
أسبوع على العدوان على إيران..قراءة في المأزق الصهيوني الجديد!معن بشور
أسبوع على العدوان على إيران
قراءة في المأزق الصهيوني الجديد
معن بشور
قبل أسبوع بالتمام والكمال بدأ العدوان الصهيوني المدعوم أمريكياً واستعمارياً هجومه الذي طال انتظاره على إيران في عملية خداع استراتيجي غير مسبوق بعد خمس جلسات بين المفاوض الأمريكي والإيراني وعشية الجلسة السادسة.
وقبل أسبوع بالتمام والكمال، وفيما العالم ينتظر الجولة السادسة من المفاوضات التي حاول الرئيس الأمريكي دونال ترامب الإيحاء بأنه على وشك الوصول إلى تفاهم مع طهران، بدأت تل أبيب هجومها الجوي على الجمهورية الإسلامية مستهدفة كبار القادة العسكريين والعلماء والمراكز الحيوية ومنتظرة أن يلاقيها حراك داخل الجمهورية فيكون إطباق على الشعب الإيراني من الخارج والداخل.
لكن الأيام السبعة التي مرّت على هذا العدوان سارت باتجاه مخالف لتوقعات تل أبيب وحلفائها، وبدأ واضحاً أن طهران قد انتقلت من 'الصبر الاستراتيجي' إلى 'الدفاع الاستراتيجي'، إلى بدايات 'الرد الهجومي الاستراتيجي'، وأن السلطات الإسرائيلية التي طالما تباهت بحرية الإعلام لديها تحولت إلى مانع لنشر أي خبر يظهر حجم الخسائر التي منيت بها، وإذ بتنا أمام انقلاب مفاجىء في المشهد الذي أرادته تل أبيب مشهداً حاسماً لمصلحتها، فإذ به يتحول إلى مشاهد التصدي لها من فلسطين إلى لبنان إلى اليمن تأكيداً بأن المعركة الدائرة في غزّة وفلسطين بحاجة إلى إسناد متكامل من دول عربية وإسلامية ومن أحرار العالم، يرتقي بالتضامن الإنساني الذي أطل من اللحظات الأولى للمعركة من دول عربية وإسلامية وصديقة إلى مستوى الفعل السياسي والميداني الذي يعيد الاعتبار لقوى الشعوب، بل لحقوق الإنسان الفعلية التي طالما تغنى للدفاع عنها أصحاب الدول الكبرى، فيما كانوا يمارسون عكسها تماماً.
فالدول العربية والإسلامية التي لا يستطيع أحد أن ينكر أن العديد منها قد ندّد بالعدوان على الجمهورية الإسلامية منذ اليوم الأول، مدعوة اليوم لاستكمال هذا الموقف المتطور من رفض العدوان على طهران والمتجه نحو تجاوز الخلافات والصراعات المعروفة بما يجعل الكيان الصهيوني يستجدي ترامب الدخول المباشر لإنقاذه وهو المهدد بهزيمة عسكرية كبرى وأذ بالإسرائيليين يتدافعون للهروب من كيانهم إلى الخارج بأي ثمن، ممن أضطر حكومتهم إلى إغلاق المطارات والحدود البرية ومنع السفر الذي طال عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر أمريكية وغير أمريكية.
ورغم التعتيم الإعلامي غير المسبوق، أخذت تخرج من قلب الكيان صور ومقابلات تظهر فداحة الخسائر التي مُنِيت بها تل أبيب على غير صعيد، لاسيّما على صعيد المرافق والمؤسسات الاستراتيجية التي طالما تغنى الصهاينة باهميتها ومستواها ومناعتها ودورها.
وبات واضحاً أن قول قائد تاريخي لمقاومتنا في هذا العصر، سماحة الشيهد السيد حسن نصر الله رحمه الله، أن 'إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت' أصبحت حقيقة لا يستطيع حتى المكابرون إنكارها أمام هول ما يرونه داخل الكيان وعبر بواباته المحاصرة بالهاربين.
ما دامت القرارات صعب اتخاذها على مستوى مجلس الأمن بسبب الفيتو المعروف، فلماذا لا يتم اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرارات ملزمة بوقف العدوان في إطار ما يسمى 'بالتحالف ضد الحرب' كما حصل يوم الحرب الكورية عام 1950، والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حين اتخذت القرارات لوقف الحرب بالتصويت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لإجبار الدول المعتدية على وقف عدوانها دون خشية أن تمارس دول كبرى حق الفيتو، كما فعلت، وما زالت، الولايات المتحدة الأمريكية' لدى التصويت على كل قرار يدعو إلى وقف العدوان على غزّة أو على فلسطين اليوم.
طبعاً إزاء هذه التحركات الرسمية العربية والدولية المطلوبة بما فيها اتخاذ قرارات بمقاطعة دولية للكيان الصهيوني فهناك مجالات ومواقف عملية مطلوبة، على الصعيد السياسي والدبلوماسي والإعلامي من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين دول المنطقة من جهة، ومن أجل ردع نهائي لهذه العنجهية الصهيونية المدعومة أمريكياً وأوروبياً ضد دول المنطقة والتي تتنقل عدوانيتها من دولة إلى أخرى.
فلماذا لا تعقد قمة عربية – إسلامية عاجلة في القاهرة أو الرياض أو حتى أنقرة وتعلن مواقف وإجراءات ضد المعتدي الإسرائيلي وأبرزها قطع العلاقات معه وإسقاط التطبيع وصولاً إلى بناء آليات عربية وإسلامية وعالمية داعمة للمقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية ضد العدو الصهيوني.
ولماذا لا تجري جهود لتحريك المؤسسات الدولية، لاسيّما في الأمم المتحدة لاتخاذ قرارات عقابية بحق هذا الكيان على غرار ما جرى مع دول معتدية أخرى.
وإذا كان اتخاذ مثل هذه القرارات صعباً في ظل حكومات ما زالت 'ترتجف' من غضب واشنطن عليها، فالحركة الشعبية العالمية المعادية للاستعمار والصهيونية تستطيع أن تصعّد من تحركاتها ضد العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما ضد حكوماتها، من أجل اتخاذ قرارات عقابية ضد الكيان الصهيوني.
قد تكون الحرب على إيران في بداياتها، لكن نهاية هذا العدوان آتية لا ريب فيها، وعلى الأرجح أن هناك انتصار لطهران مهما كانت الخسائر البشرية والمادية كبيرة، وبالتالي انتصار للقضية التي استهدفت من أجلها طهران، كما استهدفت مصر يوماً، وسورية والعراق ولبنان واليمن وليبيا، على مدى عقود وهي قضية فلسطين التي ستبقى هذه المنطقة من العالم مشتعلة حتى يستعيد شعب فلسطين أرضه وحقوقه ويستعيد العرب والمسلمون وأحرار العالم كرامتهم واستقلالهم وحقوقهم.
ومن يريد أن يعرف نتيجة هذه الحرب العدوانية على إيران عليه أن يراقب ماذا يجري في شوارع طهران والمدن الإيرانية من مظاهرات تتحدى القصف الأمريكي وتبشر بالانتصار الإيراني.
20/6/2025
The post أسبوع على العدوان على إيران..قراءة في المأزق الصهيوني الجديد!معن بشور first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
عِبرة من التاريخ … أين هم الآن؟
من الأمور التي لا خلاف عليها بين المؤمنين أن زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ليست مجرد شعيرة عابرة أو تقليد ديني يمارسه الناس بل هي موقفٌ إيماني وتجسيد عملي لقيم الولاء والوفاء والارتباط بالمبادئ التي استشهد من أجلها سيد الشهداء (عليه السلام). حين نرجع إلى التاريخ نجد أن هناك من الطغاة والجبابرة من حاولوا بشتى الوسائل منع الناس من زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وتضييق الطريق على الزوار منهم من حاول هدم الضريح ومنهم من حاول إغراقه ومنهم من فرض الضرائب الجائرة على الزوار وآخرون قطعوا الطرق وقطعوا الأيدي والأرجل لمن أراد أن يصل إلى كربلاء. ولكن … ماذا كانت نهايتهم؟ كلهم ذهبوا إلى مزبلة التاريخ… وبقي ذكر الحسين وزواره خالدًا… وبقيت الملايين تهتف من كل مكان لبيك يا حسين . ليس من السهل أن تمنع طريقًا سُقي بالدم وارتوى بالتضحيات على مر السنين وسالت دماء زكية وسُبيت نساء وفُقدت أرواح من أجل أن يبقى طريق الحسين مفتوحًا لكل من عشق زيارته فالناس قدمت أرواحها لتقول للعالم لن نُمنع من زيارة الحسين ولو قطعت الأوصال . لكل من يفكر أو حتى يخطط أو يتجرأ على اتخاذ موقف ضد زوار الحسين (عليه السلام) أقولها بصدق ولوجه الله كلا… وألف كلا… لا تضع نفسك نِدًّا للإمام الحسين (عليه السلام). قد تكون لديك ملاحظات على بعض المظاهر المصاحبة للشعائر وقد ترى بعض السلوكيات التي تحتاج إلى تصحيح وهذا أمر مقبول وموجود في كل زمان… لكن الأصل ثابت… والزيارة حق من حقوق المؤمنين وأي محاولة للتعرض لها أو الإساءة للزوار وهي وقوف ضد الحسين نفسه… وضد نهجه وضد ما بذل من أجله حياته. التاريخ علمنا أن ما لا يصح من الشعائر سيصحح بمرور الزمن بفعل وعي الناس والمصلحين من أهل الدين والعلم أما أصل الزيارة فهي باقية ما بقي الليل والنهار. قال الله تعالى: 'إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ' طريق الحسين (عليه السلام) هو طريق العزة والكرامة طريق الأحرار وطريق من وقفوا نصرةً للحق ورفضًا للظلم والذل ولهذا تمضي هذه الملايين من الزوار رداؤهم العزة… ورايتهم الكرامة… تعلموا من إمامهم أن يرفضوا الظلم وألا يركعوا إلا لله الواحد القهار.


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
المجالس الحسينية مصنع الأبطال
حرارة الطف لم تبرد منذ ألف وأربعمائة سنة، لا زالت مستعرة في قلوب المؤمنين، طاقة تدفعهم للسير إلى الأمام على طريق الحسين (عليه السلام) الذي يتمسك بأسس الإسلام، التي غرسها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم). هذه النار التي توقد باستمرار على شكل مجالس حسينية، تخرج منها الأبطال الذين يكملون مسيرة الطف في كل زمان، ليرفعوا راية الحق بوجه كل مستكبر وطاغوت. المجالس الحسينية مدرسة الأجيال، التي تغرس فيهم الدين والقيم النبيلة، وتحافظ على الفطرة السليمة، وتضخ في عروق مريديها 'هيهات منا الذلة' و'يا أبا الله لنا ذلك' و'مثلي لا يبايع مثله' و'وأبالموت تخوفني' ليكونوا أصوات الرفض بوجه الظلم. لم تقتصر الثورة الحسينية ضد يزيد فقط، وإنما سارت لتشمل كل الظالمين، من يزيد إلى هارون، ومن صدام إلى نتنياهو وترامب، ثورة لا تتوقف، وصوت الإمام الحسين الذي نادى به الأجيال 'هل من ناصر ينصرنا' يخرق أسوار القرون التي تبعدنا عنه، ليدخل إلى قلوب المؤمنة، فتستجيب له، وتقف بوجه يزيد عصرها. المجالس الحسينية أكسير الصمود وحصن المجتمع من كل المؤامرات، التي تحاك للتغيير ثقافة المجتمع الإسلامي، فنجد المجتمع الذي تربى في المجالس الحسينية، قوي لا يهزم، ولا تنثني عزيمته أمام العواصف العاتية، يصمد باستشهاد قادته، ويمتص الصدمة ثم يبادر وينتصر، هذا كله من بركات المجالس الحسينية. كل الأبطال الذين تربعوا على مختلف أبواب الجهاد، هم من خريجي المجالس الحسينية، لتُعجَن طينتهم بمجالس العشق الحسيني، حتى قال السيد الخميني: كل ما لدينا من عاشوراء، صمود وإيمان وقوة ووعي وبصيرة، كلها من عاشوراء، فالله الله بالمجالس الحسينية، وزج الأطفال فيها ليكونوا أبطال المستقبل، الذين يقاتلون بين يدي الإمام المهدي المنتظر (روحي له الفداء) لأنه هو إمامنا الذي يقود المسيرة، وهو المُغْزَى بجده الحسين عليه السلام.


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
زوال العتمة وحفظ الوطن
ابتلى العراق أولاً ببعض ناس معممة اساسها ناصبة ، تضمر العداء لانصار وشيعة اهل البيت وطوائف البلد المتعددة ، بحقن توابعها بالحقد وغرس الطائفية واثارة فتن اكل عليها الزمن وشرب ولم يفت بعضدهم تغييركثير من المفاهيم والاحداث التاريخية ، وثانية ضالة ومضلة من المتقولين والمفسدين انصار الصهاينة وصنيعة الامريكان وبقية فضلات السفارات ، بإشاعة المفاسد باغراء مبالغ مالية من عرب الخليج من اصول يهودية وإسرائيلية من سكنة فضاءيات الفتنة وطرق ابواب السفارات للإساءة للبلد ونقل غير الواقع بقراءة الغرب والغطرسة الصهيونية ، وهل لا يدرك الوطني عمالة هؤلاء بالعمل لمصلحة الصهاينة التي تكون سبب في تمزيق البلد الى كانتونات طائفية وعرقية وقومية داخل الدولة وخاضعة لارادات وأوامر الشر الاجنبية والبعض المسمى عربية وانا في هذه السطور لا يعنيني ما تؤمن به هذه الفئة المتطرفة من افكار احادية الجانب يراد املائها على الاخرين بقدر ما ابين بطلان وضلال الطريق السائرة فيه الذي ادى الى تأخر هذه الامة عن ركب العالم المتطور الذي يسير بخطوات جادة وسريعة في كل جوانب الحياة وامتنا تسير سيرا على الاقدام واعجز بامتعة تحد من نهضة الواقع العربي والاسلامي أما المرتزقة الذين اذهب الله عنهم البصر والبصيرة ، تريد قلع جذور بلد حضاري بدا من السومرية والاشورية والبابلية وصولا الى العصر الحديث لا تستلهم هذا الارث الذي يميز العراقي في خصوصيته ومعتقداته الراسخة في عقول ابداعية غنية بكل ما هو موروث مادي وبشري ، وتنشر بذاءة ما تتفوه به السنتهم القذرة من زرع قلق ووهم في نفوس ضاقت مرغمة وخارج ارادتها ( بالفساد والبطالة وتردي الصحة والتعليم والصناعة ) التي تعمل الحكومة على اخراجها وإصلاحها بما انعم الله على البلد من خيرات ، وجراء ما تعرض له الناس من ابتلاء وكوارث الحروب العبثية والهجمة الداعشية الوهابية عطلت قدرات السعي والعمل الجاد والمخلص فترة من الزمن لبناء البلد واعادة كل مفاصل مقوماته الى الحياة مجددا . شمس المنجزات واضحة وعطاء في مواجهة التحديات الظالمة من حساد الحرية والحاقدين على التجربة بعد 2003 التي رسمت خارطة جديدة للانسان العراقي الجديد التي انهت والى الابد مشروع امريكا واسرائيل اللحاق بحلقة التطبيع واجبرت هذيان الكلاب والقطيع السائبة الدونية ان تخرس في مجابهة الحق ، وفي هذا الجانب تتحمل هيئة الاعلام العراقية الثقل الاكبر بفضح حقيقة هؤلاءالذيول والمنحرفين وتقديمهم للقضاء العادل لجحودهم وزوال العتمة وحفظ الوطن