logo
أردوغان يعلن النصر

أردوغان يعلن النصر

خبرنيمنذ يوم واحد
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، أن بلاده حققت "النصر" بعد خطوة رمزية تمثلت في إلقاء مقاتلي حزب العمال الكردستاني (PKK) أسلحتهم. خبرني - وفي تصريحاته، قال أردوغان: "لقد انتصرت تركيا، انتصر ستة وثمانون مليون مواطن"، مضيفاً: "نحن نعرف ما نقوم به، فلا داعي للقلق أو التساؤل. كل ما نفعله هو من أجل تركيا ومستقبلها".
وجرت عملية تسليم السلاح، يوم الجمعة، في إقليم كردستان العراق، في خطوة وُصفت بأنها محطة مفصلية في مسار تحول حزب العمال الكردستاني من العمل المسلح إلى الانخراط في الحياة السياسية والديمقراطية.
وأفادت وكالة الأناضول أن أردوغان، أعرب عن أمله بأن تمثّل خطوة تخلي الحزب عن السلاح بداية جديدة نحو تحقيق هدف "تركيا خالية من الإرهاب".
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي خلال اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة، حيث تحدث عن بدء الحزب عملية إلقاء السلاح، بحسب الوكالة.
وأكد أردوغان خلال كلمته أن بلاده ستصبح "أقوى وأكثر ثقة بنفسها من ذي قبل مع انتهاء الإرهاب".
كما نقلت الأناضول عن أردوغان قوله في منشور عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي: "نسأل الله أن يوفقنا لتحقيق أهدافنا لضمان أمن وطننا وطمأنينة شعبنا، وإرساء السلام الدائم في منطقتنا".
خطوة "تاريخية"
وكانت مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني قد أقدمت على خطوة وصفتها بـ"التاريخية" لإلقاء السلاح، "إيذاناً بإنهاء النشاط المسلح"، وضمن عملية يبدأ فيها الحزب حقبة جديدة ترتكز على "استخدام السياسة الديمقراطية للدفاع عن حقوق الأقلية الكردية"، بعد حرب مع السلطات التركية دامت واحداً وأربعين عاماً.
وفي الخطوة التي وصفت أيضاً بـ"الرمزية"، أقيم حفل في كهف في جبال كردستان العراق، شهد قيام ثلاثين مقاتلاً كردياً بتدمير عدد من الأسلحة، في مكان لم يُكشف عنه لأسباب أمنية.
ووفقاً لما نقلته وسائل إعلام عراقية، فإن المجموعة المسماة بمقاتلي الحرية قالت إن تسليم السلاح جاء استجابة لنداء أطلقه - قبل نحو شهرين - زعيم الحزب عبد الله أوجلان، السجين منذ عام 1999.
وطالبت المجموعة بالحرية لأوجلان وإيجاد حل سياسي للقضية الكردية، نقلت رويترز عن مسؤول تركي كبير قوله إن تسليم الأسلحة هو جزء من المرحلة الثالثة من خمس مراحل في عملية السلام الأوسع، والتي تُركز على نزع سلاح حزب العمال الكردستاني وحلّه.
وبينما لم يتضح بعد ماذا ستقدم أنقرة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني مقابل تخليهم عن سلاحهم، نتساءل بالتالي عن الموقف الحالي لكل طرف، وأبرز السيناريوهات المتوقعة في المستقبل؟
إلقاء "رمزيّ" للسلاح
في المقطع المسجل في يونيو/حزيران الماضي، لفت أوجلان إلى أنه حالياً "يُجرى تشكيل لجنة داخل البرلمان التركي من أجل نزع السلاح بشكل طوعي وفي إطار قانوني، وهذا أمر بالغ الأهمية. ومن الضروري أن تكون الخطوات المتخذة حساسة وبعيدة عن المنطق الضيق".
وتابع الرجل البالغ 76 عاماً، "أرى في هذه الخطوة بادرة حسن نية وأؤمن بها. ويكمن إيماني بالسياسة وسلام المجتمع لا بالسلاح، أدعوكم لتطبيق هذا المبدأ".
وظهر أوجلان، جالساً بقميص رمليّ "باللون البيج" وأمامه كوب من الماء على طاولة، وبدا وكأنه يقرأ من نص مكتوبٍ في الفيديو الذي تبلغ مدته سبع دقائق، وهو أول تسجيل علنيّ مصوَّر له أو لصوته منذ اعتقاله.
وكان يجلس بجانبه ستة آخرون من أعضاء حزب العمال المسجونين، وجميعهم ينظرون مباشرة إلى الكاميرا.
ورأى مدير المركز الكردي للدراسات، نواف خليل، أن توقيت دعوة أوجلان "ليس مفاجئاً" بل "مرتبط بمجمل التطورات التي حدثت في الشرق الأوسط وتحديداً بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ووصول ترامب والحديث الواضح عن شرق أوسط جديد".
وأضاف في حديثه لبي بي سي، أن القيادة التركية "وصلت إلى قناعة عن عملية الإنكار التي طالت الأكراد منذ التوقيع على معاهدة لوزان 1923، بأنها لم تعد مجدية".
وأشار خليل إلى أن قرار حل حزب العمل "اتُخِذ بالإجماع"، لافتاً إلى أنه "سيؤدي إلى تقوية مسار السلام وصولاً إلى حل القضية الكردية".
ورأى أن حزب العمال "سيكون ملتزماً" بقراره وهو "أوفى بكل تعهداته وبشكل قاطع وواضح" على حد وصفه، لكنه قال إن "أي إخلال من الدولة التركية" بالاتفاق "سيكون سلبياً وستعاد المسألة إلى نقطة صفر وهذا لا يصب في مصلحة الطرفين".
لكن المحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو، رأى أن تعهد حزب العمال بإلقاء سلاحه "ليس المأمول فقط" بل "المأمول والمطلوب أن يكون هناك جدية وحسن النوايا في تنفيذ ما تم التعهد به، التعهد شيء وتنفيذه شيء آخر".
وقال أوغلو لبي بي سي، إن الحكومة التركية "تنتظر ألا يكون إلقاء السلاح صورياً وأن يكون تعهداً حقيقياً ومضموناً فعلياً وليس لفئة معينة وبسيطة"، موضحاً: "يجب أن يكون شمولياً ولا يقتصر فقط على حزب العمال الكردستاني في تركيا بل يشمل أذرعه في شمال العراق وسوريا".
أوغلو تحدث عن "تحديات" تقف أمام إتمام عملية السلام بين حزب العمال والحكومة التركية، مشيراً إلى "وجود فرق وأذرع في حزب العمال ما تزال مترددة في تنفيذ هذا الاتفاق" لكن أوجلان "الشخص الوحيد الذي يستطيع إقناع هذه الفصائل بضرورة الالتزام وتنفيذ الاتفاق"، على حد تعبيره.
رأى أن هناك "مماطلة" من حزب العمال وفروعه في تنفيذ الاتفاق وهو ما "يشكل تحدياً آخر" ما يجعل الحكومة التركية "منزعجة وتشكك في صدق هذه النوايا"، وقال أوغلو إن "الإسراع في تنفيذ الاتفاق هو من أهم المطالب التركية".
وإذا نفّذ الاتفاق على الأرض "ستتعهد تركيا بإيقاف العمليات العسكرية ضد الحزب خصوصاً في شمال العراق"، وفق أوغلو، وأوضح أن أنقرة "حريصة على تنفيذ التزاماتها في هذه المرحلة لأنها تريد أن تصل إلى ما يسمى دولة خالية من الإرهاب".
وقال إن تركيا "الضامن الحقيقي لتحقيق السلام"، لافتاً إلى أنه بالنسبة لتركيا "لا يزال هناك يد على الزناد لكن هناك يد ممدودة على الطاولة".
ورأى خليل، أن عملية إلقاء السلاح ستكون "رمزية"، على أن يعمل البرلمان التركي بعدها لـ"تهيئة الأرضية القانونية والأجواء، وصولاً إلى وضع السلاح بشكل كامل" من قبل الحزب.
في غضون ذلك، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده لن تسمح بأي محاولة لتخريب عملية تخلي حزب العمال عن سلاحه، معرباً عن أمله في إتمام العملية في أقرب وقت ممكن.
وفي حديثه أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، قال أردوغان إنه من المتوقع حدوث تطورات إيجابية في الأيام المقبلة.
أوجلان شدد في الشريط المصور، على أن "حزب العمال الكردستاني قد تخلّى عن هدف بناء الدولة القومية، وبالتالي تخلّى عن استراتيجية الحرب"، وأنه "في المرحلة التاريخية الراهنة هناك آمال بتحقيق مزيد من التقدم".
عقود من التمرد
وكان حزب العمال، المحظور، أعلن في 12 مايو/أيار الماضي، حلَّ نفسه وإلقاء السلاح، منهياً بذلك عقوداً من التمرّد ضد الدولة التركية، خلّف ما لا يقلّ عن 40 ألف قتيل، وتسبب لفترة طويلة في توتر علاقات السلطات التركية مع الأقلية الكردية والدول المجاورة.
وبدأ حزب العمال الكردستاني حملته المسلحة عام 1984، وكان هدفه في الأصل إقامة دولة كردية مستقلة.
وجاء ذلك، تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 فبراير/شباط، من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول، حضّ فيها مقاتلي الحزب على إلقاء السلاح وحلّ الحزب. وفي الأول من مارس/آذار، أعلن الحزب وقف إطلاق النار.
وقبل دعوة أوجلان، كانت السنوات القليلة السابقة تشهد تصعيداً عسكرياً متواصلاً بين الحزب والقوات التركية، خصوصاً في شمال العراق وشمال شرق سوريا.
وأمضى معظم مقاتلي الحزب السنوات العشر الماضية في مناطق جبلية في شمال العراق، حيث تقيم تركيا منذ 25 عاماً قواعد عسكرية لمواجهتهم، وشنّت بانتظام عمليات برية وجوية ضدّهم.
لكن أردوغان، أكد في وقت سابق من هذا الشهر، أنّ جهود السلام مع الأكراد ستكتسب زخماً مع بدء مقاتلي حزب العمال بإلقاء أسلحتهم.
وقبل ذلك، اتهم حزب العمال تركيا بعدم تنفيذ المطلوب منها، بعد التعهد بإلقاء السلاح. وقال مصطفى كارازو، أحد مؤسسي حزب العمال الكردستاني لقناة ميديا خبر القريبة من الحزب، "نحن جاهزون، لكن الحكومة التركية لم تتخذ الإجراءات الضرورية" لإنجاز العملية.
والاثنين، التقى أردوغان وفداً من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المؤيد للأكراد، وذلك للتباحث في الخطوات التالية بعد موافقة مسلحي حزب العمال الكردستاني على وضع حدّ لتمرّدهم.
وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب هو ثالث أكبر فصيل سياسي في تركيا، وقد اضطلع بدور رئيسي في الوساطة بين أنقرة وأوجلان.
وقبل لقاء أردوغان، زار وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، أوجلان في سجنه. وقال أوغلو إن هذه اللقاءات "تدل على جدية أنقرة".
ما مصير أوجلان؟
أوجلان، المولود عام 1949 في شانلي أورفا، جنوب شرق تركيا، أصبح عضواً مؤسساً لحزب العمال الكردستاني في أوائل الثلاثينيات من عمره.
ودرس أوجلان، الملقب بـ"أبو" (وتعني "العم" بالكردية)، العلومَ السياسيةَ في جامعة أنقرة، حيث تبنّى الماركسية وبدأ بتشكيل الحركات الطلابية.
في عام 1973، شارك في اجتماع أسس حزب العمال الكردستاني، حيث بدأ التخطيط لتأسيس دولة كردية مستقلة.
وقاد الحزب إلى صراع مسلح بعد ذلك بفترة قصيرة، وأطلق تمرداً انفصالياً في عام 1984، بهدف إقامة دولة كردية في جنوب شرق تركيا، إلى أن اعتقل في عام 1999، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وكان حزب العمال دعا، تركيا، إلى تخفيف ظروف احتجاز زعيمه أوجلان، خصوصاً كونه "المفاوض الرئيسي" في محادثات السلام المأمول إجراؤها مع أنقرة بعد قرار الحزب إلقاء السلاح. ولاحقاً عبّر كارازو، أحد كبار مسؤولي الحزب، عن أسفه لعدم تحسن ظروف اعتقال أوجلان.
مدير المركز الكردي للدراسات، نواف خليل، قال لبي بي سي، إن عملية إطلاق سراح أوجلان متعلّقة بحل القضية الكردية.
وأوضح: "لو أن تركيا غيّرت الدستور المستمد من معاهدة لوزان واعترفت بالقضية الكردية وهي تتفاوض الآن مع أوجلان كممثل للشعب الكردي، حينها ستتحول إلى دولة ديمقراطية".
وأضاف خليل أنه "ليس من المعقول" أن تتفاوض أنقرة مع أوجلان و"تبقيه في السجن إلى الأبد".
وقال المحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو، إن موضوع الإفراج عن أوجلان "شائك"؛ لأن الأخير مسؤول عن تنظيم تصنفه أنقرة بـ"الإرهابي" وتحمّله مسؤولية عشرات القتلى.
ويُذكر أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني لطالما اتخذوا من جبال قنديل الوعرة بإقليم كردستان العراق مقراً لهم منذ مطلع الثمانينيات، فيما تعرضت مقراتهم مراراً لقصف تركي.
ويُصنَّف حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية لدى تركيا وكذلك لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
ومنذ تأسيس الحزب في أواخر السبعينيات، كان مقاتلوه يطالبون بوطن مستقل للأكراد في تركيا؛ حيث يشكلون نحو 20 في المئة من السكان، قبل تخفيض مطالبهم لاحقاً للتركيز على الحصول على الحكم الذاتي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عدنان خليل بكتب : عن ناصر جوده
عدنان خليل بكتب : عن ناصر جوده

أخبارنا

timeمنذ 34 دقائق

  • أخبارنا

عدنان خليل بكتب : عن ناصر جوده

أخبارنا : كتب عدنان خليل المسؤولية نهوض بالواجب على وجه الالتزام، والمسؤولية قوة تحمل و تحكم تجمع بين التضحية والسيطرة، والمسؤولية حالة قيادية قائمة على حسن تقدير المواقف وصناعة القرارات وانتقاء الخيارات. هكذا فهم معالي الأستاذ ناصر جودة وزير الخارجية السابق المسؤولية، فأدار دفة الأمور باقتدار ونجاح في أثناء توليه الوزارة ،وانتهج نهجًا واضحًا شفافًا في الدبلوماسية الأردنية . لمعالي أخي وأستاذي ناصر جودة أبي طارق أقول:وأنا أكتب من وجداني ستبقى في عيوننا ما حيينا وزيراً متميزاً،وأخاً وفيا جمعنا لك من طيب كل الوطن أقحوانة ومن كل زهرةٍ فيه عبقا وشذى لنقدمها إليك قوافي محبةواحترام صنعناها لك على بحر المديد، لأنك تستحق كل فواصل المحبة والتقدير وإيقاعات الحروف، فأنت أنت كما كنت وما زلت في قلوب الناس إيقاع موقف ووردة مبدأ وقافية مثل وجه السيف صفاءً ووهجا،نوقد قناديلنا في حضرتك علنا ندرك بعضا من عظيم خصالك ورفعة شمائلك ذات المسك والعنبر والشروق الجميل.... هذا هو معالي أبو طارق صاحب الصباحات الندية في الدبلوماسية الأردنية علمنا أبجدية الإصرار والطموح والعطاء حتى خلنا نحاكيه تقليدًا ،لكن هيهات أن نبلغ أجواز أفقه مهما حاولنا ان نصدح في إذن الجوزاء بزمام حناجرنا المثقلة ويبقى القول:هذا هو ناصر جودة كما كان ولا يزال حاضراً بيننا...اكتمال اللون في جنان العطاء رشح من لغة الوفاء ذرى الأصوات على قمم الجبال وأشجار الحواس صادق الانتماء موغل في نون الوطن عازفًا على رويد الكلم أجمل ألوان السخاء..أمد الله في عمرك أبا طارق وأدام عليك ومعك العطاء ...

'الخارجية النيابية' تبحث مع السفير الياباني تعزيز التعاون البرلماني
'الخارجية النيابية' تبحث مع السفير الياباني تعزيز التعاون البرلماني

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

'الخارجية النيابية' تبحث مع السفير الياباني تعزيز التعاون البرلماني

بحثت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية النيابية، النائب دينا البشير، اليوم الأحد، في مجلس النواب، مع السفير الياباني المعتمد لدى المملكة، أساري هيديكي، أوجه التعاون الثنائي، لا سيما في المجال البرلماني. وأكدت البشير، خلال اللقاء، عمق ومتانة العلاقات الأردنية اليابانية، والشراكة الاقتصادية والاستثمارية المتنامية بين البلدين، مثمنة الدعم الذي تقدمه اليابان للأردن في مختلف القطاعات. كما استعرضت موقف الأردن الثابت، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، في دعم الأشقاء الفلسطينيين، وجهود جلالته المستمرة لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة، وإنهاء الحرب في قطاع غزة، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. من جهته، أعرب هيديكي عن تقدير بلاده للدور الأردني المحوري في استقرار المنطقة، مؤكدا حرص اليابان على تعزيز علاقاتها مع الأردن، وتوسيع مجالات التعاون والشراكة، إضافة إلى استمرار دعم طوكيو لوكالة الأونروا والقضية الفلسطينية.

‎الاتصالات.. نحتاج إلى اجتماع عاجل لهذا الموضوع
‎الاتصالات.. نحتاج إلى اجتماع عاجل لهذا الموضوع

العرب اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • العرب اليوم

‎الاتصالات.. نحتاج إلى اجتماع عاجل لهذا الموضوع

بمناسبة الحريق الذى اندلع فى مركز الاتصالات الرئيسى بسنترال رمسيس يوم الإثنين الماضى، هل يمكن أن يصدر رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى تعليماته بإجراء فحص شامل لكل المؤسسات والمصالح والهيئات الحيوية فى البلاد العامة والخاصة حتى لا نتفاجأ ذات يوم بتكرار نفس المأساة؟ ‎فى هذه السطور لا أتحدث عن أسباب الحادث الخطير الذى دمر معظم السنترال، ولا أتحدث عن أوجه التقصير، ولا عمن أشعل الحريق، هل هو الماس الكهربائى، أم ربما إرهابى أو جاسوس أو مجرد إهمال يحدث كثيرا؟ ‎اليوم أتحدث عن المستقبل، وأتمنى أن يبادر الدكتور مدبولى إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الوزراء ومجلس المحافظين يكون عنوانه الوحيد هو: إجراء مراجعة لكل إجراءات الأمن والسلامة والدفاع المدنى فى جميع مؤسسات الدولة، بل ربما يكون هذا الاقتراح أوسع وأشمل بحيث يكون موجها لكل منشآت وشركات القطاع الخاص فى مصر. ‎معظمنا خبراء فى التشخيص والنقد والإدانة، وهى أمور مطلوبة فى مثل هذه الحوادث الضخمة، لكن مهم أن يكون بجانبها كيفية منع تكرار هذه الحوادث. ‎وبالتالى فإن اقتراحى يتلخص فى أن يطلب الدكتور مدبولى من كل وزير ومحافظ كشفا بأسماء كل الهيئات والمؤسسات والمصالح الكبرى، وأن يتم إجراء عمليات تفتيش وفحص ومراجعة لكل إجراءات الدفاع المدنى والأمن والسلامة حتى يتأكد أن كل المعايير مطبقة على أرض الواقع تحسبا لأى طارئ أو حادث لا قدر الله. ‎ لا نريد من الوزراء والمحافظين أن يقولوا لنا فورا أن «كل شىء تمام وتحت السيطرة»، هذه من أخطر الأمراض التى نعانى منها، وعندما أسمعها أتوجس خيفة من مصيبة قادمة، وسر وجلى وخوفى منها أن أخطر من قالها كان وزير الحربية الأسبق عبدالحكيم عامر للرئيس الأسبق جمال عبدالناصر قبل هزيمة ٥ يونية ١٩٦٧ بساعات قليلة، وكلنا نعلم ما الذى حدث بعدها!! ‎هذه الثقافة الاتكالية مسئولة عن جزء كبير من الحوادث والكوارث التى تقع فى مصر. وبالتالى فمطلوب من المجتمع بأكمله، الدولة والحكومة والإعلام والرأى العام أن يبدأ حملة واسعة النطاق ومستمرة لمحارب ظاهرة وشعار «كله تحت السيطرة». ‎نحتاج إلى أن نستعيد حالة الشعوب التى تخوض حروبا ونصبح جاهزين ومستعدين طوال الوقت وأن نتوقف عن التفكير العشوائى. ‎وأتصور أن الدولة والحكومة والقطاع الخاص مطلوب منهم على وجه السرعة استخلاص الدروس المستفادة من حادثة سنترال رمسيس ومن بين هذه الدروس. ‎أولا: هل لدينا دفاع مدنى مؤهل تأهيلا كاملا بمعدات ووسائل حديثة للتعامل مع هذه الحوادث الكبرى. ‎لا أقصد من هذا الكلام إطلاقا التقليل من الجهد البطولى لرجال الدفاع المدنى الذين سطروا بطولات خارقة للسيطرة على الحريق، لكن ما أقصده: هل كل رجال الدفاع المدنى لدينا مدربون ومؤهلون ويمتلكون الوسائل والموارد والمعرفة والخبرة الكافية للتعامل مع الحرائق الكبرى؟ ‎مرة أخرى نحن هنا لا نتحدث عن مجرد قيام رجل إطفاء باقتحام الحريق، بل كل ما يفترض أن يحتاج إليه للتعامل مع الحوادث بسرعة وكفاءة. ‎ثانيا: يفترض أن نسأل: هل السنترالات وكل ما له صلة بالاتصالات فى مصر خصوصا المراكز الكبرى يتوافر لها كل الإمكانيات اللازمة للتعامل مع مثل هذا النوع من الحوادث؟ وهل الأجهزة مزودة بالوسائل الحديثة لمقاومة مثل هذه الحرائق، خصوصا مواد وأجهزة الاطفاء الذاتى؟! ‎ثالثا: هل هناك ميزانيات متوافرة لتحديث أجهزة ووسائل الاتصالات الحديثة؟ وفى هذا الصدد يفترض أن تحتل هذه الميزانيات قائمة الأولويات، فإذا كنا نتفق على مجالات كثيرة فأعتقد أن هذا يحتل قمة الأولويات. ‎الاتصالات لم تعد مجرد وسائل للمكالمات والإنترنت، هى صارت ــ إضافة إلى ذلك ــ أسلحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولنا فى «عملية البيجر» ضد كوادر حزب الله اللبنانى، ثم الاختراق الإسرائيلى لإيران واغتيال كبار قادتها العسكريين وكبار علماء برنامجها النووى ذكرى وعبرة ودرس. ‎مرة أخرى أتمنى أن يبادر رئيس الوزراء والوزراء والمحافظون، وكل صاحب مصنع أو منشأة أو مؤسسة أو بنك فى مصر إلى إجراء هذا التدريب العملى، للتأكد من أن كل إجراءات الأمن والمتانة والسلامة والدفاع المدنى متوافرة. ‎أخيرا: أرجو أن نتأكد أن لدينا خبراء متخصصون على أعلى درجات الكفاءة للتعامل مع أى اختراقات داخلية أو خارجية لقطاع الاتصالات. ‎الذى حدث ويحدث فى المنطقة ‎يفترض أن يجعل عيوننا فى رءوسنا طوال الوقت. ‎الحروب لم تعد فقط بالمقاتلات والصواريخ والدبابات والقنابل، بل إن الحرب الالكترونية تحسم الكثير من المعارك حتى قبل أن تبدأ فانتبهوا يا أولى الألباب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store