
عشية عيد الجيش... الرئيس عون يطرح معادلة السيادة: لا سلاح خارج الدولة وتعديلات جوهرية على الورقة الأميركية!
زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزارة الدفاع بمناسبة عيد الجيش ووضع اكليلا على ضريح شهداء الجيش، والقى قائد الجيش العماد رودولف هيكل كلمة ترحيب معاهدا اكمال المسيرة.
وقال هيكل: "نتعهّد أن نحمي الاستقرار والسلم الأهلي ولن نسمح أبداً بأيّ تهديد لأمن بلادنا. كلّي أمل في أن تحمل لنا الأيام المقبلة الاستقرار والازدهار لوطننا العزيز".
بدوره، أكد رئيس الجمهورية أن قَسَمه العسكري منذ أربعين عاماً لا يزال حياً فيه، كما أن قسمه أمام اللبنانيين قبل ثمانية أشهر "لا رجوع عنه"، موجهاً تحية للعسكريين: "لكم كل الشكر والجميل، وفاءً لتضحياتكم، لطهر دمائكم، لصلوات الأمهات وقلق الآباء".
وأضاف: "لأني أعرف معنى التضحية وقدسية الشهادة، أدرك أن شعباً يستحق الحياة لا يترك شهداءه يسقطون مرتين، مرة في الدفاع عنه، ومرة في النسيان أو الإنكار أو المساومة".
وأشار عون إلى أن كل شهيد قاتل وقاوم من أجل لبنان هو ذخر في بناء وطن مستقل، مزدهر، عصري، يحتضن شعبه وينفتح على العالم، مؤكداً أن الوفاء لتضحيات الشهداء يفرض وقف الموت والدمار والانتحار، خاصة عندما تصبح الحروب عبثية لمصالح الآخرين.
وتابع، "أيها الجيش الأبيّ، في عيدك افتخر، لأن لا مؤسسة يجمع عليها اللبنانيون أكثر من الجيش، ولا مؤسسة صمدت بوجه الفساد والضيق وقدمت تضحيات مثل الجيش".
واعتبر أن الجيش هو "نسيج مصغّر عن الشعب اللبناني بأبهى صوره"، وأنه ربّاه على حب الوطن دون اجتزاء، وحب الشعب دون شعبوية، وحب الله دون طائفية. وأكد أن واجبه كقائد أعلى هو الحفاظ على هيبة الجيش وكرامته وقوته، حمايةً لسيادة لبنان ووحدة شعبه وسلامة أراضيه.
ودعا إلى التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية فقط، على كل الأراضي اللبنانية، قائلاً: "هذا واجبنا جميعاً، اليوم قبل غد، لاستعادة ثقة العالم بدولتنا، ولمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والإرهاب المتطرف".
وأشار إلى أن إسرائيل انتهكت السيادة آلاف المرات وقتلت مئات المواطنين منذ إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024، ورفضت الانسحاب من الأراضي التي احتلتها وإطلاق سراح الأسرى، ومنعت الأهالي من العودة إلى قراهم.
وأشاد بصمود الجيش إلى جانب الأهالي، وخصوصاً بدور الشهيد المقدم محمد فرحات الذي واجه المحتل ببطولة واستشهد في غارة إسرائيلية، مؤكداً أن الجيش نفذ مهماته بتطبيق وقف النار بالتنسيق مع اللجنة العسكرية الخماسية، رغم قلة الإمكانات، وواصل بسط سلطته على منطقة جنوب الليطاني.
وكشف رئيس الجمهورية عن مفاوضات باشَرها مع الجانب الأميركي، بالاتفاق الكامل مع رئيس الحكومة نواف سلام والتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتهدف إلى تنفيذ إعلان وقف إطلاق النار الذي أقرّته الحكومة السابقة بالإجماع.
وأوضح أن الورقة الأميركية خضعت لتعديلات جوهرية ستُعرض على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل، وتتضمن النقاط الآتية:
وقف فوري للأعمال العدائية الإسرائيلية، بما فيها الاغتيالات.
انسحاب "إسرائيل" خلف الحدود المعترف بها دوليًا، وإطلاق سراح الأسرى.
بسط سلطة الدولة وسحب سلاح كل القوى المسلحة، ومن ضمنها حزب الله، وتسليمه للجيش.
تأمين دعم سنوي بمليار دولار لعشر سنوات للجيش والقوى الأمنية من الدول الصديقة.
عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار لبنان في الخريف المقبل.
ترسيم الحدود مع سوريا بوساطة أميركية وفرنسية وسعودية وأممية.
حلّ أزمة النازحين السوريين.
مكافحة التهريب والمخدرات ودعم الزراعة والصناعة البديلة.
وأضاف أن هذه البنود تُمثّل فرصة لبناء استقرار دائم واستعادة أراضي لبنان، وإعادة الناس إلى منازلهم، وترسيخ دور الدولة والجيش في آن معاً، داعياً إلى إنهاء "رهانات الماضي وأوهام أن المقاومة قد تكون خارج الدولة".
ووجّه عون نداء إلى القوى التي واجهت العدوان قائلاً: "ليكن رهانكم على الدولة فقط، لا تضيّعوا التضحيات، ولا تقدموا الذرائع لاستمرار الحرب. وأنتم أشرف من أن تخاطروا بمشروع بناء الدولة".
وأكد أن دعوته إلى حصرية السلاح "لا تمسّ أحداً بل هي لضمان السيادة وتحرير ما تبقى من أراضٍ محتلة"، وختم بالقول: "لا أضمن من سلاح الجيش بوجه العدوان. فلنحتمِ جميعاً خلف الجيش، لأن قيادته هي الأضمن وولاءه هو الأمتن".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
عشائر البقاع تدعو للتحرك!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلنت عشائر البقاع عن دعوتها إلى حراك شعبي واسع نحو بيروت، وذلك نهار الثلاثاء 6 آب 2025 تزامنًا مع انعقاد جلسة الحكومة. وقالت العشائر في بيان: 'يا أهلنا الكرام، يا أحرار هذا الوطن، يا أبناء العشائر الشريفة، من أرض البقاع الصامد، من ساحات الشرف والعزة، نُطلقها دعوة صادقة وجامعة: بيروت تنادينا… والبقاع لَبّى النداء. تدعو عشائر البقاع كافة إلى حراك شعبي واسع وضخم، والانطلاق نحو العاصمة بيروت يوم الثلاثاء الموافق 6 آب 2025، تزامنًا مع انعقاد الجلسة، في موقف تاريخي لن يُمحى من ذاكرة الوطن. وأضاف البيان: 'نحن أبناء هذه الأرض لن نقبل أن نُهمّش، ولن نصمت أمام ما يُحاك ضد أهلنا وحقوقنا، وسنكون في مقدّمة الصفوف. وأردف: 'إن هذا التحرك ليس تهديدًا، بل تحذيرًا، ليس انفعالًا، بل موقف نابع من وجع الناس وصبرهم الطويل. نحن عشائر البقاع، إذا حضرنا غيّرنا، وإذا قررنا فعلنا. فليسمع الجميع: البقاع قادم… والكرامة أولًا'.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
رئيس حزب "معسكر الدولة" "الإسرائيلي" المعارض بيني غانتس: إقالة المستشارة القانونية مسرحية مختلقة تظهر انفصال حكومة فقدت صلتها بالمجتمع "الإسرائيلي".
Aa اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 19:25 اليونيسف: 28 طفلا يموتون يوميا بغزة من القصف والتجويع وسوء التغذية ونقص الخدمات وهو ما يعادل فصلا دراسيا. 19:24 غانتس: بدلا من انشغال الحكومة بإعادة الرهائن وتعزيز المقاتلين وتوحيد الشعب تعيدنا إلى ما قبل 6 تشرين الأول. 19:23 هيئة البث "الإسرائيلية": المحكمة العليا أصدرت أمرا مؤقتا بتجميد قرار الحكومة بإقالة المستشارة القانونية. 19:23 رئيس حزب "معسكر الدولة" "الإسرائيلي" المعارض بيني غانتس: إقالة المستشارة القانونية مسرحية مختلقة تظهر انفصال حكومة فقدت صلتها بالمجتمع "الإسرائيلي". 18:50 السير متوقف على الطريق البحرية بين انطلياس والزلقا بسبب استخدامه ذهاباً وإيابا. 18:33 ويليام نون: الملف مشروط بتحقيق العدالة ولسنا مضطرين أن نتحمّل النكد السياسي ونكد بعض القضاة ,إذا الكلّ يقول أنّه مع إنجاز الملف وتحقيق العدالة فلماذا لم يصدر القرار الظني؟.


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
أوكرانيا تعول بقوة على طائرات مسيرة اعتراضية كدرع جوي منخفض التكلفة
طائرة مسيرة أوكرانية من طراز FPV تابعة للفوج 1129 المضاد للطائرات أثناء تحليقها في مكان لم يكشف عنه في منطقة دنيبروبتروفسك، أوكرانيا، 8 يوليو 2025. رويترز عندما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نهاية الشهر الماضي إن كييف بحاجة إلى ستة مليارات دولار لتمويل إنتاج طائرات مسيرة اعتراضية، ووضع هدفا بإنتاج 1000 طائرة يوميا، كانت لديه أسبابه. وبعد تعديل مفاهيم ساحة المعركة بعد تنفيذ مهام اقتصرت في السابق على الصواريخ بعيدة المدى والمدفعية الميدانية، أصبحت الطائرات المسيرة الأوكرانية الآن تضاهي المسيرات الروسية، وهو ما يعد مكسبا كبيرا لكييف في ظل تناقص مخزونها من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية. وعلى مدى الشهرين الماضيين، تقول إحدى المنظمات الخيرية الأوكرانية التي تورد مسيرات اعتراضية إن أجهزتها أسقطت نحو 1500 مسيرة أرسلتها روسيا لاستطلاع ساحة المعركة أو لقصف المدن والبلدات الأوكرانية. والأهم من ذلك أن مثل هذه المسيرات بديلا رخيصا وموفرا لاستخدام صواريخ الدفاع الجوي الغربية أو سوفيتية الصنع والتي اُستنزفت بسبب عجز الحلفاء أو ترددهم في إعادة تزويد أوكرانيا بها. وتشير بعض التقديرات إلى أن سرعة الصواريخ الاعتراضية تزيد على 300 كيلومتر في الساعة، على الرغم من أن الأرقام الدقيقة تخضع لسرية شديدة. وقال زيلينسكي إن وحدات أخرى تستخدم المسيرات الاعتراضية لاستهداف طائرات من طراز 'شاهد' الانتحارية بعيدة المدى التي تطلقها روسيا على كييف ومدن أخرى، إذ تُسقط في بعض الأحيان العشرات منها كل ليلة. وتحولت الطائرات المسيرة منذ غزو روسيا الشامل لأوكرانيا من أداة مساعدة إلى إحدى الوسائل الأساسية لشن الحرب بالنسبة لكلا الجانبين. ولإسقاطها، يتعين على الطائرات الاعتراضية أن تكون أسرع وأقوى من تلك التي أحدثت ثورة بالفعل في الضربات الدقيقة بعيدة المدى والاستطلاع الجوي.