
إمبراطورية إيلون ماسك في خطر والسبب مغامراته السياسية
ورغم ابتعاده حاليا عن إدارة ترامب، فإن ماسك لم يترك الساحة السياسية بالكامل حيث تستمر مغامراته السياسية عبر واجهة جديدة وهي حزب "أميركا" الجديد الذي أنشأه طمعا في التحول إلى قوة سياسية ثالثة بالبلاد.
وهذا ما جعل ماسك يبدو متمسكا للغاية بالحياة السياسية رغم التحديات التي تواجهها شركاته بسبب وجوده في الساحة السياسية، فهل تكون مغامرات ماسك السياسية سببا في انتهاء أسطورة أثرى رجل في العالم؟
"تسلا" الأكثر ضررا من مغامرات ماسك السياسية
واجهت أسهم شركات ماسك المختلفة عدة تحديات منذ نجاح ترامب واتخاذ ماسك لمنصبه في هيئة الكفاءة الحكومية، إذ بدأت عند أسهم "تسلا" التي انخفضت قيمتها في الفترة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار لهذا العام، إذ كانت قيمة سهم الشركة في يناير/كانون الثاني بين 380 و430 دولارا أميركيا حسب موقع "مايكرو تريندز" (Microtrends) المختص بمتابعة البورصة.
ومع توسع دور ماسك في إدارة الكفاءة الحكومية، بدأت أسهم الشركة في الانخفاض حتى وصلت إلى 222 دولارا للسهم مطلع مارس/آذار من العام ذاته، ورغم أن هذا الانخفاض لم يطل كثيرا وفق بيانات موقع "موتيلي فول" (Motely Fool) المختص بمتابعة الأسهم، إذ ارتفعت مجددا قبل نهاية الشهر ذاته، إلا أنها عاودت الانخفاض مجددا منتصف أبريل/نيسان إلى الرقم ذاته.
وفي الوقت ذاته، طالب حملة الأسهم في "تسلا" من ماسك أن يركز أكثر على شركاته ويترك السياسة، وهو ما أعلن عنه ماسك مطلع مايو/أيار لتشهد أسهم "تسلا" ارتفاعا يصل إلى 22% من قيمة السهم ويعود إلى 362 دولارا للسهم الواحد، وذلك وفق موقع "موتيلي فول".
ومع إعلان ماسك عن تأسيس حزب "أميركا" شهدت أسهم الشركة انخفاضا بقيمة 14% وفق تقرير وكالة "أكسيوس" ليخسر ماسك أكثر من 20 مليار دولار من ثروته إلى جانب 100 مليار من ثروة حملة أسهم الشركة.
ويبدو أن الضرر الحادث من مغامرات ماسك السياسية أثر في "تسلا" أكثر من بقية شركاته، إذ شهدت "سبيس إكس" انتعاشا غير مسبوق مع توقعات بوصول قيمتها إلى 400 مليار دولار في زيادة تصل إلى 14% عن مطلع العام، وفق تقرير "وول ستريت جورنال".
وتعد "سبيس إكس" شركة مملوكة للقطاع الخاص مع كون حصة ماسك فيها تتخطى 40% من إجمالي الأسهم، وربما كان هذا السبب الذي خفض آثار مغامرات ماسك، ففي النهاية "تسلا" شركة مطروحة للتداول في البورصة وتتأثر كثيرا بالمتغيرات الخارجية.
وأما " إكس" التي كانت سابقا "تويتر" فقد عادت إلى القيمة التي استحوذ بها ماسك عليها، أي أن قيمة الشركة الآن وصلت إلى 44 مليار دولار وهي القيمة ذاتها التي دفعها ماسك للاستحواذ على الشركة عام 2022، وذلك وفق تقرير "غارديان".
ويمكن القول إن "تسلا" هي الشركة الوحيدة التي يملكها ماسك، وتطرح أسهمها في البورصة وهي أيضا الشركة الأكثر تضررا بين جميع شركات ماسك التي تعد ذات ملكية خاصة تعود النسبة الأكبر فيها إليه.
ورغم هذا، فإن "تسلا" هي الشركة الأكبر مساهمة في ثروة ماسك، إذ تبلغ قيمتها الآن أكثر من 1.01 تريليون دولار وفق بيانات منصة "روبن هود" (Robinhood) لتداول الأسهم.
منافسة شرسة بكل القطاعات
ولا تنتهي متاعب "تسلا" عند انخفاض قيمة أسهمها فقط، إذ تواجه في الآونة الأخيرة منافسة شرسة في عدة أسواق عالمية كانت تستحوذ على النسبة الأكبر فيها، وتعد " بي واي دي" (BYD) الصينية المنافس الأكثر شراسة أمام "تسلا".
إذ تتربع هذه الشركة الصينية الآن على عرش السيارات الكهربائية المبيعة عالميا مع استحواذها على 22% من إجمالي سوق السيارات الكهربائية مقارنةً مع 10% من نصيب "تسلا" بعكس الأعوام الماضية حين كان لها الريادة، وذلك وفق تقرير "أوتو فيستا 2024".
وتجدر الإشارة إلى أن سوق السيارات الكهربائية يشهد انتعاشا عالميا يصل إلى 28% عن العام الماضي وفق تقرير موقع "إي تي أوتو" (ET Auto) المختص بالسيارات، وهذا يجعل انخفاض مبيعات "تسلا" مؤشرا أكثر خطورة من السابق.
كما تشتعل المنافسة في قطاع الشركات الفضائية، إذ تسعى العديد منها لتحدي "سبيس إكس" ومحاولة انتزاع العرش منها، وفي مقدمتها تأتي "بلو أوريجن" (Blue Origin) التي يملكها جيف بيزوس مالك "أمازون".
ويشير تقرير "إم آي تي تكنولوجي ريفيو" (MIT Technology Review) إلى سيادة "سبيس إكس" على قطاع عقود الفضاء وتطوير المركبات الفضائية كانت مستمدة من علاقتها الجيدة مع الحكومة الأميركية، وهي العلاقة التي تأثرت الآن بعد موقف ماسك من إدارة ترامب، وهذا قد يؤثر على مستقبل الشركة.
أزمات فنية متتالية
وإذا لم تكن المنافسة أو انخفاض أسهم "تسلا" كفيلا بتهديد إمبراطورية ماسك، فإن التحديات التقنية التي بدأت شركاته تواجهها تمثل الخطر الأكبر على هذا الإمبراطورية التقنية العملاقة. وفي الوقت الحالي، تواجه جميع شركاته هذه التحديات.
إعلان
وتأتي البداية عند "إكس" و"إكس إيه آي" اللذين أطلقا روبوت الدردشة الأحدث من الشركة " غروك 4.0″ وخرج في موجة من التعليقات السلبية المعادية للسامية التي تسببت في هجوم عالمي عليه أدى إلى إيقافه مؤقتا عن العمل.
وتستمر هذه التحديات مع مشاكل التاكسي ذاتي القيادة الذي أطلقه ماسك في مدينة أوستن بشكل اختباري محدود، ورغم هذا التقطت عدسات سكان المدينة هذه المركبات تسير بسرعة مهولة في مناطق سكنية وتتوقف في أماكن متعددة بشكل يهدد سلامة الركاب والمارة على حد سواء.
حتى أن "سبيس إكس" تواجه المتاعب أيضا، إذ انفجر صاروخ اختباري أطلقته الشركة في 19 يونيو/حزيران الماضي بشكل مفاجئ وفق ما جاء في تقرير "سي إن إن ساينس" (CNN Science) الذي أشار إلى أن أحلام ماسك لغزو المريخ تبدو أبعد مما سبق.
ورغم كل هذه التحديات، يظل ماسك حاليا أثرى رجل في العالم مع ثروة تصل إلى 404 مليارات دولار وفق تقرير "فوربس" الأحدث عن ثروته، وهذا يطرح سؤال محوريا: هل تهتز هذه الإمبراطورية بسبب مغامراته السياسية؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 29 دقائق
- الجزيرة
كيف تفاعل مغردون مع استياء ترامب من بوتين؟
شبكات أثار استياء الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي عبر عنه علنا بالمكتب البيضاوي، جدلا واسعا بين مغردين حول فاعلية تهديدات واشنطن وقدرتها على إنهاء الحرب الأوكرانية. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
التضخم الأميركي يرتفع وترامب يواصل المطالبة بخفض الفائدة
ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في يونيو/حزيران، ما يشير على الأرجح إلى بدء زيادة في التضخم ناجمة عن الرسوم الجمركية ، والتي أبقت الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) حذرا بشأن استئناف خفض أسعار الفائدة. وقال مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل، اليوم الثلاثاء، إن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع 0.3% في الشهر الماضي بعد صعوده 0.1% في مايو/أيار، وكان ذلك أكبر ارتفاع منذ يناير/كانون الثاني. وعلى مدار 12 شهرا حتى يونيو/حزيران الماضي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك 2.7% بعد صعوده 2.4% في مايو/أيار. وكان خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم توقعوا ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين 0.3% على أساس شهري، و2.6% على أساس سنوي. "خفضوا الفائدة" في السياق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء إن أسعار المستهلكين منخفضة وإن مجلس الاحتياطي الاتحادي ينبغي أن يخفض أسعار الفائدة الآن. وكتب ترامب اليوم في منشور على منصة تروث سوشيال "أسعار المستهلكين منخفضة. خفّضوا أسعار الفائدة الآن". كان ترامب أعلن الأسبوع الماضي أن الرسوم الجمركية المرتفعة ستدخل حيز التنفيذ في أول أغسطس/آب على الواردات من مجموعة من الدول، منها المكسيك واليابان وكندا والبرازيل و الاتحاد الأوروبي ، مما يرفع معدل الرسوم الفعلي، في وقت يتوقع خبراء اقتصاد ارتفاع أسعار السلع خلال الصيف. وباستثناء مكوني الغذاء والطاقة المتقلبين، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2% في يونيو/حزيران الماضي مقارنة مع 0.1% في الشهر السابق. وخلال 12 شهرا حتى يونيو/حزيران الماضي، ارتفع التضخم الأساسي لمؤشر أسعار المستهلكين 2.9% مقارنة مع 2.8% لـ3 أشهر متتالية.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
ستكلف مليار دولار.. ما خطة ترامب السرية لشن هجمات سيبرانية أميركية؟
تخطط إدارة ترامب لإنفاق مليار دولار فيما تطلق عليها "العمليات السيبرانية الهجومية" ضمن مشروع قانون ترامب التاريخي، وذلك بحسب التقرير الذي نشره موقع "تيك كرانش" التقني. ورغم أن البند الوارد في قانون ترامب الجديد "مشروع القانون الكبير والجميل" لم يحدد المقصود بهذه العمليات أو إن كانت تشمل الأدوات والبرمجيات المستخدمة في الأمن السيبراني فإنه أكد أن الميزانية تستخدم لتعزيز وتحسين قدرات القيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، وذلك وفق تقرير الموقع. ويذكر أن هذه القيادة هي التي تختص بمنطقة آسيا والمحيط الهادي، بما في ذلك الصين التي تعد المنافس الأكبر للولايات المتحدة في الوقت الحالي، حسب ما ورد في تقرير "تيك كرانش". وفي معرض حديثه مع "تيك كرانش" أشار رون وايدن السيناتور الديمقراطي والعضو القديم في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ إلى أن طرح هذا البند يتزامن مع خفض إدارة ترامب إنفاقها على الأمن السيبراني عموما. وأوضح وايدن أن إدارة ترامب خفضت ميزانية برامج الدفاع السيبراني، بما فيها وكالة الأمن السيبراني الأميركية، إذ أقالت 130 موظفا منها، فضلا عن تمريرها قانونا حديثا يخفض ميزانية الدفاع السيبراني بمقدار مليار دولار. وأضاف وايدن "لقد خفضت إدارة ترامب تمويل الأمن السيبراني والتكنولوجيا الحكومية وتركت بلادنا مفتوحة على مصراعيها للهجوم من قبل قراصنة أجانب، والتوسع الهائل في القرصنة الحكومية الأميركية من شأنه أن يدعو إلى الانتقام، ليس فقط ضد الوكالات الفدرالية، ولكن أيضا ضد المستشفيات النائية والحكومات المحلية والشركات الخاصة التي لا تملك فرصة ضد قراصنة الدول الأخرى". ويشير التقرير إلى أن مفهوم العمليات السيبرانية الهجومية يتضمن جوانب عدة مختلفة، بما فيها الهجمات السيبرانية الفعلية باستخدام ثغرات اليوم صفر أو البرمجيات الخبيثة ضد الأهداف السيبرانية، فضلا عن البنية التحتية المرتبطة بهذه الهجمات والضرورية لتنفيذها. ورغم محاولات الموقع الوصول إلى المتحدثين باسم البيت الأبيض أو وزارة الدفاع للحصول على المزيد من المعلومات وتأكيدها فإنه لم يحصل على رد من كلا الطرفين.