
الأردن… ثبات الموقف رغم العواصف
فلسطين ـ غزة
منذ تأسيس الدولة الأردنية الحديثة، اختار الأردن أن يكون إلى جانب القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. لم تكن هذه المواقف رهينة لحسابات سياسية ضيقة، بل كانت نابعة من التزام تاريخي، وهوية قومية، ومبادئ لا تتغير بتغير الظروف. واليوم، وبينما تتعرض غزة لأبشع صور الحصار والمجاعة والدمار، يثبت الأردن من جديد أنه الأقرب نبضًا، والأكثر تحركًا، رغم الضغوط والمخاطر.
فلم تكتفِ المملكة بالتصريحات والمواقف، بل فعّلت أدواتها الدبلوماسية، وأطلقت جسرًا جويًا وبريًا من المساعدات، وقدّمت الرعاية الطبية للمصابين، وأقامت المستشفى الميداني في غزة رغم القصف المستمر. طواقم طبية أردنية تعمل تحت الخطر، وتقدم العلاج لآلاف المرضى، في صمت ونبل، دون عدسات أو ضجيج.
ومع ذلك، تظهر بين الحين والآخر أصوات تُشكك وتُحرّف، وتُهاجم الدور الأردني لأغراض سياسية أو إعلامية. هذه الحملات ليست سوى محاولات بائسة لتقزيم الحقيقة وتزوير الوعي. لكن الوعي الجمعي الفلسطيني والعربي يعرف جيدًا من ظل وفيًا للقضية، ومن تاجر بها.
إن جلالة الملك عبد الله الثاني لم يتردد يومًا في وضع القضية الفلسطينية في قلب تحركاته الدبلوماسية. من الأمم المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، حمل صوْت غزة والقدس، مطالبًا بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة. بل وذهب أبعد من ذلك، حين رفض الضغوط الدولية للتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، مؤكدًا أن هذه ليست مسؤولية سياسية فقط، بل شرف تاريخي لا يُفرّط فيه.
فالأردن اليوم، ليس مجرد داعم لفلسطين، بل هو صمام أمان للمنطقة. بحكمته واتزانه، منع انفجارات إقليمية، واحتضن اللاجئين، واستضاف طاولات الحوار، ورفض الانجرار نحو التوظيف الطائفي أو المحاور المتصارعة. تلك المكانة لم تأتِ من فراغ، بل من سياسة ثابتة وشعب واعٍ يعرف أن الموقف أبلغ من الكلام.
الأردن لا ينتظر شهادة حسن سلوك من أحد. تاريخه يتحدث، وأفعاله تشهد، ومبادئه لا تباع ولا تُقايَض. من أراد أن يعرف قيمة هذا الوطن، فلينظر إلى يدٍ امتدت في زمن القطيعة، وإلى مستشفى ضمد جراح غزة حين تخلى كثيرون، وإلى دبلوماسية رفضت الخنوع، وتمسكت بالحق.
الأردن، بكل بساطة، وطن لا يخذل، ولا يُخذل
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 25 دقائق
- عمون
المسار (القيمة والأثر)
ابتداءً فإن منح الأستاذ الدكتور تركي عبيدات ثقته لي بتحرير محتوى كتابه القيّم والذي عنونه بـ (المسار) وإخراجها بكتاب يضم سيرته الوضّاءة وبكل ما تحفل به من صور ومشاهد وذكريات وانجازات، أمر يعتبر في سياقه الشخصي، شرف عظيم وإضافة نوعية على طريق ما بدأت به قبل سنوات، حين عكفت على خوض غِمار تجربة توثيق سير حياة ثُلّة من رجالات الدولة عبر مراحل زمنية متعاقبة من تاريخها المجيد، ولكنه في إطاره العام كان تكليفًا كبيرًا وضعني أمام مسؤولية عظيمة تبينت لي عقب أول لقاء جمعني بالرجل في الثامن عشر من كانون الأول لسنة 2021، ولعلي كنت أبدو أمامه مترددًا من المضي في التجربة إذ عرفت أن في (مساره) الكثير مما سيكتبه والذي جزمت حينها أن فيه ما "ينفعُ الناسَ ويمكثُ في الأرضِ"، وهكذا كانت الحقيقة التي وقفت عليها في عجالة إن حياة هذا الأردني النبيل وابن العبيدات الأصيل هي شريطٌ بانورامي يتفرّع منه قلبٌ خافقٌ وعرقٌ نابضٌ بمحبةِ وطنه وأبنائه، وضميرٌ مُشبعٌ بالحقّ والحقيقةِ، وكأنّي به يناجي ربّ العزة بقوله تعالى: "وقلْ ربّي أدخلني مُدخل صِدق وأخرجني مُخرج صدق واجعلْ لي من لدنكَ سلطانًا نصيرا" (الإسراء :80"). خرج المسار إلى النور في الحادي والعشرين من تموز من العام الجاري 2025، في حفل إشهار مهيب أمّه نخبة واسعة من رجالات الدولة من السياسيين والأكاديميين والإعلاميين ووجوه ناظرة تمثّل فئات من عشائر أردنية من مختلف مناطق المملكة، التقت على محبة واحترام الدكتور تركي عبيدات الذي ظلّ على امتداد عقود مسيرته العملية وحضوره الاجتماعي متمسكًا بكل ما عرفه الناس عنه من التزام بقيمٍ ومُثل ومبادئ شكلت معينًا خصبًا وموردًا عذبًا كانت هي المكوّنات التي دخل من خلالها إلى قلوب عامة الناس وخاصتهم، وعندما وجّه إليهم دعوته الكريمة لحضور الحفل البهي ما كان منهم إلا لبّوا الدعوة محبة واعتزازًا بعلاقة وثيقة ارتبطوا فيها بالدكتور عبيدات في نسيج متراص هو خير ما نفخر به في أردننا الحبيب على هيئة وحدة وطنية عزّ نظيرها في بلاد غير بلادنا. انتهى الاحتفال، ولم تنتهي الإشادات بالكتاب، ولو أنني على المستوى الشخصي لم أُفاجأ بالكتابات والتحليلات التي تناول كاتبوها (المسار) كلٌّ من وجهة نظره، لأنني الأعرف والأكثر اطلاعًا على المضمون الراقي والمحتوى المتميز بين طياته بكل ما جادت به ذاكرة الدكتور تركي من مشاهد وصور وأحداث أتى عليها وكأنها قد وقعت للتوّ ولم يمضي عليها زمنًا طويلًا، مما يجيز القول أن كتابه كان شهادة حيّة على العصر وعلى حقب عديدة مرّت بها دولتنا الأردنية التي رأى أنها كانت قادرة على تجاوزها في كل مرحلة بهمّة قيادة هاشمية وعزيمة شعب وإيمانه بوطنه وبالرسالة التي استودعها الله في عنق الهاشميين، وهكذا يقدم المسار توثيقًا حقيقيًا أظنّ ومعي الكثيرين أننا بأمس الحاجة إليه في هذه الآونة التي يزداد فيها افتراء المتقولين والمشككين بمواقف المملكة، وعليه فإن ما جاء بالكتاب كان جديرًا بالاهتمام من كل زاوية، وحسبي بأبي قصي فهمًا وثقافة عندما أشار إلى عمق رسالة الأستاذ الجامعي المناط به الأخذ بيد شبابنا للطريق السوي الذي ينأى بهم عما يواجههم من تيارات هدّامة يحاول أصحابها التأثير على عقول الناشئة وإفراغها من كل ما هو مفيد ونافع لهم. في المسار تجربة وملاحظة وفكر وكينونة شاملة، وهو عبارة عن مذكرات وسيرة حياة كما اعتقد الدكتور تركي عبيدات ورأى أنه عاشها هو، وهكذا بدا المسار كقصة أو رواية ممتعة من نوع خاص عبّر فيها عن تجربته، فجاءت دقيقة كحدّ السيف بكل ما يجسده من ارتقاء وأفق وأمل. مطالعة كتاب المسار وقراءته بعناية مسألة جادة تستحق التأمّل، لأخذ العبرة والفائدة وللوقوف على سيرة إنسان لم يولد وفي فمه ملعقة لا من ذهب ولا من فضة بقدر ما كانت العصامية سلاحه، ونظرته إلى مستقبل علمي وعملي باهر، هاجسه، وفي كل فصل من الفصول التسعة "فاكهة" من نوع خاص يتلذذ بها القارئ مع فنجان قهوة أكان احتساه في الصباح أو في المساء، وفي كل سطر حكاية وفي كل صفحة رواية، ويبقى التأكيد على ما يلمسه المتتبع لموضوعات الكتاب إن الدكتور تركي عبيدات رجل منتمي إلى وطنه ويحب قيادته الهاشمية لكن الانتماء والولاء بنظره أمر مقترن بالعمل وبعيدًا عن كل البعد عن الشعارات الفارغة والكلمات الرنانة.

سرايا الإخبارية
منذ 25 دقائق
- سرايا الإخبارية
"التربية" تعين دفعة واسعة من معلمي "BTEC" للعام الدراسي 2026/2025
سرايا - وافق وزير التربية والتعليم على تعيين دفعة كبيرة من المعلمين والمعلمات من تخصصات (BTEC) للعام الدراسي 2025/2026، وذلك استنادًا لأحكام المادة (17) من نظام إدارة الموارد البشرية في القطاع العام رقم (33) لسنة 2024. وفيما يلي نص قرار الموافقة على التعيينات وأسماء المرشحين تخصيص كل من المذكورين في الجداول المرفقة لمديريتكم من المرشحين للتعيين من مخزون ديوان الخدمة المدنية، استنادًا إلى تعليمات استقطاب وتعيين الموظفين في القطاع العام لسنة 2024، راجيًا استدعاءهم وتدقيق مؤهلاتهم العلمية ومكان إقامتهم قبل إحالتهم للفحص الطبي لدى اللجان الطبية المركزية، وتزويدي بملفين يحتويان على الوثائق الثبوتية المطلوبة، وفق ما ورد في كتابي رقم 7693/67/11 بتاريخ 2016/2/16، وأسماء من تختلف مؤهلاتهم أو مكان إقامتهم عن المعلومات المبينة مقابل أسمائهم، والمتقاعدين العسكريين غير الحاصلين على استثناء من قرار مجلس الوزراء رقم (5447) بتاريخ 1987/5/24، قبل مباشرتهم العمل. يقوم المذكورون في الجداول المرفقة بتعبئة نموذج "ترجمة الحال" حسب النموذج المعتمد لديكم، على أن يُذكر فيه ما إذا كان المرشح قد عُيِّن سابقًا في ملاك هذه الوزارة، ويُدرج فيه رقمه الوزاري السابق الذي مُنح له، ويُكتب هذا الرقم على نموذج مباشرة العمل الخاص بالمرشح في مكان ظاهر وواضح من قبل موظف قسم شؤون الموظفين لديكم. في حال وجود أي ملاحظة تتعلق بالمرشحين لمديريتكم، يتم إعلام الوزارة بشكل رسمي مع تقرير يبين تلك الملاحظات، وانتظار رد الوزارة حسب الأصول، مؤكدًا على إدراج الملاحظات إزاء اسم كل مرشح وفق الكشوفات المرفقة. يُعتبر المرشحون الذين خُصصوا لمديريتكم مستنكفين عن العمل إذا لم يراجعوا مركز عملهم خلال عشرة أيام عمل من تاريخه، أو من لم يُحضر ما يثبت اجتيازه لاختبار الكفاية في اللغة العربية خلال ثلاثين يومًا من تاريخه، وترسل قوائم بأسمائهم وتخصصاتهم إلى الوزارة لإجراء ما يلزم بشأنهم، ليتم استكمال حاجاتكم من التعيين للعام الدراسي المذكور أعلاه بالسرعة الممكنة. يُطلب من المرشحين الجدد تقديم كشف اشتراكات تفصيلي من مؤسسة الضمان الاجتماعي يُبيَّن فيه وجود أو عدم وجود اشتراكات سابقة، واعتباره من الوثائق المطلوبة للتعيين، على أن يتم التواصل معهم حسب أرقام هواتفهم المُدرجة مقابل أسمائهم. تُعد مباشرة العمل للمرشحين من تاريخ التحاقهم بالدورة التدريبية المتعلقة ببرنامج التعليم المهني (BTEC).

سرايا الإخبارية
منذ 25 دقائق
- سرايا الإخبارية
الحكومة تعزز جاهزية الأردن لمواجهة الفيضانات
سرايا - أطلقت وزارة المياه والري، اليوم الاثنين، بالشراكة مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، مشروع خرائط الفيضانات التجريبية، وذلك ضمن البرنامج الوطني لإنتاج خرائط الفيضانات. وبحسب بيان للوزارة، جاء البرنامج بدعم مباشر من السفارة السويسرية في الأردن، بهدف تعزيز جاهزية المملكة لمواجهة حوادث الفيضانات من خلال تحديد بؤر الخطر والتخطيط المبني على البيانات والمعرفة. وأوضحت الوزارة أنه تم عرض نتائج خرائط الفيضانات التي أعدتها اللجنة الفنية المؤلفة من ممثلي المؤسسات الشريكة، وتسليم المخرجات إلى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، إلى جانب تقديم التوصيات الفنية لأصحاب القرار.