مستشار رئيس المجلس الرئاسي يعزي الرئيس البيض في وفاة شقيقه
وقال المفلحي: "إننا إذ نشاطركم الحزن في هذا الفقد الأليم، نتضرع إلى المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 8 ساعات
- 24 القاهرة
الاتحاد قوة موضوعًا لخطبة الجمعة في المساجد
حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم، بعنوان الاتحاد قوة على أن يكون الوقت المحدد لإلقاء الخطبة هو خمس عشرة دقيقة للخطبة الأولى والثانية معا. وأوضحت وزارة الأوقاف، نص خطبة الجمعة اليوم للتسهيل على الأئمة والخطباء في تحضيرها، وهو كالآتي: نص خطبة الجمعة الحمد لله الذي ألف بين قلوب المؤمنين فأصبحوا بنعمته إخوانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حذر من التفريق والعدوان، ووعد المعتصمين بحبله فضلًا منه ورضوانًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، الذي بنى أمة كانت بالاتحاد خير الأمم بنيانًا، وبالتآخي أصفاها وجدانا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا ما تعاقب الزمان والمكان، أما بعد: فإن للكون سننا لا تتبدل، وقوانين لا تتغير، ومن أثبت هذه السنن وأوضحها بيانًا، وأصدقها برهانًا، أن الاجتماع قوة والافتراق هوان، وأن الوحدة صرح يعلو به البنيان، والفرقة صدع يوهي الأركان، فما اجتمعت قطرات المطر إلا شكلت سيلًا جارفًا، ولا تلاقت ذرات الرمل إلا وصنعت جبلًا راسخًا، ولا تضامت أيدي المؤمنين إلا بنت مجدًا شامخًا، بل إن الجناب المعظم صلى الله عليه وسلم يرتقي بالصورة إلى مستوى الجسد الواحد الذي ينبض بحياة واحدة، فيقول صلوات ربي وسلامه عليه: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». أيها الكرام، أي مشاعر تلك التي تجعل من ألم فرد في أقصى الأرض، حمى وسهرًا لأخيه في أدناها، إنها الأخوة الحقة التي لا تعرف نزاعات عرقية، ولا فروقًا مذهبية، ولا جماعات تكفيرية، ولا قبائل متناحرة، ولا أحقاد متوارثة، ولا أهواء متصارعة، جمعهم تشبيك الأصابع النبوية، واللسان النبوي يسرد هذا المعنى الأدبي الرفيع في صورة حسية بليغة، فيقول: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا». أيها النبلاء هل يقوم بنيان على أعمدة متنافرة؟ وهل تصمد جدران من لبنات متباعدة؟ إنما القوة في التماسك، والمتانة في التلاحم، كل فرد في الأمة لبنة، لا غنى عنها، ولا يكتمل الصرح إلا بها، فلم يكن هذا الاتحاد خيارًا يترك، أو فضيلة يستحب فعلها، بل كان أمرًا إلهيًا صارما، وواجبًا شرعيًا لازمًا، وحاديك هذا البيان الإلهي: {وٱعۡتصموا بحبۡل ٱلله جميعٗا ولا تفرقواۚ وٱذۡكروا نعۡمت ٱلله عليۡكمۡ إذۡ كنتمۡ أعۡدآءٗ فألف بيۡن قلوبكمۡ فأصۡبحۡتم بنعۡمتهۦٓ إخۡوٰنٗا} [آل عمران: ١٠٣]، فهذا هو مناط قوة الأمة، وسر المنعة، فمن كان يتخيل أن تتحول العداوة إلى إخاء، والتناحر إلى تراحم، إن السر في تلك الجملة {فأصۡبحۡتم بنعۡمتهۦٓ إخۡوٰنٗا}. أيها الكرام، كونوا جميعًا كما أراد لكم ربكم، بنيانًا مرصوصًا، وجسدًا واحدًا، ليعطف غنيكم على فقيركم، وليرحم قويكم ضعيفكم، وليتجاوز محسنكم عن مسيئكم، فاحذروا من أسباب الفرقة مثل: التعصب للرأي، والانتصار للنفس، واتباع الهوى، والغرق في الجزئيات على حساب الكليات؛ ففي الاتحاد قوة الحياة، وفي التفرق الضعف المميت، فتلامسوا حال مدينة سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- الفاضلة كيف كانت مجمع الفرقاء، ومأوى الأحباب، وتذكروا هذا النهي الإلهي {ولا تنٰزعوا فتفۡشلوا وتذۡهب ريحكمۡۖ وٱصۡبروٓاۚ إن ٱلله مع ٱلصٰبرين}، وتأملوا في هذا الربط الدقيق: "تنازعوا"، فتكون النتيجة الحتمية "تفشلوا"، والأدهى من ذلك "وتذهب ريحكم"، تذهب قوتكم وهيبتكم ومنعتكم، فتصبحوا غثاء كغثاء السيل، فهذا هو موطن الداء: الفرقة


الأسبوع
منذ 10 ساعات
- الأسبوع
نَص خطبة الجمعة اليوم الجمعة 18 يوليو 2025.. «الاتحاد قوة»
خطبة الجمعة فرحة بكري نص خطبة الجمعة.. حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة 18 يوليو 2025، بعنوان «الاتحاد قوة»، موضحاً أن الهدف منها هو تعزيز قيم الوحدة والتآلف بين المسلمين، مع التحذير من مخاطر الفرقة التي تؤدي إلى الضعف والانقسام داخل المجتمع. وتوفر «الأسبوع»، لزوارها ومتابعيها كل ما يخص نص خطبة الجمعة، وذلك من خلال خدمة إخبارية شاملة يقدمها الموقع على مدار اليوم من خلال السطور التالية: نص خطبة الجمعة الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) سورة آل عمران (103). وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقدره العظيم. أيها المسلمون، فمنذ سطع نور الدعوة المحمدية، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يؤكد، ويؤسس لهذا المبدأ العظيم، وهو أن قوة أي أمة من الأمم تكمن في وحدتها، وتماسك أبنائها، وبعدهم التام عن كل ما يفرق شملهم، ويمزق وحدتهم، ويضعف قوتهم. أيها المسلمون، إن المتأمل لكتاب الله يجد آيات كثيرة في القرآن الكريم تدعونا الى الاتحاد والبعد عن التفرق والتشرذم الذى يضعف أي أمة من الأمم، قال تعالى: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) سورة آل عمران (103)، وقال تعالى أيضاً ((وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) سورة آل عمران (105). وقال أيضاً: ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )) سورة الأنعام (159)، وقال: ((مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)) سورة الروم (32)، وقال أيضاً: ((إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلَّذِینَ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِهِۦ صَفࣰّا كَأَنَّهُم بُنۡیَـٰنࣱ مَّرۡصُوصࣱ)). أيها المسلمون، انظروا إلى الصورة الراقية التي رسمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وبين ما ينبغي أن تكون عليه أمته صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ))، وفى الصحيحين أيضاً، من حديث أبي موسى الأشعري أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بيْنَ أَصابِعِهِ))، بل قمة العظمة تتجسد في شخص حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو يريد أن يعطينا أدلة وبراهين ساطعة، ومعبرة عن وحدة الأمة، حتى لو لم تتكلم بلسان، فمظهر الناس وهم يؤدون فريضة الحج على سبيل المثال، ترجمة حقيقية لوحدة الأمة، فالجميع في ساحة واحدة، يدعون ربا واحداً، في لباس واحد، بهتاف واحد، تكاد الأرض تهتز من تحت أقدامهم، من تماسكهم ووحدتهم. كذلك الصلاة شعيرة من شعائر الله تترجم معنى واضحاً، لوحدة الأمة، فقد أخرج الشيخان من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخالِفَنَّ اللَّهُ بيْنَ وُجُوهِكُمْ)، وهكذا ينبغي أن نكون لحمة واحدة متكاتفين متعاونين فيما بيننا، فعند أبى داوود وغيره بإسناد حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمنُ مرآةُ المؤمنِ والمؤمنُ أخو المؤمنِ يَكفُّ عنهُ ضيعتَه ويحوطُه من ورائِهِ)). أيها المسلمون، إن التناحر والصراعات بين أبناء الأمة الواحدة، هو العدو الأول لهذه الأمة، وإن تنقية الأجواء والصفاء ووحدة الصف هي صمام الأمان للأمة، ولذلك انظر إلى معلم البشرية صلى الله عليه وسلم، ومنذ أول وهلة وهو يؤسس لدولته في المدينة المنورة، بأبي هو وأمي قبل أن يبنى بيتاً واحداً في المدينة، كان مشغولاً صلى الله عليه وسلم، ببناء جسد الأمة ووحدة الصف بين المهاجرين والأنصار، وقد حقق الله له ما تمنى، فألف بين قلوبهم، ووحد كلمتهم وصفهم، قال تعالى ((وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) سورة الأنفال (63 ). الخطبة الثانية أيها المسلمون، لا شك أن في اتحادنا قوة وفى تفرقنا ضعف وذلة وانكسار، لا شك أننا كلما كنا يدًا واحدة، صفًا واحدًا كلما هابتنا الأمم، ولكن حين نفترق ونختلف فيما بيننا، نكون عرضة ليتجرأ علينا القاصي والداني. ليكن لنا أسوة وعبرة بالرجل العربي الذي أراد أن يعلم أولاده درسًا عمليًا، حين أراد أن يعلمهم أن القوة تكمن في الاتحاد، وأن الضعف في التفرق والتشرذم. وذلك حين اعطى لكل واحد من أولاده عودًا من شجر ليكسره، فكسروه بسهولة ويسر، ولكن حين جمع بعضًا من الأعواد في حزمة واحدة وأعطاها لهم، لم يستطيعوا كسرها. ولله در القائل: كونوا جميعًا يا بنيَّ إِذا اعترى، خطبٌ ولا تتفرقوا آحادا، تأبى الرماحُ إِذا اجتمعْنَ تكسرًا، وإِذا افترقْنَ تكسرتْ أفرادا. اللهم وحد صفنا واجمع كلمتنا، واحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء.


الدستور
منذ 12 ساعات
- الدستور
"الاتحاد قوة".. موضوع خطبة الجمعة اليوم 18 يوليو 2025
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 18 يوليو 2025 الموافق 23 محرم 1447، بعنوان: "الاتحاد قوة". وأكدت وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية. نص خطبة الجمعة اليوم 18 يوليو 2025 الاتحاد قوة الحمد لله الذي ألف بين قلوب المؤمنين فأصبحوا بنعمته إخوانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حذر من التفريق والعدوان، ووعد المعتصمين بحبله فضلا منه ورضوانا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، الذي بنى أمة كانت بالاتحاد خير الأمم بنيانا، وبالتآخي أصفاها وجدانا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ما تعاقب الزمان والمكان، أما بعد: فإن للكون سننا لا تتبدل، وقوانين لا تتغير، ومن أثبت هذه السنن وأوضحها بيانا، وأصدقها برهانا، أن الاجتماع قوة والافتراق هوان، وأن الوحدة صرح يعلو به البنيان، والفرقة صدع يوهي الأركان، فما اجتمعت قطرات المطر إلا شكلت سيلا جارفا، ولا تلاقت ذرات الرمل إلا وصنعت جبلا راسخا، ولا تضامت أيدي المؤمنين إلا بنت مجدا شامخا، بل إن الجناب المعظم صلى الله عليه وسلم يرتقي بالصورة إلى مستوى الجسد الواحد الذي ينبض بحياة واحدة، فيقول صلوات ربي وسلامه عليه: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». أيها الكرام، أي مشاعر تلك التي تجعل من ألم فرد في أقصى الأرض، حمى وسهرا لأخيه في أدناها، إنها الأخوة الحقة التي لا تعرف نزاعات عرقية، ولا فروقا مذهبية، ولا جماعات تكفيرية، ولا قبائل متناحرة، ولا أحقاد متوارثة، ولا أهواء متصارعة، جمعهم تشبيك الأصابع النبوية، واللسان النبوي يسرد هذا المعنى الأدبي الرفيع في صورة حسية بليغة، فيقول: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا». أيها النبلاء هل يقوم بنيان على أعمدة متنافرة؟ وهل تصمد جدران من لبنات متباعدة؟ إنما القوة في التماسك، والمتانة في التلاحم، كل فرد في الأمة لبنة، لا غنى عنها، ولا يكتمل الصرح إلا بها، فلم يكن هذا الاتحاد خيارا يترك، أو فضيلة يستحب فعلها، بل كان أمرا إلهيا صارما، وواجبا شرعيا لازما، وحاديك هذا البيان الإلهي: {وٱعۡتصموا بحبۡل ٱلله جميعٗا ولا تفرقواۚ وٱذۡكروا نعۡمت ٱلله عليۡكمۡ إذۡ كنتمۡ أعۡدآءٗ فألف بيۡن قلوبكمۡ فأصۡبحۡتم بنعۡمتهۦٓ إخۡوٰنٗا} [آل عمران: ١٠٣]، فهذا هو مناط قوة الأمة، وسر المنعة، فمن كان يتخيل أن تتحول العداوة إلى إخاء، والتناحر إلى تراحم، إن السر في تلك الجملة {فأصۡبحۡتم بنعۡمتهۦٓ إخۡوٰنٗا}. أيها الكرام، كونوا جميعا كما أراد لكم ربكم، بنيانا مرصوصا، وجسدا واحدا، ليعطف غنيكم على فقيركم، وليرحم قويكم ضعيفكم، وليتجاوز محسنكم عن مسيئكم، فاحذروا من أسباب الفرقة مثل: التعصب للرأي، والانتصار للنفس، واتباع الهوى، والغرق في الجزئيات على حساب الكليات؛ ففي الاتحاد قوة الحياة، وفي التفرق الضعف المميت، فتلامسوا حال مدينة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الفاضلة كيف كانت مجمع الفرقاء، ومأوى الأحباب، وتذكروا هذا النهي الإلهي {ولا تنٰزعوا فتفۡشلوا وتذۡهب ريحكمۡۖ وٱصۡبروٓاۚ إن ٱلله مع ٱلصٰبرين}، وتأملوا في هذا الربط الدقيق: "تنازعوا"، فتكون النتيجة الحتمية "تفشلوا"، والأدهى من ذلك "وتذهب ريحكم"، تذهب قوتكم وهيبتكم ومنعتكم، فتصبحوا غثاء كغثاء السيل، فهذا هو موطن الداء: الفرقة، وما أحكم قول الشاعر الحكيم الذي لخص هذه السنة الكونية في أبيات خالدة، فقال: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا * وإذا افترقن تكسرت آحادا ***** الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن العنف الأسري، تلك الآفة المدمرة، التي تتسلل خلسة إلى البيوت، لتزرع بذور الشقاق، وتغرس أشواك البغضاء، وتحول السكن إلى جحيم، والمودة إلى عداء، والرحمة إلى قسوة، وتمزق النسيج الاجتماعي، وتهدم الثقة، وتورث الخوف والقلق، وتنشئ أجيالا مشوهة نفسيا، قد تحمل بذور العنف لتزرعها في أجيال قادمة، وقد غاب عنها هذا المنهج الرباني المتشبع بالحب والمودة، قال تعالى: {ومنۡ ءايٰتهۦٓ أنۡ خلق لكم منۡ أنفسكمۡ أزۡوٰجٗا لتسۡكنوٓا إليۡها وجعل بيۡنكم مودةٗ ورحۡمةۚ إن في ذٰلك لأٓيٰتٖ لقوۡمٖ يتفكرون} [الروم: ٢١]. عباد الله، إن العنف الأسري يتجلى في صور متعددة، لا تقتصر على الضرب والإيذاء الجسدي فحسب، بل يمتد ليشمل الإيذاء اللفظي بالسب والشتم والتهديد، والإيذاء النفسي بالإهمال والتهميش والتحقير، والإيذاء الاقتصادي بالحرمان والتضييق، كل هذه الصور وجوه أخر للعنف، لا تقل خطورة عن العنف الجسدي، بل قد تكون أشد فتكا بالنفس، وأعمق جرحا للروح؛ فديننا الحنيف دين الرحمة والعدل والإحسان، قد حذر أشد التحذير من العنف بشتى صوره، فكيف بالعنف داخل الأسرة الواحدة؟ لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، فنعمت تلك الخيرية. اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واجعل بيوتنا واحات أمن وسلام ومحبة. آمين.