
مجموعة Max Mara ريزورت 2026... احتفال بالأناقة الإيطالية الخالدة
للاحتفال بمرور 75 عامًا على تأسيس الدار، أقامت علامة Max Mara الإيطالية عرضًا غامرًا، عاد بالذاكرة إلى عام 1951، حين أرست العلامة أولى خطواتها في عالم الموضة بإلهام من شخصية المرأة المتحررة التي التقطها عدسة المصورة الفوتوجرافية Ruth Orkin بعنوان American Girl in Italy. ففي تلك الفترة الزمنية، لم يكن مشهد المرأة الواثقة، بحضورها الجريء ونظرتها غير المبالية، مألوفاً على أرصفة المدن الإيطالية العريقة، من فلورنسا وروما إلى نابولي وغيرها. وقد شكّلت هذه الصورة الثورية بداية التحول، لتدوّن انطلاقة Max Mara في رحلة إبداعية رافقت مسيرة نهوض المرأة ونجاحها على مر السنين في فرض وجودها المؤثر على المجتمع.
في هذه المناسبة، كشفت علامة Max Mara الإيطالية عن تشكيلتها الجديدة من أزياء العطلات والرحلات لموسم 2026، وقد اختارت للعرض قصر La Reggia di Caserta الملكي، التحفة المعمارية من عصر الباروك، وتحديداً على الدرجات الرخامية المهيبة ذات الطابع المسرحي، لتقدّم تجربة بصرية تعكس عراقة نابولي وشغفها وجمال سيداتها.
وقال المدير الإبداعي "إيان غريفيث" قبل العرض الذي أقيم مساء الثلاثاء: "أعتقد أن الأسلوب الإيطالي، الذي أسر خيال الجميع، قد انتشر عالميًا من خلال الأفلام بقدر ما انتشر في أي مكان آخر". وأكد أن ممثلات مثل Silvana Mangano وSophia Loren، كنّ مصدر إلهام عالمي، وساهمن في بناء الأسلوب الإيطالي في وقت لم يكن فيه مصممو الأزياء قد ظهروا بعد، كما حدث لاحقًا. وأضاف: "أعتقد أننا ما زلنا نعيش هذا الإرث حتى اليوم".
اختارت الدار قصر La Reggia di Caserta الملكي لعرض مجموعة ريزورت 2026
قدمت دار ماكس مارا تجربة بصرية تعكس عراقة نابولي وشغفها وجمال سيداتها
Achille Maramotti صاغ مفهومًا جديدًا للموضة
مثّل عام 1951 محطة محورية توسطّت مرحلة التعافي التي شهدتها إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية. وفي خضم هذا التغيّر الثقافي الجوهري، تمكّن Achille Maramotti، مؤسس الدار، من استشراف ملامح المستقبل عندما أعلن رغبته في تصميم أزياء مخصصة لسيدات الطبقة المحلية المتوسطة، كزوجات الأطباء والمحامين، انطلاقاً من اعتقاده بأن هذه الفئة النسائية تحمل مفاتيح التحوّل العالمي القادم. وبينما تنافس مصممو الأزياء في روما على استقطاب الكونتيسات والأميرات، انشغل Maramotti في مدينة ريدجو إميليا بصياغة مفهوم جديد للموضة، يتمثّل في إبداع تشكيلات أنيقة من الملابس العملية بأسعار مقبولة، تستهدف طبقة اجتماعية جديدة آخذة في الصعود والازدهار.
وقد برز التباين حينها بين فتيات الجنوب اللواتي يتمتعن بجاذبية عاطفية، وسيدات الشمال ممن يمتلكن حضوراً متّزناً وذكاءً اقتصادياً في إدارة شؤون الأسرة، لكنه لم يحجب تميز المرأة الإيطالية عموماً في رؤيتها للأناقة والجمال كعنوان للأنثى. ولطالما نجح الإيطاليون في تقديم أنفسهم كنموذج استثنائي للجودة المتفوقة والأناقة الرائدة، وهذا ما أثبتوه من خلال أناقتهم العفوية وإطلالاتهم الجذابة في مختلف المناسبات الرسمية والترفيهية، سواء خلال المؤتمرات والفعاليات العالمية أو في الحفلات الشاطئية، مما قاد إلى تشكيل ما يُعرف الآن بالأسلوب الإيطالي المتفرّد.
وبدورها، لعبت السينما الإيطالية دوراً محورياً في نشر هذا الأسلوب الحصري، حيث تجلّت الطاقة الحيوية لشخصية المرأة الإيطالية في العديد من الأعمال السينمائية المعبّرة، مثل Napoli ilionaria للمخرج De Filippo، وL'Oro di Napoli للمخرج De Sica، وRiso Amaro للمخرج De Santis. ونجحت نجمات السينما الإيطالية، لا سيما Silvana Mangano وSophia Loren، في صياغة مشهد جديد لسيدات نابولي في عام 1951، فقدّمتها في صورة شبابية مشاكسة تضجّ بالجمال والجاذبية.
مجموعة Max Mara ريزورت 2026
مجموعة Max Mara ريزورت 2026
مجموعة Max Mara ريزورت 2026
مجموعة تستحضر نقشات ربطات العنق، أناقة رجال نابولي العصرية وإطلالات النجمات
تكشف التشكيلة الاحتفالية عن تعاون الدار مع علامة E. Marinella، رمز الأناقة الإيطالية العريقة في مجال ربطات العنق، حيث تستحضر القطع مجموعة من نقشات ربطات العنق التاريخية التي ترجع إلى عام 1951، لتعيد توظيفها بشكل غير مألوف على بيجامات الحرير الفاخرة، كما تظهر وفق أبعاد أكبر حجماً فوق كنزات الكشمير. وتستلهم التشكيلة أيضاً من ملامح الأناقة العصرية لرجال نابولي، الذين يتمتعون بشخصية جذابة لا تخلو من الغرور الواثق، من خلال القمصان المخططة باللونين الوردي والأزرق بياقات وأساور أكمام بيضاء، مع قبعات فيدورا التي يحلو ارتداؤها بشكل مائل لتعزيز الجاذبية والتميز، إضافة إلى السترات خفيفة الوزن والمصممة بأسلوب الخياطة الشهير في نابولي. وفي المقابل، تأتي السراويل القصيرة والمميزة بحاشية مثنية لتعيد إلى الأذهان إطلالة النجمة Mangano في فيلم Riso Amaro، إلى جانب التنانير الدائرية المزودة بجيوب بارزة على شكل معينات، والقمصان المتألقة بياقات مرسومة، وحمالات الصدر المتطابقة بدون أربطة والقمصان الداخلية المنسدلة.
مجموعة Max Mara ريزورت 2026
مجموعة Max Mara ريزورت 2026
مجموعة Max Mara ريزورت 2026
معاطف وفساتين تكشف معنى البساطة الإيطالية المفعمة بالعاطفة
كما يقدم هذا الإصدار المعاطف الكلاسيكية مُزوّدة بأحزمة، أو مزينة بياقات على شكل أوشحة أو بشراشيب، أو متألقة بقصة ضيقة أسفل العنق تتسع نحو الأعلى. ويبرز في القطع فساتين مكشوفة عند الكتفين من قماش البانو الصوفي المُرصّع بالكريستال، والمعزّز بقطع داخلية من الحرير تبرز من فتحة الصدر. وتكشف هذه الإبداعات عن معنى البساطة الإيطالية المفعمة بالعاطفة، باعتبارها تركّز على الجمال الذي يدعو إلى الثقة، مما يتيح خيارات مثالية تعكس قدرة Max Mara على ابتكار تصاميم فنية تأسر القلوب.
مجموعة Max Mara ريزورت 2026
مجموعة Max Mara ريزورت 2026
مجموعة Max Mara ريزورت 2026
حقيبة Whitney الشهيرة بنسخة جديدة
وتكتمل الإطلالات مع نسخ جديدة من حقيبة Whitney الشهيرة والأوشحة الأنيقة من الحرير. ومن المقرر طرح أربعة نماذج حصرية جديدة من حقيبة Whitney، وخمسة إصدارات من الأوشحة الكلاسيكية ابتداءً من 18 يونيو على موقع maxmara.com.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 2 ساعات
- الرجل
صندل برادا الجديد.. تكريم للإرث الهندي أم استغلال؟
في استجابة لعاصفة من الانتقادات، أقرّت دار الأزياء الإيطالية الفاخرة برادا Prada بأن تصميمها الجديد لصندل مفتوح الأصابع مستوحى من الحذاء الهندي التقليدي المعروف باسم "كولهابوري"، والذي تعود أصوله إلى القرن الثاني عشر في ولاية ماهاراشترا الغربية. الجدل بدأ بعد عرض مجموعة برادا الجديدة في أسبوع الموضة بميلانو، حيث ظهرت عارضات ينتعلن صندلًا جلديًّا بتصميم مضفّر يُشبه إلى حد كبير صندل كولهابوري، من دون أي إشارة إلى أصوله الثقافية. هذا التجاهل أثار موجة من الانتقادات في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وصلت إلى نوّاب وشخصيات بارزة عبّروا عن استيائهم من تهميش الحِرفيين الهنود. اعتراف متأخر ورسالة رسمية من برادا في رسالة رسمية موجهة إلى غرفة تجارة ماهاراشترا، أقرّ لورنزو برتيلي Lorenzo Bertelli، نجل مالكي برادا ورئيس قسم المسؤولية الاجتماعية في الدار، أن "الصندل مستلهم من الحرف اليدوية الهندية التقليدية ذات الإرث العريق الممتد لقرون"، مؤكدًا انفتاح العلامة على "حوار بنّاء مع الحرفيين المحليين" وتنظيم اجتماعات مستقبلية لتعزيز التبادل الثقافي. أوضحت برادا أن التصميم لا يزال في مراحله الأولية، ولا يوجد قرار نهائي بتسويقه تجاريًا، لكنها شددت في بيان رسمي على "احترامها الدائم للحرفية والتراث والتقاليد التصميمية حول العالم". ورغم أن صندل برادا يُباع بسعر يبدأ من 844 دولارًا، إلا أن نُسخه الهندية التقليدية تُعرض بأسعار تبدأ من 12 دولارًا فقط، ما يعكس فجوة كبيرة في الفئة المستهدفة. ومع ذلك، يرى بعض الحرفيين مثل ديليب مور، وهو تاجر من كولهابور، أن شهرة التصميم تمنحهم "شعورًا بالاعتزاز"، وتُسلّط الضوء على مهنتهم أمام جمهور عالمي. ثقافة الهند بين الموضة العالمية والملكية الفكرية لا تُعد هذه الحادثة الأولى التي تُثير فيها العلامات الفاخرة تساؤلات حول الاقتباس الثقافي، إذ سبق أن قدمت علامات مثل بولغاري Bulgari عقد مانغالسوترا التقليدي مقابل 16,000 دولار، ومع تنامي سوق السلع الفاخرة في الهند، يتزايد الاهتمام من قبل العلامات الكبرى بدمج العناصر الثقافية في تصاميمها، ما يدفع إلى إعادة طرح سؤال جوهري: هل تحصل الحرف اليدوية على التقدير الذي تستحقه؟ علّق الكاتب الهندي أديتيا كالر عبر "دي إن إيه نيوز" قائلًا: "من الأزقّة الترابية في كولهابور إلى منصات ميلانو البراقة.. هل يُنصف العالم أخيرًا من يستحق الفضل؟" فيما أعرب الأمير سامبهاجي شاتراباتي من العائلة الملكية في كولهابور عن استيائه من تجاهل تاريخ "يمتد إلى مئة وخمسين عامًا"، داعيًا إلى احترام الإرث وصنّاعه.


الرجل
منذ 2 ساعات
- الرجل
Christian Louboutin تحتفي بخط Sartorial خلال أسبوع الموضة في باريس
احتفت دار أزياء "كريستيان لوبوتان Christian Louboutin" خلال أسبوع الموضة الرجالية في باريس، بمجموعتها الأنيقة Sartorial، حيث حولت صالات فندق "أوتيل دو كريون Hôtel de Crillon" العريقة، إلى منصات متعددة للعرض. بوت مرصع بأحجار الراين أنيق - المصدر: Christian Louboutin وقد أضفت هذه التجربة متعددة الغرف لمسةً حيويةً مميزة على المجموعة، من خلال عروض حية قدمها حرفيون مهرة، بالإضافة إلى عرض راقص مصمم وتركيبات فنية مصممة خصيصًا لهذه المناسبة، ما يعكس التزام الدار بالحرفية والأناقة العصرية. حذاء أحمر أنيق من الجلد الطبيعي - المصدر: Christian Louboutin عرض الحرف اليدوية خلال أسبوع الموضة في باريس صناع وحرفيو دار Christian Louboutin استعرضوا مهاراتهم أمام الجماهير - المصدر: Christian Louboutin افتتح العرض في "صالون المعارك Salon des Batailles"، مقدمًا لمحة عن الإبداع الذي يميز كل حذاء، من خلال تقديم الحرفيين لتقنيات مميزة مثل "الباتينا" و"التزجيج"، اللذين يضفيان على مجموعة Chambeliss، عمقها ولمعانها المميزين. كما تم تقديم التطريز المعقد من قبل "دار ليساج Maison Lesage"، الذي يزين حذاءي Farfajour وFarfanuit محدودي الإصدار، حيث الفراشة المطرزة يدويًّا، التي تأتي بمثابة تكريم شاعري للتميز الحرفي. A dandy's life حذاء أنيق مزين بفراشة ملونة - المصدر: Christian Louboutin في "صالون النسور Salon des Aigles"، جسد أربعة فنانين دورة شعرية تحكي ٢٤ ساعة من حياة رجل أنيق، من خلال صور ظلية رئيسة من المجموعة، حيث يظهر الصباح مع حذاء Lord Chamb boots، ويأتي الليل مع حذاء O Louvre moccasin وحذاء Circus Booty Perla، وهما حذاءان مقطوعان بالليزر ومتعددا الأنسجة، ومزينان بعشرة آلاف قطعة من حجر الراين واللؤلؤ المطبق يدويًا، ليحاكيا نمط ياقة المهرج، ويحيط بالمسرح لوحتا عرض Vitrines l'Éclaté اللتان تُبرزان تصميم حذاءي Farfaman وFarfarock. خط أحذية Chambeliss حذاء مميز بدبوس فخم وأنيق - المصدر: Christian Louboutin احتل خط أحذية Chambeliss مكانة بارزة في "صالون ماري أنطوانيت Le salon de Marie-Antoinette"، إذ عُرض هناك على طاولة مستوحاة من لعبة البلياردو، حيث قدمت العلامة حذاء الديربي الأصلي مرورًا بإصداراته المتنوعة، بما في ذلك إصدارات Chambelimoc وChambelimonk وStrass. هذه القطع تجمع في كل تصميم بين الأناقة الخالدة والمقاس المثالي، بينما تتزين بدبوس معدني مميز، مستوحى من مجوهرات الياقات الرجالية. حذاء برقبة عالية عملي وأنيق - المصدر: Christian Louboutin ويتناغم كل حذاء مع دبوس Chambelink على ياقة القميص، بما في ذلك حذاء Chambelink Strass المرصع بأحجار الراين، ليجسد كل حذاء إعادة تفسير عصرية للرموز التقليدية.


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- مجلة سيدتي
الأناقة الإيطالية.. كيف وصلت إلينا؟
الموضةُ الإيطاليَّةُ ليست وليدةَ بيئتها، ولا يرتبطُ تأثيرها فقط بالحدودِ الجغرافيَّةِ لهذا البلدِ المتوسطي، فالموضةُ، هي الذاكرةُ الجماعيَّةُ للزمن، ولغةُ الشعوب، لذا تعكسُ القيمَ الاجتماعيَّة، كما أنها مرآةٌ لأسلوبِ حياةِ الناس، فما حكايةُ الريفييرا الإيطاليَّة؟ لقد تركت الموضةُ الإيطاليَّةُ تأثيراً كبيراً في العالمِ أجمع، وهي مرادفٌ للأناقةِ والرقي، وقد برزت بوصفها واحدةً من أعمدةِ الموضةِ العالميَّةِ بفضل حِرفيَّتها العريقة، وبراعتها في المزجِ بين الماضي، والحاضرِ، والتجدُّد بأسلوبٍ خاصٍّ. لِم تميزت الموضة الإيطالية عن غيرها؟ الموضة الإيطالية خليط من العراقة والحداثة ففي منتصف القرن التاسع عشر كانت إيطالبا مجموعة مدن دويلات ولم تكن بنفس تطور الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا، فكانت بريطايا السباقة في الاستغناء عن تطريز البدلات واعتماد القصات العسكرية للبدلة ومع ازدياد الطبقة الميسورة كثر الطلب على البدلات والتاييرات المنفذة بحسب الطلب ولكن هذه البلدان كانت تفتقر الى اليد العاملة والتطريز خاصة. مع نهاية الحرب العالمية الثانية برزت دور أزياء أمريكية مزجت الأسلوبين الفرنسي الراقي والأمريكي المريح. ففي حين ركز المصممون الأمريكيون على إطلاق مجموعات جاهزة أكثر بساطة لتلبية السوق الأمريكي، وحدهم المصممون الإيطاليون برعوا في مزج الطابع العملي بالرقي. في منتصف القرن العشرين كانت إيطاليا معروفة بتصاميم الأكسسوارات والقطع الجلدية ولديها تاريخ عريق في مجال الأحذية والنسيج تحديداً، وعرفت إيطاليا بتصميم المجوهرات منذ القرن الخامس عشر. وفي العام 1951 اسس رجل الأعمال جيوفان باتيستا Giovan Battista بالتعاون مع شريك له جيورجيني دار أزياء إيطالية تسلط الضوء على المواهب المحلية ومنها المصمم الفلورنسي إميليو بوتشي وأرسلت عينات من التصاميم الى سلسلة متاجر أمريكيةمثل ساكس فيفث أفنيو وبيرغدورف غودمان التي أعجبت بها وأرسلت ممثلين عنها لمعاينة المجموعات الكاملة وهكذا انتقلت الموضة الإيطالية الى الولايات المتحدة. اشتهرت الموضةُ الإيطاليَّةُ بنسيجِ الصوفِ المتين لدى علامةِ سيمونيتا Simonetta، وبالطبعاتِ الصارخةِ بألوانها عند ميسوني، وبوتشي، لكنَّ تاريخَ النسيجِ الإيطالي العريقِ أقدمُ من ذلك بكثيرٍ، ويعودُ بنا إلى البندقيَّةِ في القرنِ الـ 14، ويتجذَّرُ في الطبيعةِ المتوسطيَّةِ بدفء سكَّانها، وسحرِ مناظرها الخلَّابة، وعرفنا عبرها المخملَ في العشرينيَّاتِ حيث تفوَّقَ به المصمِّم ماريانو فورتوني Mariano Fortuny. كذلك بدأت إيطاليا عامَ 1300 بتصميمِ النظَّاراتِ الزجاجيَّةِ، ولو بشكلٍ بدائي، وقدَّمت المصانعُ في البلادِ أجودَ أنواعِ النسيجِ مثل نسيجِ Scarlati أي التويل Tweel، وهو نسيجٌ قطني قابلٌ للصبغ، واشتُهِرَ في القرنِ الـ 14، ونسيجِ المخملِ الميتاليكي اللامعِ الذي قُورِنَ بالحريرِ عند ابتكاره في القرنِ الـ 12، إضافةً إلى الجلدِ، والفرو في القرنِ العشرين، إذ بدأت دورٌ مثل تروساردي Trussardi، وفورلا Furlaفي استخدامِ الجلد بتصاميمهما، فيما ذاع صيتُ فندي في تصاميمِ الفرو خلال تلك الحقبة. هل تريد الاطلاع على وفي الربعِ الأخيرِ من القرنِ العشرين، تمكَّن المصمِّمون الإيطاليون من تطويرِ التصاميمِ دون المسِّ بطابعها الحِرفي، وبرزَ جيورجيو أرماني في أواخرِ السبعينيَّات، في حين تولَّت المصمِّمة ميوتشيا برادا Miuccia Prada تحديثَ الدارِ العائليَّة، وإطلاقِ خطِّ ملابسَ رياضيَّةٍ راقيةٍ، وصيحاتٍ، تحتفي بالمينيماليَّةِ في التسعينيَّات. بدوره، نجحَ توم فورد في تطويرِ صورةِ غوتشي، وإنعاشِ الدار، وإدخالِ روحِ الشبابِ إليها مستعيناً بمدنٍ مثل ميلانو، وتوسكانا بوصفها مراكزَ لإنتاجِ تصاميمِ الدار، وتعاونَ مع جمعيَّاتٍ مثل كاليجيري Caligheri لصباغةِ الجلدِ ومعالجته، واستوحى من الروحِ الإيطاليَّةِ الكامنةِ في روما، والبندقيَّة، وفلورنسا، فاشتدَّ تأثيرُ الموضةِ الإيطاليَّة على نبضِ الواقع، إذ استطاعت دون غيرها تلبيةَ تطلُّعاتِ الشبابِ مع الحفاظِ على رُقيِّها. من هن ملهمات الموضة الإيطالية؟ هن شخصيَّاتٌ أنثويَّةٌ جريئةٌ، لذا هن محبوباتٌ في العالمِ أجمع، ونختصرهن في عددٍ من الوجوه. صوفيا لورين من أجملِ نساءِ العالم. برزت Sophia Loren ممثِّلةً في فيلمِ «امرأتان» عامَ 1962، ولها في رصيدها أكثر من 100 فيلمٍ. أصبحت مصدرَ إلهامٍ للمصمِّمين في الخمسينيَّاتِ والستينيَّاتِ بفضلِ قوامها الذي يُحاكي الساعةَ الرمليَّة، ومن المؤثِّراتِ في عالمِ الموضة، لذا تسابقَ المصمِّمون في إلباسها على السجَّادةِ الحمراء، وفي أفلامها، كما استوحت دورٌ عالميَّةٌ تصاميمَ عدة منها مثل الكورسيهات، والفساتين التي تُركِّز على تحديدِ الخصر. مصوِّرةٌ إيطاليَّةٌ أرستقراطيَّةٌ، لُقِّبَت Marella Agnelli بالبجعةِ الأخيرة من قِبل النجم ترومان كابوت Truman Capote بسبب جمالها الساحر، وجاذبيَّتها. أنشأت عديداً من المتاحف، وصوَّرها المبدعُ أندي وارهول Andy Warhol، كما تعاونت مع دارِ فالنتينو Valentino لذوقها الرفيع، وأسلوبها المميَّز في مقاربةِ الموضةِ خلال الستينيَّاتِ والسبعينيَّات. كلوديا كاردينالي اشتركت الحسناءُ كلوديا كاردينالي Claudia Cardinale بمسابقةِ جمالٍ قبل أن تنتقلَ إلى عالمِ التمثيلِ في الستينيَّاتِ من خلال الفيلمِ الشهيرِ The Leopard للمخرجِ فيديريكو فيليني Federico Fellini، ثم فيلمِ The Pink Panther. عُرِفَت بقوامها الذي يشبه الساعةَ الرمليَّة، وبجاذبيَّتها الطاغية، وأيلاينر القطَّة، وغدت لاحقاً سفيرةً للدفاعِ عن حقوقِ المرأة لدى يونسكو. مونيكا بيلوتشي عارضةُ أزياءٍ قبل أن تصبحَ ممثِّلةً مشهورةً، وسفيرةً لدور ديور Dior، و دولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana، و كارتييه Cartier. أثبتت موهبتها في التمثيلِ عبر فيلمِ «مالينا»، وعملٍ يروي قِصَّةَ حياةِ السيِّد المسيح، واشتُهِرَت بشكلها الجميلِ، وبشرتها العاجيَّةِ التي تتناقضُ مع شعرها الأسود. جاكلين كينيدي أوناسيس صحيحٌ أنها ليست إيطاليَّةَ المنشأ، لكنَّها إيطاليَّةُ الهوى، خاصَّةً في اختيارِ وتنسيقِ ملابسها خلال الرحلاتِ البحريَّةِ التي كانت تقومُ بها مع زوجها، رجلِ الأعمالِ أرسطو أوناسيس Aristotle Onassis. اشتُهِرَت Jacqueline Kenedy Onassis بالتنانيرِ المميَّزة بألوانها وطبعاتها، وبالأسلوبِ المريحِ والراقي الذي يجمعُ بين الكلاسيكيَّةِ والعصريَّة، واستمدَّته من التصاميمِ والماركاتِ الإيطاليَّةِ التي كانت ترتديها. قد يهمك أيضاً الموضة وسحر المغرب العربي ..أرض الألوان أعمدة الموضة الإيطاليَّة أعمدةُ الموضةِ الإيطاليَّة، هم عمالقةٌ في التصميمِ والموضة. أسماؤهم قد تكون غابت اليوم عن الساحةِ، ولا يعرفهم الجيلُ الجديد، لكنَّ الموضةَ الإيطاليَّةَ تدين بوجودها لهم، إذ رفعوا عالياً اسمها، وحلَّقوا بعيداً بشعارِ «صُنِعَ في إيطاليا» بفضلِ بصيرتهم الفذَّة، وشجاعتهم في التعبيرِ عن الأسلوبِ الإيطالي بطريقةٍ لا تشبه غيرها مثل بصمةِ الأصابعِ تماماً. Mariuccia Mandelli (1925 – 2015) عرَّابةُ الموضةِ الإيطاليَّة، ومؤسِّسةُ ماركةِ كريزيا Krizia التي صمدت حتى الألفيَّةِ الجديدة، وعرفت رواجاً كبيراً في حقبتَي الستينيَّاتِ والسبعينيَّات. في بدايتها، لم تكن ماروتشيا مانديلي تُصمِّم لمنصَّاتِ العروض، وإنما تُنفِّذ تصاميمَ، وتبيعها بسيارتها للمتاجرِ الإيطاليَّةِ الأمرُ الذي لفتَ انتباه صحافيَّةٍ، فكتبت عن شجاعتها، وتفانيها، وتمكَّنت بعدها من تنظيمِ أوَّلِ عرضِ أزياءٍ لها. Elio Fiorucci (1935-2015) لاقت الدارُ التي أسَّسها شهرةً في الثمانينيَّات، وكان موهوباً في التصميم. امتلك والده متجراً للأزياءِ في ميلانو، وتمكَّن إيليو فيوروتشي من تحقيقِ نجاحٍ كبيرٍ عبر تصاميمَ منفَّذةٍ من الدنيم، واشتُهِرَ بابتكارِ الجينزِ المطاطي الأنثوي الضيِّق، والنظَّاراتِ الملوَّنة التي كان يُصمِّمها. كان يستوحي من أسفاره خاصَّةً من بريطانيا، إذ كانت تصميمه متأثِّرةً بالمصمِّمة ماري كانت Mary Quant، وتميَّز بأنه مصمِّمٌ مشاغبٌ، يشبه جان-بول غوتييه Jean-Paul Gaultier حيث خالفَ كلاسيكيَّةَ الموضةِ الإيطاليَّة، ليخرجَ بها في إطلالاتِ ستريت ستايل، تواكبُ نبضَ الواقعِ في حقبته. Gianfranco Ferré (1944 – 2007) مصمِّمٌ إيطالي، بلغَ جيانفرانكو فيري شهرةً واسعةً في الثمانينيَّاتِ والتسعينيَّات، وعُرِفَ بتصاميمه المستوحاةِ من فنِّ العمارةِ الإيطاليَّة. لُقِّبَ بمهندسِ الموضة، وعملَ مديراً إبداعياً لدارِ ديور من أواخرِ الثمانينيَّات حتى عامِ 1996 حيث عادَ إلى إيطاليا، وأشرفَ بنفسه على ماركته إلى أن توفي في 2007 عن عمرٍ يناهز الـ 62 عاماً. تمكَّن من حصدِ شعبيَّةٍ عالميَّةٍ لدى ديور Dior، واشتُهِرَ بالقمصانِ البيضاء التي كان يُصمِّمها بإتقانٍ مع أزرارٍ كبيرةٍ الأمرُ الذي أثارَ استهجانَ وسطِ الموضة في تلك الفترة التي لم تعتد على مصمِّمٍ أجنبي في دارٍ فرنسيَّةٍ. La Dolce Vita.. أسلوب الحياة الوردي نشأ مصطلحُ «لا دولتشي فيتا»، الذي يعني «الحياةَ الحلوة»، أو «الحياةَ الطيِّبة» في إيطاليا خلال فترةِ ما بعد الحرب، وتحديداً في خمسينيَّاتِ وستينيَّاتِ القرنِ الماضي، وارتبطَ على نطاقٍ واسعٍ بالفيلمِ الإيطالي الذي يحملُ الاسمَ نفسه، وأخرجه فيديريكو فيليني Federico Fellini عامَ 1960، وجسَّدَ روحَ تلك الحقبة. بعد الحربِ العالميَّةِ الثانية، شهدت إيطاليا فترةَ ازدهارٍ اقتصادي، ما أدى إلى تجدُّدِ الشعورِ بالتفاؤل، والرغبةِ في المتعةِ والتسلية. اتَّسمت هذه الفترةُ برفضِ القيمِ التقليديَّة، والتركيزِ على الحياةِ الممتعة، بما في ذلك السعي وراءَ الجمالِ، والفرح. والتقط فيلمُ فيليني «لا دولتشي فيتا» هذا التحوُّلَ الثقافي مستكشفاً موضوعاتِ الاغتراب، والسعي وراءَ المتعةِ في أجواءٍ ساحرةٍ، وإن كانت غامضةً من الناحيةِ الأخلاقيَّة. وأصبح الفيلمُ، ومفهومُ «الحياةِ الحلوة» راسخَين في الثقافةِ الشعبيَّة، كما أثَّرا في الموضةِ، والموسيقى، والأدب. يمكنك الاطلاع على تأثير الفن في الموضة والأساليب المتنوعة فيها الموضة الإيطالية والذكاء الاصطناعي لقد أدرك المصممون الإيطاليون أنه لا يريدون التنافس مع الذكاء الاصطناعي بل يودون الاستعانة به لتطوير أعمالهم. يتكل المصممون الإيطاليون على الذكاء الاصطناعي لمزج الحرفية اليدوية بالجماليات الفنية الحديثة لابتكار تصاميم متجددة تواكب السوق وتطلعات الجيل الجديد. يساعد الذكاء الاصطناعي في إطلاق موضة مستدامة عبر مساعدة المصممين على اختيار أقمشة ومواد صديقة للبيئة واتباع طرق لا تسبب التلوث. يساهم الذكاء الاصطناعي اليوم في تطوير تجربة التسوق ويقدم بيانات للعلامات الإيطالية حول سلوك الزبائن وخياراتهم في الموضة لضمان رضى العملاء وتفانيهم للماركة. ولكنه في لمقابل لا يستطيع إلغاء اللمسة الإبداعية للحرفيين فلكل فرد عامل بصمته المميزة في قص أو تطريز القماش ولكل فرد غرزة معينة لا يستطيع نسخها لأن العمل الفني خاصة في ملابس الكوتور تخضع لمزاج الشخص وحالته النفسية، ومدى تأثره بأعمال فنية أو تجارب سابقة في دور مختلفة. تابعي أيضًا كيف نكتسب ثقافة في الموضة؟ الموضة الإيطالية والمعايير الأخلاقية تتضمّن الموضةُ الأخلاقيَّةُ إنتاجَ القماشِ وصولاً إلى المبيعات، مع احترامِ البيئةِ والمشاركين في كلِّ مسارِ العمل. هو خيارٌ مسؤولٌ لحمايةِ المجتمعِ عن طريقِ العمل مع أفرادٍ، يلتزمون بمبادئ الموضةِ المسؤولة، ومعاييرِ الاستدامةِ للحدِّ من الأضرارِ على الكوكبِ الذي نعيش فيه. بهذا العالمِ المتحوِّل، تبرزُ علامةُ أوسكاليتو Oscalito بوصفها مثالاً للموضةِ الإيطاليَّةِ العصريَّة، فمنذ عامِ 1936، تختصُّ بتصميمِ الكنزاتِ من أليافٍ طبيعيَّةٍ، وتتَّخذ من مدينةِ توران مقراً لها، وتحافظُ على معاييرِ الجودةِ والاستدامةِ لتلبية متطلَّباتِ الموضةِ الملتزمة. يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط هذا الوعي جعلَ الموضةَ الإيطاليَّةَ أكثر حرصاً على الجودةِ، والعملِ الحِرفي المتقن الذي يدوم، لكنْ من أين أتت هذه الحِرفيَّةُ في التصميمِ والإنتاج؟ الحِرفيَّةُ تبدأ من تفصيلِ القماشِ، والتنفيذِ، وتشتملُ على التطريزِ المتوارثِ من جيلٍ إلى آخر. جودةُ التصميمِ المتقنِ في الخياطةِ والقصِّ، وتداخلُ القماش، والأقمشةُ الراقيةُ المستعملة في تصميمِ الأزياءِ الإيطاليَّةِ من حريرٍ خامٍ، وجلدٍ طبيعي مرنٍ، وقطنٍ عضوي جيِّد النوعيَّة. الحِرفيُّون الماهرون العاملون في مجالِ تصميمِ الملابس، والحريصون على تنفيذِ مهمَّتهم بدقَّةٍ في الخياطةِ للحفاظِ على الروحِ الإيطاليَّة، وعلى الطابعِ الأيوني العابرِ للزمن. غنى التصاميمِ الإيطاليَّةِ التي تشملُ الدورَ الكلاسيكيَّةَ العصريَّة مثل غوتشي Gucci، وفيراغامو Ferragamo، وبرادا Prada التي كانت حماةً للإبداعِ الإيطالي، لنصلَ إلى أسماءِ مصمِّمين جددٍ، ومواهبَ فتيَّةٍ، تُشكِّل معاً فسيفساءَ من الإبداعِ الفنِّي. وفي العقدِ الثاني من الألفيَّةِ الثالثة، تواجه الموضةُ الإيطاليَّةُ تحدِّياتٍ اقتصاديَّةً واجتماعيَّةً، لا سيما مع تقلُّباتِ الدور، وانضمامِ فيرساتشي Versace إلى مجموعةِ برادا Prada، وغوتشي Gucci إلى كيرينج Kering. إن انجذابَ الدولِ إلى الماركاتِ الإيطاليَّة موجةٌ، امتدَّت لتطالَ علاماتٍ عريقةً، منها بولغاري Bulgari، وفندي Fendi، ولورو بيانا Loro Piana، وإيميليو بوتشي Emilio Pucci، التي اندرجت تحت مظلَّةِ LVMH. واليوم، تمتلك ريتشموند Richmond علامةَ يوكس Yoox، فيما سلكت دورٌ أخرى مثل فالنتينو Valentino، وميسوني Missoni، وفيوروتشي Fiorucci طرقاً، تؤدي إلى الشرق بإدارةِ مستثمرين من اليابان، والصين، وقطر. هذه التطوُّراتُ، تكشفُ الأهميَّةَ الحيويَّةَ للماركاتِ الإيطاليَّة في الموضةِ والأسواقِ العالميَّة. وترتبطُ الموضةُ الإيطاليَّةُ بجيرانها مثل بريطانيا، وفرنسا، وقد تصدَّرت إيطاليا لائحة البلدانِ المُصنِّعة للملابسِ الجيِّدة، وهي واحدةٌ من عواصمِ الموضةِ الأربع التي تمتلك مشاغلَ للألبسةِ بمعاييرَ عالميَّةٍ على الرغمِ من صغرِ مساحتها، ومواردها الضئيلة، إذ تبقى مصانعها المرجعَ الأوَّلَ للجودة. واستطاعت البلادُ تجاوزَ محنةِ جائحة كورونا بكلِّ تبعاتها الاقتصاديَّةِ الصعبة، وبدأت تُلملم نفسها، وتستعيدُ قوَّتها.