logo
أول قمة سورية إسرائيلية منذ ربع قرن تمهد لـ"تطبيع أمني"

أول قمة سورية إسرائيلية منذ ربع قرن تمهد لـ"تطبيع أمني"

Independent عربية٢٥-٠٧-٢٠٢٥
جاء لقاء القمة السورية-الإسرائيلية في باريس بين وزيري الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر والخارجية السورية أسعد الشيباني والمبعوث الأميركي توم براك، مفاجئاً حتى للإسرائيليين الذين كانوا يناقشون في ما سيبحثه اجتماع الطواقم الأمنية المهنية في أذربيجان، بهدف ضمان الهدوء بعد أحداث السويداء ومدى إمكانية تحقيق الأهداف الإسرائيلية وفي مركزها نزع السلاح والحفاظ على المنطقة العازلة.
لقاء القمة الذي بادر إليه براك وضع نقاطاً أولية ومبدئية لتحقيق الهدف الآني بعدم احتدام التوتر وتصعيده، عبر خطوات عملية وفورية تشرف على تنفيذها الولايات المتحدة، وهي في مضامينها، وكما أكد أكثر من مسؤول إسرائيلي، تحافظ على الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل في كل ما يتعلق بالمناطق التي تسيطر عليها والمنتشر فيها جيشها إلى جانب المنطقة العازلة، التي تسعى في هذه الأثناء إلى تعزيزها سواء بعمليات في الميدان والتي بدأت فيها منذ مطلع الأسبوع بترسيم حدود جديدة تتجاوز خط وقف النار المتفق عليه منذ عام 1974، أو عبر مناقشتها مع الطواقم الأمنية التي ستواصل اللقاءات والمحادثات بينها.
وحظي اللقاء باهتمام واسع هو الأول في هذا المستوى منذ عام 2000، إذ استضاف الرئيس الأميركي بيل كلينتون، رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك إيهود باراك ووزير الخارجية السوري آنذاك فاروق الشرع، في إطار الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين.
الإسرائيليون يعدون لقاء ديرمر والشيباني خطوة متقدمة وإيجابية وتبعث الأمل في عدم تصعيد الوضع داخل سوريا، على رغم الشكوك الإسرائيلية بمدى سيطرة الرئيس أحمد الشرع على الوضع، حتى إنهم يشككون في نياته، وهو ما يدفعهم أيضاً إلى الحديث عن تطبيع من نوع خاص.
نزع سلاح ومنع دخول قوات النظام
بعد أكثر من أسبوع من أحداث السويداء واحتدام القتال والتوتر بعد تدخل إسرائيل تحت ذريعة الدفاع عن الدروز في سوريا، ومن جهة أخرى التهديدات الإسرائيلية وما نفذته داخل الأرض السورية من أعمال بنى تحتية جديدة لإقامة جدار ولرسم حدود جديدة، جاءت تفاهمات القمة لتمنع تكرار أحداث السويداء وأيضاً، كما أكد مسؤول إسرائيلي، تشكل ضمانة لاستمرار إسرائيل داخل مناطق انتشارها وحفاظها على خطوطها الحمراء الضامنة لأمن الدروز وأمن حدودها.
وبحسب الاتفاق، سيُفكك سلاح القنيطرة ودرعا المحاذيتين للحدود الإسرائيلية-السورية وهو مطلب إسرائيلي، وتمت الموافقة على تشكيل لجان أمنية محلية شرط عدم حمل الأسلحة الثقيلة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما في السويداء فينفذ الاتفاق على مرحلتين وتشرف على تنفيذه واشنطن وهو يتجاوب إلى حد كبير مع مطلب إسرائيل، ففي المرحلة الأولى منه تُسحب قوات العشائر المحلية وقوات النظام من قرى الدروز، على أن تقوم فصائل درزية بمسح القرى للتحقق من ذلك.
المرحلة الثانية تبدأ بعد تأكيد الفصائل الدرزية أن السويداء خالية من العشائر البدوية وقوات النظام، وعندها تقام مجالس محلية بمشاركة سكان السويداء، الذين سيُعينون للتعامل مع الموارد والخدمات المطلوبة داخل المنطقة.
تشكل المجالس لجنة لمراقبة وتوثيق انتهاكات الاتفاق، ولن يُسمح بدخول السويداء لأية منظمة أو هيئة مرتبطة بحكومة سوريا، بينما سيسمح لهيئات تابعة للأمم المتحدة بدخول المنطقة، وهو جانب عدته إسرائيل إنجازها الكبير.
أما منطقة الحدود وضمان أمنها فهذه ستتولى مهمتها الطواقم المهنية والأمنية الإسرائيلية والسورية، المتوقع عقد سلسلة لقاءات جديدة بينهما، وكل هذا يرتبط بمدى الالتزام بقمة باريس وإعادة الهدوء إلى الجبهة السورية على رغم استمرار انتشار وتوسيع تمركز الجيش الإسرائيلي فيها.
تطبيع من نوع خاص
أكثر من مسؤول إسرائيلي اعتبر الاتفاق، في مجمله، إنجازاً يتجاوب مع المطالب الإسرائيلية ويضمن مصالح تل أبيب في سوريا، وعدم دخول عناصر النظام إلى البلدات الدرزية ونزع سلاحها، وهذه الجوانب بحسب الإسرائيليين بداية لتحقيق المطلب الإسرائيلي بأكمله بجعل الجنوب كله منطقة معزولة السلاح.
ويقول الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين إن "الأهم في هذه المرحلة أولاً ضمان مصالح إسرائيل، وهي عدم تكرار أحداث السابع من أكتوبر على الحدود الشمالية وهذه مسؤولية الجيش الإسرائيلي ومصلحتها في ضمان نزع السلاح ومنطقة أمنية لمنع عودة الإيرانيين و'حزب الله' إلى سوريا والتمركز والتوسع فيها. أما مصلحة الدروز فلا تقل أهمية لأن علاقتنا مع الدروز تحتم حمايتنا لهم وعدم التخلي عنهم، وضمان مثل هذه الحماية في بلداتهم داخل الجنوب السوري تضمن أيضاً الأمن على حدودنا وعلى بلدات الشمال".
وعاموس كغيره من سياسيين وأمنيين لا يتوقعون أن يبدأ توسيع اتفاقات أبراهام في سوريا، وإذا كان هناك أي احتمال قبل أحداث السويداء فقد أصبح بعيداً من التنفيذ. لكن بحسب يدلين "صحيح أن التطبيع هو أفضل ما يمكن أن تحققه إسرائيل، لكن يكفي اليوم في ظل التطورات الأخيرة أن نصل إلى تطبيع من نوع خاص وهو التفاهم واستمرار وقف المواجهات والقصف والقتال بين إسرائيل والنظام السوري، وهذا أيضاً تطبيع لعلاقات أمنية"، ويضيف مؤكداً "هناك حاجة للتوصل إلى اتفاق تطبيع لعدم الحرب وعدم وقوع أي هجوم من الطرفين. علينا التوصل إلى اتفاق يضمن في نهايته وقفاً دائماً للنار".
الدروز شأن سوري وعربي
في إسرائيل، أقامت مجموعة من الدروز بينهم الخادمون في الجيش غرفة طوارئ، وهم من يعدون أن ما فعلته إسرائيل غير كافٍ، وطالبوا بتدخل أكبر والدفاع المباشر عنهم.
في غرفة الطوارئ يجري التواصل مباشرة مع جهات درزية في السويداء التي تطلعهم من خلالها على كل تطور، وإذا تطلب الأمر يتم التدخل من طرف إسرائيل.
أما الطرف الآخر والمتمثل في لجنة التواصل مع سوريا ولجنة المبادرة الدرزية فيرفض هذا التدخل الإسرائيلي، ويعد وضع دروز سوريا شأناً سورياً وعربياً. وفي حديث مع "اندبندنت عربية" عدَّ المحامي يامن زيدان عضو اللجنة التنفيذية في الحركة التقدمية للتواصل، الاجتماع المفاجئ في باريس بتوقيته ومضمونه ليس صدفة، وقال "أي اتفاق لوقف الاعتداءات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين وخصوصاً في السويداء مرحب به، لكن علينا أن نكون حذرين من أي اتفاق ومضمونه. اتفاق باريس محاولة لذر الرماد في العيون. فمضمونه في معظمه اتفق عليه سابقاً وما كانت هناك حاجة لاتفاق ووساطة خارجية ولا أميركية لحماية أنفسنا، كما أن توقيته مستهجن ومستغرب فهو جاء بعد اللقاء بين إسرائيليين وسوريين داخل أذربيجان، ويبدو أن هناك محفزاً معيناً لضمان مكاسب سياسية، لأن أي اتفاق يتطرق للشأن الداخل السوري عليه أن يكون أولاً بين السوريين أنفسهم، وهذا ما يضمن عدم الاقتتال الداخلي".
ويضيف زيدان "مهمة حماية الدروز هي مهمة سورية أولاً ثم عربية، واستغرب أن الدولة السورية في حاجة إلى تدخل ووساطة أميركية وإسرائيلية لكي تحمي مواطنيها المدنيين، سواء كانوا من الدروز أو غير دروز".
وحذر زيدان من تداعيات فرض إسرائيل واقعاً على الأرض في سوريا واستغلال مثل هذا الاتفاق، وقال "نحن أمام مشهد أهدافه سياسية تصب في صالح ومصالح ومطامع إسرائيل، وترسخ تدخلها".
أما من ناحية تدخل إسرائيل تحت ذريعة حماية الدروز وتقديم المساعدات لهم، فبرأيه ما تفعله إسرائيل "يتجاوز الأهداف الإنسانية ولا غرابة في أن يتم ذلك بالتنسيق الإسرائيلي-الأميركي".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كشف سبب اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق واشنطن
كشف سبب اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق واشنطن

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

كشف سبب اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق واشنطن

كشفت تحقيق متعلق بحادثة اصطدام بين مروحية عسكرية أميركية وطائرة ركاب فوق واشنطن أدى إلى مصرع 67 شخصا، عن وجود اختلاف بين الارتفاع الحقيقي للمروحية وما تعرضه أجهزتها. وعقد المجلس الوطني لسلامة النقل، وهو الهيئة الأميركية المكلفة التحقيق في الحوادث الكبرى، جلسات استماع من الأربعاء إلى الجمعة، شملت استجوابات دقيقة لخبراء وجهات تنظيمية ومراقبي الحركة الجوية. ولم ينج أحد من حادثة التصادم الجوي التي وقعت في 29 يناير (كانون الثاني) الماضي بين مروحية عسكرية من طراز "سيكورسكي بلاك هوك" وطائرة ركاب من طراز بومباردييه "سي آر جاي 700" تابعة لشركة أميركان ايرلاينز. وكانت طائرة الركاب القادمة من ويتشيتا بولاية كنساس على وشك الهبوط في مطار ريغان الوطني، على بعد كيلومترات معدودة من البيت الأبيض، عندما اصطدمت بها مروحية في رحلة تدريبية. وبعد فحص البيانات المسجلة للمروحية، أبلغ المجلس الوطني لسلامة النقل عن وجود تضارب في قراءات ارتفاع المروحية. نتيجة ذلك وكجزء من التحقيق، أُجريت اختبارات على ثلاث مروحيات من نفس الطراز "سيكورسكي بلاك هوك ليما" تابعة لنفس الكتيبة. وأظهرت النتائج التي كشف عنها هذا الأسبوع وجود اختلاف بين الارتفاع الذي أشار جهاز قياس الارتفاع بالرادار وجهاز قياس الارتفاع البارومتري على متن الطائرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأشارت المحققة ماري مولر إلى أن جهازي قياس الارتفاع "أظهرا اختلافات تراوح بين 80 و130 قدما (24 إلى 40 مترا) أثناء الطيران"، على الرغم من أن الفروقات كانت في حدود 20 إلى 55 قدما في بيئة اختبار متحكم بها. أضافت مولر "بمجرد أن بدأت دوارات المروحية بالدوران وإنتاج قوة الرفع والدفع، انخفضت قراءات جهاز قياس الارتفاع بشكل ملحوظ وظلت منخفضة طوال الرحلات". ووصفت رئيسة المجلس الوطني لسلامة النقل جينيفر هومندي هذا التضارب في قياس الارتفاع بأنه كبير، داعية إلى إجراء المزيد من التحقيقات. وأعربت هومندي عن قلقها من "احتمال أن يكون ما رآه الطاقم مختلفا تماما عن الارتفاع الحقيقي" للطائرة، مضيفة "اختلاف 100 قدم بعد كبيرا" في هذه الحالة. وسارع الرئيس دونالد ترمب عند وقوع الحادثة إلى تحميل المسؤولية لسياسات التوظيف القائمة على التنوع، على رغم عدم ظهور أي دليل على ذلك. ويعد هذا الاصطدام أول حادثة طيران كبيرة في الولايات المتحدة منذ عام 2009، عندما لقي 49 شخصا مصرعهم في سقوط طائرة تابعة لشركة طيران كولغان الأميركية بالقرب من بوفالو، نيويورك.

وضع غزة "الصعب" يدفع حلفاء إسرائيل للاعتراف بدولة فلسطينية
وضع غزة "الصعب" يدفع حلفاء إسرائيل للاعتراف بدولة فلسطينية

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

وضع غزة "الصعب" يدفع حلفاء إسرائيل للاعتراف بدولة فلسطينية

عندما أعلنت إسبانيا وأيرلندا والنرويج في مايو (أيار) 2024 أنها ستعترف بدولة فلسطينية، رفض أقرب حلفاء لإسرائيل هذه الخطوة ووصفوها بأنها غير مجدية لحل الأزمة في غزة. وعلى رغم أن فرنسا وبريطانيا وكندا أكدت دعمها لإقامة دولتين ضمن حدود معترف بها في إطار حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن الدول الثلاث كانت تشعر بالحرج من أن يُنظر إلى هذا الاعتراف على أنه مكافأة لحركة "حماس"، ويساورها القلق من احتمال أن يلحق ذلك الضرر بعلاقاتها مع إسرائيل وواشنطن أو أن تنطوي مثل هذه الخطوة على إهدار لرأس مال دبلوماسي. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ذلك الوقت "اعترافي (بدولة فلسطينية) ليس (قرارا) 'عاطفيا'". لكن بعد أن أدت زيادة القيود الإسرائيلية على المساعدات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وانتهاء هدنة استمرت شهرين في مارس (آذار)، بدأت محادثات جادة دفعت ثلاثة من الاقتصادات الغربية الكبرى في مجموعة السبع لوضع خطط للاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر (أيلول). مخاوف بشأن حل الدولتين تعزز جهود الاعتراف قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أول أمس الخميس "إمكانية حل الدولتين تتلاشى أمام أعيننا، كان ذلك أحد العوامل التي دفعتنا للوصول إلى هذه النقطة في محاولة لعكس هذا المسار، بالتعاون مع شركائنا". ووضعت فرنسا والسعودية خطة لدفع المزيد من الدول الغربية نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، في مقابل اتخاذ الدول العربية موقفاً أكثر حزماً تجاه حركة "حماس". وكانت الدولتان تريدان أن يحظى مقترحهما بالقبول خلال مؤتمر للأمم المتحدة كان مقرراً في يونيو (حزيران)، لكنهما واجهتا صعوبة في كسب الدعم والتأييد، ثم تقرر تأجيل الاجتماع بسبب الهجمات الجوية الإسرائيلية على إيران ووسط ضغوط دبلوماسية أميركية مكثفة. وأدت الهجمات إلى توقف الانتقادات العلنية لإسرائيل من الحلفاء الغربيين وكان من الصعب كسب تأييد الدول العربية، لكن المناقشات استمرت خلف الكواليس. وقال مصدر كندي مطلع إن ماكرون وكارني ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر كانوا على تواصل مستمر عبر الهاتف والرسائل النصية خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكانت كندا مترددة في اتخاذ خطوة بمفردها بينما أرادت بريطانيا ضمان تحقيق أقصى تأثير لأي تحرك، أما ماكرون فكان أكثر جرأة. جاء ذلك في الوقت الذي تزايد فيه القلق من صور الأطفال الجوعى وزادت المخاوف من أن تؤدي العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى جانب هجمات المستوطنين في الضفة الغربية إلى تقويض فرص إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. وفي 24 يوليو، أعلن ماكرون بشكل مفاجئ أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. ولم تُقدم بريطانيا أو كندا على خطوة مماثلة حينها. لكن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي قال فيها إن إعلان ماكرون ليس له أي تأثير لكنه لا يزال يعتبره "رجلا رائعا" بعثت بعض الطمأنينة بأن التداعيات الدبلوماسية ستكون قابلة للاحتواء إذا أقدمت دول أخرى على الخطوة ذاتها. ماكرون وستارمر وميرتس وكارني قال المتحدث باسم ستارمر إن ماكرون تحدث مع ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس بعد يومين لمناقشة "طريق مستدام لحل الدولتين"، وذلك قبل يومين فقط من لقاء رئيس الوزراء البريطاني مع ترمب في اسكتلندا. وشدد ستارمر مع ترمب على ضرورة بذل مزيد من الجهود لمساعدة غزة على الرغم من عدم ذكره صراحة أن خطة الاعتراف مطروحة على الطاولة، مثلما قال ترمب. وينتقد الرئيس الأميركي منذئذ مثل هذه التحركات باعتبارها "مكافأة لحماس". وبينما كان ترمب لا يزال في بريطانيا يوم الثلاثاء حيث افتتح ملعبا للجولف، استدعى ستارمر حكومته من عطلتها الصيفية للحصول على الموافقة على خطة الاعتراف. وستعترف بريطانيا بالدولة الفلسطينية في سبتمبر ما لم يحدث وقف لإطلاق النار وخطة سلام دائم من إسرائيل. وعلى غرار ماكرون، أعطى ستارمر إخطارا لكارني قبل ساعات قليلة. وقال المصدر الكندي إنه بمجرد تحرك بريطانيا وفرنسا، شعرت كندا أن عليها أن تحذو حذوهما. وقال كارني يوم الأربعاء بعد ستة أيام من إعلان ماكرون، إن "التعاون الدولي ضروري لتأمين السلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط، وستبذل كندا كل ما بوسعها للمساعدة في قيادة هذا الجهد". لن تغير خطوة الدول الثلاث الكثير من الناحية العملية. ورفض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الاعتراف ووصفه بأنه "خارج السياق"، في حين لم يرسل حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيون الآخرون في مجموعة السبع، ألمانيا وإيطاليا واليابان، أي إشارة إلى أنهم سيحذون حذو الدول الثلاث. ويعترف بالفعل أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، البالغ عددهم 193 عضوا، بدولة فلسطينية مستقلة. لكن معارضة الولايات المتحدة، بما تملكه من حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، تعني أن الأمم المتحدة لا تستطيع قبول فلسطين عضوا كامل العضوية بها. ومع ذلك، قال ريتشارد جوان، مدير شؤون الأمم المتحدة بمجموعة الأزمات الدولية، إن الإعلانات مهمة "بشكل دقيق لأننا نرى بعض حلفاء الولايات المتحدة المهمين يلحقون بركب القسم الأكبر من النصف الجنوبي من العالم بشأن القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة". وأضاف "هذا يجعل تجاهل المعسكر المؤيد للاعتراف بفلسطين، باعتباره قليل الأهمية، أمرا أكثر صعوبة على إسرائيل".

30 قتيلا حصيلة اضطرابات رفع أسعار الوقود في أنغولا
30 قتيلا حصيلة اضطرابات رفع أسعار الوقود في أنغولا

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

30 قتيلا حصيلة اضطرابات رفع أسعار الوقود في أنغولا

أشاد الرئيس الأنغولي جواو لورينسو أمس الجمعة بقوات الأمن لإخمادها الاضطرابات، التي عمت البلاد احتجاجاً على رفع أسعار الوقود وأودت بحياة 30 شخصاً، لكن منظمات حقوقية اتهمتها بقتل "أشخاص عزل". وتعرضت عشرات المتاجر والمستودعات في لواندا للنهب وهوجمت سيارات يومي الإثنين والثلاثاء، بعدما تطور إضراب احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود إلى أعمال عنف وشغب غير مسبوقة. وأكدت الشرطة حتى وقت متأخر الخميس مقتل 30 شخصاً، من بينهم ضابط شرطة، وإصابة أكثر من 270، من بينهم 10 من أفراد قوات الدفاع والأمن. ولم توضح الشرطة سبب مقتل الضحايا، لكن منظمات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة حملت المسؤولية لقوات الأمن. وفي أول تعليق له على ما حدث، قال لورينسو "تصرفت جهات إنفاذ القانون في إطار التزاماتها، وبالتالي جرت استعادة النظام على الفور". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأفادت الشرطة بأن عدد المعتقلين بلغ 1,500 وتعرض 118 متجراً للتخريب و24 حافلة عامة لاعتداءات. وأضاف الرئيس "ندين بشدة هذه الأعمال الإجرامية ونأسف لفقدان الأرواح البشرية"، معلناً أن الحكومة ستساعد المتاجر المنهوبة. ولم يتطرق لورينسو، الذي ينتمي إلى حزب الحركة الشعبية لتحرير أنغولا الحاكم منذ استقلال البلاد عن البرتغال عام 1975، إلى زيادة أسعار الوقود التي أطلقت شرارة التظاهرات في بلد يعاني من ارتفاع معدلات الفقر على رغم ثروته النفطية الهائلة. وأكد أن الدولة "تبذل قصارى جهدها" لمعالجة المشاكل الاجتماعية في أنغولا، مشيراً إلى الاستثمارات في مجالات الصحة والتعليم والإسكان وإلى خلق فرص العمل. من جهتها، دانت المعارضة ومنظمات المجتمع المدني أعمال التخريب، لكنها اتهمت قوات الأمن بالاستخدام المفرط للقوة. وأعلن فريق عمل مرصد حقوق الإنسان التابع لمنظمات غير حكومية مختلفة، مساء الخميس، أن أعمال النهب تعكس "الجوع والفقر المدقع اللذين يعاني منهما غالبية الأنغوليين". وأضاف أنه "لا ينبغي استخدام التعبير المشروع للشعب عن السخط كمبرر لقتل العزل". وحضت المنظمات الحقوقية لورينسو على إصدار أوامر لقوات الأمن "بالكف عن قتل العزل" وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في عمليات القتل، بالإضافة إلى تعويض عائلات الضحايا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store