليوم الآلاف من جمهور ومحبي زياد الرحباني أمام المستشفى بانتظار خروج جثمانه وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، حاملين الورود وصوره الموقعة منه، مع ارتفاع إيقاع أغانيه والزغاريد، في وداع يليق بفنه وحالة مزجت بين الحزن والمحبة الكبيرة للراحل.
وداع يليق بفنّه.. الآلاف يشيّعون #زياد_الرحباني في موكب مهيب بالزغاريد والورود pic.twitter.com/MWFvOIhWij
— مجلة سيدتي (@sayidatynet) July 28, 2025
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
سكوت الصَّوت الأحب
انتهى المشهد، وعاد الناس إلى المنازل. جاءوا وعادوا في صفوف طويلة: مروا أمامها كمثل تمثال من صمت وحزن. صاحبة أحب الأصوات تشهر سكوتها العظيم في وجه المواساة: لا كلمة. لا التفاتة. لا دمعة. لا شيء. لا مصافحة. ولا أحد ما بين الأم واللوعة. لم يجسد أحد عبرة الحزن كما رسمتها. أبقت كل شيء وكل أحد خلف حالتها. كمثل تمثال على مدخل المدينة. يمر به القادمون، ولا يمرّ بأحد. «راحوا. مثل الحلم راحوا». لم تكن تلك القسوة الوحيدة على صاحبة الحزن، لكنها الأقسى. تنسدل ستارة العائلة التي تزرع النوابغ والتراجيديا. متجلدة، والمعزون لا يدركون أن لا عزاء حيث لا تعزية. كم بدا عالمها الخارجي صغيراً أمام دنياها الداخلية! فوجئت نهاد حداد بالمدى الذي كان عليه بكرها. موته، نقله من موضع الابن في عائلة من الكبار، إلى موقع الكبير الموازي. غفرت الناس شطحاته ومشاكساته في مقابل ما ترك من أعمال مذهبة. كان زياد يتجاهلنا إذا مررنا به في الشارع؛ ولذا، لم يكن يوماً جزءاً من أي شيء. لا الأب، ولا الأم، ولا الإخوان. وكان فيه كل الرجال: الفنان، وعازف البزق، وعازف البيانو، والشاعر، والمسرحي، والإذاعي، والمشرد، والكئيب، والغاضب، ومزدري التراث العائلي. كان ألماً من الأم فيروز. استعانت على فوضاه بالصبر، وعلى غيابه بالصمت. بدت في وداعه وكأن عمرها 900 سنة. تمثال نحيل متّشح بالسواد، يكابر على أفظع أنواع المحن. جلست طوال يومين على كرسي صغير في زاوية صغيرة، ومعها ابنتها ريما، كما لو أنهما تنتظران عودته بعد انتهاء التعازي. والجارح أن فيروز اعتادت مذ كان يافعاً ألا يكون في البيت. فتى العبقرية والضياع. ثار ضد كل شيء حتى أهله، وفي النهاية، استسلم للمرض، ورفض العلاج. ذلك قرار آخر كان على الأم أن تقبل به. تسعون عاماً وهي تصنع للبنانيين مجداً، واللبنانيون يتقاتلون، وعبثاً غنت لهم: «القمر بيضوي عَ الناس - والناس بيتقاتلوا...».

مجلة سيدتي
منذ 9 ساعات
- مجلة سيدتي
انفراجة في فيلم ولاد المحظوظة لـ هيفاء وهبي.. وهذا موعد طرحه
شهدت أزمة فيلم "ولاد المحظوظة" بطولة الفنانة هيفاء وهبي، انفراجة كبيرة، بعدما ظل شهوراً طويلة حبيساً للأدراج، ويؤجل طرحه في دور السينما دون أسبابٍ واضحة، رغم جاهزيته للعرض منذ فترة، لكن يبدو أن هيفاء وهبي تعد نفسها للمنافسة في شباك التذاكر بعد سنواتٍ من الغياب. طرح "ولاد المحظوظة" نهاية العام الجاري واستقرت الشركة المنتجة على طرح فيلم "ولاد المحظوظة" بطولة هيفاء وهبي، في دور السينما، نهاية العام الجاري، كموعد مبدئي، إنّ لم يطرأ أي أحداث جديدة، لا سيما وأنّ طبيعة العمل لايت كوميدي، تتناسب جيداً مع فترة نهاية العام. أبطال قصة فيلم "ولاد المحظوظة" تجسد هيفاء وهبي خلال أحداث فيلم "ولاد المحظوظة" شخصية فتاة لبنانية تأتي إلى مصر وتمر بالعديد من المواقف الكوميدية، والفيلم يُشارك في بطولته بيومي فؤاد ، محمودالليثي، نانسي صلاح، توني ماهر، سامي مغاوري، محمدالكيلاني، كريم عفيفي والعمل من تأليف هيثم سعيد، وإخراج مرقس عادل. View this post on Instagram A post shared by fingerprint media production (@fingerprint_media_production) مصطفى شعبان وهيفاء وهبي في "مملكة" وفي سياقٍ آخر، تتعاون الفنانة هيفاء وهبي ، مع الفنان مصطفى شعبان، في فيلم جديد يحمل اسم "مملكة"، ويشاركهما الفنان عمرو عبد الجليل ومحمد أنور وآخرون، والعمل تأليف إيهاب بليبل، وإخراج أحمد عبدالوهاب، وإنتاج وائل علي ومحمد عبد الحميد، وينتمي إلى أفلام الأكشن الكوميدي. ومن المُقرر تصوير عدد من مشاهد فيلم مصطفى شعبان الجديد، في إحدى الدول الأجنبية، وتحديداً سويسرا أو النمسا، حيث تستعد الشركة المنتجة لبدء مرحلة اختيار الأماكن والمعاينات هناك، لاختيار الأنسب؛ إذ لم تستقر على إحداهما حتى الآن، ويأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة العمل لإتمام مرحلة التعاقدات، وتسكين الأدوار المتبقية. تطور جديد في أزمة منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر وكانت أزمة منع الفنانة هيفاء وهبي ، من الغناء في مصر، قد شهدت قبل أسابيع تطوراً جديداً، وفقاً للقرار الصادر من نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان مصطفى كامل، في مارس الماضي، حيث أوصت هيئة مفوضي مجلس الدولة بإلغاء قرار نقابة المهن الموسيقية من منع هيفاء وهبي وتقرر بعودتها للغناء وإقامة الحفلات الغنائية في مصر. وأوصت الدائرة الثالثة بهيئة مفوضي الدولة بمحكمة القضاء الإداري، بإلغاء قرار نقابة المهن الموسيقية الصادر بمنع الفنانة هيفاء وهبي من الغناء داخل مصر وسحب تصاريحها، مؤكدة مخالفة القرار لأحكام الدستور وما يكفله من ضمانات لحرية الإبداع والتعبير الفني. وجاءت التوصية في الدعوى رقم 49062 لسنة 79 قضائية، المقامة من الفنانة هيفاء وهبي ، والمتدخل فيها الدكتور هاني سامح المحامي، ضد نقابة المهن الموسيقية المصرية ونقيبها مصطفى كامل ، والتي تم تأجيل نظرها إلى جلسة 10 يوليو المقبل لتبادل المذكرات. وطالبت الدعوى بإلغاء قرار النقابة بمنع هيفاء وهبي من إحياء الحفلات، واعتبرته تعدياً صارخاً على الحريات الدستورية، لا سيما حرية التعبير والإبداع التي كفلها الدستور في مادتيه 65 و67، اللتين تحظران أي رقابة أو تدخل في العمل الفني إلا بموجب القانون وبقرار قضائي. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»,


الشرق الأوسط
منذ 11 ساعات
- الشرق الأوسط
«مقهى الروضة» يختصر روح بيروت و100 سنة من عمرها
هي قصة حب من نوع آخر، تلك التي كتبها زياد كاج في مؤلفه الجديد «مقهى الروضة». ببراعة الروائي ومن خلال نص مفتوح، يمزج بين التوثيق والعاطفة الشخصية، بين التحقيق الصحافي والحبكة الروائية، بين التأريخ والخيال الأدبي... يؤنسن المؤلف حياة واحد من أشهر وأقدم مقاهي بيروت، الذي لا يزال يتجدد ويستقبل زواره، عابراً السنين والأحداث الجسام، وعلى لسان أصحابه عبارة: «نعيش كأن لا شيء يحدث في الخارج». اقتفاء مسار المقهى يجعلنا نرى فيه مرآة لبيروت، بشغبها، واضطراباتها، وأنسها، وقلقها، ورومانسيتها، ومحطاتها السياسية الهائجة. الكتاب الصادر عن «دار نلسن في بيروت، يقدم «مقهى الروضة» كأنه قرية بيروتية داخل المدينة: ماسح أحذية مسنّ، و«بصّارة» نورية، ونُدُل من جنسيات مختلفة، وأطفال، ومثقفون، وعاشقون، وشيوعيون، وشعراء، وممثلون، وسياسيون... مكان مفتوح لكل الطبقات، على اختلاف الأمزجة والانتماءات، مكان عابر للأزمنة والأحداث. عايش المقهى انسحاب الفرنسيين سنة 1943 بعد أن كان يستقبل جنود الانتداب، واحتُفل فيه بالاستقلال. استضاف اللاجئين الفلسطينيين بعد نكبة 1948، وتفاعل مع مظاهرات 1958، وفيه تابع الرواد صوت الرئيس المصري جمال عبد الناصر وهو يتلو استقالته بعد نكسة 1967، ثم واكب عودة السلم الأهلي، بعد حرب دامية، قبل أن يواكب مرارات ما تبعها. من مقهى بسيط مكوَّن من طاولات خشبية على شاطئ البحر، بنرجيلاته وأحاديث البسطاء، في عشرينات القرن الماضي، مروراً بتحوله إلى ملتقى للمثقفين والكتّاب، ومكان لاجتماعاتهم، والبعض استعاض به عن المكتب، وهناك من اتخذ زاوية يومية ليكتب نصوصه، وهو أيضاً معبر للسياسيين والفنانين. من هنا مرّ الرئيس رفيق الحريري وزوجته نازك، ورئيس الوزراء الأسبق تمام سلام، والنائب إبراهيم منيمنة، والفنانات نانسي عجرم، وفلة، كما أصالة ووردة الجزائرية، وكثر لا يتسع المكان لذكرهم جميعهم. يبدأ الكتاب بقصة حب وألفة بين الراوي وامرأة ترتاد المقهى. تنشأ بين الاثنين عاطفة تنمو بروية، وهما يتشاركان هذا النبض البيروتي الحي في المقهى. «يضحكان معاً كطفلين. يعيدهما المقهى إلى أيام البراءة واحتمال الأحلام. يتبخّر الوقت بينهما كالبخار الصاعد من فنجان الشاي». لكن الحبيبة ذات الملامح الضبابية التي تشبه بيروت بتناقضاتها، وخياراتها، سرعان ما تضطر إلى الرحيل، تاركةً كاتبنا يبحث عن مزيد من المعاني في مكان تختلط فيه المشاعر كما تمتزج ضحكات الأطفال، بقرقعة النرجيلات، وصوت النرد بحفيف ورق الشجر، أمام مشهد البحر الممتد. حين تخبره الحبيبة بنيّتها السفر، لا تطلب منه البقاء ولا الرحيل، لكنها تضع حبّهما في اختبار. «الحبّ والوقت لا يتّفقان»، يقول الكاتب. وإذا كان الحبّ قد انتصر على الزمن لوهلة، فالفراق سيفرض منطقه في النهاية. فإما زواجاً وسفراً، وإما بقاءً وانفصالاً. لذا، ينسحب بصمت، ويتركها تذهب، مخلّفة وراءها «لوعة الفقدان»، وظلّ عطر لا يزول من على الطاولة التي كانت لهما. حكايته مع الحبيبة انتهت لكنها بقيت قابعة في الروح، فهو يستمر في ارتياد المقهى، متأملاً الوجوه، وأحوال العابرين، يراقب كل حركة وصوت، كأنما لم تعد المرأة هي صورة الوطن، وإنما هذه البقعة الصغيرة التي تختصر ببلاغة، كل ما يدور خارجها. فالمقهى في موقع زحفت إليه الأبنية الشاهقة والمطاعم الفخمة والفنادق الفاخرة، وبقي صامداً بروائحه، وبساطته وأناسه العاديين، وكتابه الريفيين، ومثقفيه الباحثين عن واحة وسط الكتل الإسمنتية. «أوليس المقهى هو (العروس) الناجية من الاجتياح العُمراني والباطوني المتوحِّش، عروس صُمِّمت بقوَّة لتبقى متمسِّكة بطرحتها البيضاء وبفستانها الأخضر الذي لطالما زيَّن (رأس بيروت)؟». ولإعطاء نكهة واقعية يترك المؤلف الكلام، لمثقفين أدمنوا المكان، ولا يزالون يرتادونه يومياً. المخرج رفيق علي أحمد، يعدّ المقهى، صباحاً، مكتباً، ومكاناً لإنهاء أشغاله أو لقاء صحافيين، وبعد الظهر للاستمتاع والجُلوس مع النَّاس وسماع أخبارهم ولعب طاولة الزَّهر. «دوامه ثابت لا يتغيَّر، وحالُه كحال المنارة البحريَّة، ودولاب مدينة الملاهي القريبة». لقاءان يوميان لا يفوِّتهما هذا الفنان الذي استوحي غالبية مسرحياته من أجواء المقهى، وكتبها على طاولاته، بين الأشجار، وأمام البحر؛ يجلس أمام «أفُقٌ حُرّ مفتوح، حيث تتحرر مخيِّلتُه الريفيَّة من كلّ قيود. يكتُب ويمزِّقُ ويحفظُ ويُردِّدُ». رفيق علي أحمد لا ينظر إليه على أنه مقهى، بل حديقةٌ، بستانٌ، والمكانُ الوحيد في بيروت «يلّي بتحطّ أجريك ع الأرض، بتحسّ بالتراب. بعد فيه أشجار، بتطلع بتشوف السَّماء والبحر». لا بل المقهى «حديقتَه السريَّة»، وليس كما يمكن أن نتخيله مكاناً للهروب من النَّاس. كثيرون مروا من هنا، بينهم الشاعر عصام العبد الله، الذي يستذكره في الكتاب الصحافيُّ والمَسرحيُّ والمُخرجُ، عبيدو باشا، ويقول عنه إنه في خضمِّ الحوارات الحادة التي كانت تدور، حول مواضيع سياسية خلافية «كان يُديرُ النِّقاشات بحرفيِّة واقتدار، ولا يسمحُ بالصُّراخ أو تبادُل الشَّتائم. حافظ على قواعِد اللُّعبة». عبيدو باشا هو الآخر ركن من أركان المقهى. مداوم مخلص، يعدّ الروضة «صومعته المفضلة». هنا يشعر بالألفة، والبساطة، وببيروت أيام زمان، ويتمتع بعلاقات إنسانية «غير رأسمالية». احتفظ لنفسه بزاوية خاصة ومكان يجلس فيه كل صباح. «يأتي للكِتابةِ والقِراءةِ والتأمُّلِ ولِقاء الأصدِقاء والأحبَّة. تقع زاويتُه الثقافيَّةُ إلى يمين المدخَل، قرب حافَّة تُطلّ على بحر (المسبحِ العسكري) والأُفق البعيد حيث يسرح نظره. يختار تلك الزاوية، التي لا يجلس عليها أحد غيره قبل الظُّهر». يشعر هنا بنبض حي، بينما «المطارح الثانية جُثث». ولا ينقضي السرد دون أن تعرف القصة المفصلة لعائلة شاتيلا التي أسست المقهى، وتناوبت أجيالها المتعاقبة على إدارته. البداية كانت مع عبد الرحمن زكريا شاتيلا، رجل بسيط من رأس بيروت، ورث عن والده الفلّاح، الأرض وحب العائلة. مطلع عشرينات القرن الماضي افتتح مقهى متواضعاً قرب البحر. بالنسبة إليه، كان مساحة فرج توفّر له قوت يومه مع عائلته. عندما سقط الحكم العثماني وجاء الفرنسيون، تبدّلت ملامح المدينة: لبس الناس غير ما كانوا يلبسون، وجاءت النساء إلى الشاطئ بلباس السباحة، وصار الزبائن يتحدثون لغات مختلفة. أمام هذه التحولات، لم يتردّد عبد الرحمن في تطوير المقهى. ابنه البكر بدأ التوسعة بهدوء، وأضاف طاولات جديدة، وطوّر قائمة المأكولات، وخفّض الأسعار ليستقبل العائلات والطلاب والفقراء تماماً كما الأغنياء. في أحد الأيام، دخل المقهى رجل أنيق آتٍ من مدينة حمص، وأُعجب بجمال المكان، واقترح عليه: «سمّوه الروضة، تيمّناً بالروضة التي في بلدي». لم يتردّد عبد الرحمن. ومنذ ذلك الحين، صار الاسم جزءاً من الذاكرة. على مدى عقود، تناوب أبناء العائلة على تسلم مفاتيح المقهى وأداروه بحب؛ حافظوا على الأشجار، وزيّنوا الزوايا بالأصداف، واعتنوا بالنُدُل، وحفظوا أسماء الزبائن، واستفسروا واطمأنوا على مَن يتغيب منهم عن الحضور. وعُرف محمد شاتيلا ومعه الحاجة «أم عبد»، بحكمتهما وبساطة الروح وحسن الضيافة. صمد المقهى في وجه كل الأعاصير: من أحداث 1958، إلى الحرب الأهلية، إلى اجتياح المقاهي الحديثة والمولات. وفي كل مرحلة، ظلّ مقهى الروضة فسحةَ تنفُّس لأبناء المدينة. يرسم الكاتب بالكلمات ملامح المقهى الاستثنائي بصموده، بناسه، بتفاصيله، بتاريخه، ويبدع في بث الروح في نصّه، وهو يجعلك تشعر بأنك تعيش اللحظة التي يتحدث عنها، فتتابع ما يدور في المقهى من تجديدات وتحولات؛ تتذوق أطباقه، وتشرب الشاي على طاولاته. وفي حرص على الاحتفاظ بروح التشويق يترك لك مفاجأة في نهاية الكتاب حول قصة ماسح الأحذية الذي يبدو غامضاً ويثير التساؤلات خلال السرد، لنكتشف خفاياه، ونعرف قصته المثيرة وأسراره المؤثرة.