
مؤتمر Advancing AI 2025: رؤية AMD الطموحة للذكاء الاصطناعي
شاركتنا AMD ، خلال حدثها السنوي Advancing AI 2025 (الذي انعقد في 12 يونيو بمدينة سان خوسيه بمقاطعة سانتاكلارا بكاليفورنيا وحضره فريق عرب هاردوير بدعوة من AMD لينقله لكم)، رؤيتها الطموحة لبناء منظومة ذكاء اصطناعي مفتوحة وقابلة للتطوير، وذلك عبر إطلاق جيل جديد من المنتجات المتطورة التي تهدف بها إلى ترسيخ مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي ورفع إيراداتها من 5 مليارات دولار في عام 2024 إلى عشرات المليارات خلال السنوات القليلة القادمة. كيف ستحقق ذلك؟ الجواب في هذا المقال.
منتجات ثورية في مجال الذكاء الاصطناعي
أطلقت AMD خلال الحدث مجموعة من المنتجات الثورية في مجال الذكاء الاصطناعي لتغطي احتياجات البنى التحتية ولتؤكد على مكانتها في هذا السوق من خلال أداء منتجاتها الفائقة، مثل...
مُسرّعات AMD Instinct MI350
ظهرت سلسلة Instinct MI300 في ديسمبر 2023 لتتخطى المليار دولار كمبيعات في أقلِ من نصف عام. وبعد إطلاق مسرعات MI325X في نسخة العام الماضي من نفس المؤتمر، ها هي AMD تكشف النقاب عن وحدات الـ MI350 التي تضم طرازات مثل MI350X وMI355X. تعتمد هذه السلسلة على معمارية CDNA 4 المتطورة (نسخة الأداء العالي من معمارية RDNA 4) وتقدم قفزةً هائلة في أداء الذكاء الاصطناعي بمقدار 35 ضِعفًا مقارنةً بالأجيال السابقة (و4 أضعاف مقارنة بالجيل السابق) مع تحسين كفاءة الطاقة حتى 30 مرة، مما يجعلها منافسًا شرسًا لوحدات Nvidia القائمة على معمارية Blackwell.
تتميز سلسلة Instinct MI300 بذاكرة من نوع HBM3E بسعة تصل إلى 288 جيجابايت وعرض نطاق ترددي يبلغ 8 تيرابايت/ثانية مما يسمح بتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي بكفاءة عالية. كما تدعم السلسلة تنسيقات متعددة على مستوى الدقة الحسابية (FP4، وFP6، وFP8، وFP16) وهذا يوفر مرونة أكبر عند التعامل مع النماذج الحديثة. أما MI355X تحديدًا، فيوفر أداءً أعلى مع قدرة استيعاب حتى 128 وحدة معالجة رسومية في رف واحد.
رفوف الذكاء الاصطناعي المتقدمة
بمناسبة الرفوف، استعرضت AMD بنية رفوف ذكاء اصطناعي معيارية ومفتوحة (أي يمكن إضافة أو إزالة الوحدات منها بسهولة حسب الحاجة) تجمع بين مسرعات MI350 ومعالجات AMD EPYC من الجيل الخامس وبطاقات الشبكة AMD Pensando Pollara NICs. هذه البنية متاحة وتُستخدم الآن بالفعل في عمليات نشر واسعة بشركات مثل Oracle ، وستتوفر على نطاقٍ أوسع في النصف الثاني من 2025.
كذلك شاركتنا AMD نظرة على رف "هيليوس" للذكاء الاصطناعي من الجيل القادم والذي سيعتمد على وحدات Instinct MI400 ومعالجات EPYC Venice بمعمارية Zen 6، إضافةً إلى بطاقات الشبكة Pensando Vulcano. من المتوقع أن تُحقق سلسلة MI400 قفزةً نوعية في الأداء عام 2026، خاصةً وأنها ستأتي بذاكرة من نوع HBM4 بسعة تصل إلى 432 جيجابايت وعرض نطاق ترددي 19.6 تيرابايت/ثانية، وأداء يصل إلى 40 بيتافلوبس عند دقة FP4 مما يؤهلها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر
كثفت الشركة وتيرة تحديثات منصة ROCm لتصبح مرتين أسبوعيًا، ووسعت نطاق دعمها للمجتمع مفتوح المصدر، مع التركيز على توفير دعم فوري للنماذج الرائدة من شركات مثل Meta و Google و DeepSeek ، ما يتيح للمطورين الاستفادة من أحدث المستجدات دون تأخير.
الجيل الجديد من بيئة ROCm
رصدنا كذلك أحدث إصدار من منصة ROCm، وهو ROCm 7، الذي يمثل نقلة نوعية في تجربة تطوير الذكاء الاصطناعي. تم تصميم هذا الإصدار لتلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي التوليدي ومتطلبات العمل عالية الأداء عمومًا، مع تحسينات كبيرة في دعم الأُطر القياسية مثل PyTorch وTensorFlow، وتوسيع توافق الأجهزة، وتوفير أدوات تطوير وبرمجيات تشغيل وواجهات برمجة تطبيقات ومكتبات جديدة. هذه التحسينات تترجم إلى قفزة في الأداء، حيث يقدم ROCm 7 أكثر من 3.5 أضعاف قدرة الاستدلال و3 أضعاف قدرة التدريب مقارنة بالإصدار السابق ROCm 6، ما يتيح تسريع تطوير ونشر حلول الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.
ROCm Enterprise AI
ولتعزيز عمليات الذكاء الاصطناعي في بيئات الشركات، قدمت AMD منصة ROCm Enterprise AI، وهي منصة MLOps متكاملة تركز على أتمتة وتبسيط إدارة عمليات الذكاء الاصطناعي، من التدريب إلى النشر، مع ضمان الكفاءة والأمان والموثوقية.
سحابة AMD للمطورين
أما على مستوى البنية التحتية السحابية، فقد أعلنت AMD عن الإتاحة الواسعة لسحابة AMD للمطورين AMD Enterprise Cloud، والتي توفر بيئة سحابية مُدارة بالكامل لتطوير الذكاء الاصطناعي عالي الأداء. تتيح هذه السحابة للمطورين من جميع أنحاء العالم الوصول إلى أدوات متقدمة وموارد حوسبة قوية، مع مرونة كبيرة في بدء مشاريع الذكاء الاصطناعي وتوسعتها دون قيود.
ولتعزيز النظام البيئي المفتوح، يُذكر أن AMD استحوذت مؤخرًا على شركة Brium المتخصصة في البرمجيات والمترجمات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، ما يعزز قدرتها على تقديم حلول برمجية عالية الكفاءة عبر جميع الطبقات، ويقلل من اعتماد المطورين على تكوينات عتادية محددة، ويوفر أداءً أسرع وأكثر مرونة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
طموحات رائدة في كفاءة الطاقة
أعلنت AMD أيضًا أنها تمكنت من تجاوز هدفها الطموح المعروف بمبادرة "30x25"، والذي كان يهدف لتحقيق تحسن بمقدار 30 ضعفًا في كفاءة الطاقة لتدريب الذكاء الاصطناعي وحوسبة الأداء العالي خلال خمس سنوات فقط. إلا أن سلسلة مسرعات MI350 نجحت في تحقيق قفزة أكبر، حيث وصلت إلى تحسين بمقدار 38 ضعفًا في كفاءة الطاقة. يعادل ذلك تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 97% لنفس مستوى الأداء مقارنة بالأنظمة التي كانت مستخدمة قبل خمس سنوات.
نتيجة لهذا الإنجاز، رفعت AMD سقف طموحاتها للأعوام القادمة عبر إعلان هدف جديد بحلول عام 2030. تسعى الشركة إلى تحسين كفاءة الطاقة على مستوى الرفوف بمقدار 20 ضعفًا إضافيًا، وذلك مقارنةً بخط الأساس المعتمد لعام 2024. إذا تحقق هذا الهدف، سيصبح من الممكن تدريب نموذج ذكاء اصطناعي يتطلب اليوم أكثر من 275 رفًا باستخدام أقل من رف واحد فقط في عام 2030، مع خفض استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 95%! وترى AMD أن دمج هذا التقدم مع الابتكارات في البرمجيات والخوارزميات يمكن أن يحقق قفزة شاملة في كفاءة الطاقة تصل إلى 100 ضعف مع حلول نهاية العقد.
التعاون مع الشركات الرائدة في المجال
أخيرًا وليس آخرًا، أوضحت AMD كيف يسهم التعاون مع شركائها في بناء نظام بيئي مفتوح للذكاء الاصطناعي، حيث استعرضت قصص نجاح عملائها في تبني حلولها المتقدمة.
Meta
على سبيل المثال، اعتمدت Meta بشكل واسع وحدات Instinct MI300X للاستدلال في نماذج Llama 3 وLlama 4، وأبدت حماسها تجاه إمكانيات MI350 من حيث الأداء والكفاءة والتكلفة، مع استمرار التعاون بين الشركتين لتطوير منصات مستقبلية مثل Instinct MI450.
Oracle Cloud Infrastructure
تعد Oracle Cloud Infrastructure من أوائل الجهات التي تبنت بنية AMD المفتوحة لرفوف الذكاء الاصطناعي، حيث اعتمدت وحدات MI355X لتقديم أداء متوازن وقابل للتوسع لمجموعات الذكاء الاصطناعي. أعلنت OCI عن خطط لتوفير مجموعات ذكاء اصطناعي على نطاق زيتا، مدعومة بأحدث معالجات AMD Instinct، مع إمكانية استيعاب أكثر من 131 ألف وحدة MI355X.
HUMAIN في المملكة العربية السعودية
ناقشت شركة HUMAIN، المؤسسة السعودية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، اتفاقيتها مع AMD لبناء بنية تحتية مفتوحة وقابلة للتوسع وفعالة من حيث التكلفة، تمتد من المملكة إلى الولايات المتحدة. تتضمن الاتفاقية استثمارًا يصل إلى 10 مليارات دولار لنشر 500 ميجاوات من قدرات حوسبة الذكاء الاصطناعي خلال خمس سنوات.
Microsoft Azure
أعلنت Microsoft أن وحدات Instinct MI300X من AMD أصبحت تشغّل الآن النماذج الخاصة والمفتوحة المصدر في بيئة الإنتاج على منصة Azure، ما يعزز قدرات الذكاء الاصطناعي السحابية للمؤسسات.
Cohere
قامت Cohere هي الأخرى بنشر نماذج Command عالية الأداء على وحدات Instinct MI300X، ما يدعم الاستدلال للنماذج اللغوية الكبيرة بمستوى مؤسسي، مع تحقيق إنتاجية وكفاءة وخصوصية بيانات عالية.
Red Hat
استعرضت Red Hat كيف أن التعاون الموسّع مع AMD يوفر بيئات ذكاء اصطناعي جاهزة للإنتاج، حيث تعمل وحدات Instinct على منصة Red Hat OpenShift AI لتقديم معالجة قوية وفعالة عبر بيئات السحابة الهجينة.
استثمارات واستراتيجيات ذكية
يُذكر أن AMD استحوذت مؤخرًا على فرق هندسية موهوبة من Enosemi و Brium و Untether AI في مايو 2025 لتوسيع قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، كما أتمت استحواذها على ZT Systems في مارس 2025 لتجمع بين خبرة الأنظمة الرائدة على مستوى الرفوف مع وحدات معالجة الرسوميات ووحدات المعالجة المركزية وغيرهما.
كذلك أعلنت AMD دعمها لمواصفات UALink 1.0، وهو معيار صناعي مفتوح للاتصال عالي السرعة ومنخفض الكمون Latency للذكاء الاصطناعي. كما تواصل تعزيز النظام البيئي للذكاء الاصطناعي من خلال شراكات واستثمارات مع شركات مثل Vultr وTensorwave وHugging Face وAbsci وغيرها.
أداء مالي قوي في سوق الذكاء الاصطناعي
هذا وشهدت AMD تسارعًا في نمو الإيرادات للربع الرابع على التوالي على أساس سنوي في الربع الأول من 2025. بلغ إجمالي الإيرادات 7.4 مليار دولار، بزيادة 36% على أساس سنوي. وحقق قطاع مراكز البيانات إيرادات بلغت 3.7 مليار دولار بزيادة 57% على أساس سنوي (بفضل نمو مبيعات وحدات AMD EPYC وAMD Instinct)، كما سجلت إيرادات قطاع العملاء رقمًا قياسيًا بلغ 2.3 مليار دولار في الربع الأول بزيادة 68% على أساس سنوي بفضل الطلب على معالجات الـ Zen 5.
وكانت AMD قد وسعت تشكيلة أجهزة الحواسيب التجارية المزودة بالذكاء الاصطناعي في أشهر المعارض مثل CES الذي شهد دمج تقنيات AMD PRO في معالجات Ryzen AI Max وRyzen AI 300 وRyzen AI 200، وComputex الذي أُعلن فيه عن وحدة Radeon AI PRO R9700 المصممة للاستدلال المحلي للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أحدث معالجات Threaripper.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
«ميتا» تسعى لجمع 29 مليار دولار من شركات استثمار لإنشاء مراكز بيانات
واشنطن (رويترز) ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، أن شركة ميتا بلاتفورمز تسعى لجمع 29 مليار دولار من شركات استثمار مباشر لبناء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. ونقل تقرير للصحيفة عن مصادر مطلعة، أن الشركة الأم لفيسبوك تجري محادثات متقدمة مع شركات، منها أبولو جلوبال مانجمنت، وكيه.كيه.آر، وبروكفيلد، وكارلايل، وبيمكو. وقال التقرير، إن «ميتا» تتطلع إلى جمع استثمارات مباشرة بقيمة 3 مليارات دولار، وإصدار ديون بقيمة 26 مليار دولار، مضيفاً أن الشركة تناقش كيفية هيكلة عملية جمع التمويل، وقد تسعى أيضاً إلى جمع المزيد. ويأتي التمويل في وقت ضاعفت فيه ميتا التزامها بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك استثمار بقيمة 14.8 مليار دولار في شركة سكيل إيه.آي الناشئة. وأوضح تقرير فاينانشال تايمز، أن ميتا تعمل مع مستشاريها في مورجان ستانلي لترتيب التمويل، وتدرس سبلاً لتسهيل تداول الديون بعد إصدارها.


عرب هاردوير
منذ 5 ساعات
- عرب هاردوير
هل توقف واشنطن القوانين المنظمة للذكاء الاصطناعي؟
تتسارع الجهود داخل الكونغرس الأمريكي لتمرير مشروع قانون فيدرالي يمنع الولايات والحكومات المحلية من تنظيم الذكاء الاصطناعي لمدة عشر سنوات. ويقود هذه المحاولة السيناتور الجمهوري تيد كروز، الذي يسعى إلى إدراج هذا البند في مشروع قانون ضخم يُعرف باسم Big Beautiful Bill قبل الموعد النهائي في الرابع من يوليو. داعمو الحظر: حماية الابتكار من التشتت التنظيمي يدعم هذا الحظر عدد من الشخصيات البارزة في صناعة التكنولوجيا، من بينهم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، وبالمر لاكي مؤسس Anduril، والمستثمر مارك أندريسن من شركة a16z. ويرى هؤلاء أن السماح للولايات بوضع قوانين مختلفة ومنفصلة قد يؤدي إلى ما وصفوه بالفوضى التنظيمية التي تعيق الابتكار الأمريكي، خصوصًا في ظل التنافس المتصاعد مع الصين. يعتقد المؤيدون أن تشريعات متباينة بين الولايات ستجعل من الصعب على شركات الذكاء الاصطناعي تطوير منتجاتها بشكل سريع أو إطلاقها على نطاق وطني، مما يضع الولايات المتحدة في موقف تنافسي ضعيف أمام قوى تكنولوجية أخرى. معارضة واسعة من مختلف الأطياف في المقابل، يلقى الحظر المقترح معارضة كبيرة من الديمقراطيين، وعدد من الجمهوريين، إضافة إلى منظمات حقوقية ونقابات عمالية، وشركات تكنولوجيا مثل Anthropic. ويرى المعارضون أن هذا المنع سيحرم الولايات من تمرير قوانين لحماية المستهلكين من مخاطر الذكاء الاصطناعي، كما أنه يمنح الشركات الكبرى حرية العمل دون رقابة كافية. يشير هؤلاء إلى أن الكثير من التشريعات الولائية القائمة تستهدف أضرارًا محددة، مثل التزييف العميق، والتمييز في التوظيف، وانتهاك الخصوصية، والخداع الانتخابي. كما أن بعض هذه القوانين تهدف إلى إلزام الشركات بالإفصاح عن البيانات التي تدربت عليها النماذج الذكية، مثل قانون كاليفورنيا AB 2013، أو حماية الحقوق الإبداعية، كما في قانون تينيسي ELVIS. المناورات التشريعية المرتبطة بالتمويل قام السيناتور كروز بإدخال تعديل على مشروع الحظر في يونيو، بحيث يربط امتثال الولايات لهذا الحظر بالحصول على تمويل من برنامج توصيل الإنترنت واسع النطاق (BEAD) بقيمة 42 مليار دولار. وفي وقت لاحق، قدم كروز نسخة معدلة تنص على أن الشروط تنطبق فقط على تمويل إضافي بقيمة 500 مليون دولار ضمن نفس البرنامج. لكن بعض الخبراء أشاروا إلى أن صياغة التعديل لا تزال تهدد التمويلات الحالية المخصصة للولايات غير الممتثلة. انتقدت النائبة ماريا كانتويل التعديل بشدة، واعتبرته بمثابة إجبار للولايات على الاختيار بين توسيع شبكات الإنترنت أو حماية المواطنين من أضرار الذكاء الاصطناعي لمدة عشر سنوات. معركة تشريعية مرتقبة في مجلس الشيوخ في الوقت الراهن، يواجه الحظر المقترح طريقًا معقدًا داخل مجلس الشيوخ. فمن المتوقع أن تنطلق مناقشات موسعة هذا الأسبوع حول التعديلات على مشروع الميزانية، وقد تتضمن هذه النقاشات محاولة لحذف البند الخاص بالحظر. وفي سياق متصل، ذكرت تقارير صحفية أن التصويت الأولي على مشروع القانون قد يتم خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع احتمال إجراء جلسة تصويت سريعة على مجموعة من التعديلات. رفض متزايد من الجمهوريين على الرغم من أن مشروع الحظر طُرح من قبل جمهوريين، إلا أن عددًا متزايدًا من نواب الحزب أعربوا عن رفضهم له. من بين هؤلاء السيناتور جوش هاولي، الذي يركز على حقوق الولايات، والنائبة مارشا بلاكبيرن، التي ترى أن من واجب الولايات حماية مواطنيها والصناعات الإبداعية من مخاطر الذكاء الاصطناعي. أما النائبة مارجوري تايلور غرين، فقد ذهبت إلى حد التهديد بعدم التصويت لصالح مشروع الميزانية إذا لم يُحذف هذا البند. قلق من غياب التنظيم الفيدرالي الفعّال في ظل هذه التجاذبات، أشار داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، إلى أن التكنولوجيا تتطور بسرعة غير مسبوقة، وأن منع الولايات من التنظيم دون وجود خطة فدرالية واضحة سيؤدي إلى أسوأ سيناريو: لا تنظيم محلي، ولا سياسة وطنية. واقترح أمودي أن الحل الأفضل لا يكمن في فرض قيود مسبقة على المنتجات، بل في التعاون بين الحكومة والشركات لوضع معايير للشفافية والإفصاح عن قدرات النماذج الذكية وممارساتها. ما الذي يريده الأمريكيون فعلًا؟ تشير نتائج استطلاع حديث لمركز بيو إلى أن غالبية الأمريكيين: نحو 60% من البالغين، يرغبون في تنظيم أقوى للذكاء الاصطناعي، وهم قلقون من أن الحكومة لن تتخذ إجراءات كافية. كما أن الثقة في قدرة الشركات على التنظيم الذاتي ما زالت منخفضة. رغم أن بعض السياسيين، مثل كروز، يدعون إلى مقاربة خفيفة، إلا أن الرأي العام يميل نحو التنظيم الاستباقي، خصوصًا في ظل ما تحمله تقنيات الذكاء الاصطناعي من قدرة على التأثير في الحياة اليومية والعمل والمجتمع ككل.


العين الإخبارية
منذ 5 ساعات
- العين الإخبارية
اقتصادات «تحت الدرع».. سباق تسلّح بلا سند تنموي
تم تحديثه السبت 2025/6/28 10:47 م بتوقيت أبوظبي للمرة الأولى منذ عقود، يشهد العالم الغني موجة غير مسبوقة من إعادة التسلّح. مدفوعة بالحروب في أوكرانيا وغزة، وتصاعد التوتر حول تايوان، وسلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يثير قلق حلفاء واشنطن. وقد اتفق أعضاء الناتو مؤخرًا، في 25 يونيو/حزيران، على رفع هدف الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مع إضافة 1.5% أخرى لإنفاق أمني عام. وإذا تحقق هذا الهدف بحلول عام 2035، فسيعني إنفاقًا إضافيًا بنحو 800 مليار دولار سنويًا. ووفقًا لتحليل نشرته مجلة "الإيكونوميست"، فإن هذه الطفرة لا تقتصر على الناتو؛ إذ أنفقت إسرائيل أكثر من 8% من ناتجها المحلي على الدفاع في العام الماضي، وتعتزم اليابان -رغم تاريخها السلمي- رفع مخصصاتها العسكرية. هذا التوجه يعيد تشكيل الاقتصادات الكبرى، ويثير نقاشًا واسعًا حول أثره على النمو والاستقرار المالي والاجتماعي. من جهتهم، يدافع السياسيون عن إعادة التسلح باعتبارها فرصة لتعزيز الاقتصاد وخلق الوظائف. ووعد رئيس وزراء بريطانيا، كير ستارمر، بـ"جيل جديد من الوظائف الجيدة"، بينما تتحدث المفوضية الأوروبية عن فوائد اقتصادية للدول كافة. لكن هذه الروايات، رغم جاذبيتها سياسيًا، تفتقر إلى الأسس الاقتصادية الصلبة. ووفقا للتحليل، فلا شك أن العالم دخل عصرًا جديدًا من التسلّح، مدفوعًا بالتحولات الجيوسياسية. لكنّ الدفاع، رغم ضرورته، لا ينبغي أن يُسوّق كأداة معجزة للنمو الاقتصادي. الإنفاق العسكري لا يخلق وظائف كثيرة، ويضغط على المال العام، ولا يغني عن الحاجة إلى تخطيط اقتصادي رشيد. الضغط على المالية وأول آثار إعادة التسلح هو الضغط على المالية العامة. فمعظم دول الناتو تواجه ديونًا مرتفعة وأعباء سكانية متزايدة، إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة. وباستثناء الولايات المتحدة، يتعين على الدول الأعضاء زيادة الإنفاق العسكري بنسبة 1.5% من الناتج المحلي، ما يعني تراجعًا في الإنفاق الاجتماعي أو اتساعًا في العجز. وفي ظل هذا الوضع، يصبح الادعاء بأن التسلح يعزز الاستقرار الاقتصادي محل شك. وقد يخلق الإنفاق العسكري دفعة قوية مؤقتة، خصوصًا إذا كان ممولًا بالعجز. لكن في بيئة تتسم ببطالة منخفضة وتضخم مرتفع، فإن هذه الدفعة تصبح محدودة وغير مرغوبة. كما أن الإنفاق على السلاح لا يحسن بشكل مباشر مستوى معيشة المواطنين، خلافًا للاستثمار في الصحة أو التعليم. لكن بحسب المجلة، فما يستحق الاستثمار حقًا هو الأبحاث والتطوير الدفاعي. فالتاريخ يثبت أن تمويل الدفاع يمكن أن يولّد ابتكارات مدنية كبرى مثل الإنترنت والطاقة النووية. وتشير دراسات حديثة إلى أن زيادة 1% في الإنفاق الدفاعي على البحث والتطوير ترفع إنتاجية القطاع بنحو 8.3% سنويًا. لذا، فإن الحكومات مطالبة بدعم هذا المجال، بدلًا من مجرد شراء العتاد. أما الحجة بأن التسلّح يحلّ أزمة التصنيع الغربي، فهي مضللة. فصناعة الأسلحة اليوم تعتمد على الأتمتة وتوظف عمالة أقل من الصناعة المدنية. وحتى مع زيادة محتملة في إنفاق الناتو، لن يُخلق سوى نحو نصف مليون وظيفة جديدة في أوروبا—وعدد ضئيل مقارنة بـ30 مليونًا يعملون في قطاع التصنيع. وفي سياق متصل، تظهر الحروب الحديثة مثل تلك في أوكرانيا أن التكنولوجيا، كالمسيرات والذكاء الاصطناعي، هي العامل الحاسم، مما يقلل من الحاجة إلى العمالة ويزيد من تركّز الأرباح لدى شركات التكنولوجيا المتقدمة. تزايد الضغوط المحلية كذلك، يهدد تضخم الميزانيات العسكرية بكفاءة الإنفاق والعدالة. فحين تزداد الأموال، تبدأ الضغوط المحلية -من شركات ونقابات- لتحويل الإنفاق لصالحها، مما يؤدي إلى تبديد الموارد، كما في أوروبا التي تمتلك 12 نوعًا من الدبابات مقارنة بنوع واحد في الولايات المتحدة. وأمام الحكومات مهمة صعبة: كيف تضمن الأمن دون إنهاك الميزانيات؟ والخيارات محدودة—ضرائب أعلى، عجز أوسع، أو تقليص الإنفاق الاجتماعي—وكلها تمسّ حياة المواطنين. وربط التسلّح بتحقيق أهداف اقتصادية ونمائية متعددة دون وضوح في الأولويات، يؤدي إلى نتائج غير فاعلة. والمطلوب اليوم، بحسب التحليل، هو الشفافية، أي أن إنفاق الضرائب يجب أن يوجه للأمن أولًا، وأي فوائد اقتصادية تأتي لاحقًا تُعد مكاسب ثانوية. كما ان الأهداف الأمنية يجب أن تكون واضحة، مثل ردع الخصوم وتعزيز التعاون العسكري، مع صرف الأموال بأعلى كفاءة ممكنة لتحقيق هذه الأهداف. aXA6IDkyLjExMy4yNDMuNzUg جزيرة ام اند امز ES