
تشابهار تحت النار.. إحباط مؤامرة إرهابية دامية جنوب شرقي إيران
بحسب البيان الرسمي، الذي بثته وسائل الإعلام الإيرانية، فإن القوات الخاصة التابعة لاستخبارات الحرس الثوري نفذت عملية مباغتة وخاطفة ضد أفراد الخلية، ما أسفر عن مقتل واعتقال ستة من عناصرها، وضبط كميات ضخمة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمواد المتفجرة المعدّة لتنفيذ سلسلة هجمات دامية.
اللافت في هذا التطور أن العملية تزامنت مع مناورات أمنية واسعة النطاق تُعرف باسم "شهداء الأمن"، تُجريها طهران في جنوب شرقي البلاد، حيث تأتي هذه الخطوة كجزء من الاستراتيجية الإيرانية لتعزيز السيطرة الأمنية في المناطق المتوترة.
هذه المناورات، التي غالبًا ما تترافق مع حملات أمنية ضد الجماعات المسلحة، تُعد بمثابة رسالة مزدوجة: ردع داخلي وإيصال تحذير واضح للأطراف الخارجية التي يُعتقد أنها تدعم تلك الجماعات.
ووفق الرواية الرسمية، فإن الخلية كانت في مراحل متقدمة من التحضير لشن هجمات إرهابية متزامنة تستهدف مناطق عامة وأسواقًا مكتظة بالمدنيين، في محاولة لإحداث أكبر قدر من الفوضى وسفك الدماء، الأمر الذي يكشف خطورة المخططات التي كانت ستُنفذ لو لم يتم إحباطها في الوقت المناسب.
وتُبرز هذه العملية حجم التحديات الأمنية التي تواجهها إيران، خصوصًا في المحافظات الحدودية ذات الغالبية السنية، والتي تعاني من هشاشة أمنية بسبب النشاط المتزايد للجماعات المسلحة التي ترتبط، وفق السلطات الإيرانية، بجهات إقليمية ودولية معادية لطهران.
سيستان وبلوشستان، التي تشتهر بوعورة تضاريسها وتنوعها العرقي والمذهبي، تعد منذ سنوات مسرحًا لصراع خفي بين أجهزة الأمن الإيرانية وجماعات مسلحة تصفها طهران بالإرهابية والانفصالية.
وغالبًا ما توجه إيران أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة وبعض الدول الإقليمية، متهمة إياها بدعم وتسليح هذه المجموعات كجزء من سياسة "الحرب بالوكالة" لإضعاف أمن إيران الداخلي وزعزعة استقرارها.
ورغم ما تنشره وسائل الإعلام الإيرانية من بيانات حول نجاحات أمنية متكررة، فإن الخبراء يرون أن تفكيك مثل هذه الخلايا لا يعني نهاية التهديد، بل يكشف عن بيئة خصبة قد تنمو فيها هذه الجماعات من جديد، خصوصًا مع تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في بعض المحافظات المهمشة، ما يجعل سكانها عرضة للاستقطاب من قبل التنظيمات المتشددة، سواء بدافع مالي أو بدافع الاحتجاج السياسي.
ويُبرز هذا التطور الميداني معركة أكثر عمقًا، تدور في الظل، بين أجهزة الأمن الإيرانية وشبكات معقدة من الجماعات المسلحة العابرة للحدود، التي تستغل الثغرات الأمنية وتداخل القبائل وتجارة التهريب لتوسيع نفوذها.
كما أن هذه الجماعات، وفق تقديرات أمنية، باتت تمتلك خبرات قتالية متقدمة، سواء بفعل صلاتها بتنظيمات إرهابية دولية أو من خلال حصولها على الدعم اللوجستي والتقني من جهات خارجية، ما يضفي على المعركة طابعًا استخباراتيًا شديد التعقيد.
الحرس الثوري، عبر مقر "قدس"، شدد في بيانه على أن الحفاظ على الأمن في المناطق الحدودية هو "أولوية إستراتيجية لا تقبل المساومة"، ملوّحًا بردود فعل سريعة وحاسمة ضد أي محاولة لزعزعة الاستقرار.
هذا الموقف يعكس قلقًا متصاعدًا في أروقة صنع القرار الإيراني من تصاعد موجات الإرهاب في منطقة تقع ضمن نطاق استراتيجي حساس، حيث تمر عبرها طرق التهريب والشبكات الإجرامية، فضلًا عن كونها قريبة من الحدود مع باكستان وأفغانستان، اللتين تشهدان بدورهما وضعًا أمنيًا هشًا.
ومن الملاحظ أن إيران تعتمد بشكل متزايد على إشراك الأهالي في جهود الإبلاغ والمتابعة، في محاولة لخلق شبكة أمنية مجتمعية قادرة على كشف التحركات المشبوهة مبكرًا، إلا أن هذا النهج، رغم نتائجه الظاهرية، يكشف عن عمق الفجوة بين الدولة والمجتمع في تلك المناطق، إذ يُظهر مدى استحكام الإرهاب في الحياة اليومية لبعض السكان، الذين يجدون أنفسهم عالقين بين مطرقة الإرهاب وسندان الأجهزة الأمنية.
ويري مراقبون أن الرسالة السياسية الكامنة خلف هذه العملية واضحة؛ فإيران تريد أن تبعث بإشارة إلى الداخل والخارج معًا بأنها قادرة على ضبط أمنها في أصعب المناطق، وبأن أي محاولة لزعزعة استقرارها ستُواجه بردود فعل صارمة، حتى وإن اضطر الأمر إلى عمليات عسكرية داخلية قاسية، لكنها في الوقت ذاته، تدرك أن الإرهاب في تلك المناطق ليس مجرد خلايا معزولة، بل هو جزء من معركة أشمل تتداخل فيها الأبعاد المذهبية والسياسية والاقتصادية والإقليمية، ما يجعل المواجهة مرشحة لمزيد من التصعيد في قادم الأيام.
وفي خضم كل ذلك، تبدو إيران عالقة في معادلة معقدة، كيف يمكنها مواصلة بسط نفوذها الإقليمي مع احتواء التهديدات الداخلية المتزايدة، والتي باتت تتخذ طابعًا أكثر تنظيمًا ودموية؟ الجواب لا يزال معلقًا، لكن المؤكد أن الحرس الثوري بات يتعامل مع ملف الإرهاب في تلك المناطق باعتباره ساحة حرب حقيقية لا تقل خطورة عن أي جبهة خارجية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 26 دقائق
- وكالة الصحافة المستقلة
ارتفاع حصيلة قتلى الفيضانات في تكساس إلى 119 مع استمرار البحث عن المزيد من الضحايا
المستقلة/- يواصل عدد ضحايا الفيضانات في تكساس الارتفاع، حيث بلغ عدد القتلى 119 شخصًا على الأقل في جميع أنحاء الولاية، وفقًا لما ذكره مسؤولون صباح الأربعاء. تواصل فرق البحث البحث عن ناجين، في حين يشكك السكان والمؤسسات الإخبارية في أنظمة الإنذار والتحذير الحكومية. في مقاطعة كير، المنطقة الأكثر تضررًا من فيضان يوم الجمعة الماضي، أعلن المسؤولون صباح الأربعاء عن وفاة 95 شخصًا. أما الضحايا الآخرون، وعددهم 24 شخصًا، فهم من المناطق المحيطة. وصرح قائد شرطة مقاطعة كير بوفاة 59 بالغًا و36 طفلًا، بينما لا تزال 27 جثة مجهولة الهوية. يعود الناس تدريجيًا إلى منازلهم لمعاينة الأضرار الناجمة عن الفيضانات المفاجئة المدمرة، بينما يواصل المسؤولون المحليون جهود الإنقاذ والإنعاش والتنظيف. يُعتقد أن 161 شخصًا في عداد المفقودين في مقاطعة كير بسبب الفيضانات المفاجئة، وهم يشكلون غالبية المفقودين البالغ عددهم 173 شخصًا في الولاية بأكملها. مع استمرار جهود التنظيف، يدقق المزيد من الناس في نظام الإنذار الحكومي لتحذير الناس قبل الفيضان. كشفت التحقيقات الصحفية أن فرق الاستجابة الأولية طلبت تفعيل نظام إنذار جماعي في مقاطعة كير صباح يوم الجمعة. يرسل نظام الإنذار رسائل نصية و'يُسلم رسائل هاتفية طارئة مسجلة مسبقًا' لبعض الأشخاص في المنطقة. أجّل موظفو الإرسال طلبًا من رجال إطفاء متطوعين لإرسال تنبيه في الساعة 4:22 صباحًا، قائلين إنهم بحاجة إلى تصريح خاص، وفقًا لتقارير إذاعة تكساس العامة (TPR) استنادًا إلى عمليات البث الإذاعي الطارئة التي راجعوها. تلقى بعض السكان تحذيرات من الفيضانات في غضون ساعة. وقال آخرون لإذاعة تكساس العامة إنهم لم يتلقوا تنبيهًا حتى الساعة 10 صباحًا – أي بعد حوالي ست ساعات من طلب فرق الاستجابة الأولية. هناك تناقضات فيما يتعلق باستجابة المسؤولين المحليين. في أول مؤتمر صحفي له في 4 يوليو/تموز بعد الفيضان، قال قاضي مقاطعة كير إن المنطقة تفتقر إلى نظام إنذار للطوارئ. وقال لاري ليثا، عمدة مقاطعة كير: 'أعتقد أن هذه الأسئلة بحاجة إلى إجابة، لعائلات أحبائنا المفقودين، وللجمهور، كما تعلمون، ولمن عيّنوني في هذا المنصب. أريد هذه الإجابة، وسنحصل عليها'. وأضاف: 'لن نهرب، ولن نختبئ. سيتم التحقق من ذلك لاحقًا'. لا توجد صفارات إنذار خارجية في بعض المناطق في المنطقة. منذ عام 2015، تقدم مسؤولو مقاطعة كير بطلبات للحصول على منح لإنشاء نظام إنذار من الفيضانات، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. ولسنوات، حذّر المسؤولون أيضًا سلسلة من المخيمات الصيفية في المنطقة من الفيضانات القادمة شفهيًا. وقد أُطلقت عريضة بعد الفيضان للمطالبة بنظام إنذار مبكر، وحصلت على أكثر من 35,000 توقيع. صرّح الشريف بأن إدارة شرطة مقاطعة كير تعمل على جهود الإنقاذ والانتشال، مضيفًا أن الوضع يتطلب 'تكاتف الجميع'. خلال المؤتمر الصحفي يوم الأربعاء، طلب المسؤولون المحليون من الناس توخي الحذر وإفساح المجال لفرق البحث أثناء جهودهم. وقال مسؤول في مكتب الشريف: 'نستخدم معدات ثقيلة للغاية' للبحث وإزالة الأشجار المتساقطة والحطام. يوم الأحد، أعلنت إدارة ترامب الفيضانات 'كارثة كبرى' وخصصت موارد فيدرالية لمساعدة الولاية.


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
رسمياً.. المغرب يفتتح سفارته بدمشق بعد 13 عاماً من القطيعة
شفق نيوز– الرباط أعلنت المملكة المغربية، بشكل رسمي، يوم الأربعاء، إعادة فتح سفارتها بالعاصمة السورية دمشق، بناء على توجيهات من العاهل المغربي الملك محمد السادس بعد 13 عاماً من القطيعة. ووفقاً لما أوردته وكالة "المغرب العربي" للأنباء المغربية، تم يوم الأحد الماضي، إعادة فتح سفارة المملكة المغربية بدمشق، بتعليمات من الملك محمد السادس. وذكرت الوكالة، أن السفارة استأنفت عملها بمختلف مصالحها الإدارية، بكامل جاهزيتها وبكل أطقمها الإدارية. وكان الملك محمد السادس قد أعلن، في الخطاب الذي وجهه إلى القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية، التي انعقدت يوم 17 أيار/ مايو الماضي ببغداد، عن قرار المملكة إعادة فتح سفارتها بدمشق، التي تم إغلاقها سنة 2012، مؤكداً أن هذا القرار "سيساهم في فتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائية التاريخية بين بلدينا وشعبينا الشقيقين". وذكر المصدر، أن العاهل المغربي، جدد التأكيد على موقف المغرب الثابت بخصوص سوريا، والذي جاء في برقيته إلى الرئيس أحمد الشرع، والمتمثل في "دعم ومساندة الشعب السوري الأبي لتحقيق تطلعاته إلى الحرية والأمن والاستقرار، والحفاظ على الوحدة الترابية لسوريا وسيادتها الوطنية". وكان وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، قد أعرب في اليوم نفسه عن شكر وامتنان بلاده لقرار الملك محمد السادس إعادة فتح سفارة المملكة المغربية بدمشق. يشار إلى أن إعادة فتح السفارة تمت في مقرها السابق، وذلك ريثما تستكمل الإجراءات الإدارية وأشغال التهيئة الضرورية لنقلها إلى مقر جديد يستجيب للدينامية الجديدة التي تعرفها العلاقات المغربية السورية، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية المغربية.


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
أول رد عراقي على رسالة ترامب وزيادة الرسوم الجمركية
شفق نيوز- بغداد علق المستشار المالي والاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي، مظهر محمد صالح، يوم الأربعاء، على رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الموجه للعراق، وزيارة الرسوم الجمركية. وقال صالح لوكالة شفق نيوز، إن "رسالة الرئيس الأمريكي الأخيرة إلى الحكومة العراقية حملت مؤشرات واضحة على توجه إيجابي نحو تعزيز الشراكة التجارية والاستثمارية بين البلدين، ويبدو جلياً من مضامين الرسالة أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى توسيع آفاق التعاون الاقتصادي، وفتح نوافذ جديدة لتبادل المنافع بين دولتين ترتبطان بعلاقات إستراتيجية طويلة الأمد وفي مقدمتها اتفاقية الإطار الإستراتيجي 2008". وأضاف "على الرغم من أن الصادرات العراقية إلى الولايات المتحدة تقتصر تقريباً على النفط الخام، الذي لا تتجاوز كمياته 200 ألف برميل يومياً وبقيمة سنوية تقارب 4.5 مليار دولار –وهي صادرات معفاة أساساً من الرسوم الجمركية التي أقرها الرئيس ترامب في وقت سابق– إلا أن الرسالة الأمريكية ألمحت إلى إمكانية فرض رسوم بنسبة 30%، وهو ما لا يبدو منطقياً في ظل غياب صادرات عراقية فعلية أخرى إلى السوق الأمريكية تستدعي مثل هذا الإجراء". وتابع "في المقابل، فإن السوق العراقية تستورد سنوياً ما قيمته نحو 1.5 مليار دولار من السلع والخدمات الأمريكية، تتنوع بين المعدات الهندسية والكهربائية، والأدوات الاحتياطية، والأجهزة الدقيقة، والطائرات المدنية، والتقنيات الرقمية، والخدمات اللوجستية المتقدمة، إلى جانب السيارات والمنتجات الزراعية". ولفت صالح إلى أنه "تُعد هذه الواردات، على تواضع حجمها النسبي، ذات أهمية إستراتيجية نظراً لما تمثله من دعم للقطاعات الإنتاجية والخدمية، خاصة لما تتميز به من جودة ومتانة وتقدم تكنولوجي". ورأى أن "ما يمكن استنتاجه من رسالة البيت الأبيض هو أنها تمهّد لتوسيع مساحة التعاون التجاري بين البلدين من خلال تشجيع الاستيراد النوعي من الولايات المتحدة، لا سيما في المجالات التي تخدم أهداف العراق في التنمية المستدامة، مثل الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات، والسلع الرأسمالية والاستهلاكية ذات الجودة العالية". وأكد "يأتي هذا التوجه في وقت يسعى فيه العراق إلى تنويع مصادر اقتصاده الوطني، وتحرير الميزان التجاري من الاعتماد المفرط على النفط. فمثل هذا التعاون مع اقتصاد عالمي متقدم كاقتصاد الولايات المتحدة يمكن أن يسهم في إعادة هيكلة الاستيرادات العراقية على نحو يعزز الكفاءة والفعالية والإنتاجية، بدلاً من التوسع في استيراد السلع الكمالية أو ذات القيمة المضافة المنخفضة". وأردف صالح "لا يفوتنا في هذا السياق التذكير بأن العراق يستثمر ما يقارب نصف محفظته الاستثمارية من احتياطياته الأجنبية في سندات الخزانة الأمريكية، وهو ما يعكس مستوى الثقة المتبادلة ويعدّ أحد المؤشرات البارزة على متانة الحساب المالي في ميزان المدفوعات العراقي واستقراره". واكمل "كما يُعد هذا الاستثمار ركيزة مهمة في إدارة العلاقات المالية الثنائية، وهو ما يعزز من قدرة العراق على مواصلة تنمية موارده وتوظيفها في دعم استقراره الاقتصادي". وختم المستشار المالي والاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي، بالقول إن "قراءة الرسالة الأمريكية ينبغي ألا تُفهم ضمن حدود ضيقة أو تُفسّر على أنها تهديد تجاري، بل على العكس، فهي تقدم فرصة إستراتيجية لبناء شراكة اقتصادية أوسع، قائمة على المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، وتعظيم العوائد التنموية لكلا الطرفين". وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرضه رسوماً جمركية على العراق والجزائر وليبيا نسبتها 30%. وأصدر ترامب، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، مجموعة من الرسائل المتعلقة بفرض تعريفات جمركية على ست دول، من بينها الجزائر وبروناي والعراق وليبيا ومولدوفا والفلبين. وتدعو الرسائل إلى فرض تعريفات جمركية بنسبة 30% على الجزائر، و25% على بروناي، و30% على العراق، و30% على ليبيا، و25% على مولدوفا، و25% على الفلبين. وكان أستاذ الاقتصاد الدولي، نوار السعدي، قد أوضح لوكالة شفق نيوز، عقب قرار ترامب، أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي على العراق، سيكون لها تأثير مركب على الاقتصاد الداخلي. وقال "تأثير هذا القرار على الاقتصاد العراقي الداخلي سيكون مركباً، فمن جهة، سيتضرر المصدرون العراقيون القلائل الذين يصدّرون منتجاتهم إلى السوق الأمريكية، وإن كانت الكميات الإجمالية محدودة، إلا أن الرسالة الأخطر هنا هي أن العراق لا يمتلك بعد قاعدة تصديرية متنوعة أو قوية تسمح له بالتفاوض أو المناورة". وبيّن، أن "الإنتاج المحلي الذي يمكن أن ينافس في الأسواق الخارجية لا يزال في حدوده الدنيا، والصادرات العراقية لا تزال تعتمد بنسبة تتجاوز 90% على النفط، ما يعني أن أي قيود على الصادرات غير النفطية حتى لو كانت من جهة واحدة تكشف عن ضعف التركيب الاقتصادي بشكل كامل". ورأى السعدي أن "العراق بحاجة إلى تحرك سريع في ثلاثة اتجاهات، أولاً، عبر قناة دبلوماسية مباشرة مع واشنطن، لتوضيح الآثار السلبية للقرار، والعمل إما على استثناء بعض السلع أو تخفيض النسبة أو تأجيل التطبيق". والاتجاه الثاني بحسب السعدي، هو "عبر تنويع الشراكات التجارية وتوسيع القاعدة التصديرية نحو أسواق بديلة، مثل الصين والهند وتركيا وحتى دول الخليج"، مبيناً أن "هذه الخطوة تتطلب إصلاحاً في السياسات الصناعية ودعماً مباشراً للمنتج المحلي لكي يكون مؤهلاً للتصدير". أما الاتجاه الثالث، هو "عبر بناء سياسة تجارية وطنية واضحة المعالم، تنطلق من حماية المصالح الاقتصادية العراقية، وتعمل على تقليل التبعية لأي طرف دولي، وتنشيط اتفاقيات التجارة الثنائية والإقليمية، لا سيما أن العراق حالياً يعاني من غياب سياسة تجارية فاعلة تعكس مصالحه في المفاوضات الخارجية".