لماذا الحضور في كأس العالم للأندية منخفض؟ الأسباب الحقيقية وراء المدرجات الخالية
الكاتب الضيف مروان أحمد، المتابع عن قرب لهذه البطولة، يرى أن الأسباب لا تتعلق فقط بسعر التذكرة أو توقيت المباراة، بل بأمور أعمق مرتبطة بثقافة كرة القدم في الولايات المتحدة، وطبيعة البطولة نفسها.
انطلقت البطولة بمباراة مثيرة جمعت بين إنتر ميامي بقيادة ميسي والنادي الأهلي المصري في ملعب "هارد روك" بميامي. امتلأت المدرجات تقريبًا، والأجواء كانت مفعمة بالحماس، لكن بعد هذا اللقاء، بدأت المؤشرات تتراجع.
وفقًا لبيانات الفيفا، تم بيع 52% فقط من التذاكر في المباريات التالية.
تقرير The Guardian أشار إلى أن الحضور الفعلي لا يتجاوز 43%.
في مباراة تشيلسي ضد LAFC، حضر حوالي 22,000 مشجع فقط، رغم أن السعة الكاملة لملعب "مرسيدس بنز" تتجاوز 75,000 مقعد.
حتى مانشستر سيتي، أحد أنجح الأندية في العالم حاليًا، لعب أمام جمهور لا يتجاوز نصف السعة في مباراته أمام الوداد. أجواء باردة، مدرجات فارغة، وصدى صوت في الملاعب… كلها مؤشرات أن هناك شيئًا خاطئًا.
واحدة من أولى العقبات التي صدمت الجماهير كانت أسعار التذاكر. الفيفا كانت تتوقع أن التذاكر ستُباع بسرعة، فقررت طرحها بأسعار مرتفعة من البداية. لكنّ الواقع كان مختلفًا تمامًا.
أرخص تذكرة لمباراة إنتر ميامي ضد الأهلي كانت بـ349 دولارًا.
قلة قليلة فقط اشترت بهذه الأسعار، ما أجبر المنظمين على خفضها لاحقًا.
الفيفا قدّمت عروضًا للطلاب، شملت تذكرة بـ20 دولارًا وأربع تذاكر مجانية.
لكن الضرر كان قد وقع. كثير من المشجعين، خصوصًا من خارج أمريكا، شعروا أن الفعالية ليست في متناول اليد. التراجع في الحماس حدث مبكرًا، والأسعار المرتفعة كانت أول الأسباب.
مع ذلك، ظل الاهتمام بالبطولة حاضرًا من خارج المدرجات. كثير من المتابعين حول العالم تابعوا المباريات عن بُعد، وحرصوا على فهم أجواء كل لقاء من خلال الأدوات الرقمية. من بين هذه الأدوات برنامج مراهنات الموجود على مواقع مثل MightyTips، والذي يقدّم تقييمات وتحليلات لأفضل مواقع المراهنات، ويساعد الجمهور على متابعة التوقعات وحركة الاهتمام الجماهيري، حتى لو لم يكونوا في قلب الحدث.
ربما لم تكن المشكلة في عدد الحضور فقط، بل في حجم الملاعب.
مباراة بين دورتموند وفلومينينسي أُقيمت في ملعب "ميت لايف" بسعة 84,000 مقعد.
الحضور كان جيدًا نسبيًا، لكنه لم يملأ حتى نصف المدرجات، فبدت المدرجات خاوية.
لو أُقيمت المباراة في ملعب أصغر مثل "سبورتس إليستريتد" (25,000 مقعد)، لكانت الأجواء مختلفة تمامًا.
هذه النقطة ليست جديدة، فحتى أندية الدوري الأمريكي MLS تعتمد على ملاعب متوسطة الحجم لضمان أجواء حماسية، بدلًا من ملاعب ضخمة ذات فراغٍ بصري يؤثر على التجربة.
جزء من الخطة كان ملاءمة توقيت المباريات مع الجماهير في أوروبا وآسيا، لكن ذلك جاء على حساب الحضور المحلي.
مباراة تشيلسي وLAFC كانت يوم الاثنين، ظهرًا. أي في منتصف يوم عمل اعتيادي.
ورغم ذلك، حضر أكثر من 22,000 مشجع، وهو عدد يمكن اعتباره إنجازًا بالنظر للظروف.
لكن معظم المباريات التي أُقيمت في أوقات غير مريحة كان فيها الحضور ضعيفًا. الجمهور الأمريكي يحب الذهاب للمباريات مساءً أو في عطلة نهاية الأسبوع، لا أثناء العمل أو الدراسة.
تصوّرت الفيفا أن البطولة ستُباع بالكامل مثل كأس العالم للمنتخبات. لكنها نسيت أن هناك فروقات جوهرية:
في كأس العالم، اللاعبون يقاتلون من أجل مجد تاريخي لا يُنسى.
في كأس الأندية، خاصة في نسخته الجديدة، لا يوجد نفس الحافز.
دوري أبطال أوروبا ما زال البطولة الأقوى والأكثر شهرة.
أحد المعلقين قال مرة: "التاريخ لا يُشترى. يمكن أن تدفع أموالًا كثيرة، لكنك لا تستطيع شراء الشغف." غاري لينيكر
بطولة جديدة في بلد لا تُعد فيه كرة القدم الرياضة الأولى، وتقام في توقيت غير مناسب، وبأسعار غير واقعية؟ من الطبيعي أن تكون النتيجة مخيبة.
لو كنت من مشجعي كرة القدم في أفريقيا أو أمريكا الجنوبية، ففكرة السفر إلى الولايات المتحدة لحضور البطولة قد لا تبدو سهلة أبدًا. الموضوع ليس فقط ف سعر التذكرة أو حجز الفندق. العقبة الأكبر كانت التأشير.
الولايات المتحدة معروفة بنظام تأشيراتها الصعب. الحصول على موعد في السفارة قد يستغرق شهورًا. وحتى لو حصلت على موعد، ليس هناك ضمان أنك ستحصل على التأشيرة. كثير من مشجعي الفرق المشاركة مثل الأهلي أو صن داونز واجهوا هذه المشكلة.
بعض المشجعين لم يستطيعوا حتى تقديم طلب التأشيرة في الوقت المناسب.
آخرون رفضت طلباتهم بدون أسباب واضحة.
البعض حصل على التأشيرة، لكن تكلفة السفر كانت باهظة، فقرروا التراجع.
هناك نقطة مهمة أيضًا. الجو العام داخل أمريكا فيه نوع من التوتر تجاه المهاجرين. هذا جعل كثير من الناس، خاصة من الجاليات اللاتينية أو العربية، يتجنبون الذهاب إلى أحداث ضخمة فيها تواجد أمني كبير. البعض خاف أن يتعرض للتفتيش أو المساءلة لمجرد أنه في المكان الخطأ بوقت غير مناسب.
حتى داخل أمريكا، المشجعون الذين لا يملكون إقامة قانونية فضّلوا متابعة المباريات من المنزل أو عبر الإنترنت. فالأمان الشخصي أصبح أولوية قبل المتعة.
المباراة
سعة الملعب
الحضور
نسبة الامتلاء
تشيلسي × LAFC
75,000
22,000
29%
مانشستر سيتي × الوداد
70,000
37,446
53%
دورتموند × فلومينينسي
84,000
41,000
49%
أولسان × ماميلودي صن داونز
25,500
3,412
13%
كما نرى، لا أحد تجاوز نسبة الحضور 55%. هذا يدل على أزمة أكبر من مجرد تسويق ضعيف.
أسعار التذاكر كانت باهظة في البداية.
اختيار ملاعب كبيرة أفقد المباريات روحها.
توقيت المباريات غير مناسب للجمهور المحلي.
البطولة تفتقر لعنصر التحدي والندرة الموجود في كأس العالم أو دوري الأبطال.
صعوبة الحصول على التأشيرات قلّلت من الحضور الدولي.
البطولة لا تزال في بدايتها، وهذه النسخة تُعد اختبارًا لنجاح الفكرة. ومع الوقت، يمكن أن تتغير الأمور.
ربما تُعاد هيكلة الملاعب لتناسب الحضور الفعلي.
قد تُنظَّم المباريات في مدن أكثر شغفًا بكرة القدم مثل نيويورك أو لوس أنجلوس.
الفيفا قد تعيد النظر في توقيت المباريات وتخفيض التكاليف.
دعم تسويقي أفضل داخل أمريكا وخارجها قد يُحدث فرقًا.
كما قال يوهان كرويف: "كل عائق يُمكن تحويله إلى فرصة."
الحضور الضعيف في كأس العالم للأندية لم يكن صدفة. هو نتيجة تراكمات في التنظيم، التسعير، التوقيت، وحتى الفهم الخاطئ لطبيعة البطولة وجمهورها. لكن رغم ذلك، الفرصة لا تزال موجودة. في المستقبل، إذا تمت معالجة هذه الأخطاء، يمكن للبطولة أن تصبح أكثر جذبًا، وتحقق الحلم الذي وعدت به الفيفا: مهرجان كروي حقيقي، لا مدرجات فارغة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ ساعة واحدة
- السوسنة
الكلاسيكو المقبل قد يشهد حدثاً تاريخياً بمشاركة إنجليزية مزدوجة
السوسنة - من المحتمل أن يشهد كلاسيكو الكرة الإسبانية المقبل بين برشلونة وريال مدريد حدثاً تاريخياً غير مسبوق، بمشاركة لاعبين إنجليز في صفوف الغريمين التقليديين للمرة الأولى.وذكرت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية أن نادي برشلونة توصل إلى اتفاق مع مانشستر يونايتد لاستعارة المهاجم الإنجليزي ماركوس راشفورد خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، مع تحمّل النادي الكتالوني لكامل راتبه.وفي حال مشاركة راشفورد في الكلاسيكو، فإنه سيواجه زميليه في المنتخب الإنجليزي، جود بيلينغهام وترينت ألكسندر أرنولد، لاعبي ريال مدريد، لتكون المواجهة الأولى في تاريخ الكلاسيكو التي تضم لاعبين إنجليز من كلا الفريقين.وأشارت الصحيفة إلى أن انضمام راشفورد إلى برشلونة سيعزز من اهتمام وسائل الإعلام البريطانية بمتابعة الدوري الإسباني، خاصة بعد انضمام أرنولد إلى ريال مدريد في وقت سابق من هذا العام، بالتزامن مع بطولة كأس العالم للأندية.تجدر الإشارة إلى أن غاري لينيكر كان آخر لاعب إنجليزي ارتدى قميص برشلونة بين عامي 1986 و1989، فيما لعب أربعة إنجليز لريال مدريد في العقود الماضية: ستيف ماكمانامان، ديفيد بيكهام، مايكل أوين، وجوناثان وودغيت، قبل أن يلتحق بهم كل من بيلينغهام وأرنولد.ويترقب عشاق كرة القدم حول العالم هذه المواجهة التاريخية التي قد تضيف فصلاً جديداً في سجل الكلاسيكو الشهير. اقرأ أيضاً:


رؤيا
منذ 2 ساعات
- رؤيا
تطورات إيجابية في ملف الإصابات داخل معسكر الأهلي
كشف مصدر داخل الجهاز الفني للنادي الأهلي المصري، الثلاثاء، عن مستجدات ملف المصابين في صفوف الفريق، خلال معسكر الفريق المقام حاليًا في مدينة طبرقة التونسية. وأكد المصدر في تصريحات أعلامية، أن حسين الشحات تماثل للشفاء من إصابته بتمزق خفيف في عضلة السمانة، والتي أبعدته عن التدريبات خلال الأيام الماضية، حيث شارك بشكل تدريجي في الحصة التدريبية الصباحية، تمهيدًا لعودته الكاملة خلال اليومين المقبلين. وعن إصابة المدافع أحمد رمضان "بيكهام"، أوضح المصدر أن اللاعب تعرض لكدمة في "أنكل القدم" خلال مباراة الأمس أمام الملعب التونسي، والتي انتهت بفوز الأهلي (4-1). وقد خضع لأشعة صباح اليوم أكدت أن الإصابة طفيفة، وسيبدأ المشاركة التدريجية في التدريبات بدءًا من يوم غد الأربعاء. أما النجم إمام عاشور، الذي أجرى عملية جراحية مؤخراً لعلاج كسر في عظمة الترقوة، فأشار المصدر إلى أنه يحتاج نحو أسبوعين فقط للعودة والمشاركة تدريجيًا في تدريبات الكرة. وفي السياق ذاته، بدأ اللاعب مروان عطية تنفيذ برنامج بدني خفيف، بعد الراحة التي حصل عليها عقب خضوعه لعملية فتاق. وتُعد هذه التطورات الإيجابية بمثابة دفعة معنوية كبيرة للمدرب مارسيل كولر، الذي يسعى لتجهيز كافة العناصر قبل انطلاق الموسم الجديد بكل قوة.


ملاعب
منذ 4 ساعات
- ملاعب
وسام أبوعلي يعتذر لجمهور الأهلي
ظهر اللاعب وسام أبوعلي للمرة الأولى عقب الجدل الكبير الذي حدث في الفترة الماضية بشأن وجهته المقبلة. نشر النادي الأهلي المصري على إكس مقطع فيديو للاعب الفلسطيني، تقدم خلاله بالاعتذار لجماهير ناديه ومجلس الإدارة وزملائه في الفريق لما بدر منه في الفترة الماضية بسبب رغبته في الرحيل. اضافة اعلان وقال وسام أبوعلي في الفيديو: "أعتذر لجماهير الأهلي ورئيسه محمود الخطيب وإدارة النادي واللاعبين وكل شخص له مكان في قلبي على ما بدر مني من تصرفات". وتابع "لا أريد سوى حب جماهير الأهلي والإدارة، منذ فترة أمر بضغوط أسرية وفعلت أشياء لا أوافق عليها لأنني لا أوافق على مثل هذه التصرفات من أي لاعب آخر". وأضاف "النادي الأهلي كبير وعظيم وعلاقتي به منذ اليوم الأول رائعة جداً، وهو النادي الذي جعلني أكبر في كرة القدم وساعدني في الحصول على عروض الاحتراف وأن أصبح نجماً في الكرة، ولعبت معه أفضل موسم ونصف الموسم في حياتي". وواصل "اشتريت منزلاً هنا في مصر وأسرتي جاءت للمعيشة معي هنا بسبب حبي للأهلي ومصر". وزاد "تصرفت بشكل لا يليق بلاعب النادي الأهلي، وقضيت أفضل أيام حياتي في الأهلي والجمهور كان يدعمني في الفترة التي كنت أقابل فيها سوء توفيق، والأهلي هو من جعلني نجم نجوم منتخب فلسطين". وأردف "الأمور كبرت مني بشكل سريع وأصبحت غير قادر على التصرف ولا أعرف ماذا أفعل، لكني أؤكد أن أي شخص أو جهة تحدثت باسمي ضد الأهلي أنا لا أؤيدها وليس لي علاقة بهم لأنني لاعب في النادي الأهلي". وأكمل "أحترم إدارة الأهلي ومتأكد أنها ستتفهم ظروفي الأسرية، وإذا تمت الصفقة أم لا أنا سعيد جداً أنني في النادي الأهلي وأقدر ذلك، ودون الأهلي لما شاركت في مونديال الأندية وظهرت أمام العالم كله، حيث إنني أعشق النادي الأهلي وشرف لأي لاعب أن يلعب في الأهلي وهو أكبر ناد لعبت له في حياتي". ونشر 24 يوم 20 يوليو (تموز) الماضي خبراً تحت عنوان (وسام أبوعلي يجهز اعتذاره لجمهور الأهلي)، وهو ما يؤكد صحة رؤيتنا للأزمة وتحليلنا السليم.