
بعد مصادقة البرلمان على قانون.. النظام العسكري يقرر بيع ثروات البلاد المنهوبة للأجانب
في خطوة جديدة تؤكد ارتهان النظام العسكري الجزائري لأجندات خارجية، صادق برلمان الجنرالات على قانون مشبوه يفتح المجال على مصراعيه أمام الاستثمارات الأجنبية في قطاع الثروات المنجمية، أحد أهم القطاعات السيادية في البلاد، في خطوة وُصفت من معارضين بـ'الخيانة الاقتصادية' المقنّنة. الإجهاز على السيادة الوطنية للجزائر
القانون الذي تم تمريره بعيدًا عن أنظار الشعب، جاء ليجهز على ما تبقى من السيادة الوطنية، خصوصًا أنه أتى بعد سلسلة إشارات انبطاحية أطلقتها الدبلوماسية الجزائرية تجاه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عبّر عنها صراحة السفير صبري بوقادوم الذي لم يتردد في تقديم الثروات المعدنية الجزائرية على طبق من ذهب، في حواراته مع مجلات أمريكية متخصصة، واصفًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه 'يحب الصفقات'، في تعبير مهين عن استعداد النظام لبيع البلاد بثمن بخس.
هذه المؤشرات لم تمر مرور الكرام داخل الجزائر، حيث عبّرت عدة قوى سياسية معارضة، بينها حزب العمال والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجيل جديد، عن صدمتها من حجم التنازلات التي تضمّنها هذا القانون، محذّرة من أنه يسقط الطابع الاستراتيجي للثروات المنجمية، ويفتح الباب لتحكم أجنبي في مقدرات البلاد، خاصة بعد إسقاط قاعدة 51/49 التي كانت تحدّ من تغوّل الشركات الأجنبية.
سلطات النظام العسكري التي تسوّق هذا التفريط تحت شعار 'تنويع الاقتصاد'، لم تجد حرجًا في تسليم قطاع حساس على غرار المناجم، لجهات أجنبية بعضها من دول تُعرف بعدائها للمصالح الوطنية، في سياق تهافت مذل على جذب الاستثمارات بأي ثمن، حتى لو كان المقابل هو السيادة الوطنية نفسها. استغلال بشع لموارد الجزائر
ويتخوف مراقبون من أن يشكل هذا القانون المدخل الحقيقي لتفكيك ما تبقى من الرقابة على الثروات الوطنية، وفتح الباب أمام استغلال بشع للموارد، خصوصًا في مناطق مهمشة أصلاً، ستتحول إلى مسرح للتدمير البيئي ونهب الثروات، ما ينذر بموجات غضب اجتماعي قادمة.
وفي حين تصر الحكومة على تسويق القانون باعتباره 'إصلاحًا اقتصاديًا'، يكشف السياق الدبلوماسي الموازي عن أهداف أخرى خفية، أبرزها محاولة النظام شراء رضا واشنطن بعد سلسلة من مذكرات التفاهم المثيرة، إحداها في المجال العسكري، والأخرى مع شركة 'شيفرون' الأمريكية للتنقيب عن المحروقات البحرية، في إشارة واضحة إلى توجه الجزائر نحو تقديم ثرواتها كضمانة لاستمرار الحماية الدولية لنظامها المتآكل.
المعارضة، من جهتها، استنكرت تمرير القانون في غياب تام لأي نقاش شعبي أو برلماني جدي، ووصفت ما جرى بأنه 'قرار فوقي' ينسف كل الشعارات الجوفاء عن 'التنمية المستدامة' و'المشاركة الشعبية'، معتبرة أن النظام يكرس منطق الأمر الواقع على حساب مصالح الشعب.
في المجمل، يبدو أن النظام الجزائري اختار التضحية بمقدرات الأجيال المقبلة غير آبه بالكارثة الوطنية التي تلوح في الأفق، في مشهد يعكس إفلاسًا سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا غير مسبوق. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مراكش الآن
منذ 5 ساعات
- مراكش الآن
انتشار فيديو يحاكي اعتقال ترامب ونتنياهو في إيران على مواقع التواصل
تداول إيرانيون خلال الساعات الماضية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو تمثيليا، يُظهر شخصين بملامح تُحاكي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهما يُجبران على الصعود بالقوة إلى صندوق شاحنة صغيرة حمراء. وبينما انتشر المقطع إلى حد كبير، لم يصدر أي تصريح رسمي أو توضيح من الجهات الحكومية الإيرانية بشأن الجهة المنتجة أو الهدف. كن تحليلاً بصرياً لمحتوى الفيديو أوضح أن المشهد تم تصويره على الأرجح في محافظة مازندران شمال إيران، بالنظر إلى لوحة ترخيص السيارة والعناصر الطبيعية المحيطة. يذكر أن عبر حسابات على منصة 'إكس' نشرت الفيديو وتداولته عنها حسابات أخرى علة باقي المنصات وسط تفاعل كبير بين مستخدمين داخل وخارج إيران.


اليوم 24
منذ 11 ساعات
- اليوم 24
خبراء يحذرون من صعوبة توقع مآل سوق النفط جراء تهديد المخاطر الجيوسياسية للإمدادات
في ظل عدم استقرار الطلب على وقع سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية المتقل بة، وتهديد المخاطر الجيوسياسية للإمدادات، حذر خبراء ومحللون اقتصادية من صعوبة توقع مآل سوق النفط عالميا. ورجح الخبراء اتجاه سوق النفط نحو « فائض كبير » في إمدادات النفط اعتبارا من أكتوبر القادم. استمرارا لاستراتيجيتها لاستعادة حصتها السوقية، قامت كل من الرياض وموسكو وست دول أخرى منتجة للنفط في تحالف أوبك بلاس كما تتوقع الأسواق، بزيادة حصصها مرة أخرى خلال اجتماع عقد الأحد لإكمال حلقة بدأت في أبريل. وذكر بيان أوبك أن وزراء الطاقة الثمانية قرروا « تعديل الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يوميا في أيلول/سبتمبر 2025 مقارنة بمستوى الإنتاج المطلوب في آب/أغسطس ». وفي مسعى لرفع الأسعار، اتفقت مجموعة أوبك بلاس الأوسع التي تضم أعضاء « منظمة البلدان المصدرة للنفط » (أوبك) والدول الحليفة لها، في السنوات الأخيرة على خفض الإنتاج على ثلاث دفعات وصل مجموعها إلى حوالى ستة ملايين برميل يوميا. وبحسب المحلل لدى « يو بي إس » جوفاني ستاونوفو، فإن « زيادة الحصص (المتوقعة) أخذت في الحسبان إلى حد كبير » إذ يتوقع أن يبقى سعر خام برنت المرجعي العالمي قريبا من مستوياته الحالية البالغة 70 دولارا للبرميل بعد قرار الأحد. ومع الزيادة المعلنة، تمثل أوبك بلاس العودة الكاملة لهذه الشريحة – بالإضافة إلى 300 ألف برميل يوميا تم منحها خصيصا للإمارات – قبل عام من الموعد المقرر أصلا. لكن ما زالت الاستراتيجية التي تنوي المجموعة تبنيها بعد اجتماع الأحد غير واضحة. ورجح المحلل لدى « آي إن جي » وارن باترسن أن تعل ق « مجموعة الدول الثماني الراغبة » « زيادة الإمدادات بعد سبتمبر ». وصمدت أسعار الخام بشكل فاق توقعات معظم المحللين منذ بدء الزيادات في الإنتاج. ويعزو محللون الأمر خصوصا إلى ازدياد الطلب تقليديا خلال الصيف وعلاوات المخاطر الجيوسياسية الكبيرة التي باتت جزءا من الأسعار، خصوصا منذ الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي استمرت 12 يوما. كما إن الزيادات الفعلية في الإنتاج في الفترة بين مارس ويونيو كانت أقل من الزيادة في الحصص خلال الفترة ذاتها، بحسب ما أفاد ستاونوفو نقلا عن مصادر في أوبك. وقال المحلل لدى « بي في إم » تاماس فارغا لفرانس برس إن تحالف « أوبك بلاس يحاول الموازنة بين استعادة حصته السوقية وعدم التسبب بتهاوي أسعار النفط » الذي من شأنه أن يخفض أرباحه. وتعتمد السعودية التي تعد العضو الأكثر ثقلا ضمن المجموعة، على عائدات النفط بشكل كبير لتمويل خطتها الطموحة الرامية لتنويع الاقتصاد. ومن المقرر أن تتم مناقشة استئناف خفض الإنتاج إلى حوالى 3,7 ملايين برميل يوميا أثناء اجتماع أوبك بلاس الوزاري المقبل في نوفمبر. كن أوبك قالت إن الدول الثماني « ستجتمع في السابع من سبتمبر 2025 ». وفي آخر تطور أواخر يوليوز، أمهل ترامب موسكو عشرة أيام لإنهاء حرب أوكرانيا، مهددا إياها بعقوبات إذا لم تفعل. وقال « سنفرض رسوما جمركية وغير ذلك ». وسبق لترامب أن لمح إلى إمكان فرض رسوم غير مباشرة نسبتها 100 في المئة على البلدان التي تواصل شراء المنتجات الروسية، خصوصا المحروقات، بهدف تجفيف عائدات موسكو. واستهدف تحديدا الهند، ثاني أكبر مستورد للنفط الروسي التي اشترت حوالى 1,6 مليون برميل منذ مطلع العام. وقد تدفع التطورات أوبك بلاس إلى اتخاذ قرارات إضافية بشأن سياساتها. لكن « أوبك بلاس لن تتحرك إلا في مواجهة اضطرابات فعلية في الإمدادات »، لا في مواجهة زيادات الأسعار المرتبطة بعلاوات المخاطر، بحسب ستاونوفو.


بلبريس
منذ 11 ساعات
- بلبريس
الشيات يبرز أبعاد ودلالات رسالة ترامب إلى الملك
تتجاوز رسالة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الموجهة بمناسبة عيد العرش، حدود المجاملة الدبلوماسية لتؤسس لبيان سياسي راسخ، يعيد تأكيد القناعة الأمريكية الثابتة بمغربية الصحراء كحقيقة نهائية لا تقبل الجدال. إن استخدام عبارة 'الأساس الوحيد لتسوية عادلة ودائمة' يمثل بحد ذاته إعلانا دبلوماسيا قويا، يغلق الباب بشكل نهائي أمام أي مقترحات موازية أو مناورات تتجاهل سيادة المغرب ومبادرته للحكم الذاتي التي قدمها بواقعية ومسؤولية. إن هذا الثبات في الموقف الأمريكي يدحض بشكل قاطع آمال الذين راهنوا طويلا على أن تعاقب الإدارات في البيت الأبيض قد يؤدي إلى تراجع أو تغيير في مسار الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. لقد بات واضحا اليوم أن هذا الاعتراف أصبح مكونا محوريا وثابتا في الاستراتيجية الأمريكية، نظرا لأنه يخدم بشكل مباشر معادلة المصالح والاستقرار في منطقة حيوية، حيث تعي واشنطن تماما أن المغرب يمثل الشريك الأكثر جدارة والكفيل الوحيد بضمان التوازن الحقيقي في الفضاء المغاربي وامتداداته نحو الساحل والصحراء. قراءة في عمق الموقف الأمريكي وفي تحليله لهذه الرسالة، يقدم الخبير في العلاقات الدولية، خالد الشيات، في تصريح لجريدة بلبريس، قراءة معمقة تضع النقاط على الحروف، حيث يوضح أن رسالة ترامب 'أكدت المؤكد ووضعت صيغة نهائية لرؤية الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب لحل النزاع في الصحراء'. ويفصل الشيات رؤيته قائلا: 'هناك محددات أساسية، أولا، أنه ينطلق من اعتبار أن مقترح الحكم الذاتي هو جدي ذا مصداقية وواقعي، وهذه هي الصفات الثلاثة التي يكررها المغرب دائما في تسويقه لمفهوم الحكم الذاتي'. ويضيف أن الموقف الأمريكي 'يحدد الإطار العملي والتطبيقي الذي هو أنه سيكون هو الحل الوحيد لإنهاء هذا النزاع، أو الإطار الوحيد للحل. يعني أن المفاوضات لن تكون في إطارات متعددة، إطارها الوحيد هو أن تكون في إطار الحكم الذاتي. أعتقد أن هذا التأطير هو تأطير موضوعي بالنسبة للإدارة الأمريكية'. يشير الخبير ذاته إلى أن هذا الموقف السياسي ليس معزولا، بل هو انعكاس لتحالف أعمق، يشير إلى معطيات أخرى تجمع المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما في مستويات التعاون، سواء الاقتصادي أو التجاري أو الأمني، وهي أمور مهمة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية. وهنا يمكن أن نقرأ بأن بالنسبة للمغرب والولايات المتحدة الأمريكية، المغرب هو شريك استراتيجي، مضمون وتاريخي'. ويختتم الشيات تحليله بالتأكيد على البعد الاستراتيجي لهذه العلاقة في مقابل المحاولات الأخرى، قائلا: 'وهذا أمر أعتقد أنه مهم بالنسبة للطرح اليوم على المستوى الاستراتيجي، لأن ما يطرح اليوم هو نوع من علاقات ظرفية أو ذات زمن محدود وذات النفعية العالية، التي تقترحها الجزائر، خاصة فيما يرتبط بقضية الطاقة، الغاز والبترول. إذن تأكيد الولايات المتحدة أن علاقاتها هي علاقات تبنى في إطار استراتيجي، يعني قريب، متوسط وبعيد المدى، هو أمر مهم جدا لقراءته في هذه المنطقة، ولفهم التوجهات المستقبلية على مستوى الحل النهائي لقضية الصحراء المغربية'.