logo
أزمة 'حـــز.ب الله'.. بين ضغوط تسليم السلاح والمعاناة المالية

أزمة 'حـــز.ب الله'.. بين ضغوط تسليم السلاح والمعاناة المالية

رؤيا نيوزمنذ 5 أيام
تتكثف الضغوط الإقليمية والدولية على 'حزب الله' اللبناني، فيما تعود الورقة الأميركية بشأن 'حصر السلاح بيد الدولة' إلى الواجهة بقوة.
وبينما يكثّف الإحتلال الإسرائيلي ضرباته للبنية التحتية العسكرية للحزب في البقاع والجنوب، تتصاعد أيضا المؤشرات عن أزمة مالية خانقة تضرب أوصاله من الداخل، لتزيد من حرج موقفه السياسي والعسكري.
مشهد داخلي محتقن: خطاب جريء من الرئاسة
في خطاب لافت بمناسبة عيد الجيش، وضع الرئيس اللبناني جوزيف عون الأمور في نصاب مختلف.
ودعا عون إلى 'تسليم السلاح اليوم قبل غد'، مؤكدا حتمية سيادة الدولة اللبنانية، ورافعا سقف الطموحات بتنفيذ الورقة الأميركية عبر عرضها على مجلس الوزراء خلال أسبوع.
وأكد أن السلاح يجب أن يكون حصرا بيد الجيش والقوى الأمنية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان.
ووجه الرئيس عون رسائل مباشرة لحزب الله، طالبا من 'القوى الوطنية' المراهنة على الدولة لا على 'المقاومة'، مؤكدا أن المرحلة 'مصرية ولا تحتمل استفزازات'، وسط دعوات لإنهاء ما وصفها بـ'الحروب العبثية'.
حزب الله يتمسك بالسلاح.. لكن بأي ثمن؟
في مقابل دعوات الرئاسة، جاء رد حزب الله عبر أمينه العام نعيم قاسم الذي أعاد التأكيد على تمسك الحزب بسلاحه 'لأنه يحمي لبنان ويعزز قوة الدولة'.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي بشارة شربل خلال حديثه إلى برنامج 'التاسعة' على 'سكاي نيوز عربية' هذا الخطاب نوعا من المراوغة، مشيرا إلى أن الرئيس استعاد في كلمته 'لياقته الرئاسية' بعد فترة تردد خيّبت الكثيرين.
ويرى شربل أن خطاب عون خرج من الرماديات، ووضع الحزب أمام 'مسؤولياته التاريخية' إما بتسليم السلاح ضمن آلية توافقية، أو بالمضي في انتحار سياسي ووطني.
والأهم، وفق شربل، أن الرئيس اللبناني ترك لحزب الله 'ثغرة سياسية' عبر تعديلات لبنانية على الورقة الأميركية تُعرض على الحكومة، وتشمل آلية 'تزامنية' تبدأ بوقف الاعتداءات الإسرائيلية مقابل خطوات تدريجية لتسليم السلاح.
تصدع داخلي وأزمة مالية غير مسبوقة
إلى جانب الضغوط السياسية والعسكرية، تكشف تقارير عدة من بينها تقرير لصحيفة 'إسرائيل هيوم' أن حزب الله يمرّ بأزمة مالية غير مسبوقة، فهناك تأخر في دفع رواتب عناصره، وعائلات القتلى لم تعد تتلقى الامتيازات المعتادة مثل العلاج والتعليم والمساعدات الاجتماعية.
كما أن 'القرض الحسن'، الذراع المالية الأبرز للحزب، تلقى ضربات موجعة بعد عقوبات أميركية واسعة، فضلا عن الهجمات الإسرائيلية التي طالت مراكز مالية ولوجستية في الضاحية الجنوبية.
ووفق التقارير، يعاني الحزب من صعوبات في دفع مستحقات مقاولين لترميم مبانٍ مدمرة بفعل الغارات، ما يفاقم الضغوط عليه.
ويؤكد شربل في هذا السياق أن 'حزب الله في لحظة ضعف استراتيجي'، معتبرا أن تمسكه بالسلاح في هذا التوقيت 'لا يمكن تفسيره إلا بكونه قرارا إيرانيا'، ومرتبطا برغبة طهران في إبقاء ورقة لبنان على طاولة التفاوض مع واشنطن.
الحكومة بين الضغوط والحلول الوسط
الرئاسة اللبنانية تسعى إلى تمرير 'فتوى توافقية' تتجنب انفجار الحكومة وتستبقي حزب الله داخل المعادلة التنفيذية، عبر صيغة تسمح له 'بالتريث' دون التخلي الكامل عن سلاحه فورا.
لكن شربل يشدد على أن هذا الخيار، وإن كان يُجنب الانهيار الآني، قد لا يُرضي الراعي الأميركي ولا الدول العربية المساندة لسيادة لبنان.
وفي المقابل، ترفض إسرائيل أي انسحاب من التلال المحتلة أو إعادة إعمار القرى الجنوبية دون حسم ملف سلاح الحزب.
ويترجم التصعيد الإسرائيلي عبر غارات مركزة على مواقع استراتيجية، في رسالة واضحة للحكومة اللبنانية بأنها مسؤولة عن بقاء 'الدويلة المسلحة' داخل الدولة.
بين الاستحقاق والمأزق: الفرصة الأخيرة؟
لبنان يقف اليوم أمام مفترق حاسم: إما أن تنجح المبادرة الرئاسية في تدشين طريق نحو حصرية السلاح وإنقاذ الحكومة، أو ينزلق البلد إلى فوضى قد تكون غير قابلة للضبط.
ويحذر شربل من 'خسارة الفرصة السانحة'، مشيرا إلى أن الاستمرار في الرضوخ للفيتو الذي يفرضه الحزب يعمّق الاحتلال في الجنوب ويعيق إعادة الإعمار ويمنع تدفق الاستثمارات.
الأزمة المالية التي يعاني منها الحزب باتت حديث الأوساط السياسية وحتى الشيعية، فبينما لا تزال قاعدة جماهيرية كبيرة تؤيده، تبرز أصوات شيعية تنتقد مسار الانتحار السياسي الذي يقوده، لا سيما بعد المغامرة 'المشؤومة' في حرب الإسناد، والتغيرات الإقليمية الجارية في سوريا والمنطقة.
وشدد شربل خلال حديثه على أن لبنان لا يمكنه الاستمرار 'رهينة لفئة ضمن طائفة'، وأن المجتمع الدولي والعربي، ومعظم اللبنانيين، يريدون دولة لا دويلة، وسلاحا شرعيا لا موازٍ.
وتابع قائلا: 'على الرئيس اللبناني أن يكمل مبادرته، حتى لو بقي حزب الله متمسكا بالسلاح، لأن السردية القديمة لم تعد تقنع أحدا'.
المرحلة المقبلة ستكون اختبارا لقدرة لبنان على الخروج من نفق السلاح والانقسام، فإما أن تفتح بوابة الدولة، أو أن يظل البلد غارقا في أزماته ومحروما من أبسط مقومات السيادة والازدهار.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

د حمزة الشيخ حسين يكتب : الذئب اليقظ… وغفلة الأمة
د حمزة الشيخ حسين يكتب : الذئب اليقظ… وغفلة الأمة

أخبارنا

timeمنذ 27 دقائق

  • أخبارنا

د حمزة الشيخ حسين يكتب : الذئب اليقظ… وغفلة الأمة

أخبارنا : د. حمزة الشيخ حسين غزة اليوم، كما كانت بالأمس، تحت وطأة القصف الجوي الصهيوني، تعيش لحظة دامغة من الألم والدمار، بينما يتابع العالم بصمت مريب ما يحدث لأهلها من إبادة ممنهجة. في ذات الوقت، يبدو أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ماضٍ في تنفيذ مخططه التوسعي دون تردد أو تراجع، مؤمنًا بأن أدوات القوة والبطش تمنحه الشرعية للبقاء والتمدد. إنه ليس اجتهادًا شخصيًا من نتنياهو، بل هو امتداد لعقيدة سياسية وعسكرية قديمة، تؤمن بأن بقاء "إسرائيل' مرهون بالسيطرة والنفوذ والعلو. ولعلنا في هذا السياق لا نغفل عن التصديق الرمزي لما جاء في القرآن الكريم، حين وصفت الآيات الكريمة حال بني إسرائيل بقول الله تعالى: "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِيٓ إِسْرَٰٓءِيلَ فِي ٱلْكِتَٰبِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا' (الإسراء: 4) هذا "العلو الكبير' لم يكن مجرد ظاهرة سياسية، بل يتجلى بوضوح في علم "إسرائيل' ذاته، الذي يحمل بين طياته رمزية جغرافية صادمة: خطان أزرقان يرمزان للنيل والفرات، ونجمة سداسية تعلن التوجه الصهيوني نحو السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، من مياهه إلى ترابه. وهنا يبرز تساؤل طبيعي لدى المتابع العربي: ما الفائدة من تطور الدول العربية علميًا واقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا، إذا كانت القوة العسكرية الإسرائيلية قادرة في لحظة واحدة على محو مدينة كاملة من الخارطة، واغتيال قادة الصف الأول سياسيًا وعسكريًا خلال الساعة الأولى من أي حرب؟ هل تنفع حينها خطط التنمية؟ هل تصمد الجامعات والمراكز البحثية؟ هل تحمي الأبراج الاقتصادية نفسها من صواريخ موجهة لا تعرف إلا مسح المعالم وإسكات الأصوات؟ لقد أثبتت التجارب، منذ حرب لبنان 1982، إلى الاجتياحات المتكررة لغزة، أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لا تنام. تتابع، ترصد، وتنفذ بدقة عسكرية مخيفة. بينما، وعلى الطرف الآخر، يعيش العالم العربي في حالة من التراخي السياسي والغيبوبة الاستراتيجية. أنظمة منشغلة بإصلاحات شكلية، ونخب تقاتل على فتات المناصب، وشعوب تغرق في صراعات داخلية ألهتها عن عدوها الحقيقي. "إسرائيل' تدرك قوانين الاشتباك جيدًا، وتؤمن أن التفوق لا يكون فقط بعدد الدبابات، بل بامتلاك المبادرة. لذلك، كل حرب تشنها تبدأ باغتيال القادة، وشلّ مراكز الاتصال، وتفكيك بنية القيادة والسيطرة في الساعات الأولى. هي حروب عقول أكثر منها حروب عضلات. في المقابل، آن الأوان لأن تسأل الأنظمة العربية نفسها: هل تملك جاهزية الرد؟ هل لديها غرف عمليات تقرأ نوايا الخصم مسبقًا؟ هل تملك خطة ردع حقيقية، أم تكتفي فقط بالبيانات والشجب؟ إن أمن الأمة لا يُبنى على الأمنيات، بل على القوة بمفهومها الشامل: عسكرية، أمنية، اقتصادية، وثقافية. واليقظة لم تعد خيارًا، بل ضرورة وجود…

جنرال إسرائيلي بارز: "النصر المطلق" وهم.. وحكومة نتنياهو- بن غفير تقودنا إلى 7 أكتوبر سياسي
جنرال إسرائيلي بارز: "النصر المطلق" وهم.. وحكومة نتنياهو- بن غفير تقودنا إلى 7 أكتوبر سياسي

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

جنرال إسرائيلي بارز: "النصر المطلق" وهم.. وحكومة نتنياهو- بن غفير تقودنا إلى 7 أكتوبر سياسي

يواصل الرئيس السابق للقسم السياسي الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية الجنرال في الاحتياط عاموس يادلين، التحذير من التبعات الخطيرة لاستمرار حرب الإبادة على غزة. اضافة اعلان في مقال مطول نشره موقع القناة 12 العبرية يقول، يادلين إنه بعد نحو عامين على كارثة السابع من أكتوبر، تقترب إسرائيل من كارثة أُخرى، لكنها ليست هزيمة عسكرية كسابقتها، بل خسارة سياسية واستراتيجية عميقة وممتدة. منبها أن أولئك الذين طالبوا بـ'نصر كامل'، ووعدوا بالقضاء على 'حماس' وإعادة الأسرى، يواجهون وضعاً تواصل فيه 'حماس' السيطرة على غزة من دون بديل، ولا يزال الأسرى في الأسر، وشرعية إسرائيل الدولية وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الانحدار. ويضيف: 'للمفارقة، يحدث هذا كله بعد إنجازات عسكرية لافتة في لبنان وسوريا وإيران، وحتى في غزة. ومع ذلك، لا تبدو إسرائيل كأنها منتصرة، بل مرهَقة، ومعزولة، وغارقة في ساحة لا تملك فيها هدفاً سياسياً واضحاً، يوجّهها هدف إدارة 'حرب لا تنتهي'، الذي يتناقض مع العقيدة الأمنية الإسرائيلية التي تقرّ بالحاجة إلى وجود مجتمع مزدهر ومتقدم بين الحروب، وتسعى لخوض حروب سريعة تحقق إنجازاً عسكرياً واضحاً يوظَّف لتحقيق مكسب سياسي. فالجيش الإسرائيلي، الذي يعتمد على قوات الاحتياط، وهم الأشخاص الذين يُفترض أن يدفعوا عجلة الاقتصاد والمجتمع، يعرف كيف يحقق الإنجاز المطلوب عندما يعمل وفق العقيدة الإسرائيلية. أمّا عندما يعمل بطريقة فاشلة، فتكون النتائج مطابقة لذلك'. الحسم الحقيقي غلى غرار مراقبين إسرائيليين كثر، يؤكد يادلين أن الوعد بـ'النصر الكامل' لم يكن واقعياً منذ اللحظة الأولى. لم يتحقق النصر الكامل، الذي يجعل العدو يستسلم من دون شروط، في أيّ حرب حديثة منذ سنة 1945. ويتابع في هذا المضمار: 'نعم، كان هناك انتصارات استراتيجية، حتى في العامين الماضيَين، في الشرق الأوسط: اسألوا نعيم قاسم، أو المرشد الأعلى في إيران. لكن تحديداً، المعركة في غزة، والتي شكلت الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل، تتبخر، وحماس لا تزال قائمة، والمجتمع الدولي يوجّه أصابع الاتهام نحو إسرائيل، وقضية الأسرى أصبحت هامشية، والحرب التي كانت تُعتبر الأعدل في تاريخ إسرائيل تحولت إلى حرب يراها العالم بأسره حرباً غير عادلة. ما كان مقبولاً في سنة 2023، يُعتبر غير أخلاقي في سنة 2025'. ويشير إلى أنه حتى دونالد ترامب، الذي كان في البداية من أبرز المؤيدين لإسرائيل، بدأ يفقد صبره ويقول إن السياسة في الولايات المتحدة تتغير، وتوجد في كلا الحزبين أجنحة مناهضة لإسرائيل، وهذه الأجنحة تزداد قوة، وينخفض دعم إسرائيل إلى مستوى تاريخي غير مسبوق، والساعة تدق. كما يقول إن ترامب الذي يستمد جزءاً كبيراً من رؤيته للعالم من الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، بدأ بانتقاد إسرائيل بسبب الجوع والمعاناة في غزة. والأمر لا يتعلق بكذب الشبكات، بل بواقع الحياة الذي لا يُحتمل في غزة، وحماس تعرف كيف تسوّق هذا الواقع أفضل كثيراً من إسرائيل. ويزعم يادلين أن 'حماس' هي التي خلقت الأزمة وتتحمل مسؤوليتها، لكن نحن الذين يُلقى عليهم اللوم. لماذا؟ لأن العالم يتوقع من إسرائيل، كدولة ديمقراطية، التصرف بشكل أخلاقي. وعندما لا توجد خطة سياسية، ولا منظومة إعلامية فعالة، ولا يوجد رد واضح، تصبح إسرائيل هدفاً لكل الانتقادات. وينبه أنه بينما يدير الجميع ظهورهم لإسرائيل تلتزم حكومتها الصمت، لا توجد مبادرة، ولا يوجد رد أو أفق حتى. هكذا تبدو الخسارة. ويتابع: 'في بداية العام، ومع انتهاء صفقة الأسرى السابقة، كانت كل الأوراق في يد إسرائيل: إنجازات عسكرية مثيرة، ودعم أمريكي قوي، وفرصة نادرة لقيادة تسوية سياسية. لكن بدلاً من اغتنام اللحظة، اختارت الحكومة العودة إلى الحرب، من دون خطة، ومن دون رؤية، ومن دون جدول زمني'. وقال الجنرال الإسرائيلي: 'رفض نتنياهو الدخول في مفاوضات بشأن إنهاء الحرب، ولم يوافق حتى على الحديث عن 'اليوم التالي'، بينما استغلت حماس الوقت لإعادة تنظيم صفوفها، وبقيَ الأسرى في غزة، وأصبحت الصفقة المطروحة حالياً، التي وافقت عليها حكومة إسرائيل، أضعف كثيراً من تلك التي كان يمكن التوصل إليها قبل نحو ستة أشهر. وادعى أن حماس تعارض اليوم حتى هذه الصفقة، فهي ترى أن الأوروبيين وأصدقاءنا في الغرب باتوا يناهضوننا، بل مستعدون للاعتراف بدولة فلسطينية، على الرغم من مجزرة السابع من أكتوبر'. العمى السياسي طبقا لمزاعم يادلين، تعتقد حماس أن استمرار هذا التوجه يخدم أهدافها في مواجهة إسرائيل، ويقع الأوروبيون في الفخ، وبدلاً من إضعاف حماس، فهُم يعززون قوتها، بينما تقف إسرائيل في مواجهة هذا العمى السياسي من دون ردّ، ومن دون إستراتيجية. وبدلاً من أن تبدو كأنها دولة حاسمة وعادلة، أصبحت دولة منبوذة في نظر العالم. سابقاً، كنا الطرف المهاجم، واليوم، يعتبرنا العالم محتلاً وحشياً. والدعم الذي حظينا به بعد 7 أكتوبر تحول إلى ريبة، والفهم إلى اتهام، وهذا كله لأننا لم نجرؤ على قول: إلى أين نحن ذاهبون، وما الذي نستعد لقبوله، وما الذي نرفضه؟ دولة فلسطينية وحسب يادلين أيضا، لم يعد العالم ينتظر. فالمبادرات الأحادية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية تحظى بدعم كبير، ونحن نتحول إلى كيس لكمات، ليس لأن هذا الأمر حتمي، بل لأننا نبث رسائل تنم عن سخرية وتغوُّل سياسي، بدلاً من الحكمة والأخلاق السياسية. ويرى الجنرال الإسرائيلي أنه حان الوقت لتبنّي 'نصر ذكي' يعيد إلى إسرائيل زمام المبادرة: إعلان إنهاء القتال بشكل أحادي ومبادِر، بدعم من المجتمع الدولي، مع تحديد شروط واضحة. والإفراج عن جميع الأسرى دفعةً واحدة، وليس بالتدريج، ولا بطريقة انتقائية. وإعادة إعمار غزة، في مقابل نزع سلاحها بالكامل، أي تفكيك سلاح حماس كشرط لإعادة الإعمار. ومبادرة عربية- مصرية منقّحة، فلأول مرة منذ بدء الحرب، يعلن العرب، بدعم من 22 دولة، في الأسبوع الماضي، أن سلاح حماس سيُفكّك، ولن تكون جزءاً من الحكم المستقبلي في غزة. إضافة إلى رسالة ضمان أمريكية مُلزمة، تضمن لإسرائيل حرية عمل مستقبلية، على غرار النموذج الذي جُرّب على الحدود الشمالية في لبنان، وتنسّق فيما يتعلق بتصفية الحساب مع جميع المتورطين في مجزرة السابع من أكتوبر. وسحب المبادرة الفرنسية- السعودية بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية من جدول الأعمال الدولي، والتي تفرض مطالب على إسرائيل فقط، وتشجع حماس على التصلب، وتُبعد إمكانات إنهاء الحرب، أو إطلاق مسار سياسي. ويخلص يادلين للقول: 'نعم، هذا الترتيب يُبقي حماس كسلطة في غزة في المدى القصير، لكنه يحقق توافقاً عالمياً، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة، على أن حماس لن تكون جزءاً من الحكم في غزة مستقبلاً. نعم، إنه اتفاق مؤلم لأن أكثر الإرهابيين بشاعةً سيُفرج عنهم، لكن إسرائيل دولة قوية جداً، وستعرف كيف تتعامل مع ذلك. مَن يدّعي أن الردع الإسرائيلي سيتضرر، فليرفع عينيه إلى السماء ويرى الردع في أعلى مستوياته، بعد ما فعلناه بحزب الله وإيران. ومَن يدّعي أن السابع من أكتوبر قد يتكرر، لا يفهم مدى ما تعرضت له حماس من ضرر، ومدى ما تعلمناه من الكارثة، حتى من دون لجنة التحقيق التي لم تُشكَّل بعد. ومَن يخشى من أننا لن نستطيع العودة إلى الحرب، فلينظر إلى الشمال ويرى كيف يواصل الجيش الإسرائيلي العمل ضد حزب الله، على الرغم من وقف إطلاق النار، على أساس تفاهُم ورسالة ضمان أمريكية. ويختم بالقول: 'ما حصلنا عليه من إدارة بايدن سيكون من الأسهل الحصول عليه من الرئيس ترامب. فقط بهذه الطريقة، يمكن خلق الشروط اللازمة لاستمرار معركة مستقبلية فعالة، هدفها إسقاط حُكم حماس ومنع إعادة تأهيلها كمنظمة عسكرية. إن الحكومة اليمينية الكاملة، التي أُلِّفت بهدف 'الانتصار على الإرهاب'، فشلت في تحقيق أهداف الحرب التي وضعتها لنفسها في المعركتين اللتين أدارتهما في قطاع غزة. فعلياً، تقود هذه الحكومة سياسة تعزز السردية والأهداف الفلسطينية، وتدفع بإسرائيل نحو انهيار سياسي، وتحثّ العالم على دعم قيام دولة فلسطينية. يمكن وقف هذا المسار، لكن فقط إذا قُدنا مبادرة، ولم نستمر في الانجرار وراء الأحداث. الخيار واضح: إمّا أن نفرض الشروط، وإمّا أن نُزج في مسار يفرض علينا ما لا نريده. الوقت انتهى؛ ساعة الرمل السياسية والعسكرية والأخلاقية قد نفدت، والاستمرار في التمسك بـ'نصر حاسم' خيالي في غزة، سيؤدي إلى 7 أكتوبر سياسي، مع أضرار تمتد أعواماً وعقوداً، أو أن نوجّه الأمور نحو 'نصر ذكي' في غزة، ونعيد تموضُع إسرائيل على مسار النمو، والتطبيع، و'التفوق الأخلاقي'، والاستراتيجية القائمة على القيم'.-(وكالات)

رد حاد على تهديد ترامب.. الهند تعيد رسم الخطوط الحمراء مع واشنطن
رد حاد على تهديد ترامب.. الهند تعيد رسم الخطوط الحمراء مع واشنطن

رؤيا نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • رؤيا نيوز

رد حاد على تهديد ترامب.. الهند تعيد رسم الخطوط الحمراء مع واشنطن

ردّت الهند، في مواجهة تصعيد أمريكي غير مسبوق، ببيان حادّ أعاد رسم الخطوط الحمراء في علاقتها مع واشنطن، مؤكدة أن سيادتها، واستقلال قرارها الإستراتيجي، 'غير قابلين للتفاوض'. جاء الرد الهندي بعد تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية عقابية بنسبة 25% على البضائع الهندية، بسبب استمرار نيودلهي في استيراد النفط الروسي. وحمّل البيان الهندي واشنطن مسؤولية هذا التوتر، مشددًا على أن 'الهند ليست دولة تُؤمَر'. الازدواجية الغربية وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيانها: 'الهند لا تنحني تحت الضغط، ولن تُدير ظهرها لمصالحها من أجل إرضاء واشنطن أو غيرها'. وأضاف البيان أن 'الهجوم الأمريكي غير مبرر وغير منطقي'، ونددت بـ'الازدواجية الغربية'، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، يواصلان تعاملاتهما التجارية مع روسيا، بينما يُطلب من الهند وحدها التراجع عن مصالحها. وأوضحت نيودلهي أنها بدأت استيراد النفط الروسي بعدما حوّلت الدول الغربية الإمدادات التقليدية إلى أوروبا، مؤكدة أن واشنطن نفسها شجّعتها على ذلك في البداية. توظيف سياسي أمريكي ولم تتوقف تصريحات ترامب عند ملف الطاقة، بل زعم، مؤخرًا، أنه توسط شخصيًا لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان خلال عملية 'سيندور' في مايو/أيار الماضي. لكن الحكومة الهندية سارعت إلى نفي تلك التصريحات 'جملة وتفصيلًا'، مؤكدة أمام البرلمان أنه 'لم يكن لأي زعيم أجنبي دور في إنهاء النزاع'، في رد دبلوماسي مباشر على ما وصفته بتوظيف سياسي أمريكي لقضايا إقليمية. حرب النفط في تغريدات عبر منصته 'تروث سوشيال'، اتهم ترامب الهند بأنها 'تبيع النفط الروسي وتحقق أرباحًا ضخمة'، واعتبر اقتصادها مهددًا بالانهيار مع روسيا. كما وصف مستشاره، ستيفن ميلر، تجارة النفط مع موسكو بأنها 'تمويل مباشر للحرب'. لكن حكومة مودي تجاهلت التهديدات، موضحة أن النفط الروسي يشكل ثلث واردات البلاد، وأن شراءه بأسعار مخفّضة 'ضرورة اقتصادية لحماية 1.4 مليار مواطن من التضخم وضمان أمن الطاقة'. وأشار مسؤولون هنود إلى أن التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي وروسيا خلال 2024 يفوق نظيره مع الهند بكثير، مؤكدين أن العلاقة مع موسكو 'نابعة من الحاجة، لا من اعتبارات جيوسياسية'. تجاوز الخطوط الدبلوماسية أثار استياءً إضافيًا في نيودلهي تلميح ترامب إلى إمكانية شراء الهند للنفط من باكستان، وحديثه عن صفقات مستقبلية مع إسلام آباد في مجالات الطاقة، والعملات المشفرة، وتعدين الموارد. واعتبرت الهند ذلك 'مساسًا بالتوازن الإستراتيجي في جنوب آسيا'، وتجاوزًا للخطوط الدبلوماسية. كما تساءلت نيودلهي عن سبب استهدافها من قبل واشنطن في ملف النفط الروسي، بينما لا تُحاسب دولا كبرى، مثل الصين وتركيا، اللتين تواصلان استيراد الطاقة من موسكو دون ضغوط مماثلة. واعتبر بيان الخارجية الهندية أن ما يجري هو 'ضغط سياسي انتقائي… ولسنا مستعدين للعب هذا الدور'. السيادة فوق الإملاءات ورغم أن بيان وزارة الخارجية لم يُسمِّ ترامب بالاسم، أعلنت الهند أنها حافظت على موقفها غير المنحاز طوال حرب أوكرانيا، واستمرت في تعزيز علاقاتها مع الغرب وموسكو معًا، مشيرة إلى أن الخط الفاصل بين الشراكة والتبعية واضح جدًا. وأكد وزير الخارجية الهندي، سوبر امانيام جايشانكار، أن بلاده 'تؤمن بنظام عالمي عادل، لا نظام تهيمن عليه قلة'، مضيفًا أن الازدواجية الغربية 'لم تمر مرور الكرام'، بل قوبلت بحزم وريبة. ورغم حرص الهند على توسيع شراكتها مع الولايات المتحدة، شددت على أنها 'لن تتخلى عن تحالفها التاريخي مع موسكو'، ولن تقبل بالإملاءات أو الضغوط. وقال المتحدث باسم الخارجية الهندية، راندهير جايسوال: 'نقيم علاقاتنا الدولية على أسس مستقلة، ولا نسمح بتصنيفها من منظور أطراف ثالثة'. وختم البيان أن نيودلهي، ببساطة، ترفض الانجرار وراء أسلوب ترامب القائم على الضغط عبر التعريفات – ذلك التكتيك الذي يستخدمه لإخضاع الحكومات أو تركيع الخصوم على طاولة المفاوضات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store