logo
الشيخ نحناح والأبعاد الإستراتيجية للقضية الفلسطينية

الشيخ نحناح والأبعاد الإستراتيجية للقضية الفلسطينية

الشروقمنذ يوم واحد
بمناسبة الذكرى الـ22 لوفاة الشيخ محفوظ نحناح، عليه رحمة الله، وأمام واجب الوقت في حتمية انخراط الجميع في معركة 'طوفان الأقصى'، وهي تصل إلى 21 شهرًا منذ 07 أكتوبر 2023م، ومن أجل تصحيح البوصلة في كيفيات التعاطي مع هذه المعركة الوجودية، كان لزامًا علينا أنْ نقف عند أحد أقطاب ورموز الجهاد الفلسطيني ولو من مواقع خلفية، وهو الشيخ محفوظ نحناح، ونظرته الإستراتيجية الكبيرة لهذا القضية المركزية في حياته النِّضالية.
الشيخ نحناح يعتبر القضية الفلسطينية أهمَّ القضايا وأقدسها قديمًا وحديثًا، وهي محلَّ اهتمام العالم بها، حتى صنَّفها وأطلق عليها تسمية 'القضية المركزية'، والتي أصبحت -فعلاً- قضيةً مركزية لدى جميع مكوِّنات الحياة السِّياسية في الجزائر الرَّسمية والشَّعبية، يقول: 'إنَّ أهمَّ القضايا القديمة والحديثة، التي استأثرت باهتمام العاملين في الحقل الإسلامي، والملاحظين والمراقبين من كلِّ الأجناس، ومن مختلف المعسكرات المتصارعة، هي قضية فلسطين، التي يعتبرها بنو الإنسان الأحرار قضيةً مركزية… كما استأثرت في هذا العصر باهتمام المخلصين من العاملين في الحقل الإسلامي والقومي والعلماء والدعاة والقوميين، رمز وحدتهم وقوَّتهم مقدار الالتفاف حولها… لا لشيءٍ إلا أنهم يشعرون بأنَّ الرابطة التي تربطهم بفلسطين هي رابطة العقيدة'، وهو يعتقد أنها تعرَّضت إلى: 'الغُبن الذي سُلِّط عليها، وبسبب الخذلان الذي أحاط بها..'(الشيخ محفوظ نحناح، معًا نحو الهدف، ص 176، 177).
وهو يتناغم مع علمائنا المصلحين والمجدِّدين في الاهتمام بهذه القضية، وفي الدفاع المستميت عليها، لأنها قضيةُ عقيدةٍ ودين، وليست قضيةَ حدودٍ وطين، فينقل عن الشيخ 'عبد الحميد بن باديس' كلماتِه الخالدة اتجاه القضية سنة 1938م، قوله: 'كلُّ مسلمٍ مسؤولٌ أعظم المسؤولية عند الله تعالى على كلِّ ما يرى هناك من أرواحٍ تُزهق، وصِغارٍ تُيَتَّم، ونساءٍ تُرَمَّل، وأموالٍ تُهلَك، ودِيارٍ تُخرَّب، وحُرُماتٍ تُنتهَك، كما لو كان ذلك كلِّه واقعًا بمكة والمدينة'، ويا ليت شِعري ماذا لو انتقل 'ابن باديس' مما وقع قبل سنة 1938م إلى ما يقع الآن من هذه المجازر المروِّعة، وهذه الجرائم الفظيعة، وهذا الإمعان في ثقافة التوحُّش من هذا العالَم الغربي الذي بلغ ذروة الإجرام خلال هذه الحرب المجنونة طيلة ما يقارب العامين؟
ثم ينقل الشيخ نحناح كذلك عن الشيخ 'محمد البشير الإبراهيمي' قوله على نفس هذا النَّفَس الثوري، غيرةً على الأرض المقدَّسة التي بارك الله فيها للعالمين، وجعلها أمانة في يدِ خير الأنام أجمعين، فيقول: 'إنَّ فلسطين وديعةُ محمد عندنا، وأمانة عمر في ذمَّتنا، وعهد الإسلام في أعناقنا، فلئن أخذَها اليهود منَّا ونحن عُصبة إنَّا إذن لخاسرون'. (المصدر ذاته، ص: 177).
وهو يرى أنَّ هذه المواقف من علماء الأمة هي التي جعلت هذه القضية راسخةً في عقول أبنائها، ومتجذِّرة في ضمائرها، فيقول: 'بهذه المواقف وغيرها من مواقف رجال الدعوة في المشرق والمغرب بقيت فلسطين عالقة في عقول الأمة… وحُقَّ لهؤلاء العلماء والدعاة ورجال السِّياسة المخلصين أنْ تُكتب أسماؤهم في سِجِلِّ الخالدين الصَّامدين الشَّاهدين على الناس' (المصدر والصفحة ذاتهما).
والشيخ نحناح، رحمه الله، بنظرته المقدَّسة اتجاه فلسطين، يعبِّر عن مركزيتها في نضاله وجهاده، فيقول: 'بما لأرضها من فضلٍ ومكانة أولاً، وتأكيدًا على الموقع المركزي الذي تحلُّه قضيتها في ماضي وحاضر ومستقبل العالم العربي والعالم بأسْرِه، وأهمية فلسطين بالنسبة لنا في الجزائر نابعة من أسبابٍ عامة، فباعتبارنا جزءا من المجال الجيوسياسي المعروف بالشرق الأوسط، وباعتبارنا جزءًا من العالم العربي والأمة الإسلامية بالمفهوم الديني والحضاري والثقافي… يمكننا أن نقول أننا إنْ لم نذهب إليها فستأتي هي حتمًا إلينا، وهناك صِلةٌ خاصةٌ بيننا وبين فلسطين، يصبغها الاشتراك في تجربةٍ ثوريةٍ فريدة في عالمنا العربي..' (الشيخ نحناح، الجزائر المنشودة، ص: 231).
ثم تحدَّث عن الأبعاد المتعدِّدة للقضية، فقال عنها: 'فلسطين إستراتيجيًّا: باعتبارها الجسر الرَّابط بين آسيا وإفريقيا، وقاعدة انطلاقٍ نحو الخليج العربي..وفلسطين إنسانيًّا: مهبط الرِّسالات السَّماوية ومهد النبوَّات، وعلى أرضها مرَّ أعظم الأنبياء والمصلحين وأكبر القادة والفاتحين، وفوقها أو غير بعيد عنها قامت أعرق الحضارات الإنسانية، وتتميَّز أرض فلسطين بأنها نقطةُ صدامٍ مركزيةٍ بين القوى الدولية عبر العصور والأزمنة.. وفلسطين عربيًّا: همزة الوصل بين جناحي الوطن العربي في آسيا وإفريقيا..
وفلسطين إسلاميًّا: هي الأرض التي باركها الله، سبحانه وتعالى، وسمَّاها القرآن الكريم الأرض المباركة المقدَّسة..' (المصدر السابق، ص: 231 – 233).
ثم تكلم عن الحقائق التاريخية والدينية، والثوابت الحضارية والسِّياسية، ومنها:
الحقيقة الأولى: الوجود الإسرائيلي في فلسطين (قلب العالم العربي) وجودٌ استعماريٌّ استيطاني.
الحقيقة الثانية: القدس أمانةٌ إسلامية، ولا يجوز التنازل عنها، لاعتباراتٍ عقائديةٍ ودينيةٍ وحضارية، ولاعتباراتٍ سياسيةٍ وإستراتيجية.
الحقيقة الثالثة: ضرورة الرَّبط بين البُعد الإسلامي والبُعد القومي والبُعد الوطني، باعتبار فلسطين أرضًا مقدَّسة من الناحية الدينية، ذات بُعد استراتيجيٍّ خاص، ومكانةً سياسيةً وعسكريةً واقتصاديةً مميَّزة. الحقيقة الرابعة: حلُّ القضية عن طريق المفاوضات والتسويات لا يمكن أنْ يصل إلى تحقيق سلامٍ عادلٍ ودائم..' (المصدر السابق، ص 326، 237).
وهو بذلك يرتقي بهذه القضية، وينزع عنها خطيئة الاحتكار الإيديولوجي أو الحزبي لها، ويدعو إلى ضرورة التحالف العضوي بين مختلف التيارات للاصطفاف خلفها، بعيدًا عن أيِّ مزايدةٍ أو مناكفةٍ أو احتكار.
يرى الشيخ نحناح بأنَّ حلَّ القضية الفلسطينية، وخاصة القضايا الأساسية منها: القدس، اللاجئين، والدولة المستقلة، لن يتحقَّق عبر الحلول السِّلمية ومشاريع التسوية، وهي التي لم تُرَاعِ الحقائق التاريخية والثوابت الجغرافية والأبعاد الدينية والخصوصية الحضارية والحقوق القانونية، وأنَّ الذي سيحسم هذه الصِّراع هو الحقائق الميدانية على الأرض، عبر المقاومة العسكرية والسِّياسية.
ويعتبر الكيان الصُّهيوني ما هو إلا مشروعٌ استعماريٌّ استيطانيٌّ غربي، كقاعدةٍ عسكريةٍ متقدِّمة لهذه الدول الغربية التي تقف خلفه منذ تأسيسه، منذ وعد 'بلفور' وزير الخارجية البريطاني سنة 1917م، فالشيخ نحناح يرى بأنَّ عمق هذه القضية مرتبطٌ بالأمة وبالصِّراع الحضاري، وبالتالي فهي قضية الجميع من دون استثناءٍ أو خِلاف، فيقول: 'وكان واضحًا منذ البداية أنَّ الاستعمار الغربي دعَّم الوجود الصُّهيوني في فلسطين كقاعدةٍ استعماريةٍ متقدِّمة، ورأسَ جسرٍ قائمٍ في قلب العالم العربي الإسلامي جغرافيًّا ودينيًّا… ليتمكَّن في النِّهاية من إعاقةِ حركية الوحدة العربية الإسلامية وشلّها' (المصدر السابق، ص 233).
ولذلك يرى الشيخ نحناح أنَّ هذا الغرب قد تعهَّد بتنفيذ هذا المشروع الخبيث على دعامتين أساسيتين، هما:
ضمان التفوُّق العسكري الصُّهيوني: ليضمن له الانتصار في أيِّ مواجهة، ويضعه في موضع القادر على التهديد والضَّرب في أي وقت وفي أيِّ مكان… هذا التفوُّق ضَمِنه الدور البريطاني منذ وعد بلفور سنة 1917م إلى غاية 1948م، ثم خلفه الدور الفرنسي منذ العدوان الثلاثي سنة 1956م إلى حرب 1967م عندما حظَر 'ديغول' تصدير الأسلحة إلى الكيان الصُّهيوني، ثم خلفتها أمريكا التي جعلت ضمان التفوُّق العسكري مبدأً ثابتًا والتزامًا استراتيجيًّا منذ حرب أكتوبر 1973م إلى الآن. التحالف مع القوى الدولية الكبرى: والذي يتجلَّى فيه هذا 'العلوّ الكبير'، عن طريق التحكُّم في المؤسَّسات الدولية، وعلى رأسها: مجلس الأمن الدولي عبر الفيتو الأمريكي، لإجهاض أيِّ قرارٍ أو توصيةٍ لا تكون في صالح إسرائيل. (المصدر نفسه، ص 233، 234).
ويرى الشيخ نحناح بأنَّ حلَّ القضية الفلسطينية، وخاصة القضايا الأساسية منها: القدس، اللاجئين، والدولة المستقلة، لن يتحقَّق عبر الحلول السِّلمية ومشاريع التسوية، وهي التي لم تُرَاعِ الحقائق التاريخية والثوابت الجغرافية والأبعاد الدينية والخصوصية الحضارية والحقوق القانونية، وأنَّ الذي سيحسم هذه الصِّراع هو الحقائق الميدانية على الأرض، عبر المقاومة العسكرية والسِّياسية.
ويصرُّ الشيخ على ترسيخ بعض الحقائق، حتى لا تضيع البوصلة في التعاطي الدائم مع هذه القضية، وهي: 1/ الحقيقة الأولى: الوجود الإسرائيلي في فلسطين (قلب العالم العربي) وجودٌ استعماريٌّ استيطاني، قام على اغتصاب الأرض بالقوة، ومن الأهداف الثابتة للصُّهيونية، هي: جمعُ كلِّ يهود العالم تحت مظلة 'دولة إسرائيل'، ولو تطلَّب ذلك التوسُّع على حساب الأراضي العربية.
2/ الحقيقة الثانية: القدس أمانةٌ إسلامية، لا يجوز التنازل عنها، لاعتباراتٍ عقائدية ودينية وحضارية، ولاعتباراتٍ سياسيةٍ وإستراتيجية.
3/ الحقيقة الثالثة: ضرورة الرَّبط بين البُعد الإسلامي والبُعد القومي والبُعد الوطني… لأنَّ الذي احتلَّ فلسطين انطلق من النبوءات التوراتية والحُجَج الدِّينية المحرَّفة، فلماذا يُطلب من العرب إغفالُ البُعد العقائدي والعامل الدِّيني في الصِّراع؟ 4/ الحقيقة الرَّابعة: حلُّ القضية عن طريق المفاوضات والتسويات لا يمكن أنْ يصل إلى تحقيق سلامٍ عادلٍ ودائم.. وأنَّ أيَّ تفاوض لا يكون إلا انعكاسًا لميزان القوة، وتعبيرًا عن الحقائق السِّياسية والعسكرية في الميدان..'(المصدر السَّابق، ص 236، 237).
ثم يتحدَّث الشيخ نحناح عن 'الهرولة نحو التطبيع' مع الكيان الصُّهيوني، وهو الذي صَكَّ هذا المصطلح منذ سنة 1999م، فيُنَبِّه منذ ذلك الوقت إلى خطر التطبيع الزَّاحف على الأمة، فيقول: 'إنَّ الهرولة السِّياسية العربية نحو إسرائيل، لإقامة اتصالاتٍ دبلوماسية، وتطبيع العلاقات السِّياسية والاقتصادية معها في ظلِّ الأوضاع الحالية، لا يخدم في الحقيقة سوى المصالح والسِّياسة الإسرائيلية..' (المصدر والصفحة ذاتهما).
ثم يتساءل عن ميزان القوة واختلال الإيديولوجيا التي لا تسمح بأيِّ تعايش، وأنه لا يمكن التقارب مع هذا العدوِّ تحت أيِّ مسمَّى، للطبيعة العنصرية والاستعلائية له، ومن ثم لا يمكن الانخداع بشعارات التسوية والتطبيع والاعتراف، يقول: 'من حقِّنا أنْ نتساءل بصدقٍ عن إمكانية التعامل والتعايش، بين دولةٍ قامت على إيديولوجيةٍ استيطانيةٍ توسُّعية، تملك ترسانةً من الأسلحة النووية، وبين عالمٍ عربيٍّ، تُدَمُّر فيه كلُّ نواةٍ لتطوُّرٍ علميٍّ أو تكنولوجي..' (المصدر السابق، ص 238).
ويتحدث الشيخ نحناح عن الاستراتيجيات الغربية في استهداف الأمة، والتي من أخطرها هذا المشروع الصُّهيوني الذي زُرِع في خاصرتها، والذي لا يتوقَّف عند الحدود الجغرافية لفلسطين، بل وُضِع ابتداءً لإقامة إسرائيل الكبرى، من نهر الفرات بالعراق إلى نهر النيل بمصر، فيقول عن المشروعات الأكبر من أيِّ تفكيرٍ عربيٍّ أو إقليمي: 'وعلى رأسها مشروع إسرائيل الكبرى، الذي بدأ الإعداد له منذ اللحظات الأولى من إنشائها، إذ بدأت المساعي لإقامة علاقاتٍ يهودية عربية، وترويض العقل العربي الإسلامي على القبول بالأمر الواقع..' (الشيخ محفوظ نحناح، معًا نحو الهدف، ص 74).
وينبِّه الشيخ نحناح في الأخير إلى خطورة الوقوع في مخططات تمزيق الأمة في صراعاتٍ قومية أو مذهبية أو طائفية أو حزبية أو دولاتية، لا تخدم في النِّهاية إلا المشروع الصُّهيوني، والتمكين له على حساب الجميع، فيتحدَّث عن: 'مناورات التطويق الاستراتيجي، من خلال فتح جبهةِ مواجهةٍ عربية– إفريقية (إثيوبيا/ السُّودان/ إريتريا)، ومن خلال دعم التمرُّد في جنوب السُّودان (والذي وصل الآن إلى تقسيمه فعلاً، ولا يزال المشروع قائمًا على تقسيمٍ آخر، لإخراجه من معادلة الصِّراع مع هذا العدو الصُّهيوني)، وجبهة مواجهة عربية– إيرانية (عن طريق تسعير الصِّراع السُّنِّي الشِّيعي)، وجبهةٍ عربيةٍ– تركية (عن طريق استدعاء الخِلاف التاريخي بين القومية العربية والقومية التركية)، وتشجيع الصِّراعات والصِّدامات بين الحركات الإسلامية والأنظمة الحاكمة في العالم العربي والإسلامي. (الشيخ محفوظ نحناح، الجزائر المنشودة، ص 238، 239).
بهذه الرؤية الإستراتيجية يرى الشيخ نحناح هذه القضية، والتي تستدعي من الجميع التسامي عن الاشتباك بين مكوِّنات الأمة، وألا يتورَّط العاملون المخلصون لها في المناكفات والمزايدات والخصومات، والتي لا تصبُّ في النِّهاية إلا في صالح هذا المشروع السَّرطاني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عمل إرهابي بغيض.. الأزهر يدين اغتيال الجزائرية رحمة عياط في ألمانيا - الوطني : البلاد
عمل إرهابي بغيض.. الأزهر يدين اغتيال الجزائرية رحمة عياط في ألمانيا - الوطني : البلاد

البلاد الجزائرية

timeمنذ 2 ساعات

  • البلاد الجزائرية

عمل إرهابي بغيض.. الأزهر يدين اغتيال الجزائرية رحمة عياط في ألمانيا - الوطني : البلاد

فارس عقاقني_ أدان الأزهر الشريف بأشد العبارات الجريمة الإرهابية التي أودت بحياة الطالبة الجزائرية رحمة عياط في مدينة هانوفر الألمانية، والتي ارتُكبت على يد متطرف يميني عنصري، واصفًا الحادث بـ"العمل الإرهابي البغيض". وأكد الأزهر في بيانه، أن هذه الجريمة تسلط الضوء مجددًا على الخطر المتصاعد الذي يشكّله إرهاب اليمين المتطرف و"القومية البيضاء" في أوروبا، مشددًا على ضرورة التصدي الحازم لهذا النوع من الإرهاب، الذي يستهدف المسلمين والمهاجرين، ويهدد أمن المجتمعات وسلامتها. ودعا الأزهر إلى سنّ تشريعات رادعة لمثل هذه الجرائم، وفرض آليات رقابة ومساءلة صارمة لمنع انتشار خطابات الكراهية والتحريض العنصري، التي تخلق بيئة خصبة لمثل هذه الاعتداءات البشعة. كما عبّر الأزهر عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الفقيدة، داعيًا الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان، مؤكداً وقوفه إلى جانبهم في هذه المحنة.

العدو الصهيوني تحت الصدمة.. المقاومة تنسف مجددا أسطورة الـ 'ميركافا'
العدو الصهيوني تحت الصدمة.. المقاومة تنسف مجددا أسطورة الـ 'ميركافا'

الشروق

timeمنذ 4 ساعات

  • الشروق

العدو الصهيوني تحت الصدمة.. المقاومة تنسف مجددا أسطورة الـ 'ميركافا'

ذكرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، أن المقاومة الفلسطينية نجحت مجددا في نسف أسطورة الـ 'ميركافا' التي تعتبر 'أفضل دبابة في العالم' من حيث الحماية. وقالت صحيفة 'معاريف' أن 'أفضل دبابة في العالم تعرضت لضربة مدمرة في جباليا، وأن الجيش الإسرائيلي يعاني من تبعات هذه الضربة، بعد مقتل عدد من الجنود'. وبحسب آفي أشكنازي، المراسل العسكري للصحيفة العبرية، فإن 'الجنود الثلاثة الذين أعلن الجيش عن مقتلهم في جباليا، مساء أمس الاثنين، قتلوا داخل دبابة 'ميركافا مارك 4″ التي تعتبر الأفضل والأقوى عالميا من ناحية الحماية'. وأضاف أن 'الجيش لم يعرف حتى صباح اليوم هل استهدفت الدبابة بصاروخ مضاد للدروع أم أن عبوة ناسفة انفجرت تحتها'، مشيرا إلى أنه أصبح 'غارقا في وحل غزة' وأن قيادته تخشى عرض الحقائق. المراسل العسكري لصحيفة 'معاريف' العبرية، آفي أشكنازي: – الجنود الثلاثة الذين أعلن الجيش عن مقتلهم في جباليا يوم أمس قتلوا داخل دبابة 'ميركافا مارك 4' التي تعتبر 'أفضل وأقوى دبابة في العالم من ناحية الحماية'. – الجيش لم يعرف حتى صباح اليوم هل استهدفت الدبابة بصاروخ مضاد للدروع… — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 15, 2025 وتعليقا على ذلك، غرد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة بالقول: 'هذه المرة مساؤهم أسود.. 'سٌمح بالنشر' من جديد!! 3 قتلى، ورابع جروحه خطيرة، في تفجير دبابة ميركافا في جباليا'. وأردف: 'أسطورة 'الميركافا' حطّمها أبطالنا، تماما كما حطّموا أساطير 'الجيش الذي لا يُقهر'، وحطّم هو بيديه أسطورة 'الأكثر أخلاقية'. سلام الله على أبطالنا، والعار للمتآمرين عليهم'. هذه المرة مساؤهم أسود.. 'سٌمح بالنشر' من جديد!! 3 قتلى، ورابع جروحه خطيرة، في تفجير دبابة ميركافا في جباليا. أسطورة 'الميركافا' حطّمها أبطالنا، تماما كما حطّموا أساطير 'الجيش الذي لا يُقهر'، وحطّم هو بيديه أسطورة 'الأكثر أخلاقية'. سلام الله على أبطالنا، والعار للمتآمرين عليهم. — ياسر الزعاترة (@YZaatreh) July 14, 2025 يذكر أن المقاومة الفلسطينية وجهت، يوم أمس الإثنين، ضربتين موجعتين للعدو الصهيوني في قطاع غزة، حيث تناقل الإعلام العبري أنباء عن حصول كارثة حقيقية، ليعلن جيش الاحتلال بعدها عن مقتل 3 جنود وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة. خلال معارك الاستنزاف والتفاوض تحت النار .. وجّهت المقـ ـاومة ضربتها بقذيفة مضادة للدروع على دبابة ميركافا، أدت إلى مقتل 3 جنود وإصابة 4 آخرين بجراح خطيرة بحسب بعض المصادر العبرية — قدس فيد (@quds_feed) July 14, 2025 وتمكنت المقاومة خلال عمليات سابقة من تدمير العديد من دبابات الميركافا التي يبلغ سعر الجيل الأخير منها 7 ملايين دولار، وذلك بعبوات ناسفة لا يتجاوز ثمنها 500 دولار وهو ما اعتبره خبراء 'إساءة لسمعة الصناعة العسكرية في تل أبيب'. وقدّر خبراء حجم خسائر جيش الاحتلال من تدمير دبابات الميركافا بالكبير، مؤكدين أنه بات يهدد آلاف العمال بالتوقف عن العمل وإغلاق نحو 200 مصنع لشركات الأسلحة، مما يعني تراجعاً قياسياً بمبيعات السلاح خلال آخر عامين. ومنذ بداية الحرب في غزة، كانت دبابات الميركافا أحد أبرز أهداف مقاتلي حركة 'حماس' الذين وثقوا العديد من عمليات تدميرها، في مقاطع مصورة أبهرت العالم. ما هي دبابة الميركافا؟ يعني اسم الدبابة 'ميركافا' بالعبرية المركبة الحربية، واختير هذا الاسم للدلالة على أنها صممت لتجمع بين خصائص عدة، ولا تقتصر على أن تكون دبابة فقط، بل تتميز بمواصفات تجعلها من الدبابات الأكثر تحصينا في العالم، والأقوى في أرض الحرب. تتوفر بـ 4 أنواع، أحدثها ميركافا 4، التي دخلت الخدمة عام 2004 وتمتلك تل أبيب حوالي 1600 دبابة ميركافا في مخزونها، بعضها من الطرازات القديمة التي لم تعد قيد الاستخدام الفعلي. تتميز بأنها أول دبابة في العالم تحتوي على نظام متقدم من الذكاء الاصطناعي يدير مهام الخزان، مما يقلل عبء العمل على الطاقم، ويساعد في تحديد الأهداف بدقة كبيرة، وقدُّم نظام الذكاء الاصطناعي بنظام إدارة ساحة المعركة. استخدمها جيش الاحتلال في الانتفاضة الثانية وحرب لبنان وفي حرب غزة عام 2008، ودمرتها كتائب القسام لأول مرة في 21 أفريل عام 2001، وهي العملية التي سُجلت كإحدى المحطات الهامة في تاريخ المقاومة الفلسطينية. ووثّق مجاهدو الوحدة '103'عملية تفجير مصورة بالفيديو في سابقة هي الأولى من نوعها لعبوة ناسفة بدبّابة من نوع «ميركافا» شرق الشجاعية، مما أدى إلى إعطابها بعد إصابتها بشكل مباشر، وإصابة جنديين بجيش الاحتلال. 'شُواظ'.. عبوة قسامية حطمت أسطورة 'ميركافا' لم يحدد جيش الاحتلال حتى الآن الطريقة التي دمرت بها المقاومة دبابة ميركافا، يوم أمس الإثنين، ومع أن بعض التقارير تحدثت عن قذيفة 'الياسين 105' إلا أن الكثيرين ركزوا الحديث على 'شُواظ' وهي عبوة ناسفة فلسطينية الصنع يطلق عليها اسم 'صائدة الميركافا'. دخلت الخدمة لدى كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2005، وطورت نسخا منها، وتتميز بقدرتها التفجيرية العالية واختراقها الدروع. وتُفجر العبوة من المسافة صفر وتُحدث أكبر ضرر ممكن بالآلية المستهدفة. وقد استخدمتها كتائب القسام بفعالية أثناء التصدي لعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر 2023.

'سمينة جدا وخطر على الإنسانية'.. لماذا هدّد ترامب بسحب جنسية مذيعة شهيرة؟
'سمينة جدا وخطر على الإنسانية'.. لماذا هدّد ترامب بسحب جنسية مذيعة شهيرة؟

الشروق

timeمنذ 7 ساعات

  • الشروق

'سمينة جدا وخطر على الإنسانية'.. لماذا هدّد ترامب بسحب جنسية مذيعة شهيرة؟

شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما لاذعا ضد مذيعة شهيرة واصفا إياها بأنها 'سمينة جدا وتشكل تهديدا للإنسانية'، ومشيرا إلى أنه يفكر جديا في سحب جنسيتها. وفي تصعيد كبير لحربه الكلامية مع خصومه، كتب الرئيس على موقع 'تروث سوشيال': 'بما أن روزي أودونيل لا تخدم مصالح بلدنا العظيم، فإنني أفكر جديا في سحب جنسيتها'. وأضاف: 'إنها تُشكل تهديدا للبشرية، ويجب أن تبقى في أيرلندا الرائعة، إن أرادوا ذلك، بارك الله في أمريكا!'. ويعود خلاف ترامب مع روزي، عندما كانت لا تزال مقدمة برنامج 'ذا فيو' بسبب انتقاداتها له، من جانبه، رد ترامب بعبارات قاسية، واصفا أودونيل بأنها 'سمينة جدا' و'امرأة خارجة عن السيطرة'، وهدد بمقاضاتها. وانتقلت أدونيل إلى أيرلندا بسبب نفورها من الرئيس وإدارته، حيث وصفته بأنه 'مجرم' و'محتال' و'كاذب مُعتدي جنسيا'. وكتبت على إنستغرام: 'أعارض كل ما يُمثله معارضة مباشرة، وكذلك يفعل ملايين آخرون'. في مارس الماضي، نشرت أودونيل منشورا على تيك توك مع ابنتها، قالت فيه لمتابعيها أنه عندما يكون الوضع آمنا لجميع المواطنين في أمريكا ويتمتعون بحقوق متساوية، عندها سنفكر في العودة. وقالت لاحقا إنها 'تنعم بنوم أفضل' بعد انتقالها إلى مجتمع 'مُرحّب' و'مُحب'، مما يُشير إلى أن نهاية خلافها مع ترامب ليست قريبة. دخلت المذيعة الشهيرة في جدال حاد مع ترامب عام 2006 عندما وصفته بـ'بائع زيت الثعابين' لسماحه لملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية السابقة، تارا كونر، بالاحتفاظ بلقبها وسط مزاعم بتعاطيها المخدرات. كل هذه الأسباب، جعل الرئيس الأمريكي يؤكد في مقابلة سابقة له مع برنامج 'إنترتينمنت تونايت': 'روزي شخصية غير جذابة، من الداخل والخارج'، واختتم حديثه قائلا: 'إنها كارثة بكل معنى الكلمة'. ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في وقت سابق من هذا العام، سعت الإدارة إلى إلغاء البطاقات الخضراء من الطلاب المولودين في الخارج والناشطين الذين انتقدوا قرارات السياسة الخارجية للبلاد. وبلغت هذه الحرب ضد 'الغرباء' مداها لا سيما في خضم الحرب القذرة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، حيث تُصر الإدارة على أنها تلتزم بالقانون وأن هؤلاء الأفراد يُشكلون تهديدا للبلاد. How we know he's insane: Donald Trump threatens to revoke Rosie O'Donnell's citizenship: 'Threat to humanity' – Entertainment Weekly — DrMichelleKalehzan (@mishmishlish) July 12, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store