
أخبار العالم : اليمن.. مخاوف من تبعات الحرب على التجارة والنقل
الأحد 29 يونيو 2025 09:40 مساءً
[ رافعات في ميناء الحديدة اليمني، 17 إبريل 2017 (جيلز كلارك/ Getty) ]
تسود اليمن مخاوف عديدة من تبعات وتأثيرات الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي تزامنت مع اضطراب البحر الأحمر وباب المندب والممرات المائية الدولية، على كُلف التجارة والنقل الداخلي والخارجي وانعكاس ذلك على الأسواق المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية في ظل بروز تأثيرات داخلية مع عودة تجدد اضطراب وانهيار سعر صرف الريال اليمني.
وتتركز المخاوف من ارتفاع تكاليف الشحن والنقل التجاري على المستوى الداخلي والخارجي، إذ يأتي ذلك في الوقت الذي تبحث فيه الجهات المعنية والمنظمات الأممية والدولية والقطاعات التجارية وشركات الملاحة عن تحويل الشحن التجاري من ميناء الحديدة شمالي غرب اليمن إلى الموانئ الواقعة في مناطق الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً جنوبي البلاد.
ويلاحظ عدم وجود أي تحرك من قبل السلطات اليمنية المعنية ملموس وفاعل سواء الحكومة المعترف بها دولياً أو الحوثيين للتعامل مع تطورات الأحداث المتصاعدة في المنطقة وتأثيرها على اليمن حيث تستمر العملة المحلية بالتدهور بشكل متسارع مع اقتراب سعر صرف الريال من تجاوز الألف الثالث مقابل الدولار. إضافة إلى الارتفاع المحتمل في تكاليف الواردات السلعية في ظل تحذيرات تصاعدت مؤخراً من عودة الحوثيين إلى استهداف السفن في البحر الأحمر بالتزامن مع تهديدات إيرانية بنقل المعركة إلى الممرات المائية وغلق مضيق هرمز قبل توقف الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وتزامن ذلك مع تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي بالتوجه إلى وضع خطة عسكرية لاستهداف الحوثيين الذين أكدوا أنهم مستمرون في إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
رئيس غرفة عدن التجارية والصناعية أبوبكر باعبيد، يرى في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن أي تحرك قد لا يكون له أي أهمية بالنظر إلى الوضع الراهن في البلاد التي تعاني تدهوراً اقتصادياً على كل المستويات. ويضيف باعبيد: التحرك ممكن لو أن هناك اقتصاداً سينهار، لكن في الواقع لديك اقتصاد منهار وفي حالة انحدار مستمر، لذا كما يقول المثل وفق حديث باعبيد؛ فإن "المبلل ما يفرق معه المطر".
كان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي قد عقد الأربعاء 18 يونيو/ حزيران، اجتماعاً طارئاً في عدن مع لجنة إدارة الأزمات الاقتصادية والإنسانية لبحث تطورات المنطقة في ضوء التصعيد الحربي الإسرائيلي الإيراني، وانعكاساته على الأمن اليمني والإقليمي، والأوضاع المعيشية في البلاد، إضافة إلى مناقشة الوضع الاقتصادي الراهن، والمؤشرات المالية والنقدية، والمتغيرات المتعلقة بأسعار العملة الوطنية، والاختناقات في إمدادات بعض السلع والخدمات الأساسية، حيث استمع الاجتماع إلى تقدير موقف بشأن تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وتداعياتها المحتملة على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن.
وحذر مجلس القيادة الرئاسي كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الحكومية "سبأ"؛ جماعة الحوثي من مغبة استمرارها بزج اليمن وشعبه في الصراعات الإقليمية المدمرة، وحمّلها كامل المسؤولية عن العواقب والتداعيات الوخيمة المترتبة على أي أعمال إضافية متهورة، تنطلق من الأراضي اليمنية، من شأنها إغراق البلاد بمزيد من الأزمات، بما في ذلك مضاعفة عسكرة الممرات المائية، وتهديد الأمن الغذائي، وما تبقى من فرص العيش، ومفاقمة المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.
ويشكو كثير من التجار والمستوردين من صعوبات وتحديات رافقت تحويل بضائعهم إلى ميناء عدن أو ما زالت عالقة في جيبوتي بسبب عدم جهوزية ميناء الحديدة والتوقعات التي تشير إلى اضطراب محتمل للممرات المائية في البحر الأحمر. يقول التاجر عادل الوردي، لـ"العربي الجديد"، إن هناك ارتباكاً يسود الشحن التجاري إلى اليمن بسبب الوضع الراهن في ميناء الحديدة والبحر الأحمر والذي أدى إلى قيام شركات الشحن بتحويل بضائعهم إلى ميناء عدن الذي لا يبدو مستعداً لاستقبال السفن التجارية التي يتم تحويلها إلى هناك.
من جانبه، تحدث هارون الحميري، مسؤول في مكتب للاستيراد والشحن التجاري، لـ"العربي الجديد"، أن هناك مخاوف عديدة من عودة التوتر والحرب إلى البحر الأحمر، الأمر الذي أدى إلى مراجعة كثير من شركات الشحن والتأمين الدولية لعملها في هذه الممرات المائية وهو ما أثر على عملية الشحن التجاري إلى اليمن. ويطالب تجار وسائقي الشاحنات الجهات الحكومية المعنية بالتحرك لمواجهة التكاليف المرتفعة لنقل البضائع، في ظل تصاعد أسعار الوقود وتراجع قيمة العملة المحلية.
هذا الأمر أدى إلى تحرك الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري في عدن، التي أصدرت تعميماً يقضي بخفض أجور نقل البضائع من ميناء عدن إلى المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنسبة 20%، في مسعى للتخفيف من الأعباء الاقتصادية وتحسين انسيابية حركة الشحن، إذ سيدخل القرار الذي تم اتخاذه بالتنسيق مع السلطة المحلية وممثلي قطاع النقل ونقابة الناقلين؛ حيز التنفيذ اعتباراً من السبت 21 يونيو/ حزيران 2025. ويتضمن الاتفاق كذلك تقليص المدة الزمنية المقررة لعودة الحاويات الفارغة بنسبة 50%، في إطار جهود لتحسين كفاءة سلاسل الإمداد وتسهيل النقل التجاري بين الموانئ والمناطق الداخلية.
وارتفعت الأصوات التي تحذر من إمكانية استئناف الحوثيين لهجماتهم ضد ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر، غربي اليمن، في حال توسع الصراع الراهن بين إسرائيل وإيران، أو في حال تجدد التوتر مع عودة الحوثيين لاستهداف إسرائيل إسناداً كما يؤكدون للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وكانت شركة ساري جلوبال العالمية (SARI Global)، المتخصصة في إدارة الأزمات وتحليل الأمن والعمليات الإنسانية، قد أكدت في تقرير أصدرته، الجمعة 20 يونيو/ حزيران، أن خطوة استئناف الحوثيين لعملياتهم في البحر الأحمر من شأنها إعادة فرض قيود بحرية جزئية على حركة الشحن التجارية العالمية، الأمر الذي سيدفع الولايات المتحدة الأميركية إلى معاودة ضرباتها العسكرية ضد الجماعة، والتي توقفت في السادس من مايو/أيار الماضي، بموجب اتفاق يقضي بوقف الهجمات المتبادلة بين الجانبين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ 32 دقائق
- بوابة ماسبيرو
فاينانشيال تايمز:سياسة ترامب المالية تهدد مكانة أمريكا كملاذ آمن للمستثمرين
حذر خبراء اقتصاديون استطلعت آراؤهم صحيفة " فايننشال تايمز" من أن السياسة المالية المبالغ فيما للرئيس الأمريكي دونالد ترامب, إلى جانب هجماته المتكررة على استقلالية بنك الاحتياطي الفيدرالي, قد يقوض مكانة الولايات المتحدة كملاذ آمن للمستثمرين الأجانب. وأظهر الاستطلاع أن أكثر من 90% من الاقتصاديين المشاركين أعربوا عن قلقهم بدرجات متفاوتة بشأن مستقبل الأصول المقومة بالدولار الأمريكي كملاذ آمن خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة. وتشير التقديرات إلى أن خطة ترامب ستؤدي إلى تجاوز الدين الفيدرالي الأمريكي لأعلى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية في وقت لاحق من هذا العقد. وخلال موجة بيع حادة في الأسواق العالمية عقب إعلان ترامب في 2 أبريل الماضي عن تعريفات جمركية متبادلة, تراجع الدولار الأمريكي رغم أن المعتاد في مثل هذه الحالات هو ارتفاعه, ما أثار قلقا من تراجع الثقة في الدولار كعملة ملاذ. ويتم تداول الدولار في الوقت الحالي عند أدنى مستوى له في ثلاث سنوات, وسط مخاوف من تدهور استدامة السياسات المالية, والتشكيك في استقلالية بنك الاحتياطي الفيدرالي, في ظل هجمات ترامب المستمرة على جيروم باول رئيس الفيدرالي بسبب إحجامه عن خفض معدلات الفائدة. كما تراجعت توقعات النمو الاقتصادي الأمريكي أيضا, حيث أصبح متوسط التقديرات يشير إلى نمو بنسبة 1.5% هذا العام, انخفاضا من 1.6%, مع ضعف ثقة الشركات والمستهلكين بعد إعلان تعريفات 2 أبريل, رغم تعافي الأسواق جزئيا بفضل الهدنة التجارية مع الصين. ورغم تصاعد المخاوف بشأن التضخم, توقعت الأغلبية أن لا يتجاوز معدل التضخم الأساسي 4%, ولا تصل البطالة إلى أكثر من 5% في أي وقت قبل نهاية 2026. ورغم بعض التفاؤل بعد قراءة مؤشر أسعار المستهلكين في مايو, إلا أن بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية الصادرة الجمعة أظهرت ارتفاعا طفيفا إلى 2.7%, مقارنة بـ2.6% في أبريل, مما يعزز احتمالات انتقال جزء من تكلفة الرسوم الجمركية إلى المستهلكين الأمريكيين.

يمرس
منذ 35 دقائق
- يمرس
- 7يوليو انفجار شعبي مرتقب يهز عدن!
وجاء في بيانات متداولة على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، أن الاعتصام سيكون مدنياً وسلمياً، ويطالب بإقالة المسؤولين الفاسدين ومحاسبة المتورطين في نهب المال العام، وإنقاذ ما تبقى من الخدمات العامة. وتأتي هذه الدعوات رغم قرار اللجنة الأمنية في عدن بمنع التظاهرات والاعتصامات حتى إشعار آخر، مما ينذر بمواجهات محتملة بين السلطات الأمنية والمحتجين. وأكد منظمو الاعتصام أن تحركهم ليس سياسياً بل "انتفاضة شعبية لصوت المواطن المقهور"، مضيفين: "لن نصمت بعد الآن، فالكهرباء منهارة، المياه معدومة، المرتبات غائبة، الأمن منفلت، والأسعار نار.. لم نعد نحتمل مزيداً من الخذلان." ويشهد الريال اليمني تدهوراً قياسياً، حيث تجاوز سعر الدولار 2800 ريال، في ظل عجز حكومي تام، ما أدى إلى تفاقم الأزمة المعيشية، وتزايد معدلات الفقر والجوع في عدن ومحيطها.


المصري اليوم
منذ 37 دقائق
- المصري اليوم
موعد اجتماع لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية 2025 (تفاصيل)
موعد اجتماع لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية أصبح محط اهتمام الشارع المصري، خاصة مع إخضاع البترول الخام لضريبة القيمة المضافة حيث يتساءل المواطن حول تأثير هذا القرار على أسعار البنزين والمحروقات خلال الاجتماع المقبل، وخلال السطور التالية نرصد موعد اجتماع اللجنة . موعد اجتماع لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية أعلنت لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية في وقت سابق خلال أكتوبر 2024، أنه تم تعديل جدول اجتماعاتها لتصبح نصف سنوية بدلا من ربع سنوية، أي سيكون كل 6 أشهروليس كل 3 أشهر،وهذا يعني أن اجتماع اللجنة المنتظرسيكون خلال أكتوبر 2025، بعد الاجتماع الأخير الذي انعقد في أبريل 2025. وخلال اجتماعها، تعمل اللجنة على تحديد أسعارالبنزين الجديدة للمنتجات البترولية، التي سيعمل بها لمدة 3 أشهر، من خلال تطبيق معادلة سعرية تراعي 3 عوامل رئيسة، وهي سعر خام برنت، وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، وقيمة النقل والتكرير والأعباء الأخرى. أسعار البنزين اليوم - سجلت أسعار البنزين اليوم للتر 95: 19 جنيه. - سجلت أسعار البنزين اليوم للتر 92: 17.25 جنيه. - سجلت أسعار البنزين اليوم للتر 80: 15.75 جنيه. - سجلت أسعار السولار اليوم للتر: 15.5 جنيه. - أسطوانة البوتاجاز المنزلي (12.5 كجم): 200 جنيه - أسطوانة البوتاجاز التجاري: 400 جنيه هل تتأثر أسعار الوقود بقرار ضريبة القيمة المضافة ؟ قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن إقرار قانون مجلس النواب بشأن إخضاع البترول الخام لضريبة القيمة المضافة يأتي ضمن خطة الدولة لتعزيز الإيرادات من القطاعات الحيوية، لافتا إلى أن هذه الضريبة تطبق من خلال الصفقات المباشرة نظير تنقية البترول ومشتقاته الطبيعية لذا فيتم فرض ضريبة وهي الـ10%. وأضاف القليوبي في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن ما يخص القطاع العام لم تحدث به أي تغيرات أو تأثير في أسعار السوق ولكن هذا القانون يدخل حيز التاثير على بعض القطاعات الخاصة، موضحا أنه لايوجد أي تحرك في أسعار البنزين والوقود بسبب قانون ضريبة القيمة المضافة، حيث أن التسعير يخضع للجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية والتي تعقد اجتماعا نصف سنويا تحدد فيه تحديثات السعر بناءا على تقييم السوق.