الخطيب: المسيحيون ضرورة إسلامية في المنطقة ولبنان
واضاف "ان القرآن الكريم يؤكد التعاون، ونحن مع المواطنة التي تساوي بين الناس، فالخلق كلهم عيال الله واقربهم اليه انفعهم لعياله. فالاسلام والمسيحية ليسا عصبية ،بل هما فكر وقيم".
واسف لبعض المواقف "التي تنسب للمسيحيين في لبنان، وهي في الحقيقة مواقف سياسية لا تمثل المسيحيين، خاصة في مثل هذه الظروف التي يتصاعد فيها العدوان الاسرائيلي على لبنان واللبنانيين جميعا، وليس على فئة معينة".
وشدد العلامة الخطيب على "ضرورة تفعيل الادارة العامة في لبنان من اجل تيسير شؤون المواطنين"، ولاحظ ان "اوضاع هذه الادارة ليست مرضية حتى الان، ونحن نتلقى الكثير من الشكاوى من المواطنين".
وطالب الحكومة بالاسراع في الاصلاحات على مختلف المستويات،"لا سيما على مستوى الادارة ومواكبة التطورات التكنولوجية في العالم، لتيسير المعاملات الرسمية امام الناس".
وزير المالية: وكان العلامة الخطيب استقبل قبل ظهر اليوم في مقر المجلس في الحازمية وزير المالية ياسين جابر،وتم التداول في الشوون العامة.
وعرض جابر للاوضاع المالية والادارية في البلاد وآفاق الاتصالات الدولية مع المؤسسات المالية لتحسين الدخل العام في لبنان.
وقال الوزير جابر بعد اللقاء: "كانت زيارة مباركة لسماحة الامام لوضعه في صورة ما يحصل في هذه الايام على صعيد الخطة الاصلاحية للحكومة وطلب دعمه لهذه الخطة،وكذلك للاطلاع على حاجات المجلس الشيعي وسير الامور، وكيف يمكن ان ندعم هذا المجلس في الدور الكبير الذي يقوم به. وكانت زيارة مفيدة لي،اطلعت خلالها على ما يقوم به المجلس،واطلعته على ما تقوم به وزارة المال والحكومة.
مصرف الاسكان: كما استقبل العلامة الخطيب رئيس مجلس ادارة مصرف الإسكان انطوان حبيب وعضو مجلس الادارة توفيق ناجي.
اتحاد الكتاب: والتقى العلامة الخطيب رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين احمد نزال الذي عرض لاوضاع الاتحاد وقدم له مجموعة من الكتب .
يشار الى ان الدكتور نزال، سيكون خطيب المجلس العاشورائي في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في السادسة والنصف من عصر غد الجمعة.
والتقى العلامة الخطيب ايضا الشيخ شادي مرعي الذي قدم له كتابه الجديد ووجه له دعوة للمشاركة في حفل التوقيع في طرابلس يوم السبت في 12 تموز الحالي.
واستقبل العلامة الخطيب وفدا من بلدة راشكيدا، عارضا شؤونا تخص البلدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 30 دقائق
- النهار
نعيم قاسم: الدفاع لا يحتاج إلى إذن... وحين يتوفر البديل الدفاعي لن نكون بعيدين عن النقاش
أكد الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، اليوم الجمعة، بأنه "لا بد أن يخرج الاحتلال الارائيلي من أرضنا، لا بد أن نقاومه، لا بد أن نواجهه"، وشدد أن "الدفاع لا يحتاج إلى إذن، وعندما يتوفّر البديل الدفاعي عن الوطن، نناقش كل التفاصيل مع الذين يقولون إنهم قادرون على هذا الدفاع، ونحن قريبون ولسنا بعيدين عن كيفية النقاش". وقال قاسم، في مناسبة عاشوراء، في مجمع سيد الشهداء بالضاحية: "ماذا نفعل نحن اليوم في لبنان؟ نحن نقول إننا مقاومة. مقاومة ماذا؟ مقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل الأرض". وأضاف: "بعضهم يقول: لا، أنت لا يمكنك أن تواجه، منذ متى كان الدفاع يحتاج إلى إذن؟ الآن، إذا هجم عليك أحد في بيتك، هل تنتظر حتى تستأذن، أم تدافع مباشرة إذا لم تكن هناك سُبل أخرى للدفاع؟ الدفاع لا يحتاج إلى إذن، وعندما يتوفّر البديل الدفاعي عن الوطن، نناقش كل التفاصيل مع الذين يقولون إنهم قادرون على هذا الدفاع، ونحن قريبون ولسنا بعيدين عن كيفية النقاش. لا أحد يطالبنا بوقف المقاومة، اذهبوا وطالبوا العدو بالرحيل". وقال: "هذا أمر لا يُقبل، هل يُعقل ألّا تنتقد العُدوان، لا تقول شيئًا للعدوان، لا تُآخذ العدوان، ودائمًا ترص على جماعتك وعلى أهل وطنك، وتقول لا، أنتم أولًا يجب أن تتخلوا عن سلاحكم، عن مقاومتكم، عن إمكاناتكم! أين تعيش أنت؟ طالبوا العدو بالرحيل، ولا تُطالبوا مواطنيكم بالاستسلام". وتابع: "الآن، إذا قبل بعضهم بالاستزلام وبالاستسلام، فهذا شأنهم، أما نحن فلا نقبل، نحن جماعة: هيهات منا الذلة". وقال قاسم: "إذا اعتبر بعضهم أن هناك فرصة الآن لنستقوي بالآخرين على مواطنين في لبنان، أتستقوي علينا؟ لا، أخطأت الحساب، لأن شعب المقاومة شعب لا يهاب الأعداء، ولا يهاب جراميز الأعداء. لا تظنوا أنه إذا اختبأتم وراءهم من أجل أن تحققوا مكاسب، ستنجحون، معنا لا يوجد نجاح لكم. النجاح هو أن نكون معًا، لنحفظ بلدنا، ونحفظ أمتنا، ونحرر أرضنا، ونواجه عدونا. هذه دعوتنا إليكم، ونحن حاضرون قُربة إلى الله تعالى".

المركزية
منذ ساعة واحدة
- المركزية
قاسم : الدفاع لا يحتاج إلى إذن وعندما يتوفر البديل الدفاعي نناقش التفاصيل
ردّ الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على من يطالب المقاومة بتسليم سلاحها، قائلاً: 'طالبوا أولًا برحيل العدوان. لا يُعقل أن لا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه. من قبل بالاستسلام فليتحمل قراره، أما نحن فلن نقبل. نحن أبناء مدرسة الحسين (ع)، وهيهات منا الذلة'. وخاطب قاسم "من يراهنون على الخارج أو يختبئون خلف القوى المعادية": 'أخطأتم التقدير. شعب المقاومة لا يهاب الأعداء، ولا يسلّم بحقوقه. الإنجاز الحقيقي هو تحرير الأرض، واستعادة السيادة، ونحن لهذه الدعوة حاضرون، وجاهزون دائمًا'. وشدّد قاسم خلال كلمته في الليلة التاسعة من المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء (ع)، على أن إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع) هو إحياءٌ لتعاليم الإسلام بآفاقه الواسعة، ومنهجه الذي يواكب مستقبل الإنسان. وأكد أن الإسلام ليس طقوسًا جامدة، بل مشروع متكامل للإنسان، يقوم على ثوابت ترتبط بالفطرة الإنسانية، ويترك مساحة متغيرة تتفاعل مع الزمن والظروف والتجربة الفردية. وقال إن' الإسلام الذي دافع عنه الإمام الحسين (ع) وأهل بيته، يحاكي فطرة الإنسان الثابتة، ويحدّد مسؤوليات كل من الرجل والمرأة وفق طبيعة الدور المنوط بهما. فالرجل مكلّف بالدفاع وحمل السلاح، والمرأة ليست مطالبة به، لكنها شريكة في الجهاد من خلال دورها في دعم الجبهة الخلفية، عبر التربية، والرعاية، وتوفير المعنويات والاحتياجات، وهو دور لا يقل أهمية عن القتال في الميدان'. وأضاف أن' الإمام الحسين (ع) خاض معركته لإحقاق الحق في زمن صعب، ونجح في ترسيخ قضيته، لأنها استمرت حيّة في الوجدان حتى اليوم، وستبقى إلى يوم القيامة، وهو ما يُعدّ تجسيدًا لانتصار الحق على الباطل'. واعتبر قاسم أن' ظهور شخصيات رائدة في لبنان تتمسّك بالنهج الإسلامي، وتُجسّد الثوابت، هو ترجمة عملية لما نؤمن به ونلتزم به. واستشهد بسيد شهداء المقاومة، السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه)، الذي وقف بثبات في زمن التحديات الكبرى، مؤمنًا بالنصر الإلهي، رافعًا راية فلسطين وتحرير الأرض، على نهج الإمام الحسين (ع)'. وتابع: 'في معركتينا الأخيرتين، 'أولي البأس' و'طوفان الأقصى'، خضنا المواجهة إلى جانب شعب غزة، وقدمنا عددًا كبيرًا من الشهداء، بينهم نساء وأطفال، شاركوا في ساحة المعركة، لأن المقاومة شاملة، لا تميّز في التضحية والعطاء'. وأشار إلى أن' المقاومة قدّمت السيد الشهيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه) سيد شهداء الأمة، الذي أسّس لمسيرة حسينية نابضة بالوعي والجهاد، وقدم نجله الشهيد هادي فداءً للقضية، وعمل جنبًا إلى جنب مع المجاهدين والجمهور'. وقال قاسم : 'لبيك يا حسين، نقولها دائمًا، لأنها تختصر الطريق، وتُعلن أن معركة الحق مسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة، وأن نهج الحسين (ع) هو نهج الأمانة والصدق في حمل الرسالة'. و شدد على أن' الوطنية الحقيقية هي التمسك بالأرض، والدفاع عنها، وتربية الأجيال على حبها والانتماء إليها. وقال: 'نحن نؤمن ببلدنا، وننتمي إلى أرضنا، ولا تعارض بين الإسلام والوطن، بل الإسلام يحثّ على حب الوطن والدفاع عنه، والتمسك بأرض الآباء والأجداد، والعيش بنموذج طاهر وصادق في رحابه'. وأكّد أن التعددية اللبنانية تتطلب تفاهمًا على مستوى القوانين والتشريعات، قائلاً: 'إذا لم يكن الجميع يريد التشريع الإسلامي، فلا مانع من التفاهم على تشريع آخر، وهذا ما حصل. ونحن ملتزمون بالدستور اللبناني والقوانين كجزء من العيش المشترك الذي نؤمن به ونحرص عليه'. وأضاف: 'نحن نمارس دورنا السياسي في قلب لبنان بشكل طبيعي، من خلال نوابنا ومشاركتنا في الحكومة، وتقديم اقتراحات القوانين، وإبداء الرأي ضمن إطار الدستور والقانون، تمامًا كما يفعل الآخرون'. وأشار إلى أن خيار المقاومة في لبنان مستمد من الإسلام، ومن نهج الإمام الحسين (ع) والسيدة زينب (ع)، وقال: 'مقاومتنا ليست شعارًا، بل خيارٌ راسخ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يعبث بأرضنا. لا بد أن يرحل، ولا خيار أمامنا سوى مقاومته ومواجهته حتى يخرج'. وأكد أن' الدفاع عن الوطن لا يحتاج إلى إذن من أحد، وعندما يُطرح بديل جادّ وفعّال للدفاع، 'نحن جاهزون ان نناقش كل التفاصيل، ولسنا بعيدين عن البحث والتفاهم مع من يدّعي القدرة على الحماية'.


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
الشيخ نعيم قاسم : الدفاع لا يحتاج إلى إذن وعندما يتوفر البديل الدفاعي عن الوطن نناقش كل التفاصيل
ردّ الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، على من يطالب المقاومة بتسليم سلاحها، قائلاً: 'طالبوا أولًا برحيل العدوان. لا يُعقل أن لا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه. من قبل بالاستسلام فليتحمل قراره، أما نحن فلن نقبل. نحن أبناء مدرسة الحسين (ع)، وهيهات منا الذلة'. وخاطب سماحته من يراهنون على الخارج أو يختبئون خلف القوى المعادية: 'أخطأتم التقدير. شعب المقاومة لا يهاب الأعداء، ولا يسلّم بحقوقه. الإنجاز الحقيقي هو تحرير الأرض، واستعادة السيادة، ونحن لهذه الدعوة حاضرون، وجاهزون دائمًا'. وشدّد الشيخ قاسم خلال كلمته في الليلة التاسعة من المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء (ع)، على أن إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع) هو إحياءٌ لتعاليم الإسلام بآفاقه الواسعة، ومنهجه الذي يواكب مستقبل الإنسان. وأكد أن الإسلام ليس طقوسًا جامدة، بل مشروع متكامل للإنسان، يقوم على ثوابت ترتبط بالفطرة الإنسانية، ويترك مساحة متغيرة تتفاعل مع الزمن والظروف والتجربة الفردية. وقال سماحته إن' الإسلام الذي دافع عنه الإمام الحسين (ع) وأهل بيته، يحاكي فطرة الإنسان الثابتة، ويحدّد مسؤوليات كل من الرجل والمرأة وفق طبيعة الدور المنوط بهما. فالرجل مكلّف بالدفاع وحمل السلاح، والمرأة ليست مطالبة به، لكنها شريكة في الجهاد من خلال دورها في دعم الجبهة الخلفية، عبر التربية، والرعاية، وتوفير المعنويات والاحتياجات، وهو دور لا يقل أهمية عن القتال في الميدان'. وأضاف أن' الإمام الحسين (ع) خاض معركته لإحقاق الحق في زمن صعب، ونجح في ترسيخ قضيته، لأنها استمرت حيّة في الوجدان حتى اليوم، وستبقى إلى يوم القيامة، وهو ما يُعدّ تجسيدًا لانتصار الحق على الباطل'. واعتبر الشيخ قاسم أن' ظهور شخصيات رائدة في لبنان تتمسّك بالنهج الإسلامي، وتُجسّد الثوابت، هو ترجمة عملية لما نؤمن به ونلتزم به. واستشهد بسيد شهداء المقاومة، السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه)، الذي وقف بثبات في زمن التحديات الكبرى، مؤمنًا بالنصر الإلهي، رافعًا راية فلسطين وتحرير الأرض، على نهج الإمام الحسين (ع)'. وتابع: 'في معركتينا الأخيرتين، 'أولي البأس' و'طوفان الأقصى'، خضنا المواجهة إلى جانب شعب غزة، وقدمنا عددًا كبيرًا من الشهداء، بينهم نساء وأطفال، شاركوا في ساحة المعركة، لأن المقاومة شاملة، لا تميّز في التضحية والعطاء'. وأشار إلى أن' المقاومة قدّمت السيد الشهيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه) سيد شهداء الأمة، الذي أسّس لمسيرة حسينية نابضة بالوعي والجهاد، وقدم نجله الشهيد هادي فداءً للقضية، وعمل جنبًا إلى جنب مع المجاهدين والجمهور'. وقال الشيخ قاسم : 'لبيك يا حسين، نقولها دائمًا، لأنها تختصر الطريق، وتُعلن أن معركة الحق مسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة، وأن نهج الحسين (ع) هو نهج الأمانة والصدق في حمل الرسالة'. وفي معرض حديثه عن محاولات التشويه التي تطال المنهج الإسلامي، قال الشيخ قاسم: 'لا تخافوا، ولا تهتزوا أمام المقالات والتفسيرات المغلوطة. أنتم الأعلون بفكركم، بأخلاقكم، بسلوككم، بجهادكم، وبإيمانكم. أنتم أصحاب الفكرة النبيلة، والإيمان العظيم، فلا تنكسروا أمام التهويل'. و شدد الشيخ قاسم على أن' الوطنية الحقيقية هي التمسك بالأرض، والدفاع عنها، وتربية الأجيال على حبها والانتماء إليها. وقال: 'نحن نؤمن ببلدنا، وننتمي إلى أرضنا، ولا تعارض بين الإسلام والوطن، بل الإسلام يحثّ على حب الوطن والدفاع عنه، والتمسك بأرض الآباء والأجداد، والعيش بنموذج طاهر وصادق في رحابه'. وأكّد أن التعددية اللبنانية تتطلب تفاهمًا على مستوى القوانين والتشريعات، قائلاً: 'إذا لم يكن الجميع يريد التشريع الإسلامي، فلا مانع من التفاهم على تشريع آخر، وهذا ما حصل. ونحن ملتزمون بالدستور اللبناني والقوانين كجزء من العيش المشترك الذي نؤمن به ونحرص عليه'. وأضاف: 'نحن نمارس دورنا السياسي في قلب لبنان بشكل طبيعي، من خلال نوابنا ومشاركتنا في الحكومة، وتقديم اقتراحات القوانين، وإبداء الرأي ضمن إطار الدستور والقانون، تمامًا كما يفعل الآخرون'. وأشار إلى أن خيار المقاومة في لبنان مستمد من الإسلام، ومن نهج الإمام الحسين (ع) والسيدة زينب (ع)، وقال: 'مقاومتنا ليست شعارًا، بل خيارٌ راسخ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يعبث بأرضنا. لا بد أن يرحل، ولا خيار أمامنا سوى مقاومته ومواجهته حتى يخرج'. وأكد أن' الدفاع عن الوطن لا يحتاج إلى إذن من أحد، وعندما يُطرح بديل جادّ وفعّال للدفاع، 'نحن جاهزون ان نناقش كل التفاصيل، ولسنا بعيدين عن البحث والتفاهم مع من يدّعي القدرة على الحماية'. كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم الكاملة في الليلة التاسعة من شهر محرم الحرام 1447 هـ 04-07-2025: بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين. السلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك، عليكم مني سلام الله أبدًا ما بقيتُ وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم. السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. موضوعنا اليوم، في أجواء إحياء ذكرى الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه، هو من عطاءات الإمام الحسين عليه السلام أيضًا، لأننا من خلاله ننفذ إلى المشروع الأساس، وهو مشروع الإسلام. عندما نُحيي ذكرى سيد الشهداء، إنما نُحيي تعاليم الإسلام بمضمونها، بآفاقها، بمستقبل الإنسان على أساسها، ولذلك سيكون عنوان الموضوع اليوم عن الثابت والمتغير في منهج الإسلام. لأنكم تعرفون، هذا الإسلام عمره 1470 سنة للهجرة، عندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة، وقبلها بـ13 سنة عندما نزل عليه الوحي في مكة المكرمة. سؤال يُطرح دائماً: أنه حسنًا، 1470 سنة، أليست مدة طويلة حتى تأتينا بأفكار وقناعات ومنهج يستمر عبر التاريخ ويُطبق في العصر الحديث أو في العصور القادمة؟ صار لازم أحد يعمل تغيير، يعمل تبديل، يعمل شيئًا آخر. هذه واحدة من الأفكار التي تُناقَش عادةً على قاعدة أنَّه دائمًا الأفكار يجب أن تكون حديثة، مُحدَثة، جديدة، تأخذ بعين الاعتبار التطورات القائمة في الحياة الدنيا. هذه وجهة نظر. وجهة النظر الأخرى، وهي وجهة نظر الإسلام، أن الإنسان هو إنسان مفطور على ثوابت، قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}، أي الفطرة الإنسانية فطرة ثابتة. اليوم إذا رجعتَ إلى الوراء ألف سنة، أو ألفين سنة، أو خمسة آلاف سنة، هل تغيّر شيء في تركيب الإنسان الجسدي؟ هل تغيّر شيء في تأثير النفس على الجسد والجسد على النفس؟ هل تغيّر شيء في تكوين الفروقات الموجودة بين الرجل والمرأة؟ هذه أمور فطرية ثابتة. اليوم تجد أن هذا الطفل يتعلّم بشكل تدريجي، يمشي بشكل تدريجي، ينطق بشكل تدريجي. نفس الشيء، الطفل قبل ألفين سنة، أو ألف سنة، أو عشرة آلاف سنة، كان بنفس المنهجية في نموه، وفي استعداداته التي تنشأ في داخله، لأنه أمر فطري. الإسلام ماذا فعل؟ الإسلام جاء يعالج الثوابت، ويترك فرصة للأمور المتغيرة في حياة الإنسان. لم يأتِ ليقول إنَّ كل شيء يجب أن نثبّته على قواعد معينة بصرف النظر عن المتغيرات، عن الظروف، عن الأجواء، عن الوسائل، عن الأساليب. لا، لم يقل هذا. الإسلام ميّز، لذلك هناك آيات الأحكام في القرآن الكريم، التي هي أحكام ثابتة، هناك قواعد تُعتبر قواعد ثابتة، وهناك مجال لمسائل متغيرة متحركة، يختارها الإنسان بحسب الظروف الموضوعية التي تكون في حياته. إذًا، نحن نستطيع أن نقول إن الإسلام هو مشروع ومنهج للإنسان، فيه ثوابت مرتبطة بالفطرة الثابتة، ومرتبطة بثوابت الفطرة، وفيه مجال متحرك تُرك للإنسان، لأن الأمر يختلف من زمن إلى زمن، من عصر إلى عصر، من وضع إلى وضع، من إنسان إلى إنسان، هذا متروك للإنسان، هو يختار التفاصيل المرتبطة بحياته. حتى يكون أكثر وضوحًا، عندما نتكلم عن المتغيرات – لأننا الآن سنتحدث بشكل أساسي عن الثوابت حتى نرى ما الذي ثبّته الإسلام كأمثلة ونماذج – ما هي المتغيرات مثلًا؟ عندما نأتي إلى نظام السير، نظام السير يتغير من بلد إلى بلد، من مكان إلى مكان، وبالتالي، يمكنك أن تضع نظام سير، أن يكون المقود على اليمين أو على الشمال، أن يكون المشي في خط واحد أو في خطين، تضع نظام عقوبات وما شابه ذلك، كل هذا يُعتبر من الأمور المتغيرة، الإنسان بحكم خبرته، وعلمه، ووضع حياته، يستطيع أن يضع نظام السير. نظام التعليم مثلًا، هل ندرس على الطاولة؟ هل نقعد تحت الشجرة؟ نذهب إلى مكان آخر؟ بحسب أيضًا التطورات الموجودة في الحياة بشكل عام. قانون الانتخابات، أنه نريد أن نُجري تركيبًا للدولة، كيف تحصل الانتخابات؟ كيف ننظّمها؟ كيف نجريها؟ كل التفاصيل الإدارية لها علاقة بقانون الانتخابات، وهذا أمر بشري إنساني. هناك تنظيم التجارة، تنظيم الوضع الاقتصادي، كيفية التبادل المالي، إلى آخره… فإذًا تجد أن هناك مساحة واسعة جدًا جدًا جدًا من المتغيرات التي يستطيع الإنسان أن ينجزها ويتصرف بها، والشريعة لا تقول له هذا مسموح وهذا ممنوع. أي لا تقول له الشريعة يجب أن تمشي على اليمين أو على الشمال، لا تقول له الشريعة يجب أن تدرس على الطاولة أو على الأرض. هذه من الأمور المتغيرة في ظروف الإنسان، أساليب الإنسان، نشاطات الإنسان، هو يذهب ويقوم بها بالطريقة التي يراها مناسبة بحسب خبرته، ويغيّر ويبدّل، وكل ظرف له طريقة معينة. هذه من الأمور المتغيرة. نحن لا نتكلم عن المتغيرات التي الإسلام ترك لها مجالًا. عندما نقول إن هناك ثوابت وهناك متغيرات، عندما تعالج الثوابت فطرة الإنسان الثابتة التي لا تتغير، والمتغيرات كلها متاحة للإنسان أن يقوم بها كما يشاء، لماذا نقول إن هذا المنهج يجب أن يتغير؟ لماذا؟ لأنه إذا كان المنهج يعالج الثوابت، ويترك لك مجالًا للمتغيرات، إذًا ما الذي ستغيره؟ هل ستغير في الثوابت؟ يعني أنت تغيّر في التشريع الذي له علاقة بالثوابت؟ كيف تغيّر في التشريع الذي له علاقة بالثوابت؟ كيف يمكن أن تغيّر؟ أنت لا تستطيع. لأنه إذا أردت أن تأخذ الأفضل، فإن الذي شرعه الله تعالى هو الأفضل، لأنه أخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الحقيقية للإنسان. أما إذا كنت لا تريد، فهذا يعني أنك تتجه إلى منهج آخر، ولكن لا تقل إن هذا المنهج غير قابل، غير صالح، لا، لأنه يعالج الثوابت الفطرية التي يدرسها الإنسان، ويجرب، ويتعلم، ويخوض تجارب، وفي كل مرة يقول نعدّل، نغيّر، نبدّل، لماذا؟ لأنه لا يستهدي إلى أن يُحاكي الثوابت، حيثما يحاكي الثوابت يبقى ثابتًا، حيثما لا يُحاكي الثوابت نلاحظ أنه يغيّر ويبدل وتكون هناك أخطاء كثيرة. من هنا، يجب أن نقول: هذا الإسلام الذي نؤمن به، هذا الدين الذي نتمسك به، هذا الدين الذي دافع عنه الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه، وبذل مهجته وأهل بيته وأصحابه، هذا الإسلام العظيم، يُحاكي الفطرة، ويُحاكي الثوابت، وإنّما نتمسك به لأنه يعالج القواعد الثابتة عند الإنسان. أما المتغيرات، فالإنسان يستطيع أن يتابعها وأن يواكبها. هناك قول للإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه، عندما يتحدث عن الاقتصاد في كتاب 'اقتصادنا' كنموذج من النماذج، يقول: 'فإن المذهب في الإسلام، المذهب الاقتصادي، يشتمل على جانبين، أحدهما قد مُلئ من قبل الإسلام بصورة منجزة – يعني هذا الذي يُسمّى ثوابت – لا تقبل التغيير والتبديل، والآخر يُشكل منطقة الفراغ في المذهب، قد ترك الإسلام مهمة ملئها إلى الدولة أو إلى وليّ الأمر'. لاحِظ، يعتبر أنه في الاقتصاد توجد ثوابت ولكن توجد متغيرات، الثوابت هي التي ملأها الإسلام. يعني مثلًا، من الثوابت الاقتصادية أنه قال: يحق للإنسان أن تكون لديه ملكية فردية، يُحرَّم على الإنسان أن يتناول الأموال بواسطة الغش، يُحرَّم على الإنسان أن يمتلك بواسطة السرقة، يجوز للإنسان أن يمتلك بواسطة العمل، يُحرَّم على الإنسان أن يمتلك بواسطة بيع الحرام (مخدرات، إلى آخره)، يحقّ للإنسان ويُسمح له أن يمتلك عن طريق التجارة، التعليم، الأمور المختلفة التي تُعتبَر محلّلة. هذه تُعتبَر من ثوابت المنهج الاقتصادي الإسلامي. أما كيف نعرض البضاعة؟ كيف نوزع الرخص؟ كيف يكون هناك محل يسمح فيها التجارة ومنطقة يُمنع فيها التجارة؟ هذه من الأمور التي لها علاقة بإدارة الدولة وتنظيم الدولة، وكيفية التعامل في داخل الدولة، هذه من المتغيرات. إذًا، الثوابت هي الثوابت المنسجمة مع الفطرة. سأعطي نماذج من الثوابت لنرى الرسوخ في هذا المنهج الإسلامي. أول موضوع يُعتبَر مركزيًا وأساسيًا يشمل كل البشرية، هو الثابت المرتبط بالإنسان. الإنسان إما أن يكون ذكرًا أو أنثى. هذا الخلق المختلف بخصائصه بين الذكور والإناث، والمشترك في كثير من العناوين، ما هي نظرة الإسلام إلى الرجل والمرأة؟ اسمعوا ما يقول الله عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. قال ليست العبرة أن هذا رجل وهذه امرأة، لا، العبرة بالصلاح، إذا جاء الصلاح من عند الرجل أو من عند المرأة، اسمه صلاح. وهذا الصلاح عليه أجر؛ أجر الرجل كأجر المرأة. الله يريد أن يُعطي إضافة على هذا الإحسان {لِيَجْزِيَهُم أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، سواء أكان رجلًا أو كانت امرأة. تلاحظون أنه لم يُميّز بين الرجل والمرأة في نتائج الأعمال التي يقومون بها. العمل الصالح هو عمل صالح، جاء من الرجل أو من المرأة، اسمه عمل صالح، وبالتالي المكافأة عليه تكون متشابهة. في آية أخرى يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، قد يكون الأتقى ذكرًا، وقد يكون الأتقى أنثى، لا يوجد تفريق بين الرجل والمرأة في مراتب الوصول إلى الكمال، وفي القدرة على أن يصل المرأة والرجل إلى الذروة وإلى المكان العظيم. واحدة من التطبيقات التي وضعها الله عز وجل أمامنا أن أمير المؤمنين عليه السلام، هذا العظيم في تاريخ الإسلام وتاريخ البشرية ومستقبل البشرية، الذي وصل إلى أعلى المراتب، بالنسبة لنا هو إنسان معصوم، يعني لا يُخطئ. إلى جانبه أيضًا السيدة الزهراء سلام الله تعالى عليها، وهي امرأة، لكنها أيضًا معصومة لا تُخطئ. وعنوان العصمة لأمير المؤمنين علي عليه السلام هو نفسه عنوان العصمة للسيدة الزهراء سلام الله تعالى عليها؛ أي لا توجد عصمة درجة أولى وعصمة درجة ثانية، لا، درجة واحدة. إذًا، تقييم للرجل، تقييم للمرأة، الوصول إلى التقوى في نظرة الإسلام يمكن أن يصله كلاهما. نعم، جاء الإسلام إلى الحياة الزوجية، وقال في الحياة الزوجية هناك عيش مشترك بين رجل وامرأة لتكوين أسرة، وهناك أدوار يجب أن تُوزّع داخل الأسرة. ما فعله الإسلام هو أنه وزّع الأدوار داخل الأسرة، والأدوار التي وزّعها داخل الأسرة ببراعة فائقة. الآن، بعض الناس يقول أن الرجل يتحكم، هو عندما يتحكم هل يعمل وفق الشرع؟ هو لا يعمل وفق الشرع، وكذلك المرأة عندما تتمرّد، هل تعمل وفق الشرع أو لا؟ أو تكون مسحوقة في كيفية العيش داخل الأسرة فليس لذلك علاقة بالإسلام. الإسلام كل شيء قاله هناك تنظيم داخل الأسرة، هناك دور للرجل ودور للمرأة، ومهمّات لكل منهما، لكنهما يشتركان في الحقوق والواجبات. وبالتالي فكما أن على المرأة صلاة، على الرجل صلاة، وكما أن المرأة مسؤولة عن تربية الأولاد فهو مسؤول عن تربية الأولاد، كما أن المرأة يجب أن تتعامل معه بلطف في داخل الحياة الزوجية، هو يجب أن يتعامل معها بلطف، لها حقوق، وله حقوق، تصوّروا إلى درجة أنه إذا كانت تملك مالًا، فهي حرّة بأموالها، لا يستطيع أن يقول: 'أنا رجل البيت، وبالتالي أنا سأوزّع المال كما أشاء'، أو: 'أنا يجب أن تأخذ إذني قبل أن تصرفي أموالك'، لا علاقة له بذلك، لأن هذا مالها وحقّها، هي تتصرف بمالها كما تتصرف أنت بمالك. ماذا تريد أروع من هذا التنظيم الموجود. طبعًا اذهبوا وراجعوا الشريعة، حتى تعرفوا كيف هو التنظيم وكيف هي الأدوار. لا تنظروا إلى بعض الحالات السلبية التي تُتابَع بطريقة خاطئة. الإمام زين العابدين سلام الله تعالى عليه، عندما يتحدث عن حق الزوجة، ماذا يقول؟ يقول: 'وكذلك كل واحد منكما – يعني الزوج والزوجة – يجب أن يحمد الله تعالى على صاحبه – يعني أنت يجب أن تشكر الله أنه أعطاك إياها، وهي يجب أن تشكر الله أنه أعطاها إياك – ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه، ووجب أن يُحسن صحبة نعمة الله، ويُكرمها، ويَرفق بها'. الرجل نعمة، والمرأة نعمة. الصحبة من الاثنين يجب أن تكون بطريقة إيجابية. انظر إلى هذا التساوي في التقييم، وفي توزيع الحقوق والواجبات، التي هي كل الحقوق الأخلاقية، الإنسانية، كل الحقوق الشرعية، هي متساوية بين كل من الرجل والمرأة كحقوق، هناك توزيع أدوار، فالتوزيع هو عادل بحسب إمكانات كل واحد، وهذا له نقاشه في محلّه. نأتي إلى موضوع الجهاد، الذي أيضًا نريد أن نتحدث فيه عن الرجل والمرأة. في الجهاد، جاء الإسلام وقال أنت أيها الرجل مسؤول أن تحمل السلاح وتُقاتل عن البلاد والعباد، وتُدافع. وأنتِ أيتها المرأة، لستِ مسؤولة أن تحملي السلاح. الاثنان جزء من المعركة، لماذا حمّلَ الرجل السلاح ولم يحمّله للمرأة؟ لأن السلاح يحتاج إلى غلظة، يحتاج إلى قدرة، يحتاج إلى جسد يتحمّل المشاق والتعب، هي جسدها أضعف، لا يتحمّل، هذه ناحية. الناحية الثانية – وهذه لا يلتفت إليها كثير من الناس – أن الجبهة الخلفية لا تقل أهمية عن الجبهة الأمامية، الجبهة الخلفية تعني الاهتمام بالأولاد، اهتمام بالطعام والشراب، اهتمام بالدواء والمعالجة، اهتمام بإعطاء المعنويات، هذا أيضًا جزء من المعركة. انظروا إلى الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه، لماذا أخذ معه العائلة والأولاد والأقرباء؟ أخذهم معه إلى المعركة، هم ليس دورهم أن يقاتلوا في قلب المعركة كنساء؟ ليس دورهم أن يقاتلوا؟ ولم يقاتلوا في قلب المعركة، لكن كانوا موجودين في قلب المعركة، لم يكونوا في صف القتال، كانوا في الصف الآخر: صف الرعاية، الحماية، الدعاء، البركة، الاستمرارية في هذه المسيرة فيما بعد. فإذًا، كان لهم دور موجود في قلب المعركة. اليوم، نحن عندما نقول نهضة الإمام الحسين عليه السلام، والموقف العظيم، والشهادة العظيمة، سيدُ شهداء أهل الجنة، نقول أيضًا السيدة زينب سلام الله تعالى عليها، التي وضّحت وبيّنت وأعلمت وواجهت، وحملت هذه النتيجة إلى الأمة، وجعلت الاستمرارية من خلال مواقفها الشريفة العظيمة تؤثر في استمرارية ثورة الإمام الحسين عليه السلام. يعني المرأة شريكة، شريكة في الجهاد، لكن للرجل دور، وللمرأة دور. الإمام الحسين عليه السلام، ماذا قال؟ قال: 'فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين'. قال: أنا تحركت على أساس الحق. إذًا، ما هو المشروع الذي انطلق منه الإمام الحسين عليه السلام؟ هو المشروع الإسلامي، هو مشروع الحق. قال أنا انطلقت للحق، الآن يقبلون أو لا يقبلون، أنا أقوم بواجبي. فإذًا، قام بواجبه في الحق. أين السيدة زينب عليها السلام برزت في هذا الحق؟ عندما أخذها عسكر ابن زياد لعنه الله إلى قصر الإمارة بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، ماذا قال لها ابن زياد؟ قال: 'الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم'. يعني كان يقول لهم: ما النتيجة التي خرجتم بها؟ أنتم تقولون إنكم تعملون لله وتواجهون من أجل الحق، لكن لم تتمكنوا من فعل شيء، وصار هناك استشهاد، وبالتالي، الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم. ماذا قالت له زينب صلوات الله عليها؟: 'إنما يُفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر وهو غيرنا'. لا، هذا ليس محل فضيحة أبدًا، هذا محل شرف، محل كرامة، محل عزّة. الفاسق هو الذي يُفتضح، هذا الذي قتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والذي يكذب هو أمثالك الجالس على هذا الموقع يحرّف القضايا ويدخل في الانحراف. ثم ذهب لمكان آخر، وقال لها: كيف رأيتِ صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟ ألستم أنتم تدّعون أنكم جماعة الله عز وجل؟ ألستم مرتبطين بالله عز وجل؟ حصلت معركة، وقُتلوا في المعركة، ماذا قالت له؟ قالت: 'ما رأيتُ إلا جميلاً'، الله أكبر، 'ما رأيتُ إلا جميلاً'. أين جميلًا؟ لأن قيام الإنسان بواجبه وتكليفه الشرعي ويأتي قضاء الله تعالى، سواء بالنصر أو بالشهادة، هذا جميل، لأنه من الله تعالى، ولأنه السنة الإلهية على وجه الأرض ونحن جماعة المؤمنين بالسنة الإلهية. 'ما رأيتُ إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم، فتُحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ، ثكلتك أمك يا ابن مرجانة'، اذهب وانظر يوم القيامة، كيف ستقف أمام الله تعالى، وكيف ستحاسب أمام الله تعالى. هناك قل لي من سيربح ومن سيخسر، هنا نحن ربحنا، لماذا؟ لأننا قمنا بتكليفنا الشرعي، لأن رؤوسنا بقيت عالية مرفوعة، لأننا قاومنا وواجهنا، لأن قاتلنا في سبيل الله، لأن الإمام الحسين عليه السلام أراد أن يحقّ الحق في الزمن الصعب من أجل أن يُثبّته، ونجح في إحقاق الحق، لأنه استمر إلينا إلى هذا التاريخ، وسيستمر إلى يوم القيامة، هذا نجاح حقيقي. أما ابن زياد ويزيد، هؤلاء في مزابل التاريخ، من يذكرهم؟ من يرتبط بهم؟ فضلًا عن الخسائر التي مُنوا بها بعد ذلك، وإلى جهنم وبئس المصير. نحن في لبنان، عندما تبرز عندنا شخصيات رائدة على هذا المنهج الإسلامي الذي يؤكد على الثوابت وعلى الحق، ماذا نقول؟ وهذه ترجمة عملية لصحة ما نؤمن به، وما نلتزم به. مع أن الأمين العام الأسبق، السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه، هذا الحسيني، هذا المجاهد، هذا البطل، هذا الذي وقف في لحظات الشدة، في لحظات كان يُقال 'العين لا تقاوم المخرز'، وكان واثقًا بنصر الله ودعم الله تعالى، وحمل القضية الفلسطينية، وحمل قضية العزة، وقضية تحرير الأرض، على منهج الإمام الحسين عليه السلام. السيد عباس، ابن من أبناء الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه. أنتم تلاحظون، السيد عباس مَن كان معه؟ أم ياسر، زوجته، في المعركة، قُتلت معه. من كان معه؟ ابنه حسين، الطفل. كل العائلة كانت في قلب المعركة. يعني كأننا نستحضر المشهد الذي كان في زمن الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه. هذا معناه توجد قيمة كبيرة للرجل والمرأة في ساحة المعركة. اليوم، عندما خضنا معركة 'أولي البأس'، وقبلها 'طوفان الأقصى' المساندة لغزة، عدد كبير من الشهداء قدّمنا في هذه الساحة، لكن أيضًا من ضمن هؤلاء الشهداء عدد من النساء، وعدد من الأطفال في ساحة المعركة. قدّمنا الأرقى والأعظم، قدّمنا سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه. هذا السيد العزيز، الشهيد العظيم، الأسمى، المقدس، الذي أسس لهذه المسيرة الحسينية الشريفة، هو الذي قدّم ولده هادي شهيدًا في سبيل الله تعالى، هو الذي عمل مع الشباب والجمهور العام، ورأينا كيف أن العوائل تقدم الشهداء والجرحى والأسرى، وكيف تحضر في الميدان، سواء كان الميدان ميدان قتال، أو ميدان نزوح، أو ميدان عودة إلى القرى، أو ميدان تشييع، أو ميدان حضور في المجالس العاشورائية العظيمة. نحن هكذا نظرتنا للرجل وللمرأة، النظرة العظيمة. هؤلاء الذين قدّموا هذه التضحيات الكبيرة هم رجال ونساء. لماذا قدّموا؟ كيف قدّموا؟ كيف وصلوا إلى هذا المقام العظيم، الذي وصل إليه الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه، والسيدة زينب سلام الله تعالى عليها هذا المقام العظيم؟ كيف يقدّموه؟ لأن المنهج الذي تربّوا عليه هو منهج دخل إلى فطرتهم، وكانوا منسجمين مع هذه الفطرة، فارتفعوا عاليًا، وكانوا عظماء، ووصلوا إلى هذا المستوى العظيم. لذا نحن دائمًا نردد معكم، ونقول معكم: لبيك يا حسين… لبيك يا حسين، لأنك حملتَ المنهج بأمانة وصدق، وأوصلته إلينا، لنفهم تمامًا أن الرجل والمرأة كليهما مسؤولان في معركة الحق ضد الباطل. هذا نموذج من نماذج الثبات على الفطرة. النموذج الثاني، عندما يتحدث عن مكارم الأخلاق. اليوم الإسلام إلى ماذا يدعو؟ يدعو إلى مكارم الأخلاق. سأجري مقارنة صغيرة حتى أسهّل عليكم. يدعو إلى الصدق، الصدق منسجم مع الفطرة، الصدق مقابل ماذا؟ الكذب. يدعو إلى الأمانة، مقابل الخيانة. يدعو إلى الإخلاص، مقابل عدم الإخلاص. يدعو إلى حسن الخلق، مقابل سوء الخلق. يدعو إلى العفو، مقابل الانتقام. يدعو إلى الاستقامة، مقابل الانحراف. قولوا لي، هذه الصفات التي تطبع التشريعات المختلفة في الإسلام، والتي تنطلق من مكارم الأخلاق، هل هي منسجمة مع الفطرة أم لا؟ منسجمة مع الفطرة، وهذه هي التي تصنع سعادة الإنسان. اليوم، واحدة من المشكلات التي دائمًا ما يُحكى عنها، ماذا يقولون؟ يقولون الدول مشكلتها في ماذا؟ في الفساد، فساد ماذا؟ فساد مالي، فساد أخلاقي، فساد اجتماعي، فساد في التربية، فساد في السهرات التي يُقيمونها، ويشربون فيها الخمر والمخدرات وما شابه ذلك، فساد في العلاقات بين الرجل والمرأة، فساد من كل جانب. هذا تشريع؟ أنتم تدعوننا إليه؟ لا، نحن ندعو إلى التشريع الصافي النقي، الذي يحقق للإنسان مكانته. ثالثًا، من الثوابت في الإسلام، العدل. يقول: {إِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}، ما معنى العدل؟ يعني أن تنصف الإنسان، أن تعطيه حقه. لا يجوز أن تعطيه أكثر لأنه قرابتك، أو لأنه أخوك، أو لأن فيه مصلحتك. يقول: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ}، فليكن عندكم عدل، لأن هذا أقرب للتقوى، بحسب تشريع الإسلام، وبحسب ضوابط الإسلام. أمير المؤمنين علي عليه السلام يقول: 'فإن في العدل سعة'، إذا كنتم تظنون أن العدل يُضيّق على الإنسان، لا، 'فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق'، يعني من لا يتحمل العدل، سيرى أن الظلم أسوأ، وأن غياب العدل أسوأ. فإذًا، دعونا نذهب جميعًا إلى العدل. الإسلام يركّز على العدل، العدل في إنصاف الناس، في إعطاء الحقوق، في التساوي بين البشر. هذه هي الثوابت التي يعمل عليها الإسلام. نحن نحمل شرعًا من عند الله عز وجل، يعني الخالق هو الذي أعطانا هذا التشريع، ولا يوجد أحسن منه، وعندنا دليل حتى نناقش ونقارع، فليأتِ أي أحد يناقشنا بتشريع إلهي مقابل التشريع البشري، فليُناقشنا بالثوابت، بمسائل الفطرة. من هنا، ربّ العالمين ماذا يقول لنا؟ {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}. ارفعوا رؤوسكم، وكونوا مطمئنين، حتى لو أرعبوكم. تلاحظ هناك كثير من المقالات، عندما يتحدثون عن المؤمنين، أو عن المنهج الإسلامي، يَذمون، ويقولون أشياء مركّبة بطريقة خاطئة. لا يهمكم أنتم الأعلون بالفكر، أنتم الأعلون بالسلوك، أنتم الأعلون بالأخلاق، أنتم الأعلون بالجهاد، أنتم الأعلون بالمستقبل، أنتم الأعلون بالطاعة لله تعالى، أنتم الأعلون بالحصول على كل الخيرات، أنتم الأعلون بالحصول على النصر أو الشهادة وعدم الانهزام أمام أعداء الأمة لأننا أشخاص نحمل الفكرة العظيمة، والإيمان العظيم، وبالتالي، إذا كنتَ أعلى مع الله تعالى، فلا تبالِ أيها الإنسان، أنت الرابح في الدنيا والآخرة. الأمر الرابع، وهذا من المسائل التي يمكن أن تكون إشكالية، يقول حسنًا، إذا أنتم تقولون إن منهجكم هو الإسلام، فماذا عن نظرتكم إلى الوطن، الذي قد يكون فيه دستور ومنهج مختلف عن المنهج الإسلامي؟ نقول لهم: يجب أن تُفرّقوا بين أمرين. يجب أن تفرّقوا بين إيماننا بالوطن، وبين التشريع الذي يكون داخل الوطن. أما إيماننا بالوطن، فأمير المؤمنين علي عليه السلام يقول: 'عمرت البلاد بحب الأوطان'. يعني نحب بلدنا نحن، نؤمن ببلدنا، نؤمن بأرضنا، متمسكون بها. ما هي الوطنية إلا أن تكون التمسك بالأرض، والدفاع عن الأرض، وتربية الأولاد في هذه الأرض، وحب الأرض، والعلاقة مع الأرض، نحن وطنيون بكل ما للكلمة من معنى. يقول أنتم الإسلاميون وطنيون؟ نعم، وطنيون، هل هناك تعارض بين الإسلام والوطن؟ أبدًا، الإسلام يدعونا إلى حب الوطن، الإسلام يدعونا إلى الدفاع عن الوطن، الإسلام يدعونا إلى التمسك بأرض الآباء والأجداد، الإسلام يدعونا إلى أن نكون نموذجًا طاهرًا مؤمنًا صادقًا داخل الوطن. إذًا، الشق الأول الذي له علاقة بالإيمان بالوطن، نعم نحن وطنيون. لكن الفرق، ربما بيننا وبين البعض، أنه في الوقت الذي نحن فيه وطنيون، نحن أيضًا بنفس الوقت إسلاميون، نحن إنسانيون، نحن ننظر إلى قضايا المجتمعات المختلفة، في المجتمع القريب نتعاطف معه بشكل كبير، في المجتمع الأبعد نتعاطف معه أيضًا بنسبة معينة. إذًا استطعنا أن نساهم مع المجتمع الإنساني، مع إخواننا وأحبائنا، مع أي مستضعفين على وجه الأرض، نقدّم المساهمة المناسبة، على قاعدة إيماننا، وعلى قاعدة الاشتراك في الإنسانية، 'إما أخٌ لك في الدين، وإما نظيرٌ لك في الخلق'، بحسب ما قال أمير المؤمنين عليه السلام. فإذاً نحن متعلّقون بالوطن. ماذا عن موضوع التشريع؟ أخي، هذا التشريع الإسلامي له جانبان: له جانب أن يلتزم الإنسان بهذا التشريع في حياته الخاصة، وهذه نحن أحرار فيها، نفعل ما نريد، نتعبّد، نلتزم بمكارم الأخلاق، نُطبّق التشريع الإسلامي، نظام حصر الإرث بحسب التشريع الإسلامي، زواجنا بحسب التشريع الإسلامي، إلى آخره… فإذاً على المستوى الفردي، نحن نستطيع أن نمارس حياتنا بشكل طبيعي. أما على مستوى الدولة، ونظام الدولة، إذا كان هناك مواطنون آخرون – كما هو موجود في لبنان – لا يعتبرون أنهم يريدون الرجوع إلى التشريع الإسلامي كثوابت، هناك تشريع آخر يجب أن يكون هناك اتفاق عليه، خير إن شاء الله، نتفق على التشريع الآخر، وهذا هو الحاصل. أنا سمعت منذ خمس وعشرين سنة بعض العلمانيين الذين أجروا معنا نقاشات معينة، قالوا: نحن مستغربون من تجربتكم في لبنان. قلت له: لماذا؟ قال: أنتم إسلاميون. قلت له: نعم، وماذا يعني؟ قال: لأن الإسلامي عادةً يا أبيض يا أسود، يعني إما يحذف الآخر أو الآخر سيحذفه. قلت له: من قال ذلك؟ إذا كان ربّ العالمين يقول: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، فهل أُكره الناس على الدين؟ ما وظيفتي أنا؟ ليس لديّ هذه الوظيفة، وظيفتي أن أكون متدينًا، ليست وظيفتي أن أُكره الآخرين. إذًا ما هو الحل في هذا الموضوع؟ الحل هو أن نتفاهم. لذلك نحن أعلنّا أن هذا الدستور اللبناني وهذه القوانين اللبنانية، نحن ملتزمون بها كجزء لا يتجزأ من العيش المشترك الذي نريده داخل الوطن اللبناني. انظروا كم يملك الإسلام من المرونة، لأن الإسلام ليس فرضًا على الآخرين، أولئك الذين يقتلون الناس لأنهم ليسوا مسلمين، لا ينفع ذلك يا أخي، أنت لا يمكنك أن تقتل الناس لأنهم ليسوا مسلمين، لا، ولا لأنهم لا يسيرون كما تريد، لا علاقة لك بذلك، كل إنسان يختار ما يريد. لذلك، نحن اليوم في قلب لبنان نعيش بشكل طبيعي، نمارس دورنا، لدينا نواب، نشارك في قلب الحكومة، نُغيّر قوانين، نُبدّل قوانين، نُبدي آراءنا كما يُبدي الآخرون آراءهم، ضمن القوانين. في المكان الذي يوجد فيه قانون نعتبره غير شرعي أو غير منسجم مع الإسلام، لا نقترب منه ولا نتعاطى معه. هذا موضوع نحن أحرار فيه، لأنه لا يُخلّ بمواطنيتنا، وبالتالي لا يؤثر على الآخرين. فإذًا استطعنا أن نُجري ترتيبًا في العالم. هذه من الأمور التي تُسمى مجالات التغيير، يعني الأمور التي لا علاقة لها بالثوابت. من الثوابت أن تؤمن، من الثوابت أن تحكم بما أنزل الله تعالى، على مستوى الجماعة إذا استطعت. وإذا لم تستطع، قال: لديك خيار آخر، تعاون أنت والجماعة، المهم أن تحفظ حقوقك، ويحفظون حقوقهم، ولا مشكلة. هذه من المتغيرات التي تستطيع أن تعمل فيها. نحن نعمل على هذا الأساس. من هنا أريد أن أقول إن شرعنا الإسلامي عظيم جدًا ومنفتح جدًا، إلى درجة أنه يعطينا المجال والفرصة حتى نتقدم إلى الأمام. الأمر الخامس والأخير في هذا الموضوع هو موضوع الحرص على الجماعة، يعني دائمًا يجب أن نكون معًا: 'واعتصموا بحبل الله جميعًا'. لماذا يدعونا دائمًا إلى الجماعة؟ لأنه لا يمكنك أن تعمل في الأمة وحدك، لا يمكنك أن تبني المستقبل دون أن تكون مع جماعة: 'واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا'، 'وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان'. دائمًا نحن ندعو إلى أنه، يا أخي، يجب أن تكون هناك وحدة إسلامية، يجب أن تكون هناك وحدة وطنية، يجب أن تكون هناك وحدة إنسانية. أينما كانت الوحدة تبرز، نحن حاضرون. نحن مع كل أشكال الوحدة التي يمكن أن تكون موجودة، ونشجع عليها. هذا جزء من ديننا، من مبدئنا، من إيماننا. فلا تستغربوا عندما نكون نحن مقبلين. النبي صلى الله عليه وسلم يقول: 'عليكم بالجماعة، فإن يد الله مع الجماعة، ولم يجمع الله عز وجل أمتي إلا على هدى'. يعني كلما كنا مجتمعين أكثر، كنا على هدى. لماذا؟ لأن هذه الجماعة فيها خير، فيها هدى بإذن الله تعالى. اليوم، نحن في لبنان كمقاومة، نستمد من الإسلام العظيم، نستمد من الإمام الحسين صلوات الله عليه، ومن زينب صلوات الله عليها، نستمد من هذا الاتجاه الكبير. لذلك، مواقفنا منسجمة مع هذا الاتجاه. ماذا نفعل نحن اليوم في لبنان؟ نحن نقول إننا مقاومة. مقاومة ماذا؟ مقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل الأرض. اليوم هذا الاحتلال الإسرائيلي، كيف يمكن أن نتعامل معه؟ لا بد أن يخرج من أرضنا، لا بد أن نقاومه، لا بد أن نواجهه. بعضهم يقول: لا، أنت لا يمكنك أن تواجه، منذ متى كان الدفاع يحتاج إلى إذن؟ الآن، إذا هجم عليك أحد في بيتك، هل تنتظر حتى تستأذن، أم تدافع مباشرة إذا لم تكن هناك سُبل أخرى للدفاع؟ الدفاع لا يحتاج إلى إذن، وعندما يتوفّر البديل الدفاعي عن الوطن، نناقش كل التفاصيل مع الذين يقولون إنهم قادرون على هذا الدفاع، ونحن قريبون ولسنا بعيدين عن كيفية النقاش. لا أحد يطالبنا بوقف المقاومة، اذهبوا وطالبوا العدو بالرحيل. هذا أمر لا يُقبل، هل يُعقل ألّا تنتقد العُدوان، لا تقول شيئًا للعدوان، لا تُآخذ العدوان، ودائمًا ترص على جماعتك وعلى أهل وطنك، وتقول لا، أنتم أولًا يجب أن تتخلوا عن سلاحكم، عن مقاومتكم، عن إمكاناتكم! أين تعيش أنت؟ طالبوا العدو بالرحيل، ولا تُطالبوا مواطنيكم بالاستسلام. الآن، إذا قبل بعضهم بالاستزلام وبالاستسلام، فهذا شأنهم، أما نحن فلا نقبل، نحن جماعة: هيهات منا الذلة. إذا اعتبر بعضهم أن هناك فرصة الآن لنستقوي بالآخرين على مواطنين في لبنان، أتستقوي علينا؟ لا، أخطأت الحساب، لأن شعب المقاومة شعب لا يهاب الأعداء، ولا يهاب جراميز الأعداء. لا تظنوا أنه إذا اختبأتم وراءهم من أجل أن تحققوا مكاسب، ستنجحون، معنا لا يوجد نجاح لكم. النجاح هو أن نكون معًا، لنحفظ بلدنا، ونحفظ أمتنا، ونحرر أرضنا، ونواجه عدونا. هذه دعوتنا إليكم، ونحن حاضرون قُربة إلى الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المصدر: موقع المنار + العلاقات الإعلامية