logo
"بريكس" تسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترامب

"بريكس" تسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترامب

البورصةمنذ 3 أيام
منذ انطلاقها قبل أكثر من عقد، واجهت مجموعة 'بريكس'، التي تضم مجموعة من الاقتصادات الناشئة، تحدياً في إيجاد هدف مشترك يربط بين دولها. لكن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما ساعدت في حل هذه المعضلة.
يُتوقع أن يتفق قادة 'بريكس'، المجتمعون في مدينة ريو دي جانيرو هذا الأسبوع خلال قمة يستضيفها الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، على بيان مشترك يدين 'تصاعد الإجراءات الحمائية الأحادية غير المبررة' و'الرفع غير المبرر' للرسوم الجمركية. وهذه صياغة مماثلة للتي أقرها وزراء خارجية الدول المؤسسة، المتمثلة في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، خلال أبريل، وأكد عدد من المسؤولين أن هذا النص سيظل ضمن البيان الختامي.
ورغم أن البيان لن يذكر على الأرجح الولايات المتحدة بالاسم، إلا أن المجموعة تُرسل رسالة واضحة إلى إدارة ترمب عشية الموعد النهائي المحدد في 9 يوليو لبدء تطبيق رسومه الجمركية.
وأكد السفير زوليسا مابهونغو، كبير مفاوضي جنوب أفريقيا (المعروف أيضاً بـ'شيربا')، في مقابلة أن جميع أعضاء المجموعة متفقون على أن 'هذه الرسوم الجمركية غير مجدية'، مضيفاً: 'إنها لا تخدم الاقتصاد العالمي، ولا تدعم التنمية'.
في الوقت الذي يُنفر فيه ترامب حلفائه التقليديين ويتبع أجندته 'أمريكا أولاً'، تسعى مجموعة 'بريكس' إلى شغل الفراغ الذي تركه الرئيس الأمريكي. والنتيجة أن المجموعة، التي لطالما افتُرض أنها بديلٌ للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، بدأت الآن تُقدم نفسها كمدافع عن نفس القيم الجوهرية، بما في ذلك التجارة الحرة والتعددية.
وخلال اجتماع بنك التنمية الجديد، الذراع التمويلية لـ'بريكس'، صرح الرئيس البرازيلي لولا قائلاً إن 'التعددية تمر بأسوأ مراحلها منذ الحرب العالمية الثانية'.
في السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، خلال إفادة صحفية عقدتها في بكين يوم الأربعاء، أن الصين ستعمل مع الدول الأعضاء على 'تعزيز الشراكة الاستراتيجية لمجموعة بريكس، والدفاع عن التعددية'.
ورغم أن سياسة ترامب أسهمت في تقريب مواقف دول المجموعة، إلا أن 'بريكس' لا تزال على الأرجح بعيدة تماماً عن بلوغ التأثير العالمي الذي لطالما سعى إليه أعضاؤها.
في هذا السياق، يغيب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن اجتماع 'بريكس'، رغم زيارته الرسمية للعاصمة برازيليا في نوفمبر الماضي وتأكيد حضوره المرتقب لقمة المناخ 'كوب 30' (COP30) التي تستضيفها البرازيل لاحقاً هذا العام. كما قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم الحضور لتجنيب الحكومة البرازيلية الحرج الناجم عن اضطرارها اعتقال رئيس مطلوب بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
منذ تأسيسها في عام 2009، عانت مجموعة 'بريكس' الأصلية طويلاً من غياب القيم المشتركة بين أعضائها، الذين لا يجمعهم سوى قواسم مشتركة محدودة، أبرزها كونهم اقتصادات ناشئة كبرى تسعى إلى نيل دور أكثر تأثيراً في الشؤون العالمية التي تهيمن عليها واشنطن والغرب.
ومع انضمام دول جديدة مثل مصر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة، تعزز التمثيل العالمي للمجموعة، إذ باتت 'بريكس' الجديدة تمثل نحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وما يقارب نصف سكان العالم. لكن هذا التوسع السريع يهدد أيضاً بتقويض درجة التماسك بين الأعضاء.
من اللافت أن تكتل 'بريكس' يشهد انقساماً حول مسألة الإشارات إلى الحرب، حيث تعارض كل من روسيا والصين إدراج أي إشارات بارزة بهذا الشأن، وفقاً لما أفادت به عدة وفود مشاركة. في المقابل، تضغط مصر باتجاه تضمين فقرة تتعلق بالسلام والأمن في الشرق الأوسط، في إشارة واضحة إلى رغبتها في التوصل إلى حل للحرب الدائرة على حدودها في غزة، بحسب شخص مطلع على الأمر.
تطرح سياسات ترمب العدوانية معضلة أمام المجموعة. على الرغم من أن الرسوم الجمركية التي فرضها أسهمت في توليد نوع من التوافق المشترك داخل التكتل، إلا أن بعض الأعضاء يحرصون على الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من الولايات المتحدة والصين.
من المفارقات أن تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول 'بريكس' في حال تخلت عن الدولار الأمريكي في تجارتها الثنائية قد دفع العديد من الدول إلى تطوير أنظمة دفع محلية وأدوات مالية بديلة تُسهل التجارة والاستثمار فيما بينها. ومع ذلك، أكد مسؤولون برازيليون أن فكرة التخلي عن الدولار ليست مطروحة للنقاش.
سجلت التجارة بين الدول الخمس المؤسسة لمجموعة 'بريكس' نمواً بنسبة 40% بين عامي 2021 و2024، لتصل إلى 740 مليار دولار سنوياً، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي.
تبدي حكومة لولا تفاؤلاً إزاء إمكانية إحراز تقدم بين القادة بشأن بدائل جماعية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن التهديدات التجارية التي يلوح بها ترامب دفعت الدول إلى السعي لبناء أرضية مشتركة وإقامة شراكات جديدة، بحسب ما أفاد به مسؤولان برازيليان مطلعان على مجريات النقاشات.
وأضاف المسؤولان أن 'بريكس' تناقش أيضاً، وللمرة الأولى، آليات لتعزيز تمويل المناخ بين الدول الأعضاء، وهي قضية اكتسبت أهمية متزايدة منذ انسحاب ترمب من اتفاق باريس للمناخ.
في هذا السياق، تواصل الصين تعاونها مع بقية دول 'بريكس' بشأن قضايا المناخ، في محاولة لإبراز نفسها كحليف أكثر وداً وموثوقية من الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، عقدت بكين، إلى جانب إندونيسيا، محادثات مع البرازيل بشأن جدول أعمال قمة المناخ السنوية للأمم المتحدة.
من جهتها، لا ترى الهند أي عقبات كبيرة أمام التوصل إلى إعلان مشترك خلال القمة، وفقاً لمسؤول حكومي مطلع على التحضيرات، والذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحديثه عن قضايا دبلوماسية جارية.
ومن المقرر أن يقوم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة رسمية إلى البرازيل عقب اختتام قمة ريو. كما يتهيأ الرئيس لولا لاستقبال كل من نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو، والجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، في مناسبات رسمية متتابعة.
مع ذلك، لا تزال الانقسامات قائمة بين أعضاء 'بريكس'، وخاصة بين أعضائها القدامى والوافدين الجدد. فقد اعترضت مصر وإثيوبيا على دعم ترشيح جنوب أفريقيا لمقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو أحد المحاور القليلة التي جمعت أطراف التكتل سابقاً.
تبقى هناك توترات كامنة بين أكبر اقتصادين في المجموعة، إذ تتنافس الصين والهند على قيادة 'بريكس' والجنوب العالمي بأسره. ويعتزم رئيس الوزراء الهندي مودي استغلال رئاسة بلاده للمجموعة عام 2026 لترسيخ مكانته كزعيم دولي، وذلك بعد ثلاث سنوات فقط من تغيب الرئيس الصيني شي عن قمة مجموعة العشرين التي استضافتها الهند.
وفي وقت تسعى فيه 'بريكس' لإثبات أنها أكثر من مجرد اختصار دعائي، فإن غياب شي مجدداً عن القمة قد يُعطي انطباعاً سلبياً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إقتصاد : استقرار أسهم أوروبا وسط تقييم مقترحات الرسوم الجمركية
إقتصاد : استقرار أسهم أوروبا وسط تقييم مقترحات الرسوم الجمركية

نافذة على العالم

timeمنذ 38 دقائق

  • نافذة على العالم

إقتصاد : استقرار أسهم أوروبا وسط تقييم مقترحات الرسوم الجمركية

الثلاثاء 8 يوليو 2025 04:20 مساءً نافذة على العالم - مباشر- استقرت الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء في وقت يعكف فيه المتعاملون على تقييم مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة بشأن الرسوم الجمركية على مجموعة من الدول. واستقر المؤشر ستوكس 600 الأوروبي عند 543.22 نقطة بحلول الساعة 0710 بتوقيت جرينتش. وأرسل ترامب أمس الاثنين خطابات إلى 14 دولة، من بينها اليابان وكوريا الجنوبية، كاشفا النقاب عن رسوم جمركية مرتفعة للغاية على الواردات إلى الولايات المتحدة، والتي ستدخل حيز التنفيذ في أول أغسطس آب. وجرى تمديد مهلة كان من المقرر أن تنتهي في التاسع من يوليو تموز إلى أول أغسطس آب لإتاحة الفرصة للتوصل لاتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة، لكن ترامب قال إن الموعد النهائي ليس مؤكدا 100% وإنه سينظر في التمديد إذا قدمت الدول مقترحات. وقالت مصادر في الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين إن الاتحاد الأوروبي لن يتلقى خطابا من الولايات المتحدة يحدد رسوما جمركية أعلى. ويتطلع التكتل إلى إعفاءات محتملة من الرسوم الأساسية الأمريكية البالغة 10%. وتراجعت أسهم قطاع العقارات 0.6%، بينما ارتفع قطاع الموارد الأساسية 0.7%. وصعد سهم شركة أرجين إكس البلجيكية للتكنولوجيا الحيوية 1.4% بعد أن رفع دويتشه بنك تقييم سهمها. وعلى صعيد البيانات، انخفضت الصادرات الألمانية أكثر من المتوقع في مايو أيار مع تراجع الطلب من الولايات المتحدة للشهر الثاني على التوالي بعد فترة من المشتريات القوية تحسبا للرسوم الجمركية الأمريكية.

وول ستريت تفتح على أداء متباين وسط تقييم تطورات الرسوم الجمركية
وول ستريت تفتح على أداء متباين وسط تقييم تطورات الرسوم الجمركية

24 القاهرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • 24 القاهرة

وول ستريت تفتح على أداء متباين وسط تقييم تطورات الرسوم الجمركية

فتحت المؤشرات الرئيسية لوول ستريت على أداء متباين اليوم الثلاثاء في وقت يقيم فيه المستثمرون تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حرب الرسوم الجمركية ويأملون في أن تنزع المحادثات المقبلة مع الشركاء التجاريين فتيل حرب تجارية شاملة محتملة وفق رويترز. وانخفض المؤشر داو جونز الصناعي 60.05 نقطة أو 0.14% إلى 44339.31 نقطة، بينما ارتفع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 2.58 نقطة أو 0.05% إلى 6233.03 نقطة، وصعد المؤشر ناسداك المجمع 62.52 نقطة أو 0.31% إلى 20475.03 نقطة. خسائر اقتصادية في تكساس في سياق آخر قالت شركة أكوويذر المتخصصة في خدمات التنبؤ بالطقس في تقرير مبدئي إن السيول المهلكة التي ألحقت دمارا واسعا في أجزاء من ولاية تكساس الأمريكية ستتسبب في أضرار وخسائر اقتصادية تتراوح قيمتها الإجمالية بين 18 و22 مليار دولار. وتشمل هذه القيمة تكاليف مطالبات التأمينات إلى جانب جهود البحث والإصلاحات وعملية التنظيف الشاملة المتوقعة والأثر الممتد على السياحة في المنطقة. وتشير أكوويذر إلى أنه رغم التكلفة الكبيرة للأضرار الناجمة عن المياه فإن سياسات التأمين لأصحاب المنازل عادة لا تغطيها وبالتالي يكون العديد من أصحاب المنازل غير مشمولين في الغالب بتغطية تأمينية كافية ضد أضرار السيول. وقُتل ما لا يقل عن 80 شخصا على الأقل بسبب السيول الكارثية التي ضربت الولاية في بداية الأسبوع. ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة الوفيات، التي تشمل ما لا يقل عن 27 من المخيمين والمرشدين من مخيم ميستيك الصيفي للفتيات المسيحيات، مع قيام فرق البحث بالتمشيط على ضفاف النهر.

تباين الأسهم الأمريكية مع استيعاب المستثمرين قرارات ترامب التجارية
تباين الأسهم الأمريكية مع استيعاب المستثمرين قرارات ترامب التجارية

البورصة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البورصة

تباين الأسهم الأمريكية مع استيعاب المستثمرين قرارات ترامب التجارية

تباين أداء الأسهم الأمريكية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، وسط محاولة المستثمرين استيعاب تصريحات الرئيس الأمريكي 'دونالد ترامب' بشأن الرسوم الجمركية. وانخفض مؤشر 'داو جونز' الصناعي بنسبة 0.2% أو 82 نقطة إلى 44323 نقطة. فيما استقر مؤشر 'إس آند بي 500' عند 6230 نقطة، وارتفع 'ناسداك' المركب بنسبة 0.2% إلى 20446 نقطة. جاءت مكاسب مؤشر التكنولوجيا على إثر صعود سهم 'إنفيديا' بنسبة 0.55% إلى 159.1 دولار، وارتفاع سهم 'تسلا' بنسبة 1% إلى 296.78 دولار، بعد خسائر قوية في الجلسة السابقة بلغت 6.1%. وشهدت وول ستريت موجة بيع في بداية الأسبوع الجاري، عقب إعلان ترامب فرض رسوم بنسبة 25% على اليابان وكوريا الجنوبية، ما دفع 'داو جونز' للتراجع بأكثر من 400 نقطة الإثنين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store