الشهادة ليست ورقًا والامتحان ليس معيارًا: حين نُضلل أنفسنا في تقييم التعليم
الدكتور صبري راضي درادكة
حين تُنتقَد برامجُ الجامعات (الماجستير والدكتوراه)، ثم يُتغزَّل بامتحان الثانوية العامة، فإنك تقف في منتصف حلقةٍ مفرغة دون أن تُحدِّد أين تبدأ الأزمة. فالجامعات لا تصنع الطالب من العدم، بل تستقبله كما صاغه التعليم العام، بكل ما فيه من مخرجات معرفية ومهارية وسلوكية. ومع ذلك، تُوجَّه سهام النقد نحو البرامج الجامعية، متجاهلين أن البذرة كانت هناك، في المدرسة، في النظام، في الامتحان الذي يُقال عنه إنه "معيار وطني".
إن سؤال: "البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة؟" يبدو أقل عبثيةً حين نناقش العلاقة بين الثانوية العامة والتعليم الجامعي، إذ لا يمكن إصلاح أحدهما دون الآخر، ولا يمكن فصل نوعية الطلبة عن بنية التعليم الذي أنتجهم. فإما أن نواجه السلسلة بأكملها بشجاعة، أو نبقى نلوم الحلقات الأخيرة لأنها ببساطة في متناول اليد.
أوليس هؤلاء الذين نقول اليوم إن شهاداتهم "ورق" هم أنفسهم من تخرّجوا على أيدي ناقديهم، أو ناقدي شهاداتهم في الدكتوراه والماجستير من الجامعات الأردنية؟ ومن منهم الآن في وزارة التربية والتعليم قادةٌ نحترمهم ونجلّهم، وهم أيضًا ربما من أشرف على الاختبار الوطني الذي يُمتدَح ويُبجَّل؟
ليس هكذا تُورَد الإبل. فعندما نشير إلى موضعٍ نراه – بحسب رؤيتنا – يعاني من اختلال ويحتاج إلى إصلاح، كما هو الحال في امتحان الثانوية العامة، وخاصة ما جرى في امتحان الرياضيات، فإننا لا نعزف على ما تطرب له أذن المسؤول، ولا نمارس النقد لمجرد النقد، بل هو نقدٌ للإجراءات، وأحيانًا نقدٌ للقرار ذاته. فليس القرار فقط ما يحتاج إلى إصلاح، بل إن الأمر قد يتعدى ذلك إلى أن الإنسان منا يحتاج إلى صيانة فكره وعقله، وهذا لا يعيب أحدًا.
كلٌّ منّا يقف عند حدٍّ ما، ويعتقد أنه الحقيقة، وذلك بناءً على فهمه ومعتقده وطريقة تفكيره.
ويبقى السؤال: لمن ينتقد البرامج الجامعية للدراسات العليا، لماذا لم يدُوِّ صوتُك حينها عاليًا وتصرخ؟ أم أنه في تلك اللحظة كان المسؤول يقف بينكم وبين صرخاتكم؟ أم كانت تقف المناصب والمكاسب أمام صرخاتكم؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هلا اخبار
منذ 19 دقائق
- هلا اخبار
الطيران الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على مناطق في اليمن
هلا أخبار – شن سلاح الجو الإسرائيلي، ليل الأحد الاثنين غارات عنيفة على مناطق في اليمن ضمن عملية أطلق عليها اسم 'الراية السوداء'. وألقت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي نحو 20 صاروخا ثقيلا على الحديدة، ما استمرار الهجوم حتى لحظة كتابة الخبر. من جانبها، أكدت وسائل إعلام محلية شن طيران العدو الإسرائيلي سلسلة غارات على الأراضي اليمينة، مؤكدة فعالية الدفاعات الجوية في التصدي للهجوم.


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
المقاومة تكشف عن شروطها لقبول التهدئة بغزة وفرص نجاحها
#سواليف ترجح قيادات في #فصائل_المقاومة_الفلسطينية احتمال نجاح #المفاوضات غير المباشرة مع #الاحتلال الإسرائيلي بالتوصل قريبا إلى #اتفاق_تهدئة في قطاع #غزة. وتتجه المؤشرات إلى أن الجهود القطرية المصرية ستثمر هذه المرة بعدما #فشل #الجيش_الإسرائيلي في إطلاق سراح جنوده #الأسرى في #غزة، وتعثّر في تحقيق أهدافه بالقضاء على المقاومة رغم مرور أكثر من 21 شهرا من حرب الإبادة التي يشنها على القطاع. وأبدت المقاومة الفلسطينية تمسكها بانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، والتوصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي ينهي العدوان ويرفع الحصار عن أكثر من مليوني فلسطيني. مطالب المقاومة مقالات ذات صلة الاثنين .. الأجواء حارة نسبياً وكشفت قيادات في فصائل المقاومة الفلسطينية للجزيرة نت عن تقديرات ميدانية وسياسية تشير إلى زيادة فرص التوصل إلى تهدئة خلال الأيام المقبلة، مع احتمالية تعنت الاحتلال الإسرائيلي بشأن بعض النقاط الخاصة بالملاحظات التي أبدتها قيادة المقاومة على مقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وعلمت الجزيرة نت أن النقاط التي طالبت قيادة المقاومة بأن يشملها المقترح المعدل الذي سلمته للوسطاء بعد سلسلة مشاورات داخلية تتمثل في: استمرار تدفق المساعدات بكميات كافية ضمن البروتوكول الإنساني الذي تم التوافق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وليس عبر 'مؤسسة غزة الإنسانية' الأميركية. فتح معبر رفح لسفر الجرحى والمرضى والحالات الإنسانية في الاتجاهين. جدولة انسحاب الجيش الإسرائيلي من داخل قطاع غزة ضمن خرائط واضحة خلال أيام التهدئة الـ60. تقديم ضمانات واضحة بخصوص نهاية الحرب والعدوان الإسرائيلي على غزة. ورجحت قيادات في فصائل المقاومة في أحاديث منفصلة للجزيرة نت (لم تفصح عن أسمائها نظرا للظروف الأمنية) أن الوسطاء سيتمكنون من تجاوز التعنت الإسرائيلي تجاه النقاط السابقة عبر التفاوض غير المباشر، والسير نحو توقيع الاتفاق. وتعتقد القيادات أن هذه الجولة من المفاوضات تمثل 'لحظة فارقة' في الحرب على غزة 'ليس فقط لأنها تأتي بعد أشهر دامية من العدوان والإبادة، بل لأن موازين القوى على الأرض بدأت تميل لمعادلة جديدة فرضتها المقاومة الفلسطينية بصلابة مقاتليها، وصبر وثبات شعبي لا مثيل له'. وتشير إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق واقعي باتت أعلى من أي وقت مضى، لكن بشروط تلجم العدوان، وتجبره على الانسحاب من داخل قطاع غزة، وتقديم ضمانات دولية حقيقية بإنهاء الحرب. عوامل حاسمة وترى قيادات في فصائل المقاومة أن حكومة الاحتلال تسعى هذه المرة للتوصل إلى اتفاق بسبب 3 عوامل مهمة، وهي: استنفاد الجيش الإسرائيلي جميع الخطط التي من شأنها أن تعيد أسراه أحياء. فشل عملية 'عربات جدعون' بعد 'ثبات أسطوري' للمقاومين في الميدان، وقتالهم بشكل استثنائي في ظل ظروف معقدة أثبتت مدى الجاهزية العالية واليقظة الكبيرة لدى المقاومة الفلسطينية على المستويين الأمني في الحفاظ على الأسرى، والميداني في قتال العدو الإسرائيلي. تفاعل داخلي في أروقة المؤسستين الأمنية والعسكرية الإسرائيليتين بضرورة انعقاد الصفقة في ظل انسداد الأفق بجلب الجنود الأسرى بطرق أخرى، وهو ما يتزامن مع ضغط أميركي في هذا السياق. يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي اخترق اتفاق التهدئة في 19 مارس/آذار الماضي وأشعل الحرب في قطاع غزة من جديد، وأعلن في منتصف مايو/أيار الماضي انطلاق عملية 'عربات جدعون' بهدف نقل معظم السكان إلى رفح جنوب القطاع، ودخول قوات عسكرية برا لاحتلال أجزاء واسعة من غزة بهدف القضاء على حركة حماس. وبحسب الإحصاءات التي كشف عنها الجيش الإسرائيلي، فإنه منذ استئناف الحرب على غزة قُتل 33 جنديا في المعارك الضارية مع المقاومة الفلسطينية، ليرتفع عدد القتلى الجنود منذ بدء الحرب إلى 883 قتيلا، منهم 441 قتلوا منذ بدء العدوان البري على القطاع. تراجع الاحتلال وبحسب قيادات في فصائل المقاومة، فإن الاحتلال الإسرائيلي أظهر في هذه الجولة من المفاوضات تراجعا نسبيا في مواقفه، لأن الميدان فرض عليه ذلك بعدما فشل في تحقيق أهدافه، واستنزفت الحرب قدراته، وأربكت جبهته الداخلية، بالتزامن مع تعرضه لضغوط خارجية. وأوضحت أن الاحتلال يسعى اليوم إلى الاتفاق، ليس لأنه تغير 'بل لأنه يريد إنقاذ ما تبقى من صورته الأمنية والعسكرية والسياسية'، إلى جانب محاولة بنيامين نتنياهو كسب هدنة تمكنه من استثمار جرائمه، والهروب من المحكمة، واحتواء الغضب والخلافات والاستقطابات الداخلية المتصاعد ضده. يذكر أن الصحافة الإسرائيلية وجهت انتقادات لاذعة لتعامل الحكومة الإسرائيلية والجيش مع قطاع غزة، حيث قال ناحوم برنياع المحلل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت إن الجيش محبط، لأن عملية 'مركبات جدعون' انتهت بفشل مدوّ، لأن الدافع خلفها كان سياسيا، والقرار اتخذه شخص واحد، ولذلك كان الثمن باهظا. وأكدت قيادات في فصائل المقاومة أنها تعي جيدا أن الاحتلال الإسرائيلي قد يناور بالتوصل إلى تهدئة مؤقتة، لذلك شددت على أنها 'لا تقايض دماء الشهداء بنصوص هشة أو وعود معلقة'، وأن وقف إطلاق النار الحقيقي يبدأ من إنهاء العدوان ورفع الحصار، وما دون ذلك يبقى مجرد تهدئة مؤقتة لا تلبث أن تنهار تحت أقدام المحتل.


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
هجوم على سفينة قبالة سواحل البحر الأحمر باليمن
#سواليف أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة 'أمبري' للأمن البحري، عن تعرض #سفينة_تجارية لهجوم مسلح في #البحر_الأحمر قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليمن. ووفق التقارير، أطلق مسلحون على متن 8 زوارق صغيرة قذائف صاروخية وأسلحة خفيفة تجاه السفينة التي كانت تبحر على بُعد 51 ميلا بحريا (94 كيلومترا) جنوب غرب ميناء الحُديدة. وأفادت الهيئة بأن الفريق الأمني على متن السفينة رد على الهجوم بإطلاق النار، فيما ذكرت 'أمبري' أن السفينة تعرضت لأضرار من مسيّرتين بحريتين غير مأهولتين، في حين تم التصدي لهجومين آخرين بمسيّرتين من النوع ذاته. مقالات ذات صلة الاثنين .. الأجواء حارة نسبياً وبحسب مصادر أمنية، فإن السفينة المستهدفة تدعى ' #ماجيك_سيز ' (Magic Seas)، وترفع علم ليبيريا وتعود ملكيتها إلى جهة يونانية، وقد تسرّبت المياه إليها عقب الهجوم الذي تسبب أيضا في اندلاع #حريق. ولم تتبنَّ أي جهة المسؤولية عن الهجوم، إلا أن خصائص السفينة المستهدَفة تتطابق مع تلك التي يستهدفها #الحوثيون عادة، خاصة منذ بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وصعّد الحوثيون من هجماتهم على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وذلك تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي، إذ تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة. وقد أطلق الحوثيون أكثر من 100 هجوم ضد سفن الشحن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ما أدى إلى غرق سفينتين والاستيلاء على أخرى، ومقتل 4 بحارة على الأقل. وأرغمت هذه الهجمات المتكررة العديد من شركات الشحن العالمية على تجنب عبور البحر الأحمر وقناة السويس، التي تمثل نحو 12% من حركة الملاحة البحرية العالمية، واللجوء إلى طرق أطول وأكثر كلفة حول رأس الرجاء الصالح. إعلان وفي محاولة لردع الحوثيين، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية ضد الجماعة منذ مطلع 2024، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في مايو/أيار الماضي وقف العمليات العسكرية الأميركية في اليمن، في أعقاب اتفاق غير معلن بوساطة عمانية، نص على امتناع الجانبين عن استهداف بعضهما، بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.