
قرية صربية تستقطب السياح بفضل أول مصّاص دماء في العالم!
ويتطلب تتبّع أثر بيتار بلاغوجيفيتش، أول مصاصي الدماء، زيارة مقبرة صغيرة تقع بين ثلاثة حقول ذرة وبحيرة، على بُعد نحو مئة كيلومتر شرق بلغراد. ويكتشف الزائر بين الشجيرات وراء المدافن بعض الشواهد القديمة.
في هذا الموقع، نبش القرويون في مطلع صيف العام 1725 جثمان بيتار بلاغوجيفيتش، بعد اشتباههم بأنه يستيقظ من بين الأموات ليلاً ليقتل الأبرياء.
ويوضح ميركو بوغيتسيفيتش الذي تقيم عائلته في المكان منذ 11 جيلاً: "كان يوماً من حزيران أو تموز.. استدعوا كاهناً وفتحوا القبر".
ويقول رئيس بلدية القرية السابق وكاتب السيرة غير الرسمي لبيتار بلاغوجيفيتش: "لقد وجدوا جثة سليمة تماماً.. عندما غرسوا في قلبه وتداً من الزعرور، راح دم جديد يسيل من فمه وأذنيه.. أدرك جميع الحاضرين أن الأمر لم يكن مزحة".
ويضيف، وهو يحمل عدد يوم 21 تموز 1725 من صحيفة "فيينريشه دياروم"، وهي الجريدة الرسمية لمحكمة فيينا: "كان على الأرجح رجلاً عادياً حالفه الحظ، أو كان حظه سيئاً، ليصبح مصاص دماء.. كل ما نعرفه عنه هو أنه جاء من كيسيلييفو، ويظهر اسمه في السجلات منذ قرابة العام 1700".
القصة انتشرت بسرعة، عندما روى الضباط الذين كانوا يحتلون الأراضي الصربية آنذاك هذه الأحداث لرؤسائهم، "أُرسلت بعثة من فيينا للتحقيق"، بحسب مدير مركز الدراسات الأوروبية في "ترينيتي كولدج" في دبلن كليمنس روثنر.
وصل الأطباء النمسويون إلى كيسيلييفو، وابتكروا كلمة "فامباير" (vampire)، أي "مصاص دماء"، التي لا يزال أصلها لغزاً حتى اليوم.
وقال روثنر في هذا الشأن: ثمة كلمة بلغارية قديمة هي "أوبيور" (Upior)، وتعني شخصاً سيئاً.. أعتقد أن القرويين تمتموا هذه الكلمة مرات عدة، وأساء الأطباء فهمها، وكتبوا "فامباير" في تقريرهم.
بأقلام النمسويين، نشأت الكلمة، وكذلك مفهوم مصّ الدماء.
بعد 300 عام، لم يعد أحد يعلم أن صربيا كانت موطن أول مصاص دماء، لكنّ كثراً من سكان كيسيلييفو يعتزمون تعويض ما فات، فهم من عثر على قبر بلاغوجيفيتش الذي أُخفي مكانه بفعل النسيان، وبدافع من التطيّر.
ويوضح أستاذ التاريخ نيناد ميهايلوفيتش: "أجرينا التحقيق قبل بضع سنوات مع باحثين متخصصين في تحديد المواقع التي تُصدر الطاقة في الأرض"، مضيفاً: "بجوار مكاننا، حدث أمر غير مألوف: غاصت القضبان التي كانوا يستخدمونها في الأرض بكل معنى الكلمة.. لم يرَ الباحث عن الطاقة شيئاً مماثلاً من قبل".
يضيف الرجل البالغ من العمر 62 عاماً، وهو يشير إلى الحجر الذي يُفترض أن مصاص الدماء دُفن تحته: "هذا القبر الذي تآكل شاهده على مر القرون، كان يُصدر مؤشرات إلى شيءٍ غير عادي".. بعد استخراج جثته، أُحرِقَت جثته، وأُلقي رماده في البحيرة.
ويأمل كثر في الإفادة من كل هذه القصص، وتلاحظ مديرة هيئة السياحة دايانا ستويانوفيتش أن "الإمكانات هائلة"، قائلة: "ترتبط أساطير وخرافات كثيرة بمنطقتنا.. لا أتحدث فقط عن قصة بيتر بلاغوجيفيتش، بل أيضاً عن سحر والاشيا. لكل قرية تقاليدها الخاصة"، في إشارة إلى الطقوس التي توصف أحياناً بالسحر الأسود، والتي لا تزال قائمة في هذه المنطقة المتاخمة لرومانيا.
ويقول ميركو بوغيتسيفيتش: "أعتقد أن ثمة أشياء لا نستطيع تفسيرها. أرواحنا ليست مجرد أرواحنا، وإذا كنا نؤمن بالحياة بعد الموت، بيسوع المسيح، فلماذا لا نؤمن بكل ذلك؟".
فهل كان بيتار مصاص دماء؟ يقول روثنر، مستنداً إلى نظرية وباء الجمرة الخبيثة الذي يُروى أنه انتشر في صربيا في مطلع القرن الثامن عشر، وكان وراء الوفيات التي نُسبت آنذاك إلى بلاغوجيفيتش: "مصاصو الدماء، مثل السحر، نماذج شائعة جداً لتفسير ما لا يمكن تفسيره، خصوصاً الظواهر الجماعية كالأوبئة".
ويضيف: "سردية مصاصي الدماء هي تفكير سحري، فبدلاً من تخيّل سبب مجهول، كالبكتيريا، تجد مذنباً: شخص شرير يموت ويجرّ الآخرين إلى القبر".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 11 دقائق
- مصراوي
بعد أنباء رحيله.. وسام أبو علي يحير الجمهور بهذه الصورة
القاهرة - مصراوي نشر وسام أبوعلي مهاجم نادي الأهلي، عبر حسابه الرسمي على موقع الصور والفيديوهات "إنستجرام" صورة له بقميص النادي الأهلي. وظهر أبوعلي في خاصية "الستوري" وهو يرتدي قميص الأهلي خلال إحدى المباريات، وذلك بالتزامن مع تداول أنباء عن رحيله المحتمل عن صفوف الفريق، وهو ما يحير الجمهور، ببقائه أو رحيله. وكان وسام أبوعلي قد شارك مع الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية 2025، ورغم تألقه اللافت في مباريات البطولة، إلا أن الفريق ودع المنافسات مبكرًا من دور المجموعات. وسجل أبوعلي "هاتريك" في مباراة الأهلي الأخيرة أمام بورتو في البطولة، ورغم خروج الفريق، لا يزال يتفوق أبوعلي في قائمة الهدافين، وتفوق عليه أربعة لاعبين فقط، حيث سجل كل منهم أربعة أهداف، متفوقين عليه بفارق هدف واحد، بعدما سجل ثلاثة أهداف في مباراة بورتو.


صوت العدالة
منذ 12 دقائق
- صوت العدالة
جيهان غريب تنال شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع التوصية بالنشر في موضوع 'الآليات القانونية الوطنية والدولية لمكافحة الإتجار بالبشر'
بقلم عزيز بنحريميدة في إنجاز علمي متميّز، توّجت الطالبة الباحثة جيهان غريب مسارها الأكاديمي بنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، بعد مناقشتها لأطروحة تحت عنوان: 'الآليات القانونية الوطنية والدولية لمكافحة الإتجار بالبشر: دراسة مقارنة'، وذلك برسم الموسم الجامعي 2024/2025. وقد جرت المناقشة تحت إشراف الدكتورة لبنى المهيمشة، وشارك في عضوية اللجنة العلمية كل من الأساتذة: الدكتور مراد آيت الحاج، أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة، رئيسا. الدكتور محمد بنطلحة، أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة، عضوا. الدكتورة لبنى المهيمشة، مشرفة وعضوا. الدكتور إدريس البعمراني، عضوا. الدكتور إبراهيم الصويعي، عضوا. الدكتور عمر الحواصلي، أستاذ محاضر ومؤهل بكلية الحقوق بطنجة، عضوا. وقد أثنت اللجنة على المستوى العلمي والمنهجي للأطروحة، نظرا لما تضمنته من معالجة رصينة ومتعمقة لإحدى الإشكاليات الكبرى التي تواجه المجتمعات المعاصرة، والمتمثلة في جريمة الاتجار بالبشر، حيث انصبت الدراسة على تحليل الإطار القانوني الوطني والدولي، في أفق البحث عن سبل تعزيز النجاعة القانونية والتنسيق المؤسسي في مواجهة هذه الجريمة العابرة للحدود. وبعد مناقشة مستفيضة، قررت اللجنة بالإجماع منح الطالبة جيهان غريب شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا، مع التوصية بالنشر، وهو تتويج مستحق يؤكد تميز الباحثة على المستويين العلمي والشخصي، لا سيما وأنها تعد من أصغر الباحثات اللواتي حصلن على الدكتوراه، إلى جانب إتقانها لخمسة لغات حية، ما يعكس رصيدا معرفيا وثقافيا يؤهلها للانفتاح الأكاديمي على محيط دولي أوسع. وتشكل هذه الأطروحة إضافة نوعية للخزانة القانونية المغربية والعربية، وتفتح آفاقا جديدة للبحث العلمي حول ظاهرة الاتجار بالبشر، التي باتت من التحديات العالمية التي تتطلب تضافر الجهود التشريعية والمؤسساتية والحقوقية على المستوى الوطني والدولي.

سعورس
منذ 12 دقائق
- سعورس
الطفل أمانة.. لا سلعة مُهانة
نشر الوعي بحقوق الصغار وحمايتهم من الإيذاء والإهمال تُعد إساءة معاملة الأطفال مشكلة عالمية، وتؤدي إلى عواقب وخيمة تدوم مدى الحياة، وكشفت دراسة علمية بجامعة إدنبره في إسكتلندا أن أكثر من 300 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، يقعون ضحايا للاستغلال والاعتداء الجنسي عبر الإنترنت كل عام. وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة «ذا غارديان» البريطانية، فإن 12.6 % من أطفال العالم، أي نحو 302 مليون شخص من فئة الأطفال والشباب، وقعوا ضحايا لمحادثات وصور ومقاطع فيديو دون رضاهم في عام 2023. وفي الأعوام الأخيرة كشفت الدراسات عددا من أنماط استغلال الأطفال ومن أشدها خطورة الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت، وكذلك إدخالهم في التسول والتكسب المادي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. «الرياض» في قراءتها لقضية استغلال الأطفال ستتناول السياسة التي تنتهجها المملكة للعناية بالطفل، ودور الجهات المعنية لتطبيق هذه السياسات، ومن أبرزها جهود هيئة حقوق الإنسان بالمملكة، ووزارة الموارد البشرية المعنية بحماية الطفل ومجلس شؤون الأسرة، والجهات العدلية والأمنية ذات العلاقة. توعية الأطفال ويشير تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة -يونيسيف- عن حالة أطفال العالم 2017 "الأطفال في عالم رقمي"، أن الأطفال والمراهقين الأقل من 18 عاماً يشكّلون نحو ثلث مستخدمي الإنترنت في مختلف أنحاء العالم، وتبين أن الأطفال يدخلون الإنترنت بأعمار أصغر مما كان عليه الأمر من قبل، ففي بعض البلدان يكون معدل الاستخدام دون 15 عاماً مماثلاً للمعدل عند البالغين فوق 25 عاماً، وصنف الباحثون المخاطر التي يواجهها الأطفال على الإنترنت إلى ثلاث فئات؛ مخاطر المحتوى، ومخاطر الاتصال، ومخاطر السلوك، وحث على محو "الأمية الرقمية" وإبقاء الأطفال مطلعين ومشاركين وآمنين على الإنترنت عن طريق زيادة التعاون بين الحكومات وخبراء التقنية لتطوير منصات ومناهج تقنيات المعلومات والاتصالات في المدارس الابتدائية إلى المدارس الثانوية، كما دعا إلى الاستثمار في تدريب المعلمين في مجال التقنية الرقمية وتوعية الأطفال على مخاطر الإنترنت، وكيف يحمون أنفسهم منها. حماية قانونية وفي عام 2002، أصبح تجريم التودد للأطفال عبر الإنترنت أكثر إلحاحاً في بريطانيا بعد اختفاء طفلتين تبلغان من العمر 10 سنوات بعد أن استخدمتا الكمبيوتر، وفي دراسة بجامعة تيسمسيلت في الجزائر ، أكد الباحث شاكر سليمان أنه في ظل تطور تقنيات الاتصالات، بات من الضروري وجود حماية قانونية للأطفال عبر شبكة الإنترنت لمواجهة استغلالهم جنسياً. ويمكن إرجاع حظر الاستغلال الجنسي للأطفال إلى اتفاقية الأمم المتحدة الصادرة 1949م، والخاصة بحظر الاتجار بالأشخاص واستغلال الآخرين، أي قبل ظهور شبكة الإنترنت، واعتبرت الأمم المتحدة استغلال الأطفال جنسياً فعلاً مجرماً. رعاية وحماية وحرصت المملكة منذ تأسيسها على توفير الرعاية الاجتماعية لمواطنيها كافة على قدم المساواة وفي مقدمتهم الطفل، وقد نص النظام الأساسي للحكم على تعزيز هذا الحق وحمايته، حيث جاء في المادة العاشرة منه على أن تحرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة، والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية، ورعاية جميع أفرادها، وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم. وكفل النظام لجميع الأفراد الرعاية والحماية الشاملة، وراعى بالأخص حقوق الطفل، حيث اعترف بوجوب تقديم الرعاية الصحية المجانية التي تشتمل على ضرورة تمكين الأطفال من الحصول على اللقاحات الإلزامية بالمجان وحقهم في الصحة، وكذلك توفير الدراسة المجانية لجميع المراحل الدراسية والجامعية، وتوظيف المقررات الدراسية لتحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية التي تتلاءم مع نمو الطفل وتشجعه على اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة، علاوةً على ذلك، تصرف المملكة مكافآت لمن يلتحق بالتعليم الجامعي. تطوير ودعم وحقوق الطفل مجموعة من حقوق الإنسان التي وضعت خصيصاً لجميع من لم يتجاوز سن الثامنة عشرة مراعاة لطبيعتهم وضعفهم، وبشكل عام فإن الأطفال يتمتعون بحقوق خاصة بهم -بالإضافة إلى حقوق الإنسان الأساسية-، آخذة في عين الاعتبار احتياجات الطفل الخاصة التي تتناسب مع عمره، وضعفه، وأهمية تطويره ودعمه، وقد جاءت أنواع حقوق الطفل في المملكة متعددة، ومن أبرزها حق الحياة، وحق الحصول على اسم وجنسية -حق الهوية-، وحق التربية والتعليم، وحق الغذاء، وحق الصحة، وحق الحرية، وحق الحماية، وتشمل الأخيرة حمايته من الإيذاء الجسدي، والنفسي، والجنسي، بل وحتى الإهمال. واعتنت المملكة بالأنظمة والتدابير التي تحمي حقوق الطفل ومن أبرزها الأحداث ونظام الحماية من الإيذاء، ونظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، ونظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالإضافة إلى العديد من التدابير واللوائح والمؤسسات والبرامج التي تهدف إلى حماية حقوق الطفل وتعزيزها. أنظمة واتفاقيات ونظام حماية الطفل بالمملكة يعنى حماية كل شخص لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، ومواجهة الإيذاء -بكافة صوره- والإهمال الذي قد يتعرض لهما في البيئة المحيطة به، إذ يؤكد النظام على حقوق الطفل التي قررتها الشريعة الإسلامية وقررتها الأنظمة والاتفاقيات الدولية التي أصبحت المملكة طرفاً فيها، ومن أهداف نظام حماية الطفل بالمملكة التأكيد على ما قررته الشريعة الإسلامية، والأنظمة والاتفاقيات الدولية التي تكون المملكة طرفًا فيها والتي تحفظ حقوق الطفل وتحميه من كل أشكال الإيذاء والإهمال، وحمايته من كل أشكال الإيذاء والإهمال ومظاهرهما التي قد يتعرض لها في البيئة المحيطة به -المنزل أو المدرسة أو الحي أو الأماكن العامة أو دور الرعاية والتربية أو الأسرة البديلة أو المؤسسات الحكومية والأهلية أو ما في حكمها-، سواء وقع ذلك من شخصٍ له ولاية على الطفل أو سلطة أو مسؤولية، أو له به علاقة بأي شكل كان، أو من غيره، وضمان حقوق الطفل الذي تعرض للإيذاء والإهمال؛ بتوفير الرعاية اللازمة له ونشر الوعي بحقوق الطفل وتعريفه بها، خاصةً ما يرتبط بحمايته من الإيذاء والإهمال. محظورات متصلة ومن المحظورات المتصلة بحماية الطفل؛ حظر تشغيله قبل بلوغه سن الخامسة عشرة، وحظر تكليفه بأعمال قد تضر بسلامته أو بصحته البدنية أو النفسية، وحظر استخدامه في الأعمال العسكرية أو النزاعات المسلحة، وكذلك حظر استغلاله جنسيًّا، أو تعريضه لأشكال الاستغلال الجنسي، أو المتاجرة به في الإجرام أو التسول، وحظر استخدامه في أماكن إنتاج المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية أو تداولها بأي شكل من الأشكال، وحظر بيع التبغ ومشتقاته للطفل وغيره من المواد التي تضر بسلامته، إضافةً إلى أنه يحظر أن يستخدم في شرائها أو أماكن إنتاجها أو بيعها أو الدعاية لها، وحظر استيراد وبيع ألعاب الطفل أو الحلوى المصنعة على هيئة سجائر أو أي أداة من أدوات التدخين، وحظر عرض المشاهد التي تشجع الطفل على التدخين، ويحظر كذلك التدخين أثناء وجوده، إلى جانب حظر إنتاج ونشر وعرض وتداول وحيازة أي مصنف مطبوع أو مرئي أو مسموع موجه للطفل يخاطب غريزته أو يثيرها بما يزيّن له سلوكاً مخالفاً لأحكام الشريعة الإسلامية أو النظام العام أو الآداب العامة، أو يكون من شأنه تشجيعه على الانحراف السلوكي أو الفكري، وحظر مشاركته في السباقات والنشاطات الرياضية أو الترفيهية التي تعرض سلامته أو صحته للخطر، وحظر القيام بأي تدخلٍ أو إجراء طبي للجنين إلاّ لمصلحة أو ضرورة طبية. رصد مستمر وأكدت هيئة حقوق الإنسان في بيان لها حول قضايا استغلال الأطفال بأي شكل من أشكال الاستغلال أنها ترصد بشكلٍ مستمرٍ أي تجاوزات تهدد حياة استقرار حياة الأطفال وتنتهك حقوقهم، وأشارت هيئة حقوق الإنسان في المملكة أنها رصدت بعض التجاوزات التي تهدد استقرار حياة الأطفال وتنتهك حقوقهم من أجل الشهرة أو التكسب المادي، مشددةً على أنها تتابع الإجراءات النظامية في ملاحقة كل من ينتهك حقوق الطفل مهما كانت صلته أو قرابته بالطفل، وأشارت الهيئة إلى أن أنظمة المملكة تجرّم وتعاقب كل من ينتهك حقوق الطفل، داعيةً إلى أهمية الالتزام بحقوق الطفل التي كفلتها الأنظمة المرعية في المملكة وتعزيز الرقابة لحمايتها من أي انتهاكات قد تتعرض لها سواءً داخل محيط الأسرة أو خارجه، وأن كل التعديات التي تحدث في هذا الإطار يجب أن تواجه بصرامة، وبيّنت أن ظاهرة استغلال الأطفال في وسائل التواصل الاجتماعي والزج بهم في حوارات لا تتناسب مع أعمارهم انتهاك جسيم يهدد حياة الطفل النفسية والسلوكية. أنظمة وطنية وشدّدت هيئة حقوق الإنسان على أهمية التقييد بعدم انتهاك الحق في الخصوصية وأمن المعلومات كأحد الحقوق الأساسية للإنسان، الذي يعني أن لكل شخص حياته الخاصة بما في ذلك الأطفال، الذين تكفل لهم الأنظمة هذا الحق كغيرهم من فئات المجتمع الأخرى، موضحةً أنه مع تطور التقنيات الإلكترونية ووسائل الاتصالات وتنامي استخداماتها أضحت المعلومات الشخصية للأفراد والصور متداولة في تلك الوسائط، مما يجعلها عرضة للاعتداء من قبل الآخرين، وجددت هيئة حقوق الإنسان التأكيد على أن الأنظمة الوطنية تعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمس مائة ألف ريال، أو بإحدى العقوبتين كل من يمس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا، أو ما في حكمها، حيث لا تقل عقوبة السجن أو الغرامة عن نصف حدها الأعلى إذا اقترنت الجريمة بالتغرير بالقُصَّر ومن في حكمهم، واستغلالهم، كما كفلت الأنظمة للطفل الحق في حمايته من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خطيراً أو أن يمثل إعاقة لتعليمه، أو أن يكون ضارًّا بصحته أو بنموه البدني، أو العقلي، أو المعنوي، أو الاجتماعي. عدة أساليب وكشف "الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت" والذي أقيم في المملكة في وقت سابق أن هناك عدة أساليب لاستغلال الطفل جنسياً ومن أبرزها؛ ابتزاز الطفل بنشر معلوماته الخاصة والسرية من خلال تهديده بنشرها، والاستدراج عن طريق التواصل والمحادثات المستمرة مع الطفل لفترة من الزمن لكسب ثقته حتى يستجيب لما يطلب منه، وكسب ثقة الطفل من خلال مشاركته الألعاب الإلكترونية المنبثقة من الشبكة العنكبوتية ومساعدته على الفوز، وكذلك جلب انتباهه وتشويقه بإرسال مقاطع إباحية أو غيرها من المقاطع التي تؤدي إلى إثارة فضوله ورغبته بالتواصل معه مع مصدر هذه المقاطع حتى ينال ثقته، والوصول إلى رقم هاتف الطفل والتواصل معه هاتفيا أو عن طريق الرسائل النصية، إضافةً إلى استخدام برامج التواصل ك"الواتساب"، و"سناب شات" وغيرها من البرامج التي تسمح بالتواصل مع الطفل لكسب ثقته، واستغلال الظروف المادية للطفل واستدراجه لتوفير احتياجاته وإغرائه ببعض الماديات بعد التعرف على البريد الإلكتروني الخاص به، واستغلال الظروف النفسية للطفل المعنف والمهمل وإغراؤه بما ينقصه من الحنان المفقود عند أهله. ثقة مفرطة وعن أسباب استجابة الطفل للمستغلين جنسياً عبر الإنترنت كشف "الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت" أن هناك عدة أسباب منها؛ الثقة المفرطة التي كونها الجاني خلال التواصل لفترات طويلة مع الطفل، والخوف من تنفيذ الجاني لتهديداته في حالة عدم الاستجابة لرغباته، والتعرض للعنف أو الإهمال في المنزل والبحث عن الاهتمام من طرف آخر، إضافةً إلى الحاجة المادية التي يحتاجها الطفل، وضعف التواصل الأسري مما يجعل الطفل لا يتحدث لوالديه، ورغبة الضحية الناتجة عن الزيارات المتكررة للمواقع الإباحية، إلى جانب ضعف رقابة الوالدين لاستخدام الأبناء للشبكة العنكبوتية وعدم معرفة من يتواصل معهم، وتوفر المعلومات الخاصة للطفل وسهولة الحصول عليها لمن يريد الاستغلال، وكذلك التشتت الأسري والذي يدفع الطفل للخلوة والبعد عن المشاركة الأسرية، وفقدان أحد الأبوين مما يدفع الطفل للجوء للبديل عبر مواقع الشبكة العنكبوتية. إدارة خاصة ومن الجهود المبذولة في مجال التصدي والحماية بالمملكة إنشاء إدارة خاصة في مكافحة الجرائم المعلوماتية في الأمن العام، وإنشاء شعبة مكافحة الجرائم الإباحية والاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت في الأمن العام، والتواصل مع شرط المناطق لاستكمال إجراءات الضبط والاستدلال والتنسيق مع النيابة العامة بذلك، ومعالجة البلاغات الواردة من الشرطة الدولية فنياً، ومن ثم إحالتها لشرطة المنطقة التي تقع الجريمة في حدودها، وكذلك التوعية والتثقيف للعاملين من خلال المشاركة في المؤتمرات والدورات وورش العمل، وتطوير الكوادر العاملة في مجال ضبط البلاغات وجمع الاستدلالات في كيفية التعامل مع هذه القضايا والإجراءات التي يجب اتخاذها. إقامة دورات عن منهجية الدفاع عن حقوق الطفل بالتعليم والفن والإعلام توعية المجتمع بأنظمة حماية الطفل وحقوقه وسلامته قراءة - د. مناحي الشيباني