logo
رئيس «المصالح الإيرانية»: طهران لن تتنازل عن شرط موافقة الكونجرس على أي «اتفاق نووي»

رئيس «المصالح الإيرانية»: طهران لن تتنازل عن شرط موافقة الكونجرس على أي «اتفاق نووي»

مصرس٠٢-٠٧-٢٠٢٥
قال رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية لدى القاهرة، السفير محمد حسين سلطانى فرد، إن أى اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر التفاوض بشأن الاتفاق النووى لابد من التصديق عليها من قبل الكونجرس الأمريكى، حتى لا تكون قرارا بيد أى رئيس من الممكن أن يقوم بإلغائه فى أى وقت، كما تتم الموافقة عليها وفق أجندة معينة داخل الأمم المتحدة، غير ذلك فإن طهران لن تتنازل عن هذا السيناريو خاصة أن «واشنطن أصبحت غير معنية بالسلام الدولى».
وأكد «فرد»، ل«المصرى اليوم»، أن «طهران دخلت المفاوضات مع الرئيس الأمريكى ترامب، وتعلم تماما أن لديه مشكلة نفسية أنه يريد توقيع اتفاق «ترامب»، وليس اتفاقا نوويا مماثلا لما حدث فى 2015، فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، أو مع الاتحاد الأوروبى، ومع عدم الوصول إلى اتفاق نهائى فلا يوجد ثقة فى الولايات المتحدة الأمريكية.وأشار «فرد» إلى أن الهجوم على القواعد الأمريكية جاء كرد فعل طبيعى على استهداف المنشآت النووية الإيرانية، باعتباره تهديدا للأمن القومى الإيرانى، وهو ما حذرت منه طهران أن «العين بالعين».ولفت إلى أن الهجوم الأمريكى على المنشآت النووية الثلاثة فى مناطق فوردو ونطنز وأصفهان جاء بعد الفشل الذريع وغير المتوقع لدى إسرائيل، الابن غير الشرعى لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط دخلت فى مرحلة جديدة ومعقدة جدا، وهذه رغبة مشتركة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لافتا إلى أن دور مصر المحورى والهام فى المنطقة العربية والإسلامية ومنطقة الشرق الأوسط، من خلال رفض القاهرة لمخطط تهجير الفلسطينيين، وأنه يمكن لكل من السعودية وتركيا بذل الجهود والقيام بدورهما لصد هذا العدوان «الصهيو أمريكى»، و«المخطط الشرير الخطير»، لوقف تغيير منطقة الشرق الأوسط.وأوضح أن الأمور كانت تسير على ما يرام، حتى إنهم طلبوا النقاش حول برنامج الصواريخ الباليستية، لكن تم إبلاغهم أن طهران تقتصر مفاوضاتها بشأن الملف النووى فقط، وكان الغرب يريد ربط الاتفاق النووى أيضا بعدم دعم طهران للمقاومة والإفراج عن عدد أكبر من أشخاص من الغرب المقبوض عليهم فى قضايا تجسس.وذكر أن البرلمان الإيرانى وافق على غلق مضيق هرمز، وكذلك هناك دعوات لإعادة النظر فى عضوية إيران بمعاهدة حظر الانتشار النووى، وهذه الأمور من حق طهران وهى من ضمن الأدوات المشروعة للدفاع عن النفس وعقاب المعتدين، قائلا: «ترامب هو الشخص الثانى بعد الشيطان، وكانت إيران على أبواب الانتصار على إسرائيل، لذلك تدخلت أمريكا لوقف إعلان هزيمة تل أبيب، ونتنياهو كان على شفا الانهيار»، متوقعا أن يصل سعر برميل البترول إلى 400 دولار إذا ما تم غلق مضيق هرمز.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روسيا وأوكرانيا: "أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية" - مقال رأي في التلغراف
روسيا وأوكرانيا: "أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية" - مقال رأي في التلغراف

أخبارك

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبارك

روسيا وأوكرانيا: "أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية" - مقال رأي في التلغراف

في جولة الصحف اليوم، نستعرض ثلاث قراءات (بريطانية، وأمريكية وأيضاً روسية) في إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة جديدة تتعلق بتزويد أوكرانيا بالسلاح، وبفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا وكذلك على شركائها التجاريين. ونبدأ بالقراءة البريطانية من صحيفة التلغراف، والتي نشرت مقالاً بعنوان "بوتين يكتشف مدى سوء تقديره"، للباحث في العلاقات الدولية صموئيل راماني. ورأى راماني أن الرئيس الأمريكي ترامب أدرك أخيراً أن السبيل الوحيد لإيقاف آلة الحرب الروسية هو تكثيف الضغوط الاقتصادية والعسكرية على موسكو. ولا يتوقع الباحث بجامعة أكسفورد أن يؤدي هذا الإدراك المتأخّر من جانب ترامب إلى وضع نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، لكنه على أقل تقدير سيُخفّف الضغط على الأوكرانيين الذين يخضعون للقصف الروسي يومياً. ولفت الباحث إلى تأكيد ترامب زيادة إمداد أوروبا بالسلاح الأمريكي بغرض استخدامه في أوكرانيا، فضلاً عن تهديد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على شركاء روسيا التجاريين. ونوّه الكاتب إلى أن المَخرج الوحيد الذي تركه ترامب مفتوحاً أمام بوتين، يتمثل في الموافقة على هُدنة في أوكرانيا في غضون 50 يوماً. تصريحات ترامب، وفقاً لصاحب المقال، تضع نهايةً لما تبقّى من تكّهنات بخصوص إعداد ترامب بشكل أحاديّ الجانب لاتفاق يقضي باستسلام أوكرانيا أمام الروس، وهي التكهنات التي بلغتْ ذروتها بعد الاجتماع الكارثي في البيت الأبيض بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأشار باحث العلاقات الدولية إلى أن ترامب في بادئ الأمر اعتقد أن بإمكانه إقناع الروس بالسلام عبر الدخول في حوار بَنّاء، متحدثاً في ذلك الحين عن شرْعنة الاحتلال الروسي لأراضٍ أوكرانية، لكن بوتين تعامل مع هذا الطرح الأمريكي باعتباره علامة ضَعف، فقرّر من جانبه تصعيد الحرب، معتقداً أن ترامب ليس لديه استعداد للتصعيد. ورأى صاحب المقال أن الصواريخ الأمريكية الجديدة قد لا تغيّر مسار الحرب، لكنها وبلا شك ستزيد قدرة الأوكرانيين على تسديد ضربات موجِعة للروس - على الصعيد العسكري وأيضاً الاقتصادي عبر استهداف البِنية التحتية. ورجّح الكاتب أن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة كفيلة بتقييد سلاسل الإمداد الروسية وبمُفاقمة مستويات التضخم، وإذا ما جرى تعزيز تلك الرسوم بحزمة من العقوبات الجديدة على الأفراد والقطاعات، فسيكون لذلك بلا شك، ضررٌ بالغٌ على اقتصاد الحرب الروسية. تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي وإلى نيويورك بوست، حيث نطالع افتتاحية بعنوان "صفقة ترامب الخاصة بالسلاح، بالإضافة إلى العقوبات الجديدة على روسيا، كفيلة بتغيير قواعد اللعبة". ورجّحت الصحيفة أن يؤدي قرار الرئيس ترامب - إرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو) - إلى تغيير معادلة القوة في الحرب التي تخوضها روسيا منذ نحو 40 شهراً ضد أوكرانيا. ورأت نيويورك بوست ما قالت إنه "توليفة مرعبة" في جمْع القرار الأمريكي بين إرسال السلاح إلى أوكرانيا وبين فرْض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على موسكو - إذا هي أخفقتْ في التوصل إلى هدنة في غضون 50 يوماً. ورجّحت الصحيفة أن تؤدي هذه العقوبات إلى تقويض الاقتصاد الروسي. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب لم يُعطِ تفاصيل بشأن نوع السلاح الذي ينوي إرساله إلى كييف، لكنه عقّب بأنها ستكون "تجميعة شاملة من أفضل المتاح" على حدّ تعبيره. وإلى ذلك، قال السفير الأمريكي للناتو، ماثيو ويتكر، إن الخطة قصيرة المدى تمثّلتْ في إرسال أنظمة دفاعية، كبطاريات باتريوت، القادرة على التصدي للصواريخ الروسية. على أنّ أوكرانيا ستحصل كذلك على أسلحة هجومية، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى قادرة على الوصول إلى أراضٍ روسية، بحسب ما أفادت تقارير نشرها موقع أكسيوس الأمريكي، وبذلك، فإن "الشعب الروسي، والرئيس بوتين ذاته، سيشعرون بالتبعات"، وفقاً لصحيفة نيويورك بوست. ورجّحت الافتتاحية أن تساعد الرسوم الجمركية الثانوية التي أعلن عنها ترامب في مزيد من الضغوط على روسيا، بما يجرّد الأخيرة من عوائد تستخدمها في تمويل الحرب - "رغم الكرَم الذي انطوى عليه إعطاء بوتين 50 يوماً للتوصل إلى هدنة"، على حدّ تعبير الصحيفة الأمريكية. ورأت نيويورك بوست أن نقطة العقوبات أساسية؛ لا سيما وأن روسيا تئنّ تحت العقوبات الاقتصادية، فإذا أُضيفتْ إليها عقوبات أخرى، فإن ذلك كفيل بالضغط على بوتين وبدَفْعه دفعاً باتجاه الهُدنة. وخلُصت الصحيفة إلى القول إن "فريق ترامب، لحسن الحظ، على الطريق الصحيح الآن". ونختتم جولتنا من صحيفة كوميرسانت الروسية، والتي نشرت مقالاً بعنوان "الموقف الأمريكي يتشدّد بشكل تدريجي"، لمحرّر الشؤون السياسية ديمتري دريزيه. ورأى ديمتري أن "البيت الأبيض يبدو حريصاً على تجنُّب اتخاذ خطوات حاسمة إزاء الكرملين"، مشيراً إلى مُهلة الـ 50 يوماً التي تضمّنها إعلان الرئيس ترامب بشأن تزويد أوكرانيا بالسلاح وفرْض المزيد من العقوبات على روسيا وشركائها التجاريين. ووفقاً لديمتري، فإن ما وُصف بـ"مفاجأة دونالد ترامب" ليس فيه شيءٌ مرعب بالنسبة للاتحاد الروسي، على الأقل كما يبدو عليه الأمر للوهلة الأولى. وأوضح الكاتب أن قرار العقوبات الثانوية على شركاء روسيا التجاريين من شأنه أن يجعل التداوُل التجاري مع الولايات المتحدة شيئاً بالغ الصعوبة. كما لفت ديمتري إلى ما قال إنه تقرير نشره موقع أكسيوس الأمريكي، مفاده أن الرئيس الروسي كان قد أبلغ نظيره الأمريكي بشأن هجوم روسيّ جديد سيستغرق 60 يوماً بالتمام، وبأن هذا الهجوم سيثمر عن نتائج محدّدة - وإذا كان ذلك، فإنه لن يكون هناك شيء للتفاوض بشأنه (بعد مُهلة الـ 50 يوماً للتوصل إلى هُدنة، التي انطوى عليها إعلان ترامب). وعلى ضوء ذلك الإعلان الأمريكي، فإن أمام الروس والأوكران مدة 50 يوماً "يستمتعون فيها بقتال جيد في الحديقة"، على حدّ تعبير ترامب. وفي غضون تلك المُدة، "سيحاول الغرب بكل ما وسِعه أن يكافئ الفُرص، قبل العودة إلى طاولة المفاوضات". ويعتقد ديمتري أن الرئيس الأمريكي "يتجنّب اتخاذ قرارات متشددة إزاء موسكو، خشية استفزاز الجانب الروسي الذي يمتلك سلاحاً نووياً، وبالمثل، فإن روسيا تُفضّل إلقاء اللوم على أوروبا في كل شيء، بدلاً من مهاجمة الرئيس الأمريكي بشكل مباشر"، وفقاً لصاحب المقال. 2025 بي بي سي. بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.

«شرق أوسط جديد»
«شرق أوسط جديد»

بوابة الأهرام

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الأهرام

«شرق أوسط جديد»

استمعنا في الأشهر الأخيرة لعبارة «الشرق الأوسط الجديد» تتردد على ألسنة سياسيين ومحللين في الولايات المتحدة وإسرائيل. والفكرة التي يتم ترديدها تتلخص في أن الحروب الإسرائيلية الأخيرة، التي بدأت في غزة وامتدت إلى جنوب لبنان، وأسهمت في تغيير نظام الحكم في سوريا، وانتهت بحرب الاثنى عشر يوما ضد إيران، قد أحدثت تغييرات استراتيجية كبرى في المنطقة، ومهدت لظهور شرق أوسط جديد تهيمن عليه إسرائيل، ويضمن اندماجها في المنطقة. واقع الأمر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتردد فيها تعبير «الشرق الأوسط الجديد» فقد سمعنا هذا المصطلح أكثر من مرة في الماضي، منها بعد حرب تحرير الكويت وبعد حرب الإطاحة بصدام حسين في العراق، وبعد توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وناقش مؤتمر مدريد للسلام في إطاره المتعدد الأطراف الكثير من الأفكار حول تعاون اقليمى يضم إسرائيل ودولا عربية، كما قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز مشروعا اقتصاديا لهذا الشرق الأوسط الجديد. والواقع ان كل هذه الأفكار والمشاريع كان مصيرها الفشل في الماضى، ولا اعتقد ان الأفكار الجديدة التي يطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو تحت نفس العنوان سوف يكون لها حظ أفضل من سابقتها. الشرق الأوسط الجديد هذه المرة يقوم على افتراضين خاطئين الأول هو ان القوة العسكرية قادرة على إحداث التغيير في المنطقة، وان إسرائيل قد حققت انتصارا عسكريا حاسما مهد الطريق لشرق أوسط جديد. أما الافتراض الثانى فهو أن إسرائيل ستكون المهيمنة على هذا الإقليم، وبالتالي تستطيع تحقيق رؤيتها في شرق اوسط جديد. بالنسبة للافتراض الأول، فبالتأكيد فقد حققت إسرائيل مكاسب عسكرية مهمة ضد خصومها، ولكن في نفس الوقت تعرضت لخسائر ودفعت تكلفة كبيرة خاصة في حربها مع إيران، قد لا نعرف حجمها الحقيقى بسبب القيود والرقابة التي تفرضها حول هذا الموضوع، حيث لم تُنشر حتى الآن قائمة شاملة بالمنازل والبُنى التحتية التي تضررت جراء الضربات الإيرانية فى الحرب الأخيرة بين البلدين. ويقدر البعض الخسائر بما يتراوح بين 11.5 مليار دولار و17.8 مليار دولار، أو ما بين 2.1% و3.3% من الناتج المحلي الإجمالي البالغ 540 مليار دولار. وتشمل هذه الأرقام النفقات العسكرية، وأضرار البنية التحتية، واعتراض أكثر من 400 صاروخ إيراني. يضاف لذلك ما ذكرته تقارير استخباراتية بأن الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية قد أجلت البرنامج النووي الايرانى لعدة شهور ولم تقض عليه نهائيا، وان معظم مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة عاليه لم يصبه الضرر. والأهم انه رغم أى انتصارات عسكرية إسرائيلية أخيرة في الشرق الأوسط، فقد خرجت منها أكثر تضررا سياسيا وأكثر عزلة دبلوماسية على المستوى الدولى وفى أوساط الرأي العام العالمى. اما مسألة «الهيمنة» الإسرائيلية على الشرق الأوسط بعد ما حققته من انتصارات عسكرية، فقد فندها باقتدار «ستيفن والت» أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد تحت عنوان «إسرائيل لا يمكن أن تكون قوة مهيمنة في المنطقة» وجاء فيه أنّ احتمال هيمنة إسرائيل يبدو بعيدا، فكيف لدولة يقل عدد سكانها عن 10 ملايين (نحو 75% منهم من اليهود) أن تهيمن على منطقة شاسعة تضم مئات الملايين من العرب المسلمين، إلى جانب أكثر من 90 مليون إيراني فارسي؟ ويضيف أن القوة المهيمنة هي تلك التي تكون قوية إلى درجة أنها لا تواجه تهديدًا أمنيًا حقيقيًا من جيرانها، ولا تقلق من ظهور منافس جديد في الأفق. وهذا هو الوضع الذي وصلت إليه الولايات المتحدة مع بداية القرن العشرين، حين انسحبت القوى العظمى الأخرى من مواجهتها، ولم يعد في الإمكان لأي دولة أو تحالف مجاراتها اقتصاديًا أو عسكريًا. لكن إسرائيل اليوم لا تملك هذه الميزة. فالحوثيون لا يزالون في موقع التحدي، وجيشها لا يزال غارقًا في غزة رغم ما ألحقه بها من دمار هائل، والتهديد الايرانى مازال قائما، بالإضافة إلى وجود قوى إقليمية أخرى تملك جيوشا قوية. كذلك، فإن نجاحات إسرائيل العسكرية الأخيرة لم تحلّ المشكلة الأساسية المتمثلة في الفلسطينيين، الذين يشكلون نحو نصف السكان في الأراضي التي تسيطر عليها. وقتل إسرائيل أكثر من 55٫000 فلسطيني لم يقربها من حل سياسي. بل على العكس، فقد شوه ذلك صورتها عالميًا، وقلّص الدعم حتى عند حلفائها التقليديين. كما أن الهيمنة الإقليمية المستدامة تتطلب قبول الدول المجاورة هذا الدور، بل وترحيب البعض به أحيانًا. وهي شروط غير متوافرة، تجعل إسرائيل في حالة قلق دائم، وستضطرها لشنّ حروب متكررة. ويختتم مقاله بقوله، إنه عند جمع كل هذه العوامل، يتضح أن إسرائيل لا تصل إلى مستوى القوة المهيمنة. ولا شك فى أن قادتها يتمنون ذلك، لكن هذا الهدف سيبقى بعيد المنال. «وهذا يعني أن الأمن طويل الأمد لإسرائيل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تسوية سياسية دائمة مع جيرانها، بمن فيهم الفلسطينيون. وهو تذكير آخر بأن السياسة، لا القوة وحدها، هي ما يصنع الأمن المستدام في النهاية». باختصار، فإن أي حديث عن شرق أوسط جديد يستند على هيمنة اسرائيلية هو مجرد أمنيات في ذهن من يرددها، وأوهام ستصدم بالواقع الذي سيكشف زيفها، وسيكون مصيرها الفشل مثل سابقتها التي حملت نفس العنوان، طالما قامت على منطق القوة وتجاهلت حل القضية الفلسطينية.

الجماعة الكارهة وإسقاط الدولة..«3»
الجماعة الكارهة وإسقاط الدولة..«3»

بوابة الأهرام

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الأهرام

الجماعة الكارهة وإسقاط الدولة..«3»

أنهينا مقالنا السابق وهو (الثاني) ضمن سلسلة مقالات «دعوة للتذكر ..الجماعة الكارهة وإسقاط الدولة»، بأننا سنكمل الحديث عن بقية الآثار السلبية للعام الذى حكمت فيه الجماعة مصر المحروسة..إنه عام وصفه كثيرون بأنه كان عام الانقسام والانهيار المؤسسى وكاد يؤدى إلى تفكك الدولة المصرية...فكان عام (الجماعة) لا (الدولة) .. فعقب أحداث يناير 2011، ظهرت الجماعة الكارهة كقوة سياسية منظمة وجاهزة لاستغلال فراغ السلطة. وما أن وصلت الجماعة إلى الحكم، حتى تكشّفت نياتها الحقيقية التى أدركها المصريون، والتى ارتكزت على «أخونة الدولة»، والتمكين على حساب الشراكة، والإقصاء بدلًا من التوافق، مما قاد إلى أخطاء فادحة وجرائم جسيمة ضد الدولة والمجتمع. فلم يكن العام الذى حكمت فيه الجماعة مصر عام بناء أو إصلاح، بل كان عامًا مشحونًا بالاستقطاب، والتدهور الاقتصادي، والانقسام المجتمعي، والتآمر على مؤسسات الدولة، وصولًا إلى صدام مفتوح مع الشعب، أسفر عن أعنف انتفاضة (ثورة) شعبية فى تاريخ مصر الحديث يوم 30 يونيو 2013، وانتهى بعزل مندوب الجماعة فى قصر الاتحادية (محمد مرسي). فكانت من أخطر الجرائم السياسية التى ارتكبتها جماعة الإخوان محاولتها تفكيك مؤسسات الدولة الراسخة، خاصة القضاء والإعلام والأجهزة الأمنية، من أجل إحلال عناصر موالية للتنظيم محل الكفاءات الوطنية.. وتمثّلت تلك المحاولات فى تعيينات غير دستورية فى المناصب القيادية، حيث تم تعيين عدد كبير من المحافظين ورؤساء المؤسسات العامة المنتمين أو المقربين للجماعة، بمن فيهم محافظ الأقصر الذى كان ينتمى لجماعة إسلامية متطرفة شاركت فى مذبحة الدير البحرى فى التسعينيات..كذلك تم الصدام مع السلطة القضائية ، عبر محاولة إحالة مجموعة من القضاة للتقاعد، واتهام القضاء بالفساد دون أدلة، ما اعتُبر تمهيدًا للسيطرة على السلطة القضائية وتطويعها لمصلحة التنظيم..كما شهد العام تدخلًا مباشرًا فى القنوات التليفزيونية والصحف، وتهديد الإعلاميين المعارضين، وشن حملات تشويه ممنهجة ضدهم. كما تم استخدام قناة «مصر 25» التابعة للجماعة كمنصة للدعاية الاخوانية.. ثم جاء 22 نوفمبر 2012، وصدور الإعلان التليفزيونى الدستورى ثم حدثت مذبحة الاتحادية، حينما حشدت الجماعة أنصارها أمام قصر الاتحادية لفض اعتصام المعارضين بالقوة، ما أدى إلى اشتباكات دامية وسقوط ضحايا، وفضح تورط الجماعة فى تشكيل «ميليشيات أهلية» لقمع المتظاهرين. كما تسببت سياسة الجماعة الكارهة (الإخوان) الاقتصادية فى انهيار الثقة بالاقتصاد المصري، وتراجع الاستثمارات الأجنبية والسياحة، وتفاقم أزمة الدولار والطاقة، وفقدان السيطرة على الأسواق. وانخفاض احتياطى النقد الأجنبى من 36 مليار دولار إلى أقل من 15 مليارا.. كما تم طبع أوراق مالية بدون غطاء، ما أسهم فى زيادة التضخم. ووعود زائفة بالقضاء على الفقر والبطالة، دون أى خطط واقعية أو إجراءات إصلاحية. أما أكثر الجرائم خطورة فكانت ما بدا كـ«تواطؤ» أو «تساهل» مع الجماعات الارهابية فى سيناء، بل ووجود اتهامات من شخصيات أمنية بأن الجماعة «فتحت قنوات» مع تنظيمات إرهابية لضمان الولاء أو لتصفية خصومها..وكذلك فرار قيادات ارهابية من السجون خلال أحداث يناير، ثم عودتها بشكل غامض فى عهد الجماعة الكارهة (لإخوان) دون محاسبة..كما شهد ذلك العام تكرار استهداف كمائن الجيش فى سيناء، وسط تراخٍ فى التعامل الأمنى آنذاك...أما أم المصائب فكانت خطاب (مندوب الجماعة فى قصر الاتحادية) الداعم للإرهابيين فى سوريا، فى مؤتمر علنى حضرته رموز ارهابية مثل محمد العريفى وصفوت حجازي. وقد استند خطاب الجماعة الكارهة (الإخوان) طوال العام إلى ثنائية «مع الشرعية أو ضد الإسلام»، وتم تسويق المعارضة على أنها «عداء للدين»، مما شجع على العنف اللفظى والجسدي..كما كانت الكارثة الكبري، هى هجوم قادة هذه الجماعة الكارهة على الكنيسة المصرية، واعتبروا الأقباط شركاء فى مؤامرة ضد الحكم الإسلامي، فأدى هذا الخطاب الطائفى الإرهابى إلى تصاعد التوترات الطائفية، وتكرار الاعتداء على الكنائس وممتلكات الأقباط فى عدة محافظات، حيث تصاعدت الممارسات الطائفية ضد الأقباط بشكل غير مسبوق، ما عكس توجّهًا إقصائيًا وعنصريًا تجاه مكوّن أصيل من نسيج الوطن. فقد تعرض الأقباط لحملات تحريض إعلامية ودينية فى بعض منابر الإخوان، حيث اتُّهموا زورًا بدعم «الثورة المضادة» ومعارضة «الشرعية»، وهو ما أسهم فى تأجيج الكراهية الطائفية. وبلغ الأمر ذروته مع تزايد الاعتداءات على الكنائس والممتلكات القبطية، خاصة فى محافظات مثل المنيا وأسيوط وسوهاج، كما تم استبعاد الأقباط من التمثيل الفعلى فى المناصب التنفيذية، وغابت مشاركتهم عن مواقع صنع القرار، ما عزّز الشعور بالتهميش. ولعل أخطر ما مارسته الجماعة هو التبرير لهجمات طائفية دامية، مثل الهجوم على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى أبريل 2013.. هكذا كان حكم الجماعة الكارهة فقط خلال عام واحد من الحكم!!!! «وللحديث بقية للتذكير بالتاريخ الأسود لهذه الجماعة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store