
الإعلان عن اتفاق جديد بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي
أعلن فريق الأمم المتحدة في اليمن، ترحيبه باتفاق توصلت إليه الحكومة الشرعية والحوثيين في محافظة تعز، وذلك للمرة الأولى منذ عشر سنوات.
وقال بيان نشره موقع الأمم المتحدة، إن فريق الأمم المتحدة في اليمن رحب بالاتفاق الذي توصلت إليه السلطتان المحليتان للمياه والصرف الصحي في محافظة تعز لأول مرة منذ ما يقرب من عقد من الزمن لإدارة منظومات إمدادات المياه بشكل مشترك عبر خطوط التماس.
وأوضح فريق الأمم المتحدة في اليمن بأن الاتفاق الفني بين المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في مدينة تعز والحوبان يعد خطوة هامة نحو استعادة الخدمات الأساسية في واحدة من أكثر المحافظات اليمنية معاناة من شح المياه، الأمر الذي سيخفف من معاناة مئات الآلاف من السكان.
وأضاف أنه من المتوقع أن يسهم هذا الاتفاق في إعادة ربط شبكات المياه والصرف الصحي في محافظة تعز واستعادة خدمات أساسية كانت معطلة منذ ما يقرب من عقد من الزمان نتيجة النزاع والانقسام المؤسسي.
وأكد البيان أن هذا الاتفاق يعتمد على جهود متواصلة بذلتها منظمات وجهات مانحة عديدة قدمت دعما فنيا وماليا وساهمت في تيسير الحوار والتنسيق على مدى السنوات الماضية.
وأضاف أنه من أجل تعزيز توفير المياه الآمنة في المناطق ذات الأولوية، سيستثمر صندوق اليمن الإنساني مبلغ مليوني دولار أمريكي لربط 90,000 شخص بمن فيهم النازحون داخليا بشبكات المياه وذلك في إطار دعم الانتقال من الاحتياج الإنساني إلى مسار التنمية المستدامة.
وأشاد فريق الأمم المتحدة في اليمن بجهود من وصفها بـ'السلطات المحلية' للمياه في تعز، داعيا المانحين والشركاء إلى تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية للمياه لضمان وصول أكثر من 600,000 شخص إلى مياه آمنة ونظم صرف صحي موثوقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
هل تتغير قواعد اللعبة في ملعب الاقتصاد العالمي؟
مع اقتراب يوم التاسع من يوليو (تموز) الجاري، تقف الأسواق العالمية على مفترق طرق تاريخي قد يعيد تشكيل خريطة التجارة الدولية. هذا التاريخ، الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترمب كموعد نهائي للتوصل إلى اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة لتجنب فرض تعريفات جمركية أعلى ليحمل في طياته ثلاثة سيناريوهات محتملة: تصعيد شامل للتعريفات الجمركية، استمرار للتهديدات من دون قرارات حاسمة، أو انفراج سياسي موقت، وكل سيناريو سيترك بصمته على الأصول والاستثمارات العالمية، مما يدفع المحللين والمستثمرين إلى ترقب الأفق بحذر شديد. "أميركا أولاً" لطالما كانت السياسة التجارية الأميركية، بخاصة في عهد الرئيس ترمب، عنصراً لا يمكن التنبؤ به، وقادراً على زعزعة الاستقرار في أركان الاقتصاد العالمي، فالحرب التجارية التي اندلعت شرارتها الأولى قبل سنوات، فرضت رسوماً جمركية متبادلة على مئات المليارات من الدولارات من السلع بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، وعلى رأسهم الصين والاتحاد الأوروبي. هذه السياسات الحمائية، التي تهدف ظاهرياً إلى حماية الصناعات المحلية وخلق الوظائف، غالباً ما كانت تؤدي إلى ارتفاع التكاليف على المستهلكين والشركات، وتهدد سلاسل الإمداد العالمية، وتُضعف الثقة في التجارة الدولية الحرة. في تصريحاته الأخيرة خلال اليومين الماضيين، لم يترك ترمب مجالاً للشك حول نيته في العودة لسياسة "أميركا أولاً" التجارية، ففي الثاني من يوليو الجاري، حذّر ترمب إيطاليا من فقدان 20 مليار يورو (23.59 مليار دولار) من صادراتها و118 ألف وظيفة إذا أصرت واشنطن على رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة، وهدّد اليابان بفرض رسوم جمركية قد تصل إلى 35 في المئة، مشيراً إلى أن المفاوضات التجارية معها قد لا تُسفر عن اتفاق. وأعلن ترمب بالفعل أنه لا يعتزم تمديد تعليق الرسوم الجمركية بعد التاسع من يوليو، موعد انتهاء تجميد "الرسوم المتبادلة" التي أطلقها في أبريل (نيسان) الماضي. وأثارت هذه التصريحات قلقاً دولياً واسعاً، ودفعتهم إلى تحذيرات من تداعياتها، مُركزين على الجوانب النفسية والاستراتيجية. وأكد محللون ومؤسسات مالية كبرى أن الرسوم الجمركية تُشكل التهديد الأكثر جدية على النمو العالمي في 2025، وتتسبب في تراجع الأسواق الأميركية بين 8 و10 في المئة، مع استفادة الذهب كأصل للملاذ الآمن. ورأوا أن الأسواق بدأت بالفعل في تسعير القلق منذ مطلع الشهر، ويُشددون على أهمية الوضوح في السياسات التجارية. دعوات للوضوح واستراتيجيات التحوط من جانبه، وصف رئيس قسم الأبحاث في "إيكويتي غروب" بلندن، رائد الخضر، يوم التاسع من يوليو بـ"لحظة اختبار مزدوج بين ضغط نفسي وآخر سعري". ويرى أن الأسواق بدأت بالفعل في تسعير القلق منذ مطلع الشهر، وهو ما يُفسر الميل المتسارع نحو الذهب، وأسهم الطاقة الخليجية، والأسهم الدفاعية. وأكد أن التحول من المخاطرة إلى التحوط يُعد استجابة عقلانية في ظل غياب الوضوح، مضيفاً "لا يمكن اعتبار التاسع من يوليو نهاية لشيء، بل بداية لسلسلة من التقييمات الجديدة لأخطار السوق، خصوصاً في ظل هشاشة التجارة العالمية والتقلبات الجيوسياسية." ونصح رئيس قسم الأبحاث في "إيكويتي غروب" المستثمرين بإعادة تموضع ذكي بدل الخروج الكامل، وتوزيع الانكشاف بطريقة أكثر انضباطاً حتى تتضح الصورة. امتصاص صدمة الرسوم من جانبه، أشار نائب المدير العام لدى مجموعة "أف أتش كابيتال"، طارق قاقيش، إلى أن الأسواق امتصت بالفعل صدمة الرسوم الجمركية الأميركية، على رغم أن التهديد لا يزال قائماً من الناحية الرسمية. وأضاف قاقيش، أن الأسواق تتعامل مع هذه المسألة كأنها "تواريخ مؤجلة وليست قرارات نهائية"، وأن التأجيلات المتكررة منحت الأسواق الوقت لهضم الأثر وامتصاصه تدريجياً، وترجح الأسواق سيناريو الحلول المرحلية أو تأجيل التطبيق، مما قلل من الأثر السلبي المتوقع على المؤشرات. وأكد أنه على رغم وجود انفصال بين أداء السوق والأساسيات الاقتصادية مثل ارتفاع التضخم وعجز الموازنة والتهديدات التجارية، فإن تدفق السيولة من المستثمرين الأفراد والمؤسسات الكبرى عند كل تراجع سعري يعكس استمرار حال التفاؤل في السوق، وعلى رغم المخاوف من النمو الاقتصادي الضعيف، تستمر الأسواق في الصعود بانتظار ظهور إشارات أكثر حدة. وتوقع طارق قاقيش، أن يكون النصف الثاني من عام 2025 إيجابياً للأسهم الأميركية، شريطة عدم اتخاذ قرارات مفاجئة من قبل إدارة ترمب في شأن رسوم جمركية جديدة. امتداد الغموض لأشهر مقبلة أما كبير الاقتصاديين في بنك "آي أن جي"، نيكولاس فرينش، فأوضح أن الخطر لا يكمن في فرض التعريفات فقط، بل في "امتداد الغموض لأشهر لاحقة"، ويرى أن الأسواق تتفاعل سلبياً مع التهديدات غير المحسومة أكثر مما تتفاعل مع القرارات النهائية، مما يُشير إلى أهمية الوضوح في السياسات التجارية. أزمة عدم اليقين ولفتت رئيسة وحدة السلع في "يو بي أس"، إليزابيث كريمر، إلى أن الذهب يُظهر استجابة كلاسيكية لأزمة عدم اليقين، وأنه لم يعد مجرد أداة تحوط، بل "أصل رئيس لإعادة التوازن المؤسسي". وأوضحت أن معظم المحافظ الضخمة ضاعفت تعرضها للذهب في يونيو (حزيران)، استعداداً لأي سيناريو متشدد. في حين اعتبر محلل السياسات التجارية في "بنك أوف أميركا"، جيسون ووكر، أن ترمب يُدير الملف التجاري كرجل تفاوض أكثر منه رجل صدام، لكنه أضاف أن هذا لا يمنع الأسواق من الخوف، لأن "الإشارات وحدها تكفي لدفع المستثمرين إلى الحذر والتسييل الموقت". من جانبه، أوضح المتخصص في الاقتصاد العالمي، مصطفي متولي، أن الاقتراب الحثيث ليوم التاسع من يوليو، وما يحمله من تهديدات من ترمب بإعادة إشعال فتيل الحروب التجارية، ليس مجرد حدث اقتصادي عابر، بل هو انعكاس عميق للتقلبات الجيوسياسية التي باتت تشكل المحرك الرئيس للأسواق. تحذيرات بنكية من تداعيات أوسع وعلى الصعيد ذاته، وفي تحذيرات متتالية في شأن تأثير التصعيد التجاري، حللت المؤسسات المالية العالمية الأخطار من منظورها الخاص. أشار بنك "سيتي" في تقرير صادر نهاية يونيو الماضي عن وحدة الأخطار العالمية، إلى أن سيناريو فرض رسوم بنسبة 60 في المئة على الصين و25 في المئة على دول مثل كندا والمكسيك قد يكون أكثر ضرراً من صدمة عام 2018، وأوضح أن الأسواق الأميركية قد تتراجع بما يتراوح ما بين 8 و10 في المئة، وأن الدولار سيستفيد موقتاً على حساب الاستثمارات في الأسهم العالمية، التي ستشهد تدفقات خارجة جماعية. وكان قسم الأبحاث العالمية في مؤسسة "تشارلز شواب"، حذّر في مذكرة بحثية صدرت مطلع العام الحالي من أن الحرب التجارية قد تُشكّل "أكبر خطر على النمو العالمي في 2025"، مُشيرةً إلى تهديد ترمب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 60 في المئة على الواردات الصينية و10 في المئة إلى 20 في المئة على واردات الدول الأخرى. وحذّر من أن التعريفات المتبادلة قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع بنسبة تتراوح ما بين 15 و18 في المئة، مع إضعاف زخم الاستثمار الصناعي في الاقتصادات المتقدمة، وأشار أيضاً إلى أن استمرار التوتر التجاري سيُؤثر سلباً في قرارات البنوك المركزية في الأسواق الناشئة، ويُمارس ضغطاً على عملاتها أمام الدولار. أسواق متقلبة وسط هذه التحذيرات وتوقعات المحللين، شهدت الأسواق العالمية في النصف الأول من عام 2025 أداءً متقلباً اتسم بالترقب والحذر، مع ميل للتحوط في بعض الأحيان، فبعد فترة من الهدوء الجيوسياسي وتوقعات استقرار التضخم والفائدة، أظهرت الأسواق قدرة على التعافي. وأغلقت "وول ستريت" للنصف الأول من العام بمكاسب جماعية، مدفوعة بأسهم الذكاء الاصطناعي وتقارب العلاقات بين أميركا والصين وتهدئة التوتر بين إيران وإسرائيل. موازين القوى المالية ارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.6 في المئة في آخر تعاملات يونيو، مسجلاً مكاسب شهرية تتجاوز 4.3 في المئة، بينما كان الأقل ارتفاعاً منذ بداية العام بمكاسب بلغت 3.64 في المئة. وشهد الذهب تقلبات واضحة، ففي الثالث من أبريل الماضي، قفز سعره إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 3090 دولاراً للأونصة كـ "ملاذ آمن" بعد إعلان ترمب فرض رسوم جمركية شاملة، ثم تراجع لاحقاً بعد تعليق تطبيق بعض الرسوم. وإلى ذلك، شهدت صناديق الذهب المتداولة عالمياً تدفقات قوية، إذ بلغ مجموعها 8.6 مليار دولار في مارس (آذار)، و21 مليار دولار في الربع الأول، مما يعكس دوره كملاذ آمن في أوقات الشك. في حين تأثرت أسعار النفط بمخاوف تأثير الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة، ففي 13 مارس الماضي، تراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" إلى 70.88 دولار للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط إلى 67.57 دولار للبرميل، متأثرة بتهديدات الرسوم على رغم انخفاض مخزونات البنزين الأميركية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وعلى صعيد أسواق المال العربية، سجلت بورصات الخليج ومصر أداءً متبايناً في النصف الأول من 2025، إذ تصدرت بورصة الكويت المكاسب بنسبة 17.2 في المئة، تلتها دبي بنسبة 10.6 في المئة، ثم مصر بنسبة 10.5 في المئة، وأبو ظبي بنسبة 5.72 في المئة، وقطر بنسبة 1.69 في المئة، وفي المقابل، سجلت بورصات السعودية والبحرين ومسقط تراجعات بنسب 7.56 في المئة، و2.12 في المئة، و1.73 في المئة على التوالي. هذا الأداء المتباين يعكس حال عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق، وتوجه المستثمرين نحو الأصول الأكثر أماناً في ظل اقتراب موعد حاسم قد يُعيد تشكيل المشهد التجاري العالمي، مع استفادة بعض الأسواق من عوامل داخلية مثل استقرار أسعار النفط وقوة المشاريع التنموية. بين التصعيد والانفراج وفي النهاية، ومع اقتراب التاسع من يوليو لا تبدو الأسواق مستعدة للمفاجآت، لكنها تُهيئ نفسها للأسوأ، فالرسوم الجمركية ليست مجرد أدوات اقتصادية، بل مفاتيح لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي، ومعها قد يُعاد تسعير الأخطار من واشنطن إلى شنغهاي، ومن فرانكفورت إلى دبي، والخيار لا يزال على الطاولة: تصعيد يعصف بالأسواق أو انفراج موقت يفتح نافذة للتهدئة، وبينهما، تبقى المحافظ المالية متأهبة، والذهب مترقب، والمستثمرون على أعصابهم.


شبكة عيون
منذ 4 ساعات
- شبكة عيون
ترامب يوقع قانون الميزانية السنوي لزيادة الإنفاق العسكري وتمويل ترحيل المهاجرين
ترامب يوقع قانون الميزانية السنوي لزيادة الإنفاق العسكري وتمويل ترحيل المهاجرين ★ ★ ★ ★ ★ مباشر: وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قانون الميزانية السنوية، بعد أن أقره مجلس النواب بأغلبية 218 صوتا مقابل 214، تزامنا مع الذكرى 249 لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية. ويتضمن القانون زيادة في الإنفاق العسكري، وتمديد تخفيضات ضريبية بقيمة 4.5 تريليون دولار، وتخصيص تمويل لترحيل المهاجرين غير النظاميين. في المقابل، ينص القانون على تخفيض البرنامج الفيدرالي للمساعدات الغذائية، والحد من نطاق برنامج التأمين الصحي "ميديكيد" المخصص لمحدودي الدخل، حيث تشير التقديرات إلى احتمالية أن يفقد نحو 17 مليون شخص تأمينهم الصحي نتيجة لذلك. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر .. اضغط هنا ترشيحات شركة "إكس دي إجيماك" تُنهي أعمال توسعات محطة بنبان 3 مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه ترامب السعودية مصر اقتصاد


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
تاورغاء الليبية تنهض من ركامها وتبدأ من الصفر
بعد أكثر من عقد من التهجير، بدأت الحياة تعود تدريجاً إلى المدينة الواقعة شرق مصراتة، مع عودة نحو 4 آلاف أسرة إلى منازلها المتضررة، في واحدة من أوضح تجارب المصالحة المحلية التي تشهدها ليبيا منذ عام 2011. وتشير بيانات رسمية إلى أن عدد سكان تاورغاء قبل سقوط الرئيس الراحل معمر القذافي كان يقدر بنحو 40 ألف نسمة. "اندبندنت عربية" تجولت في أحد الأحياء السكنية بتاورغاء، حيث تنتشر البيوت الموقتة التي أقامها السكان بعد عودتهم، بعضها لا تتجاوز مساحته أمتاراً عدة، وجدرانه مغطاة بأقمشة بلاستيكية، وبلا أبواب ولا نوافذ. "سأموت في مدينتي" في عام 2016 توصل ممثلون عن مدينتي مصراتة وتاورغاء إلى اتفاق مصالحة برعاية الأمم المتحدة بهدف إنهاء ملف تهجير سكان تاورغاء الذي استمر منذ عام 2011. ونص الاتفاق على عودة الأهالي وتعويض المتضررين وضمان عدم تعرضهم للملاحقة. وجاء تهجير سكان تاورغاء عام 2011 على خلفية تورط بعض المجموعات من المدينة في القتال إلى جانب قوات النظام السابق خلال معركة إطاحة القذافي، مما تسبب في توترات أدت إلى نزوح جماعي للسكان. وعلى رغم إعلان بدء تنفيذ الاتفاق في 2018 لم تبدأ العودة الفعلية للسكان إلا بصورة محدودة. وفي عام 2020 لم يتجاوز عدد العائلات التي عادت إلى المدينة 40 أسرة فحسب، وسط صعوبات تتعلق بغياب الخدمات وغياب الدعم الحكومي. وعلى مدار السنوات التالية بدأت العودة بصورة تدريجية. ومع نهاية عام 2024 ارتفع عدد العائلات العائدة إلى نحو 4 آلاف أسرة وفقاً لبيانات رسمية اطلعت عليها "اندبندنت عربية"، لتعد تاورغاء اليوم واحدة من أبرز حالات العودة المنظمة في ليبيا بعد سنوات النزاع. في أحد أحياء المدينة التي ما زالت آثار القصف بادية على مبانيها، يزيح مسلم محمد (54 سنة) الركام من مدخل منزله بيده اليمنى المصابة، مستخدماً معولاً صغيراً وبعض الأدوات اليدوية التي وفرها بنفسه، بعدما أطل هو وأسرته على بيته للمرة الأولى بعد غياب دام 12 عاماً. كانت الأرض مغطاة بالغبار، والنوافذ مفتوحة على فراغ، لكن مسلم بدا مصراً على البدء من جديد، ولو من نقطة الصفر. يقول "هذه مدينتي. حتى إن بقيت وحدي، سأموت هنا، في أرض أجدادي". وأضاف وهو يشير إلى الجدار المتصدع خلفه "لم أحصل على أي دعم من الدولة، كل شيء أصلحه بإمكاناتي، قطعة قطعة. حتى مواد البناء أشتريها بالدين". وعن سبب تمسكه بالعودة على رغم صعوبة الظروف، قال "النزوح كسرنا نفسياً. كنا غرباء في بلدنا، ننتظر المساعدات، واليوم حتى إن كان الوضع هنا صعباً، أشعر بأنني أتنفس من جديد". عودة محفوفة بالمعاناة في طرابلس وأجدابيا وبنغازي تنقل أهالي تاورغاء بين مراكز الإيواء والمخيمات لسنوات، بعدما أجبروا على مغادرة مدينتهم إثر الحرب. وعلى رغم عودتهم التدريجية خلال الأعوام الماضية، لا تزال تاورغاء تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات، وتغيب عنها مشاريع الإعمار. في أحد هذه البيوت الموقتة كان محمد فينو (29 سنة) يثبت قطعة صفيح على سقف منزله مستخدماً حبلاً قديماً، بينما وقف أطفاله الخمسة إلى جانبه يراقبون بصمت. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قال لـ"اندبندنت عربية" وهو يشير إلى داخل منزله "نمد الكهرباء بخيوط مكشوفة لأن البناء لم يكتمل. أنام كل ليلة وأنا خائف من حدوث تماس كهربائي. لدي خمسة أطفال، وكنت أتمنى أن أوفر لهم بيئة آمنة ومستقرة، لا أن يعيشوا في بيت غير مؤهل للسكن". وأضاف بصوت هادئ، "أطفالي ينامون باكراً، ليس لأنهم تعبوا، بل لأن الظلام يسبقهم". واستطرد قائلاً، "نحن في بلد غني بالنفط، لكننا نعيش وكأننا خارج الحسابات. وعلى رغم كل شيء، هذا المكان يظل بيتنا". غير بعيد من فينو يواصل عياد عبدالجليل (26 سنة) العمل على ترميم بيته بما توفر لديه من مواد بسيطة. يقول "عشنا سنوات طويلة في مخيمات لا تليق بنا كليبيين، لا استقرار ولا كرامة. هنا في الأقل نحن فوق أرضنا، حتى لو كانت الجدران مهدمة". ويشير عبدالجليل إلى أن الخدمات الأساسية ما زالت غائبة عن معظم الأحياء، مشيراً إلى أن الكهرباء لا تصل إلى جميع المنازل. وبينما فتحت المدارس أبوابها تدريجاً، لكنه يوضح أن العملية التعليمية تواجه تحديات حقيقية من بينها نقص المعلمين، وازدحام الفصول بسبب تزايد أعداد الطلاب العائدين، إلى جانب افتقار عديد من المدارس إلى الحد الأدنى من التجهيزات الأساسية. وعن الوضع الصحي يقول إن المركز الصحي الوحيد في المدينة لا يقدم سوى الإسعافات الأولية، ويواجه نقصاً حاداً في الكوادر والمعدات، مضيفاً "نضطر في غالب الحالات للذهاب إلى مصراتة من أجل العلاج، وهذا مرهق جداً ومكلف على عائلات بالكاد تؤمن قوت يومها". ويتابع عبدالجليل "نسمع وعوداً منذ سنوات، لكن شيئاً لم يتغير على الأرض. حتى الآن كل شيء هنا قائم على المبادرات الفردية، ونعتمد على أنفسنا في كل الأمور، ولا وجود فعلياً للدولة في حياتنا اليومية". في الوقت الحالي يعد مشروع صيانة الطريق الرئيس داخل تاورغاء هو التحرك الوحيد المنفذ على الأرض، في حين أسهمت منظمات دولية في إصلاح بعض الطرق الفرعية وتزويد الشوارع الرئيسة بالإنارة بالطاقة الشمسية لتحسين ظروف التنقل، وتشجيع مزيد من العائلات على العودة. على رغم هذا الواقع الصعب لا تزال وتيرة العودة مستمرة. عائلات جديدة تصل كل شهر مدفوعة برغبة في الاستقرار بعد سنوات من النزوح، وهم يدركون أن المدينة لا تزال بعيدة من التعافي. صفحة الماضي المطوية على رغم محدودية التجربة، يرى مراقبون أن المصالحة بين تاورغاء ومصراتة يمكن أن تشكل نموذجاً مصغراً لمبادرات أوسع في ليبيا بعد سنوات من الانقسام والصراع المسلح. في هذا السياق يقول عضو لجنة المصالحة عن تاورغاء عبدالنبي أبو عرابة لـ"اندبندنت عربية"، "ما جرى بين تاورغاء ومصراتة هو أول نموذج فعلي للمصالحة في ليبيا. لم تأتِ المبادرة من دول خارجية، بل من الداخل، من الناس أنفسهم، وكانت هناك رغبة حقيقية في طي صفحة الماضي". ويضيف "الطريق لم يكن سهلاً. تجاوزنا سنوات من الألم والتهميش، وبدأنا بخطوات صغيرة. لا ننتظر المعجزاًت، لكننا نؤمن بأن الاستقرار يبدأ بمبادرات مثل هذه تقوم على الاعتراف، لا على الإقصاء". في ظل هذه الظروف تحاول بعض العائلات بث الأمل في الأحياء التي بدأت تستعيد حركتها. عائشة بالريش، معلمة في مركز التدريب بمدينة تاورغاء، بدأت بإطلاق دروس مجانية للطلاب العائدين تشمل مواد منهجية لمساعدتهم على تعويض ما فاتهم من سنوات دراسية خلال فترة النزوح. توضح عائشة أن هذه المبادرة تهدف إلى إعادة بناء الثقة لدى الأطفال في قدرتهم على مواصلة التعليم، على رغم أن بعض الفصول الدراسية لا تزال غير مؤهلة بالكامل بسبب الدمار وضعف التجهيزات. البيوت التي لم تكتمل، والمدارس التي لم تجهز بعد، لم تكسر عزيمة سكان المدينة على البقاء، فكل لبنة يضعونها، وكل فصل دراسي يعاد تأهيله، يفتتح الباب أمام مزيد من العائلات للعودة إلى منازلها، في مدينة تحاول النهوض بإمكانات محدودة، بينما تواصل انتظار دور الدولة لاستكمال ما بدأه السكان بجهودهم الذاتية.