logo
أجواء حرب غير مسبوقة

أجواء حرب غير مسبوقة

العربي الجديدمنذ 3 أيام
من دون سابق إنذار، قفزت أجواء الحرب في المنطقة على خلفية الملف النووي الإيراني إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، مع بدء الإدارة الأميركية إجلاء أفراد من بعثاتها الدبلوماسية في العراق والكويت والبحرين، من دون سببٍ وجيهٍ أو تطورٍ واضح يستحق هذه الخطوة الأميركية.
كان من المعلوم أن المفاوضات غير المباشرة التي تجرى في عُمان بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي تمرّ بمرحلة صعبة وعلى شك الانهيار، لكن جولة أخيرة كانت متوقعة بعد غدٍ الأحد (من غير الواضح ما إذا كانت ستعقد)، كان من المفترض أن تحمل في طيّاتها الإجابة النهائية عن مسار التفاوض، وما إذا كان في الإمكان تدوير زوايا المطالب الأميركية من الجمهورية الإسلامية.
فسّر كثيرون الإجراءات الأميركية بأنها تأتي في إطار الضغط على طهران لتقديم تنازلاتٍ في المفاوضات. وهذه كانت القراءة الإيرانية، التي خرجت عبر تصريح أكثر من مسؤول، وفي مقدمتهم وزير الخارجية عباس عراقجي. لكن هذه القراءة ترافقت مع تمسّك طهران بعدم تقديم التنازلات للولايات المتحدة، خصوصاً في ما يتعلق بوقف تخصيب اليورانيوم، أو توزيع اليورانيوم المخصب لدى إيران على مجموعة من الدول الطامحة إلى إطلاق برنامج نووي سلمي.
زاد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي صدر أمس الخميس الوضع سوءاً، بعدما اتهم طهران بعدم الامتثال للضمانات النووية التي طلبتها الوكالة، إضافة إلى عدم قدرة مفتشي الوكالة على التأكد من الطبيعة المدنية للبرنامج النووي الإيراني بسبب "نقص المعلومات". ومن الغريب أن يصدر هذا التقرير غداة الأجواء الحربية السائدة حول الملف النووي الإيراني، ليصبّ الزيت على نار التوتر في المنطقة. ومن الصعب التصديق أن الأمر جاء من باب المصادفة، وليس مرتبطاً بتسريب محتوى التقرير مسبقاً، الأمر الذي أدّى في الأساس إلى ارتفاع مستوى التوتر.
في المقابل، تأتي مجموعة من المواقف الإيرانية المتناقضة في الرد على تقرير الوكالة الدولية والإجراءات الأميركية. ففي حين يؤكّد مسؤول إيراني أن لا وجود لأي تطورات عسكرية تستدعي الإجلاءات الأميركية، تعلن القوات المسلحة الإيرانية عن مناورات عسكرية مفاجئة "ستركز المناورات على مراقبة تحركات العدو وخططه". وأيضاً، وفيما يهاجم مسؤولون إيرانيون تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويتهمونه بأنه مسيّس، يعلنون، في الوقت نفسه، عن تشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم رداً على التصويت ضد إيران، واستبدال أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول بموقع فوردو بأجهزة من الجيل السادس.
تترافق كل هذه الأجواء مع الإعلانات الإسرائيلية المتعاقبة عن التحضير لضرب المنشآت النووية الإيرانية، التي كانت إلى وقت قريب محكومة بالفيتو الأميركي. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب أوصل رسائل، في أكثر من مناسبة، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعدم التدخل لإفشال المفاوضات مع طهران. لكن يبدو الأمر مختلفاً الآن، مع الانهيار المرتقب للمفاوضات. حتى إن التبريرات الأميركية المسربة للإجلاءات ربطت الأمر بضربة إسرائيلية متوقّعة للبرنامج النووي الإيراني، ما يعني أن حدة الرفض الأميركي للضربة الإسرائيلية تراجعت، أو باتت تستخدم في إطار أدوات الضغط على طهران، أي أنها قد لا تحصل.
قد لا تكون هذه هي المرّة الأولى التي تقرع فيها طبول الحرب على إيران، لكنها اليوم أصبحت أكثر جدّية، وترسم لها سيناريوهات عسكرية أكثر تعقيداً، على غرار التحسّب لدخول إيراني إلى الكويت والبحرين ردّاً على أي ضربة عسكرية، سواء كانت أميركية أو إسرائيلية، وهو أمر لم يكن يذكر سابقاً ضمن التداعيات المحتملة للحرب على إيران.
من المرجّح أن تستمر هذه المعطيات الحربية غير المسبوقة في الساعات القليلة المقبلة، بانتظار مصير اجتماع الأحد بين مبعوثي الولايات المتحدة وإيران، والذي سيتحدّد على أساسه أي مسار ستسلكه أجواء التصعيد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وفد إسرائيل المفاوض في الدوحة وسط استبعاد الإعلان عن صفقة قريباً
وفد إسرائيل المفاوض في الدوحة وسط استبعاد الإعلان عن صفقة قريباً

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

وفد إسرائيل المفاوض في الدوحة وسط استبعاد الإعلان عن صفقة قريباً

غادر وفد المفاوضات الإسرائيلي، اليوم الأحد، إلى الدوحة، لاستكمال المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار. ويترأس الوفد نائب رئيس "الشاباك"، المشار إليه بالحرف "ميم"؛ فيما يرافقه كل من منسق شؤون الأسرى والمفقودين، غال هيرش، والمستشار السياسي لرئيس حكومة الاحتلال، أوفير بيلك، وممثلين إضافيين من "الشاباك" و"الموساد". وطبقاً لما أورده موقع "واينت" فإن التقديرات في إسرائيل هي أن الصفقة لن تُغلق نهائياً في اليومَين القريبَين، عازياً السبب إلى الفجوات بين الأطراف، والتي ربطها بالتعديلات الأساسية التي طالبت حركة حماس بإضافتها على نص المقترح، الذي ينصّ على هدنة من 60 يوماً، وإطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 قتلى، وانسحاب جزئيّ لجيش الاحتلال من القطاع. وعلى خلفية ما تقدم، استبعد الموقع أن يعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ، وقف إطلاق النار في خلال زيارة بنيامين نتنياهو التي تبدأ مع وصول الأخير إلى واشنطن، مساء اليوم. ومع ذلك، رجح أن يصرح ترامب بأقواله المكرورة التي تنمّ عن تفاؤل بشأن اقتراب الأطراف من التوقيع على صفقة. وبحسب الموقع فإن الاتصالات الأخيرة بين نتنياهو وترامب أكّدت رغبة الطرفَين في تحقيق هدفَي الحرب وهما؛ إعادة الأسرى، والقضاء على حماس. رصد التحديثات الحية إسرائيل تخطط لتجميع كل سكان غزة في "مدن خيام" برفح ولفت الموقع إلى أن ترامب ونتنياهو سيناقشا المسألة السورية، لكن حتّى هذه من غير المتوقع صدور إعلان بشأنها قريباً. أمّا الموضوع المحوري على طاولة النقاش فهو إيران، إذ ترغب الولايات المتحدة وإسرائيل في وضع استراتيجية مشتركة لصقل "إنجازات عملية شعب كالأسد"، في إشارة إلى الحرب التي شنّتها إسرائيل على إيران في 13 يونيو/حزيران الماضي واستمرت 12 يوماً. واستعداداً للمفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، ستضطر الحليفتان إلى تحديد خطوط حمراء، كتخصيب اليورانيوم، واجتياز الجمهورية الإسلامية لها سيدفع إسرائيل أو الولايات المتحدة، أو كليهما، إلى شنّ عملية عسكرية، وفق الموقع. اللقاء بين نتنياهو وترامب سيُعقد غداً، تليه مأدبة عشاء، فيما ليس واضحاً ما إذا كانا سيعقدان مؤتمراً صحافياً عقب اجتماعهما. وقبيل سفره، التقى نتنياهو بالرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، الذي أصدر بياناً لفت فيه إلى أن زيارة نتنياهو تهدف إلى "دفع صفقة تعيد جميع المحتجزين"، معبراً عن "دعمه الكامل للجهود الرامية للتوصل إلى قرارات صعبة معقدة ومؤلمة"، حسب وصفه. أخبار التحديثات الحية نتنياهو لسموتريتش وبن غفير: لن ننهي الحرب دون نزع سلاح غزة

ترامب يستخدم مصطلحا معاديا للسامية خلال احتفال بقانون الموازنة
ترامب يستخدم مصطلحا معاديا للسامية خلال احتفال بقانون الموازنة

القدس العربي

timeمنذ 18 ساعات

  • القدس العربي

ترامب يستخدم مصطلحا معاديا للسامية خلال احتفال بقانون الموازنة

واشنطن: استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصطلحا معاديا للسامية خلال تجمع في ولاية أيوا احتفالا بإقرار مشروع قانون الموازنة الضخم، لكنه شدد على أنه لم يكن يعلم أن الكلمة مسيئة لليهود. وقال ترامب للحشود الخميس في ولاية أيوا في دي موين 'لا ضريبة وفاة ولا ضريبة عقارية ولا لجوء إلى البنوك والاقتراض في بعض الحالات، من مصرفي بارع. وفي بعض الحالات من مرابين ومجرمين'. مصطلح 'مُرابٍ' مُقتبس من مسرحية 'تاجر البندقية' لوليام شكسبير. وتدور القصة حول شخصية يهودية تُصوَّر كمقرض بلا رحمة يطلب 'رطل لحم' من تاجر عاجز عن سداد قرض. يشير المصطلح إلى مُرابي القروض ولطالما اعتُبر مسيئا في تصنيف اليهود. وهذا الجدل يعيد إلى الأذهان حادثة مماثلة وقعت عام 2014 عندما استخدم نائب الرئيس آنذاك جو بايدن المصطلح لوصف المُقرضين الانتهازيين. واعتذر بايدن لاحقا مؤكدا أن ما حصل 'اختيار سيء للكلمات'. قال أبراهام فوكسمان مدير رابطة مكافحة التشهير، المنظمة اليهودية الناشطة آنذاك، 'نرى مجددا ترسخ هذه الصورة النمطية عن اليهود في المجتمع'. وعندما سُئل ترامب عن استخدامه لهذا المصطلح بعد نزوله من الطائرة الرئاسية عائدا إلى واشنطن، قال إنه 'لم يسمع قط' أن هذه الكلمة يمكن اعتبارها معادية للسامية. وأضاف 'لم أسمع ذلك قط. هذا المصطلح يصف شخصا يُقرض المال بفائدة مرتفعة. تنظرون إلى الأمر بشكل مختلف. لم أسمع ذلك قط'. ووصف دانيال غولدمان العضو في الكونغرس الديموقراطي عن نيويورك، تصريحات ترامب بأنها 'معاداة للسامية صارخة ودنيئة. وترامب يدرك تماما ما يفعله'. وكتب غولدمان على منصة إكس 'أي شخص يعارض معاداة السامية حقا يفضح الأمر أينما وجد – في كلا الطرفين – كما أفعل'. قبل إعادة انتخابه العام الماضي وعد ترامب بمكافحة ما سماه موجة من المشاعر المعادية للسامية في الولايات المتحدة. ومنذ توليه السلطة هاجمت إدارته الجامعات الكبرى التي شهدت احتجاجات بسبب الحرب في غزة، متهمة إياها بالسماح بمعاداة السامية ودعم حركة حماس. (أ ف ب)

ترامب "متفائل كثيراً" بعد رد حماس: قد يكون هناك اتفاق الأسبوع المقبل
ترامب "متفائل كثيراً" بعد رد حماس: قد يكون هناك اتفاق الأسبوع المقبل

العربي الجديد

timeمنذ 19 ساعات

  • العربي الجديد

ترامب "متفائل كثيراً" بعد رد حماس: قد يكون هناك اتفاق الأسبوع المقبل

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، في وقت متأخر من مساء الجمعة، إنه "قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة" هذا الأسبوع، علماً بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيزور البيت الأبيض الاثنين المقبل. وسُئل ترامب على متن الطائرة الرئاسية عما إن كان متفائلاً بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، فأجاب: "كثيراً"، مشيراً رغم ذلك إلى أن "الأمر يتغير بين يوم وآخر". وتعليقاً على إعلان الحركة استعدادها للتفاوض حول مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال ترامب: "هذا جيد، لم أُبلَّغ بالأمر، علينا إنجاز ذلك، علينا أن نفعل شيئاً بشأن غزة"، بحسب "فرانس برس". وكانت حركة حماس قد قالت، مساء أمس، إنّها أكملت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف الحرب على غزة، مؤكّدة أنها سلمت الرد للوسطاء، "الذي اتّسم بالإيجابية"، وأنها "جاهزة بكلّ جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار". عقب ذلك، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنها تدعم قرار حركة حماس الدخول في المفاوضات حول آلية تنفيذ الاتفاق، لكنّها طلبت ضمانات بالتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وقالت الجهاد الإسلامي، في بيان، إنّها "قدمت (إلى حماس) بعض الملاحظات التفصيلية حول آلية تنفيذ المقترح"، ولفتت إلى أنها تريد "ضمانات دولية إضافية لضمان عدم استئناف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه بعد تنفيذ بند الإفراج عن الأسرى"، وأشار البيان إلى أن حماس "تشاورت" مع الجهاد الإسلامي بشأن المقترح، وشدّد على أن رد حماس اتّسم بـ"المسؤولية العالية". وفي تصريح سابق، قال ترامب إنّ من المرجّح معرفة رد حركة حماس على اقتراح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة "خلال 24 ساعة". وكان ترامب قد قال، الثلاثاء، إنّ إسرائيل قبلت "الشروط اللازمة" لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، معرباً عن أمله في أن توافق عليها حماس. وفي أثناء حديثه للصحافيين في قاعدة آندروز المشتركة بينما كان في طريقه إلى تجمع في ولاية أيوا، مساء الخميس، قال ترامب إنه يريد "الأمان" لسكّان قطاع غزة، في وقت يستعدّ فيه لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين المقبل، للدفع باتّجاه وقف لإطلاق النار. رصد التحديثات الحية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفضل صفقة شاملة تنهي حرب غزة مؤقتاً وفي موازاة ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم: "تلقينا ردَّ حماس على مقترح اتفاق بشأن غزة وندرسه". و"من المتوقع أن يغادر وفد إسرائيلي إلى الدوحة" بعد ردّ حماس لإجراء مفاوضات حول آلية تنفيذ اتفاق غزة، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية. من ناحية أخرى، قال ترامب إن إيران لم توافق على تفتيش مواقعها النووية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم. وأضاف أنه يعتقد أن برنامج إيران النووي تعرض لانتكاسة دائمة، على الرغم من أن طهران قد تستأنفه في موقع مختلف. وذكر أنه سيناقش إيران مع نتنياهو عندما يزور البيت الأبيض يوم الاثنين. كذلك أعلن أنه يعتزم زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ في الصين أو استقباله في الولايات المتحدة. وتبادل الرئيسان الدعوة الشهر الماضي إلى زيارة كل منهما الآخر. (رويترز، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store