
أذرع الفتنة تعود… وأوهام الخروج من ركام ديسمبر إلى خدمة الفنادق
منذ أن غادر اليمن إلى أبوظبي، لم يكن أحمد علي مجرّد غائب عن المشهد، ولكنه كان مشروعاً قيد التحضير في كواليس الإمارات، بإشراف أمريكي وإسرائيلي، ورعاية سعودية. سنوات من الصمت لم تمحُ ذاكرة ديسمبر 2017، حين حاول والده قلب المشهد في صنعاء وفتح ثغرة للعدو، فكان الرد حاسماً، وسقط مشروع الفتنة قبل أن يكتمل. لكن يبدو أن الحلم المكسور ما زال يُرمم في أروقة الفنادق، بانتظار لحظة إعادة التصدير.
اليوم، يتحرك أحمد علي بأدوات مألوفة: استدعاء ولاءات قبلية فقدت بريقها، ضخ أموال خليجية لشراء الولاء، إعادة جمع بقايا الحرس الجمهوري في تشكيلات متفرقة، وتنشيط ماكينة إعلامية مأجورة تخاطب الداخل بشعارات المصالحة، وتخاطب الخارج بلغة 'البديل المقبول'. حتى ظهوره في المحافل الدولية ليس إلا جزءاً من حملة تسويق سياسي تديرها عواصم العدوان.
لكن في المقابل، الواقع ليس كما يتصور. ذاكرة ديسمبر ما زالت حية، والناس الذين شاهدوا الخيانة بأعينهم لا يزالون أوفياء لدماء الشهداء. القاعدة الشعبية التي كان يتكئ عليها أحمد علي تآكلت بفعل الغياب، والجبهة الأمنية لأنصار الله أحكمت قبضتها على صنعاء وما حولها، وحزب المؤتمر نفسه لم يعد كتلة موحدة في يد آل صالح كما كان من قبل.
اللافت أن تحركاته تتكرر في هذا التوقيت من كل عام، قبيل ذكرى المولد النبوي الشريف. المناسبة التي تحولت إلى عرض قوة جماهيري وسياسي لأنصار الله تُرعب خصومهم، لأنها تكسر خطاب العزلة وتُظهر حجم الاصطفاف الشعبي خلف المشروع القرآني. لذا تأتي محاولات إشعال الفتن قبل المولد كحرب معنوية لإرباك الحشد وتشويه الصورة، تماماً كما فعلت قوى الاستعمار في الماضي حين كانت تحرك القلاقل قبل أي مناسبة وطنية أو دينية جامعة.
لكن حين يتحول التحليل إلى مواجهة، تنكشف الحقيقة: أحمد علي ليس سوى واجهة محروقة لمشروع خارجي، أداة بيد الأمريكي والإسرائيلي، ووسيط لأموال النفط التي تُشترى بها المواقف. لا مشروع وطني لديه، ولا إرادة حرة، إنما إقامة طويلة في أبوظبي بانتظار مكالمة من الديوان أو السفارة.
وهنا، تصبح السخرية ضرورة لكشف هشاشة المشهد. أي قائد هذا الذي يريد حكم اليمن من جناح فندقي فاخر؟ أي زعيم لا يستطيع الخروج من ظل محمد بن زايد دون إذن كتابي؟ مشروعه السياسي يشبه حساب إنستغرام يُدار من الخارج: صورة، وهاشتاق، وانتظار إعجابات… لكن السلطة لا تُدار بخدمة الغرف.
الفرق بينه وبين أنصار الله ليس في السياسة فقط، وإنما في الميدان. هم يقاتلون في البحر الأحمر دفاعاً عن غزة، ويكسرون حصارها بالفعل، وهو يقف في الصف الذي يبرر حصارها ويغطي جرائم العدو الصهيوني. هم يرفعون راية محمد 'صلوات الله عليه وعلى آله' في المولد النبوي وسط حشود مليونية، وهو يرفع تقارير للمخابرات الأجنبية من خلف النوافذ الزجاجية في أبوظبي.
ولذلك، فإن رسالة هذا العام واضحة: فتنة ديسمبر لن تتكرر. يد الخيانة ستقطع قبل أن تلمس تراب صنعاء، وأي محاولة لإعادة أذرع الفتنة لن تكون إلا صفحة أخرى تُطوى في كتاب الفشل. المولد النبوي سيكون استفتاءً جديداً على الولاء لمحمد 'صلوات الله عليه وعلى آله' وعلى العداء للمستعمر، وسيكون الرد على أحمد علي ورعاته في الساحات، حيث يلتقي اليمنيون ليقولوا للعالم: هنا تُكسر المؤامرات، وهنا تُدفن أوهام العودة على أكتاف الغزاة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 10 دقائق
- اليوم السابع
مراسل القاهرة الإخبارية: ملف سلاح حزب الله يتصدر جدول أعمال الحكومة اللبنانية
قال أحمد سنجاب، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من داخل القصر الجمهورى فى بعبدا، أن الحكومة اللبنانية بدأت اجتماعها قبل نحو ثلث ساعة، وذلك بحضور 22 وزيرًا من أصل 24، حيث تغيّب وزيرا المالية والعمل لتواجدهما خارج البلاد. وأشار سنجاب، خلال مداخلة مع الإعلامى محمد عبيد، على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الجلسة تُعقد برئاسة رئيس الجمهورية جوزيف عون، وبمشاركة رئيس الحكومة نواف سلام، ومن المتوقع أن تناقش عددًا من البنود، يتصدرها البند الأكثر إثارة للجدل، والمتعلق بتطبيق ما ورد فى البيان الوزارى بشأن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. وأوضح أن هذا البند يحظى بترقّب واسع من الشارع اللبنانى والأوساط السياسية، نظرًا لارتباطه المباشر بمصير سلاح «حزب الله»، الذى يعد محل خلاف داخلى كبير، ففى حين يتمسّك الموقف الرسمى للدولة اللبنانية – ممثلًا برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة – بضرورة حصر السلاح الشرعى بيد الجيش اللبنانى على كامل الأراضى اللبنانية، فإن حزب الله يرفض التخلى عن سلاحه قبل انسحاب إسرائيل الكامل من كافة البلدات اللبنانية المحتلة. وأضاف سنجاب أن مشاورات مكثفة جرت فى الساعات التى سبقت الاجتماع، فى محاولة لصياغة نص توافقى حول هذا الملف، كان أبرزها لقاء جمع بين الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، لمناقشة سبل الوصول إلى صيغة تحظى بإجماع وزاري. ولفت إلى أن هناك سيناريوهين محتملين أمام هذا البند: أولهما تأجيل مناقشته إلى جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الخميس المقبل، فى حال تعذّر التوافق اليوم، خاصة وأن الحكومة ستعقد جلستين خلال الأسبوع الجارى، أما السيناريو الآخر، فهو اللجوء إلى التصويت داخل الجلسة على قرار يُلزم كافة الأطراف بحصر السلاح فى يد الدولة، وهو خيار قد يعمّق الانقسام السياسى القائم، رغم تأكيد عدد من الوزراء استعدادهم للتصويت لصالح القرار.


يمني برس
منذ 13 دقائق
- يمني برس
تدشين فعاليات المولد النبوي في الحديدة وذمار وصنعاء
يمني برس | شهدت مديريات السخنة والقناوص والمنصورية والميناء بمحافظة الحديدة، اليوم، تدشين فعاليات المولد النبوي الشريف تحت شعار 'لبيك يا رسول الله'، حيث أكدت الكلمات في الفعاليات على ارتباط الشعب اليمني برسول الله وتجديد العهد بالسير على نهجه في مواجهة الطغيان، مع إبراز مركزية القضية الفلسطينية في هذه المناسبة. وفي محافظة ذمار، نظمت هيئتا الموارد المائية ومشاريع مياه الريف فعالية خطابية شددت على إحياء القيم النبوية واستمرار الموقف اليمني في نصرة غزة والشعب الفلسطيني. أما في العاصمة صنعاء، فقد ناقشت وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية خطط الاحتفاء بالمناسبة، مؤكدة استلهام الدروس من سيرة الرسول الكريم، وربط الاحتفالات بحملة وطنية للتشجير وتفعيل الأنشطة الثقافية والتحشيدية.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
داعية يكشف عن رسالة عامة فى القرآن الكريم موجهة لجميع الناس
قال الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن الله عز وجل بدأ في سورة النساء "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسِ واحدة" خطاب موجه لجميع الناس، وليس للمؤمنين فقط. وأضاف عبدالمعز، خلال برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أن الله قصد بهذه الآية أن لا يبغي أحد على أحد، ولا يعتدي أحد على أحد، ولا يوجد قسوة أو غلظة أو عنف، إذن كلنا أهل وحبايب، وهذا ما أقره الشرع الشريف ويجب أن نقوله لبعضنا البعض. الله يحب الرفق في الأمر كله وتابع: يجب أن نقول لبعضنا أنا أخوك في الوطن، أخوك في الدين، أخوك في الإنسانية، الله عز وجل لا يحب العنف فجميعنا مخلوقون من نفس واحدة، فالله يحب الرفق في الأمر كله، والنبي حذرنا من العنف. وأوضح الداعية الإسلامي، أن النبي في خطبة الوداع، قال: "أيها الناس إن ربكم واحد، وأن أباكم واحد".