
الحوثيون يتهمون غروندبرغ بـ«الانحياز» ويلوِّحون بقطع التواصل معه
وكانت الجماعة المتحالفة مع إيران قد هاجمت بين يومي الأحد والثلاثاء الماضيين سفينتي شحن يونانيتين في البحر الأحمر وأغرقتهما، وأدت الهجمات إلى مقتل 4 بحارة على الأقل، وجرح آخرين، وفقدان 12، مع اعتراف الجماعة باحتجاز عدد منهم.
وفي حين تواصل الجماعة الحوثية من وقت لآخر إطلاق صواريخ ومُسيَّرات باتجاه إسرائيل تحت ذريعة مساندة الفلسطينيين في غزة، تسود مخاوف يمنية من هجمات إسرائيلية انتقامية أشد قسوة من الضربات السابقة.
وفي بيان منسوب للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أدان «بشدة» استئناف الحوثيين هجماتهم على السفن المدنية العابرة للبحر الأحمر، ولا سيما الهجمات التي وقعت بين 6 و8 يوليو (تموز).
وقال البيان إن غرق السفينتين «ماجيك سيز» و«إيترنيتي سي» إلى جانب مقتل ما لا يقل عن 4 من أفراد الطاقم وإصابة آخرين، يشكّل تصعيداً خطيراً في هذا الممر المائي الحيوي.
ومع ورود تقارير تفيد بفقدان ما لا يقل عن 15 من أفراد الطاقم، دعا الأمين العام الحوثيين إلى عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها عرقلة عمليات البحث الجارية عن الطاقم المفقود وإنقاذه.
ووصف البيان هذه الأفعال الحوثية -بالإضافة إلى كونها هجوماً غير مقبول على سلامة وأمن الطواقم البحرية- بأنها انتهاك لحرية الملاحة، وكذلك تشكل تهديداً مباشراً لحركة النقل البحري، وتنذر بخطر جسيم يلحق أضراراً بيئية واقتصادية وإنسانية كبيرة في بيئة ساحلية تعاني هشاشةً أصلاً.
صورة وزعها الحوثيون تظهر لحظة غرق السفينة «إيترنيتي سي» في البحر الأحمر (رويترز)
وشدد البيان الأممي على ضرورة التزام جميع الأطراف باحترام القانون الدولي في جميع الأوقات. كما أكد أهمية الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن رقم 2768 (2025)، المتعلق بهجمات الحوثيين على السفن التجارية وناقلات الشحن.
وجدد غوتيريش -في البيان الذي جاء على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك- التزام الأمم المتحدة المتواصل بدعم جهود التهدئة على نطاق أوسع في المنطقة، إلى جانب استمرار انخراطها مع الجهات الفاعلة اليمنية والإقليمية والدولية، بهدف التوصّل إلى حل سلمي ومستدام للنزاع في اليمن.
موقف أوروبي
في سياق المواقف الدولية من تصعيد الحوثيين البحري، أدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم الحوثي على السفينة التجارية «إيترنيتي سي» في البحر الأحمر، ما أدى إلى غرق السفينة، كما أدان الوفاة المأساوية لعدد من أفراد الطاقم وإصابة آخرين.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدي اليمن -في بيان- إنه ينبغي للحوثيين عدم عرقلة عمليات إنقاذ ومساعدة السفن المنكوبة، وينبغي لجميع الدول المشاطئة تقديم كل المساعدة الممكنة في هذا الأمر.
وإذ دعا البيان الحوثيين إلى الإفراج الفوري ودون شروط عن أفراد طاقم «إيترنيتي سي» الناجين، وصف الهجمات بأنها تعد انتهاكاً للقانون الدولي وتهدد بشكل مباشر السلام والاستقرار في المنطقة والتجارة العالمية وحرية الملاحة، بوصفها مصلحة عالمية عامة، وتؤثر على الوضع الإنساني المتردي أساساً في اليمن، مشدداً على وجوب توقفها.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أنشأ مهمة لحماية الملاحة في البحر الأحمر، أطلق عليها «مهمة أسبيدس» وبدأت عملها في فبراير (شباط) 2024، بمشاركة عدد من فرقاطات دول الاتحاد العسكرية، ولكنها لم تنخرط في مواجهة مباشرة مع الحوثيين كما فعلت واشنطن ولندن.
وخلال الأشهر الماضية رافقت قوات المهمة الأوروبية كثيراً من السفن التجارية في البحر الأحمر، وكذلك ساهمت في عمليات إنقاذ للسفن التي تعرضت للهجوم، وتصدت في مرات كثيرة لهجمات حوثية بالطائرات المُسيَّرة والصواريخ.
غضب حوثي
على وقع الإدانات الأممية لأفعال الجماعة الحوثية، اتهمت الأخيرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ بـ«الانحياز» وعدم الحياد، وهددت بقطع التواصل معه.
وجاء رد الفعل الحوثي في بيان لخارجية حكومتها الانقلابية غير المعترف بها؛ حيث وصفت بيان غروندبرغ الذي أدان الهجمات بأنه «يعكس عدم حياديته» وقالت إنه «تجاهل بشكل كامل الأسباب الجذرية للتصعيد في البحر الأحمر» في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي حين اتهمت المبعوث بـ«الانحياز» قالت إن بيانه يجعلها «تجد صعوبة في التعاطي معه»، وهددت بأنها قد تلجأ «إلى تصعيد أكثر من مجرد إيقاف التواصل الرسمي مع المبعوث ومكتبه».
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن قد أعرب في بيان عن «قلقه البالغ إزاء غرق السفينة (إيترنيتي سي)»، محذراً من التبعات الإنسانية والبيئية للهجمات البحرية التي تنتهك القانون الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 2722.
وأكد غروندبرغ أن استهداف السفن يعزز خطر انزلاق المنطقة إلى صراع أوسع، داعياً جماعة الحوثي إلى «تقديم ضمانات مستدامة ووقف الهجمات فوراً»، والبناء على الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة، بشأن وقف الأعمال العدائية في البحر الأحمر.
ويضع رد الفعل الحاد من الحوثيين على غروندبرغ الجهود الأممية في اليمن أمام تحدٍّ جديد؛ خصوصاً مع مساعي المبعوث لإحياء مسار السلام اليمني وفق خريطة الطريق التي كانت قد توسطت فيها السعودية وعُمان أواخر 2023، والتي تجمد المضي فيها إثر تصعيد الجماعة البحري والإقليمي.
ويرى مراقبون أن تهديدات الحوثيين المتواصلة بحرمان السفن المتعاملة مع إسرائيل من عبور البحر الأحمر والبحر العربي، بدأت تُترجم إلى عمليات دامية، كما حصل مع السفينتين الأخيرتين، وسط تحذيرات من أن تتسع دائرة المواجهة وتخرج عن السيطرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 2 ساعات
- الوئام
انتقادات أوروبية ومكسيكية لرسوم ترامب الجمركية الجديدة
أثارت التهديدات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، بدءًا من 1 أغسطس المقبل، موجة من الانتقادات الحادة وردود الفعل الدولية الرافضة، وسط تحذيرات من اندلاع حرب تجارية جديدة. رفض أوروبي ومكسيكي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وصفت الخطوة الأمريكية بأنها 'غير متكافئة'، مهددة باتخاذ 'إجراءات مضادة متناسبة' إذا لزم الأمر، وأكدت استعداد الاتحاد الأوروبي لمواصلة التفاوض رغم التهديدات، مشددة على أن أوروبا تحترم قواعد التجارة العادلة وتتمتع بأحد أكثر الاقتصادات انفتاحًا في العالم. أما المكسيك، فقد عبّرت عن 'خيبة أملها العميقة' إزاء ما وصفته بـ'الاتفاق غير العادل'، وشددت على أن سيادتها 'غير قابلة للتفاوض'، لكنها أبقت الباب مفتوحًا أمام الحوار. رسالة ترامب وتحذيراته في رسائل رسمية وجهها إلى فون دير لاين والرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم، قال ترامب إن الولايات المتحدة عانت 'لعقود من العجز التجاري المزمن' بسبب سياسات جمركية وغير جمركية تفرضها تلك الدول، مضيفًا: 'علاقتنا التجارية بعيدة كل البعد عن المعاملة بالمثل'. وهدد ترامب برفع الرسوم إلى ما فوق 30% إذا أقدمت أي من الدولتين على الرد بالمثل، وقال في مقابلة بثتها شبكة 'فوكس نيوز' السبت إن 'بعض الدول غاضبة جدًا الآن، لكننا نحصد مئات المليارات من الدولارات'. تصعيد متعدد الجبهات لم تتوقف قرارات ترامب عند الاتحاد الأوروبي والمكسيك، بل شملت هذا الأسبوع أيضًا الإعلان عن رسوم جمركية جديدة على واردات من اليابان وكوريا الجنوبية وكندا والبرازيل، في تصعيد واسع النطاق قد يعيد رسم خريطة العلاقات التجارية الأمريكية. وبحسب البيت الأبيض، تم إرسال رسالة تهديد رسمية إلى كندا بفرض رسوم تصل إلى 35%، رغم أن بعض السلع قد تُستثنى بموجب اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (USMCA). ردود فعل من قادة أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب عن 'معارضته الشديدة'، فيما دعا رئيس وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني إلى التوصل إلى 'اتفاق عادل' يجنّب الطرفين التصعيد. أما رئيس وزراء هولندا ديك سخوف فطالب الاتحاد الأوروبي بالبقاء 'موحدًا وحازمًا' في المفاوضات مع واشنطن. في المقابل، دعا رئيس لجنة التجارة بالبرلمان الأوروبي بيرند لانغه إلى الرد فورًا، واعتبر الخطوة الأمريكية 'صفعة لجهود التفاوض'. قلق في قطاع السيارات الألماني جمعية صناعة السيارات الألمانية حذّرت من العواقب المحتملة للرسوم الجديدة على القطاع، معتبرة أن أي تصعيد سيؤدي إلى ارتفاع التكاليف ويهدد استقرار سلاسل الإمداد. المكسيك: مستعدون للتفاهم ولكن… الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم قالت إنها ما زالت واثقة من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، مؤكدة استعداد بلادها للتعاون في الملفات الممكنة، لكنها شددت على أن 'السيادة الوطنية ليست محل تفاوض'. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الرسوم المقترحة ستشمل السلع الخاضعة لاتفاق التجارة الحرة مع المكسيك، وسط التباس حول إعفاءات محتملة. تصعيد واسع النطاق مع إعلان البيت الأبيض فرض رسوم أو التهديد بها على 24 دولة والاتحاد الأوروبي المكوّن من 27 دولة، يبدو أن الإدارة الأمريكية تتجه نحو مواجهة شاملة مع أبرز شركائها التجاريين. وتسعى إدارة ترامب إلى إبرام 90 اتفاقًا تجاريًا خلال 90 يومًا، وفق ما صرّح به مستشاره التجاري بيتر نافارو، حيث تم حتى الآن الإعلان عن اتفاقات أولية مع كل من المملكة المتحدة وفيتنام.

العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
حذر من موجة تضخم جديدة في أميركا وعودة ارتفاع أسعار الفائدة
لم يتردد الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان"، جيمي ديمون ، في توجيه انتقادات لاذعة لأوروبا عندما تحدث في وزارة الخارجية الأيرلندية. وقال في تصريحات نقلتها صحيفة فاينانشال تايمز: "أنتم تخسرون"، متحدثاً عن القدرة التنافسية الأوروبية مع الولايات المتحدة وآسيا. وأضاف: "لقد انحسر الناتج المحلي الإجمالي لأوروبا من 90% من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي إلى 65% على مدى 10 أو 15 عاماً. هذا ليس جيداً". وأضاف ديمون يوم الخميس: "لدينا سوق ضخمة وقوية، وشركاتنا كبيرة وناجحة، ولديها نطاق عالمي هائل. لديكم هذا، ولكن يتضاءل شيئاً فشيئاً"، بحسب ما ذكرته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية Business". لن يكون هذا الشعور مفاجئاً لقادة المنطقة ورجال الأعمال، الذين لطالما أكدوا على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بخفض الحواجز التجارية، واستكمال أسواق رأس المال والاتحادات المصرفية، وتبسيط أنظمته التنظيمية والضريبية والقانونية لزيادة الاستثمار وتعزيز النمو في المنطقة. كما سلطت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وتصدع العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة والصين الضوء على افتقار أوروبا للسيادة في مجالات تتراوح من الطاقة والمعادن الحيوية إلى مراكز البيانات والاتصالات عبر الأقمار الصناعية والخدمات الرقمية. وفي معرض حديثه عن مسألة التنافسية، قال ديمون: "يجب أن يكون كل شيء سوقاً واحدة". وقال: "إن تحقيق ذلك في السوق الموحدة يعني أيضاً بنوكاً مشتركة، وقوانين إفصاح مشتركة، وبورصات مشتركة، وقوانين شفافية مشتركة، ومناخاً". شهدت مواقف المستثمرين تجاه أوروبا تحولاً إيجابياً ملحوظاً في النصف الأول من عام 2025، مدعومةً بتوقعات بدفعة مالية كبيرة في ألمانيا، أكبر اقتصاداتها، وزيادة الإنفاق الدفاعي الإقليمي، وانخفاض أسعار الفائدة، وفترة من الاستقرار السياسي النسبي - لا سيما في ظل تقلبات صنع السياسات والخطابات الصادرة عن البيت الأبيض. وقد أدى ذلك إلى أداء قوي ومتفوق في الأسواق العامة، ولفت انتباه المستثمرين في الأسواق الخاصة الباحثين عن فرص قيمة. مع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تنتظر الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تنفيذ الإصلاحات الداعمة للنمو، وترسيخ علاقته مع الولايات المتحدة، أكبر شريك تجاري واستثماري ثنائي له. وقال ديمون أيضاً إن التضخم قد يعود للظهور كمشكلة كبيرة للولايات المتحدة، وإن احتمال ارتفاع أسعار الفائدة مجدداً أعلى مما يعتقده معظم الناس. وأضاف: "يُقدر السوق احتمال رفع أسعار الفائدة بنسبة 20%، وأنا أقدر احتمالاً بنسبة 40-50%. أعتبر ذلك مدعاة للقلق". وفي الشهر الماضي، صرح ديمون في مؤتمر بأن الاقتصاد الأميركي مُعرض "لانكماش في الأشهر المقبلة"، مع "احتمال تدهور الأرقام الحقيقية قريباً".

سعورس
منذ 8 ساعات
- سعورس
وسط تصاعد التحذيرات الدولية.. إدانة أممية لعرقلة الحوثي جهود إنقاذ البحارة المفقودين
وقال المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك: إن الهجمات التي نُفذت خلال الفترة من 6 إلى 8 يوليو الجاري، وأسفرت عن غرق السفينتين "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي"، تمثل تصعيداً خطيراً جديداً يهدد سلامة الملاحة في واحد من أهم الممرات البحرية العالمية. وأوضح أن الهجمات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة بحّارة، ووقوع إصابات عدة، فيما لا تزال جهود الإنقاذ جارية للبحث عن أكثر من 15 مفقوداً من طاقم سفينة"إترنيتي سي". وأكد الأمين العام أن هذه الهجمات "غير مقبولة"، لما تشكله من تهديد مباشر لسلامة وأمن البحارة المدنيين، وانتهاك صريح لحرية الملاحة البحرية، مشيراً إلى أنها تحمل خطر التسبب بكوارث بيئية وإنسانية واقتصادية جسيمة، خصوصاً في منطقة ساحلية تعاني بالفعل من هشاشة بيئية. وشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني، وبتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2768 (لعام 2025)، الذي يُطالب الحوثيين بوقف الهجمات على السفن المدنية فوراً. كما جدد غوتيريش التزام الأمم المتحدة بمواصلة العمل مع كافة الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية للتوصل إلى حل سلمي مستدام للأزمة في اليمن، مشدداً على أهمية تجنب التصعيد، ودعم المساعي الدبلوماسية الرامية لخفض التوترات وحماية أمن الملاحة الدولية. تأتي هذه الإدانة الدولية في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع رقعة الصراع البحري، وتأثيره على خطوط التجارة العالمية، وسط دعوات متكررة من المجتمع الدولي لضبط النفس وحماية البحّارة المدنيين والممرات البحرية الحيوية.