هل يمكن تفكيك اقتصاد حزب الله؟.. تقرير لشبكة "CNBC" يُجيب
وبحسب الشبكة، "لطالما سعى حزب الله، الوكيل الإيراني، الذي يسيطر على أجزاء من لبنان كمجموعة شبه حكومية، والمُصنّف من قِبَل واشنطن منظمةً إرهابية، إلى إيجاد طرقٍ مبتكرةٍ للتهرب من العقوبات الأميركية. لكن منذ الهجوم الإسرائيلي العدواني، تُركت قيادة حزب الله وبنيته التحتية المالية في حالةٍ من الانهيار. وقال جوزيف ضاهر، مؤلف كتاب "حزب الله: الاقتصاد السياسي لحزب الله في لبنان"، للشبكة: "يواجه حزب الله أكبر مأزق له منذ تأسيسه. فقد ألحقت الحرب الإسرائيلية على لبنان ضررًا بالغًا بالحزب وبُناه التحتية، حيث اغتالت كبار قادته العسكريين والسياسيين، بمن فيهم الأمين العام حسن نصر الله". وأضاف أن "المناطق ذات الأغلبية الشيعية تعرضت لقصف مكثف، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق للمساكن والبنى التحتية المدنية"."
وتابعت الشبكة، "لا يزال الحزب، الذي يشغل جناحه السياسي أيضًا مقاعد في المجلس النيابي، يتمتع بنفوذ سياسي كبير في لبنان، الذي أُجريت فيه آخر انتخابات نيابية عام 2022. وعلى الرغم من خسارته أكبر عدد من المقاعد في تاريخه السياسي، إلا أنه لا يزال متمسكاً بائتلاف من 62 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 128 عضوًا. وقال ضاهر إن حزب الله "لن يختفي لأنه يتمتع بهيكل سياسي وعسكري قوي ومنضبط ومنظم، ويستفيد من المساعدة المستمرة من إيران"، إلا أنه "أصبح معزولاً سياسيا واجتماعيا بشكل متزايد خارج السكان الشيعة في لبنان".
خارج النظام المصرفي
وبحسب الشبكة، "في حين يتلقى حزب الله معظم تمويله من إيران، فقد طوّر أيضًا شبكات مالية دولية واسعة النطاق لتحقيق إيرادات. ويجني الحزب أمواله من قطاعات تقليدية كالبنوك والإنشاءات، وتُقدّر إيراداته بمليارات الدولارات سنويًا. إن استراتيجية الحكم الموازية التي ينتهجها حزب الله، والتي تعمل كحزب سياسي ودويلة ضمن الدولة، مكنته من البقاء والنمو كجماعة مسلحة لعقود من الزمن. عندما حُرم المودعون اللبنانيون من مدخراتهم عام 2019 إثر انهيار مالي شلّ البلاد وعملتها، ظلّ حزب الله قادرًا على تمويل قاعدته وأنشطته غير المشروعة، وأدار أعمالًا تجاريةً تعتمد على النقد فقط، وأدار عمليات صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء".
وتابعت الشبكة، "يقول المحللون الإقليميون إن هذه الاستراتيجية ستستمر على الرغم من الضغوط على مواردهم المالية، وذلك بسبب الصعوبة الشديدة في تتبع المعاملات غير الرسمية التي تتم نقداً فقط. وقال ضاهر إن الاقتصاد اللبناني "يعتمد بنسبة تزيد عن 60% على التبادلات النقدية، التي لا تستطيع الدولة تتبع تداولها". وأضاف: "بفضل هذا الجزء من النقد المتداول الذي يُهرّبه حزب الله إلى لبنان، يُموّل أنشطته ويدفع رواتب موظفيه ويدعم قاعدته الشعبية، إلى جانب مصادر تمويل أخرى". ومع ذلك، فإن
الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب تمارس ضغوطا متجددة على الحكومة الجديدة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد أنشطة حزب الله غير المشروعة".
وبحسب الشبكة، "في ضربةٍ واضحةٍ لعمليات تمويل حزب الله، أصدر مصرف لبنان المركزي تعميمًا يحظر على كل المؤسسات المالية في البلاد التعامل مع مؤسسة القرض الحسن، وهي كيانٌ ماليٌّ مرتبطٌ بحزب الله يُقدّم قروضًا محليةً بضمان الذهب والمجوهرات. وتُعدّ هذه المؤسسة أداةً يستخدمها حزب الله لكسب دعم الشيعة في البلاد، والحصول على تمويلٍ أكبر لعملياته، وقد استهدفت إسرائيل منشآت القرض الحسن تحديدًا بغاراتٍ جويةٍ خلال العام الماضي. وقال ماثيو ليفيت، وهو زميل بارز في معهد واشنطن ومدير برنامج مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن خطوة مصرف لبنان كانت "بارعة"، لأن القرض الحسن مسجل منذ فترة طويلة كجمعية خيرية، وبالتالي كان قادراً على العمل خارج النظام المالي اللبناني، والتهرب من الرقابة التنظيمية. وأضاف: "هنا، يبدو أن مصرف لبنان قد وجد طريقةً لتجاوز هذه الفجوة"."
وتابعت الشبكة، "حتى وقت قريب، كان حزب الله يسيطر على كل منافذ الدخول إلى لبنان تقريبًا، بما في ذلك مطار بيروت. وبعد الهجوم الإسرائيلي على الحزب، أصبح مطاره الآن تحت سيطرة الحكومة. وبينما لا تزال طهران تموّل حزب الله، فإنّ طرق نقلها إلى لبنان مقيّدة بشدة بعد فقدانها حليفًا رئيسيًا بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وصرح خبراء لشبكة CNBC بأنّ الرحلات الجوية القادمة من إيران ومواقع أخرى، والمُخصصة لنقل الدعم المادي لحزب الله، تخضع لتفتيش مكثّف. وقال ضاهر عن استعادة الأمن في البلاد: "تم اعتراض تحويلات نقدية من الخارج في المطار والحدود. نتحدث عن ملايين الدولارات"."
"الفرصة سانحة الآن"
وبحسب الشبكة، "يقول كثيرون ممن يريدون تفكيك قوة حزب الله إن الوقت قد حان الآن. وقال ليفيت: "عندما تكون إيران الآن تحت ضغط هائل، ولبنان يحاول علنًا قمع قدرة حزب الله على العمل كميليشيا مستقلة، ويحاول استهداف التمويل الذي يحتاجه ليكون قادرًا على القيام بذلك، فلديك فرصة مثيرة للاهتمام". وقال" ان كلا من رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية مهتمين بتأكيد احتكار استخدام القوة في البلاد. كما إنهم مهتمون بتأمين المساعدات الدولية التي يحتاجها لبنان بشدة للخروج من الأزمة الاقتصادية، وهم مهتمون بعدم قول لا لإدارة ترامب"."
وتابعت الشبكة، "لكن الأمر ليس بهذه السهولة. فالحزب، الذي وُصف لفترة طويلة بأنه أقوى منظمة غير حكومية في الشرق الأوسط، لا يزال يحظى بولاء مئات الآلاف ممن يعتمدون عليه في خدماته الاجتماعية وقيادته الأيديولوجية، كما أنه لا يزال مدججًا بالسلاح. من الجدير بالذكر أنه لا أحد يطالب رسميًا بحل حزب الله أو زواله تمامًا. وقد طالب مبعوث ترامب إلى المنطقة، توم برّاك، حزب الله مؤخرًا بإلقاء سلاحه، وهو اقتراح رفضه الحزب. وقال ليفيت: "لن ينزع حزب الله سلاحه لمجرد الطلب منه بلطف. لكن علينا تمكين الحكومة اللبنانية من ذلك، ومنحها القدرة على ذلك، ودعمها عند تحقيق ذلك". ويتطلب ذلك مزيجاً من الجزرة والعصا، كما يقول المسؤولون الأميركيون السابقون، ومن المفارقات أن هذه الأدوات أضعفتها في كثير من الحالات انكماش موارد الحكومة الأميركية في عهد إدارة ترامب".
وأضافت الشبكة، "حدد ألكسندر زيردن، المدير في شركة كابيتول بيك ستراتيجيز للاستشارات المتعلقة بالمخاطر ومقرها واشنطن، والذي عمل سابقا في مكتب مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، بعض هذه الأساليب المحتملة. وقال: "على الصعيد الهجومي، تستطيع الولايات المتحدة، ومن المرجح أن تستمر، في استهداف شبكات حزب الله المالية داخل لبنان وخارجه. وستسعى الولايات المتحدة إلى منع حزب الله من الوصول إلى سوريا، بما في ذلك عقود إعادة الإعمار المربحة". وأضاف: "من ناحية الحوافز، أصبحت الأدوات المباشرة أكثر محدوديةً مع تقليص القدرات الدبلوماسية والتنموية. مع ذلك، يبدو أن هناك مجالًا للولايات المتحدة لدعم الإصلاحات الاقتصادية"."
وبحسب الشبكة، "بالنسبة لروني شطح، المحلل السياسي، فإن ما هو مطلوب حقا هو الضغط الدولي الذي من شأنه أن يدفع إيران إلى التخلي عن تدخلها في لبنان. وقال شطح: "ما لم يتغير بعد لصالح لبنان هو الجانب الدولي، أي إيجاد طريقة لإيران للتخلي عن لبنان، وهو ما أعتقد أنه لا يمكن أن يحدث إلا من خلال الدبلوماسية الاستراتيجية". وتابع قائلاً: "إذا كانت إدارة ترامب تريد السلام كما تقول مراراً وتكراراً، وإذا كان دونالد ترامب يريد جائزة نوبل للسلام أيضاً، فيجب أن يكون هناك بعض الطرق للمضي قدماً حتى يحتل لبنان مركز الاهتمام وإيجاد حل سلمي يرضي شروط إيران إلى حد ما". وحذر شطح من أن ما تم إنجازه حتى الآن من قبل الحكومتين الأميركية واللبنانية مهم، لكنه لن يؤدي في نهاية المطاف إلى كسر قوة حزب الله في البلاد. وقال: "الفرصة سانحة الآن. ليست غدًا، وللأسف، إنها نافذة تضيق. النية وحدها لا تكفي. سواءً من إدارة ترامب أو حتى من الرئيس اللبناني، النية وحدها لا تكفي".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
بالفيديو - أدرعي: هذه هي حقيقة انفجار مرفأ بيروت
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... كتب المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على "أكس": "حقيقة انفجار مرفأ بيروت أوضح من أي رسم كرتوني: حزب الله هو سبب نكبة لبنان. منذ سنوات وهو يخدع الناس بشعارات المقاومة المزعومة، بينما في الحقيقة يتآمر على وطنه، يكدّس السلاح في الأحياء المدنية، ويحوّل لبنان إلى رهينة بيد إيران." انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
بري في موقع لا يحسد عليه... والحزب في win win situation
على مدى اكثر من خمسة وثلاثين سنة يلعب الرئيس نبيه بري دورا محوريًا في ترتيب التوازنات وهندسة التوافقات، الى ان تحول الى زنبرك الحياة السياسية في لبنان... وها هو اليوم يبدو وكأنه في موقع لا يحسد عليه، "اذ يسعى من جهة الى ايجاد حل لمعضلة سلاح حزب الله بما يحفظ ماء وجه الحزب ويحمي الدولة من اي حرب جديدة، ومن جهة اخرى الى تجنيب الشيعة في لبنان من اية انقسامات على غرار "حرب الأخوة" في أواخر ثمانينات القرن الماضي التي تسببت بخسائر بشرية ومادية كبيرة، وأضعفت وحدة الطائفة الشيعية وأدت إلى تفكك اجتماعي وزعزعة الاستقرار في المناطق التي شهدت القتال"، على حد تعبير مرجع سياسي واسع الاطلاع. ويشير المرجع عبر وكالة "اخبار اليوم"، الى ان رئيس المجلس يعمل على عدة ركائز بما يحفظ الاستقرار، فهو اولا يحاول ضبط ايقاع الاستقرار الشيعي – الشيعي والحؤول دون اي فلتان في الشارع، وثانيا يعمل على ترتيب الوضع الانتخابي النيابي في 2026، لاستعادة نفس الكتلة او بتراجع محدود جدا، ثالثا: المحافظة على مكتسبات الطائفة الشيعية التي نالتها على مدى السنوات الاربعين الاخيرة. وفي المقابل، يرى المرجع ان ليس لدى حزب الله ما يخسره، فبغض النظر عن نتيجة التسوية التي سيتم التوصل اليها في نهاية المطاف هو في win win situation ، فهو اصلا ليس متجزرا في الدولة -على عكس بري- لا وجود فاعل له في النقابات مثلا. واذ يلفت الى ان الضغط الكبير يمارس اليوم على الرئيس جوزاف عون وبري، يقول المرجع: التواصل مع حزب الله يزداد صعوبة، حيث بعد اغتيال السيد حسن نصر الله الذي كان الآمر الناهي، حصل تضعضع كبير على مستوى اتخاذ القرار الذي اصبح منقسما بين: قيادات على تماس مع الحرس الثوري وتوافق على تسليم السلاح وفق شروط محددة وربما صعبة المنال، قيادات ترفض تسليم السلاح وتهدد بقطع اليد التي تمتد اليه، وصولا الى مواقف متناقضة يعبر عنها امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم الممثل الحقيقي للسلطة الايرانية في لبنان، لا سيما وان توليته كأمين عام جاءت من خارج مجلس شورى الحزب. امام هذا الواقع ليس لدى بري امكانية حسم الموقف، بحسب المرجع عينه الذي يتابع: ملف تسليم السلاح اصبح تحت ضغط كبير، ومجال المناورة واللعب على الوقت لم يعد متاحا، خصوصا بعد خطاب الرئيس عون الخميس الفائت، حيث سمى حزب الله بالاسم لأول مرة في اطار حديثه عن السلاح غير الشرعي. يضاف الى ذلك ان هناك شبه اجماع على ضرورة تسليم السلاح حتى من قبل العديد ممن هم تاريخيا في خط الممانعة مما يجعل الحزب وكأنه الوحيد الذي يغرد خارج السرب. ويختم المرجع: على الرغم من المشهد الملبد، فان معظم الاطراف تراهن على دور للرئيس بري للتوصل إلى صيغة توافقية لحصرية السلاح، لا سيما بعدما كان أكثر اندفاعاً للتوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار في الخريف الفائت. رانيا شخطورة - اخبار اليوم انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
نائب "حزب الله" يصعّد: "طويلة على رقبتن"
أكّد النائب علي المقداد، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة"، في تصريح تلفزيوني، أن جلسة مجلس الوزراء المقررة غدًا "ما كان ينبغي أن تُعقد"، مشيرًا إلى أن المطالبة بنزع سلاح المقاومة في هذا التوقيت تمثل تقاطعًا واضحًا مع الأجندة الأميركية – الإسرائيلية في لبنان والمنطقة. وقال المقداد إن "كل من ينادي بسحب سلاح المقاومة إنما ينسجم مع مشروع العدو"، وأضاف بلهجة حاسمة: "نزع السلاح؟ طويلة على رقبتن"، في إشارة إلى استحالة القبول بهذا الطرح من قبل حزب الله وأنصاره. وأوضح أن القرار النهائي بشأن الموقف من الجلسة سيتبلور بين الليلة وصباح الغد، بعد ورود الرد المرتقب إلى الرئيس نبيه بري وحزب الله. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News