
بين الأوجاع والحلم.. حكاية "العندليب" الذي غنّى للحب والوطن
في الحادي والعشرين من يونيو لعام 1929، تمر ذكرى ميلاد واحد من أعذب الأصوات التي عرفها العالم العربي، الفنان عبد الحليم حافظ، الذي لم يكن مجرد مطرب، بل ظاهرة فنية وإنسانية استثنائية.
وبين أضواء الشهرة وظلال الألم، عاش العندليب الأسمر حياة مليئة بالأسرار واللحظات الحاسمة التي صنعت منه أسطورة خالدة؛ وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية..
عبد الحليم حافظ.. من "الحلوات" إلى قلوب الملايين
وُلد عبد الحليم حافظ عام 1929 في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، ليبدأ رحلة فنية لم تكن سهلة، حمل فيها وجع اليُتم مبكرًا بعد وفاة والديه، لينتقل إلى بيت خاله، وهناك بدأت تتفتح موهبته الغنائية، كما التحق بمعهد الموسيقى العربية، حيث درس العود والصوت، وهناك تميز بين أقرانه، ليشق طريقه لاحقًا في الإذاعة المصرية.
رحلة عبد الحليم حافظ مع المرض
منذ صباه، لازم المرض جسد عبد الحليم حافظ، حيث أُصيب بالبلهارسيا التي سببت له نزيفًا معويًا مزمنًا، ما اضطره لإجراء أكثر من 60 عملية طبية طوال حياته، ورغم الألم، ظل يُغني ويُسافر ويُشارك في الحفلات، متحديًا ظروفه الصحية القاسية بإرادة نادرة.
الحب الغامض.. عبد الحليم حافظ وسعاد حسني
لطالما طاردت عبد الحليم حافظ الشائعات بشأن حياته العاطفية، إلا أن أكثر القصص إثارة للجدل كانت حول علاقته بالفنانة سعاد حسني، والتي ترددت أنباء عن زواجهما العرفي في سرية تامة، وبين نفي وتأكيد، ظل العندليب صامتًا، تاركًا هذه الصفحة غير محسومة، مما أضفى عليها طابعًا أسطوريًا آخر.
عبد الحليم حافظ.. صوت الثورة
لم يكن عبد الحليم حافظ مجرد صوت رومانسي، بل كان صوت ثورة ووجدان أمة، خاصة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما غنّى للوطن، للهزيمة، للنصر، للجنود، وللأمل، وكان صوته يرافق الشعوب في أحلك اللحظات، من "إحنا الشعب" إلى "عدى النهار" و"صورة"، مؤكدًا أن الفن ليس ترفًا، بل سلاح وطني وإنساني.
السينما.. بوابة أخرى لتألق "العندليب"
قدم عبد الحليم أكثر من 15 فيلمًا سينمائيًا، منها "أيامنا الحلوة"، "الخطايا"، "حكاية حب"، و"يوم من عمري"، جمع فيها بين الغناء والتمثيل، وكان حريصًا على اختيار أدواره بعناية لتعكس صورته كفنان مثقف وذكي، يتجاوز حدود الصوت إلى روح الشخصية.
الأيام الأخيرة في حياة العندليب
في 30 مارس لعام 1977، توفي عبد الحليم حافظ في أحد مستشفيات لندن بعد مضاعفات المرض، تاركًا الوطن في حالة حزن جماعي، إذ خرجت جنازته بمشاركة مئات الآلاف من المشيعين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البشاير
منذ يوم واحد
- البشاير
مطرب السادات الذي غني له ولله لنكيد العزال ونقول اللي ماحدش قال
مع حلول الذكرى الـ23 لرحيل المطرب المصري محرم فؤاد (رحل في 27 يونيو/ حزيران عام 2002)، استعادت قنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية أعمال المطرب الراحل وأفلامه السينمائية، كما أعادت صفحات «سوشيالية» نشر بعض مواقفه من المطربين الجدد والمعاصرين له. وُلد محرم فؤاد في حي بولاق بالقاهرة في 24 يونيو 1934، وكان ينتمي لأسرة أصولها من صعيد مصر، ومنذ طفولته لفت الأنظار إليه بصوته الجميل وولعه بالموسيقى، وخاض أولى تجاربه الاحترافية في عالم الفن من خلال فيلم «حسن ونعيمة» الذي شارك بطولته مع سعاد حسني عام 1959، وغنى فيه أغاني شهيرة مثل «الحلوة داير شباكها» و«رمش عينه»، من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي، وكان قد التحق بمعهد الموسيقى العربية، حيث تلقى تعليماً أكاديمياً صقل موهبته. أهم مرحلة في حياة محرم فؤاد : ان الرئيس السادات إختاره مطرب المرحلة ، فأحس بزهو عميق ، كاد أن يفتك به ، وإنفجرت سلوكياته الخاصه في الزواج من الفاتنات واحدة بعد الأخري منهن مرفت أمين وملكة جمال العالم اللبانية ( ١١ زوجة ) . وقدم للسادات أغنيه كان ينتظرها ليرد بها علي خصومة السياسيين : ولله لنكيد العزال ونقول الي ماحدش قال . غناها ليكيد به حزب الوفد وخصوصا فؤاد سراج الدين باشا . وغناها ليكيد الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل . وغناها بعد مؤتمر بغداد العربي الذي فرض المقاطعة ضد مصر .. واستعادت صفحات على «تيك توك» و«إكس» برامج حوارية قديمة لمحرم فؤاد تحدث فيها عن فنانين قدامى مثل عبد الحليم حافظ وأسمهان وأم كلثوم، باعتبارهم يمثلون نماذج لا تتكرر في جمال الصوت وتفرده، وفي برنامج آخر تحدث عن مطربين جدد في مرحلة الثمانينات مثل هاني شاكر وعلي الحجار وعمرو دياب؛ إذ وصف الأول بأنه سيكون رائعاً في أغاني الأطفال، والثاني بأنه يصلح ليكون قائد كورال بصوته القوي والحماسي، والثالث قال عنه إنه يمكن أن يوظفه كبطل فيلم يتحدث عن مطرب قادم من بورسعيد يقدم أغاني شعبية من منطقة مدن القناة، مؤكداً أنه يحب أن يقول رأيه بصراحة. محرم فؤاد قدّم العديد من الأفلام في بداياته (يوتيوب) محرم فؤاد قدّم العديد من الأفلام في بداياته (يوتيوب) ويرى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، أن «محرم فؤاد كان واحداً من أعمدة الغناء في مصر، وقد ظهر في نهاية الخمسينات، واستمر حتى بداية الألفية الجديدة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «محرم فؤاد صاحب صوت قوي مميز اكتشفه هنري بركات وهو يحضر لفيلم (حسن ونعيمة)، وكان هو وسعاد حسني من الوجوه الجديدة وقتها، ورغم نجاح هذا الفيلم وصعود نجم فؤاد وقتها، فإن أعماله السينمائية لم تكن كثيرة». وقدّم محرم فؤاد 14 فيلماً سينمائياً ومسرحية واحدة هي «دنيا البيانولا» التي شارك في بطولتها مع كرم مطاوع وعفاف راضي، ومن أفلامه: «لحن السعادة» و«وداعاً يا حب» و«حكاية غرام» و«عشاق الحياة» و«الملكة وأنا» و«الصبا والجمال». وحول مشواره الغنائي قال سعد الدين: «استطاع محرم فؤاد أن يشق طريقه بشكل مهم في الستينات في وجود عبد الحليم وفريد الأطرش ومحمد العزبي ومحمد رشدي، لكنه اختار لنفسه خطاً مميزاً ولم يقلد أحداً، وكانت الصراحة في آرائه ما يميزه بشكل كبير في لقاءاته التلفزيونية». وقدّم محرم فؤاد مئات الأغاني العاطفية والرومانسية والوطنية والشعبية، ولحّن لنفسه نحو 100 أغنية، ومن أغانيه الشهيرة: «أنا عايز صبية» و«اوعى تكون بتحب يا قلبي» و«يا غزال اسكندراني» و«والنبي لنكيد العزال» و«لو كان الأمر أمري». Tags: كيد العزال محرم فؤاد مطرب السادات


الجمهورية
منذ 2 أيام
- الجمهورية
771عرضًا فنيًا وثقافيًا و800 ألف مشاهد في الموسم الفنى للأوبرا
فمنذ سبتمبر ٢٠٢٤ وحتى يونيو ٢٠٢٥، أقيم حوالى ٧٧١ نشاط فنى وثقافى على مختلف مسارح الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، شهدها ما يزيد عن ٨٠٠ ألف مشاهد بواقع ١٥٧ على المسرح الكبير، ١٧٢ على المسرح الصغير، ٦٥ على مسرح الجمهورية، ٤٦ على المسرح المكشوف، ٦٣ بمعهد الموسيقى العربية، ١٠٣ على مسرح سيد درويش (أوبرا الإسكندرية)، ٥٤ على مسرح أوبرا دمنهور، إلى جانب ٧٠ فعالية فكرية وأدبية ضمن النشاط الثقافى والفكرى تنوعت بين ندوات وصالونات ثقافية وأمسيات شعرية وعروض سينمائية منها " محفوظ فى القلب ..إحتفاءً بالهوية المصرية ، عمنا صلاح جاهين ،إحتفالية شادى عبد السلام الفرعون العاشق، سلسلة أرواح فى المدينة، الإحتفاء بالموسيقار عمار الشريعي لفرقة أعز الناس وغيرها ، فضلًا عن ٤١ معرضًا للفنون التشكيلية بقاعتى صلاح طاهر وزياد بكير بالمكتبة الموسيقية. وفي إطار التبادل الثقافى مع دول العالم، إستضافت الأوبرا عددًا من الفرق الدولية التى قدمت عروضًا متنوعة عكست التنوع الثقافي الأجنبى ، من بينها فرقة" لى نالتشى" فى إحتفالية العيد العاشر للمركز الثقافى الكورى ،كو عرض موسيقى Gugak ( كوريا ) ، السلام عبر الإختلاف ..دع الموسيقى توحدنا للسوبرانو الكولومبيه جولييث لوزانو بمشاركة الميتزو سوبرانو جالا الحديدى ،فرقة انسالساتى لرقص السالسا ( كولومبيا ) ، فرقة تشنغ دو للرقص والغناء ( الصين ) ،رباعى كونسر فتوار موسكو - باليه سان بطرسبرج الكلاسيكية - فرقة باليه موسكو الكلاسيكى " باليه دون كيشوت " - الباليه الوطنى الروسى " كوستروما" ( روسيا ) ،كونسير موسيقى لآلة الكوتو ( اليابان ) ، كايرو ستيبس( مصر / ألمانيا ) فرقة نيران الأناضول ( تركيا ) ، مسرح شنتشن للأوبرا والرقص - الباليه الوطنى ( الصين ) ، عرض فصول الحياة ( كوريا ) ، حفل موسيقى ( ايطاليا ) ، حفل موسيقى للمغنيتان اوسكا ( النمسا ) وهبه الجازولى ( السودان ) حفل مسابقة شوبان للبيانو ( بولندا ) . كما شهد الموسم إحتفال أوركسترا القاهرة السيمفوني بعامه السادس والستين حيث قدم ٣١ حفلًا تحت إشراف المدير الموسيقى والقائد الأساسي المايسترو أحمد الصعيدى شملت روائع المؤلفات الكلاسيكية ومختارات من القرن العشرين مع مواصلة سلاسل الموسيقى الغنائية وأعظم السيمفونيات وروائع القرن العشرين إلى جانب سلسلة "اتجاهات عربية" التي سلطت الضوء على أعمال المؤلفين العرب في القالب الكلاسيكي. أما فرقة أوبرا القاهرة، فقدمت 4 عروض كلاسيكية عالمية هى إكسير الحب، جانى سكيكى والأخت إنجيليكا، التليفون ،كارمن ، فضلًا عن حفلات جالا لأشهر مقتطفات الأوبرات العالمية منها " الناى السحرى، عايده ،الوسيط الروحانى " ومجموعة من الأعمال الكلاسيكية و الأغانى والأشعار الفرنسية واحتفالات خاصة بأعياد الكريسماس ورأس السنة وعيد الحب. وقدمت فرقة باليه أوبرا القاهرة، تحت إشراف أرمينيا كامل، 5 عروض ضخمة شملت "ألف ليلة وليلة "، "كسارة البندق"، "بينوكيو ومقتطفات من كسارة البندق "، "الجمال النائم"، و"كوبيليا" إلى جانب حفلين جالا تخليدا لذكرى أسطورة فن الباليه الدكتور عبد المنعم كامل بمشاركة أوركسترا أوبرا القاهرة . وقدمت فرقة الرقص المسرحي الحديث 4 عروض لاقت إستحسان الجمهور هى "أحمس"، "البعد الآخر "، " البصاصين " و"فريدا ". وقدّمت فرقة فرسان الشرق للتراث عرضىين هما "رماد من زمن الفتونة "، "ست الحسن "ولاقا إقبالًا جماهيريًا واسعًا. وقدم أوركسترا أوبرا القاهرة 40 حفلًا موسيقيًا تنوعت بين مقتطفات عالمية، ومصاحبة عروض الباليه والأوبرا، وأحتفالات المناسبات المختلفة. وفي شهر رمضان، نظمت الأوبرا 42 فعالية ذات طابع روحانى وثقافى، تضمنت عروضًا موسيقية وغنائية صوفية ودينية، إلى جانب سهرات رمضانية بالتعاون مع سفارات الدول الإسلامية والعربية العاملة بمصر . وضمن جهود إحياء التراث الموسيقى العربى أحيت فرق الموسيقى العربية التابعة للأوبرا ٨٤ حفلًا، منها ١١ لفرقة عبد الحليم نويرة، ١١ للفرقة القومية العربية، ١٦ لفرقة التراث، ١٥ لفرقة أوبرا الإسكندرية، ١٧ لفرقة الإنشاد الدينى، تضمنت روائع المؤلفات الى جانب تكريم رموز الموسيقى والغناء منهم أم كلثوم ، محمد عبد الوهاب ، عبد الحليم، فريد الأطرش، بليغ حمدى، وردة شاديه ،كمال الطويل، السنباطي وغيرهم. واستمرت سلسلة حفلات "العظماء" التي تُخصص لأعمال كبار الموسيقيين، منها "٧ حفلات كلثوميات"، "و٧ حفلات وهابيات"، وأعمال بليغ حمدي ومحمد الموجى ، جمال سلامة وغيرهم وشاركت دار الأوبرا فى عام أم كلثوم الذى تبنته وزارة الثقافة بمناسبةالذكرى ٥٠ لرحيلها واقامت العديد من الحفلات بمسارحها المختلفة بالإضافة لحفل ناجح على مسرح فيلهارمونى دى باريس وحققت كثير من الحفلات نجاها باهرا وعلقت لافتة كامل العدد. وشهد الموسم أكثر من ١٠٥ ريسيتالًا غنائيًا وموسيقيًا لفنانين مصريين، بالإضافة إلى ١٨ حفلًا لأوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية الذى احتفل بيوم الموسيقى العالمى بمشاركة فرقة سويت ساوند بقيادة الدكتور منير نصر الدين ، كما نظم مركز تنمية المواهب ٤٦ حفلًا لطلابه في مختلف الفصول منها الغناء الشرقى والغربي، العزف، الباليه، الرسم، وفصول لذوى القدرات الخاصة إلى جانب مشاركته فى الاحتفالات والمناسبات الوطنية. واقيمت فعاليات الدورة ٣٢ من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية والتى تم اهدائها الى روح خالد الذكر الموسيقار سيد درويش وتضمنت مشاركة ١١٥ فناناً وفنانة من 20 دولة ، وشملت ٤٧ حفلاً موسيقياً وغنائياً، بمشاركة ٣٣ فرقة موسيقية وغنائية، حضرها ٣٢ ألف مشاهد بمختلف المسارح فى القاهرة والاسكندرية ودمنهور . وانطلاقا من الإيمان باهمية الدراسة الاكاديمية للشان الموسيقى العربى عقد مؤتمر علمى مصاحب للمهرجان شارك فيه ٣٧ بحثاً موسيقياً عربياً وأجنبياً، مما أتاح فرصة لتبادل الأفكار والتجارب بين خبراء الموسيقى حول العالم. كما واصلت الأوبرا تنفيذ المشروع الفنى "١٠٠ سنة غنا" بالتعاون مع الفنان علي الحجار، الذي يوثق لتاريخ الغناء العربى ويرصد تحولات المجتمع من خلال الموسيقى كما تواصلت حفلات الفنان مدحت صالح والموسيقار عمر خيرت . واستضافت الأوبرا خلال الموسم عددًا من الفعاليات الهامة منها يوم الثقافة فى نسخته الأولى التى أطلقتها وزارة الثقافة لتكريم قامات مصر الإبداعية ، مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، الملتقى الدولى لفنون ذوى القدرات الخاصة مؤسسة اولادنا وغيرهم . واحتفلت الاوبرا بيوم اليتيم الذى جاء فى اطار دورها الاجتماعى واستضاف ابناء عدد من دور الرعاية حيث اقيمت مجموعة من الانشطة التفاعلية الى جانب تواجد النجم حمزة العيلى . كما انضم تمثال المطربة اسمهان الى جانب تمثال شقيقها الموسيقار فريد الاطرش فى ساحة الاوبرا والذى تم ترميمه بالتعاون مع جمعية محبى فريد الاطرش ليستمر تجميل ساحة الاوبرا بمجسمات الرموز وذلك ضمن خطط الثقافة الهادفة الى تخليد ذكرى الرموز . هذا وقد شهد شهرى يوليو واغسطس من عام 2024 نشاطا مكثفا تمثل فى مهرجان الأوبرا الصيفى والذى تضمن ١٨ حفلا أقيمت على ثلاث مسارح هى المكشوف - سيد درويش " أوبرا الإسكندرية " وأوبرا دمنهور لمجموعة من النجوم والفرق الشهيرة بالإضافة إلى حفلات للمواهب الفنية الواعدة التى تقدم مختلف ألوان الإبداع ، والدورة ٣٢ من مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء وضمت ٣٠ حفلًا على مسرح المحكى .


الدستور
منذ 2 أيام
- الدستور
"القرنفل".. حكاية أغنية جمعت بين رائد أدب الخيال العلمي وعبدالحليم حافظ
رغم مئات الأغاني التي قدّمها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والعشرات من الشعراء والملحنين الذين تعاون معهم خلال مسيرته الفنية، إلا أن أغنية واحدة تميّزت بأنها من تأليف شخصية فريدة في تاريخ الأدب العربي، هو الدكتور يوسف عز الدين عيسي، رائد أدب الخيال العلمي في مصر. أغنية "القرنفل" التي قد لا يعرفها كثيرون، كانت واحدة من أوائل أعمال عبدالحليم، وتحمل خلفها حكاية غير معتادة جمعت الأدب بالغناء، والعلم بالفن. من كلية العلوم إلى كتابة الأغاني الدكتور يوسف عز الدين عيسى التحق بكلية العلوم بجامعة القاهرة عام 1934، وتخرج فيها عام 1938 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ليُعيَّن معيدًا بقسم الحيوان. نال الدكتوراه من جامعة شيفيلد البريطانية، كما اختارته منظمة "فولبرايت" أستاذًا زائرًا بجامعتي بركلي وإلينوي في الولايات المتحدة. لكن مسيرة يوسف عز الدين عيسي لم تكن علمية فقط، إذ كتب وأبدع في جميع الأجناس الأدبية: الرواية، القصة القصيرة، الشعر، المسرح، والدراما الإذاعية والتليفزيونية. وقد عُرف بأسلوبه السلس وأفكاره غير التقليدية، حتى صار من أوائل من أدخلوا الواقعية السحرية إلى الأدب العربي، وكُرّم بجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1987، كأول أديب مصري ينال الجائزة وهو يقيم خارج القاهرة، وتحديدًا في الإسكندرية. القرنفل.. عندما التقى العلم بالغناء في مفاجأة من العيار الثقيل، كشف الكاتب الروائي الكبير مصطفى نصر، في تصريحات لـ"الدستور"، أن عبدالحليم حافظ غنّى في بداياته أغنية من كلمات الدكتور يوسف عز الدين عيسى، حملت عنوان "القرنفل"، ولحنها الموسيقار علي فراج. الأغنية لم تحقق شهرة واسعة، ولم تُضم إلى قائمة أشهر أعمال العندليب، لكنها تمثل لحظة استثنائية في تاريخه الفني، حيث التقى فيها صوت عبدالحليم بكلمات أحد أعلام الفكر العلمي والأدبي في مصر. سكندريون في بدايات عبدالحليم عبدالحليم حافظ ارتبط في بداية مشواره الفني بالإسكندرية وأدبائها، فقد غنّى أولى أعماله لكُتّاب وملحنين من المدينة الساحلية. من بينهم الشاعر أحمد السمرة، الذي كتب له: "بدلتي الزرقاء"، و"صحبة الورد"، و"أبو سنة دهب"، وجميعها ألحان سكندرية أيضًا. كما غنّى "بيني وبين قلبي حكاية" من كلمات محمد علي أحمد، و"ربما" التي تُعد من أجمل قصائد بداياته، من كلمات الشاعر ذاته، وتلحين محمود كامل. وكان محمد علي أحمد ضابط مرور في شارع فؤاد الأول، أمام نادي محمد علي بالإسكندرية، والذي تحول لاحقًا إلى قصر ثقافة الحرية، المكان الذي شهد ولادة عدد كبير من الأغاني والأسماء الفنية البارزة. علاقة فنية وثيقة بالإسكندرية العندليب غنّى أيضًا "أحتار خيالي" بالاشتراك مع شادية، من تأليف محمد علي أحمد وتلحين حسين جنيد، كما تعاون مع كمال الطويل في أغنية "لا تلمني"، ومحمد الموجي في "أحن إليك"، ورياض السنباطي في "لحن الوفاء". وحقق شهرته الواسعة عبر أغنية "على قد الشوق" التي ظهرت في فيلم "لحن الوفاء". وتنوعت أغنياته من كلمات شعراء سكندريين كـ"فات الربيع" من تأليف محمد علي أحمد وتلحين أحمد صبرة، و"يوم وارتاح" من تأليف وتلحين كمال الطويل. كذلك غنّى للملحن السكندري حسين جنيد عددًا من الأعمال منها: "أنا أهواك"، "بتقوللي إيه خلاني أحبك"، "يا إله الكون"، و"ذاك عيد الندى"، بأشعار مصطفى عبد الرحمن. قصة لم تُروَ كثيرًا أغنية "القرنفل" تظل واحدة من القصص التي لم تُروَ كثيرًا في حياة عبدالحليم حافظ، لكنها تكشف عن شبكة من العلاقات الفنية التي جمعت بينه وبين مبدعي الإسكندرية، وتحديدًا يوسف عز الدين عيسي المثقف الموسوعي الذي وحّد بين المختبر وصفحات الأدب، وترك بصمته حتى في سجل الطرب المصري. ربما لم تحقق "القرنفل" شهرة "جانا الهوى" أو "أهواك"، لكنها تظل دليلًا على اتساع أفق عبدالحليم وتنوع اختياراته في البدايات، حين كان يبحث عن صوته الفني بين كلمات الأدباء، لا سيما من خارج العاصمة.