وداعًا الفيلسوف الضاحك .. بقلم عبد اللطيف المناوي
هناك وجوه تألفها، تحبها، تتحوّل إلى صديق أو إنسان قريب حتى دون أن تلتقيه وجهًا لوجه. محظوظ من يكون هذا الإنسان، ومن هؤلاء المحظوظين الإنسان الراقى القريب إلى القلب الفنان
لطفى لبيب، رحمه الله. بينى وبينه لقاء لم يتم أبدًا، لكن بينى وبينه مودة حاضرة وتقدير مستمر. كنت أشعر به على الشاشة قريبًا، أيًا ما كانت الشخصية التى يقوم بها، وعندما نلتقى فى
المناسبات العامة نتبادل أطراف الحديث الودود وكأننا التقينا بالأمس، وأظن أنّه كان يحمل لى نفس مشاعر الاعتزاز والتقدير. وفى كل مرة ينتهى اللقاء، يؤكد كلٌّ منا للآخر أننا لازم نلتقى.
لطفى لبيب كان الفيلسوف الضاحك، الإنسان المتعالى على صراعات الحياة الصغيرة، الباحث فى عمق الأشياء عما يطبطب على النفوس. مع رحيله، نشعر أن جزءًا من دفء الشاشة وحلاوة الأداء قد غاب.. كنتُ أخرج دائمًا بإحساسٍ واحد: هذا رجلٌ رقيق الروح، متعالٍ على صغائر الحياة، وفيلسوفٌ يفتّش فى عمق الأشياء عمّا يربّت على النفوس. لذلك بدا خبر رحيله موجعًا وقريبًا، كأننى فقدتُ صديقًا قديمًا.
فى الكوميديا كما فى الدراما كان من يضبط إيقاع المشهد. شاهدناه فى أدوارٍ علِقت بالذاكرة من السفارة فى العمارة حيث أدّى شخصية ديفيد كوهين، إلى نصوصٍ معاصرة وضع فيها لمساته الخاصة، مرورًا بأدوارٍ أحبّها الجمهور فى السينما والتلفزيون على السواء. السرّ لم يكن فى مساحة الدور، بل فى مرونته على الشاشة وقدرته على استخراج الحقائق الصغيرة من بين السطور.
سنواته الأخيرة شهدت أزمةً صحيةً ثقيلة فقلّ حضوره وهو الذى كان لا يرضى أن يظهر إلا بكامل طاقته. وحين لاح فى الأفق احتمالُ أن يخذله صوته، اختار أن يعلن ابتعاده تدريجيًا، مُصرّحًا بأن الفنان لا ينبغى أن يُرهق ذاكرة الناس بصورةٍ لا تُشبهه. ذلك قرار يحتاج إلى شجاعةٍ وكرامة؛ أن تحافظ على ما بنيته من احترام، حتى لو كان الثمن صمتًا طويلًا.
لطفى لبيب لم يكن نجمًا بالمعنى الاستعراضى للكلمة. كان وجهًا مصريًا يعرف الناس كيف يبتسم، وكيف يعبّر عن ضيقٍ عابرٍ بنظرة، وكيف ينقل حنان الأب أو مكر الصغير أو دهشة البسيط بصدقٍ يسبق الكلمات. كان من
القلائل الذين يتعاملون مع الكوميديا بوصفها ذكاءً وجدانيًا: تُضحك لأنك تفهم الإنسان، لا لأنك تُلقى نكتة. لذلك صار حضوره فى بيوتنا قرينَ الطمأنينة، تدخل المشهد فتطمئن أن فى العمل عينًا ترى وقلبًا يلتقط.
لأن لطفى لبيب كان يُجيد ما هو أصعب من الإضحاك والإبكاء: كان يُذكّرنا بأن الفن خدمةٌ عامة للروح. بين ساحات المسرح وكواليس الاستوديو ومعارك الحياة، ظلّ وفيًّا لفكرة أن الصدق هو البطل الحقيقى. وحين وصل فى الحياة إلى لحظاته الأخيرة، خرج منها كما كان يدخل المشهد: هادئًا، مهذبًا، مهيبًا بلا ادّعاء.
رحم الله لطفى لبيب.
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
التفاصيل الاخيرة فى حياة الفنان أحمد رشوان
وقال مصدر بنقابة المهن التمثيلية أن الفنان أحمد رشوان الذي كان يقيم في دار المسنين توفي منذ أيام بعد شعوره بالإعياء وانتقل بصحبة أسرته إلى المستشفي منذ أيام وتوفاه الله داخل المستشفي وقد أقيمت صلاة الجنازة. وكان الفنان الراحل يقيم في دار إقامة كبار الفنانين, بمدينة 6 أكتوبر، حيث حظي برعاية كاملة حتى وفاته.
نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
«محبتي كبيرة لك».. كارول سماحة تدعم أنغام برسالة مؤثرة
كارول سماحة وأنغام أحمد خالد حرصت الفنانة اللبنانية كارول سماحة على إرسال رسالة دعم لصديقتها أنغام، وذلك بعد أزمتها الصحية الأخيرة، وخضوعها لعملية جراحية في ألمانيا. كارول سماحة توجه رسالة دعم لصديقتها أنغام ونشرت كارول سماحة رسالة دعم للمطربة أنغام عبر «ستوري» بموقع «إنستجرام»، جاء فيها: «أنغام الصديقة والفنانة الكبيرة، بعرف قديش إنتي قوية، وقلبك كبير قد الفن يلي بتعطيه، بتمنى لك الشفاء العاجل من قلبي، وراجعة أقوى من الأول مثل دايما، محبتي كبيرة إلك». محمود سعد يطمئن محبي أنغام على حالتها الصحية وكان الإعلامي محمود سعد قد طمأن خلال فيديو بثه بصفحته الشخضية، جمهور الفنانة أنغام بشأن حالتها الصحية، مشيرًا إلى أنها تمر بألم شديد لكنها ليست في خطر. وأكد محمود سعد في الفيديو: «كان بينا اتصال النهاردة أنا وأنغام، وأنا متابع معاها ومع ابنها عمر، هو بيطمني عليها، بس هي تعبانة، فيه ألم جامد، بتمر بتعب جامد لأن فيه مشاكل، إن شاء الله بعد 3 أو 4 أيام نقدر نشوف». وتابع سعد: «ادعوا لها لأنها بتمر بألم عنيف، لكن مفيش حاجة خطر، وهي كويسة، محتاجة دعاء علشان الألم الشديد اللي بتمر بيه»، مشيرًا إلى أن أنغام تتلقى الرعاية داخل المستشفى، ومن المتوقع أن تظل هناك حتى نهاية الأسبوع.
الزمان
منذ 2 ساعات
- الزمان
فيديو.. مايا دياب ترد غاضبة على تهكم أصالة: إنسانة بلا بقْوي
علقت الفنانة مايا دياب، على سخرية الفنانة أصالة من ألبومها الغنائي الأخير، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته في الأردن قبل حفلها في مهرجان جرش. وبدت مايا غاضبة أثناء تعليقها على تصريحات أصالة، قائلة: «هي إنسانة بلا بَقْوِي، ويا ريت توقف حديث لحد هون، وإذا بدكم تفسروا لها بالعربي، لإنها ما راح تفهم الكلمة بالإنجليزي»، بحسب وصفها. وأضافت في تصريحات لبرنامج «ET بالعربي»، اليوم الاثنين: «بدي أقول لها إن شاء الله ما يكون عندي وقت أعمل مؤتمر غير فني وإحكي فيه عن أصالة»، قبل أن تنهي المقابلة على الفور. وخلال مؤتمر صحفي، أجابت أصالة على سؤال حول ألبوم للفنانة مايا دياب، بمزيج من البرود والسخرية، في تصريح أعاد تسليط الضوء على الخلاف الشخصي بين الفنانتين. وقالت أصالة عند سؤالها خلال مؤمر صحفي على هامش مهجران جرش عن رأيها في ألبوم مايا دياب: «مين؟ نزلت ألبوم؟ ألف مبروك من سوء حظي ما شفته». وفي تلك اللحظة، وجهت أصالة حديثها للصحفية التي سألتها عن مايا دياب بالقول: «خلي المؤتمر فني! وخلينا مبسوطين مع بعض»، ما أثار ضحكات الحاضرين
